بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياض الناظرة قال الفصل العاشر في فوائد الرحمة على الخلق كم في كتاب الله من الايات؟ وكم في السنة من النصوص المحكمات؟ التي فيها الحث على الرحمة والشفقة على الخلق صغيرهم وكبيرهم وغنيهم وفقيرهم. قريبهم وبعيدهم برهم وفاجرهم بل وعلى جميع اجناس الحيوان. وكم فيها من الترغيب في الاحسان. وان الراحمين يرحمهم الرحمن. والمحسنين يحسن اليهم الديان وان الله كتب الاحسان على كل شيء حتى في ازهاق النفس من الانسان والحيوان وشرع الله كل رحمة وحكمة وبر وفضل وامتنان. لقد وسعت رحمة الله كل شيء وامر بايصال المنافع الى كل حي. اما امر باعطاء المحتاجين وحث على ازالة الضرر عن عن المضطرين وعلى الحنو على الصغار والكبار وجميع العالمين اما قال صلى الله عليه وسلم وراغبا غاية الترغيب في الاحسان. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. وقال ان الله كتب الاحسان على كل بشيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته اما ندمك ان تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتحسن الى من اساء اليك وقال ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. وما طه الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. اما اباح للمظلوم ان يأخذ حقه بالعدل وندبه الى طريق الاحسان والفضل فقال وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا واصلح فاجره على الله. اما امر الله بشكر نعمه المتنوعة وجعل من اجل شكره الاحسان الى الخلق قال بعد ما ذكر منته على نبيه بشرح صدره بوضع وزره ورفع ذكره. فاما اليتيم فلا تقهر. واما السائل فلا تنهر. واما بنعمة ربك اما حث المتعاملين على اعلى المناهج؟ فقال ولا تنسوا الفضل بينكم وهو البذل والسماح في معاملة اما شرح عقوبة العاصين؟ اما شرع؟ اما شرع عقوبة العاصين؟ وقمع من المفسدين بالعقوبات المناسبة لجرائمهم رحمة بهم وبغيرهم ليطهرهم. ولان لا يعودوا الى ما يضرهم وردعا لغيرهم. ولهذا قال في عقوبة القتل الذي هو اكبر الجرائم ولكم في القصاص حياة وقال بعدما شرع قطع ايدي السارقين اي بعدما شرع بعدما شرع قطع ايدي السارقين خيانة للاموال جزاء بما كسب نكالا من الله. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا فصل عقده رحمه الله تعالى في بيان فضل الرحمة وفوائدها العظيمة واثارها المباركة وان دين الاسلام حث على الرحمة ورغب فيها فديننا دين الرحمة ونبينا عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال انما بعثت رحمة فهذا الدين رحمة وهو رحمة للعالمين وكما انه رحمة للناس فهو ايظا رحمة للبهائم والطير ارحموا من في الارظ. فهي رحمة عامة ولا يوجد في اي دين اطلاقا ما جعل ما جعله الله سبحانه وتعالى في هذا الدين المبارك من رحمة عظيمة ورفق واحسانا ولطف يدل على جمال هذا الدين وعظمته وكيف لا يكون كذلك وهو دين ارحم الراحمين سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله تعالى اشار الى كثرة الايات في القرآن وكثرة الاحاديث في سنة النبي عليه الصلاة والسلام في الحث على الرحمة والشفقة على الخلق الصغير والكبير الغني والفقير القريب والبعيد البري والفاجر البر يرحم ويعامل بالرحمة تقديرا له واحتراما واكراما والفاجر ايضا يعامل بالرحمة ان ذلك يكون بوابة له ليهتدي وليستقيم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى بل وعلى جميع اجناس الحيوان. يعني هذه الرحمة التي جاء بها الاسلام ليست رحمة بالناس بل ايضا تناولت رحمة البهائم رحمة الطير وفي هذا من النصوص الشيء الكثير وسيشير المصنف رحمه الله تعالى الى شيء منها قال وكم فيه من الترغيب في الاحسان وان الراحمين يرحمهم الرحمن والمحسنين يحسن اليهم الديان. والديان هذا اسم من اسماء الله تبارك وتعالى ومعناه المجازي المحاسب وان الله كتب الاحسان على كل شيء حتى في ازهاق النفس من الانسان والحيوان ولهذا جاء في الحديث الذي ساقه المصنف اذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة واذا قتلتوا فاحسنوا القتلة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته وجاء في حديث خرجه البخاري رحمه الله في كتابه الادب المفرد ان رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام الشاة اذبحها وارحمها قال والشاة اذا رحمتها رحمك الله ولا يتنافى ذبحها يطعمها ويطعم منها وليستفيد من لحمها اباح الله له ذلك وهذا لا يتنافى مع الرحمة الذي يتنافى مع الرحمة ان تذبح بغلظة وشدة ولا تراح الذبيحة ويساء التعامل معها اما اذا ترفق بها وذبحها وهو يرحمها يرحمه الله سبحانه وتعالى على هذه الرحمة التي جعلها في قلبه تجاه بهيمة الانعام وشرع الله كل رحمة وحكمة وبر وفضل وامتنان لقد وسعت رحمة الله كل شيء وامر بايصال المنافع الى كل حي ثم اخذ يذكر نماذج من رحمة الاسلام اخذ يذكر نماذج عظيمة من رحمة الاسلام. قال اما امر باعطاء المحتاجين وتكررت هذه اه العبارة او هذا الاسلوب عنده في كما سيأتي اما كذا اما كذا واما هذه اداة استفتاح اداة استفتاح واصلها ماء نافية دخلت عليها همزة الاستفهام دخلت عليها همزة الاستفهام اما امر باعطاء المحتاجين وحث على ازالة الضر عن المضطرين وعلى الحنو اي العطف والرفق والرحمة على الصغار والكبار وجميع العالمين اما قال صلى الله عليه وسلم رغبا غاية الترغيب في الاحسان ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فالذي يرحم يرحمه الله وايضا يقابل ذلك الذي لا يرحم لا يرحمه الله من لا يرحم لا يرحم. صح بذلكم الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وذكر ايضا ان الاسلام ندب على ندب الى العفو عمن ظلم واعطاء من حرم والاحسان الى من اساء وهذا كله من رحمة الاسلام وكمال الخلق الذي يدعو اليه هذا الدين اورد على ذلكم ايات اورد قول الله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم واورد قول الله سبحانه وتعالى وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم له خير للصابرين فيها اباحة اه ان المظلوم يأخذ حقه من ظالمه بالعدل يعني دون ان يعتدي على من ظلمه وندبه الى الاحسان والفظل وهذا من رحمة الاسلام واورد قول الله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين والاية فيها مراتب العقوبات مراتب العقوبات وانها على ثلاث مراتب وجميعها جمعت في هذه الاية الكريمة المرتبة الاولى في قوله جزاء سيئة سيئة مثلها ان يعاقب المعتدي بالمثل وهذه وهذه المرتبة تسمى العدل والمرتبة الثانية في قوله فمن عفا واصلح فاجره على الله وهي المسامحة والعفو وهذه المرتبة تسمى مرتبة الفضل والمرتبة الثالثة في قوله انه لا يحب الظالمين ان يعاقبه بالاعتداء عليه والتجاوز وهذه ظلم فاذا مراتب معاقبة المعتدي ثلاثة عدل وفظل وظلم والله لا يحب الظالمين نهى عن الظلم حتى في حال كون الانسان معتدى عليه لا لا يظلم لا يجوز له ان يظلم الظالم فاما ان ان يعاقب الظالم في حدود المظلمة جزاؤه سيئة سيئة مثلها وان عفا عنه فهذا افظل ولئن صبرتم له خير للصابرين اما ان يعاقبه بشيء اشد يظلمه بظلم اشنع فهذا لا يجوز فهذا كله مما يبين رحمة الاسلام كذلكم مما يبين رحمة الاسلام امر الله بشكر نعمه المتنوعة وجعل اه وجعل ذلك من اجل شكره وجعل من اجل شكره الاحسان الى الخلق امر الله عز وجل بشكر النعم وجعل من اجل شكر النعم ان يحسن العبد الى خلق الله سبحانه وتعالى واستدل لذلك قول الله تبارك وتعالى بعدما ذكر منته على نبيه بشرح صدره ووضع وزره ورفع ذكره قال له فاما اليتيم فلا تقهر. واما السائل فلا تنهر. واما بنعمة ربك فحده فاذا اه اليتيم فلا تقهر. السائلة فلا تنهر. هذا الاحسان المطلوب هو جزء من الشكر لنعمة الله تبارك وتعالى عليه صلوات الله وسلامه عليه بان شرح صدره ووضع وزره ورفع ذكره من رحمة الاسلام انه حث المتعاملين على اعلى المناهج المناهج الطيبة في التعامل وذكر قول الله تعالى ولا تنسوا الفضل بينكم وذكر من سماحة الاسلام انه شرع عقوبة العاصين وقمع المجرمين هذا ايضا كله من رحمة الاسلام وسماحة هذا الدين ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب نعم قال رحمه الله تعالى فالشريعة كلها مبنية على الرحمة في اصولها وفروعها. وفي الامر باداء حقوق الله وحقوق الخلق فان الله لم يكلف نفسا الا وسعها. وقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ولما ذكر احوال الطهارة وتفصيلها وتفاصيلها قال ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم اتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. واذا تدبرت ما شرعه في المعاملات والحقوق الزوجية وحقوق الوالدين قرابة وجدت ذلك كله خيرا وبركة. لتقوم مصالح العباد وتتم الحياة الطيبة. وتزول شرور كثيرة لولا القيام بهذه الحقوق لم يكن عنها محيض. ثم من رحمة الله بالجميع ان من اخلص عمله منهم ونوى القيام بما عليه من واجبات ومستحبات كان قربة له الى الله. وزيادة خير واجر. وكان له ثواب ما كسب وانفق وقام به من تلك الحقوق. قال صلى الله عليه وسلم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في في امرأتك. فاذا كان هذا في القيام بمؤونة الجسد وتربيته. فما ظنك بثواب القيام بالتربية القلبية في تعليم العلوم النافعة والاخلاق العالية. فهذا اعظم اجر وثواب فهذا اعظم فهذا اعظم اجر وثواب. اجر وثواب قال صلى الله عليه وسلم لان لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وافضل ما نحل والد ولده ادب حسن. وكذلك رحم الله المعلمين والمتعلمين للعلوم النافعة الدينية. وما اعان عليها. فالمعلمون جعل نفس تعليمهم اجل الطاعات وافضلها ثم ما يترتب على تعليمهم من انتفاع المتعلمين بعلمهم. ثم تسلسل هذا النفع في من يعلمون هنا ويتعلم ممن علموه مباشرة او بواسطة. فكل هذا خير وحسنات جارية للمعلمين. ونفع مستمر في الحياة وبعد الممات. قال صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او علم ينتفع به من بعده او ولد صالح يدعو له. وكذلك رحم الله المتعلمين حيث قيد لهم من يعلمهم ما يحتاجونه في امور دنياهم ودينهم. ويصبر ويصبر على مشقة ذلك ولهذا وجب عليهم ان يكافئوا المعلمين بالقيام بحقوقهم ومحبتهم واحترامهم وكثرة الدعاء لهم. وعلى جميع ان يشكروا الله بما قيد لهم ويسر من الاسباب النافعة التي توصلهم الى السعادة. نعم. ذكر هنا ايضا رحمه الله تعالى نماذج من رحمة هذا الدين وما يدعو اليه من رحمة في التعاملات وما يترتب ايضا على لزوم رحمة الدين من اثار مباركة وحياة كريمة فذكر ما يدعو اليه الاسلام من التعاملات الحسنة واداء الحقوق سواء الحقوق الزوجية او حقوق الوالدين او حقوق الاقارب وكيف ان من يؤدي هذه الحقوق ويقوم بها كما طلبت منه كيف انها تكون سببا للبركة في حياته والحياة الكريمة التي يعيشها ويهنأ بها بما اكرمه الله سبحانه وتعالى من قيام بهذه الرحمة في التعاملات فاداء الحقوق للوالدين او اداء الحقوق الزوجية او حقوق القرابة او غير ذلك من الحقوق هذا كله من رحمة الاسلام والقيام بها يترتب عليها بركة في حياة من قام بذلك هذا من جهة من جهة اخرى ان من قام بهذه الاعمال مخلصا متقربا الى الله تبارك وتعالى كانت رفعة في درجاته وكثرة في حسناته وساق على ذلك ذلك مثالا على ذلك حديث حتى اللقمة تضعها في في زوجتك اي انه يؤجر على ذلك يؤجر على ذلك ثم انتقل من هذا الى بيان ان ثمة مقام اعظم من هذا المقام اذا كان من من قام النفقة والبذل والعطاء الذي تتغذى به الاجسام. يؤجر فكيف الشأن بمن ينفق العلم الذي تتغذى به الارواح ويهدى به العباد الى صراط الله المستقيم وما من شك ان غذاء الارواح بالدين اعظم من غذاء الاجساد بالطعام والشراب فالغذاء الذي هو الطعام والشراب به حياة البدن اما الدين فبه حياة القلب. او من كان ميتا فاحييناه اي بدين الله تبارك وتعالى فاذا نشر الدين وبثه في في العالمين والعمل على تعليم الناس هذه رحمة هذه رحمة يبذلها ينشرها من يوفقه الله سبحانه وتعالى لذلك فيؤجر على ذلك اجرا عظيما ويثاب على ذلك ثوابا عظيما. قال اذا كان هذا في القيام بمؤنة الجسد وتربيته فما ظنك بثواب القيام بالتربية القلبية بتعليم العلوم النافعة والاخلاق العالية فهذا اعظم اجر وثواب قال صلى الله عليه وسلم لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعل ثم ايظا لفت لفتة عظيمة جدا تتعلق بالاباء وعنايتهم بالابناء كثير من الابناء كثير من الاباء يهتم في ابناءه من حيث بنية الجسم في غذاءه وطعامه وشرابه يوفر له هذه المتطلبات بشكل وافر. لكنه يقصر في تربية الابن تربية دينية وتنشأته على طاعة الله سبحانه وتعالى فيقول رحمه الله وافضل ما نحل اي اعطى والد ولده ادب حسن مشيرا الى الحديث الذي في المسند وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما نحل والد او ولدا اه نحلا او نحلا افضل من ادب حسن افضل من ادب حسن فالادب الحسن هو افضل ما يعطيه الوالد لوالده افضل من عطائه له طعاما شرابا لباسا بيتا الى اخر ذلك افضل ما يعطي الوالد ولده واثمن شيء يعطيه الوالد ولده ادب حسن ولهذا العناية بالتغذية تغذية الابناء دينيا آآ امر مقدم والعناية به اولى ولهذا لاحظ في الدعاء قال اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي قدم صلاح الدين على صلاح الدنيا قال وكذلك رحم الله المعلمين والمتعلمين للعلوم النافعة الدينية وما اعان عليها ثم بين ذلك قال فالمعلمون جعل نفس تعليمهم اجمل الطاعات اجل الطاعات وافضلها. نفس التعليم اجل الطاعات وافضلها فالتعليم عبادة وطاعة وقربة لله سبحانه وتعالى ثم ما يترتب على تعليمهم من انتفاع المتعلمين بعلمهم هذا باب ايضا من ابواب الاجر اولا التعليم بحد ذاته طاعة وعبادة ثانيا انتفاء المتعلمين بالعلم انتفاع المتعلمين بالعلم ارشدهم الى سنة هداهم الى ادب علمهم مسلكا حسنا فعملوا به انتفاعهم به هذا اجر للعالم الدال على الخير كفاعله. هذا الامر الثاني الامر الثالث سلسل هذا النفع تسلسل هذا النفع فيمن يعلمونه فالذي يسمع من العالم ثم ينقله الى الى الاخرين يؤجر العالم من اول الذي بث هذا العلم ونشره فهذا ايضا وجه ثالث ثم تسلسلوا هذا النفع في من يعلمونه ويتعلم ممن علموه مباشرة او بواسطة. فكل هذا خير وحسنات جارية للمعلمين ونفع مستمر في الحياة وبعد الممات ولهذا العالم الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى وبث في الامة علما حفظ عنه حفظه عنه الطلاب واخذوا يعلمونه يكتب له اجر هذا العلم وهو في قبره لا يزال يؤجر على ذلك وهو في قبره ايضا الكتب التي كتبها والعلوم التي الفها ونشرها كلما استفاد مستفيد وتعلم متعلم كتب له اجر ذلك وانظر وتأمل هنا في هذا المقام الشيخ رحمه الله ابان تأليفه لهذا الكلام في حياته لما كتب هذا السطر فكل هذا خير وحسنات جارية للمعلمين ونفع مستمر في الحياة وبعد الممات وخلف رحمه الله كتبا عظيمة ولها مكانة كبيرة جدا في نفوس اهل العلم وطلابه. ولا يزالون يستفيدون منها وقد قال رحمه الله في كتابه التفسير عند قول الله تعالى في في سورة ياسين انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امن مبين اثارهم بين رحمه الله ان المراد بها في جانب الخير العلوم والسنن والاداب والاخلاق وايضا اعمال البر التي يقدمها العبد هذه كلها تكتب له وهذا يعتبر عمر ثاني للعبد يعتبر عمر ثاني لعباد مماته تجري الحسنات له وهو في قبره ومن عجب ان عددا من الاموات وهم في قبورهم تنهال عليهم الاجور والحسنات بشكل كبير جدا وعدد من الاحياء يمشون على اقدامهم على الارض وربما لا يحصل في يومه حسنة واحدة بل ربما يحصل في يومه اثاما عظيمة وميت في قبره تنهال عليه الحسنات وهذا يمشي على قدمي على الارض ولا يحصل حسنة واحدة بل ربما يحصل اثاما واوزارا فاذا يكتب للعبد وعلى العبد ما يقدمه هذا يكتب له اثناء حياته وايضا يكتب له الاثار ان كانت اثارا حسنة كتبت له اجرا وان كانت اثارا سيئة كتبت عليه وزرا فالآثار تكتب مثلا لو ان شخصا في حياته الف كتابا بالبدعة وحث على بعض البدع ومات والكتاب بايدي الناس يقرؤونه ويتعلمون هذه البدعة. كل ما عمل عامل ببدعته التي الف فيها كتابه ذلك ينال بذلك وهو في قبره وزرا. ولو استمر هذا الامر ليحملوا اوزارهم. كاملة يوم قيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون. من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيء ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبع لا ينقص ذلك من اثامهم شيء فاذا آآ هذا جانب آآ مهم وعظيم جدا ينبغي للعبد في حياته ان يحرص عليه يحرص على ما يسمى بالعمر الثاني بالعمر الثاني بحيث انه بعد ما يموت يبقى مجالا من مجالات النفع التي يستفيد منها وهو في قبره اما علما ينشره او دارا او دارا يبنيها للايتام او مسجدا يبنيه للمصلين او كتبا علمية نافعة يطبعها للمتعلمين او او ابواب الخير كثيرة جدا يستطيع الانسان يدخر لنفسه شيئا من هذا وكل يجتهد قدر استطاعته بان يجعل لنفسه عمرا ثاني بحيث اذا مات وانقطع عمله لا ينقطع اجره وثوابه ينقطع العمل لكن الاجر يستمر. والثواب يستمر وايضا في الوقت نفسه عليه ان يحذر اشد الحذر من ان يكون له والعياذ بالله عمر ثاني بالاوزار بعد مماته اما بمعاصي يدعو اليها او بدع او ضلالات او نحو ذلك فليحذر من ذلك اشد الحذر اورد رحمه الله قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به من بعد موته او ولد صالح يدعو له او ولد صالح ليدعو له قال وكذلك رحم الله المتعلمين وكذلك رحم الله المتعلمين حيث قيض لهم من يعلمهم ما يحتاجونه في امور دنياهم دينهم ويصبر على مشقة ذلك فهذا هذا ايضا من رحمة الله بالعباد ان هيأ لهم علماء نصحاء يعلمونهم دين الله تبارك وتعالى. قال ولهذا عليهم ان يكافئوا المعلمين بالقيام بحقوقهم ومحبتهم واحترامهم وكثرة الدعاء لهم. وكثرة الدعاء لهم. نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجزي علماءنا عنا خير الجزاء. نسأل الله ان يجزي الامام عبد الرحمن ابن سعدي وغيره من اهل العلم والفضل والنبل اه ان يجزيهم عنا خير الجزاء. قال وكثرة الدعاء لهم وعلى الجميع ان يشكروا الله اي العلما والمتعلمين بما قيظ لهم ويسر لهم من الاسباب النافعة التي توصلهم الى السعادة اي سعادة الدنيا والاخرة نعم. قال رحمه الله تعالى ومن رحمة هذه الشريعة توصيتها وحثها على الاحسان الى اليتامى والمضطرين والبائسين والعاجزين والحنو عليهم والقيام بمهامهم واعانتهم بحسب الامكان واوصى الله ورسوله بالمماليك من الادميين والحيوانات ان يقام بكفايتهم ومصالحهم. والا يكلفوا من العمل ما لا يطيقون ففي هذا رحمة للمماليك والبهائم. ورحمة ايضا للملاك والسادة من وجهين احدهما ان قيامهم بما يملكون هو عين مصلحتهم. ونفعه عائد عليهم فانهم اذا قصروا عاد والضرر الدنيوي على الملاك. ولهذا كثير من الملاك لولا هذا الوازع الطبيعي النفعي لاهملوا ومماليكهم وبهائمهم ولكن المصلحة الدنيوية وخوف الضرر على انفسهم الجأتهم الى ذلك رحمة من الله وجودا وكرما. الوجه الثاني ان الملاك اذا احتسبوا في نفقاتهم على ما يملكون. ونووا القيام بالواجب ورحمة المملوك والبهيمة اثابهم الله وكفر به من سيئاتهم وزاد في حسناتهم وانزل لهم البركة في هذه المماليك. فان كل شيء دخلته النية الصالحة والتقرب الى الله لابد ان تحل فيه البركة كما ان من اهمل مماليكه وبهائمه وترك القيام بحقهم استحق العقاب. ومن جملة ما يعاقب به ان ينزع منها ان تنزعج. ان تنزع البركة منها فكما حبس وقطع رزقه فكما حبس وقطع رزق من يملكه قطع الله عنه من الرزق جزاء على عمله البارحة وصلني آآ من احفاد الشيخ رحمه الله تعالى نسخة خطية ما شاء الله للكتاب بقلم الشيخ رحمه الله فهذا من المواضع التي فيها تصويبات وايضا يمر علينا بعض المواظع انبه على التصويب من خلال النسخة الخطية التي بقلم الشيخ رحمه الله تعالى نعم ومن جملة ما يعاقب به ان تنزع البركة منها فكما حبس وقطع رزق من يملكه قطع الله عنه من الرزق جزاء على عمله وهذا مشاهد بالتجربة. وكل هذا من اثار الرحمة التي اشتملت عليها الشريعة الكاملة. ولهذا من اوى الى ظلها الظليل فهو المرحوم. ومن خرج عنها فهو الشقي المحروم. ذكر هنا ايضا ان اه من رحمة الاسلام والرحمة التي دعت اليها الشريعة الحث على الاحسان الى اليتامى والمضطرين والبائسين والمحتاجين والحنو عليهم والعطف والقيام بمهامهم واعانتهم بحسب الامكان ايضا اوصى الله عز وجل واوصى رسوله عليه الصلاة والسلام بالمماليك من الادميين وايضا الحيوانات ان يقام بكفايتها اذا كان الانسان عنده آآ مماليك من الادميين اي عبيد واماء او اه عنده اه دواب يملكها جاء الشرع امره بالقيام بكفاية ما يملك بالقيام بكفايته بكفاية ما يملك واه بين رحمه الله ان الملاك يعني من يملكون عبيدا او يملكون بهائم ان الملاك اذا قاموا بكفاية ما يملكون من عبيد او من بهاء ينتفعون بذلك نفعا عظيما يقول رحمه الله ففي هذا رحمة للمماليك والبهائم ورحمة ايضا للملاك والسادة من وجهه الوجه الاول اذا اعتنى المالك العبيد الذين عنده او البهائم التي عنده وقدم كفايتها عملت وانتجت واستفاد منها بخلاف مثلا لو كان الانسان عنده آآ دابة خيل مثلا يحتاجه للركوب لكن لا يقوم كفاية من الطعام لا يستفيد منه لانه لا ينتفع منه اذا لم يقم وهكذا في بقية المماليك. فاذا هو اذا قام بكفايتهم استفاد منه. ولهذا يقول الشيخ رحمه الله بعض الملاك يعطي هؤلاء كفايتهم من اجل ماذا من اجل ان هو محتاج الى ان يستفيد منهم ولن يستفيد منهم الا اذا اعطاهم كفايتهم من طعام من شراب الى اخره. فبعض الملاك ينظر النظرة وهناك نظرة مباركة وهي نظرة الاحتساب وهي التي اشار اليها رحمه الله في الوجه الثاني يحتسب عند الله سبحانه وتعالى ما ينفقه على هؤلاء الذين هم تحت اه ملك يده فيؤجر على على ذلك وتحل البركة فيما عنده بينما اذا لم ينفق ولم يقم نزعت آآ البركة وحل محلها الشقاء والحرمان والخسران. نعم قال رحمه الله تعالى لقد وسعت هذه الشريعة برحمتها وعدلها العدو والصديق. ولقد لجأ الى حسنها كل موفق رشيد. ولقد قامت البراهين انها من اكبر الادلة على انها من عند العزيز الحميد. كيف فلا يكون ذلك واكبر من ذلك وقد شرعها البر الرحيم. العليم الكريم الرؤوف الجواد ذو الفضل العظيم الذي هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها. بل رحمة جميع الوالدين وحنانهم جزء يسير جدا جدا جدا من رحمة الله الذي انزل بين عباده رحمة واحدة. وامسك عنده تسعة وتسعين رحمة فبها تتراحم الخليقة كلها حتى ان البهائم والسباع الضارية لتعطف على اولادها وتحنوا عليهم حنو لا يمكن وصفه فلا يمكن الوافدين ان يعبروا ان ان يعبروا عن جزء يسير جدا من رحمة الله التي بثها ونشرها على العباد. فتبا لمن خرج عن رحمة الله التي وسعت كل شيء وزهد بشريعته واستبدل عن هذا المورد السلسبيل بالمر الزعاف والعذاب الوبيل. طوبى لمن كان له حظ وافر من رحمة الله. ويا سعادة من اغتبط بكرم الله وسلك كل سبيل ووسيلة توصله الى الله علما وعملا وارشادا ونصحا ودعوة واحسانا الى عباد الله. فانه تعالى لما ذكر ان رحمته وسعت كل شيء ذكر اهل الرحمة الخاصة المتصلة بالسعادة الابدية والنعيم السرمدي. فقال رحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي. وقال واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. فذكر تعالى الطرق العظيمة الكلية التي تنال بها رحمة الله وطاعة الرسول. التي تنال بها رحمة الله والفوز فطر لص ساقط ايه فذكر تعالى الطرق العظيمة الكلية التي تنال بها رحمة الله والفوز بثوابه ورضوانه وهي الايمان والتقوى واتباع الرسول وطاعة الله والرسول نعم. وتفاصيل هذه الامور هو القيام بجميع الدين. اصوله وفروعه واعماله القلوب والجوارح وقول اللسان واقوال اللسان. واعمال القلوب والجوارح واقوال اللسان. فمن لم يقم هذه الاصول لن يكون له نصيب من هذه الرحمة الخالصة. كمن لم يقم بهذه الاصول لم يكن له. كذا في الخطية فمن لم يقم بهذه الاصول لم يكن له نصيب من هذه الرحمة الخالصة المتصلة بسعادة الابد وعلى قدر اتصافه وقيامه بهذه الامور يكون له نصيب من هذه الرحمة. فكما انه تعالى واسع الرحمة فمن لم يقم بهذه الاصول لم يكن له نصيب من هذه الرحمة الخاصة المتصلة بسعادة الابد فمن لم يقم بهذه الاصول لم يكن له نصيب من هذه الرحمة الخاصة المتصلة بسعادة الابد وعلى قدر اتصافه وقيامه بهذه الامور يكون له نصيب من هذه الرحمة فكما انه تعالى واسع الرحمة فانه شامل الحكمة. ومن حكمته ان الامور متعلقة باسبابها وطرقها. والاسباب ومسببات كلها من رحمة الله. قال صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. متفق عليه قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ولهذا على العبد ان يشكر الله على الخير والثواب نشكره على التوفيق لمعرفة الاسباب وسلوكها التي رتب عليها الثواب. قال تعالى عن اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. وفي الحديث الصحيح يقول الله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. وهذا يشمل الهداية العلمية والهداية العملية وقد امر وقد امرنا الله ان ندعو في كل ركعة من ركعات الصلاة بحصول هاتين الهدايتين في قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. امين. بهذا ختم اه رحمه الله تعالى هذا الفصل المتعلق بالرحمة وفوائدها واثارها وكيف ان رحمة الاسلام ورحمة هذا الدين وسعت العدو والصديق وقد لجأ الى حصنها الحصين كل موفق رشيد وكيف لا يكون كذلك وهي اه منزلة او دين منزل من ارحم الراحمين سبحانه وتعالى ايظا اشار رحمه الله تعالى الى الرحمة الخاصة التي خص بها عباده المؤمنين بان هداهم الى هذا الدين واكرمهم بطاعة رب العالمين ووفقهم للعبادة وهداهم الى هذا الصراط المستقيم. ثم اه هداهم اه يوم القيامة الى الفوز بجنات النعيم وان من وفق لذلك عليه ان يحمد الله وان يشكره سبحانه وتعالى على ما من به عليه من هداية وتوفيق وسداد فهذه الرحمة لم ينلها من نالها الا بفظل الله سبحانه وتعالى لا لا بجدارة الانسان ولا باي اعتبار اخر وانما فظل من الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة اه اشار في هذا المعنى الى قول النبي عليه الصلاة والسلام لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل وايضا اشار في هذا المقام الى اهمية الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى في طلب رحمة الله وطلب فضل الله وطلب الله وختم بالدعوة العظيمة التي افترظ الله سبحانه وتعالى على عباده الدعاء بها في اليوم والليلة مرات وكراد وهي قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وبين رحمه الله ان الهداية التي تطلب في الاية تتناول الهداية العلمية والهداية العملية الهداية العلمية اي ان يهدى العبد الى العلم النافع والهداية العملية ان يهدى للعمل الصالح فاذا كان من اهل العلم النافع والعمل الصالح كان بذلك بذلكم من المنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. نعم قال رحمه الله تعالى الفصل الحادي عشر في حث الشارع على الائتلاف والاتفاق ونهيه عن التعادي والافتراق قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم اصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. وقال صلى الله عليه وسلم لا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. متفق عليه وفي الكتاب والسنة من الحث على هذا الاصل نصوص كثيرة. يأمر بكل ما يقوي الالفة ويزيد في المحبة ويدفع العداوة والبغضاء وما ذاك الا لما في الايش؟ وما ذاك الا لما في الاجتماع والاتفاق من الخير الكثير والثمرات الجليلة والبركة والقوة. ولما في ضده من ضد ذلك. قال تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم يعني تخلو وتذهب روحكم الحق. يعني تنحل وهكذا في المخطوط تنحل آآ تنحل اي تفرقوا وتبددوا وفي تفسيره للاية ان كتابه رحمه الله التفسير قال تنحل عزائمكم تنحل عزائمكم وتفرق قوتكم فمعنى آآ قوله آآ فتفشل وتذهب ريحكم قال يعني تنحل وتذهب روحكم الحقيقية نعم يعني تنحل وتذهب روحكم الحقيقية ومعنويتكم النافعة. وقد جمع الله في هذه اية وقد جمع الله في هذه السورة هكذا في المخطوط وهو الصواب. وقد جمع الله في هذه السورة اي سورة فعلا وقد جمع الله في هذه السورة الامر بالسعي لتحصيل القوة المعنوية بالايمان والثبات والصبر والاجتماع وعدم التنازع والتفرق وبالقوة المعنوية ايضا والمادية في قوله واعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. فمتى امتثل المسلمون امر الله فسعوا في حصول الاتفاق وازالة عداوات واسبابها وكانوا يدا واحدة في السعي في مصالحهم المشتركة ومقاومة الاعداء وبتحصيل القوة المادية بكل مقدور ومستطاع. وكان امرهم شورى بينهم. متى عملوا على ذلك كله حصل لهم قوة عظيمة يستدفعون بها الاعداء ويستجلبون بها المصالح والمنافع. وعاد صلاح ذلك الى دينهم وجماعاتهم وافرادهم ولم يزالوا في رقي مضطرب في دينهم ودنياهم. ومتى اخلوا بما امرهم به دينهم؟ عاد الضرر العظيم عاد الضرر العظيم عليهم فلا يلوموا الا انفسهم. وقد وعد الله العز اسرى لمن قاموا بالتقوى واعتصموا بحبله وتمسكوا بدينه. واخبر ان هذا دين جميع المرسلين قال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. وقال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ايها المسلمون عليكم بلزوم ما حثكم عليه دينكم من المحبة والائتلاف واياكم والتفرق اختلاف عليكم بعمل جميع الاسباب المقربة للقلوب. واياكم والعداوات والضغائن التي لا تكسب الا شرا احذروا سماسرة الاعداء الذين يلقون بين المسلمين بذور العداوة والشقاق ويدعون انهم مسلمون وانما غل ونفاق. المسلم هو الذي يسعى في جمع كلمة المسلمين واتفاقهم. ويحذر غاية التحذير من تدابر وافتراقهم ما طمع الاعداء وتسلطوا الا بسلاح الفرقة الفتاك. ولا استعمروا اقطاركم وسيطروا على مصالحكم الا بعد ما انحلت معنويتكم التي هي الحصن الحصين. الواقية من الوقوع في الاشراك. يا ايها المسلمون قوا انفسكم وقومكم مصارع الهلاك. وتسابقوا الى استنقاذهم من هوة الدمار. اما علمتم ان الاعداء اذ كنتم يدا واحدة ينظرون اليكم نظر التعظيم والرهبة والاكبار. فما زالوا يلقون بينكم الشقاق والفرقة. ويضربون بعضكم ببعض حتى قضوا على معظم مقوماتكم وما بقي الا رمق الا رمق حياة. ان انتم عالجتموها وسعيتم في تنميتها وتقويتها رجيت لكم السلامة والامن على مستقبلكم. وقد ان الاوان للجد وشد المأزر والتعاضد بين المسلمين وبين حكوماتهم وجماعاتهم على وجه الحكمة ورعاية المصلحة. فقد وقفوا على الداء وعرفوا كيفية الطريق وكيفية وعرفوا كيفية الطريق الى العلاج والدواء. وقد تقاربت وقد قارب ما بين حكومات المسلمين واضطرتهم الاحوال الى انضمام بعضهم الى بعض وعرفوا ان هذا هو الطريق الوحيد لعزهم ونرجو الله ان يوفقهم للعمل الناجح والسعي النافع. ايها المسلمون انتم الان في طرق الطرق بين الامم فاما تمسك بدينكم واجتماع به واجتماع به يحصل الفلاح واما وتفكك لا يرجى بعده عز ولا نجاح. ايها المسلمون قوموا لله واعتصموا بحبل الله واطمعوا واثقين بنصر الله فالله مع الصابرين المتقين. وهو المولى فنعم المولى ونعم النصير. طوبى للرجال المخلصين ووا شوقا الى الالباء الصادقين. الذين ينهضوا الذين ينهضون همم المسلمين. في اقوالهم وافعالهم ويحذرون مسالك الشر في كل احوالهم. يسعون في تقريب القلوب ويجاهدون حق الجهاد في هذا السبيل دأبهم القيام بدين الله. والنصيحة لعباد الله كل امرئ منهم بحسب مقدوره. هذا بتعليمه وهذا بوعظه وارشاده وهذا بقوته وماله وهذا بجاهه وتوجيهه وتوجيهه الى السبيل النافع قد تعددت طرقهم واتفقت مقاصدهم اولئك هم المفلحون. وهذا فصل عقده رحمه الله تعالى في الحث على الائتلاف والاتفاق والنهي عن التعادي والافتراء وبين رحمه الله تعالى ان كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام جاء فيهما في مواضع كثيرة فعلى هذا الاصل وتعظيم شأنه وبيان انه فسبيل عز للمسلمين وهيبة وقوة وشوكة ومنعه بينما اذا تخلوا عن هذا الاصل وتفرقوا شذر مدر وتعادوا وتباغضوا وتدابروا تسلط عليهم الاعداء وحل فيهم الوهن والفشل بينما اذا اذا كانوا يدا واحدة متكاتفين متعاونين متآلفين كانت لهم بذلك قوة وهيبة وشوكة ومنعه وهابهم الاعداء وقد اورد رحمه الله تعالى في هذا المعنى قول الله تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم اي ان التنازع والتدابر والتباغض والتعادي يؤدي الى الفشل والهوان وتسلط الاعداء ولهذا اعداء الدين في كل زمان واوان يحرصون على هذا السلاح اشد الحرص يحرصون على ما يكون به تفكك المسلمين وتفرق كلمتهم ووجود التعادي بينهم يفرقون بين افراد المسلمين وبين وبينهم وبين حكامهم وبينهم وبين علمائهم ينشرون العداوة بينهم لانه اذا تفكك المجتمع المسلم واصبحت اموره فوظى وانتشرت فيه العداوات والبغظاء اصبح لقمة سائغة او سهلة للاعداء بينما اذا تكاتفوا وتعاونوا وتآزروا وصاروا يدا واحدة صار لهم باذن الله تبارك وتعالى المهابة والقوة والتمكين ثم اخذ رحمه الله تعالى يحث المسلمين على العناية بهذا الاصل والاهتمام به آآ حكومات وافراد ان يهتموا بذلك وان يحرصوا على الالفة والاجتماع وان يبتعدوا عن كل ما يوجد الفرقة والتعادي بينهم وان يكون هم كل واحد منهم آآ نصرة الدين لا يلتفت الى حظوظه او اطماعه الشخصية او نحو ذلك. بل آآ يعمل على عز هذا الدين وثباته وتمكنه وقوته وهيبته وكل في مجاله مثل ما اشار رحمه الله هذا بعلمه وهذا هيبته وهذا بجاهه وهذا بتعليمه وهذا بكذا كل بما يستطيع بحيث يكون عمل الجميع آآ بتكاتف وتآزر خدمة هذا الدين والعمل على التمكين لهذا الدين. بينما اذا التفت الناس الى حظوظ النفس والمطامع الشخصية انتشرت العداوات وتأمل في هذا المقام هذه الوصية والنصيحة البليغة العظيمة يقول رحمه الله عليكم بلزوم ما حثكم عليه دينكم من المحبة والائتلاف واياكم والتفرق والاختلاف عليكم بعملي جميع الاسباب المقربة للقلوب واياكم والعداوات والضغائن التي لا تكسب الا شرا احذروا سماسرة الاعداء الذين يلقون بين المسلمين بذور العداوة والشقاق. ويدعون انهم مسلمون فهذه موعظة ونصيحة بليغة من هذا الامام رحمه الله تعالى وان الواجب على المسلم ان يجعل الالفة والمحبة ما هو التآخي مطلبا ينشده ويسعى لتحقيقه بينما بعض الناس يغيب عنه ذلك وينحرف في هذا الباب ويبدأ آآ يثير عداوات او ظغائن عليه او على الاخرين بينما المطلوب من المسلم ان يؤلف ان يمضي مع ما يدعو اليه الدين هذا دين الالفة ودين المحبة ودين الاخوة ودين التراحم ليس دين العداوات ولا دين التباغظ والتنافر والتعادي فاذا عمل الانسان على شيء يورث عداوة يورث آآ تشاحنا ولا سيما وخاصة في آآ امور الدنيا وحظوظ النفس لا يكون بعمله هذا منطلقا من قواعد اه الشريعة ومقاصد الاسلام بل الواجب على المسلم في هذا المقام ان يعمل على ما فيه الالفة والمحبة والتآخي والتراحم والتواد ينشر هذا في اه المجتمع ويكون سببا في انتشاره بين الناس وليحذر في في هذا المقام ما اشار اليه الشيخ رحمه الله بقوله احذروا سماسرة الاعداء والسمسري هو الوسيط بين البائع والمشتري يرغب المشتري في الشراء ويرغب البائع في في البيع فيكون وسيطا بينهما فسماسرة الاعداء مراده من يخدمون الاعداء من يخدمون اعداء دين الاسلام بوجود البغظة بين المسلمين وهؤلاء الذين يشير اليهم رحمه الله بالسماسرة هم على نوعين نوع اشتراهم الاعداء بالمال اشتروا ذممهم ودينهم بالمال واغروهم بالمال ووظفوهم سماسرة لنشر العداوة هذا نوع والنوع الثاني لا هو من نفسه فسد في منهجه وفي طريقه وفي مسلكه فاصبح يعمل امورا تنشر العداوة بين المسلمين اصبح بهذا لا يخدم الاسلام وانما يخدم اعداء دين الله وعليه فينبغي على المسلم ان يعلم انه عندما يعمل اعمالا تسبب عداوات ولو كانت في افراد ولو كانت في اعداد في اعداد قليلة هو في الحقيقة لا يخدم الاسلام ولا يخدم المجتمع المسلم وانما يخدم اعداء الدين لان هذا الذي هو العداوة والتباغظ والتدابر بين المسلمين اه امر يخدم اعداء دين الاسلام. ولا يخدم المسلمين لا في قليل ولا في كثير فوجب على المسلم ان يكون عمله فيما يحقق الالفة والمحبة والتآخي والتعاون على البر والتقوى وطاعة الله سبحانه وتعالى وفي هذا المقام يجب ان ان يحذر ايضا ما يسبب البغض من انتشار البدع والاهواء وحظوظ النفس هذه كلها اذا وجدت فرقت فالذي يجمع الاسلام والذي تجمع هي سنة النبي آآ الكريم عليه الصلاة والسلام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يؤلف بين قلوبنا. اللهم الف بين قلوبنا اللهم الف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى لانفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اعنا وجميع المسلمين ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك شاكرين. لك ذاكرين. اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم يا رب العالمين يا من بيده قلوب العباد يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى. اللهم الف بين قلوبهم واصلح ذات بينهم. اللهم واكفهم شر اعدائهم يا حي يا قيوم. اللهم اصلح احوال المسلمين. اللهم احقن دماءهم اللهم اه اكفهم شر الاشرار وكيد الفجار يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا اجمعين شأننا كله اللهم وفرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم من اراد ديننا وامننا وايماننا بسوء فاشغله في نفسه. واجعل تدميره تدبيره ورد كيده في نحره يا حي يا حي يا قيوم. اللهم انا نعوذ بك من اعداء الدين يا حي يا قيوم. اللهم انا يجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم لا تكلنا والمسلمين الى انفسنا طرفة عين. واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغ به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين