بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول شيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يقول في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق الزاهرة الفصل الرابع عشر في العلم وفوائده. قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ وقال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من يرد من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وقال اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. وحد العلم ما قامت عليه الادلة والبراهين والنافع منه ما تعلق بالدين وكان من العلوم المعينة على الدين. وقد تواترت نصوص الكتاب والسنة على فضل العلم وشرفه وفضل اهله. وان وان وان كل شيء يفتقر اليه وان الناس كلهم في الظلمات الا من استنار بنور العلم. وجعل الله طريق الجنة والصراط المستقيم مركبا من العلوم النافعة ومن الاعمال الصالحة. العلم خير من المال العلم يحرسك وانت تحرس المال. العلم يصحبك في دورك الثلاث. في الدنيا وفي البرزخ ويوم يقوم الشهادة والمال ان فرض وجوده صحبك صحبة منكدة في حال الحياة الدنيا. العلم نور يهتدى به في ظلمات الشكوك والجهالات. وحياة تقيم العبد وتوصله الى الجنات. ما زال علم عالم يعلم او يعمل به ما زال ما زال علم العالم يعلم يعلم او تعمل به او يستفاد منه. فصحيفة حسناته في ازدياد في حال الحياة وبعد الممات. نعم الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا فصل عقده رحمه الله تعالى في بيان العلم وفضله وبيان ثواب اهله وما يترتب عليه من ثمار واثار عظيمة مباركة على المشتغل به في دنياه واخراه وقد اورد رحمه الله تعالى ايات في فضل العلم وشرفه وعلو ورفعة اهله في قوله جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقوله جل وعلا قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وكقوله جل وعلا افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى؟ ام من يمشي سويا على صراط مستقيم؟ قوله جل وعلا افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى والايات في هذا المعنى كثيرة في الدلالة على شرف العلم وعظيم فضله بيان ما يترتب عليه من اثار وثمار وبين رحمه الله تعالى او اورد رحمه الله تعالى بعض الادلة من السنة على فضل العلم وشرفه فاورد قول النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذا ينبغي ان يأخذ منه المسلم فائدة مهمة جدا ظاهرة في الحديث الا وهي ان الصدر اذا انشرح للعلم ومجالس العلم واحبها واحب الجلوس فيها فهذا من امارات الخير اما والعياذ بالله اذا وجد صدره منقبضا عن العلم كارها له مبغظا له ومبغظا لمجالسه ومبغظا لحملته فهذا من علامات الشر وان الله لم يرد به خيرا اذا كان مفهوم الحديث ان من تفقه في الدين هذا من علامات ارادة الخير به. فان مفهوم المخالفة ان من اه لم يتفقه في الدين فهذا ليس من علامات ارادة الخير به لان اذا ابتعد الانسان عن العلم ابتعد عن الخير فالعلم هو الهادي الذي يدل الانسان ويرشده الى ما فيه فلاحه وعزه في دنياه واخراه. العلم نور لصاحبه اقول له وكيف يستطيع ان يمشي انسان في الظلمات بلا نور فالعلم نور ولا يمكن ان يهتدي الانسان الى حق من باطل وهدى من ضلال وسنة من بدعة الا بالعلم فاذا وفق العبد للعلم واحبه واحب مجالسه ووجد صدره منشرحا له فهذا من امارات الخير هذا من امارات الخير واما اذا انقبض القلب وانصرف وكره العلم وكره مجالس العلم ووجد منها وحشة وفي قلبه منها قبضة ونفرة فهذا ليس من علامات الخير فهذا ليس من علامات الخير. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وايضا فائدة العلم اذا اشتغل العبد به واعتنى به واكرمه الله سبحانه وتعالى بعد ذلكم بتعليمه فان هذه الثمرة تبقى حتى بعد الممات ولهذا اورد قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث ومنها علم ينتفع به فبقاء علم العالم يعد صدقة جارية له بعد مماته كلما تعلم متعلم من علمه وتفقه متفقه على كتبه ودروسه وكانوا قديما كانوا قديما يقولون الكتاب ولدك المخلد كانوا قديما يقولون الكتاب ولدك المخلد لان العالم يموت ويبقى كتابه والناس تستفيد منه ويؤجر على ذلك لكن العلماء في هذا الزمان اكرمهم الله عز وجل بامر لم يكن موجود سابقا وهو ان صوت العالم يبقى ويستفيد منه طلاب العلم. الان يكاد يكون جميع دروس الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه والشيخ عبد العزيز ابن باز رحمة الله عليه وغيرهم من علمائنا الافاضل وشيوخنا الكرام اصواتهم موجودة يشرحون الكتب اصواتهم محفوظة مسجلة يشرحون الكتب والى الان وطلاب العلم يستمعون لدروسهم باصواتهم ويقيدون الفوائد تلو الفوائد العلم اذا اعتنى من اكرمه الله بتحصيله وظبطه اذا اعتنى بتعليمه فانه يبقى صدقة جارية له بعد موته وهذا من من ثمار العلم وفضائله وبين رحمه الله ان حد العلم اي ضابطه الجامع له انه ما قامت عليه الادلة والبراهين ما قامت عليه الادلة والبراهين فهذا هو العلم ولهذا يقولون العلم قال الله قال ورسوله العلم قال الله قال رسوله فالعلم هو ما قامت عليه الادلة والبراهين اما مجرد الكلام والخرص والظنون وهذا ليس بعلم. العلم قال الله قال رسوله فما قام عليه البرهان فهو علم آآ فهو العلم النافع قال ما قامت عليه الادلة والبراهين والنافع منه ما تعلق بالدين وكان من العلوم المعينة على الدين هناك علوم مقصودة لذاتها وهناك علوم خادمة تخدم علوم الشريعة وكلها كلها نافعة العلم الذي يقصد لذاته وكذلك العلوم التي تسمى علوم الالة وهي العلوم الخادمة علوم الشريعة اذا تعلمها الم تعلم لتعينه على حسن الفهم وتمام الظبط فانها فان تعلمه لها يعد قربة من القرى قال وقد تواترت نصوص الكتاب والسنة على فضل العلم وشرفه وفضل اهله وان كل شيء يفتقر اليه كل شيء يفتقر اليه اي كل مصلحة من المصالح تفتقر الى العلم لان العلم هو الذي به توزن الامور ويميز بين الاشياء قال وان الناس كلهم في الظلمات الا من استنار بنور العلم قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا قال وجعل الله طريق الجنة والصراط المستقيم مركبا من العلوم النافعة ومن الاعمال الصالحة لان الجنة تنال بامرين اشار اليهما رحمه الله. العلم النافع والعمل الصالح. علم يهديه وهمة عالية ترقي فاذا اكرمه الله بالعلم والعمل فاز ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة ثم عقد مقارنة بين العلم والمال قال العلم خير من المال العلم خير من المال لوجوه كثيرة لكن اشار رحمه الله الى شيء من ذلك. قال العلم يحرسك العلم يحرسك وانت تحرس المال العلم اذا وجد يحرسك اي تجد انه يصونك باذن الله تبارك وتعالى ويقيك ويصد عنك الافات والعوادي وتهدى بالعلم الى الطريق المستقيم والجادة السوية والسلامة من الزلل فالعلم يحرسك وانت تحرس المال ولهذا آآ الذي يعنى بجمع المال هو فى الحقيقة حارس وخازن وليس له من ما له الا ما اكل فابلى ولبس فافنى او تصدق فابقى. وما بقي من المال للورثة ليس له مهمته يخزن المال ويحرص المال مدة حياته الى ان يموت ويتقاسمه الورثة فهو خازن وحارس للمال يحرسه يخزن ثم اذا مات تقاسمه الورثة فليس آآ ما للانسان حقيقة الا ما اكل او لبس او تصدق وما سوى ذلك ليس له وانما هو للورثة قال رحمه الله العلم يصحبك في دورك الثلاث العلم يصحبك في دورك الثلاث في الدنيا وفي البرزخ ويوم يقوم الاشهاد العلم النافع يكون مع العبد في دنياه ويكون معه في قبره اذا سأله الملكان من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ العلم معه ومعه ايضا يوم يقوم الاشهاد فالعلم مع العبد في دوره الثلاثة قال والمال ان فرض وجوده ليس كل احد في هذه الدنيا يكون معها المال او يتوفر عنده المال لكن ان فرض وجود المال عند شخص آآ صحبك صحبة منكدة صحبك صحبة منكدة في حال الحياة في الدنيا لان ذهنه على ما له مسوس ويخشى عليه من العوادي ويخشى عليه من الافات ومن الجوائح ويبقى اه صحبة المال له صحبة هم والا من يكرمه الله سبحانه وتعالى فلا يكون المال في قلبه ولا يكون المال اكبر همه اما اذا كان المال في القلب واكبر هم الانسان يعيش حياته كلها نكد ويتحول من غم الى غم قال ان فرض وجوده صحبك صحبة منكدة في حال الحياة الدنيا في حال الحياة الدنيا اما في القبر لا يدخل مع الانسان ولا درهم واحد ولا ايظا يوم القيامة يوم القيامة يأتي الناس حتى اصحاب الاموال الطائلة يأتون يوم القيامة بهما كما جاء في حديث عبد الله بن انيس قال عليه الصلاة والسلام يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله؟ قال ليس معهم من الدنيا شيء هذا معنى بهما ليس معهم من الدنيا شيء فالمال لا يصحب الانسان في قبره ولا يصحبه ايضا في حسرة وانما يصحبه هذه الصحبة التي اشار اليها الشيخ في الحياة الدنيا وقد جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال يتبع الميت ثلاثة اذا مات يتبعه ثلاثة عمله وماله وولده او واهله فيرجع اثنان فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع ماله ويرجع آآ ولده ويبقى معه عمله في قبره. العمل هو الذي يدخل هو الرفيق الذي يدخل مع الانسان في قبره اما المال لا يدخل مع انسان في قبره واما الولد والاهل ايضا لا يدخلون معه في قبره الا لادراجه. يدرجونه في قبره ويهينون عليه التراب وينصرفون عنه بعضهم اذا دفن الميت يذكره طال وقت ذكره له او قصر وبعضهم من حين دفنه ينساه ينسى ميته وبدل ان يحسن الى ميته ينشغل عنه بدعاء او نحو ذلك ينشغل عنه حتى وان خلف لهم خيرا من مال ونحوه بعضهم يشح بالمال الذي ورثه المال الغزير الذي ورثه عن ميته القريب له من والد او نحوه بان يتصدق عنه صدقة. احدهم قيل له وقد ورثه والده مالا غزيرا قيل له اه جزاء لهذا الاحسان والخير لو بنيت مسجدا لوالدك قال لو اراد يبني مسجد بنى في حياته لو اراد يبني مسجد بنى في حياته ورفض ان يبني له مسجدا وقد ورث عن اموال طائلة جدا فالمال لا يتبع الميت اذا مات الانسان لا يتبعه شيء من ماله. وايضا لا يتبعه شيء من اهله وولده. وانما الذي يتبعه عمله العلم النافع وهو قربة وعبادة لله سبحانه وتعالى يكون مع الانسان في دوره الثلاثة قال العلم نور يهتدى به في ظلمات الشكوك والجهالات وحياة آآ تقيم العبد وتوصله الى الجنات او وحياة تقيم العبد وتوصله الى الجنات. العلم نور وايضا حياة العلم نور وحياة فالعلم هو النور والعلم هو الحياة والانسان بدون العلم يحيا حياة بهيمية وبالعلم يحيا حياة حقيقية. او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا فالعلم نور والعلم حياة ولهذا قال رحمه الله العلم نور يهتدى به في ظلمات الشكوك والجهالات وحياة تقيم العبد وتوصله الى الجنات. فالعلم نور والعلم حياة اي الحياة الحقيقية انما تكون بالعلم ما زال علم العالم يعلم او يعمل به او يستفاد منه فصحيفته حسناته في ازدياد في الحياة وبعد الممات وقد مر معنا الحديث اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث وقد قال الله تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم يكتب للعبد ما قدم اي الاعمال التي قدمها في هذه الحياة ويكتب له ايضا اثار اعماله بعد مماته وفي حياته كلما مثل ما قال الشيخ كلما تعلم متعلم او عمل عامل او استفاد مفيد منه فانه يكتب له ذلك وهو من اثار عمله ومن اثار عمله فالعبد يكتب له عمله ويكتب له ايضا اثار عمله واثار العمل يشمل ما كان منها في الحياة وما كان ايضا منها بعد الممات نعم. قال رحمه الله تعالى باي شيء يعرف الله؟ ويهتدى الى صراط الله وباي شيء يهتدى الى الفرق بين الاحكام الخمسة التابعة لجميع الحركات والسكنات. وباي شيء يهتدى الى الفرقان بين الهدى والضلال والغي والرشاد. وباي شيء تعرف الاعمال النافعة؟ والله لا تمكنوا من شيء من ذلك الا بالعلم. العلم هو الاساس الاعظم لجميع المعاملات. وهو الشرط لصحة الاقوال الاعمال الجهل داء قاتل والعلم حياة ودواء نافع حاجة الناس الى العلم اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب. الاشتغال بالعلم من افضل الطاعات واجل القربات. مذاكرة العلم تسبيح والبحث عنه جهاد. وتعلمه وتعليمه ودراسته توجب رضا رب العباد. قال صلى الله عليه وسلم من سلك من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. نعم قال رحمه الله تعالى مبينا مكانة العلم العظيمة ومنزلته العلية. قال باي شيء يعرف الله وباي شيء يهتدى الى صراطه المستقيم وباي شيء يهتدى الى الفرق بين الاحكام الخمسة التي هي الواجب والمستحب والحرام والمكروه والمباح التابعة لجميع الحركات والسكنات جميع حركات العبد وسكناته تنطبق عليه هذه الاحكام التكليفية الخمسة وباي شيء يهتدى الى الفرقان بين الهدى والضلال والغي والرشاد وباي شيء تعرف في الاعمال النافعة لا يعرف شيء من ذلك الا بالعلم. ولهذا قال والله لا يتمكن من شيء من ذلك الا بالعلم لا يمكن ان يصل الانسان الى معرفة شيء من مما تقدم وغيره الا بالعلم. فالعلم هو الذي يهدي العبد ويظيء له الطريق ويميز به بين الاشياء العلم هو الاساس الاعظم لجميع المعاملات العلم هو الاساس الاعظم لجميع المعاملات المعاملات بدون العلم خطل وباطل اما اذا كانت بالعلم تكون على جادة سوية ولهذا قال اهل العلم قديما لا يحل للانسان ان يبيع ويشتري الا اذا تفقه الا اذا تبقى وعرف حلال البيع من حرامه. اما اذا باع واشترى بدون علم اذا باع واشترى بدون علم ربما تعامل بربا وربما تعامل ببيوع محرمة نهى عنها الشارع وربما وقع في مخالفات في بيعه ولهذا يذكر عن اه محمد بن الحسن تلميذ ابي حنيفة او ابو يوسف احدهما ان نفرا قالوا له نريد ان تؤلف لنا كتابا في الورع نريد ان تؤلف لنا كتابا في الورع قال لهم قد الفت كتابا في البيوع قال قد الفت كتابا في البيوع ما مراده الذي يريد ان يتورع يعرف البيوع يعرف الحلال ما الحرام ويكون ورعه بعلم يكون ورعه بعلمه ما الذي يتورع بدون علم؟ قد يتورع عن مباح ولا يتعفف عن حرام لجهله ولعدم بصيرته وعلمه فالعلم هو الذي تتحقق به هذه المصالح العظيمة. قال الجهل داء قاتل الجهل داء قاتل والعلم حياة ودواء نافع لا تحيا القلوب الا به وبالجهل تظلم القلوب تهلك حاجة الناس الى العلم اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب حاجة الناس الى العلم اعظم من حاجته من الطعام والشراب لماذا يقول الامام احمد لانك في اليوم تحتاج للطعام مرتين ثلاث اما العلم تحتاجه في كل حركاتك كل حركة حركاتك تحتاج فيها الى العلم حتى تكون تسير على جادة سوية. اما الطعام يحتاجه الانسان في يومه مرة مرتين ثلاث في هذا الحدود اما العلم لا يحتاجه في كل لحظة في كل سكن في نومك في قومتك في قعدتك في تعاملك في حركاتك كل هذه الاشياء تحتاج فيها الى العلم قال الاشتغال بالعلم من افضل الطاعات واجل القربات بل قال بعض السلف ماتوا قرب الى الله بمثل طلب العلم ما تقرب الى الله بمثل طلب العلم فالعلم قربة وعبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى قال مذاكرة العلم تسبيح والبحث عنه جهاد وهذا مستفاد من اثر مروي عن معاذ رضي الله عنه وارضاه قال تعلموا العلم فان مذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعلمه وتعليمه ودراسته توجب رضا رب العباد فطلب العلم مما ينال به رضا الله مما ينال به رضا الله لانه يهدي العبد ويرشده الى صراط صراط الله المستقيم وذكر على ذلكم دليلا وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة. نعم وقال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. فرياض العلوم النافعة فيها من المعارف من كل زوج بهيج فيها اجل المعارف وافضلها وهو العلم باسماء الله وصفاته وافعاله والائه وفيها علم الحلال والحرام والنافع والضار. وفيها علم الاخلاق التي رقي صاحبها الى اعلى المقامات. وعلم الاداب التي تجعل العبد من اكبر البريات. وفيها تشخيص في النفوس من الخير والشر والرغبات والرهبات. وفيها كيفية توجيهها الى فعل الخيرات وترك المنكرات والى ما يناسبها من الامور النافعات. فيها علوم العربية الجليلة على اختلاف منافعها وفوائدها وثمرتها تقيم لك اللسان وتهديك الى اوضح العبارات وحسن البيان. وتستعين بها على معرفة معاني كلام الله وكلام رسوله وتكون الة لك في كل علم وعمل تسلكه. وفي هذه الرياض علم احوال التواريخ والدول واصناف الامم تتمكن فيها من ابتلاء القرون السالفين. ومعاصرة الامم الغابرين. ثم هكذا تنتقل من قرن الى قرن حتى تتصل باحوال الامم الموجودين. وتعتبر فيها حكمة الله وسنته في السالفين واللاحقين الخير والفضل عنوان شرف وسعادة وذكرى جميلة حيث كان. والشر والظلم عنوان شقاء وفضيحة وخزي في جميع الازمان ثم تتجلى فيها عقول الاولين والاخرين. وكيف كان التفاوت الذي لا ينضبط ولا يدرك منتهاه بين افراد البشر. فهذا لا يتميز عن البهائم الا بالشكل والنطق. من خسته ودنائته وهذا يفوق امة عظيمة في عقله ومعارفه واخلاقه العالية. وهذا قد سيطرت عليه الشهوات البهيمية فانقاد لها عقله وهواه وهذا قد ارتفعت همته فوق الثريا فلم تملكه العادات ولم يقدم شيئا على رضا مولاه وهكذا تجد في رياض العلوم كثيرا من نصوص الكتاب والسنة بنصها او فحواها او لازمها ما يدل على اعتبار جميع العلوم النافعة للدنيا والدين وفيها الحث على تعليم الصناعات والمخترعات. وامتنان الله علينا بتسجيل ما على الارض. وما في باطنها استخرج منها جميع ما نقدر عليه من المنافع التي لا يزال الله يعلمها الانسان شيئا بعد شيء. وتجد ان الله امرنا ان نعلم الجهال والسفهاء كيفية حفظ الاموال وكيفية التكسب فيها واستحصال منافعها قال تعالى وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فدفعوا اليهم اموالهم. فامرنا ان نعلمهم ونختبرهم فيما يليق باحوالهم. فاذا ما هو فاذا مهروا في هذا العلم وابصرنا رشدهم دفعنا اليه اموالهم وما داموا في جهلهم يعمهون وفي سفههم يتيهون لا نمكنهم من اموالهم حذر الضياع والنقص ففي هذا دليل على ان العلم على ان العلم نافع حتى العلوم الدنيوية. وانه حفاظ للمنافع للمضار لولا العلم لكان الناس كالبهائم في ظلمات الجهالة. ولولا العلم لما عرفت المقاصد والوسائل ولولا العلم ما عرفت البراهين على المطالب كلها ولا الدلائل. العلم هو النور في الظلمات وهو دليل في المتاهات والشبهات وهو المميز بين الحقائق وهو الهادي لاكمل الطرائق بالعلم يرفع الله العبد وبالجهل يهوي الى اسفل الدرجات. اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا اي اجعلوا لكم لانفسكم حظا ونصيبا من هذه الرياض بالجلوس والمكث فيها والصبر وحسن الاستفادة اذا مررتم برياظ الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر والمراد بحلق الذكر اي مجالس العلم مجالس الحلال والحرام فهي مجالس ذكر لله فيها يذكر الغافل ويعلم وتبين الاحكام وتوضح المسائل وتذكر الدلائل هذا كله ذكر لله تبارك وتعالى قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة وهذا يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم قال حرق الذكر قال حلق الذكر وفي الحديث ان العلم ومسائله ودلائله رياض كما وصفه بذلك عليه الصلاة والسلام رياض بهية وبستان نافع عظيم النفع ولهذا عدد من اهل العلم كما سبق ان اسلفت سموا كتبهم بهذا المعنى ومنهم المصنف سمى هذا الكتاب الرياض الناظرة والحدائق البهية الزاهرة فالعلم بمسائله ودلائله واحكامه المتنوعات هو في الحقيقة رياض وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قال قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر قال فرياض العلوم النافعة رياض العلوم النافعة فيها من المعارف من كل زوج بهيج فيها اجل المعارف وافضلها وهو العلم باسماء الله وصفاته وافعاله والاءه بالعلم تعرف الله وتعرف اسماءه وتعرف صفاته وعظمته وجلاله وكماله بالعلم يزداد حبك لله وقربك منه وعملك بطاعته وسعيك في نيل مراضيه سبحانه وتعالى قال وفيها اي هذه الرياظ رياظ العلم علم الحلال والحرام والنافع والضار واخذ يعدد ماذا؟ في رياض هذا العلم من آآ فوائد وثمار ومنافع ذكر علم الاخلاق التي تراقي صاحبها الى اعلى المقامات ذكر ايضا تشخيص ما في النفوس. العلم يمكن الانسان من تشخيص ما في النفوس فاذا كان حسنا حمد الله عليه واذا كان سيئا عمل على ازالته وفيها علوم العربية واشار الى ما فيها من فائدة وانها علوم خادمة لعلوم الشريعة وفيها ايضا علوم التاريخ واحوال الامم وهذا ايضا فيه من الفائدة ما لا يخفى. قال تتمكن فيها من اجتلاء القرون السالفين. ومعاصرة الامم الغابرين ثم هكذا تتنقل من قرن الى قرن حتى تصل تتصل باحوال الامم الموجودين ماذا تستفيد من هذا؟ قال تعتبر فيها حكمة الله وسنته في السالفين واللاحقين فترى الخير والفضل عنوان شرف وسعادة وذكرى جميلة حيث كان والظلم عنوان شقاء وفضيحة وخزي في جميع الازمان ولهذا التاريخ فيه عبرة التاريخ فيه عبرة وينبغي على الانسان ان يقرأ التاريخ ليعتبر. لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب فيقرأ التاريخ ليأخذ منه العظة والعبرة. فيجد في التاريخ اشخاصا كثر بقي ذكرهم الجميل وحياتهم الطيبة ولسان آآ الخير الذكر الجميل والدعاء واشخاص آآ عاشوا حياة سوء وظلم وعدوان فلا يذكرون الا بما كانوا عليه من حياة سيئة و تعاملات شنيعة فالتاريخ فيه عبرة وكما كان هؤلاء تاريخا قد مضى فايضا الناس الموجودين سيأتي عليهم زمان ويكونون ويكون ايضا تاريخ قد مضى قال ثم تتجلى فيها اي في هذه الرياض عقول الاولين والاخرين رياض العلم تتجلى فيها عقول الاولين والاخرين. وكيف كان التفاوت الذي لا ينضبط ولا يدرك منتهاه بين افراد البشر. الانسان اذا كان معه علم ونظر الى الاولين والاخرين بنور العلم يجد تفاوت عجيب بين الناس منهم كما يقول الشيخ رحمه الله لا يتميز عن البهائم من الناس من لا يتميز عن البهائم الا بالشكل والنطق البهائم غير ناطقة وهو ينطق يتكلم وشكله ايظا مختلف عنهم اما الاعمال واحدة اعماله واعمال البهائم واحدة لا تفرق اعماله عن اعمال البهائم اعماله والبهائم واحدة اكل ولعب آآ قفز ومرح الى اخره اما الشيء الذي خلق لاجله ووجد لتحقيقه ليس عنده والاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة ليست عنده وانما يميز عن البهائم بالشكل والنطق واما بقية الامور هو والبهائم على طريقة واحدة هذا صنف من الناس وصنف من الناس تجد شخصا يفوق امة عظيمة شخص واحد يفوق امة عظيمة في عقله ومعارفه واخلاقه العالية واخر قد سيطرت عليه الشهوات البهيمية ليس له هم في هذه الحياة الا ان يشبع شهوته البهيمية فانقاد لها عقله وهواه وهذا قد ارتفعت همته فوق الثريا فلم تملكه العادات ولم يقدم شيئا على رضا مولاه قال وهكذا تجد في رياض العلوم كثيرا من نصوص الكتاب والسنة بنصها او فحواها او لازمها ما يدل على اعتبار جميع العلوم النافعة للدنيا والدين ثم ايضا فيها الحث على تعلم الصناعات والمخترعات وان يكون هذا التعلم لخدمة هذا الدين. ونفع عباد الله المؤمنين ثم ذكر رحمه الله حاجة الناس للعلم حتى يتميزوا عن البهائم ولهذا قال لولا العلم لكان الناس كالبهائم في ظلمة في ظلمات الجهل وقد جاء عن الحسن البصري رحمه الله انه قال لولا العلماء لكان الناس مثل البهائم يعني لولا ان الله سخر العلماء ينشرون العلم ويعلمون ويفقهون في في دين الله والا لكان الناس كالبهائم في ظلمات الجهالة لولا العلم لما عرفت المقاصد والوسائل لولا العلم ما عرفت البراهين عن مطالب كلها ولا الدلائل. العلم هو النور في الظلمات. وهو الدليل في متاهات والشبهات هو المميز بين الحقائق وهو الهادي لاكمل الطرائق بالعلم يرفع الله العبد درجات وبالجهل يهوي الى اسفل الدركات. نسأل الله عز وجل ان يمن علينا جميعا بالعلم النافع. والعمل الصالح نعم قال رحمه الله تعالى الفصل الخامس عشر في فضائل حسن الخلق وهو خلق فاضل عظيم النفع اساسه الصبر والحلم والرغبة في مكارم الاخلاق. واثاره العفو والصفح عن المسيئين. وايصال منافع الى الخلق اجمعين. فهو احتمال الجنايات والعفو عن الزلات. ومقابلة السيئات بالحسنات وقد جمع الله ذلك في اية واحدة وهي قوله خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. اي خذ ما عفا وصفى لك من اخلاق الناس. واغتنم ما حصل منها وغض النظر عما تعذر تحصيله منهم وعن بها وكدرها ومعنى ذلك ان تشكر الناس على ما جاء منهم من الخير والاحسان وما سبحت وما سمحت به من الخلق الطيب. ولا تطلب منه ولا تطالبهم بما زاد عما حصل. ولو ولو كان لازما لهم انك بذلك تستريح وتريحهم. اما من كان يريد من الناس ان يكونوا كاملين مكملين. لكل ما يجب احب ان واما من كان يريد من الناس ان يكونوا كاملين مكملين لكل ما يجب ويستحب. واذا اخلوا بشيء من ذلك عاتبهم واهدر ما جاء منهم من الخير والاحسان فهو عن حسن الخلق بمعزل ولا يزال معهم في نزاع ورجال وعتاب. وانما الحازم من يوطن نفسه على تقصير المقصرين. ونقصان الناقصين وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الخلق الفاضل في معاملة الزوج لزوجته. فقال لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر. فامر بالاغضاء عما فيه عما فيها من العيوب وان يكون نظره الى ما فيها من المحاسن والمنافع. وجعل ويجعل هذا شفيعا لهذا. لانه بذلك تدوم الزوجية وتتم الصحبة الطيبة والصفاء ويقل النزاع والخصام. وقس على هذا الذي ذكره صلى الله الله عليه وسلم جميع المعاملات والحقوق. فالمعاملة بين الوالدين واولادهم اذا كانت على هذا الوصف حصل البر واديت الحقوق اذا وطن الوالد نفسه على شكر ما حصل من ولده من البر ولو قليلا. وعفا عن ازداد البر وحصل لوالدين راحة. فرحم الله من اعان اولاده على بره. وكذلك الاولاد عليهم القيام ببر والديهم. وان يوطنوا انفسهم على ما ينالهم من الوالدين من سوء الخلق. وشراسته وسيء الاقوال والافعال التي تصدر منهم ليوطنوا انفسهم على احتمالها وان يشكروهم على ما نالهم منهم من الاحسان مهما كان فهذا من البر والصلة التي لا يوفق لها الا ذو حظ عظيم. هذا فصل عقده رحمه الله تعالى في بيان فضائل حسن الخلق وحسن الخلق آآ له فضائل وثمار عظيمة جدا وهو راحة للعبد وطمأنينة ورفعة له راحة للعبد وطمأنينة في حياته الدنيا ورفعة في درجاته ثم يلقى الله سبحانه وتعالى والخلق عنوان فلاح صاحبه وسعادته في دنياه واخراه وفوائده لا حد لها ولا عد قال حسن الخلق وهو خلق فاضل عظيم النفع. اساسه الصبر والحلم والرغبة في مكارم الاخلاق واثاره العفو والصفح عن المسيئين وايصال المنافع الى الخلق اجمعين فهو احتمال والعفو عن الزلات ومقابلة السيئات بالحسنات ينبه الشيخ رحمه الله الى جانب يغفل عنه في حسن الخلق بل كثيرا ما يغفل عنه تجد الانسان يتعامل معاملة جميلة مع الاخرين في حدود ما كانوا يعاملونه بالمثل اذا اذا جاءت الزلة هنا يتبين المحك في حسن الخلق اما الخلق المتبادل الخلق المتبادل بان يعامله بالحسنى فيقابله بالمثل هذا يتمكن منه كل احد لكن الخلق الذي يتميز وهو المحك ويظهر مدى كون الانسان على خلق عظيم عندما يساء اليه وينتقص حق من حقوقه تظهر المعاني الجليلة والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس هذه المعاني الرفيعة في الخلق تظهر في مثل هذه المقامات الذي هي محك ولهذا قال رحمه الله فهو احتمال الجنايات والعفو عن الزلات ومقابلة السيئات بالحسنات هذه هذه من كمال خلق العبد. ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم الخلق ان تملك نفسك وقت الغضب وان تقول كلمة الحق في الغضب والرضا كلمة الحق في الرضا سهلة على كل احد. لكن وقت الغظب لا يتمكن من كلمة الرضا الا من كان على خلق عظيم الا من كان على خلق عظيم فمثل هذه الامور هي المحك الذي تبرز فيه الاخلاق الفاضلة والاداب العالية الرفيعة قال رحمه الله قد جمع الله ذلك في اية واحدة. جمع الخلق فئات واحدة وهذه الاية جماع الخلق وهي قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين ما معنى خذ العفو قال اي خذ ما عفا وصفا لك من اخلاق الناس واغتنم ما حصل منها وغظت النظر عما تعذر تحصيله منها لان الناس معادن ولا تنتظر في من تلقاه وتقابله من الناس الاقربين والابعدين لا تنتظر منهم ان يكونوا كلهم على مستوى عالي في الخلق. ومستوى رفيع في التعامل ستجدهم متفاوتين واذا كنت تنتظر من كل من يتعامل معك ان يتعامل معك باخلاق كاملة مكملة تتعب وتتعب بينما اذا وطنت نفسك ان تأخذ بالعفو خذ ما سمحت باخلاق الناس هذا يأتيك بخلق فاضل وذاك تجد منه نقصا وتجد فيه سوء تعامل فتعفو وتصفح تدفع بالحسنى تلاطف ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم قال معنى ذلك ان تشكر الناس على ما جاء منهم من الخير والاحسان وما وما سمحت به طباعهم من الخلق الطيب. ولا تطلب منهم ولا تطالبهم بما زاد على ما حصل ولو كان لازما يعني كحق لك من حقوقك لابن او قريب او نحو ذلك لا تطالبهم بزيادة ما على ما حصل لكن اشكر الموجود واغفر اه التقصير الحاصل بهذه الطريقة تريح تستريح وتريح وايضا بهذه الطريقة الفاضلة تستجلب الاخلاق لان هذا التعامل الرفيع العالي هو الذي يروض الاخرين على حسن التعامل فتجد الاخرين يتعاملون مع من كان بهذه الصفة يتعاملون معه معاملة ادبهم بمعاملته لهم على ان يتعاملوا معه بالمعاملة الحسنة لنفرض ان شخصا عامل شخصا بمعاملة قاسية فذاك درعه بالحسنى وتلطف به وترفق به المرة الثانية لا يعود وان عاد مرة ثانية ودرأه بالحسنى الثالثة لا يعود فتجده هو بهذه الطريقة يربي الناس على الاخلاق يربي الناس على الاخلاق يربيهم على العفو الناس تحتاج الى قدوة لهم حتى يتربون على العفو وعلى كظم الغيظ على المسامحة احيانا تجد شخص يصاب او يتعدى عليه باذى عظيم وتجده يكظم الغيظ ويعفو ثم تلوم نفسك تقول انا اوذيت في اذى طفيف جدا واقمت الدنيا ولم اقعدها وهذا انظروا كيف فيربيك تجد تجد في مثل هذه الاخلاق الفاضلة العالية الرفيعة ما يربي الانسان فعلا فاذا هذه الاية العظيمة خذ العفو يلاحظ فيها هذا المعنى الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله وهو اعتبار التفاوت في اخلاق الناس وان الانسان لا لا يطالب الاخرين بان يكونوا كاملين مكملين معه لكل ما يجب ويستحب واذا اخلوا بشيء من ذلك عاتبهم واهدر جميع ما كان منهم من خير واحسان. فمن كان كذلك يقول الشيخ فهو عن الخلق الحسن بمعزل قال انما الحازم من يوطن نفسه على تقصير المقصرين ونقصان الناقصين وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الخلق الفاضل في معاملة الزوج لزوجته قال لا يفرك اي لا يبغض مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر هذا كلام عظيم جدا ووالله لو اقيم هذا الحديث في البيوتات لذهبت عنها كثير من المشاكل هناك بيوت تفككت وحوادث طلاق وحوادث فراق وحوادث بغظاء سنئان ولو ان هذا الحديث عمل به الزوجان في البيوت لسلموا من كثير من المشاكل. وهذا من بركة السنة وخيرها لا يفرق مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رظي منها خلقا اخر لنفرض ان شخصا دخل بيته وكان بحاجة الى مطلب من المطالب التي يحتاجها واكد على زوجته ان تقوم به. فاخلت به واساءت في التصرف ان وقف عند هذا المطلب وجمع نفسه عليه حدثت المشكلة وربما تكون من اكبر المشاكل لكن النظر الى هذه المشكلة ثم ضم اليها محاسن الزوجة ضم اليها مباشرة محازن الزوجة نظر الاخلاق التي فيها والاشياء الطيبة التي واستجلبها لنفسه. قال الحمد لله مصليا صائمة حفظت لي البيت وكذا وعدد ينسى مشكلة هذي ولا تبقى عنده اصلا تذهب من قلبه وتجده بدل ما تبدأ امور شديدة في البيت وقسوة وتفرق وخصومة ونكد تجده يتحول بدل ما انه شخص مغضب من زوجته تجده يتحول الى شخص يحمد الله على نعمته عليه بهذه الزوجة. لانه تذكر محاسن ومواطن الحسن والجمال فيها والخير لكن اذا جمع ذهنه على هذه المشكلة شخص جاء للبيت جائع دخل البيت وهو اشد ما يكون جائع وبدل ما تكون مثلا الزوجة وضعت كمية من الملح مناسبة للطعام غفلت جاءت ووضعت الملح ونسيت انها وضعته مثلا ووضعت ايضا كمية اخرى فاصبح لا يطاق من شدة الملح الذي فيه وهو يكون مثلا يفضل الطعام الذي الملوح وجايع وظع يده في اول لقمة والطعام مالح بعضهم مباشرة يطلق بالمليون مباشرة ولا يفكر في اي شيء اخر جائع والطعام مالح ما يكفيه ولا طلقة واحدة الا مليون طلقة وانت الكذا وانت الكذا وانت الكذا الى اخره بينما لو انه امسك نفسه والتمس لها مخرج نسي ادم ونسيت ذريته لعله نسيت ما انتبهت يعني هل يتصور ان زوجة تضع ملح مضاعف لتغيظ مثلا وتسيء له هذه امور تحدث احيانا نسيانا سهوا لنقل تقصيرا المرأة عرظة للخطر لكن اذا وجد مثل هذا الخطأ لا ينظر اليه وحده الاشكال يأتي هنا لا ينظر اليه وحده اذا كانت اليوم نسيت وزادت في الملح عشت معها سنتين ثلاث اربع خمس ست سبع كل يوم تقدم لي طعاما جميلا فلماذا الا اليوم انا اقف عند هذا واحدث فراقا بيني وبينها لاجله وفعلا انا ظربت هذا المثال وله نظائر كثيرة فعلا حصلت حوادث طلاق في البيوت من اجل الملح حصل فعلا حوادث طلاق في البيوت من اجل الملح ملح الطعام. اذا الراحة في البيوت وفي الحياة الزوجية تكون العمل بهدي النبي عليه الصلاة والسلام بتوجيهاته المباركة وكما قدمت له عمل في البيوتات بهذا الحديث لسلموا من كثير من المشاكل ويقول الشيخ رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث يقول امر بالارظاء عما فيها من العيوب امر بالاغضاء امر اي الزوج بالاغظاء عما فيها اي الزوجة من عيوب ولا تخلو زوجة من عيون وكما نقلت لكم سابقا عن الشيخ ابن باز رحمة الله عليه ليست الدنيا حور عين والمرأة فيها نقص وفيها عوج وفيها تقصير. وامرأة كاملة لا لا يجد الانسان لابد من ان يجد فيها عيب نقص فامر بالارظاء عما فيها من العيوب وان يكون نظره الى ما فيها من المحاسن والمنافع اجعل نظرك الى ما فيها من المحاسن والمنافع ويجعل هذا شفيعا لهذا. يعني يجعل محاسنها شفيعة لاخطائها. تشفع لاخطائها ما معنى تشفع لاخطائها؟ اي تشفع لاخطائها ان تسامحها فانت تستحضر محاسنها تستذكر محاسنها لتشفع لها عندك وانت شخص مغضب بسبب الخطأ الذي مثلا حصل فتستحضر محاسنها لتشفع لها عندك ان تسامح فتجد انك سامحته بهذه الطريقة الرفيعة العالية في التعامل لكن اذا نسي الانسان محاسنها واصبح الذي امامه فقط الامر المغضب ولا يوجد شفيع تنجم حينئذ المشكلة قال ويجعل هذا شفيعا لهذا لانه بذلك تدوم الزوجية. وتتم الصحبة الطيبة والصفاء ويقل النزاع والخصام قال وقس على هذا الذي ذكره اي ان النبي صلى الله عليه وسلم في حق الزوجين جميع المعاملات هذا المنهج الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل بين الزوجين هو تعامل يناسب ان تتعامل به مع اولادك مع اصدقائك مع طريقة جيدة في التعامل اذا رأيت في صديق من اصدقائك عيبا او خطأ او مخالفة لا تركز نظرك على عيبه او خطأه المعين استحظر محاسنه لان المشكلة ان الانسان عندما يجمع ذهنه على خطأ معين وينسى المحاسن هنا هنا تنشأ فعلا المشكلة لكن اذا جمعت المحاسن شفعت لك او شفعت له عندك قال وقس على هذا الذي ذكره صلى الله عليه وسلم جميع المعاملات والحقوق فالمعاملة بين الوالدين واولادهم اذا كانت على هذا الوصف حصل البر اذا كان الوالد مع اولاده يتعامل بهذه الطريقة. ان وجد عيبا غض الطرف واذا وجد محاسن اشاد بها وجعل محاسن الولد تشفع لبعض اخطائه التي توجد تجد الصفا يدوم والبر باذن الله تبارك وتعالى يزيد واذا كان الاب بهذه الطريقة يكون عونا لابنه على بره وحصل للوالدين الراحة قال فرحم الله من اعان اولاده على بره وكذلك الاولاد عليهم القيام ببر الوالدين وان يوطنوا انفسهم على ما ينالهم من الوالدين من سوء الخلق وشراسته وسيء والافعال التي تصدر منهم. ليوطنوا انفسهم على احتمالهم وان يشكروهم على ما نالهم منهم من الاحسان ان يذكر جميلهم السابق واحسانهم العظيم ويوطن نفسه على الصبر على ما يكون عند بعض الاباء او الامهات من شدة مثلا او سوء خلق او نحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك حقوق الاصحاب والجيران والمعاملين ينبغي ان يسلك معهم هذا المسلك القناعة بما جاء منهم وتحملوا ما لا يوافق الانسان من قول او فعل او معاملة. فبذلك تدوم الصحبة وتقوى. اما من كان اذا جاءه من اصحابه او معامليه ونحوهم سيئة واحدة لعلها ومعامليه. المعاملة يعني لعلها الله اعلم. نعم. الاول وكذلك حقوق الاصحاب؟ نعم الاصحاب والجيران والمعاملين ذلك حقوق الاصحاب والجيران والمعاملين. ينبغي ان يسلك معهم هذا المسلك القناعة بما جاء منهم وتحمل الا يوافق الانسان من قول او فعل او معاملة فبذلك تدوم الصحبة وتقوى. اما من كان اذا جاءه من اصحابه او معامليه ونحوهم سيئة واحدة اهدر بها ما سبقها من المحاسن فهذا من اعظم الحمق وقلة الوفاء وعدم الانصاف ومن كان بهذا الوصف فهو ابعد الناس عن حسن الخلق. والمقصود ان المعاملة بين المختلطين والمرتبطين بحق من الحقوق اذا بنيت على قوله خذ العفو فوطن العبد نفسه على اخذ المنافع والصفي عن ضده اوصلت صاحبها الى كل خير وسلم بها من شرور كثيرة. واذا بنيت على الاستقصاء وطلب جميع الحق المستوفى حصل النقص والخلل وقوله واعرض عن الجاهلين اي اذا جهل احد عليك بقول او فعل فاعرض عن مقابلته بجهله وقابله بما تقابله به اذا كان محسنا فتكسب السلامة والاجر وحسن الذكر والاتصاف بمكارم الاخلاق واعاليها وكل من عصى الله او قصر في حقه او تعدى على احد فهو جاهل سواء كان متعمدا او غير متعمد وذلك ان العلم الذي يعمل الانسان به هو العلم النافع. والذي لا يعمل به جهل وضلال. وقد تعود صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع. واما قوله في هذه الاية وامر بالعرف اي ليكن امرك لغيرك موصوفا بوصفين. احد ان يكون برفق وحكمة واقرب الطريق واقرب طريق لنوصل الى هذا المقصود. ان يكون برفق وحكمة واقرب طريق يوصل الى هذا المقصود وذلك يختلف باختلاف العرف. والثاني ليكن مأمورك الذي تأمر به من الامور المحبوبة شرعا وعرفا وهو الامر بالواجبات والمستحبات من العقائد والاخلاق والاعمال المتعلقة بحق الله وحق خلق وحقوق خلقه فمن قام بهذه الامور فقد اتصف بحسن الخلق الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد ليبلغ بحسن خلقي درجة الصائم القائم. واعظم ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق. وقد فسره صلى الله الله عليه وسلم بما يوافق هذه الاية في قوله لمعاذ وغيره اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن حسن الخلق ومكارم الاخلاق تحبب العبد الى اعدائه. وسوء الخلق ينفر عنه اولاده ينفر عنه اولاده واصدقائه من مزايا حسن الخلق ان صاحبه يتمكن من ارضاء الناس على اختلاف طبقاتهم. كل من جالسه وخالطه احبه لا يمله الجليس. قال صلى الله عليه وسلم انكم لن تسعوا الناس باموالكم. ولكن يسعهم منكم بسط الوجه حسن الخلق صاحب الخلق صاحب الخلق الحسن يسهل عليه ادراك المطالب