بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه الرياض الناظرة والحدائق الزاهرة الفصل الثامن في وجوب النصيحة وفوائدها. ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدين النصيحة ثلاثة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. اخبر صلى الله عليه وسلم خبرا متضمنا للحث على النصيحة والترغيب فيها. ان الدين كله منحصر في النصيحة يعني ومن قام بالنصيحة فقد قام بالدين. وفسره تفسيرا يزيل الاشكال ويعم جميع الاحوال وان موضوع النصيحة خمسة امور لاستكمالها يكمل العبد. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة عقدها الامام عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى لبيان مقام النصيحة الرفيع ومكانتها العلية. وبيان ما يترتب على القيام بها من فوائد واثار عظيمة يجنيها الناصح في دنياه واخراه وبنى رحمه الله هذا الفصل على الحديث المخرج في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة وتكرارها ثلاثا لم يرد في صحيح مسلم وانما جاء في مصادر اخرى للحديث قال الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله وهذا كما هو واضح يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير وشدة رغبتهم في نيله وتحصيله فلما قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة كأنهم قالوا قد تهيأنا استعدينا لهذا الامر فلمن النصيحة يعني هذا السؤال يدل على اقبال ما هي المجالات يعني كأن كأنهم يقولون نحن مستعدون هذا الامر ولكن ما هي مجالات النصيحة؟ ابنها لنا فهذا مما يدل على كمال الصحابة رظي الله عنهم وارضاهم حرصهم الشديد على الخير قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فذكر عليه الصلاة والسلام ان مجالات النصيحة هي هذه الخمسة النصيحة لله والنصيحة لكتاب الله والنصيحة لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه. والنصيحة لائمة المسلمين والنصيحة لعامة المسلمين وقوله الدين النصيحة كقوله في الحديث الاخر الحج عرفة فهذا يبين المكانة العظيمة للنصيحة من دين الله وقد جاء في الحديث حديث جبريل المشهور لما ذكر مقامات الدين ومراتب الدين الثلاثة الاسلام والايمان والاحسان قال في تمام الحديث هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فهذا الدين الذي يشمل الاحسان والاسلام والايمان قيامه على النصيحة قيامه على النصيحة فالنصيحة عليها قيام دين الله تبارك وتعالى والمسلم مطلوب منه ان يكون ناصحا لله وان يكون ناصحا لكتاب الله وان يكون ناصحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وناصحا لائمة المسلمين وعامتهم واذا قيل كيف تكون النصيحة في هذه المجالات الخمسة فهذا ما سيبينه آآ المصنف رحمه الله فيما يأتي من كلامه واصل النصيحة قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير كل بما يليق بمكانه وشأنه قيام المنصوح قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ويفصل الان الشيخ رحمه الله تعالى النصيحة في كل مجال من هذه المجالات. نعم. اما النصيحة لله فهي القيام بحقه وعبوديته التامة وعبوديته تعم ما يجب اعتقاده من اصول الدين كلها واعمال القلوب جوارح واقوال اللسان من الفروض والنوافل. فعل المقدور منها ونية القيام بما يعجز عنه. قال تعالى في حق المعذورين ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله فاشترط في نفي الحرج عن هؤلاء ان يكونوا ناصحين لله ورسوله. وذلك بالنيات الصادقة والقيام بالمقدور لهم. ومن اعظم النصيحة لله الذب عن الدين. وتفريد شبه المبطلين. وشر محاسن الدين الظاهرة والباطنة فان شرح محاسن الدين وخصوصا في هذه الاوقات التي طغت فيها الماديات وجرفت بزخارفها وبهرجتها اكثر البشر. وظنوا بعقولهم الفاسدة انها هي الغاية ومنتهى الحسن والكمال واستكبروا عن ايات الله وبيناته ودينه. ولم يخطر بقلوب اكثرهم ان محاسن الدين الاسلامي فاقت كمالها وجمالها وجلالها كل شيء. وان محاسن غيره ان فرض فيه محاسن فانه يتلاشى ويضمحل اذا قيس بنور الدين وعظمته وبهائه. وانه الطريق الوحيد الى صلاح البشر وسعادتهم. ومحال ان تحصل السعادة بدونه. اما سعادة الدين فواضح لكل احد منصف. واما سعادة الدنيا فان الامور المادية المحضة اذا خلت من روح الدين فانها شقاء على اهلها ودمار. والمشاهدة اكبر شاهد على هذا فان امور المادة قد ارتقت في هذه الاوقات ارتقاء هائلا يعجز الفصيح عن التعبير عنه. ومع ذلك فهل هؤلاء مع انفسهم ومع غيرهم ومع بقية الامم عيشة سعيدة هنيئة طيبة؟ ام الامر بالعكس ما يخرجون من طامة الا تلقتهم طامة اكبر منها. ولا خلفوا من كوارث وعذاب الا دخلوا في عذاب افظع منه ولا والله ينجيهم من هذا ولا والله ينجيهم من هذا غير الدين غير ينجيهم من هذا غير الدين الصحيح وسيعلمون ويعلم غيرهم عواقبهم الوخيمة. هذا ما يتعلق بالنصيحة لله تبارك وتعالى وبين رحمه الله تعالى ان النصيحة لله تكون بالقيام بحقه الذي خلق الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه وهو العبادة وفي حديث معاذ قال اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قال قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه. ولا يشركوا به شيئا فالنصيحة لله تبارك وتعالى ان يقوم آآ المسلم ان يقوم الناصح بهذا الحق كما امره الله مخلصا لله متبعا لرسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه ويتناول ايضا النصح لله تبارك وتعالى الجانب الاعتقادي بان يؤمن العبد باسماء الله وصفاته وعظمته وجلاله وكماله وافعاله سبحانه وتعالى وربوبيته في ضوء ما دل عليه الدليل من من كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه كذلكم اعمال القلوب والجوارح داخلة في هذا المقام اعمال القلوب الحياء من الله الخشية من الله خوف الله محبة الله التوكل على الله الى غير ذلكم كل ذلكم داخل في باب النصيحة فمن النصيحة لله ان يخاف الله وان يحب الله وان يرجو رحمة الله وان يتوكل على الله وان ينيب الى الله الى غير ذلكم من الاعمال القلبية ايضا اعمال الجوارح من فرائض ونوافل القيام بها والحرص على تتميمها وتكملها كل ذلكم داخل في باب النصيحة لله عز وجل فاعمال القلوب والجوارح واقوال اللسان من الفروض والنوافل من الفروض والنوافل بان يحرص على القيام بها ومعلوم ان هذه الامور آآ قد لا يتمكن العبد اتقوا الله ما استطعتم قد لا يتمكن العبد من فعلها والقيام بها او من تكميلها فالنصيحة في هذا في هذا الباب ان يحرص على ادائها كاملة وافية واذا لم يتمكن من ادائها ان ان يقوم بقلبه نية صادقة صالحة على ادائها ولهذا قال رحمه الله فعل المقدور منها ونية القيام بما يعجز عنه ونية القيام بما يعجز عنه. فهذا من النصيحة النية الصالحة بان يقوم العبد بما يعجز عنه من اعمال الدين هذا من النصيحة لله ولهذا ساق رحمه الله الدليل قول الله تعالى في حق المعذورين ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله فهنا آآ كان آآ عذر هؤلاء ونفي الحرج عنهم بهذا الشرط اذا نصحوا لله ورسوله والنصيحة هنا تكون بقيام النية الصالحة الصادقة على القيام بهذا المأمور في حال القدرة عليه وبين رحمه الله ان من النصيحة لله الذب عن الدين من النصيحة لله تبارك وتعالى الذب عن الدين وتفنيد شبه المبطلين وهذا مقام عظيم من مقام النصيحة الرفيع وهو مقام اهل العلم الذب عن الدين ورد الشبه ليس لكل احد بل لا ينبغي ان يخوض فيه كل احد ولو خاض فيه من ليس اهلا كان ما يفسد اكثر مما يصلح اذا تصدى وتصدر لرد الشبهات وصد عاديات المبطلين بالاراء الفاسدة والاقوال الباطلة من لا بصيرة عنده ولا فهم ولا دراية يضر اكثر مما يصلح ويفسد اكثر مما يصلح وانما هذه الامور تكون لاهل العلم وترد الى اهل العلم وهم الذين يتولون هذا المقام وهذا يبين مقام اه العلماء الرفيع قال وتفنيد شبه المبطلين وشرح محاسن الدين الظاهرة والباطنة وهذا ايضا من الواجبات العظيمة والشيخ رحمه الله له رسالة مختصرة وعظيمة بعنوان الدرة المختصرة في محاسن الدين الدرة المختصرة في محاسن الدين وانصح اصحاب اللغات اه ان لم تكن ترجمت الى لغاتهم ان يبادروا الى ترجمتها صوتيا وايضا كتابيا تترجم صوتيا لان الترجمة الصوتية ايضا نافعة جدا تقرأ الكتاب قراءة دقيقة وتستوعبه ثم بصوتك تترجمه الى لغتك فيسمعها الالاف خاصة الان تيسرت وسائل كثيرة جدا لنقل المعلومات وكذلك كذلكم كتابية كذلكم كتابيا ينقل الكتاب الى اللغات كتابيا حتى يصل الى من يصل اليه وبهذه المناسبة انقل انقل لكم قسما بارا قسما آآ قسما فيه نصح عظيم جدا للامام ابن باز رحمه الله يقول والذي لا اله الا هو لو ان محاسن الدين الاسلامي نقلت الناس او للكفار كما ينبغي لدخلوا في دين الله افواجا لدخلوا في دين الله افواجا بعض الكفار تجده في في مكانه وفي بيئته وفي مجتمعه تصله معلومات مغلوطة عن الاسلام. اما مثلا يرى بعض المسلمين على حال سيئة جدا احد آآ الدعاة كان يلقي كلمة في اذاعة من الاذاعات وتترجم الى الى لغة تلك الاذاعة فاتصل احد النصارى وقال هذه الامور التي تذكرونها عن الاسلام عظيمة جدا ما سمعنا بها وانا اسكن في منطقة اكثر من يسكن فيها مسلمون وما رأيت شيء من هذه الاشياء ما رأيت بشيء من هذه الامور التي تذكرون فقال له ذلك الداعية قال له كل دين من الاديان حتى النصرانية تجد في اهل الدين من هو متمسك ومن هو متوسط ومن هو مفرط مضيع فلا يقاس الدين باعمال اهله لا يقاس الدين صحة وظعفا باعمال اهله وانما ينظر الى ما يدعو اليه الدين حقيقة فاذا محاسن الدين الاسلامي ينبغي ان تنقل ينبغي ان تنقل واذا نقلت هذه المحاسن بنية صالحة ورغبة وتسأل الله تبارك وتعالى ان يبارك بنقلك وتسعى في نشرها في اه الاماكن المختلفة يكون لذلك باذن الله تبارك وتعالى الاثر العظيم ولان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النهر وكم من انسان دخل في الدين بسبب حديث واحد سمعه عن هذا الدين في شيء من محاسن الاسلام خصلة واحدة من محاسن الدين دفعت الى الدخول فكيف اذا عرظت انواع المحاسن بعرظ جيد وبكلام موثق ومدعم بالادلة من كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه واحسب ان عدد الان عزموا عزما اكيدا على القيام بهذا الامر وادعو الله ان يوفقهم وان يعينهم وان ييسر لهم هذا الامر وان يتمه على الخير والبركة وان يبارك لهم في هذا الجهد انه تبارك وتعالى سميع مجيب قال فان شرح محاسن الدين فان شرح محاسن الدين وخصوصا في هذه الاوقات خصوصا في هذه الاوقات التي طغت فيها المادة اكثر تعلقات القلوب الان في الامور المادية والنفوس منبهرة واعتبر هذا في حالنا نحن يكفيك مثال ان تنظر في تتبعنا لموديلات الجوالات واهتمامات لا حد لها في هذا الباب وكأن بعظ الناس شغله الشاغل واهتمامه الذي ليس له اهتمام غيره ان يتتبع هذا المجال وماذا فيه مميزات وماذا فيه من خدمات وماذا فيه من كذا الى اخره وما ان يفرغ من هذا الجهد الجهيد في تتبع هذا هذه الامور المادية الا ويأتي موديل احدث الا ويأتي موديل احدث ثم تفرغ له الجهود مجددا حتى ايضا يستوعب ما فيه وانبهار بهذه الامور وشغل الاوقات فيها ولو كان هذا الاشتغال من شخص مهتم بمعرفتها خدمة للدين فانعم به لكن كثير من هذه الجهود مبعثرة في اللهو وتجد واحد كبير في السن والى الاخر ويسأله ايش الالعاب اللي عندك وكم نوع الى اخره وهذي كيف نستعملها الى يعني ضاعت حقيقة الجهود والاوقات والحياة بالامور الله المستعان قال فان شرح محاسن الدين وخصوصا في هذا الوقت التي طغت فيه الماديات وجرفت بزخرفها وبهرجتها اكثر البشر ولعلمكم لعلمكم ان الشيخ يقول هذا الكلام هو ما رأى الذي رأيناه ولا وقف على الذي وقفنا عليه ما كان في زمانه انترنت ولا فيه كمبيوتر ولا في جوالات ولا كل هذي ما كانت موجودة فاذا كان يتحدث بهذا الحديث في وقته اذا كان يتحدث بهذا الحديث في وقته وكان في وقته رحمة الله عليه في وقته ما كان فيه مكبرات صوت في المساجد واحضرت كانت على بداياتها احظرت الى الى بلده عنيزة مكبر صوت فالعوام ضجوا قال هذا منكر وكيف تأتون بالمساجد مكبرات صوت وهذا كذا وضجة الناس. وخطب خطبة رحمه الله يبين فيها فوائد مكبرات الصوت وان من الوسائل النافعة التي تعين على بلاغ الخير واخذ يبين ذلك ويطمئن العوام انها لا شيء فيها فالاشياء التي كانت موجودة عنده ويتحدث عنها هنا مثل مكبرات الصوت واشياء من من هذا القبيل اما الاشياء التي الان يعني آآ كثرت وراجت وانتشرت ما رأها وليس عنده منها رحمه الله خبر قال وظنوا بعقولهم الفاسدة انها هي الغاية وهذه مصيبة اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا قال الله عن الكفار يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون هذي مصيبة اذا كانت غاية الانسان الانكباب والانشغال بهذه الماديات الزائلة قال وظنوا بعقولهم الفاسدة انها هي الغاية ومنتهى الحسن والكمال واستكبروا عن ايات الله وبيناته ودينه قال ولم يخطر بقلوب اكثرهم ان محاسن الدين الاسلامي فاقت بكمالها وجمالها وجلالها كل شيء وان محاسن غيره اي غير الدين الاسلامي ان فرض فيها محاسن فانه يتلاشى ويضمحل اذا قيس بنور الدين وعظمته وبهائه وانه الطريق الوحيد الى صلاح البشر وسعادتهم ومحال ان تحصل السعادة بدونه ثم اخذ يبين رحمه الله ان هذه الصناعات الحديثة خاصة ما يتعلق بالاسلحة الفتاكة المدمرة اذا كانت هذه الاسلحة بايدي قلوب خالية من الدين فهذه كارثة اذا كانت في قلوب خالية من من الدين والخوف من الله سبحانه وتعالى واعتقاد ان الانسان يلقى الله وان الله سيحاسبه هذه كارثة عظيمة ولهذا تجد من اناس لا خلاق لهم ولا دين من يقذف بالقذيفة ويموت المئات والالاف والعشرات ما يبالي ما يبالي وكانه قتل نوعا من الذباب او نوعا من الحشرات ما كأنه فعل شيئا ولا ولا للنفوس البشرية اي مكانة ولا لها حرمة ولا منزلة واصبحت الدماء من ارخص ما يكون فهذه الاسلحة اذا كانت بيد من لا دين عنده ولا خوف ولا يعتقد انه سيلقى الله ما يبالي ويقتل القتيل وينام مباشرة وليس عنده ارق وليس عنده ارق بينما الذي يخاف الله احدهم يقول سمعته مرة يتحدث مع احد المشايخ وكان لطيفا قال كنت امشي بسيارتي يا شيخ ودهست قطة دهست قطة قال لي والله ما انتبهت لها مرت امامي والله ما انتبهت ويحلف ايمان ما انتبهت لها ولا علمت بها ونظرت في في المرآة واذا بها قد ماتت يا شيخ ويكاد وهو يحدث الشيخ يبكي واذا بها ماتت يقول اه وانا اسمع قال له عزيت اه اهلها ولا ما عزيته ثم بين لهم ان ان يعني هذا امر ما تعمدت ولا تقصدت ولا ولا يضرك لكن انظر الخوف قطة ومرت وما شعر بها وفيه هذا الخوف واخر يقتل مئات من البشر ولا يبالي لان ما في قلبه خوف من الله ولا خشية من عذاب الله ولا اعتقاد انه سيقف بين يدي الله وان هذه الدماء وهذه الحقوق ستؤدى يوم القيامة فهذه الاسلحة الفتاكة دمار للعالم اذا نظر اليه انسان من جهة يجد انها رقي مثلا تقدم وصناعات عالية الى اخره ومن جهة اخرى اذا كانت بيد من لا دين له ولا خوف من الله هذي دمار للعالم كله. وهلاك للناس ولهذا يقول رحمه الله واما سعادة الدنيا فان الامور المادية المحضة اذا خلت من رح الدين فانها شقاء على اهلها ودمار والمشاهدة اكبر شاهد على هذا فان امور المادة قد ارتقت في هذه الاوقات ارتقاء هائلا يعجز الفصيح عن التعبير عنه. ومع ذلك ومع ذلك فهل عاش هؤلاء مع انفسهم ومع غيرهم ومع بقية الامم؟ عيشة سعيدة هنيئة طيبة ام الامر بالعكس ام الامر بالعكس الان في طيارات بدون قائد وترسل من اقصى مكان بها قذائف وبها مدمرات وبها وكم يهلك تحتها من من هالك وكم تقتل من نفس فاذا كان من بيده مثل هذه الاشياء خالي من روح الدين والخوف من رب العالمين وانه سيقف بين يدي الله وان الله سيحاسبه على كل نفس اعتدى عليها لتؤدن الحقوق يوم القيامة اذا ما دام الامر بهذا قال ما يخرجون من طامة الا تلقتهم طامة اكبر منها ولا خلصوا من كوارث وعذاب الا دخلوا في عذاب افظع ولا والله ينجيهم من هذا غير الدين الصحيح وسيعلمون ويعلم غيرهم عواقبهم الوخيمة نعم واما النصيحة لكتاب الله فهي الاقبال بالكلية على تلاوته وتدبره وتعلم معانيه وتعليمها والتخلق باخلاقه وادابه والعمل باحكامه واجتناب نواهيه والدعوة الى ذلك. هذه الخلاصة وافية مع اختصار لكنها وافية في بيان حقيقة النصيحة لكتاب الله وهي ان يقبل المسلم على كتاب الله تلاوة وتدبرا وتعلم معانيه وتعليمها وتعلم معانيه وتعليمها وحقيقة التلاوة لكتاب الله وقد قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته باجتماع هذه الامور التي اشار اليها الشيخ فليست التلاوة مجرد قراءة الحروف العناية بالمعاني وتطبيقها اهم من حفظ الحروف وهذا امر يجب ان يعلم. العناية بالمعاني. معاني القرآن ومدلولاته وتطبيقها اهم من العناية بحفظ حروف القرآن واعتبر هذا في حياة الصحابة الصحابة رضي الله عنهم حققوا التوحيد وكملوه على احسن حال وتاريخهم فيه مجيد وايات التوحيد في القرآن كثيرة جدا ولم يحفظها كل الصحابة ايات التوحيد في القرآن كثيرة لم يحفظها كل الصحابة ايضا اقام الصلاة واعتنوا بها عناية عظيمة والايات التي فيها الامر بالصلاة في القرآن كثيرة ولم يحفظها كل الصحابة وقل كذلك في ابواب الدين الاخرى اقاموها اقامة عظيمة تامة ولم يحفظوا جميع الايات او اكثر الايات التي جاءت في هذا الباب حفظ من الصحابة القرآن من من حفظ ولم ينقل ان الصحابة كلهم كانوا حفاظا اه القرآن الكريم. اذا العمل بالقرآن العمل بالقرآن يكفي المسلم ان يحفظ شيئا يسيرا من القرآن لكن العمل بالقرآن مطلوب من كل مسلم واقامة حدوده والائتمار باوامره والانتهاء عن نواهيه مطلوب مطلوب من كل مسلم ان يتجنب الخمر ويتجنب الزنا مطلوب منه وليس واجبا على كل مسلم ان يحفظ قول الله تعالى ولا تقربوا الزنا هذا ليس واجبا على كل مسلم لكن واجب على كل مسلم ان يتجنب الزنا وان يبتعد عنه مطلوب من كل مسلم ان يبر والديه وليس واجبا على كل مسلم ان يحفظ ايات بر الوالدين في القرآن الكريم وبعض الناس انعكست عنده القضية تصب اهتمامه على حفظ الحروف مضيعا للحدود والاوامر والامتثال تجده يتقن التلاوة ولكنه يفوت على نفسه آآ العمل وما جلس احد لهذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او نقصان قد قال عليه الصلاة والسلام القرآن حجة لك او عليك. وقال ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع به اخرين العناية بالقرآن قراءة وتدبرا فلا يتدبرون القرآن افلم يتدبروا القول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته والعناية بالعمل قال الحسن رحمه الله تعالى انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا. والحسن رحمه الله من علماء التابعين وتحدث مرة عن بعظ القراء في زمانه زمن التابعين تحدث عن بعظ القراء في زمانه قال يقول احدهم قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا في عمل واذا كانت القراء مثل هؤلاء لا كفر الله في الناس مثل هؤلاء. ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعه هذا كلامه رحمه الله في في زمن التابعين فالشاهد ان العناية بالعمل بالقرآن وتحكيم القرآن والاحتكام القرآن والائتمار باوامر القرآن والانتهاء عن نواهي القرآن هذا كله من النصيحة لكتاب الله لا يكون ناصحا لكتاب الله من يتقن تلاوة مثلا قول الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ثم يكون عاقا لوالديه مسيئا للتعامل ينهر والديه يسيء لوالديه وهكذا قل في جميع الايات وهكذا قل في جميع الايات يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئسا الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون قد يحفظها شخص حفظا متقنا لا يخرم منها شيئا لكنه في مجالسه سخرية وهمز ولمز الى اخره هل يكون من اهل هذه الاية فاذا هذا جانب لا بد من العناية به الا وهو ان من النصيحة لكتاب الله العناية بالقرآن فهما وتدبرا وعملا بكتاب الله تبارك وتعالى ثم دعوة اليه قال وتخلقا باخلاقه وادابه عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قال كان خلقه القرآن بمعنى انك لا تجزب في القرآن امرا الا وهو مؤتمر به ولا نهيا الا وهو منتهي عنه صلوات الله وسلامه عليه ثم اذا اكرم الله العبد بذلك يعتني بالدعوة الى الدعوة الى الله بالايات وذكر بالقرآن قل انما انذركم بالوحي. وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. نعم واما النصيحة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهو الايمان الكامل به وتعظيمه وتوقيره وتقديم محبته واتباعه على الخلق كلهم. وتحقيق ذلك وتصديقه باتباعه ظاهرا وباطنا. في العقائد الاخلاق والاعمال. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله والحرص على تعلم سنته وتعليمها واستخراج معانيها وفوائدها الجليلة. وهي شقيقة الكتاب. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وجملة ما تقدم ان النصيحة لله ورسوله هي الايمان بالله ورسوله وطاعة الله ورسوله وهذا يعم كل ما تقدم. وهنا ذكر رحمه الله تعالى خلاصة تتعلق بالنصيحة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تكون بالايمان الكامل به وتعظيمه وتوقيره صلوات الله وسلامه عليه وتقديم محبته واتباعه على الخلق كلهم قد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب الي من والده وولده والناس اجمعين وقد قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم اي اولى بنفسك منك فيجب ان تحبه محبة مقدمة على محبة نفسك. واولى بنفسك منك فيجب ان تطيعه طاعة مقدمة على طاعتك لنفسك لانه اولى بنفسك منك صلوات الله وسلامه عليه واحرص على نفسك منك لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم قال وتحقيق ذلك وتصديقه باتباعه ظاهرا وباطنا في العقائد والاخلاق والاعمال هذه حقيقة الايمان بالرسول عليه الصلاة والسلام ان يكون محبا له عليه الصلاة والسلام متبعا له عقيدة وعبادة وخلقا وقد قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وبهذا يتبين ان محبة النبي عليه الصلاة والسلام ليست بمجرد الادعاء مع المخالفة وعدم الاتباع او ركوب الرأس بفعل البدع والاهواء مع اضاعة الفرائض والواجبات فهذا ليس هو حقيقة محبة النبي ولا حقيقة الايمان به. صلوات الله وسلامه عليه. وانما حقيقة ذلك الحرص على تعلم سنته وتعليمها واستخراج معانيها وفوائدها والعناية بالعمل بها كل ذلكم من الايمان به ومن تحقيق محبته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم واما النصيحة لائمة المسلمين وهم ولاتهم من السلطان الاعظم الى الامير الى القاضي الى جميع من له ولاية صغيرة او كبيرة فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم اعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب رواتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد امامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف. وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم امرهم الذي لا يخالف امر الله ورسوله. وبذل ما يستطيع الانسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون اليه في رعايتهم. كل احد بحسب حاله دعائي لهم بالصلاح والتوفيق. فان صلاحهم صلاح لرعيتهم. واجتناب سبهم والقدح فيهم واشاعة مثالبهم فان في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا. فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من وعلى من رأى منهم ما لا يحل ان ينبههم سرا لا علنا. بلطف وعبارة تليق بالمقام بها المقصود فان هذا مطلوب في حق كل احد. وبالاخص ولاة الامور. فان تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير وذلك علامة الصدق والاخلاص واحذر ايها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود ان تفسد بالتمدح عند الناس فتقول لهم اني نصحتهم وقلت وقلت فان هذا عنوان الرياء عنوان الرياء وعلامة ضعف الاخلاص. وفيه اضرار اخر معروفة. ثم ذكر رحمه الله تعالى هنا خلاصة تتعلق بالنصيحة لائمة المسلمين قال وهم ولاتهم من السلطان الاعظم الى الامير الى القاضي الى جميع من لهم ولاية صغيرة او كبيرة فهؤلاء اه حقهم ان تقدم لهم النصيحة وان تبذل لهم النصيحة فان النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين فكن له فكل من له امامة وولاية عامة او خاصة الواجب ان تبذل له النصيحة وبين رحمه الله تعالى ان هذا الواجب بحسب المراتب والمقامات ذلك باعتقاد امامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم امرهم الذي لا يخالف امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبذل ما يستطيعه الانسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون اليه في رعايتهم كل احد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق. فان صلاحهم صلاح لرعيتهم واجتناب سبهم والقدح فيهم مثالبهم لان هذا يوغر الصدور قد جاء في حديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال لا تسبوا امراءكم. لان هذا السب واشاعة الثلب والوقيعة فيهم على الملأ يوغر الصدور ويشعل اشياء في اه النفوس فتكون النصيحة سرا كما جاء في الحديث من كانت له حاجة لذي سلطان فلا يبده علانية وليأتي وليأخذ بيده فان قبل والا ادى الذي عليه فالنصيحة لولاة الامر تكون بهذه الخلاصة التي اه ذكرها رحمه الله تعالى وذكرها ايضا اه اهل العلم قبله ونبه ايضا تنبيها لطيفا ختم به الا وهو ان العبد اذا وفق لمناصحة ولاة الامر سرا يبقي هذا بينه وبين الله لا اه يدخل به لا يدخل به على نفسه بابا ام من ابواب الرياء بان يلقى الناس فيما بعده ويقول انا دخلت وانا قلت وانا فعلت وانا كتبت الى اخره وانما يجعله بينه وبين الله تبارك وتعالى وعملا صالحا اداه يرجو به ما عند الله يوم اه يلقى الله سبحانه وتعالى وما اشار اليه من معاني دلت عليها احاديث كثيرة ويجد طالب العلم آآ قدرا وافرا من هذه الادلة في كتاب الامارة من صحيح مسلم فان هذه الخلاصة التي آآ ذكرها رحمه الله دلائلها كثيرة ومن اراد جمعا لاحاديث عديدة في هذا الباب صحيحة فليقرأ كتاب الامارة من صحيح مسلم وبسبب غلبة الاهواء عند بعض الناس ومن ابتلوا بشيء من اه الاهواء اذا قرئت عليهم مثلا من صحيح مسلم احاديث الصلاة ما يستوحش واذا قرأت عليه احاديث الصيام ما يستوحش واذا قرأ كتاب الامارة من صحيح مسلم استوحشت نفسه مع ان الذي جاء باحاديث الصلاة واحاديث الصيام هو الذي جاء باحاديث تتعلق بالامارة وفي حديث واحد قاله في في حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام اتقوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة ربكم جمعها في حديث واحد فبعض الناس اذا ذكر طاعة ولي الامر يستوحش وسبب هذا الاستيحاش من بعظ الاهواء التي تدخل النفوس وتبتلى بها النفوس الذي امر بالطاعة طاعة ولي الامر بالمعروف هو الذي امر بالصلاة وهو الذي امر الصيام هو الذي امر بجميع واجبات الدين وفرائض الاسلام فالواجب ان يقبل المسلم على احاديثه عليه الصلاة والسلام بنفس منشرحة ويأخذ ما جاء عنه مأخذ القبول والاذعان والتسليم. وقد قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ايضا ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة لولاة امن المسلمين ولزوم جماعتهم نعم واما النصيحة لعامة المسلمين فقد وضحها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه فيه ما يحب لنفسه وذلك بمحبة الخير لهم والسعي في ايصاله اليهم بحسب الامكان. وكراهة الشر والمكروه لهم والسعي في دفع ذلك ودفع اسبابه. وتعليم جاهلهم ووعظ غافلهم ونصحهم في امور دينهم ودنياهم وكل ما وكل ما تحب ان يفعلوه معك من الاحسان فافعله معهم. ومعاونتهم على البر والتقوى ومساعدتهم على كل كل ما يحتاجونه فمن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه المسلم وهذه الامور كلها بحسب القدرة. قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فعلمت مما تقدم ان الامر كما ذكره صلى الله عليه وسلم ان النصيحة تشمل الدين كله اصوله وفروعه حقوق الله وحقوق رسوله وحقوق الخلق كلهم اهل الحقوق العامة والخاصة. فمن قام بالنصيحة على هذا الوجه فقد قام بالدين ومن اخل بشيء مما تقدم فقد ضيع من دينه بقدر ما ترك فاين النصيحة ممن تهاون بحقوق ربه فضيعها. وعلى محارمه فتجرأ عليها. واين النصيحة ممن قول غير الرسول على قوله واثر طاعة المخلوق على طاعة الله ورسوله واين النصيحة من اهل الخيانات والغش في المعاملات واين النصيحة ممن يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا وممن يتبعون عورات المسلمين وعثراتهم اين النصيحة من اهل المكر والخداع؟ واين النصيحة في من يسعى في تفريق المسلمين؟ والقاء العداوة والبغضاء بينهم واين النصيحة ممن يتملقون عند اللقاء بالمدح والثناء؟ ويقولون خلاف ذلك في الغيبة او في الغيبة عند الاعداء وعند واين النصيحة ممن لا يحترم اعراض المسلمين ولا يرقب ولا يرقب فيهم الا ولا ذمة. واين النصيحة من المتكبرين على الحق والمستكبرين على الخلق المعجبين بانفسهم المحتقرين لغيرهم فهؤلاء كلهم عن النصيحة بمعزل ومنزلهم فيها ابعد منزل. وكل هؤلاء قد اختل ايمانهم واستحقوا العقوبات المتنوعة. وحرموا من غير الذي رتب على النصح حرموا من الاخلاق الفاضلة وابتلوا بالاخلاق السافلة اولئك هم الخاسرون طوبى للناصحين حقيقة ما اعظم توفيقهم وما اهدى طريقهم لا تجد الناصح الا مشتغلا بفرض يؤديه وفي نفسه عن محارم ربه ونواهيه. وفي دعوة غيره الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة. وفي التخلق بالاخلاق الجميلة والاداب المستحسنة ان رأى من اخيه خيرا اذاعه ونشره. وان اطلع منه على عيب كتمه وستره. ان ان ان عاملته وجدته ناصحا صدوقا. وان صاحبته رأيته قائما بحقوق الصحبة على التمام. مأمونا في السر والعلن مباركا على الجليس كحامل المسك. اما ان يحذيك او تجد منه رائحة طيبة. اذا وجدت الناصح فاغتنم صحبته. واذا تشابهت عليك المسالك فاستعن بمشاورته. جاهد نفسك على التخلق بخلق النصح تجد حلاوة الايمان وتكون من اولياء الرحمن اهل البر والاحسان. لو اطلعت على ضمير الناصح لوجدته ممتلئا نورا وامنا ورحمة وشفقة ولو شاهدت افكاره لرأيتها تدور حول مصالح المسلمين مجملة ومفصلة ولو تأملت اعماله واقواله لرأيتها كلها صريحة متفقة. اولئك السادة الاخيار واولئك اخوة الابرار لقد نالوا الخير الكثير بالنيات الصالحة والعمل اليسير هنا ذكر الامام ابن سعدي رحمه الله تعالى ما يتعلق بالنصيحة لعامة المسلمين ذكر رحمه الله ان قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ان هذا الحديث فيه جماع النصيحة لعامة المسلمين ان تحب لاخوانك المسلمين ما تحب لنفسك واذا كان القلب بهذه الصفة تحب لاخوانه المسلمين ما يحب لنفسه سيتحرك قدر استطاعته عملا للخير لهم والاحسان اليهم وايضا كفا للشر والاذى عنهم فقاعدة النصيحة للمسلمين التي عليها تبنى ان يحب لهم ما يحب لنفسه والحب عمل قلبه الحب عمل قلبه ان تحب لهم ما تحبه لنفسك واذا احببت لهم ما احببت لنفسك من الخير لن يصدر منك اليهم او تجاههم الا المعاملة الطيبة والخلق الكريم. لان قلبك يحب لهم ما يحب آآ ما تحبه لنفسك وبين رحمه الله تعالى ما يتفرع عن هذا الحديث من اعمال احسان ومعاملة كريمة طيبة في حدود استطاعة العبد وطاقته قال فاتقوا الله ما استطعتم ثم ذكر رحمه الله امورا ينبه بها ويحذر من اعمال وصفات واخلال وخلال وخصال تتنافى مع النصيحة فاستطرد في هذا الجانب اين النصيحة ممن فعل كذا؟ واين النصيحة ممن فعل كذا؟ الى اخره ثم كان ذكر كلاما عظيما عظيما جدا حقيقة يعني ينبغي ان يعتنى به وانصح اه العناية بنشره كلام حقيقة عظيم جدا يقول طوبى للناصحين طوبى للناصحين للناصحين حقيقة ما اعظم توفيقهم وما اهدى طريقهم لا تجد الناصح اسمع الخلاصة الجميلة لا تجد الناصح الا مشتغلا بفرظ يؤديه وفي جهاد نفسه عن محارم ربه ونواهيه وفي دعوة غيره الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وفي التخلق بالاخلاق الجميلة والاداب المستحسنة ان رأى من اخيه خيرا اذاعه ونشره وان اطلع منه على عيب كتمه وستره وان عاملته وجدته ناصحا صدوقا وان صحبته رأيته قائما بحقوق الصحبة على التمام مأمون من مأمونا في السر والعلانية مباركا على الجليس كحامل المسك. اما ان يحذيك او تجد منه رائحة طيبة فهذا هذه خلاصة حقيقة جميلة جدا في حقيقة الناصح البرنامج العملي او الحالة العملية التي عليها الناصح اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلنا جميعا ناصحين لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم والا يجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن مدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اصلح ولاة امرنا ومن عليهم بالتوفيق والسداد والعون على الخير يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا طيب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سؤال واحد في النصيحة نعم يقول فضيلة شيخنا بارك الله فيك بما تنصحني وتنصح اخي حيث اني نصحته نصيحة فلم يقبلها مني وهجرني وانا ارجو ان يرجع لي لاني لا احمل عليه ولا ذرة من حقد اسأل الله عز وجل ان يجمع بينك وبين اخيك على الخير والبر والتقوى واذا كنت بذلت النصيحة ولم تسئ يا الى اخيك في تعاملك معه وفي طريقة نصيحة نصيحة له وبينك وبين الله في التعامل معه كنت ناصحا ولم تكن غاشا فلا يضرك ذلك وقد تنفر بعض النفوس او يقع اه بعض الوحشة لكن اذا صفت النية واتجه الانسان بقصده لنيل رضا الله تبارك وتعالى وتجرد من حظوظ النفس تحققت باذن الله تبارك وتعالى الخيرات. اما اذا وقف الانسان مع حظوظ نفسه ما يتعلق بشخصه وحاله فهذا الذي تترتب عليه المظار بينما اذا علت همة الانسان وكان متجها الى ما فيه الخير وما فيها آآ المصلحة وجرد قلبه لذلك طلبا لمرضاة الله تبارك وتعالى ونيل ثوابه تحقق بذلك الخير والبركة والتوفيق بيد الله اللهم اشرح صدورنا ويسر امورنا واجعلنا ناصحين لك ولعبادك ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا اله انا وسيدنا ومولانا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد