بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي في فضائل حسن الخلق من كتابه الرياظ الناظرة قال صاحب الخلق الحسن يسهل عليه ادراك المطالب. وتلين له برفقه وتحببه الى الخلق المصاعب كم فات سيء الاخلاق من مطلوب؟ وكم جلب عليه الحمق من شر مرهوب؟ كل احد يود الاتصاف بحسن الخلق لما يشاهده من ثمراته الجليلة. ولكن لا يدركه الا اهل الهمم العالية النبيلة اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق وجنبنا مساوئها. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا فصل كما عرفنا ومر انا بالامس عقده رحمه الله لبيان حسن الخلق فضله وفوائده وثماره. وما يترتب عليه من خيرات عظيمة وثمار مباركة لصاحبه او ينالها صاحبه صاحبه في دنياه واخراه والخلق باب حثت عليه الشريعة ورغب فيه النبي عليه الصلاة والسلام وبعث صلى الله عليه وسلم لتتميم مكارم الاخلاق وكان عليه الصلاة والسلام انبل الناس خلقا واطيبهم معاملة وقد كان عليه الصلاة والسلام يأتيه الرجل ولا وليس على وجه الارض ابغض اليه منه فما ان يراه ويسمع حديثه ويرى حسن تعامله الا ويتحول من ساعته وليس على وجه الارض احب اليه منه وهذا المعنى يدل عليه قول الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولهذا قال الشيخ رحمه الله تعالى في خاتمة حديثه عن حسن الخلق قال صاحب الخلق الحسن يسهل عليه ادراك المطالب يسهل عليه ادراك المطالب وتنين له برفقه وتحببه الى الخلق المصاعب فالامور الصعبة الامور التي تحتاج الى معالجة وتحتاج الى بالرفق وباللين وبالخلق الحسن وبالتلطف تتيسر وايضا دفع الشرور وعاديات الناس وظلم الظالمين تتيسر بحسن الخلق والله سبحانه وتعالى يعطي على حسن الخلق وعلى الرفق واللين ما لا يعطي على غيره من شدة نحو ذلك فالرفق واللين يبعد الانسان عن العداوات ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم الرفق يكسب به مودة الناس ايظا اذا كان داعية ومعلما بحسن خلقه ورفقه ولطفه في التعامل يحب الناس دعوته ويحب الناس ما يدعو اليه فثمار حسن الخلق لا حد لها ولا عاد وايضا ضده سوء الخلق تترتب عليه اثار سيئة جدا كم فات سيء الخلق من مطلوب وكم جلب عليه الحمق من من شر مرهوب فالشاهد ان حسن الخلق ما مطلب عظيم وخلق اه كريم يحتاج اليه المسلم في تعاملاته كلها واحواله جميعها وعلى العبد في هذا المقام ان يعنى بامرين الدعاء وفي المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت وكذلكم في المأثور عنه اعوذ بك اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء والجانب الثاني ان يعنى ببذل السبب. وتمرين النفس فاذا كان على سبيل المثال عنده شدة وعنده فظاظة وبعض الناس ربما يقول عن نفسه انا هكذا ولا استطيع ان ان اغير نفسي وبعض العوام يقولون حذر جبل ولا تحذر طبعا وهذي تثبط الناس عن عن المجاهدة في تغيير ما عليه الانسان وقد قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم. ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى بعض الناس يقول انا وابائي واجدادي وقبيلتي كلنا حارين وهذا طبعنا حرارة دائما وما نتعامل الا وبمثل هذه الكلمات يثني نفسه عن مران النفس وترويظها على الاخلاق الفاضلة بينما لو سهل الامر عن نفسه وجاهد نفسه ودعا ربه لرأى نفسه في اقرب وقت من احاسن الناس خلقا فبالدعاء وبذل الاسباب تتيسر الامور. وقد قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله. اسأل الله الكريم ان يمن علينا جميعا بالاخلاق الفاضلة. والاداب الزاكية وان يعيذنا من سيء الاخلاق ورديئها نعم. قال رحمه الله تعالى الفصل السادس عشر في فضل الصبر على المكاره والشكر على المحاب العبد لا يخلو في تقلباته في الحياة واطواره فيها من حالتين لا ثالث لهما اما ان يحصل له ما يحب ويندفع عنه ما يكره. وهذا حبيب للنفوس ملائم للقلوب مطلوب لكل عاقل وهو من اعظم نعم الله على العبد. فوظيفته في هذه الحال الشكر والاعتراف ان ذلك من نعم الله عليه فيعترف بها متحدثا بها مستعينا بها على طاعة المنعم. وهذا هو الشاكر. فان النعمة وابطرت واوصلته الى الاشر والبطر. وغفل عن الشكر فهذا الذي كفر نعمة الله. واستعمل منن الله في غير واجبها وطريقها. الحالة الثانية ان يحصل للعبد المكروه او يفقد المحبوب فيحدث له هما وحزنا وقلقا فوظيفته الصبر لله. فلا يتسخط ولا يضجر ولا يشكو للمخلوق ما نزل بل تكون شكواه لخالقه. ومن كان في الضراء صبورا وفي السراء شكورا. لم يزل يغنم على ربه ثواب الجزيل ويكتسب الذكر الجميل. قال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر كان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن. النعم والنقم والمحاب والمكاره. اضياف فاكرم قراها بالقيام وظيفتها ليستريح قلبك وترضي ربك. وينقلب ضيفك شاكرا ولمعروفك ذاكرا. متى حصل لك محبوب من رياسة او مال او زوجة او ولد او صحة او رزق او توابع ذلك او اندفع عنك مكروه فاعلم ان هذه نعم من الله فاعترف بها بقلبك واخضع لربك الذي اوصلها اليك وازدد له وثناء فان النفوس مجبولة على محبة من احسن اليها. فكيف بمن منه جميع الاحسان واكثر من الثناء على الله بها جملة وتفصيلا. اما الاجمال فان تقول اللهم ما اصبح او ما امسى بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ما تفصيلا فقل انعم الله علي بالنعمة الفلانية دينية او دنيوية وصرف عني كذا وكذا وتوسل بها الى طاعة المنعم. وسله ان يجعلها معونة على الخير. وان يعيذك من صرفها في غير ما يحبه الله ويرضى واحمد الذي وفقك لشكرها فالتوفيق للشكر نعمة اخرى. ومتى اصابك مكروه في بدنك او مالك او حبيبك فاعلم ان الذي قدره حكيم لا يفعل شيئا عبثا. ولا يقدر شيئا سدى وانه رحيم قد تنوعت رحمته على عبده يرحمه فيعطيه ثم يرحمه فيوفقه للشكر ويرحمه فيبتليه ثم يرحمه فيوفقه للصبر. فرحمة الله عليك متقدمة على التدابير السارة ومتأخرة عنها ويرحمه ايضا بان يجعل ذلك البلاء لذنوبه كفارات ولمقامه خيرا ورفعة ودرجات ويرحمه بان يجعل ذلك المكروه منميا لاخلاقه الجميلة. مربيا على المال والاقوال الزكية فاذا فهم العبد في التقدير هذه الرحمات ولحظ هذه الاوطاف المتنوعات لم تتأخر نفسه ان كانت نفسا حرة عن الصبر على المكاره والاحتساب ورجاء الاجر والارتقاب. ثم رجاء السلام والفرج من من الملك الوهاب. نعم. هذا فصل عقده رحمه الله تعالى بيان فضل الصبر وفضل الشكر وبين رحمه الله تعالى في مقدمة حديثه عن فظلهما ان العبد في هذه الحياة يتقلب بين امرين اما نعم ومنى تفظل الله سبحانه وتعالى عليه بها او ابتلاءات ومصائب تحل به فالعبد بين نعمة او مصيبة متقلب بين نعمة او مصيبة وكل منهما ابتلاء النعمة ابتلاء والمصيبة كذلكم ابتلاء وقد قال الله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون فالله عز وجل كما انه يبتلي بالضراء فانه كذلك يبتلي بالسراء فالمنعم عليه مبتلى والمصاب مبتلى ولكل من الابتلائين عبودية لكل من الابتلائين عبودية فمن وفق لتحقيقها فاز فيما ابتلي به ونال فيما ابتلي به ثواب ثواب الله سبحانه وتعالى واجره فالابتلاء بالنعمة الابتلاء بالنعمة ينال الاجر فيه من كان لله شاكرا والابتلاء بالمصيبة ينال اجره من كان فيه صابرا فاذا كان العبد صابرا في عند البلاء شاكرا عند النعماء كان من الفائزين كان من الفائزين الاول فاز بثواب الشاكرين والثاني فاز بثواب الصابرين وقد جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين الامرين في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فالمؤمن فائز في الحالتين فائز في سرائه بثواب الشاكرين وفائز في ضراءه بثواب الصابرين. فهو في الحالتين فائز وهذا لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن فائز في كل احواله ان كانت نعم شكر فكان خيرا له وان كانت مصائب صبر فكان خيرا له الابتلاء بالانعام على العبد ليس على كل احواله دليلا على اكرام الله للعبد وكذلك الابتلاء بالمصائب ليس في كل احواله دليل على التظييق على العبد قد قال الله سبحانه وتعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي هانا ماذا قال الله تعالى قال كلا يعني ليس الامر كما يقولون ولا كما يظنون فالذي ينعم عليه بالاموال وانواع المنن الدنيوية ليس هذا دليلا على الاكرام. قد يكون هذا استدراج له وقد يكون هذا وبالا عليه وكم من انسان كان ماله وبالا عليه وكذلك من قدر عليه رزقه ليس دليلا على ان الله اهانه فكم من انسان لا مال عنده وربما لا يجد قوت يومه وهو من خير عباد الله وخيار المؤمنين صابر على ما هو فيه من فقر صابر على ما هو فيه من امراض صابر على ما هو فيه من شدائد بل انه يسمع من بعض من هذه حاله من الشكر ما لا يسمع من كثير من اصحاب اليسار والنعم ويسمع منه الحمد وتعداد نعم الله عليه وهو في شدة شدة عظيمة فاذا العبد في هذه الحياة مبتلى مبتلى بالنعم ومبتلى بالمصائب مبتلى بالنعم ومبتلى بالمصائب ولا يخلو عبد من هذا وهذا وما بلئ وما ملئ بيت فرحة الا وملئ تره فالعبد يبتلى بهذا وهذا كل عبد يبتلى بهذا وهذا فعلى العبد ان يروض نفسه على الفوز بثواب الشاكرين والفوز بثواب الصابرين في الانعام يشكر فيفوز بثواب الشاكرين وفي المصائب يصبر ويفوز بثواب الصابرين ويكون في كل احواله من الفائزين لما اورد الحديث رحمه الله تعالى قال عقبه كلاما جميلا. قال النعم والنقم والمحاب والمكاره اضياف النعم والنقم والمصائب والمكاره اضياف تمر على هذه الاظياف تمر على الانسان مرة يمر عليه ظيف هو النعمة ومرة يمر عليه ضيف هو النقمة. مرة يمر عليه ما يحب ومرة يمر عليه ما يتقلب احيانا في اليوم الواحد احيانا في اليوم الواحد يمر على الانسان ما يفرحه ويمر عليه ايضا ما يكرهه ولا يحبه تمر على العبد فينبغي على العبد في كل ايامه وكل لياليه ان يكون محققا العبودية التي خلقه الله لاجلها فالنعم عبوديتها الشكر والمصائب عبوديتها الصبر ولهذا يحث رحمه الله يقول متى حصل لك محبوب من رئاسة او مال او زوجة او ولد او صحة او رزق او توابع ذلك او اندفع عنك مكروه فاعلم ان هذه نعم من الله فاعترف بها بقلبك واخضع لربك الذي اوصلها اليك وازدد له حبا وثناء فان النفوس مجبولة على محبة من احسن اليه اليها فكيف بمن منه جميع الاحسان تبارك وتعالى واكثر من الثناء على الله بها جملة وتفصيلا اما الاجمال فاشار الى نموذج من الاجمال في حمد الله على النعم ان تقول اللهم اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر وهذا ورد في حديث ولبعض اهل العلم في اسناده كلام ومن اهل العلم من يحسنه وهو من اذكار الصباح والمساء من اذكار اه الصباح والمساء. ولهذا اشار الشيخ رحمه الله اللهم اصبح بي اللهم ما امسى بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ولك الحمد فهذا حمد مجمل لكل نعمة عليك وعلى غيرك. اللهم اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر قال واما تفصيلا فقل انعم الله علي بالنعمة الفلانية دينية او دنيوية يعني اذكر نعم الله عليك كل ما ذكرت نعمة من نعم الله عليك كن شاكرا لله باعترافك بقلبك انها من الله وحمده سبحانه وتعالى والثناء عليه بما هو اهله واستعمال النعمة فيما يرظيه وعدم استعمالها فيما يسخطه تبارك وتعالى. هذا في باب النعم في باب المصائب قال متى اصابك مكروه في بدنك او مالك او حبيبك فاعلم ان الذي قدره حكيم فاعلم ان الذي قدره حكيم لا يفعل شيئا عبثا لا يفعل شيئا عبثا ولا يقدر شيئا سدى ولا يقدر شيئا سدى وانه رحيم قد تنوعت رحمته على عباده يرحمه فيعطيه ثم يرحمه فيوفقه للشكر ويرحمه فيبتليه ثم يرحمه فيوفقه بالصبر. هذه كلها من رحمة الله من رحمة الله سبحانه وتعالى انه يرحم عبده فينعم عليه ثم يرحمه فيوفقه للشكر وايضا يرحمه فيبتليه بمصيبة تكون فيها رفعته عند الله سبحانه وتعالى وعلو منازله عند الله تبارك وتعالى ويوفقه للصبر ويوفقه للصبر فهذه كلها من رحمة الله بعبده المؤمن وليت العبد يستحضر هذه الرحمة في مقاماته في مقاماته وفي احواله كلها فرحمة الله عليك رحمة الله عليك متقدمة على التدابير السارة والضارة ومتأخرة عنها مثل ما وضح ذلك قبل قليل ويرحمه ايضا بان يجعل ذلك البلاء لذنوبه كفارات ولمقامه خيرا ورفعة درجات ويرحمهم بان يجعل ذلك المكروه منميا لاخلاقه الجميلة مربيا على الاعمال والاقوال الزكية فاذا فهم العبد في التقدير هذه الرحمات ولحظ هذه الالطاف المتنوعات لم تتأخر نفسه ان كانت نفسا حرة عن الصبر على المكاره والاحتساب ورجاء الاجر والارتقاب ثم رجاء السلامة والفرج من الملك الوهاب نعم. قال رحمه الله تعالى من استكمل مراتب الصبر والشكر فهو الكامل في كل احواله فان الصبر الة عظيمة تعين العبد على جميع الامور الصعبة. قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة على جميع اموركم فمن شرع في عمل من الاعمال وصبر عليه وثابر رجي له النجاح ومن ضعف صبره وثباته لم يتم له الفلاح لم يتم له فلاح. اذا اصيب العبد بمصيبة فلجأ الى الصبر والاحتساب خفت وطأتها وهانت مشقتها وتم له اجرها وكان من الفضلاء الكرام. ومن ضعف صبره وحضر جزعه اشتدت مصيبته وتضاعفت الامه القلبية والبدنية وفاته الثواب واستحق العقاب ولابد ان يعود في اخر امره فيسلو سلوى البهائم. وذلك من اخلاق اللئام. بشر الصابرين مشقة الطاعات وترك المخالفات والام المصيبات بتوفية اجرهم بغير حساب. وانذر الجازعين المتسخطين لاقدار الله بتضاعف المكاره وفوات الاجر وحلول الوزر والعقاب. ان الجزع لا يرد الفائت ولكنه يحزن الصديق ويسر الشامت. الصبر مؤذن بالقوة والشجاعة والثبات والايمان. والجزع عنوان الجبن والضعف والهلع والخسران. ما نال من نال من خير الدنيا والاخرة الا بالصبر. ولا حرم من حرم الا بفقده. قال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال رحمه الله تعالى من استكمل مراتب الصبر والشكر فهو الكامل. في كل احواله وهذا يدل على عظم هذين الخلقين الفاضلين الصبر والشكر وان من استكملهما استكمل الخيرات استكمل الخيرات وفاز بسعادة الدنيا والاخرة وهذا واضح في الحديث المتقدم. فمن كان من اهل الصبر والشكر الصبر على البلاء والشكر على النعماء فان تخلقه بهذين الخلقين يرقيه باذن الله تبارك وتعالى الى عالي المقامات ورفيع الرتب بين اولا ان الصبر عون للعبد ويستعين به العبد الموفق كما ارشد الله الى ذلك بقوله استعينوا واستعينوا بالصبر والصلاة استعينوا واستعينوا بالصبر والصلاة اي على جميع اموركم واذا كان العبد متحليا بالصبر اعين على حاجاته اعين على حاجاته كلها بالصبر يستطيع العبد باذن الله تبارك وتعالى ان يحافظ على الفرائض وان ينافس في النوافل والرغائب بالصبر يستطيع العبد باذن الله تبارك وتعالى ان يتجنب الاثام وان يحترز ويبتعد عن المعاصي وجميع ما يسخط الله تبارك وتعالى بالصبر يستطيع العبد ان يقف الموقف الصحيح عند المصائب المؤلمة فالصبر عون للعبد عون للعبد يترقى به باذن الله تبارك وتعالى الى عالي المقامات ولهذا ذكر رحمه الله تعالى ان الصبر يترتب عليه القوة والشجاعة والثبات والايمان بخلاف ظده وهو الجزع وانه ما نال من نال من خير الدنيا والاخرة الا بالصبر. ولا حرم من حرم الا بفقده الا بفقده قال قال الله تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقم الدار اذا دخول الجنة وبلوغ الرتب العالية في في منازلها هو بما صبرتم بما صبرتم وهذا يتناول أنواع الصبر الثلاثة الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله تبارك وتعالى المؤلمة نعم. قال رحمه الله تعالى بالصبر يرتقي العبد الى اعلى المقامات. وهو مقام الشاكرين الذين يشكرون الله على السراء والضراء واليسر والعسر. يشكرون الله في كل احوالهم. يشكرونه على نعمة العافية والصحة وسلامة الابدان. ويشكرونه على نعمة الاسماع والابصار والعقول والبيان. ويشكرونه على تيسير الرزق والاسباب المتنوعة التي بها تكتسب الارزاق. وخصوصا اذا يسر الله للعبد مريحا لقلبه معينا على على الخير. فان هذا من بركة الرزق وكماله. ويحمدون الله على دفع المكاره والملمات. وكذلك يحمدون الله ابلغ حمد على نعمة الاسلام والايمان. والهداية الى والتوفيق للاحسان. نعمة الله بالتوفيق للتقوى اجل النعم واعلاها. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان من قبل لفي ضلال مبين. من حصلت له نعمة العلم والايمان فقد تمت عليه النعمة من جميع الوجوه. وقد نال من ربه كل ما يؤمله ويرجوه. فيا من توالت عليه النعم وصرفت عنه النقم. اشكر الله على على ذلك لتبقى وتكمل. فالشكر مقرون بالمزيد. وغفران النعم مقرون بالمحق والعذاب الشديد وشكرانك للنعم نعم اخرى تحتاج الى شكر اخر وتجديد. ولكن الله تعالى رضي منا بالاعتراف بالعجز شكره وان نفعل ما نستطيعه من الثناء والتمجيد. الشاكرون اطيب الناس نفوسا واشرحهم صدورا واقرهم عيونا. فان قلوبهم ملآنة من حمده والاعتراف بنعمه. والاغتباط بكرمه الابتهاج باحسانه والسنتهم رطبة في كل وقت بشكره وذكره. وذلك اساس الحياة الطيبة ونعيم وحصول جميع اللذائذ والافراح وقلوبهم في كل وقت متطلعة للمزيد وطمعهم ورجائهم في كل وقت بفضل ربهم يقوى ويزيد. لو علم العباد ماذا اعد للشاكرين من الخيرات؟ لاستبقوا الى هذه فضيلة العليا ولو شاهدوا احوالهم في السرور والابتهاج لعلموا انهم في جنة الدنيا. نعم بين رحمه الله تعالى ما يترتب على الصبر من الترقي في الكمالات وابواب الخيرات وان الصبر باء وان الصبر باب يوصل العبد الى الشكر. بخلاف من كان لا يصبر ولا يتحلى الصبر فان هذا يظعف فيه مقام او تحقيق مقام الشكر. وبين الصبر والشكر تلازم. بين الصبر والشكر تلازم ويقول رحمه الله بالصبر يرتقي العبد الى اعلى المقامات وهو مقام الشاكرين. يرتقي العبد الى اعلى المقامات قام الشاكرين الذين يشكرون الله على السراء والضراء واليسر والعسر لكن اذا كان ليس متحليا بالصبر اصلا كيف يصل الى هذه الرتبة؟ التي هي شكر الله على السراء والضراء. والشدة في والرخاء اه بين رحمه الله في اه جملة ما بين ان الشكر نفسه نعمة من نعم الله ان الشكر نفسه نعمة من نعم الله تبارك وتعالى. على العبد ولهذا جاء عن الشافعي رحمه الله انه قال الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه الا بنعمة حادثة توجب شكره عليها. لان اذا انعم الله عليك بنعمة وقلت الحمد لله. قولك الحمد لله هذه نعمة. تستحق الحمد فلا يمكن ان تؤدي نعمة من نعم الله الا بنعمة اخرى من الله تبارك وتعالى ايضا تستحق تلك النعمة حمدا اه مجددا وهذا ما بينه الشيخ بقوله وشكرانك للنعم نعم اخرى. شكراك للنعم نعم اخرى تحتاج الى شكر اخر وتجديد. ولكن الله تعالى رضي منا بالاعتراف بالعجز من شكره وان نفعل ما نستطيعه من الثناء والتمجيد. ثم بين ايضا رحمه الله المقام الذي يكرم الله سبحانه وتعالى به من يشاء من عباده ومقام الشكر. يقول الشاكرون اطيب الناس نفوسا. الشاكرون اطيب بالناس نفوسا واشرحهم صدورا واقرهم عيونا. حتى لو كان مصاب بشدائد والام ومصاعب تجده من اطيب الناس نفسه واشرح لهم صدره واذكر منذ سنوات زرت مع احد رفقائي رجلا كبيرا في السن احسبه الله حسيبا من الصالحين ومن العباد وكان طريح الفراش وحدثنا بعض قرابة انه يعاني من الام شديدة جدا. من الام وفي في غرفة لا لا يتحرك على سريره قرابة اربع سنوات قرابة اربع سنوات والام وشدة وكذا فسألناه كيف حالك يا فلان؟ بشر عنك عساك طيب قال والله قال الحمد لله واخذ يتشكر قال والله ما اعلم او ما اظن احد اسعد مني قال والله ما اظن احد اسعد مني وترى وجهه عليه السكينة والراحة والطمأنينة فالشاكرون اطيب الناس نفوسا. واشرحهم صدرا واقرهم عيونا. فان قلوبهم ملآنة من حمده قلوبهم ملآنة من حمده والاعتراف بنعمه والاقتباط بكرمه والابتهاج باحسانه والسنتهم رطبة في كل وقت بشكره وذكره وذلك اساس الحياة الطيبة ونعيم الارواح وحصول جميع اللذائذ والافراح وقلوبهم في كل وقت متطلعة للمزيد وطمعهم ورجائهم في كل وقت بفضل ربهم يقوى ويزيد ثم ذكر رحمه الله اقسام الناس في المصائب. وانهم في المصائب ينقسمون الى اربعة اقسام نعم. اذا قضيت المصائب والمكاره على الخلق انقسموا فيها اربعة اقسام. احدهم الظالمون وهم اهل الجزع والسخط. والثاني الصابرون. وهم الذين حبسوا قلوبهم عن التسخط على المقدور والسنتهم عن الشكوى وجوارحهم عن افعال الساخطين. فهؤلاء لهم اجرهم بغير حساب والثالث الراضون عن الله الذين كملوا مراتب الصبر واطمأنت قلوبهم لاقدار الله المؤلمة ورضوا بها ولم يودوا انهم لم يصابوا بها. بل رضوا بما رضي الله به لهم. فرضوا عن الله. ورضي الله عنهم والرابع الشاكرون وهم من ارتفعت على هؤلاء كلهم درجاتهم فصبروا لله ورضوا بقضاء الله ولكنهم شكروا الله على الضراء كما شكروه على السراء وحمدوه على المصائب والمضار كما حمدوه على المحاب والمسار. فهؤلاء الشاكرون الاصفياء الابرار وهم الاقلون عددا. الاعظمون عند الله قدرا. قال تعالى وقليل من عبادي الشكور وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان صحيح ان فيهما بشارة وخير عظيم والشاكرين احدهما قوله ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما امره الله ما امره الله به انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها. فهذا يشمل اي مصيبة كانت وان من قال هذا القول بصدق جمع الله له بين الخلف العاجل والثواب العاجل والاجل ان الله ليرضى عن العبد ياكل الاكلة فيحمده عليها. ويشرب الشربة فيحمده عليها. فهذا بان من حمد الله بعد الاكل والشرب حصل له من الله الرضا الذي هو اكبر من نعيم الجنات. وعموم العلة يقتضي ان جميع النعم اذا حصلت للعبد فحمد الله عليها حصل له هذا الثواب فاجتمع له ونعمة الدنيا والدين. ومن لطفه ان العبد اذا استغنى بما احله الله له عما حرمه. وتناول الحلال الملائم للنفوس بهذه النية كانت له حسنات كما قال صلى الله عليه وسلم حين ذكر انواعا من حتى قال وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له واجر قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له واجر فتبارك الكريم الوهاب. هذه خاتمة ختم بها رحمه الله تعالى هذا الفصل بين اقسام الناس عند المصائب. والابتلاء وانهم ينقسمون الى اقسام اربعة. احدها الظالمون وهم اهل الجزع والسخط اي الذين عند المصائب يظلمون انفسهم بعدم الرضا عن الله والتسخط على اقدار الله عز وجل والجزع والدعاء بدعوى الجاهلية من لطم خدود وشق جيوب ونحو ذلك. فهؤلاء ظالمون ظالمون لانفسهم بما يكون يكونون عليه من جزع وسخط وعدم صبر على ما يقدره الله سبحانه وتعالى ويقضيه. والقسم الثاني الصابرون. الذين يكرمهم الله سبحانه وتعالى بالصبر وبين ان المراد بالصبر حبس النفس. الصبر حبس النفس اي منعها والصبر الذي هو مطلوب عند العبد في في المصاب حبس النفس عن الجزع والتسخط وحبس اليد عن لطم الخدود وشق الجيوب وحبس اللسان عن الدعاء بدعوى الجاهلية فهذه ثلاث انواع من الحبس هي الصبر المطلوب من العبد عندما يصاب بالمصيبة يحبس نفسه ويحبس لسانه ويحبس جوارحه من اه من كل اه امر يسخط الله تبارك وتعالى. كالجزع والتسخط وشكاية الله الى العباد والى الخلق. والثالث اعلى من آآ الصابر وهو الراضي عن الله الراضي عن الله الذي كمل مرتبة الصبر واطمأن قلبه قدر الله سبحانه وتعالى فرضي عن الله فرضي رضي عن الله ورضي الله تبارك وتعالى عنه رضي الله عنهم ورضوا عنه واختلف اهل العلم في هذا المقام هل هو الذي والرضا في اه عند المصاب فهل هو واجب او مستحب؟ لاهل العلم من عدوا فرض واجب ومنهم من عده اه وان الواجب انما هو الصبر والرابع آآ اهل الشكر الشكر لله سبحانه وتعالى يعني يكون في في المصاب شاكرا اعلى من الصابر واعلى من الراضي يكون في المصاب شاكرا لله. سبحانه وتعالى. قال وهؤلاء من ارتفع وهم من ارتفعت اه على هؤلاء كلهم درجاتهم فصبروا لله ورضوا بقضاء الله ولكنهم شكروا الله على الظراء كما شكروا على السراء وحمدوا وحمدوه على المصائب والمضار كما حمدوه على المحاب والمسار. وهذا الصنف من الناس قليل كما قال الله وقليل من عبادي الشكور ثم ذكر رحمه الله حديثين عظيمين فيهما بشارة للصابرين والشاكرين فيهما بشارة للصابرين والشاكرين. الاول فيه البشارة للصابر والثاني فيه البشارة للشاكر اما ما يتعلق بالصابر فيقول عليه الصلاة والسلام ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما امره الله به انا لله وانا اليه راجعون انا لله اي انا لله عبد. وانا اليه راجعون اي انا الى الله راجع. واذا علم انه عبد لله وانه راجع الى الله فليعلم ان الله سائله. واذا علم ان الله سائله يعد للمسألة جوابا وليكن الجواب صوابا انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في اه في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها. فهذه بشارة للصابر. الذي يتلقى المصيبة بالصبر ويقول ما امره الله به الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون فهذا يشمل اي مصيبة كانت وان من قال هذا القول بصدق جمع الله له بين الخلف العاجل والثواب العاجل والاجل هذا فيما يتعلق بالصبر وفيما يتعلق بالشكر ساق هذا الحديث الذي يحمل بشارة عظيمة قال ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. فهذا وعد وعد بان من حمد الله بعد الاكل والشرب حصل له من الله الرضا. حصل له من الله الرضا الذي هو اكبر من نعيم الجنات لان الله سبحانه وتعالى لما ذكر نعيم الجنات قال ورضوان من الله اكبر اي اكبر من نعيم فاذا حمد الله على الاكل وحمد الله على الشرب فاز بهذا ان الله الله لا يرضى عن العبد فاز برضا الله تبارك وتعالى عنه قال وعموم العلة يقتضي ان جميع النعم اذا حصلت العبد فحمد الله عليها حصل له هذا الثواب فاجتمع له نعمة الدنيا ونعمة الدين. نحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرظى نحمده جل وعلا على كل نعمة انعم بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او عامة. نحمده تبارك وتعالى على نعمة الاسلام. ونحمده تبارك وتعالى على نعمة الايمان. ونحمده تبارك وتعالى على نعمة القرآن ونحمده تبارك وتعالى على نعمة الهداية. ونحمده تبارك وتعالى على نعمة الاهل والولد والمعافاة كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرظى ونسأله جل وعلا ان يوزعنا جميعا شكر نعمه. قال رحمه الله ومن لطفه سبحانه وتعالى ان العبد اذا استغنى بما احله الله له عما حرمه. وتناول الحلال الملائم للنفوس بهذه النية. كان له او كانت له حسنات كما قال صلى الله عليه وسلم حين ذكر انواعا من الصدقات حتى قال وفي بضع احدكم صدقة في بضع احدكم صدقة والبضع يطلق على الجماع ويطلق على الفرج وكلاهما تصح ارادته هنا قال وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له اجر؟ ايأتي احدنا شهوته ويكون له اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه وزر؟ فكذلك اذا وضع في الحلال كان له اجر فتبارك الكريم الوهاب. ان يأتي الانسان قوته ويثيبه الله سبحانه وتعالى عليها. مثل ما ان ذاك الذي يأتي شهوته في الحرام يعاقبه الله سبحانه وتعالى عليها فهذا من لطف الله سبحانه وتعالى وكرمه واستشعار هذه المعاني يزيد العبد حمدا وشكرا وثناء على الله تبارك وتعالى ولاجل هذا اورد آآ المصنف رحمه الله آآ اه هذا الحديث تنبيها على هذا المعنى. ولله تبارك وتعالى الحمد اولا واخرا وله وتعالى الشكر ظاهرا وباطنا والله تبارك وتعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين. اه الله اليك الرضا اكبر من نعيم الجنات. نعم. ورضوان من الله اكبر. يسأل الاخوة عن اكبر نعيم في الجنة ورؤية الله تبارك وتعالى هل بينهما تناف؟ كيف الجمع بين اكبر نعيم؟ رؤية الله سبحانه وتعالى وهو اعلى نعيم الجنات هو ثمرة من ثمار رضا الله سبحانه وتعالى عن عبده فاذا رظي الله عن عبده فاز بنعيم وفاز برؤية المنعم سبحانه وتعالى آآ المتفضل جل وعلا رؤية الله عز وجل هي اعلى نعيم يناله اهل الجنة في الجنة مثل ما جاء في الحديث اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله تعالى هل تريدون شيئا ازيدكم؟ فيقول الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من النار الم تدخلنا الجنة؟ قال في كشف الحجاب. آآ ينظرون الى الله تبارك وتعالى فما اعطوا شيئا احب اليهم من نظر الى الله تبارك وتعالى. فالنظر الى الله عز وجل هو اعلى نعيم الجنات. ونعيم الجنات وبما في ذلك النظر الى الله جل وعلا هو ثمرة اه واثر اه فوز العبد برضا الله فوز العبد برضا الله تبارك وتعالى. نعم. احسن الله اليك ذكر من انواع شكر النعم التحدث بالنعم انعم الله علي بالنعمة الفلانية. يقول السائل هل ذكر نعم الله يكون فيه رياء مثل من الله علي بالحج من الله علي باداء عمرة او ذكر اهتداء بعض الناس على يدي او الانفاق في سبيل الله. هذا الامر لا يتعلق الحكم لا يتعلق القول نفسه وانما يتعلق بالنية. نية القائل فاذا تحدث بالنعمة على وجه المراءات لم تدخل في صالح عمله. لم تدخل في صالح عمله ان تحدث عن حجه او تحدث عن آآ دعوته آآ او اهتداء بعض الناس على يديه او نحو ذلك على وجه المراءات فهذا آآ لا لا يدخل في صالح عمله لان من شرط الدخول الاعمال في لصالح عمل العبد ان تكون خالصة لله سبحانه وتعالى لا رياء فيها ولا سمعة كما جاء في الحديث القدسي ان الله تعالى قال انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته اما اذا تحدث بنعم الله شكرا لله وثناء على الله واعترافا بمنه او شرعي صحيح فمثل ذلك يكون داخلا في صالح عمله. نعم يقول اه شيخنا اريد منك نصيحة كيف يتخلص الانسان ممن من النظر الى حرام وما ينشر في الانترنت لا سيما من يجد نفسه ملهوفا الى هذه الامور. اهل العلم يقولون ان اكبر زاجر واعظم واعظ ان تعلم ان الله يراك. فهذا اعظم زاجر واذا وفق العبد الى احضار هذا الزاجر في قلبه واستذكاره في نفسه اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل ولكن قل علي رقيب. فاذا اكرم الله سبحانه وتعالى عبده استحضار رؤية الله عليهم واطلاع رؤية الله له واطلاعه عليه. كان ذلك اكبر زاجر له. ولهذا ينبغي على العبد في كل المقامات وفي في كل الاحوال التي تبدأ نفسه تتفلت وتنحرف وتميل ان يذكرها بذلك. فاذا ذكرها بذلك واعادها الى الايمان والخشية والخوف من الله ومراقبة الله سبحانه وتعالى وذكرها بالعقاب وما يترتب على مثل هذه الاعمال من اضرار كل هذه المعاني استحضارها في القلب يدفع باذن الله تبارك وتعالى عن العبد الوقوع في تلك آآ في تلك المنزلقات وكذلكم يعنى في يعنى في هذا الباب بالدعاء. ولا سيما الدعوات الجوامع. اللهم اهدنى وسددنى عن من يسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اه اللهم اني اسألك العافية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب انصح فيها وانصح في هذا المقام بقراءة كتاب الجواب الكافي العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى قراءته بتمامه فهو كتاب عظيم النفع وفيه مداواة ومعالجة والشباب في زماننا هذا زمن الفتن حقيقة يحتاجون الى قراءة هذا الكتاب ومثل الاباء اهداءه لابنائه كتاب الجواب الكافي لابن القيم حقيقة هدية نفيسة تعتبر خاصة على اقبال الاجازة في طريقة ايضا متبعة جميلة. مثل ان يخصص لابنه جائزة مثلا معينة اذا ختم الكتاب اذا وفقت اقناع ابنك بان يقرأ الجواب الكافي خطوت به خطوة كبيرة جدا خطوت به خطوة كبيرة لانه سيقف على معاني مهمة جدا تبعده باذن الله تبارك وتعالى عن الفساد وتبين له خطورة الفساد واضرار الذنوب واطال رحمه الله تعالى بذكر اضرار اظرار الذنوب اطالت جدا من اظرارها كذا ومن اظرارها كذا ومن اظرارها كذا فاذا قرأها العبد بتأمل باذن الله تبارك وتعالى توجد في نفسه كراهية للذنوب. وحذر منها لان اذا عرف الاضرار والاخطار هذه المعرفة تعتبر زاجر ورادع فانصح حقيقة بهذا الكتاب كتاب الجواب الكافي اه للشباب ان ان يقرأوه وايضا احث حقيقة الاباء اه يهدوا لابنائهم هذا الكتاب في هذه الاجازة ويستحثهم على قراءته. لان الان الشباب يمرون بفتن تعصف وتجرف وفي الوقت نفسه آآ التنبيه والدلالة والارشاد التوجيه ربما ايضا يقل ويضعف. ويحتاج الشاب الى ان يترفق به ويتلطف معه ويسايس حتى يقرأ ويعرف ويتعلم فاذا استظاء بنور العلم وظيائه آآ تحقق او تيسر باذن الله تبارك وتعالى الوصول الى الفلاح والعلم نور لصاحبه وفي المقامين الذين تحدث عنهما آآ المصنف قبل قليل الصبر والشكر اانصح بقراءة كتاب ابن القيم آآ عدة آآ الشاكرين وذخيرة الصابرين هذا الكتاب جمع بين الشكر والصبر. وحقيقة تجد فيما يتعلق اه بالشكر والصبر من اللطائف والفرائض والفوائد ما لا تجده في كتاب اخر ومما انصح به في كتاب ابن القيم هذا ما هي الامور التي تعينك على الصبر الصبر على المعاصي وهذا السؤال طرح قبل قليل. ذكر ابن القيم نقاط جميلة جدا ونفيسة ومؤثرة جدا مشاهد اذا شهدها العبد حققت له باذن الله تبارك وتعالى هذا المقام ولخصتها مستفيدا اه من ابن القيم رحمه الله في طرحه الجميل وبيانه السديد في خطبة جمعة فهي كلام مؤثر جدا ويحتاج عموم الناس عموم الناس وانصح ايضا الخطباء ان يستفيدوا من من هذا الكتاب ما يكون فيه معالجة الادواء والمشاكل التي اه تعصف بالشباب نسأل الله عز وجل لا لنا جميعا الحفظ والهداية والسداد. نعم احسن الله اليك يقول من اصيب بمصيبة فحمد الله عليها هل يعد بذلك انه من الشاكرين على المصائب اذا حمد الله عليها لا يخلو الحمد ان ان يكون آآ كلمة تجري بلسانه او ان يكون مقاما تحقق فيه العبد. استحضر اه نعمة الله جل وعلا عليه ولطفه به وان الله عز وجل لا يصيب عبده بهذه المصائب الا ليكون فيها تكفيرا ورفعة وتمحيصا للعبد مثل ما جاء في اه الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام لا يقضي الله قضاء اه عبده المؤمن الا كان خيرا فما يقضيه ويقدره الله على عبده المؤمن كله خيرات حتى المصائب فاذا استحضر هذه المعاني حمد الله تبارك وتعالى وشكره جل وعلا يرجى ان يكون بلغ هذه الرتبة العلية. نعم بالنسبة للدروس غدا ان شاء الله الطحاوية نعم غدا آآ الطحاوية ثم الاسبوع القادم يتحول الدرس في هذا الكتاب الى بعد صلاة العصر اول الدرس في هذا الكتاب الى بعد صلاة العصر آآ هذا ونسأل الله الكريم آآ رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيد علما وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنا اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييت واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم وصلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين