الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول امام عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياظي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة. الفصل السابع عشر في الحث على سلوك طريق الحكمة والرفق في كل الامور. قال تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا والشريعة كلها حكمة. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة. واثنى على لقمان بالحكمة ولما ذكر اصول الشرائع ومهماتها قال ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. فما جاء به الرسول من الكتاب والسنة كله حكمة بل هو اعلى انواع الحكمة على الاطلاق. لان الحكمة معرفة الحق والصواب والعمل والشريعة تدور على ذلك لا تخرج عنه. فمن عرف الحق فاتبعه والباطل فاجتنبه فهو حكيم والغرض هنا اخص من هذا. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الفصل عقده رحمه الله تعالى في الحث على الحكمة وكذلكم الحث على الرفق في الامور والحكمة هي وضع الامور في مواضعها دون افراط او تفريط ودون زيادة او تقصير بحيث يكون في كل باب وفي كل امر وفي كل تعامل وفي كل تحرك او سكون يأتي بالامور في مواظيعها الصحيحة فلا يكون مندفعا ولا يكون متماوتا بل يأتي بالامور على حدها الصحيح وبابها المناسب فهذه هي الحكمة قد بين رحمه الله تعالى ان الشريعة كلها حكمة وبهذا يعلم ان العبد كلما كان عاملا بالشريعة فله نصيب وحظ من الحكمة بحسب عملي بها وعنايته بها علما وعمل واشار في بدء حديثه الى الايات الكريمات التي فيها مكانة الحكمة وفظلها ومنة الله سبحانه وتعالى بها على من يشاء يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وهذا البدء بهذه الاية فيه التنبيه على اهمية اللجوء الى الله سبحانه وتعالى وطلب المدد والعون والتوفيق منه فان الحكمة لا ينالها الا من من الله عليه بها ويسرها له. فهو الذي يؤتي الحكمة من يشاء وهذا يتطلب من العبد ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى بان يؤتيه الحكمة وان يبذل الاسباب الشرعية التي جعلها الله سبحانه وتعالى لينالوا بها الحكمة واورد قول الله سبحانه وتعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وهذا فيه التنبيه الى ان دين الله وشرعه وما بعث الله سبحانه وتعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم كل ذلك حكمة واورد ثناء الله على لقمان الحكيم قد قال الله تعالى ولقد اتينا لقمان الحكمة من الله سبحانه وتعالى على ذلك العبد الصالح بالحكمة الصحيح انه عبد صالح وليس نبيا فاتاه الله تبارك وتعالى الحكمة وذكر الله عز وجل نصائحه الثمينة وتوجيهاته المسددة لابنه المبنية على العلم والحكمة حسن التوجيه وجمال التنبيه والدلالة واورد قول الله سبحانه وتعالى ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة قال ذلك في تمام ذكره جل وعلا لجملة من الاوامر والنواهي تبلغ عدتها ثمانية عشر في سورة الاسراء بدأها بقوله ولا تجعل مع الله الها اخر الى قوله ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. اي ان هذه الاوامر والنواهي كلها حكمة والعمل بها هو عين الحكمة والذي يفعل ما امر الله به وينتهي عما نهى الله عنه هو الحكيم وكلما كان العبد بعيدا عن اوامر الله فهو بعيد عن الحكمة. فالحكمة فيما امر الله سبحانه وتعالى به ودعا عباده اليه. ولهذا قال رحمه الله فما جاء به الرسول من الكتاب والسنة كله حكمة بل هو اعلى انواع الحكمة على الاطلاق. لان الحكمة معرفة الحق والصواب والعمل بذلك. والشريعة يدور على ذلك لا تخرج عنه نعم. قال رحمه الله تعالى والغرض هنا اخص من هذا وهو حث الانسان ان تكون اقواله وافعاله تابعة للحكمة موافقة للصواب غير متقدمة على او انها ولا متأخرة ولا فيها زيادة عما ينبغي ولا نقص وان يكون في كل فرد من افراد حركاته المذكورة مجتهدا في معرفة نفعه وصلاحه سالكا اقرب طريق له الى ذلك وبتحقيق هذا يعرف كمال يعرف كمال عقل الانسان ورزانته ولبه وبه تدرك الامور وتنجح المقاصد قال تعالى واتوا البيوت من ابوابها اياتوا كل امر من طريقه الموصل اليه المسهل لحصوله وضد ذلك امران اما ترك للمنافع واهمال لها واما سلوك طرق ضارة في تحصيلها اما تقصير بلوغ الغاية او التواء في الطريق او سلوك طرق وعرة وعرة ومسالك صعبة مع التمكن من سلوك ما هو اسهل منها هنا يقول رحمه الله الغرض من هذا الفصل ليس ما تقدم الذي هو ان عموم الاعمال والطاعات وامتثال الاوامر آآ هو الحكمة لكن يريد هنا امرا اخص من ذلك آآ وهو الحث حث الانسان على ان تكون اقواله وافعاله وتدبيراته تابعة للحكمة بمعنى ان كالعبد يكون حكيما في كل تصرفاته بمعنى انه لا يخطو خطوة ولا يقدم على عمل ولا يبرم اي امر من الامور الا بعد ان يزنه فيكون حكيما في كل تصرفاته لا يأتي الامور هكذا جزافا دون تأن ودون روية بل يتأنى وينظر ويتأمل في العواقب والمآلات ولا يستعجل وخاصة فيما يشتبه عليه امره ويلتبس عليه لا يستعجل وكثير من الورطات التي يقع فيها كثير من الناس بسبب عدم الحكمة ولا سيما عند بروز الفتن ووجودها فتجد بعض الناس يندفع دون انات ودون نظر في العواقب والمآلات فيتورط ويورط ايضا الاخرين قد قال ابن مسعود رضي الله عنه انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر وهذه حكمة حكمة هذه ان يكون الانسان متأني في الامور ومتروي ومتأمل في العواقب ثم يكون اقدامه على ما يقدم عليه ام بينة وعن دراية وعن روية وعن عدم استعجال فيفوز باذن الله تبارك وتعالى بالعاقبة الحميدة قال وهو حث الانسان على ان تكون اقواله وافعاله وتدبيراته تابعة للحكمة موافقة للصواب. غير متقدمة على اوانها ولا متأخرة وتأمل هذا الوصف الدقيق الى الحكمة ان تكون افعال الانسان تأتي في وقتها المناسب غير متقدمة ولا متأخرة لان التأخر تفريط التأخر تفريط واهمال واضاعة والاندفاع افراط وتجاوز الحد وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها قال رحمه الله وبتحقيق هذا يعني بتحقيق هذا المنهج الرصين يعرف كمال عقل الانسان ورزانته. يعرف كمال عقل الانسان ورزانته ولبه. وايظا بهذا المنهج شديد والطريق المبارك تدرك الامور وتنجح المقاصد واستدل لذلك بقول الله تبارك وتعالى واتوا البيوت من ابوابها واتوا البيوت من ابوابها. وهذا منهج ينبغي ان يسير عليه المسلم في كل شؤونه. بحيث يكون في كل امر من الامور يأتيه من بابه الصح يأتيه من بابه الصحيح ومن مدخله المناسب لا انه يأتي الامور من العرض بدون فهم وبدون دراية وبدون روية بل يأتي كل امر من بابه المناسب وهذي وهذي ايظا هي الحكمة فقوله واتوا البيوت من ابوابها هذا منهج حكيم يدعو الله سبحانه وتعالى عباده اليه في جميع الامور يقول رحمه الله في بيان معنى الاية اي ائتوا كل امر من الطريق الموصل اليه من الطريق الموصل اليه المسهل لحصوله يراعى في ذلك اختصار الطريق بحيث يكون الطريق الذي يسلك اقرب طريق يراعى في ذلك سلامة الطريق من الالتواء والانحراف يراعى في ذلك ايضا سلامة الطريق من الافات والمعاطب والعقبات والعواقب فكل ذلكم يراعى بحيث تؤتى الامور من ابوابها اي يسلك لنيل الغايات والمبتغيات المسلك الصحيح والطريق المناسب الموصل اليها المسهل للحصول للحصول عليها وضد ذلك امران ضد هذا المنهج امران. اما ترك للمنافع واهمال لها واما سلوك طرق ضارة في تحصيلها فهذا افراط وهذا تفريط اما ترك الامور لا يدخل الطريق اصلا لا يدخل الطريق اصلا لا يسلكه اصلا او يسلك طرق ظارة اما ان يترك الطريق اصلا فلا يسلكه او يسلك طرقا ضارة فكل من هؤلاء مضيع هذا مهمل وهذا مخاطر والحق قوام بين ذلك الحق قوام بين ذلك لا افراط ولا تفريط قال اما تقصير عن بلوغ الغاية او التواء في الطريق وهذا خطأ وهذا خطأ او سلوك طرق وعرة ومسالك صعبة. مع التمكن من سلوك ما هو اسهل منه احيانا بعض الناس تجده يعني يصل الى او يسلك الى المطلوب المعين ابعد طريق كنت اسمع او كنا نسمع مثل كثيرا ما نسمعه وكنت اظنه شيء في زمان لكن رأيته عند ابن تيمية في احد كتبه ويضم طوائف من الناس قال مثلهم مثل رجل قيل له اين اذنك فمد يده اليمنى وامسك بها يد اذنه اليسرى مع ان اذنه اليمنى قريبة من يده اليمنى لكن بعض الناس اذا اراد ان يصل الى شيء يسلك الابعد يسلك الا بعد المسلك الا بعد والطريق الاوعر والاصعب وبعضهم يفرط ويضيع والحكمة هي السعي للحصول على المقاصد النبيلة والاهداف الحميدة باقرب طريق فالذي يقعد ليس حكيما. والذي يسلك الطرق الوعرة العسرة الصعبة ايضا ليس حكيما الحكيم هو الذي يسلك الجادة القوام السهلة الميسرة ان هذا الدين ولن يساد الدين احد الا غلبه نعم. قال رحمه الله تعالى واعلم ان طريق كل امر ما يناسبه. قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة فالدعوة الى الله او الى سبيله تشمل تعليم الجاهلين ووعظ الغافلين. وتشمل النصيحة الخاصة لاحاد الناس وافرادهم في الامور الدينية والدنيوية فاذا سلك الداعي فيها طريق الحكمة كان اقرب وارجى لحصول مقصوده. ولهذا ينبغي تعليم كل ينبغي كل احد ما هو انفع له. وبعبارة او دلالة اقرب الى ذهنه وفهمه. ولهذا قيل في تفسير الربانيين هم الذين يعلمون الناس صغارا صغار العلم قبل كباره. نعم يقول رحمه الله واعلم ان طريق كل طريق كل امر ما يناسبه طريق كل امر ما يناسبه كلام عظيم جدا يمكن نأخذ منه قاعدة في في هذا الباب وهي الحكمة في في كل امر الحكمة في كل امر سلوك ما يناسبه الحكمة في كل امر سلوك ما يناسب الامر المقصود فمثل الشيخ الان بمثال يعني الدعوة الدعوة ما الحكمة في الدعوة ما الطريق الحكيم او الطريقة الحكيمة في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى اذا عرفنا القاعدة ان الحكمة في الامور ان تسلك في كل امر ما يناسبه فتنظر في باب الدعوة ما الطريق المناسب الذي يوصل المقصود بيسر بدون عنت بدون اه التواء قال الله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة ادع الى سبيل ربك بالحكمة قال فالدعوة الى الله او الى سبيله تشمل تعليم الجاهلين ووعظ الغافلين وتشمل النصيحة الخاصة لاحاد الناس وافرادهم في الامور الدينية والدنيوية اذا في تنوع في المدعوين متنوع في الحاجات في تنوع ايضا في افهام الناس في تنوع في المعادن والصفات والطباع وليس كل انسان يناسبه من الاسلوب ما يناسب الاخر ولهذا يحتاج مقام الدعوة الى التنبه لهذا الجانب حتى يدعو كل شخص بالحكمة ولهذا تجد في الاية نفسها قال ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. هذه كما قال اهل العلم مراتب الدعوة باعتبار حال المدعوين فمن الناس يناسب الحكمة ومنهم الموعظة ومنهم المجادلة بالتي هي احسن فيحتاج المقام الى معرفة حال المدعو. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ لما بعثه الى اليمن قال انك تأتي من اهل كتاب انك تأتي قوما اهل كتاب يعني كن على دراية بمن انت ستذهب اليهم مثل داعية يبعث الى مكان معين يقال انتبه انت ستذهب الى اناس عندهم شبهات او عندهم كذا وكذا او يقال له انت ستذهب الى اناس عوام جهال لا يعرفون شيء فيعرف الى من هو ذاهب حتى تكون دعوته بحكمة بحيث يعطيهم ما يناسبهم ان الدعوة في كل مكان اعطاء آآ المدعو ما يناسبه. هذه الحكمة ما يناسبه اي ما يتناسب مع حاله فهمه آآ مقدرته هل عنده شبهات او ليس عنده شبهات؟ كل هذه الامور ينبغي ان تراعى فاذا سلك الداعي فيها طريق الحكمة كان اقرب وارجى لحصول مقصودة كان اقرب وارجى لحصول مقصودة. ولهذا ينبغي تعليم كل احد ما هو انفع له وبعبارة او دلالة اقرب الى ذهنه وفهمه اي ان من يدعى تراعى حاله عند دعوته تراعى حاله ويعطى ما يناسبه يعطى ما يتناسب مع حالة ان كان صاحب شبهة يحتاج الى اسلوب ان كان صاحب عناد يحتاج الى اسلوب ان كان انسانا عاديا ايضا يحتاج الى اسلوب لو اعطيت هذا اسلوبا المناسب لذاك ربما لا يجزي فيه فمراعاة حال المدعوين واعطاء كل مدعو ما يناسبه هو الحكمة والانفع ولهذا قيل في تفسير الربانيين هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كبارهم يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره لو عكست القضية خرج الانسان عن الحكمة خرج عن الحكمة يعني لو وجد انسان لو وجد اه انسانا مهتدي مهتدي توه بدأ بطلب العلم والان استقام وقال له ماذا تنصحني مثلا؟ انا اريد بعض الكتب انا الان استقمت قال انا انصحك تقرأ المغني لابن قدامة مثلا او ويعطيه مثلا كتب كبار للمتقدمين وبل للعلماء هذا يتنافى مع الحكمة واحيانا ايضا هذا المهتدي الجديد يقول انا اريد بعظ الكتب انا اريد بعظ الكتب حتى تفيدني في الاستقامة يقول هات قلم. ويمليه قائمة طويلة فيحس ان العلم حمل فتجده يحجم هذا ليس من الحكمة لكن تهوين على وانا انصح في هذا المقام وكثيرا ما يحتاج اليه انصح في هذا المقام المهتدي الجديد او الذي للتوبة لا لا تزد على وصيته بكتاب الاربعين للنووي لا تزد على هذا حتى لو الح عليك يكون من البداية يعني يريد قل له ابدا يعني هذا الكتاب عظيم جدا واثني عليه وقل له انت اذا حفظت الكتاب وظبطته واتقنته سترى الاثر على نفسك وبعدين ابحث عن عن كتب اخرى. يكفيك هذا الكتاب لا تزد عليه ويشجعه على حفظه هذه الطريقة اجدم وانفعه يبدأ مثل ما مر معنا واتوا الامور من ابوابها. واتوا البيوت من ابوابها لكن اذا ساق له قائمة بكتب او اعطاه كتب متقدمة ليس هذا من الحكمة فالحكمة ان ان يربى الناس على صغار العلم قبل كباره على صغار العلم قبل كباره فكيف بمن يربي الناس لا على صغار العلم ولا على كباره لا على صغار العلم ولا على كباره. يربيهم على اهواء او على بدع او على ضلالات او على اظهار نفسه بعض الناس يعني بكلامه يظهر نفسه يظهر نفسه بمثل لوك الكلام بالمنطق في الفلسفة بامور ليس من ورائها طائل ليس من ورائها طائر الا حرف الاذهان تشويش على العقول ولا تبني دين ولا تقيم زكاء ولا صلاحا ولا اقامة نعم. قال رحمه الله تعالى ومن الحكمة الا نلقي على المتعلم متنوعة التي لا يتحملها ذهنه. او يضيع او يضيع او يضيع بعضها بعضا. واتفق اهل المعرفة بطرق التعليم ان هذا ضار ومفوت للعلم. وان الطريق الاقرب ان يجعل ان يجعل للمتعلم من الدروس ما يسهل عليه ما يسهل عليه حفظها وفهمها وعقلها والتفكر التام فيها. فان هذا من الدعوة الى الله بالحكمة التي هي الطريق الوحيد للنجاح. هذا كلام عظيم جدا طالب العلم الذي مقدم على دعوة بعد ان حصل زادا من العلم والتعلم فعلا يحتاج الى مثل هذه الوصايا الحصيفة النافعة حتى يسلكها في دعوته الى الله سبحانه وتعالى فمن الحكمة الا نلقي على المتعلم العلوم المتنوعة التي لا يتحملها ذهنه حتى لو كانت هي في ذاتها حق علي رضي الله عنه يقول حدثوا الناس بما يعرفون يحدث الناس ما يعرفونه. اتريدون ان يكذب الله ورسوله ما كل ما يعلم يقال ولا كل احد يناسبه اه مستوى معين من من المسائل والابحاث العلمية لان مرحلته دون ذلك ولهذا بعض اهل العلم يجعل للمتعلمين حلقات والمبتدئ ما يدخل في حلقة المنتهي المبتدأ ما يدخل في حلقة المنتهي لانه يحتاج الى امور قبل هذه الحلقة ان ان يصل اليها ان يصل اليها واذا دخل في مستوى اعلى مستوى اعلى من مستواه لا يحسن ربما تلتبس عليه آآ تلتبس عليه الامور يقول او يضيع بعضها بعضا او يضيع بعضها بعضا عندما يكون ايضا مقدرته مقدرة لا لا تستوعب ثم يسرد عليه امورا عديدة ومسائل كثيرة لا يستوعبها. ما الذي يحصل؟ قال يضيع بعضها بعضا قد جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال كثرة الكلام ينسي اخره اوله كثرة الكلام ينسي اخره اوله اذا كثر الكلام على الانسان طالت الامور وتعددت ما يضبط شيء لا يضبط شيئا واتفق اهل المعرفة بطرق التعليم ان هذا ضار وممقوت للعلم ان هذا ضار ومفوت للعلم وان الطريق الاقرب ان ان يجعل للم تعلم من الدروس ما يسهل عليه حفظها وفهمها وعقلها والتفكر التام فيها فان هذا من الدعوة الى الله بالحكمة. نعم. قال رحمه الله تعالى ومن الحكمة ان ان ترمق المتعلم وتقوي رغبته في التعلم بكل طريق. فان قوة الرغبة تزيد في الحفظ والفهم. وكلما كانت رغبة طالب العلم فيه وكان محصوله اكثر واتم. طالب العلم يحتاج خاصة انه يمر احيانا بفتور تثبت في الهمة يمر بحالات يتوانى فيها يكسل فيحتاج مثل هذه المعاني قال ان ترمق الم تعلم ان ترمق الم تعلم يعني تتأمل فيه تنتبه له حتى يعالج حتى يعالج يعني ما عنده مثلا من من فتور ما عنده من تقصير ما عنده من ثواني ترمق المتعلم وتقوي وتقوي رغبته في التعلم بكل طريق وتقوي رغبته في التعلم بكل طريق. فان قوة الرغبة تزيد في الحفظ والفهم قوة الرغبة تزيد في الحفظ والفهم سبحان الله هذا الذي يقوله الشيخ فانظروا اليه ايام الاختبارات انظر اليه ايام الاختبارات قوة الرغبة في ان ينجح والا يرسب في الامتحان تجده ايام اختبارات الاسبوعين التي قبل اختبار سهر وحفظ ومراجعة ويحفظ امورا لو استمر سنة على طريقته ايام الاختبارات يتخرج عالم لو استمر سنة اذا ما الذي دفعه ايام الاختبارات الى هذه القوة؟ قوة الرغبة قوة الرغبة تجد بعض الناس يقول انا ما عندي قدرة على الحفظ. ايام الاختبارات يحفظ لو كان فهمي ضعيف ايام الاختبارات يفهم وتجده يستوعب اشياء كثيرة جدا يستوعبها السبب قوة الرغبة اذا العبد يحتاج في هذا الباب الى ما يقوي رغبته في العلم ويحتاج الى الى كلمات تقوي رغبته في العلم اذا قويت الرغبة قال الشيخ قوي الحفظ وقوي الفهم واذا ضعفت الرغبة وضعف الحفظ وظعف ظعف الفهم الرغبة عندما تكون قوية حتى لو ان الرجل بلغ الستين السبعين وظن ان مستواه في الحفظ او ما الى ذلك لا يتمكن لا يتمكن من الحفظ اذا قويت الرغبة عنده يحفظ حفظا ربما افظل من حفظ الصغار بحسب قوة الرغبة وهذا امر معلوم احد الافاضل يحدثني مرة يقول كنت احفظ القرآن لصغار في احد المساجد وجاءني رجل كبير في السن وقال هنيئا لهؤلاء هنيئا لهم هذا امر فات علينا وضاع وما لنا منه نصيب. قلت له ليش لماذا فات عليك؟ ولماذا ليس لك من نصيب اجلس مثلهم وتحفظ مثلهم قال انا استطيع قال اجلس انت واصبر وترى ان شاء الله يقول وجلس وجلست معه في قصار السور فترة طويلة وهو صابر حتى اكمل عندي خمسة اجزاء اكمل خمسة اجزاء باتقان يقول ثم قال لي انا سانتقل الان الى بعض السور التي اود ان اكون حافظ لها مثل سورة الكهف وبعض المواضع من بعض السور يقول اختارها قال ساكتفي بها واضبط هذا الذي عندي يقول وحفظ علي سورة الكهف يقول يوم من الايام كنت جالس في المسجد يوم الجمعة جاء وجلس بجنبي وقال اريد ان اقرأ عليك سورة الكهف حفظا في يوم الجمعة قلت فانظر يقول قرأ علي كاملة بدون خطأ لما انتهى قلت له انا ودي اقرأها عليك واخطأت مرتين يقول اخطأت مرتين فقوة الرغبة اذا وجدت عند الانسان ولو كان كبر سنه يأتي الحفظ ويأتي الفهم وتتيسر الامور مع قوة الرغبة فاذا هذا جانب حقيقة مهم جدا ينبه عليه الشيخ رحمة الله عليه يقول فان قوة الرغبة تزيد في الحفظ والفهم قوة الرغبة تزيد في الحفظ والفهم اذا اذا قالت نفسك اذا قالت لك نفسك انت ظعيف الفهم وضعيف الحفظ فاقرأها انت بتقوية الرغبة لا يكون هذا القول منها مثبتا لك وثانيا لك عن الطريق بل اعمل على تقوية الرغبة فاذا قويت فانه يتيسر باذن الله الحفظ والفهم وكلما كانت رغبة طالب العلم فيه اقوى كان محصوله اكثر واتم نعم قال رحمه الله تعالى ومن الحكمة في تعليم العوام وارشادهم ان يعلموا ما يحتاجونه بالفاظ وعبارات مناسبة لاذهانهم. قريبة من افهامهم فهذا فيه نفع كبير. اه ايظا الشيخ ينبه هنا ان مخاطبة العوام مخاطبة العوام آآ المناسب ان يخاطب العامي الاسلوب الذي يفهمه. يعني لو تأتيه بعبارة فصيحة وتختار الالفاظ لغوية ربما اول مرة يسمع بها ما ما يفهم منك شيء لكن اذا خاطبته باسلوب وعبارة درج عليها التي الفاظه العامية فهذا اقرب له وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فاذا كلمته بلسانه وبلهجته وباسلوبه هذا اسفل عليه ولهذا من حكمة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله لما الف كتابه الاصول الثلاثة كتب نسخة باسلوب اللهجة العامية الدارجة حتى انه كتب رحمه الله اذا قيل لك وش ربك اذا قيل لك وش ربك تسهيلا ويذكر ان رجلا قال له احد العوام قال له ما معنى قول الله تعالى؟ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم قال يعني وش يبيبكم ماذا يبغي بكم؟ وش يبيكم؟ بالدارج اللغة الدارجة العامية فعندما يخاطب العامي بالاسلوب او اللهجة التي درج عليها مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله هذا انفع له وفيه نفع كبير له بخلاف ما لا لو خوطب بالفاظ مثلا عالية ولغة فصيحة هذا يعسر عليه ويصعب عليه ان ان يفهمه قال رحمه الله تعالى وكذلك ينبغي لاهل العلم في مجالسهم مع الناس العامة والخاصة ان يبحثوا بما يناسب الحال عند المناسبات من المسائل العلمية فكم حصل فكم حصل فيها من منافع كثيرة من غير تشويش؟ ولا قطع عن مقصودها وهذا من الحكمة؟ من الحكمة ايضا استغلال المناسبات باسلوب لطيف بشيء مناسب بحيث يستفيد الناس من جهة ولا ينزعجون ايضا من الملقي او المعلم فهذا ايضا مراعاته في المجالس له آآ اثره العظيم نعم. قال رحمه الله تعالى ومن الحكمة في حق الناصح ان يكون رفيقا متأنيا متوخيا للحالة المناسبة برين قال تعالى اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى وقال تعالى فذكر ان نفعت الذكرى. ايضا هذا من الامور المهمة التي يجدر بالناصح ان يراعيها ان يكون رفيقا متأنيا متوخيا للحالة المناسبة للمنصوح باللين فبما رحمة من الله لنت لهم وقال الله لموسى وهارون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى نعم. قال رحمه الله تعالى ومما يعين المعلم والمذكر معرفة طبائع الناس واخلاقهم والوسائل التي من جهتها يؤتون والوسائل التي يؤتون من جهتها مما يعين المعلم المذكر معرفة طبائع الناس واخلاقهم. والناس معادن وطبائع واخلاق متنوعة فمراعاة هذه الامور وآآ بحيث انه يأتي كل انسان من خلال الوسائل التي يؤتى من خلالها يعني مثلا تعرف ان شخص عنده تقصير في جوانب معينة لكنه في جانب الكرم كريم تتحدث عن الكرم لان شيء يحبه وجبل عليه وحياته مضت على الكرم فاذا انفتح صدره تدخل على الامور الثانية فتنظر في الطرق التي تدخل عليها من اه او تدخل عليها من خلال اه الوسائل التي يؤتون من جهتها ربما يسمى مثل هذا مفاتيح الاشخاص يعني تجد كل انسان له مفتاح غير الاخر يعني من حيث آآ طبيعته اه اسلوبه ميلة اشياء عرف عنه بحبها او نحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى والرفق اصل كبير في هذا وغيره. قال صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا كان العنف في شيء الا شانه هذا تنبيه على مكانة الرفق عموما في الدعوة والتعليم وغير ذلكم ان يراعي العبد في ذلك كله الرفق والبعد عن العنف والشدة قد قال عليه الصلاة والسلام ما كان الرفق في شيء الا زانه. ولا نزع من شيء الا شانه. نعم. قال رحمه الله تعالى وكذلك تسلك الحكمة في تقوية الصدقات وتخفيف العداوات وما هلكت في شيء ابلغ ولا انفع من قوله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم من ثمار الحكمة العظيمة ومنافعها الجليلة انها تقوي الصدقات وتخفف العداوات تقوي الصدقات لان الحكيم محبوب محبوب وايضا العداوات تدفع بالحكمة وقد قال الله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم والانسان ليس بحاجة خاصة في آآ امور الدنيا والمصالح الخاصة وحاجيات الناس الخاصة ما ليس بحاجة ان يجعل بينه وبين الناس عداوات فاذا صادف انه في موقف ما الطرف الاخر اشتد ادفعه بالحسنى لست بحاجة ان تبني بينك وبينه عداوة انت لست محتاج واذا بنيت بينك وبينه عداوة تعبت وتعبه واذا دفعته بالحسنى ارتحت وارتاح هو اذا انت لست بحاجة الحكمة ان تدفع بالتي هي احسن حتى ما يمنع ان يكون هو المخطئ عليك ان يكون هو المخطئ عليه كالمسيء اليك وتقول له المعذرة يا اخي سامحني انا مقصر ما يضرك اذا قلت هذه الكلمات ما يضرك قد يظن الانسان او يظن به انه في مثل هذا الموقف ذليل وان هذا ذل يسيء لك وتعتذر هذا ذل لكن يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. انت عندما تكون عافي عن الناس كاظم للغيظ هذا عز لك نعم قد يكون في صورته الظاهرة في ظنك انت ظم ظن من يراك ان هذا ذل شوف يقول انظر كيف يسيء له ويعتذر وين الرجولة؟ ووين الكذا؟ ووين لكن الحق ان هذا هو العز ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب مثل هذه الامور هي حقيقة عز العبد كماله وسلامته من عداوات الناس قال اه ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم نعم. قال رحمه الله تعالى فاذا كان العفو والاحسان الى العدو يصيره صديقا حميما. فما ظنك بعمل مع الصديق والقريب والخليط الذين لهم الحق الاوكد وعندهم من اسباب الروابط الودية ما هو اوثق. هذا كلام عظيم ونحتاجه بيننا نحن الشباب وطلاب العلم ونحتاجه فعلا. يعني اذا كان الله سبحانه وتعالى قال فاذا الذي بينك وبينه عداوة يعني العدو كانه ولي حميم بسبب الرفق والدفع بالحسنى اليس الحسنى والتلطف والرفق بين الاخوان والزملاء اليس هو اجدر بينهم حتى تدوم بينهم المحبة والصفاء والاخاء يقول فما ظنك بعمله مع الصديق؟ اذا كان عمله مع العدو يجعله ولي حميم فكيف بعمله مع الصديق والقريب والخليط الذي الذين لهم الحق الاوكد. وعندهم من اسباب الروابط الودية ما هو اوثق مثل اذا كان يجمعك مع مجموعة من طلاب العلم جلوس في حلق العلم تعاون على حفظ العلم وملازمة للصلوات في المساجد وتجمعك بهم خصال كثيرة والشيطان حريص على ان يفرق بينكم. حريص جدا فلماذا اعامل زميلي؟ معاملة تبعده عني. ما الحاجة الى ذلك هل انا بذلك اقدم لنفسي او اقدم لامتي؟ او اقدم لدعوتي شيئا؟ لا والله فاذا مثل هذه الامور التي قد تحدث وهي فعلا تحدث تحدث بين افاضل وخيار اشتد الامر بينهم عند امور آآ من حظوظ النفس وتبدأ خصومات وتبدأ ادوات والشيطان من وراء ذلك فاذا كان العدو يكون بالدفع بالحسنى ولي حميم فكيف بالصديق اصلا اذا هذه الخصال نحتاج فعلا ان نعتني بها. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك تسلك الحكمة في معاملة الاولاد ومعاشرة الزوجات. فانه يراد منهم امران عظيمان مهمان احدهما اصلاحهم وتقويمهم وتهذيبهم بتقوية دينهم وتربية اخلاقهم. فهؤلاء يسلك معهم كل طريق يسلك مع غيرهم وطرق خاصة وطرق خاصة تناسب احوالهم. ويوجههم وليهم فيه الى كل خير بترغيب ولين وحسن معاملة وكل احد يعرف من احوال اولاده واهله ما لا يعرفه غيره. الامر الثاني انه يراد منهم القيام بحق الوالدين وبالعشرة الواجبة والمستحبة بين الزوجين. وذلك ايضا بدعوتهم اليه بالحال والمقال وبالحكمة والرفق. ومن انجح ذلك ان يكون الوالدان قائمين قائمين بحق الاولاد. والزوج قائما بحق زوجته فاذا طلب منهم القيام بما عليهم في هذه الحال سهل عليهم بخلاف ما اذا لم يقم الوالدان والزوج بحقوقهم فان تقويمهم يصعب جدا وكيف تطلب ما لك وانت مانع الحق الذي عليك؟ وكذلك تسلك الحكمة. نعم يقول رحمه الله كذلك تسلك الحكمة في معاملة الاولاد ومعاشرة الزوجات ومعاشرة الزوجات فانه يراد منهم امران وهذا الان تحديد للهدف وما الذي يريده الانسان من اولاده؟ حتى يعمل على اهداف واضحة يسعى الوصول اليها فالامر الاول اصلاحهم وتقويمهم وتهذيبهم لتقوية دينهم وتربية اخلاقهم كما قال الله قوا انفسكم واهليكم نارا اي ادبوهم وعلموهم وربوهم فهذا امر مطلوب ويعرف الانسان من اولاده وطبائعهم واحوالهم وامورهم فيترفق بهم ويسلك معهم احسن المسالك للوصول الى هذا المقصد المطلب الثاني او الامر الثاني الذي يراد يراد منهم القيام بحق الوالدين كل اب يريد ان يكون ابنه قائم بحقه غير مضيعة لحقه بارا به ليس عاقا عمل والده على اه وتعب عليه في امور كثيرة جدا فيحتاج الى ان يكون هذا الابن بار به ومحسن الى والده وليس مسيئا فايضا هذا الجانب يسلك فيه ما يعين الابن على القيام بذلك قال ومن انجح ذلك ان يكون الوالدان قائمين بحق الاولاد قائمين بحق الاولاد والزوج قائما بحق زوجته فاذا طلب منهم القيام بما عليهم في هذه الحال سهل عليهم بخلاف اذا لم يقم الوالدان والزوج بحقوقهم فان تقويمهم يصعب جدا نعم. قال رحمه الله تعالى وكذلك تسلك الحكمة في النفقات والتدبيرات البيتية. التي روحها وقوامها تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان وكان بين ذلك قواما. فالاقتصاد في النفقات وسلوك طرقه له نفعه المعروف ومحله الاكبر. هذا ايضا جانب من الحكمة التي ينبغي ان تسلك. بحيث آآ فيما يتعلق نفقة ومعاش الانسان كيف يرتب اموره بحيث يكون ماضيا باقتصاد لا تقتير ولا اسراف والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا. وكان بين ذلك قواما فاذا كان حكيما في باب النفقة جاءت الامور باذن الله تبارك وتعالى على السداد. نعم. قال رحمه الله تعالى والطف من ذلك كله ان تسلك الحكمة مع نفسك وتراقبها في اعمالها وتجتهد في تنمية وازع الرغبة الى الخير. واضعاف الدواعي الى الشر وتلاطفها ملاطفة الطفل في تحصيل الامور المطلوبة منها وفي تنمية اخلاقها وتعطيها منها الراحات والطيبات ما يسهل عليها معه القيام بالطاعات. وتغتنم اوقات نشاطها ما يسهل ما يسهل عليها معه القيام بالطاعات وتغتنم اوقات نشاطها وتريحها في فترات الكسل واياك ان تجمع واياك ان تجمع بك في الانهماك في اللذات التي تشغل عن الامور النافعة. ولكن وحاسبها واعرض عليها الموازنة بين الاخلاد الى الكسل وبين المطالب العالية التي تفو التي تفوت بالكسل. ولا تدرك الا بالعمل وعرفها ما امامها من النعيم لمن امن وعمل صالحا وسلك الصراط المستقيم وقل لها لمثل هذا اعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. هذا باب عظيم من ابواب الحكمة. الحكمة مع النفس في مداواة النفس ومعالجتها ومحاسبتها وزمها بزمام الشرع وكيف ان النفس لها ادبار واقبال وان الانسان ينبغي ان يلاحظ احوال نفسه في اقبالها وادبارها والنفس حرون وفيها تلدن فيحتاج يحتاج العبد فعلا الى ان ينتبه لهذا الامر ويسايس نفسه وهذه هي الحكمة يسايس نفسه اذا سئمت النفس وملت اعطاها من الراحة نصيبا يسيرا تستجم به ثم يمضي في عمله اذا اقبلت النفس يستقل اقبالها يحاول ان يحصل نصيب الوافر من الخيرات علما وعملا وبرا واحسانا فالنفس تحتاج الى الى هذا الجانب. ودائما يذكرها بلقاء الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ولتنظر نفس ما قدمت لغد وسيذكر الان الشيخ رحمه الله مخاطبة للنفس على سبيل المداواة والمعالجة لها وفعلا فعلا عندما يخاطب الانسان نفسه ليس بالضرورة خطابا بالالفاظ وانما شيء يتذكر في نفسه شيء تذكره في نفسه يعني احد السلف يقال عنه قال لنفسه يا نفس اذا دخلت القبر من سيصلي عنك من من يصوم عنك؟ من يتصدق عنك؟ من كذا؟ من كذا لا احد يستحثها يستحثها ففي اشياء فعلا اذا الانسان ذكر نفسه بها ومن خلال ذلك استحثها تحركت تحركت النفس فالان سيأتي مخاطبة للنفس كلام مؤثر ومحرك للنفس نعم. قال رحمه الله تعالى قل لها يا نفس ايما اولى تقديم لذة قليلة حشوها اكدار وطيها الغموم والهموم والخسار. على لذات متواصلات كاملات بلا كدر ولا منغص في دار القرار مثلا لو ان انسان نفسه دعته الى شهوة محرمة ثم خاطبها قبل ان يقدم خاطبها قال وماذا وماذا لو طاوعتك وفعلت هذه اللذة المحرمة ماذا سيكون اللذة يا نفس ستذهب لن تبقى فاذهب في وقتها لكن اما تعلمين انه سيكون بعد هذه اللذة غصص ونكد وعقوبة يذكرها تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار لم يا نفس تقدمين الا تعلمين انه سيكون كذا ويكون كذا واذا ذكرها امتنعت اذا خوفها وذكرها واستجلب مثل هذه المعاني امتنعته واصبح هو الذي يقودها ليست هي التي تقوده. نعم. قال رحمه الله تعالى وايما اولى تحصيل لذة الايمان او اللذات البهيمية التي مآلها الخيبة والحرمان؟ يقول له ماذا تختارين يا نفس ايهما تختارين؟ تختارين لذة بهيمية تكونين انت وبهيمة الانعام سواء لذة تفنى والحال يكون سوا مثل بهيمة الانعام او ان او او تختار اللذة الايمان وحلاوة الطاعة ولذة البعد عن الحرام نعم يا نفس ابذل اليسير من القوة فيما يعود عليك بالخير والبركات ولك مني ان ارضيك بما تحبين من اللذات المباحات قومي بما عندك من الحقوق الواجبات والمستحبات اقم لك بما تحبين من الراحات وتناول الطيبات يا نفس قد ارشدك معلم الخير صلى الله عليه وسلم الى اعمال نافعة عظيمة. الى اعمالنا نافعة عظيمة اعمال نافعة. يا نفس قد ارشدك معلم الخير صلى الله عليه وسلم الى اعمال نافعة عظيمة النفع يسيرة على النفس الى اعمال نافعة الى اعمال نافعة عظيمة النفع يسيرة على النفس نعم. فقال استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغ. نعم وقال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة وتؤتي هي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة. والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل. ثم تلا قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع الى قوله يعملون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه رأس امر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا قلت وان لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم الا حصائد السنتهم؟ انظري الى هذه الاعمال الموصلة الى غايات الى غاية الغايات وفوائدها الجليلة مع سهولتها عن النفس. ثم اعلمي ان من قام بما عليه من حقوق الله وحقوق عباده لم يفت عليه نصيبه من الدنيا. قال صلى الله عليه وسلم من كانت الاخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه شتت الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له. هذا من مسايسة النفس ترغيبها في الخيرات ان يذكر لها احاديث الفضائل والاعمال الصالحة ويذكر لها فضل العمل بها وانه يبلغ بذلك عالي المقامات ورفيع الرتب ثم بعد ذلك يقول لها يا نفس لو عملت بهذه الخيرات لا يفوتك العمل بها شيئا من حظك من الدنيا بل ان هذا يجمع للانسان الخير في دنياه واخراه ولن يفوت يعني بعظ الناس يظن انه اذا عمل بالطاعة فاته حظه ونصيبه من دنياه. بينما الامر بالعكس يعني الامر ان الانسان عمل بالطاعة يجمع له امره. وتنتظم احواله. واذا تظيع انفرط الامر ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرط بينما المطيع يقول عليه الصلاة والسلام في الدعاء اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري. فالدين عصمة للامر والمعصية انفراط للامر وضياع واورد هنا الحديث حديث معاذ وهذا حديث حقيقة عظيم يرسم الانسان منهج مبارك هذا الصحابي الصغير معاذ بن جبل سأل هذا السؤال العالي الرفيع عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فبين له النبي عليه الصلاة والسلام هذا البيان ينصح بمراجعة شرح هذا الحديث في جامع العلوم الحكم لابن رجب رحمه الله تعالى قال انظري الى هذه الاعمال الموصلة الى غايات غاية الغايات وفوائدها الجليلة مع سهولتها على النفس ثم اعلمي ان من قام بما عليه من حقوق الله وحقوق عبادة لم يفت عليه نصيبه من الدنيا واستدل لذلك بالحديث من كانت الاخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه شتت الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب وهذا الكلام قاله عليه الصلاة والسلام للناس في مسجد الخيف في خطبته وموعظته صلى الله عليه وسلم التي بدأها بقوله لنظر الله امرأ سمع مقالتي نعم. قال رحمه الله تعالى يا نفس ما هي الا صبر ايامي كان مدتها اظغاف احلامي يا نفس جوزي عن الدنيا مبادرة وخلي عنها فان العيش قدامي. فلا يزال الحكيم مع نفسه في ملاطفة وتدريب وترغيب وترهيب وانذار وتبشير حتى يلين حتى يلين صعبها ويستقيم سيرها وتتبدل صفاتها الرديئة بالصفات الطيبة ولا يتمكن من هذا الا بسلوك الحكمة. هذا ايضا تتميم لما سبق من ان العبد ينبغي ان يكون مع نفسه بهذه الصفة يلاطفها يدربها يرغبها يرهبها ينذرها يبشرها حتى يلين صعبها النفس تكون في في بعض اوقاتها او كثير من اوقاتها فيها صعوبة فبمثل هذه الطريقة يلين صعبها ويستقيم سيرها وتتبدل صفاتها الرديئة بالصفات الطيبة قال ولا يتمكن من هذا الا بسلوك الحكمة. نعم. قال رحمه الله تعالى الحكمة جمال العلم والة العمل واقرب الوسائل لحصول المقاصد. الحكمة تهون الصعاب. وبها تندفع العوائق. كم ندم عجول طائش وكم ادرك المطلوب متأن رفيق؟ لا تسلس الولايات الكبار ولا الصغار بمثل الحكمة. ولا تختل الا باختلال طريقها ولا تختل ولا تختل الا باختلال طريقها الحكيم اذا لم يدرك جميع المطلوب تنازل الى بعضه اذا لم يحصل ما قصده من الخير قنع باندفاع الشر واذا لم يندفع كل الشر دفع بعضه وخففه. وهذا كلام عظيم جدا في الحكمة عظيم جدا هذا الكلام. لاني اقول الحكيم اذا لم يدرك جميع المطلوب اذا لم يدرك جميع المطلوب تنازل الى بعضه لكنه لا لا يكون ايضا بحكم انه لم يدرك جميع المطلوب ترك جميع المطلوب بل كما قيل ما لا يدرك ما لا يدرك كله لا يترك كلهم وانما يحصل ما ما تمكن منه فاتقوا الله ما استطعتم فالحكيم اذا لم يدرك جميع المطلوب تنازل الى بعضه واذا لم يحصل ما قصده من الخير قنع باندفاع الشر كذلك فيه رتبة انزل من ذلك اذا لم يندفع كل الشر دفع بعضه وخففه فوزن الامور بالميزان الحكيم يصل الى هذه النتائج التي هي ماضية على قواعد الشريعة جلب المصالح ودرء المفاسد. نعم. قال رحمه الله تعالى واذا لم يمكن دفع واذا لم يمكن دفع الصعب وامكنه تلطيفه لطفه. يساير الامور والاحوال فينتهز فرصها. ويأتي الامور مع كل باب ووسيلة لا يمل السعي ولا يدركه ولا يدركه الضجر والسآمة. السآمة هي الملل. نعم. قد تلقى الامور منشرح وقلب ثابت يقلبها بفكره على كل وجه ويستعين برأي اهل الخبرة من الناصحين على ما يريده. لا لا تستفزه البدوات واوائل الامور حتى حتى ينفذ فكره الى باطنها ولا تغره الظواهر حتى يتغلل في مطاويها وعواقبها. ومع كثرة تفكيره وتقليبه الامور من جميع وجوهها ومشاورته عند التوقف والاشتباه لابد ان ينكشف له ما كان خافيا. ويتضح له وما كان مشتبها. واعلم ان من عود نفسه هذه الامور ولازمها في اغلب احواله فلابد ان يحصل له من التمرين والاختبار والتجارب اصولا يترقى بها عقله وتتسع دائرة معارفه وينمو ذكاؤه وفطنته ورب ما وصل الى حالة يصير بها علما يؤتم به في متاهات العقول مرجوعا اليه في ذلك والله اعلم خاتمة ختم بها رحمه الله تعالى كلامه العظيم عن الحكمة و كيف ان الانسان ينبغي ان يكون في اموره كلها حكيما حتى مع نفسه فاذا كان بهذه الصفة تيسرت له باذن الله تبارك وتعالى الامور اندفع عنها الملل والضجر ولا يمل السعي يتلقى الامور بصدر منشرح وقلب ثابت يقلبها بفكره على كل وجه ويستعين برأي اهل الخبرة من الناصحين على ما يريده ثم نبه على قضية مهمة وهي ان الحكيم لا تستفزه بالبدايات واوائل الامور احيانا تأتي بداية فتستفز بعض الناس دون تأمل في العواقب كثير من الناس تستفزهم البدايات واوائل الامور ولا يتأملون في العواقب فيتورطون وهذا يحصل كثيرا وخاصة في باب الفتن خاصة في باب الفتن تظهر بدايات ويراها جيدة من اول ما برزت وظهرت يراها عظيمة يراها عز يراها نصر يراها الى غير ذلك فيدخل في ذلك. دون نظر في العواقب. الحكيم لا تستفزه في البداية لا تستفزه البدايات بل ينظر في العواقب ينظر في عواقب الامور ومآلات الاشياء وكم من وكم من بدايات استفزت اقواما ودخلوا فيها ثم لما وصلوا الى النتائج التي لا تحمد ندموا على ذلك كثير هذا يحصل في واقع الناس ندم على ذلك وقال ليتني وليتني مثل ما قال عبر الشيخ سبق ان مر معنا قال لولا ولو ما يبدأ يحاسب نفسه ويتلون فاذا الحكيم لا تستفزه البدايات بل يقلب الامور ويوازن ويسأل اهل الخبرة ويلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويشاور واذا اشتبه الامر لا يقدم حتى يتبين له الامر وينكشف له الخوافي يقول الشيخ رحمه الله اذا عود نفسه على هذه الامور ولازمها في اغلب احواله فلابد ان يحصل له من التمرين والاختبار والتجارب الشيخ لطيف سبحان الله في توجيهه يعني بعد ان اعطانا هذه الامور وهذه التوضيحات الجميلة المسددة قد يتسلل الشيطان الى النفس ويقول انت لست من اهل هالام لست من اهل هذه الامور كنت بعيد عنها هذي لغيرك وينسف هذا الخير كله بمثل هذا الكلام يقول هذا ما هو لك انت ما تصلح لهذا هذا لغيرك يحرمه من ذلك كله فيقول رحمه الله من عود نفسه من عود نفسه على هذه الامور ولازمها في اغلب احواله ولا زمن في اغلب احواله فلا بد ان يحصل له من التمرين والاختبار والتجارب اصول يترقى بها وهذا هو الخير حقيقة ان العبد يدخل ويبدأ يدرج في مدارج الحكمة والكمال والخير حتى تتسع دائرة معارفه وينمو ذكاؤه وفطنته الى مثل ما قال الشيخ ربما وصل الى حالة يصير بها علما يؤتى به بحيث الناس اذا ارادوا الحكمة قالوا انظروا فلان. عمل فلان اعملوا مثله. رجل حكيم في اعماله في تصرفاته فهذه ما تأتي هكذا لابد من صبر ومصابرة ومرابطة واستعانة بالله وتوكل عليه سبحانه وتعالى. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون آآ نسأل الله عز وجل ان يجزي الشيخ عبد الرحمن خير الجزاء وان يغفر له وان يجعل مقامه في الفردوس الاعلى اعلى وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة تعين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين