الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة الفصل الثاني عشر في الحث على المشاورة في كل الامور. قال تعالى مخبرا عن المؤمنين مثنيا عليهم وامرهم شورى بينهم وهذا يشمل جميع امورهم الدينية والدنيوية الداخلية والخارجية العامة والخاصة. وامر وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال عقله وسداد رأيه وعلو مكانته فقال وشاورهم في الامر وكان صلى الله عليه وسلم يشاور اصحابه في كل ما يحتاج الى المشاورة من دقيق وجليل. ويأخذ برأيهم المصيب وربما ابتدأوه بالرأي الذي يرونه فيرجع اليه اذا اتضح له صوابه. وانما كانت المشاورة لها هذا المقام الجليل لما يترتب عليها من المصالح الكلية العامة في الشؤون الدينية والشؤون الدنيوية وامور السياسة وتوابع نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا الفصل عقده الامام ابن سعدي رحمه الله تعالى في بيان فظل الشورى والحث على المشاورة في الامور كلها وان السور يترتب عليها الاثار الحميدة الطيبة وما خاب من استشار وآآ ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثناء الله عز وجل على المؤمنين. بالتشاور بين لهم وامرهم شورى بينهم. وجاء ايضا في القرآن امر الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام بالشورة والمشاورة قال وشاورهم في الامر. مع كمال عقله وسداد رأيه كمال بصيرته صلوات الله وسلامه عليه امره الله عز وجل بالسورة. وهذا فيه تربية لامته واتباعه ان الشخص مهما بلغ من العقل والذكاء والفطنة والدراية بالامور فانه يحتاج الى الشورى وليست الشورى او الاستشارة بمنقصة من قدر الشخص ومكانته بل انها تدل على حصافة رأيه وسداد عقله. لان الذي يشاور بالمشاورة يظم عقول الاخرين وارائهم وفهمها من الامور الى رأيه وبمجموع الاراء التي يستمع اليها يهتدي باذن الله تبارك وتعالى الى السداد والى الصواب في الشورى والمشاورة امرها ومكانتها عظيم في شريعة الاسلام المسلم مطلوب منه فعلا ان يعتني بالشورى وان يعتني ايضا بمن يستشير كل شخص يصلح ان يستشار. وليس ايضا كل شخص يستشار في كل باب وانما يستشار كل شخص فيما يجيده فيما يتقنه بحيث يكون من اهل العقل ومن اهل الديانة ايضا ما من اهل النصح يستشار في الباب الذي يدفنه فقد تستثير شخصا في امر ما ولا تستشيره في امر اخر. لانك تعلم انه لا يدري عنه لكن تستشير هذا في مصلحة من المصالح مثلا الدنيوية وهذا تستشيره في امر ديني وذاك تستشيره في كذا ولا يستشار كما قدمت كل احد. وايضا لا يستشار كل احد في كل امر. وانما الشورى والاستشارة تكون اه لمن اه كان ذا بصيرة في الامر الذي يستشار فيه ويكون ايظا هو في ذا ديانة وذا نصح وذا عقل يعرف بذلك كثير من الورطات التي يقع فيها بعض الشباب وبل الكبار بسبب استشارة غير مسددة وهذا معروف هذا معروف في في تاريخ الناس تجد شخصا مضى في امر ما الى اواخر عمره. وتسأله يعني لماذا توجهت هذا التوجه؟ لماذا سلكت هذا المسلك يقول لك عندما كنت شابا فلان اشار علي بكذا. او فلان ان كانت هذه الشورى التي اشير عليه بها خيرا فنعمة المشورة هي التي ترتبت عليها هذه المصلحة. لكن احيانا يشار على بعض الشباب عندما يستشيرون من ليسوا باهل للمشورة فيشيرون عليه بمسلك منحرف. وطريق خاطئ فيمضي في ذلك الطريق حياته كلها والسبب في ذلك انه وضع الشورى او المشهورة في غير بابها. وسأل وسأل ليس من اهلا لها. هذا من جانب من جانب اخر ان من يستشار يجب عليه ان يتقي الله في من يستشيره. فالامر جد خطير. استأمنك. وطلب نصحك والدين النصيحة كما مر معنا وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام المستشار مؤتمن فهي امانة عندما تقول اشير عليك بكذا او انصحك بكذا او او ارى ان تفعل كذا يجب عليك ان تزن هذا الكلام. لانك مؤتمن على ما تقول ائتمنك وطلب منك النصح فبعض الناس في باب الاستشارة يشير ولا يتأمل ويستعجل ولا يتأنى وبسرعة يعطي يعطي رأيا ولا يبالي فيما سيحدث من استشاره بل بعضهم عندما يستشار يبطن غشا يبطل غشا وتوريطا لمن يستشيره ولهذا جاء في الحديث الثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من اشار على اخيه من اشار على اخيه بامر يعلم ان اسد في غيره فقد خانه في امر يعلم ان الرشد في غيره فقد خان هذي خيانة يأتيه يستنصحه ويأتمنه ويقول اريد رأيك في كذا وكذا ثم يرشده الى امر يعلم هو في قرارة نفسه ان الرشد في غيره هذه خيانة عظيمة فبعض الناس لا يبالي ان يكون خائنا ولهذا يورط الاخرين يشير عليهم باشارات تكون دمارا عليهم في حياتهم. وتقحمهم في ورطات ومهالك فاذا امر الشورى عظيم وكذلكم من يستشار يجب ان يدرك مكانة الشورى وما يترتب عليها من من اثار فيكون ناصحا ويتأنى حتى لو تطلب الامر ان يؤجل الرأي او يعتذر عن الرأي فله ذلك لكن لا يعطي رأيا سريعا بدون تبصر ولهذا يذكرون ايظا ان من الامور التي ينبغي ان تلاحظ في المستشار الا يكون في وضع لا يساعد على الاستشارة احيانا يكون رجل من اهل الفطنة والنباهة لكن يكون في قلق مثلا او مضطرب نفسيا او وعنده مشكلة معينة او مثلا في في مصلحة من المصالح. مشغول في مصلحة من المصالح. وهو منهمك في مصلحته تستوقفه تقول يا فلان ما رأيك في كذا بعضهم ربما بحكم انه منشغل بمصلحته التي هو منشغل فيها يعطي رأيا سريعا ربما ليتخلص من من هذا الشخص او يصرفه قد يكون هذا فلا يستشار شخص يعني ليس متهيأ آآ ليسير ويتأمل ويتبصر فالشاهد ان الشورى لها مكانة عظيمة ولها اثار ولا فوائد لا حد لها والشيخ رحمه الله تعالى بعد ان بدأ بمقدمة بين فيها مكانة الشورى وحث الاسلام عليها وامر الله لنبيه عليه الصلاة والسلام بها اخذ يعدد بعض فوائد الشورى. اخذ يعدد بعض فوائد الشورى. حتى يعتني المسلم في اموره ومصالحه وشؤونه بالشورى ليجني هذه الفوائد ويحصل هذه الاثار. نعم قال رحمه الله فمن فوائد المشاورة امتثال امر الله ورسوله فان طاعة الله ورسوله خير وسعادة ولو فرض واننا لم نشعر بفائدتها بل هذه الفائدة اعظم الفوائد واساسها. هذه الفائدة الاولى من من فوائد الشورى وهي فائدة عظيمة وجليلة القدر عندما تستشير غيرك من ذوي الرأي والبصيرة يكفيك ثمرة وفائدة انك اطعت الله لان القرآن فيه حث على الشورى فيه حث على الشورى وترغيب فيها. فيكفيك شرفا وفظلا عندما تستشير انك مطيع لله ومحقق لمطلب جاء الحث عليه في كتاب الله سبحانه وتعالى. يقول الشيخ لو فرض اننا لم نشعر بفائدتها لو لو فرض اننا لم نشعر بفائدتها يكفيك فائدة هذه الطاعة فعل هذا الامر الذي حث الله سبحانه وتعالى عليه. وانت لن تعدم الفائدة قد لا يشعر بالفائدة لكن لن يعدم الفائدة لان لان من يطيع الله ويقوم بهذا المبدأ العظيم يهيئ له الله سبحانه وتعالى من ابواب الخير والتوفيق ما لا يحتسبه نعم قال رحمه الله تعالى ومن فوائدها انها تقوي الالفة بين المسلمين. وتوثق الروابط بين المتشاورين جماعات او افرادا فان المتشاورين يشعرون ان مصلحتهم واحدة وطريقهم الى تحصيلها واحد فيفكرون في هذا الطريق وعلى اي في وجه يصدقونه لتحقيق مصلحتهم. ومتى شعروا بارتباط المصالح قويت المحبة وتوثقت الصداقة. وهذا من المحسوسة فكم كان اناس متباينين متباعدين فلما جمعتهم بعض الشؤون وشعروا بوحدة مصلحتهم تقاربوا بعد وتصادقوا بعد التعادي. وهذه فائدة اخرى عظيمة من فوائد الشورى ان الشورى تقوي الالفة ما بين المسلمين. تقوي الالفة بين المسلمين لانها توجد طمأنينة. وارتياح في النفوس واحساس بان الهموم مشتركة وان الامال والالام واحدة فاذا وجد هذا المبدأ وصار الانسان يستشير اخوانه ويسمع لهم ويسمعون منه ويتشاورون هذا مما يقوي المحبة. ومثل ما قال الشيخ رحمه الله قال فائدة محسوسة هذه فائدة محسوسة السورة تقوي الالفة. ايضا اهمال الشورى. اهمال الشورى توقع ايضا شيء من الوحشة الشخص الذي مثلا له بصيرة وله رأي وله حصافة وله فهم ثم بعض الذين لهم به صلة او لهم به ارتباط يقومون ببعض الاعمال ولا يستفيدون من رأيه ولا يرجعون اليه ولا يستفيدون منه. هذه لا شك انها تفكك بينما السورة تؤلف وتجمع القلوب وتجعل الجميع يحس انهم في هم مشترك وفي امال واحدة وفي الام واحدة وقد قال عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد مثل الجسد الواحد وفي الحديث الاخر كالبنيان يشد بعضه بعضا فاذا هذه فائدة عظيمة من فوائد الشورى انها تقوي اه الالفة والمحبة بين المسلمين قال رحمه الله تعالى ومن فوائدها ان مصلحة المشاورة محسوسة في العلوم والاراء والاعمال واصابة الصواب فالرأي الواحد والعمل الواحد يعتريه النقص كثيرا. فاذا كثرت الاراء واتفقت وحصل التعاون على الاعمال النافعة اصابوا الصواب وادركوا النجاح. وهذه ايضا فائدة عظيمة من فوائد اه الشورى في العلوم والاراء والاعمال ان بالشورى يوفق الانسان للصواب ويهدى للسداد مثل ما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى قال ما استشار قوم قط الا هدوا لافضل ما بحضرتهم ما استجار قوم قط الا هدوا لافضل ما بحضرتهم. اه من فوائد الشورى ان ان عندما تجتمع الاراء والافهام ويستمع اليها وينظر ايها الاشد وايها الاصوب. وهذا الرأي ماذا عليه من ملاحظة؟ وهذا الرأي ماذا عليه من انتقاد ثم من مجموع الاراء يستخلص نتيجة فما استشار قوم الا هدوا لافضل ما بحضرتهم فمن فوائد الشورى ان ان اهل الشورى باذن الله تبارك وتعالى حليفهما الصواب والسداد. وهنا ينبغي ان ان في مسألة الشورى التي دعا اليها الاسلام ليست آآ من الديموقراطية في شيء لا من قريب ولا من بعيد الديموقراطية تتداول الاراء ثم يكون اكثر عددا في الاصوات هم الذين يتمم رأيهم ويعمل به الرأي مع الاكثرية الرأي يكون مع الاكثرية وغلبة الاصوات بينما الشورى في الاسلام تكون لاهل الحل والعقد ولاهل كل امر في بابه مستشارون فيه ثم يؤخذ بما عندهم من اراء وحجج وادلة وبراهين لكن لما يجتمع مثلا آآ اثنين مثلا من اهل الحصافة والرأي ومئة مثلا من اه الذين لا رأي لهم ولا فهم ثم تطرح قضية وكل يدلي بدلوه ثم يصوتون لا عبرة الاصوات ما لم تكن الامور قائمة على الحجج والبراهين وسؤال اهل الرأي واهل الحصافة واهل الحل والعقد واذا جاءهم امر من الامن او الخوف فذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم اي العلماء لعلمه الذين يستنبطونه منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم لكن لو جاء امر من الامور التي تمس الامن او خوف الامة وقيل يا اخواني يلا صوتوا كل رأيه ما يصل الانسان بمثل هذه الطريقة الا الى فوضوية والى عواقب لا تحمد بينما اذا اسند الرأي الى الى اهله استشير اه في كل مجال اهل اهل الشأن فيه واهل الاختصاص فيه واهل الدراية فيه يصل الناس باذن الله تبارك وتعالى الى اه الصواب والسداد نعم قال رحمه الله تعالى ومنها ان الاراء والافكار تحتاج الى رياضة وتمرين فان تمرين الذهن على التدبر والتفكر وتقليب الامور على كل وجه ممكن مما يرقي الذهن وينميه ويوسع دائرة المعارف وعدم ذلك او قلة مما يضعف القريحة ويخمد الفكر. ويحدث البلادة. فكثرة المشاورات هي التمرين الوحيد والرياضة للافكار فان تبادل المناظرات واحتكاك الافكار بعضها ببعض واستعانة بعضها ببعض وتعديل بعضها وتعديل بعضها بعضا له وفائدته العظيمة الملموسة. وهذه ايضا فائدة عظيمة ان الاراء والافكار تحتاج الى رياضة وتمرين والشورى توجد ذلك تمرن الذهن اه استخلاص الطرائق المناسبة والاساليب الجيدة وايضا الوقاية والسلامة من المحاذير وهذا امر انت تجده في نفسك الان لو سألتك اه كم مرة في حياتك كنت اردت ان تقدم على عمل ثم استشرت شخصا ولما اعطاك الرأي قلت سبحان الله لم انتبه لهذا كم مرة حصلت لك مثل هذي تقول سبحان الله هذي ما انتبهت لها لولا انك نبهتني ما كنت منتبه اذا جيد يعني لو مضى الانسان واقدم على الامر ولم يستشر اذا لمضى على على على الخطأ الذي لم يتنبه له لكن صاحب هذا الرأي والاخر والثالث فينبهونه على اشياء ما كانت واردة في ذهنه ولا تدور في خاطره ثم تجده يقول الحمد لله انني انني ما فعلت وانني سألت فلان وان يعني نبهني على امر كنت غافل عنه والا كدت ان اورط هذا كثير يحصل في حياة الناس وهذا من الاشياء المحسوسة الموجودة التي تبين للانسان ان فعلا يحتاج للشورى وانك اذا استشرت تنبه احيانا الى امور كنت غافلا عنها ولم تخطر على بالك فتصل الى هذه النتيجة. اذا آآ السورة تؤدي الى رياضة الذهن والى الوصول الى اه يعني الطرائق المناسبة والسلامة من المحاذير والمآخذ فهذه ثمرة عظيمة من آآ ثمار الشورى. نعم. قال رحمه الله تعالى فكما ان الاعمال العظيمة لا تدرك الاجتماع قوى متعددة بحسب تلك الاعمال فكذلك الامور المشكلة. والاحوال المشتبهة. لا يقوم بها فكر واحد ونظر واحد بل لابد من عدة افكار تتراود عليها. فان العمل تابع للعلم والله اعلم. هذا التنظير يوضح ما سبق يقول ان الاراء مثل الاعمال مثل الاعمال المحسوسة مثل الان يعني مثلا بناء بيت يحتاج الى بناء البيت الى عدد من الايدي تعمل في هذا البيت وكل في مجاله. حتى يقوم البيت على عماده بجميع منافعه وحاجياته فكذلكم المهام والاعمال والاراء تحتاج الى مثل ذلك تحتاج الى اه تلاقح الاراء والعقول والاذهان والاستشارات حتى يصل الانسان الى آآ بنية صحيحة او يقدم على عمل صحيح يطمئن اليه العبد. نعم قال رحمه الله تعالى ومنها ان الاعمال المشتركة التي لا يمكن قيام واحد بها من المشتركين فيها سواء كانت امورا دينية او دنيوية اذا بنيت على المشاورة ثم وزعت بينهم بما يناسب احوالهم كان ارجى لحصول النجاح فان كلا منهم يمد الاخر برأيه ومساعدته وعمله ونفع هذا معروف. ايضا هذا من العظيمة التي تترتب على آآ الشورى ان الاعمال المشتركة التي لا يمكن قيام واحد بها من المشتركين فيها سواء كانت امورا دينية او دنيوية اذا بنيت على المساورة ثم وزعت بينهم ثم وزعت بينهم بما يناسب احوالهم كان ارجأ لحصول النجاح لكن لو استبد الامر واحدا واهمل اراء الاخرين او او استبد بالعمل واحدا وعطل عمل الاخرين اما ان النتائج تظمحل او تظعف جدا نعم قال رحمه الله تعالى ومنها ان الانسان اذا شاور في اموره وتأنى فوقعت على خلاف مراده لم يندم لانه ابدى هود ولم يدخر من اسباب النجاح شيئا يقدر عليه. فيوجب له الطمأنينة والسكون والرضا والتسليم. ويستدرك ما يمكن استدراكه ويعرف الاسباب الناجحة والمحققة. واذا لم يشاور فوقعت على خلاف ما يجب ندم ندم ندامة شديدة وجعل يقول لولا ولو ما هذا ايضا من اه فوائد الشورى العظيمة ان الانسان اذا استشار اه اهل العقل والرأي واهل المشورة وعمل ثم ما لم يأتي الامر على ما يحب لم يأتي الامر على ما يحب لا يندم تجده مرتاح لانه عمل بالصورة وتجده يقول الحمد لله لعل في الامر خير ولن احمد العاقبة انا استشرت فلان وفلان وان شاء الله ان الله صرف عني هذا الامر الى ما هو خير فتجده باذن الله تبارك وتعالى لا يندم وايضا يستفيد من تجربته هذه بما يتلافاه في تجاربه القادمة. بينما الذي لا يشاور اذا وقعت الامور على خلاف ما ما يحب ندم ندامة شديدة وفتح على نفسه باب لومة ولولا وليتني شاورت فلان وليتني آآ ذهبت الى فلان وفلان كذا تجده يفتح على نفسه باب نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها ان المشاورة تنفي عن العبد العجب والغرور بالنفس. فان المعظم لنفسه المعجب برأيه لا يكاد يشاور احدا ولا يلين لمن ينصحه. وهذا الخلق رذيل جدا وظرره كبير يعجب برأيه لابد ان يضل ويظنه على هدى. لان خيالات الغرور لا تدع الانسان ينظر الى عيوبه فيصلحها. ولا نقصه فيكمله فعنوان العقل والتواضع كثرة المشاورة وقبول قول الناصحين. وعنوان الجهل والغرور الاستبداد ورفض نصح الناصحين وهذا ايضا من الفوائد العظيمة للشورى انها تطرد العجب. وتنفيه عن الانسان. والعجب داء فتاك ومعطب للانسان كما قال الناظم والعجبى فاحذره ان العجب اعمال صاحبه. في سيله العرم العجب داء فتاك الشخص الذي عنده عجب بنفسه لا يتنازل ان يستشير الاخرين ولو ان احدا قدر مثلا واشار عليه برأي مباشرة يسبه يهينه ولا يرظى احد يعطيه رأي وهذا من السفه النبي عليه الصلاة والسلام اشد الناس عقلا واحسنهم بصيرة واكملهم رأيا ورب العالمين قال له وشاورهم في الامر المشورة والتشاور لا ينقص من مكانة الشخص ولا يقلل من منزلته. بل هو يدل على حصافة الرأي على حصافة الرأي لا يقلل من مكانته حتى وهذا سيأتي عند الشيخ رحمه الله الاب في بيته مع ابناءه الصغار يشاورهم وهذا له فوائد عظيمة جدا ولا يقلل من مكانة الاب فالشاهد ان من فوائد الشورى انها تطرد العجب عن عن النفس بينما الذي مصاب بالعجب لا يستشير الاخرين ويرى ان هذه منقصة له. وانزال من رتبته ومكانته وتجده يمضي في الاعمال يمضي في الاعمال ويكون منها اعمال رديئة او اعمال دون المطلوب ولكنه بسبب عجبة بنفسه وعدم اخذه برا برأي اهل الرأي والمشورة فتجده يمضي في اه مسالك تكون خاطئة وفيها زلل ولا يتبين ذلك لماذا؟ لانه مثل ما قال الشيخ رحمه الله لان خيالات الغرور لان خيالات الغرور لا تدع الانسان ينظر الى عيوب فيصلحها خيالات الغرور لا تدع الانسان ينظر الى عيوبه فيصلحه ولا الى نقصه فيكمله نعم. قال رحمه الله تعالى واعلم ان المشاورة تختلف باختلاف مواضيعها. فامور السياسة فيها اهل الحل والعقد والرجال المتميزون في عقولهم وارائهم وكمال نصحهم. وامور العلم والدين يشاور فيها اهل العلم والدين الجامعون بين العلم والحلم والعقل والدين. والامور الدنيوية يشاور فيها اهل الخبرة فيها والرأي بحسب احوالها ولابد في ذلك كله من قصد النصح. هذا تنبيه مهم في باب الشورى والمشاورة ان المشاورة تختلف باختلاف مواضيعها اذا اردت ان تستشير انظر الموضوع الذي تستشير فيه ثم سل فيه واستشر فيه اهل الاختصاص والشأن. والله يقول فاسألوا اهل الذكر واهل الذكر كل في بابه اهل العلم في العلم واهل الصناعة في الصناعة واهل المصالح الاخرى في مصالحهم كل يستشار في بابه كل يستشار في بابه فاذا الشورى مطلوبة من العبد لكن لا يستشار آآ لا تكون السورة لكل احد مع في كل امر. وانما يستشار كل اه انسان في مجاله وفي ما يتقنه وايضا يشترط فيه ان يكون من اهل الديانة واهل النصح اما اذا كان ليس معروفا بنصح لو كان متقنا لعمله لا يأمن الانسان ان يغشه او يرشده الى غير رشد فهذا تنبيه آآ مهم في في في هذا الباب قال فامور السياسة يشار فيها اهل الحل والعقد والرجال المتميزون في عقولهم وارائهم وكمال نصحهم امور العلم والدين يشاور فيها اهل العلم والدين الجامعون بين العلم والحلم والعقل والدين الامور الدنيوية يشاور فيها اهل الخبرة. فيها والرأي بحسب احوالهم بحسب احوالهم الان لو لو جاء شخص مثلا يستشير عالما في امر يتعلق بالطب. يقول العالم لا ليس مجالي. هذا مجال الاطباء اسأل الطبيب الفلاني مثلا وكذلك الطبيب الناصح اذا سئل في امر يتعلق بالدين اذا سئل بامر تعلق امر الدين احال الى اهل العلم فكل يستشار في في بابه وفيما يحسنه. نعم قال رحمه الله تعالى ومن الطف انواع المشاورات الخاصة وانفعها للانسان الامور المتعلقة بالعائلة وامور امور البيت فينبغي للوالد ان يشاور اولاده في الامور المتعلقة بهم ويستخرج ارائهم ويعودهم على تربية افكارهم وتنمية عقولهم فان هذا فيه نفع وتعليم وتوسيع لدائرة معارفهم وحمل لهم على النصيحة لوالدهم هذا مثل ما وصفه رحمه الله تعالى من الطف انواع المشاورة الخاصة وهذا فيه فوائد غزيرة جدا ومن من الفوائد ان الابن ينشأ بهذه الطريقة على العناية بالشورى لا ينشأ الابن مستبد برأيه لا يسأل الاخرين لا يكون بالطريقة التي عملها معهم والدهم في البيت نشأهم على الشورى القى في نفوسهم حبها من الصغر فها هم يرون مثلا والدهم مع اه سنه ووقاره ومثلا فهمه ودرايته بالامور اذا جاءت قظية من القظايا بسطها اه امامهم ايش رأيك يا فلان وانت اشترى وحتى لو لم يأخذ مثلا الاراء اذا لم يكن هناك اراء مثلا مناسبة لكن هؤلاء يحسون آآ قيمة وبمكانة وقدر ويبدأ كل يعمل عقله ويدربهم على التفكير وعلى استخراج الاراء فمثلا يمدح رأي فلان نبهتنا على هذه الطريقة ما انتبهنا لها آآ اخر اعطى رأيا مثلا لا يناسب يوضح له الانتقاد الذي على رأيه المرة القادمة يتلافاه ويتدرب. الصغير يتدرب اذا اعطاك رأي وبينت له المأخذ بلطف المرة القادمة يعطيك رأيا احسن منه وهكذا تنشأ على تدريب عقله على الرأي فتكون هذه جزء من تربية الابناء يعني مشاورتهم جزء من تربيتهم وتنشأتهم اه التنشئة الفاضلة التنشئة الكريمة فهذا مجال الان مما جالات الشورى التي تكبر مع الاسرة ومع الابناء عندما يربيهم والدهم على على الشورى. نعم. قال رحمه الله تعالى وكذلك يشاور زوجته في احوال البيت وكيفية تدبيره كيفية تدبيره واذا رأى منها الامانة والاهلية جعل لها الاستقلال في تدبير مصارف البيت لتهتم وتشعر بمسؤوليتها اجتهد في الاعمال الاقتصادية ويستفيد رب البيت الراحة والطمأنينة. فمتى كانت الانثى اصيلة امينة ورأت من زوجها هذه الثقة بذلت النصح التام. وعز عليها ان يذهب شيء في غير محله. ومتى اخذ على يدها وحفظ عليها وقتل قوتها وحوائجها الاصلية والعالية لم يستفد بهذا العمل الا العناء والتعب. وكثرة النزاع وتكدر العيش كم رأينا ورأى غيرنا من هذا شيئا كثيرا؟ نعم. قال وكذلك يشاور زوجته يشاور زوجته في احوال البيت وكيفية تدبيره وقد مر معنا قريبا قول النبي عليه الصلاة والسلام والمرأة راعية ومسؤولة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها فالمرأة راعية في البيت والزوج الحصيف يحاول ان يربي في زوجته المعاني الفاضلة. ويمكن ان يصل الى ذلك من خلال ما وضحه الشيخ رحمه الله هنا الى الشورى المرأة اذا وجدت زوجها يتعامل معها بهذا المبدأ ويستشيرها كيف نضع هذا الامر في اي مكان يفضل ان يكون حتى الحاجات التي يعرف اصالة يعني مجالها او بابها يجعله رأيا من اراء زوجته اخذ به حتى تسعد وتفرح بذلك وتنشط لعمل اخر وتجتهد بخلاف اذا كان الرجل مستبد في البيت. ولا يمكن يخرج صوت ويعد هذي من قصة له مجرد ما يقترح عليه رأي يزمجر ويغضب وانا لا لا افهم حتى تقولون هذا الكلام انا جاهل انا كذا ويبدأ يسب مثلا ويشتم تفتر العلاقات وتسوء المعاملة وتتكدر صفو البيت بينما اذا طرح الامر صورة ما رأيكم في كذا وهل هذا افضل او ليس افظل والشيء الذي يحبه ايظا يطلبه باسلوب مشاورة مثل ان يقول انا افضل كذا ما رأيكم لو ان كان كذا وكذا فرق بين هذا الاسلوب وبين ان يقول افعلوا كذا. وان لم تفعلوا كذا لفعلتوا لفعلت هذا يحصل ما يريد وهذا يحصل ما يريد لكن فرق بين الاسلوبين انا افضل كذا ما رأيكم لو انها مثلا فعل بهذه الطريقة؟ او عندكم رأي ثاني؟ اذا في رأي احسن لا بأس بذلك فهذا يقوي وينشط المرأة وايضا يجعلها تعمل بنصح واخلاص لانها تعرف ان لها آآ مكانه واعطاها امانة في البيت واعطاها ايضا قيمة وقدر فلهذا اثاره آآ العظيمة يقول الشيخ اذا رأى منها الامانة والاهلية جعل لها الاستقلال في تدبير مصارف البيت وهذه الاهلية تكون مسبوقة بخطوات من الزوج في تمرين زوجته وتعويدها على بالاسلوب المناسب تعويدها على ما يكون فيه مصلحة البيت واذا رأى منها الامانة والاهلية جعل لها الاستقلال في تدبير مصارف البيت لتهتم وتشعر بمسؤوليتها فهد في الاعمال الاقتصادية ويستفيد رب البيت الراحة والطمأنينة نعم قال رحمه الله تعالى فالهناء والسعادة والخير العاجل والاجل تبع للدين واخلاقه والشقاء الشر حيث فقد الدين وفقدت ادابه. المشاورة تنور الافكار وتحل وتحل الاشتباه والاشكال العبد الامال المشاورة عنوان العقل والاستبداد من نتائج الجهل. ما ندم من استعان بالله واستخاره. وشاور الناصبين هذي خلاصة جميلة ختم فيها صفو الموضوع خلاصة فوائد اه الاستشارة وما يترتب عليها من اثار وعوائد طيبة وان المستشير لا لا يخيب باذن الله تبارك وتعالى اذا استشار اه النصحاء الامناء اهل الديانة واهل الفضل نعم. قال رحمه الله تعالى الفصل الثالث عشر في الحث على القيام بحق الاولاد والوالدين. قال تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وذلك بالقيام التام في تربيتهم في دينهم واخلاقهم ودنياهم. وقال تعالى والذين هم لاماناتهم اهدهم راعون. الاولاد امانات عند الوالدين. الاولاد امانات عند الوالدين. عليهم القيام بحفظ هذه الامانات وكفهم عن جميع المضار والمفاسد. وتعليمهم العلوم النافعة واخذهم بالاخلاق الفاضلة. بشر الذين يربون اولادهم تربية صالحة بالخير والثواب والانتفاع. وحذر الذين يهملونهم بالضرر العاجل والاجل والضياع لو كان لك بستان فيه غراس واشجار فلاحظته وحفظته ونميته لجاء منه ما تؤمله وترجوه ولو وضيعته فلا تلومن الا نفسك. يوم يحصد الزارعون ما زرعوه. كذلك الاولاد وهم غراسك الذي تؤمل نفعه فقم عليهم بما تستطيعه من التربية الصالحة والملاحظة. واياك ان تهملهم وتضيعهم فتبوء بسوء العاقبة كم اغتبط الوالدون بصلاح الاولاد؟ وكم ندم المفرطون حين تعذر الاصلاح وحاق الفساد؟ ذلك بما قدمت ايديهم وما الله يريد ظلما للعباد. هذا الفصل عقده رحمه الله في الحث على القيام بحق الاولاد والوالدين واورد قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا ومعنى قوا انفسكم واهليكم نارا اي ادبوهم وعلموهم كما جاء ذلك عن علي رضي الله عنه في معنى الاية قال ادبوهم وعلموهم وقايتهم من النار بتربيتهم وتأديبهم وتعليمهم وتنشأتهم النشأة الصالحة الكريمة الفاضلة البعيدة عن منزلقات وطرائق الشر والفساد وبين رحمه الله معنى الاية بقوله وذلك بالقيام التام في تربيتهم في دينهم واخلاقهم ودنياهم وهذه كلها مطلوبة وقد تجد مثلا بعظ الاباء يربي مثلا ابناءه على الاداء لكن لا يربيه على الدين تجد فعلا ابنه اسلوبه وادبه وتعامله جدا جيد لكنه ديانة اه مظيع لها لم يربه على ذلك او تجد ايضا من منهم من يربيه على امر دنيوي فينشأ متقنا له مثلا ينشأ يربيه الى ان ينشأ طبيبا بارعا. او مثلا مهندسا متقنا او نحو ذلك وتكون هذه طموحات الاب منذ الصغر وهو مع ابنه ليكون بهذا المجال. لكن لم يربيه على الدين. فتجده مثلا طبيب ولا يصلي مثلا ما رباه والده ولا اعتنى بمسألة الصلاة ولا اهتم بها. وقد قيل وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان على ما كان عوده ابوه ومثل هؤلاء الذين نشأوا هذه التنشئة ان لم يتداركهم الله سبحانه وتعالى برحمة منه وفضل يهيأ لهم في طريقهم في حياتهم من يرشدهم الى الديانة والصلاة والا يبقى على الضياع يبقى على الظياع فمسئولية الاباء مسؤولية عظيمة جدا الصغار ينسون على محاكاة الاباء وتقليد الاذى ولهذا تجد الصغير يحاكي والده تجده يحاكي والده وتجده حتى الاخطاء التي يمارسها والده يلتمس لها العذر وهذا من من الامور حقيقة التي تجعل الاب يجب عليه ان ان يضع نفسه موضع القدوة في البيت. قرأت مرة كلام حقيقة المني. قرأت مرة خبر ان طفلا صغيرا قرأ اعلانا عن خطر التدخين وان التدخين يسبب السرطان مدري كذا وقرأ ولما فرغ من القراءة قال لا انا والدي يدخن كويس قال انا والدي يدخن كويس لان والده يدخن وقرأ هذه المحاذير وعنده ان والده قدوة فهذه من الامور التي تبين الواجب الذي يتحمله الاباء. وانه يجب عليه ان يكون قدوة لهم اذا اذا تهاون الاب بالصلاة او تعاطى بعض المحرمات او يجني على اولاده. كل مولود يولد على الفطرة رواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ايضا الاخلاق نفس الطريقة. تنحرف اخلاق الطفل او فطرته بما يجده من اه امور يراها في والديه ولهذا اورد الشيخ رحمه الله قول الله تعالى والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون رعاية الامانة وان الله سبحانه وتعالى سيسأل العبد عن هذه الامانة. قال والاولاد امانة عند الوالدين الاولاد امانة مؤتمن عليهم عليه الاولاد امانة امانة عند الوالدين عليهما القيام بحفظ هذه الامانات وكفهم عن جميع المضار والمفاسد وتعليم العلوم النافعة واخذ بالاخلاق الفاضلة ثم قال رحمه الله بشر بشر الذين يربون اولادهم تربية صالحة بالخير والثواب والانتفاع وحذر الذين يهملونهم بالظرر العاجل والاجل والضياع ثم ضرب مثال عجيب في توضيح اثر التربية الصالحة قال لو كان عندك لو كان لك بستان لو كان لك بستان فيه غراس واشجار فيه غراس واشجار فلاحظته وحفظته ونميته لجاء منه ما تؤمنه وترجوه ولو اهملته وظيعته فلا تلومن الا نفسه الفلاح يحتاج ان يتعهد الزرع وينظر اذا فيه نباتات مؤذية للاشجار النافعة يبعدها اذا كان في نقص في الماء اذا كان يحتاج الى سماد اذا كان يحتاج الى كذا يرعاه ويتابعه كل يوم اذا جاء وقت الحصاد وقت وقت الثمار وجد اه نتيجة جهده وعمله بينما اذا فرط وضيع وجاء وقت الجذاد ووقت الحصاد لا يلوم الا نفسه لانه هو الذي ظيعه وفرط يقول رحمه الله كذلك الاولاد هم غراس غراسك الذي تؤمل نفعه هم غراسك الذي تؤمن نفعا فقم عليهم بما تستطيعه من التربية الصالحة والملاحظة واياك ان تهملهم وتضيعهم فتبوء بسوء العاقبة كم اغتبط الوالدان بصلاح الاولاد وكان ندما المفرطون حين تعذر الاصلاح وحاق الفساد. ذلك بما قدمت ايديهم وما الله يريد ظلما للعباد مما ينبه عليه هنا ان الاب اذا بذل جهده في اصلاح ولده لا يتكل على هذه الاسباب ولا يعتمد عليها يبذل السبب ويسأل الله ويلح على الله ويدعو الله دائما رب هب لي من الصالحين. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. فيسأل الله تبارك وتعالى صلاحهم هدايتهم آآ ان يعيذهم من الفتن والشرور ومع الدعاء يبذل الاسباب النافعة ويحمد باذن الله تبارك وتعالى العاقبة. نعم. قال رحمه الله تعالى ايها الاولاد احمدوا ربكم الذي قيض لكم الوالدين فحنوا عليكم حنوا عظيما. اسهروا في مصالحكم ليلهم. واتعبوا نهارهم وكنتم همهم الاكبر في سرهم وجهارهم غذوكم باطيب الطعام واهنأ الشراب. ووالوا عليكم الكسوة الكسوة وتوابعها في جميع الاوقات وعلموكم الكتابة والقرآن. ولاحظوكم بالعناية التامة والشفقة والبر والاحسان ببرهم احياء وامواتا. وتضرعوا الى الله ان يغدق عليهم الرحمة والكرم. رحم الله الاباء المشفقين احسن الله جزاء الاولاد البارين. وقد امر الله بالتعاون على البر والتقوى. فعلى الوالدين ان يعينوا اولادهم على برهم بان يوطنوا انفسهم على شكر ما جاء منهم من البر اليسير. ويغض النظر عن التقصير والتفريط الكثير. فما استجلي البر والصلاح بمثل هذه الحال ولا صفت حياة عن الخلل الواقع من اولادهم والاخلال الا بالتساهل معهم وتمشية الاحوال هنا الشيخ رحمه الله التفت التفاتة جميلة الاولاد بعد ان حث الاباء على القيام باداء هذه الامانة ورعاية الاولاد والعمل على تربيتهم وتأديبهم. التفت الى آآ الاولاد ودعاهم الى حمد الله اه رب العالمين الذي قيظ لهم والدين واباء وامهات فحنوا عليهم وعطفوا عليهم وسهروا في مصالحهم وتعبوا النهار في حاجاتهم وكانوا اكبر هم لهم في سرهم وجهرهم اعتنوا بهم عناية عظيمة ولاحظوهم بالعناية والشفقة والبر والاحسان فيقول على الابناء ان يحمدوا الله على هذه النعمة ان يسر لهم اباء وامهات بهذا الوصف وايضا في الوقت نفسه يقوم البر بر الوالدين وهل جزاء الاحسان الا الاحسان بر الوالدين احياء وامواتا احياء بالقيام بحقوقهم واللطف معهم والعمل على خدمتهم و آآ التلطف معهم وسماع ما يطلبون وما يرغبون يعمل على بر والديه احياء وايضا يبرهم امواتا واعظم ما يكون البر لا الاب اذا مات الدعاء له بالرحمة والمغفرة او ولد صالح يدعو له والصدقة عنه ونحو ذلكم من وجوه البر التي جاءت في هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وتضرعوا الى الله ان يغدق عليهم الرحمة والكرم ثم دعا هذه الدعوة اللطيفة قال رحم الله الاباء المشفقين واحسن الله جزاء الاولاد البارين ثم نبه رحمه الله الى ان التعاون مطلوب في البيوت بين الاباء والابناء فعلى الوالدين ان يعينوا اولادهم على برهم ان يعينوا اولادهم على برهم يعني بعظ الاباء سبحان الله لا يوفق في اعانة الولد على البر هناك اساليب ومسالك تجعل الابن يبدأ ينشط ليبر اه والديه وفي في المقابل هناك اعمال يقوم بها الاب تجاه الابن تظعف نشاطه في القيام ببر ببره بوالده وهذا ما يوضحه الشيخ هنا يقول بان يوطنوا انفسهم على شكر ما جاءهم من البر اليسير اذا وجدت ان ابنك قام بعمل بر ولو يسير جدا اثني عليه وامدحه واذا قصر غض الطرف عن تقصيره واذا حصل منه بر نشطه وامدحه وانت كذا وانت كذا وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك وسدد الله رأيك. يسمع منك مثل هذا الكلام. بينما بعض الاباء تجده مثلا يقوم الابن بانواع من البر ما ما يلقي لها بالا. واذا اخطأ خطأ او خطأين وقف احاسب حساب دقيق جدا اذا اخطأ خطأ واحد او خطأين يقف يحاسب ويدقق عليه. واما اعمال البر التي يقوم بها ما يثني عليه فيها ولا مرة واحدة فتجد الابن يفشل وبينه وبين نفسه يقول مهما فعلت ما ليس هناك شيء يرضي او يقنع. فالاب يحتاج ان يكون ايضا يعين ابنه على آآ على البر فما استجلب البر والصلاح بمثل هذه الحال ما استجلب بر الابناء وصلاحهم بمثل هذه الحال اذا احسن اثني على احسانه واذا اخطأ غض الطرف عن خطأه وعالجه في وقت اخر. يقول اه رحمه الله تعالى فما استجلب البر والصلاح بمثل هذه حال ولا صفت حياة عن الخلل الواقع من من اولادهم والاخلال الا بالتساهل معهم وتمشية الاحوال عندما يمشي الامور لان الاب اذا كان كل ما يقع من ابنه يريده على الكمال وعلى السداد لن يظفر بذلك. واذا كان كل اخلال يعاتب عليه سيتعب ويتعب بينما اذا كان يمشي هذه الامور ويغض الطرف عن هذه اه الاحوال الا اذا كانت امور لا لا يسكت عليها مثل صلاة يتهاون بها او نحو ذلك فهذه لابد من متابعة مروا اولادكم بالصلاة لابد من متابعة لكن اذا كانت في قضايا ومصالح البيت وحاجيات البيت وشيء وظع في غير مكانه او مثلا عثر واه انكسر بيده شيء او مثلا اشياء من هذا احيانا يحدث انفعال في البيت من بعظ الاباء بسبب ذلك ويكون ايضا ليس مثلا خطأ متعمدا ولا مقصودا. فيوطن نفسه على المسامحة وتسهيل الامور والثناء على جوانب الحسن والاجادة في الابناء حتى ينشطهم على البر. ثم يختم الشيخ رحمه الله منبها الاذن فيما لو قدر ان اباه آآ لا لا يراعي هذه الجوانب. لا لذلك ان الابن يظيع آآ البر بل عليه ان يعنى بالبر وان يجاهد نفسه على تحقيقه تقربا الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى وعلى الاولاد ان يتحملوا من والديهم ما قصروا به من حقوقهم وان يحتسبوا ببرهم وجه الله وثوابه ليهون عليهم ما يلقونه من شراسة اخلاقهم فهذه الطريقة اقوم الحالات لصالح الامور فمن لم يقنع الا بحقه كله فاته كله. ومن اكتسب البر القليل وغض النظر عن النقص الكثير فقد اراح واستراح واغتبط في كل احواله. هنا ينبه رحمه الله الاولاد فيما لو قدر ان مثلا والده لا يتعامل معه معاملة تعينه على البر لا يعني هذا ان ضيع الابن هذا المطلب الذي هو بر الوالدين. بل عليه ان يبر والديه ويحتسب ببرهم وجه الله اي سبحانه وتعالى وثوابه ليهون عليه ما يلقاه من شراسة الاخلاق يعني اذا كان يتعامل مع والده بالبر والاحسان ووالده شرس معه في تعامله معه يهون على الابن ذلك عندما يحتسب بره عند الله سبحانه وتعالى اجرا وثوابا فيصبر على مثلا قسوة والده او شراسة والده او شدة والده ويبره ويحسن اليه يطلب فبذلك شيئا عند الله سبحانه وتعالى. وهذا ايضا يعتبر محك الابن عندما يكون يعينه على البر وجود البر يعني في مثل هذا المقام قد يكون يعني طبيعي لكن لما يكون الاب مثلا شديد وقاسي والابن بار هذا هذا محك محك للاخلاق. وان ان مع ان والده بهذه الصفة لكنه من احسن الناس برا يتقرب بهذا البر الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر الشيخ رحمه الله كلمة عظيمة ختم بها ما ينبغي ان تفوت علينا فلننتبه لها. يقول آآ فمن لم يقنع الا بحقه من لم يقنع الا بحقه يعني لا يقنع الا ان يأتي حقه كامل مثل اب. ما يقنع في البيت الا حقوقه كاملة ولا يرظى وان ينقص منها شيء من لم يقنع بحق آآ من لم يقنع الا بحقه كله فاته كله. من لم يقنع الا بحق كله فاتوا كلهم. ومن اكتسب البر القليل وغض النظر عن النقص الكثير فقد اراح واستراح فقد اراح واستراح واغتبط في كل احواله. ونسأل الله عز وجل ان يجزي الشيخ رحمه الله على هذه النصائح الغالية والتوجيهات المسددة. وبالمناسبة من يتيسر له وان يقرأ حياة الشيخ ليفعل. لان هذه الاشياء التي آآ يتحدث عنها كان يطبقها بشكل عجب. انا لقيت مرة احد ابناء الشيخ وتوفي رحمه الله ولقيت ايضا ابن اخر له لا يزال حي حفظه الله وسألتهم عن حياة والدهم معهم وتعاملاته. فكانوا يذكرون اشياء عجب في التعامل حتى احدهم يقول ما اذكر انني اه ناديت الوالد مرة يا والدي او يا ابي او كذا الا ويقول لبيك افظل كلمة يقول اسمع منه. ما سمعت منه من رأى ابدا كلمة جافية او عبارة مثلا فرحمه الله وغفر له ووفقنا جميعا لصالح اه العمل وسديد القول ونسأله عز وجل ان يهب لنا من امرنا رشدا نسأله تبارك وتعالى ان يهدينا احسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو. ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا اولادنا وان يهديهم صراطه المستقيم وان يعيذهم من الفتن وان يهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين وان يهب لنا من الصالحين والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك رسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا