بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه الرياظ الناظرة الفصل التاسع في فوائد الشجاعة وذم الجبن والتهور حقيقة الشجاعة هي الصبر والثبات والاقدام على الامور على الامور النافع تحصيلها او دفعها. وتكون في الاقوال وفي الافعال فاصلها في القلب وهو ثباته وقوته وسكونه عند المهمات والمخاوف. وثمرته الاقدام في الاقوال والافعال وعند القلق والاضطراب وكماله وزينته ان يكون موافقا للحكمة. فانه اذا زاد عن حد الحكمة خشي ان يكون تهورا وسفها والقاء باليد الى التهلكة وذلك مذموم كما يذم الجبن. فالشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين رذيلين وهما الجبن والتهور. والشجاعة خلق نفسي ولكن له تمده فاعظم ما يمده وينميه الايمان. وقوة التوكل على الله. وكمال الثقة بالله. وعلم عبدي ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. ويمده ايضا الاكثار من ذكر الله والثناء عليه. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون فمتى قوي ايمان العبد بالله وبقضائه وقدره وقوي يقينه بالثواب والعقاب وتم كله على الله وتم توكله على الله وثقته بكفاية الله وعلم ان الخلق لا يضرون ولا ينفعون وان نواصيهم بيد الله وعلم الاثار الجليلة الناشئة عن الشجاعة متى تمكنت هذه المعارف من قلبه قوي واطمأن فؤاده واقدم على كل قول وفعل ينفع الاقدام عليه. ولابد لمن كانت هذه حاله ان يمده الله بمدد من عنده لا يدركه العبد بحوله ولا قوته. فان من كان الله معه فلا خوف عليه. ومن كان الله هانت عليه المصاعب ودفع الله عنه المكاره. قال الله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا فصل عقده المصنف رحمه الله في بيان فظل الشجاعة وعظيم مكانتها وكثرة فوائدها وايظا ذم اه ظدها وهو الجبن والتهور والشجاعة عرفها المصنف رحمه الله تعالى اثناء كلامه انها خلق نفسي ويمكن كذلك ان تعرف بانها ملكة يقتدر بها صاحبها على دفع من يظلمه او يجني عليه او يعتدي عليه وليس من لازم ذلك اه ان يكون الانسان مصارعا او سرعة للاخرين بل بدفع من اعتدى عليه بما يتم به الدفع مع قوة القلب ثبات النفس ورباط رباطة الجأش فالشجاعة خلق عظيم تحدث عنه المصنف رحمه الله هنا وذكر ايضا الامور التي تمد القلب بالشجاعة والقلب يحتاج الى امور تمده وتغذيه فيكون قلبا شجاعا قلبا قويا وتضعف شجاعته بضعف الامور التي تمد الشجاعة وتقويها وسبق ان عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا عن العدل مر معنا قريبا وذكر فوائده وسيأتي لاحقا عند المصنف رحمه الله فصل عن الصبر وفوائده وفصل اخر عن العفة وفوائدها واشير هنا الى هذه الاخلاق الاربعة او الخصال الاربعة وكلها عقد لها المصنف رحمه الله تعالى فصولا مستقلة بين مكانتها فان هذه الاخلاق الاربعة هي جماع الاخلاق بل انها اركان الاخلاق التي عليها تبنى فالاخلاق كلها تبنى على امور اربعة وهي الصبر والشجاعة والعدل والعفة وهذه الخصال او الخلال الاربعة اذا وجدت في القلب وجدت الاخلاق لانها ركن الاخلاق او اركان الاخلاق التي عليها تبنى الاخلاق فالصبر اذا تحلى به العبد ابعده عن آآ التهور ابعده عن الاندفاع ابعده عن آآ الامور التي يشين بالعبد ان يفعلها فصبره يحميه باذن الله تبارك وتعالى ويمنعه من ذلك والعفة تقي الانسان وتبعده باذن الله تبارك وتعالى عن الخصال الرذيلة والاعمال القبيحة السيئة فيتعفف ويبتعد عنها عفة لما اكرمه الله سبحانه وتعالى به من تحل بالعفة والشجاعة تعطي قوة القلب ومظاء في الحق وثباتا عليه وايضا كظما الغيظ ودفعا للاذى كل هذه الامور تتحقق بالشجاعة القلبية التي هي ملكة وخلق في في الانسان حتى لو كان الامر عليه شجاعته تجعله يؤدي الحق لاهله لانه رجل شجاع شجاعته تجعله يؤدي الحقوق لاهلها والعدل اذا تحلى به العبد كان متوسطا في الامور. لا افراط ولا تفريط لا غلو ولا جفاء معتدلا ومتوسطا في الامور فهذه الاخلاق الاربعة وكلها عقد لها المصنف رحمه الله فصولا بين فوائدها واثارها العظيمة المباركة وما يترتب عليها من اثار في كتابه هذا وهو هنا يتحدث رحمه الله تعالى عن الشجاعة وبين ان الشجاعة ثبات واقدام على الامور النافعة تحصينا لها آآ او دفعا ايضا لما يضر الانسان وتكون في الاقوال وفي الافعال تكون في اقوال العبد وفي افعاله اي ان هذه الشجاعة التي هي ملكة وخلق النفس اذا قامت في قلب العبد فان هذه تظهر على الانسان في اقواله في كلماته في بيانه فبعض الناس عنده من المعاني الجيدة التي يريد ان يبينها للاخرين وان يوضحها للاخرين لكن لكونه لا يحمل شجاعة قلبية لا يملك هذه الملكة النفسية تجده يخور ولا يتمكن عنده معاني جميلة عنده معاني طيبة لكنه لا يتمكن من ايصالها للاخرين ظعف هذه الشجاعة. فالشجاعة اه تورث اه مثل ما اشار المصنف تكون في الاقوال وتكون في الافعال تكون في الاقوال وتكون في الافعال الاقوال ما من بيان ونصح وخطابة ووعظ وغير ذلك تحتاج الى شجاعة حتى يتمكن الانسان من آآ من الكلام وبالمناسبة اذكر اول مرة طلب مني فيها ان القي خطبة جماعة الحي قالوا ان امام المسجد غائب والخطبة عندك غدا اذكر تلك الليلة ما نمت ابدا حتى اصبح الصبح وانا ما اتاني نوم ابدا فالشاهد ان آآ البيان والموعظة والكلام هذا كله يحتاج الى هذا الامر وايظا الافعال الافعال ايضا تحتاج الى هذه الملكة حتى يتمكن الانسان من اداء اه ما يريد ان يؤديه او بيان ما يريد ان يبينه من حق ووهدى قال اصلها في القلب اصلها اصل هذا الخلق في القلب وهو ثباته وقوته وسكونه وهو ثباته وقوته وسكونه. الشجاعة اصلها في القلب ثم تكون عنها اقوال شجاعة وافعال شجاعة لكن اصل الشجاعة في القلب وهو ثباته وقوته وسكونه ثباته وقوته وسكونه لان القلب اذا اضطرب الاقوال تبع له والافعال كذلك تبع له وهو ثبات وقوته والسكون عند المهمات والمخاوف وهذا ايضا يوضح ان الشجاعة تتبين في مثل هذا يعني تتبين في المهمات او ايظا في المخاوف ففيها تتبين شجاعة الانسان من عدمها ثمرته الاقدام في الاقوال والافعال وعند القلق والاضطراب يعني لا يصبح اه جبانا او آآ يفور عند مثل هذه المقامات بل شجاعته اي هذه الملكة التي في قلبه تجعله يمضي ويقدم ثم ينبه رحمه الله تعالى تنبيها عظيم الاهمية يقول وكماله وزينته كمال هذا الخلق الذي هو الشجاعة وزينته ان يكون موافقا للحكمة ان يكون موافقا للحكمة الشجاعة اذا كان معها حكمة جاءت في مواضعها الصحيحة اما اذا لم تكن مصحوبة بحكمة تحولت الى شيء اخر وهو التهور والاندفاع والطيش والى اخره فزينتها وكمالها استقامتها وسدادها عندما تكون مصحوبة بالحكمة فانه اذا زاد هذا الخلق خلق الشجاعة اذا زاد عن حد الحكمة خشي ان يكون تهورا وسفها خشي ان ان يكون تهورا وسفها. احيانا تمارس ممارسات سيئة جدا سواء من بعظ من يفعل ذلك ديانة او من يفعل ذلك اذى وسفها وعدوانا وتكون افعال هؤلاء او افعال هؤلاء بعيدة عن الحكمة التي هي الاعتدال في الامور ووضع الاشياء في مواظعها الصحيحة. ووزنها موازين الشرع. ومراعاة المصالح والمفاسد فاذا لم تكن الشجاعة مصحوبة بالحكمة يا يا يتولد عنها اظرار ومفاسد خطيرة يخشى ان تكون تهورا سفها القاء باليد الى التهلكة الان مثلا بعض للشباب يكون بيده السيارة ويصف زملائه بانه شجاع ما نوع شجاعته يضغط البنزين على اعلى سرعة يقطع الاشارة يأتي في الاماكن المزدحمة يمر سريعا يقولون شجاع هذا ليس شجاع الشجاع الشجاعة هي حقا عندما تكون مصحوبة بعقل وحكمة اما هذا تهور هذا القاء بالنفس للتهلكة هذا طيش هذا سفه هذا حمق وجهل هذا تعدي وظلم هذي اسماءها الصحيحة لكن عندما لا تفهم الاشياء فعلى بابها وعلى اصولها يطلق عليها ما لا تستحقه من الاسماء. فهذه الافعال التي قد تسمى شجاعة هي تهور وطيش دفاع وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه وقت الغضب. قد يتصور بعض الناس ان الشديد هو الذي يقاتل الناس مباشرة بينما الشديد كما وصفه النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي يملك نفسه. عنده قوة ملك بها نفسه وقت الغضب اما ذاك عنده ظعف فاندفع وقت الغظب ولم يملك نفسه قال يخشى ان يكون تهورا وسفها والقاء باليد الى التهلكة وذلك مذموم كما يذم الجبن ثم انظر اه الضابط الذي يذكره يقول فالشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين رذيلين الشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين رديلين وهما الجبن والتهور متوسط بين خلقين رديلين الجبن والتهور. اذا كان هناك اندفاع ومنزوع منه الحكمة هذا تهور واذا كان الانسان ايضا ليس عنده ثبات قلب ولا آآ ملكت نفس يصل بها الى آآ ايصال الحق او دفع الضر او نحو ذلك فهذا جبن والجبن مما يتعوذ بالله منه اللهم اني اعوذ بك من الجبن اه من العجز ومن اللهم اني اعوذ بك من الخوف ومن الجبن واعوذ بك من العجز ومن الكسل فالجبن مما يتعوذ بالله تبارك وتعالى منه والتهور ايظا امر فدم ويحذر العباد منه قول المصنف رحمه الله الشجاعة خلق فاضل متوسط بين خلقين هذا يمكن ان يبقى ايضا اصلا في جميع الاخلاق كل خلق فاضل وكل خلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين وهو وسط بينهما وهذا للعلامة ابن القيم في مدارج السالكين بسط جميل في هذا الباب شرح فيه الاخلاق وذكر كل خلق وتوسطه بين اه خلقين اه مذمومين فكل خلق محمود فاضل مكتنف اه خلقين اه مذمومين وهو متوسط بينهما قال رحمه الله والشجاعة خلق النفس ولكن له مواد تمده وهذا فيه جواب على سؤال كيف اكون شجاعا؟ كيف اقوي الشجاعة في قلبي كيف اصبح شجاعا؟ ما هي الامور التي تعينني على الشجاعة هذا هذا ما يبينه الشيخ هنا يقول لكن له مواد تمده تمده اي تمد هذا الخلق خلق الشجاعة فاعظم ما يمده وينميه الايمان ايدي الله عز وجل وبكل ما امر تبارك وتعالى عباده بالايمان به. وقوة التوكل عليه وقوة التوكل عليه العبد عندما يكون متوكلا على الله مفوضا امره الى الله على ثقة بالله سبحانه وتعالى عندما تأتي المخاوف يكون قلبه ثابتا يكون قلبه ثابتا لانه متوكل على الله ويعلم يقينا انه لن يصيبه الا ما كتبه الله له وان الخلق كلهم لو اجتمعوا على ان يظروه بشيء لن يظروه الا بشيء كتبه الله عليه فيثبت قلبه في المخاوف ومما ورد في هذا الباب حديث جابر في الصحيح لما كان النبي عليه الصلاة والسلام نزل في مع اصحابه وقد عادوا من غزوة في ظل شجرة يقيلون تحتها فجاء رجل من الاعداء وتسلل واختلط سيف النبي عليه الصلاة والسلام وسله صلتا ففتح النبي صلى الله عليه وسلم عينيه واذا بالسيف والرجل يقول للنبي عليه الصلاة والسلام من يحميك مني؟ او من يقيك مني فقال عليه الصلاة والسلام بكل شجاعة الله التوكل على الله والثقة به واللجوء اليه وتفويض الامر يعطي القلب شجاعة فقال الله اصبحت يد ذلك الرجل لا تستطيع حمل السيف عطل الله سبحانه وتعالى عنها حركتها فسقط السيف من يده واخذ النبي عليه الصلاة والسلام السيف وقال له من يقيك مني فاخذ يتوسل الى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول انت كريم وانت كذا يطلب منه عليه الصلاة والسلام ان يصفح عنه فالتوكل على الله والثقة بالله وايضا الايمان بالقدر وان الامور بقدر الله وانه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هذا كله مما يكسب القلب اه الشجاعة قال قوة التوكل على الله وكمال الثقة به وعلم العبد ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه ويمده ايضا اي يمد هذا الخلق الاكثار من ذكر الله والثناء عليه سبحانه وتعالى. واستدل لذلك بقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. فذكر الله تبارك وتعالى يمد اه القلب بالقوة والشجاعة قال فمتى قوي ايمان العبد بالله وبقضائه وقدره وقوي يقينه بالثواب والعقاب وتم توكله على الله وثقته بكفاية الله وعلم ان الخلق لا يظرون ولا ينفعون وان نواصيهم بيد الله وعلم الاثار الجليلة الناشئة تعاني الشجاعة تمكنت هذه المعارف من قلبه متى تمكنت هذه المعارف من قلبه؟ قوي قلبه واطمئن فؤاده واقدم على كل قول وفعل ينفع الاقدام عليه قال ولابد لمن كانت هذه حاله اي متحلم بهذه العقائد وهذه الصفات العظيمة ان يمده الله بمدد من عنده لا ايدركه العبد بحوله ولا قوته؟ فان من كان الله معه فلا خوف عليه. ومن كان الله معه هانت عليه المصائب ودفع الله عنه المكاره. قال الله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله الله مع الصابرين اي معية خاصة يؤيدهم يحفظهم ينصرهم يرد عنهم كيدا اه اعدائهم الى غير ذلكم من آآ المعاني التي تترتب على اه هذه المعية الخاصة ثم ذكر مثالا من حال وشأن نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا المقام العظيم. نعم قال رحمه الله تعالى انظر الى حالة نبينا صلوات الله وسلامه عليه وقد احاطت به مخاوف مزعجة وهو في الغار. والاعداء منتشرون في طلبه. ويقول له ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لو نظر احدهم موضع قدميه لابصرنا فقال ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما؟ مطمئن ثابتا غير مبال ولا قلق. يقول الله عنه في تلك الحال الا تنصروه فقد نصره الله. اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. فانزل الله سكينته عليه وانظر الى جميع مقاماته في الدعوة وجهاد الاعداء. وهو صادع بامر الله معلن بدعوته للقريب والبعيد والعدو والصديق لا تصده معارضة الاعداء ولا قلة الانصار والاولياء. لم يفتر ولم يضعف ولم ينئ ولم يخف مخلوقا ولم يثنه خذلان الخاذلين ولا لوم اللائمين بل ثبت على الدعوة والجهاد مستمر اعظم من ثبوت الرواسي وهو مع ذلك مطمئن الظمير ثابت الجأش واثقا بوعد الله تبشرا بنصر الله حتى انجز الله له ما وعده. واكمل دينه واعز جنده. وهزم اعداءه وجعل له الحميدة وتبعه على ذلك خلفاؤه واصحابه. فمضوا على ما مضى عليه نبيهم بايمان ويقين وثبات كامل وقوة في الدين. حتى فتحوا الامصار ودانت لهم الاقطار. واظهر الله بهم الدين واتم نعمته على المؤمنين. والله ما ادركوا ذلك بكثرة عدد ولا قوة عدد. كيف واقل دولة في ذلك الوقت واضعفها تلتهم العرب كلهم التهاما. انما ادركوا ذلك بقوة الايمان اليقين وبعدة الشجاعة الايمانية المؤيدة بالثقة بنصر رب العالمين. وباعداد وباعداد المستطاع من القوة المعنوية والمادية للاعداء. وبالصبر العظيم في مواطن اللقاء وبالنصر الرباني. هنا ذكروا الشيخ رحمه الله تعالى مثالا في الشجاعة في اعظم صورها وابهى مقاماتها في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ورباطة جأسه وقوة قلبه وثباته عليه الصلاة السلام ثم ايظا حال اه اصحابه رظي الله عنهم من بعده وما اكرمهم الله تبارك به من شجاعة وقوة قلب واعز الله تبارك وتعالى بهم دينه واعلى بهم كلمته وايدهم تبارك وتعالى بتأييده. وكما اشار رحمه الله تعالى ان هذا التمكين وهذا النصر المبين لم يكن بكثرة عدد ولا قوة عدد فوهم اقل دولة ولكن بما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به من ايمان وشجاعة وقوة قلب وتهيئ بالمستطاع. اعدوا لهم ما استطعتم. فنصر الله تبارك وتعالى بهم دينه واعلى به بهم كلمته واظهر بهم دينه على الدين كله. فهذا آآ مثال اليه اه المصنف رحمه الله تعالى في هذا المقام. نعم. قال رحمه الله تعالى ويمد هذا الخلق الفاضل ايضا التمرين. فان الشجاعة وان كانت في القلب فانها تحتاج الى تدريب النفس على الاقدام وعلى التكلم بما في النفس والقاء المقالات والخطب في المحافل. فمن مرن نفسه على ذلك لم يزل به الامر حتى يكون ملكة له. وزالت هيبة الخلق من قلبه فلا يبالي. القى الخطب والمقالات في المحافل الصغار والكبار على العظماء وغيرهم. اعد يا شيخ. اعد من البداية. ويمد هذا الخلق الفاضل ايضا فان الشجاعة وان كانت في القلب فانها تحتاج الى تدريب النفس على الاقدام وعلى التكلم بما في النفس والقاء المقالات والخطب في المحافل. فمن مرن نفسه على ذلك لم يزل به الامر حتى يكون ملكة له وزالت هيبة الخلق من قلبه فلا يبالي. بالقاء. القى الخطباء فلا يبالي لي بالقاء الخطب والمقالات في المحافل. بالقاء الخطب والمقالات في المحافل الصغار والكبار على العظماء وغيرهم وكذلك تمرين النفس على مقارعة الاعداء ولقائهم والجسارة في ميادين القتال تقوى به النفس والقلب. فلا يزال به الامر حتى لا يبالي بلقاء الاعداء. ولا تزعجه المخاوف. وقد حث الله على هذا الدواء على هذا الدواء النافع بقوله يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون وقال واصبروا ان الله مع الصابرين. وقال يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واثنى على المتصفين بهذا الوصف الجليل في قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فهكذا يكون حال الرجال. لا كمن خلع الرعب قلوبهم وصار خوف الخلق عندهم اعظم من خوف الخالق. قال تعالى في وصف هؤلاء يحسبون كل صيحة عليهم وقال يحسبون الاحزاب لم يذهبوا وان يأتي الاحزاب يودوا لو انهم بادون في الاعراب يسألون عن انبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا. وقال اشحة عليكم. فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت. فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد. واعلم نعم آآ هنا يذكر الشيخ رحمه الله ان هذا الخلق يحتاج ايضا اضافة الى ما سبق من امور ذكرها تمد اه القلب بالشجاعة يحتاج ايضا الى مران ان يمرن نفسه على التحلي بهذا الخلق. سواء في المقامات القولية او المقامات الفعلية فهذا وذاك كل منهما يحتاج العبد ان يمرن نفسه على اه اه على ذلك يحتاج ان يمرن نفسه على ذلك. والا قد يحصل مثلا طالب العلم علما غزيرا وفوائده عظيمة ويمضي حياته وهو لا يستطيع ان يبينها للناس لا في مثلا خطبة او في آآ كلمة او درس او نحو ذلك فيحتاج الى المران. واذكر احد المعاهد الدينية في احدى الدول يجعل من متطلبات التخرج من المعهد ان يخرج الطلاب مع استاذهم اسبوعين او ثلاثة ويضع لهم جدولا في المساجد خطب ودروس ومحاضرات وكلمات في التجمع والاستاذ يمضي معهم يقوم على الطبيعة. يمضي معهم يقومهم على طبيعة فيكون هذا آآ يعني في بعض الجهات تجعل الطالب مثلا يتدرب امام زملائه لكن ليس هذا مثل عندما يكون اه طالب العلم المقبل على الدعوة والخطابة الى اخره يباشر ذلك في فاذا لم يؤخذ بيد الطالب الى الميدان ويشجع على القاء ما عنده من علم يبقى العلم نفسه حبيس نفسه. اذكر مرة احد الافاضل آآ ممن اتاه الله تبارك وتعالى علما واحسبه على قدر من العلم طلبت منه ان ينوب عني في خطبة جمعة والكلام هذا قديم. قال والله ما استطيع. لو اقف امام الناس ان ركبي تضرب بعضها ببعض ويخشى ان اسقط لكن اعفني من هذا. فهذه الامور تحتاج الى شيء من طالب العلم فعلا اه يتمرن وايظا لا ينتظر طالب العلم ان يأخذ احد بيده ويمرنه بل يبدأ ويحاول يجتهد في يمكن ان مثلا يبدأ دروسه او مات في مسجد من المساجد الصغيرة التي جمعت المسجد فيها ثلاثة اربعة خمسة ثم ينتقل الى ما هو اوسع واكبر وهكذا. ويبدأ آآ آآ يبدأ في هذا المجال حتى يتمكن وان المساجد الصغيرة يتهيأ للانسان فيها اه تمرين النفس اكثر من اه المساجد الصغيرة كبير اه مساجد الكبيرة ومن خلال تجربتي ذكرت لكم قصتي السابقة لما طلب مني اول خطبة وكان في مسجد كبير وآآ ذكرت لكم ايظا ما حصل ثم من توفيق الله سبحانه وتعالى ولطفه انه جاء شخص اخر انيب في الخطابة وصل الى المسجد قبلي والقى الخطبة وما كنت ادري ماذا سيحصل لو كنت انا الذي اه اه القيت تلك الخطبة في ليلة لم انم ليلة جمعة لم انم تلك الليلة فمن ذاك الوقت آآ بدأت اذهب الى بعض القرى الصغيرة في في مساجد صغيرة واخطب فيها فالشاهد ان مثل هذه الامور فعلا مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله تحتاج الى مران. تحتاج الى تدريب والا اذا لم تمرن نفسك وتدرب نفسك تجد انك تكبر وعندك علم وعندك فوائد لكن ما تستطيع ان توصلها للاخرين. فاذا يقول هذا يحتاج الى تدريب النفس على الاقدام وعلى التكلم بما في النفس والقاء المقالات والخطب في المحافل فمن مرن نفسه على ذلك لم يزل به الامر حتى يكون ملكة له. وزالت الخلق من قلبه فلا يبالي بالقاء الخطب والمقالات في المحافل الصغار والكبار على العظماء وغيرهم. وكذلك تمرين النفس على مقارعة الاعداء ولقائهم والجسارة في ميدان القتال تقوى به النفس والقلب. قال فلا يزال به الامر حتى لا يبالي بلقاء الاعداء ولا تزعجه المخاوف. وثم ذكر ان الله عز وجل حث على هذا الدواء فعل الذي هو تمرين النفس والصبر وتدريبها قال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم يفلحون واصبروا ان الله مع الصابرين. يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا. واثنى على المتصفين بهذا الوصف الجليل في قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وبالمناسبة هذه الكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل اعظم كلمة يحتاج لها في باب الشجاعة. اعظم كلمة يعني عندما يخاف الانسان يقدم او يبتلى بامور من الامور التي هي مخاوف مقلقة مزعجة عدوان ظلم الى اخره عليه بهذه الكلمة. فان ابراهيم الخليل عليه السلام قالها حين القي في النار وقالها محمد عليه الصلاة والسلام واصحابه حين قالوا لهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فهي كلمة عظيمة جدا يحتاج اليها العبد حتى تقوي باذن الله تبارك وتعالى قلبه وتعمره بالشجاعة وتطرد عنه الخوف. ومعنى حسبنا الله اي الله كافينا. فهي كلمة تفويظ والتجاء الى الله واستعانة به تبارك وتعالى اعتماد عليه. والله تعالى يقول اليس الله بكاف عبده؟ ويقول ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال فهكذا يكون حال الرجال. هكذا يكون حال الرجال. لا كمن خلع الرعب قلوبهم وصار خوف الخلق عندهم اعظم من خوف الخالق ثم ساق ايات رحمه الله تعالى في هذا المعنى. نعم. قال رحمه الله الا واعلم ان الشجاعة المحمودة اذا كان المقصود بها نصر الحق ورد الباطل. وتحصيل المنافع العامة والمصالح المشتركة. فاما اذا كانت في حظوظ النفس الدنيئة لا في حقوق الله وحقوق الخلق فانها ذميمة ولهذا تجد هذا الصنف من الناس يقاتل اشد القتال في الخصام على اقل قليل من امور الدنيا فاما في الامور النافعة فانه في غاية الجبن عنها والاهتمام بشأنها. وسبب ذلك ضعف الوازع وقوة وازع الشهوة البهيمية والسبعية والسبعية فهؤلاء هم الارذلون. نعم قال رحمه الله واعلم ان الشجاعة المحمودة اذا كان المقصود بها نصر الحق ورد الباطل اذا هذا المقام مقام الشجاعة مقام يحتاج فيه الى النظر في اعتبار المصالح بجلبها والمضار بدفعها فاذا كان هذا هو النظر في الشجاعة كانت محمودة اذا كان المقصود بها نصر الحق ورد الباطل وتحصيل المنافع العامة والمصالح المشتركة اما اذا كانت في حظوظ النفس الدنيئة اذا كانت في حظوظ النفس الدنيئة لا في حقوق الله ولا في حقوق الخلق فانها دميمة هناك من يكون عنده اقدام واندفاع لكن في حظوظ نفسه الدنيئة يقدم على السطو يقدم على العدوان يدخل في مغامرات يعرض نفسه لتهلكة شديدة لكن في باطل خذ مثالا على ذلك اه الشياطين عندما يصعد واحدا فوق الاخر وهم يعلمون ان هناك شهب وان هناك هلاك محقق فما يبالون في سبيل يخطف كلمة واحدة يضل بها الخلق وكذلك من كان من اتباع الشياطين ممن يكون عنده قوة في قلبه لكن في الباطن يتعرض للموت لا يبالي يتعرض لهلاك محقق لا لا يبالي في الباطن فهذه هذه الشجاعة وهذه القوة في في في قلب من كان كذلك مذمومة ليست محمودة مذمومة وليست محمودة ولهذا تجد هذا الصنف من الناس يقاتل اشد القتال في الخصام على اقل قليل من امور الدنيا فاما في الامور النافعة فانهم في غاية الجبن عنها والاهتمام بها وسبب ذلك ضعف الوازع الديني وقوة وازع الشهوة البهيمية والسبعية فهؤلاء هم الارذلون يعني عندهم شجاعة اه السبع عندهم شجاعة السباع وشجاعة البهائم ليس معهم وازع دين ولا خلق ولا ايمان ولهذا يترتب على وجود هذه القوة في مثل هؤلاء فساد عظيم اه ظرر اه كبير فاذا اذا لم تكن هذه الشجاعة في المصالح والمنافع العامة وفي حقوق الله وحقوق العباد اه وانما كانت في حظوظ النفس الدنيئة فانها تكون دميمة. نعم ومما يمد هذا الخلق الجليل الاخلاص لله وعدم مراة الخلق. فان المخلص الذي لا يريد الا وجه الله وثوابه لا يبالي بلوم اللائمين اذا كان في ذلك رضا لرب العالمين فيقدم على قول الحق غير مبال بانتقاد من انتقده في موضوعه او لفظه او فصاحته او عدمها. لا يعد المدح من الناس شيئا في جانب قيامه بالحق. اما المرائي المتزين للناس الواقف في همته على مدحهم وذمهم فما اسرع خبره في المقامات الرهيبة. وما اعظم هلعه وهيبته اذا رماه الناس بابصارهم. وما اقل ثبوته عند اعتراض المعترضين وذم الذامين. والسبب في هذا انه جعل تعظيم الخلق ومدحهم وثناءهم نصب عينيه وقبلة قلبه وهو غايته التي يطلب ومعلوم ان من كانت هذه حاله ان اقواله وافعاله تقع على هذا النحو الذي ينحو والطريقة التي اليها يصبو. ومع ذلك لو قام في مقام من مقاماته الوضيعة لكانت اقواله وافعاله قليلة البركة. غير مأمون من ثبوته عليها. ولو تأملت الغاية التي يسعى اليها وهي ارادة تعظيم الخلق لوجدت هذا التعظيم او الثناء او الثناء اذا فرض اذا فرض وجوده نفاقا وتزينا واتباعا للاغراض المتنوعة. فما اسرع ما ينقطع ويتبدل بضده. اما المخلص لله القاصد لوجهه الذي غرضه نفع عباد الله فان الله يجعل في اعماله وكلامه الخير والبركة بركة ولو قدر ان يعترضه في هذا الطريق لوم لائمين وطعنهم. فيا سرعان ما يزول. فاما الزبد فيذهب وجفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. كل عمل لغير الله فهو مضمحل باطل. وكل سعي لله ولنفع الخلق فانه باق ونفعه متواصل. ما اقصر المرائين وما اسوأ حظ المتشبعين بالبهرج متزينين وما اعظم حظ المخلصين. وما اعظم درجاتهم عند رب العالمين. الاخلاص والتوكل والشجاعة اخلاق متلازمة يمد بعضها بعضا ويستعين بعضها ببعض وصاحبها في علو مضطرب اضدادها بالعكس كم بين من همته الكبرى دائرة حول مراض الله والسعي في نفع عباد الله المشاق في هذا السبيل. وبين من همته الدنيئة حول الامور الدنيئة وغايته التقرب الى الخلق والتزين لهم. قال تعالى هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ثم ختم رحمه الله تعالى هذا الفصل المتعلق بالشجاعة وفوائدها امر من عظيم يمد هذا الخلق. الا وهو الاخلاص لله. تبارك وتعالى وذكر كلاما عظيما متينا للغاية نافعا جدا ينبغي على المسلم مطالب العلم ان يحسن التأمل في هذا الكلام. وكما ذكر رحمه الله تعالى فان الاخلاص لله تبارك وتعالى في الاعمال يمد القلب بالشجاعة. والثبات والقوة لان القلب المخلص لا يعمل الا لله. القلب المخلص مدح الناس له وذمهم سواء مدحوه او ذموه الامر عنده سواء. لان العمل ليس لهم ولا لطلب رضاهم ولا لنيل محمدتهم وانما هو عمل يريد به وجه الله يريد به ثواب الله يريد به شيئا عند الله تبارك وتعالى فالاخلاص يمد القلب بالشجاعة بخلاف المرائي المرائي ملتفت في اعماله وفي اقواله في حركاته وسكناته الى الناس فيضعف قلبه تبعا لنظرات الناس اليه تبعا لنظرات الناس لي او انتقادهم او ولهذا تجده يتأثر كثيرا ويضطرب قلبه كثيرا وينزعج لان لان نظره في عمله الى الناس ولا يزال مذموما منتقدا فيكثر تعثره واضطرابه. بينما المخلص لا يلتفت الى الناس فيما يقوله لا في كلماته او مواعظه او غيره وانما هو يطلب بذلكم رظا الله سبحانه وتعالى فهذا الاخلاص يمد القلب كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى بالشجاعة قال فان المخلص الذي لا يريد الا وجه الله وثوابه لا يبالي بلوم اللائمين اذا كان ذلك في رضا رب العالمين. فيقدم على قول الحق غير مبال بانتقاد من انتقده في موضوعه او لفظه او فصاحته او عدمها لا يعد المدح من الناس شيئا في جانب قيامه بالحق في جانب قيامه بالحق. فهذا حال اه اه المخلص هذا حال المخلص الذي فيما يقوله يبينه فيما يقدمه لا يرجو به الا الا الله سبحانه وتعالى. بينما المرائي الذي يتزين باقواله او يتزين باعماله آآ للناس الواقف في همته على مدحهم وذمهم ماذا يكون له؟ قال ما اسرع خبره ما اسرع خبره في المقامات الرهيبة وما اعظم هلعه وهيبته اذا رماه الناس بابصارهم. لماذا؟ لان العمل الذي سيقدمه لهم فتجد نظره ملتفت اه الى الناس وخائف من ابصارهم الى اخر ذلك وما اقل ثبوته عند اعتراض المعترظين وذم الذامين السبب في هذا يقول الشيخ انه جعل تعظيم الخلق ومدحهم وثنائهم نصب عينيه وقبلة قلبه وهو غايته التي يطلب ومعلوم ان من كانت هذه حاله ان اقواله وافعاله تقع على هذا النحو الذي ينحو والطريقة التي اليها اصلا التي هي قائمة على المراءات والالتفات الى ماذا سيقول عنه الناس؟ هل يحمدونه؟ هل يذمونه قال ومع ذلك لو قام في مقام من مقاماته الوضيعة لكانت اقواله وافعاله قليلة البركة غير مأمونة غير مأمون من ثبوته عليها ولو تأملت الغاية التي يسعى اليها وهي ارادة تعظيم الخلق لوجدت هذا التعظيم او الثناء اذا فرض وجوده نفاقا وتزينا واتباعا للاغراض المتنوعة فما اسرع ما ينقطع ويتبدد. يقول لو فرض انه كسب بالثناء والمدح فانه ايضا يوجد على هذا الباب وينال على هذا الباب باب التزلف باب النفاق والتصنع ولهذا سرعان ما ينقطع فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل. قال اما المخلص لله القاصد لوجهه الذي غرظه نفع عباد الله فان الله يجعل في اعماله وكلامه الخير والبركة قال ولو قدر ان يعترضه في هذا الطريق لوم اللائمين وطعنهم فيا سرعان ما يزول فيا سرعان ما يزول يعني المخلص قد يلام قد يطعن فيه لكن هذا الطعن وهذا اللوم سرعان ما يزول لانه اصلا ليس يعمل اسمع اه او اه لاجل مدح مادح او لوم لائم وانما يعمل لله. فنظره بعيد آآ نظره الى الامام يطلب رضا الله سبحانه وتعالى فلا يقف اه عند هذه الاشياء فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كل عمل لغير الله فهو مضمحل باطل وكل سعي لله ولنفع الخلق فانه باق ونفعه متواصل ما اخسر المرائين وما اسوأ حظ المتشبعين بالبهرج المتزينين؟ وما اعظم حظ المخلصين وما اعظم درجاتهم عند رب العالمين. الاخلاص والتوكل والشجاعة اخلاق متلازمة يمد بعضها بعضا ويستعين بعضها ببعض وصاحبها في علو واضدادها بالعكس كم بين من همته الكبرى دائرة حول مراظي الله والسعي في نفع عباد الله واستحلاء المشاق ان يجد حلاوة في المشقة في هذا السبيل وبين من همته الدنيئة حول الامور الدنيئة وغايته التقرب الى الخلق والتزين لهم قال الله تعالى قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ نسأل الله الكريم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يزيننا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وان يثبتنا على الحق والهدى وان يعيذنا من سبيل الزيغ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله. نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله وخيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين نعم. يقول السائل قبول العمل عند الله معتمد على الاعتقاد الصحيح. فهل المراد اعتقاد الصحيح في هذا الباب اي المراد الايمان المقابل للكفر والنفاق؟ ام المراد به عقيدة اهل السنة والجماعة جماعة المقابل لعقائد اهل البدع والضلال. الله تبارك وتعالى يقول من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ويقول جل وعلا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فالايمان اساس لا قبول لعمل او طاعة او عبادة الا به فاذا وجد الايمان قبلت الاعمال واذا لم يوجد الايمان بطلت الاعمال. قد قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين والمراد بالايمان الذي تصح به الاعمال وتبطل بانتفائه هو الايمان بالله وبكل ما امر تبارك وتعالى عباده بالايمان به من الاعتقاد في اسمائه وصفاته وربوبيته وافعاله وايضا الايمان اصول الايمان ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر وما ايضا يتفرع عن هذه الاصول آآ وما يتبع ايظا هذه الاصول مما بسطه اهل السنة والجماعة في كتب الاعتقاد. هذه الاصول بسطها اهل السنة والجماعة في كتب الاعتقاد فهذا هو آآ الايمان الذي لا تصح الاعمال الا به نعم يقول يا شيخ انا خطيب في مسجد في بلدي واحب ان تكون خطبي فعالة ويتأثر منها الناس. واجتهد في ذلك. فهل حرصي على هذا الامر يعتبر من الرياء اذا كان القصد من ذلك ان تكون فعالة اي مؤثرة في الناس نافعة لهم يحسن في البيان والصناعة الخطابية والالقاء من اجل ان يستفيد الناس وينتفعوا وتستقيم احوالهم ويبتعدون عن المحرمات ونحو ذلك فهذا كله من اه صلاح العمل واما اذا كان قصده بذلك ثناء الناس عليه ومدحهم له واشادتهم به ونحو ذلك ملتفت قلبه الى هذه المعاني فان هذا آآ يتنافى مع الاخلاص الذي ينبغي ان يكون عليه العبد. فالشاهد ان عناية الخطيب بالصناعة الالقاء وانتقال الالفاظ الجيدة وحسن البيان وحسن الالقاء اما ان يكون لقصد النفع وفائدة الناس وصلاحهم ومعرفتهم بالحق وتجنبهم للحرام متقربا بهذا كله لله تبارك وتعالى فهذا من حسن العمل وصلاحه. اما اذا كان مراده بهذه الصناعة وهذه الاجادة ثناء ومدحهم فهذا من اه الرياء نعم يقول من الناس من يخاف من الجن خوفا شديدا ويزعم بانه خوف طبيعي هل هذا صحيح؟ وما علاج الله عز وجل يقول انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين الاصل ان يكون خوف العبد من الله وفراره الى الله عز وجل واعتصامه بالله عز وجل ومثل هذه الامور التي يلقيها الشيطان ويخوف الناس باوليائه انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان يخوفكم باوليائه بوساوس يلقيها في قلب الانسان واشياء يمليها عليه فيدخل الخوف في قلب الانسان فالشاهد ان مثل هذه الامور وجودها من ضعف الايمان ونقصه. وعلاجها بتقوية الايمان والالتجاء الى الله عز وجل وان يكون خوفه من الله وفراره اليه سبحانه وتعالى واذا جاء شيء من هذه المعاني عالجها بذكر الله والاعتصام به والتوكل عليه اه تفويض الامر اليه سبحانه وتعالى. نعم يقول نحن في بلد تحارب فيه السنة ويسجن صاحبها فهل من الشجاعة والحكمة؟ اظهار السنة باعفاء اللحية والدعوة الى السنة؟ ام ان يخفي ذلك ويدعو سرا الله جل وعلا يقول فاتقوا الله ما استطعتم يجتهد في ايصال الخير والسنة آآ الفوائد في بيان العقيدة والعبادة والتحذير من الشرك والمحرم. والمحرمات بالحكمة والاسلوب الحسن الذي ينتشر فيه الخير ولو قليلا قليلا خيرا من ان يقدم على اه امور اه تتسبب في وقوفي وتعطل مثل هذا العمل في عمل مع ابنائه مع جيرانه قليلا قليلا بالتدرج بالحكمة حتى يهيئ الله سبحانه وتعالى اهلهم ما يكون به انتشار هذا الحق وديوعه بين الناس والتوفيق بيد الله. فالشاهد انه ينبغي على الانسان في مثل هذا للمواطن ان يكثر من الالتجاء الى الله والصدق مع الله والعبادة يكثر من العبادة والدعاء وذكر الله تبارك وتعالى ثم يوصل هذا الخير الى الناس بالحكمة الموعظة الحسنة وبالاسلوب الرفيق وبالتدرج ويدعو الله سبحانه وتعالى ان ييسر انتشار هذا الخير. فاذا مضى بهذه الطريقة متحليا بالصبر ليس مستعجلا اه النتائج والعواقب تحقق باذن الله على يد من كان كذلك الخير الكثير والتوفيق بيد الله وحده. نعم لعلها شبهة بمناسبة الشجاعة يقول شيخنا هل المظاهرات شجاعة تدل على شجاعة الشعب المظاهرات قبل الاقدام عليها سواء اعدها العاج شجاعة او ليست شجاعة ينظر فيها الى حكم الشرع وكلام اهل العلم وهل على مثل هذا العمل اثارة من علم من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام واهل العلم الراسخين والائمة المحققين الاحياء منهم والاموات قالوا كلمتهم في هذه المظاهرات وبينوا ان انه ليس هناك اه ادلة على مثل هذا العمل من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وفعل صحابته الكرام ومن اقدم على هذه المظاهرات لم يتنبه اولا لقاء قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد لم يتنبه لقضية حرمة الدماء حرمة الاعراض حرمة الاموال وما يترتب على هذه اه من مفاسد وشرور عظيمة لا يعلم مداها الا الله المغمورة في جنب اه بعض المصالح التي يظن انها تحصل ويتوهم انها تقع ولهذا الامام احمد رحمه الله في مثل هذا المقام وقد طلب منه طلب منه بعض الناس ان يقوم بمثل هذه الاعمال فحذرهم وناظرهم ذكر لهم الادلة قال اصبروا حتى يستريح بر او يستراح من فاجر وقال انظروا في عاقبة امركم ثم قال لهم كلمة حقيقة عظيمة جدا. قال ارأيتم ان لم تنالوا ما تريدون اليس قد سرتم الى المكروه ان لم تنالوا ما تريدون يعني هم بهذا يريدون مثلا حاكما عدلا الى اخره ان لم تنالوا ما تريدون. اليس قد صرتم من المكروه؟ اي من دماء اريقت. اعراض انتهكت آآ اموال آآ استولبت الى غير ذلك من اه امور تحصل وتترتب على ذلك والواجب على المسلم في مثل هذه الامور ان ينظر الى اصلين عظيمين لا بد منهما في الاعمال التي يقدم عليها الا وهما اخلاص للمعبود والمتابعة للرسول قبل ان يقدم لعمل على عمل من الاعمال لا يقدم عليه الا مخلصا لله متبعا لرسول الله. عليه الصلاة والسلام فاذا لم يكن هناك دليل على العمل من الشرع في فعل النبي عليه الصلاة والسلام وفعل صحابته الكرام فان الخير كل الخير في اجتناب ذلك وان يكون العبد بما صح وجاء وثبت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم انه من عش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. اللهم وفقنا اجمعين للزوم السنة. واتباع هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام اللهم جنبنا والمسلمين الفتن اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تفرج هم المهمومين من من المسلمين وتنفس كرب المكروبين اللهم كن لاخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ناصرا ومعينا. اللهم احقن دماء اخواننا المسلمين في كل مكان. اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم اللهم احفظهم آآ اللهم احفظهم بحفظك وبما تحفظ به عبادك الصالحين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا