الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين. قال الفصل التاسع عشر في الثناء على التواضع وذم الكبر تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في الامر بالتواضع للحق والخلق. والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم العاجل والاجل. كما تكاثرت في النهي عن الكبر والتكبر والتعاظم. وبيان عقوبات المتكبرين قال تعالى فاعبده وتوكل عليه. وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقال فاستقيموا اليه واستغفروه. فالعبودية لله وحده وطاعته في امره ونهيه كل ذلك خضوع للحق فان اعظم الحقوق حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. فمن خضع لهذا الحق في اصول الدين وفروعه فهو المتواضع الخاضع لله. ومن اعرض عنه او عارضه فهو متكبر. ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. والنار قد اعدها الله مثوى للمتكبرين عليه عن العبودية لله فالتواضع هو اصل الدين وروحه والتكبر مناف للدين. وبهذا نستطيع وان نفهم حق الفهم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة خردل من كبر وقوله عن الله تعالى انه قال العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته فكل من لم يخضع لله ولعبوديته وطاعة رسوله فهو مستكبر. وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم التواضع والكبر عاما شاملا واضحا يزيل كل اشكال ولا ولا يحتاج بعده الى مقال. فقيل حين سئل عن الكبر فقال فقال حين سئل عن الكبر الكبر بطر الحق وغمط الناس. ومفهومه ان التواضع ضده وهو قبول الحق والانقياد له وهو قبول الحق والانقياد له. ومفهومه ومفهومه ان التواضع ضده وهو قبول الحق والانقياد له. وعدم احتقار الناس. فمن فمن قبل الحق وانقاد له ولم يحقر احدا. وتواضع لعباد الله فهذا هو المتواضع للحق والخلق. وهو القائم بحقوق الله وحقوق الخلق. ومن بطر الحق فرده ولم ينقد له وغمط الناس وغمط الناس فاحتقرهم وازدراهم بقلبه وقوله وفعله فهذا هو المتكبر فعليك بهذا الحد الجامع المانع وطابق بينه وبين احوال الخلق عموما او اخلاقك خصوصا. وعليك ان تجتهد وتجاهد نفسك على التحقق والاتصاف بخلق التواضع لله ولعباد الله لتكون من المفلحين والا كنت من الخاسرين لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا فصل في الثناء على التواضع والحث عليه والترغيب فيه. وبيان ثماره واثاره وفي التحذير من ضده وهو التكبر والتعالي والتواضع خلق كريم يرفع صاحبه ولا يضعه. وكلما ازداد العبد تواضعا زاد رفعة فما زاد الله عبدا بتواضعه الا رفعة وعلوا في دنياه واخراه وقد يظن من لا يفهم ان التواضع مذلة للمتواضع او نقصا بينما حقيقة الامر التواضع رفعة للعبد وعلو في دنياه واخراه وقد بين رحمه الله ان التواضع يكون للحق وللخلق ان التواضع يكون للحق وللخلق تواضع للحق جل وعلا بالخضوع له والذل بين يديه والانكسار والاقبال على الله عز وجل والطواعية والامتثال لاوامره ففعل الطاعات والائتمار اوامر وامتثال ما جاء عن الله سبحانه وتعالى هذا تواضع وخضوع وذل وانكسار ينال به العبد الرفعة في الدنيا والاخرة ومن لا يستجيب لداعي لداعي الله ولا يستجيب لداعي الحق ولا يمتثل اوامر الله او يصرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى فهذا مستكبر فهذا مستكبر عن الحق فالحق عبادة الله واخلاص الدين له فمن لم يعمل بهذا الحق فهو مستكبر والكبر بطر الحق واي بطر للحق اعظم من بطر العبادة وعدم صرفها لمستحقيها سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا استكبار عن العبادة هو نقيض التواضع اذا كان من لا يقوم بالعبادة يعد مستكبرا فان من يقوم بها يعد متواضعا وخاظعا لجناب الله ومتذللا لله سبحانه وتعالى بل ان العبودية هي الذل العبودية هي الذل والخضوع والانكسار بين يدي الرب سبحانه وتعالى اورد رحمه الله هذه الايات فاعبده وتوكل عليه. يا ايها الناس اعبدوا ربكم فاستقيموا اليه واستغفروه ونظائرها كثير في القرآن كلها داخلة في هذا الباب داخلة في هذا الباب باب الخضوع والذلة والانكسار بين يدي الله جل وعلا طلبا لثوابه وخوفا من عقابه وحبا له سبحانه وتعالى ولهذا رحمه الله قال فالتواضع هو اصل الدين وروحه التواضع هو اصل الدين وروحه والتكبر مناف للدين والتكبر مناف للدين والتواضع هو روح الدين لان من كان ات بالتواضع في كل ابوابه سيكون محققا للعبودية محققا للتواضع مع الحق سبحانه وتعالى وسيكون ايضا في الوقت نفسه محققا له للتواضع مع الخلق يقول رحمه الله بهذا نستطيع ان نفهم حق الفهم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة حبة خردل من كبر. لماذا لان الكبر مما يفظي بصاحبه اليه تكبره عن عبادة الله تكبره عن امتثال اوامر الله تجده لكبره يبلغه الاية والحديث ولا يبالي يبلغه كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يكترث وسبب ذلك ما قام في قلبه من كبر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة خردل من كبر قال الله تعالى العظمة ازاري والكبرياء ردائي العظمة ازاري والكبرياء هدائي ردائي فهو العظيم وهو الكبير سبحانه وتعالى. قال فمن نازعني واحدا منهما عذبته من نازع الله العظمة او نازع الله الكبرياء عذبه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة في نار جهنم قال فكل من لم يخضع لله ولعبوديته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مستكبر وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم التواضع والكبر تفسيرا شاملا واضحا يزيل الاشكال ولا يحتاج بعده الى مقال. فقال حين سئل عن الكبر قال الكبر الحق وغمط الناس الكبر يتلخص في هاتين القظيتين او في هذين الامرين بطر الحق اي يبلغه الحق فيرفضه ولا يقبله ولا يعمل به انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون؟ فالكبر بطر الحق يبلغ الانسان الحق ويبلغه الدليل ويبلغه الكلام القائم على الحجة فيرفضه هذا كبر وغمط الناس اي غمط الناس حقوقهم المعنوية منها والحسية من غمط الناس حقوقهم هذا نوع من الكبر مثل ان يكون شخص عرف عرف بفضيلة ما فيغمطها اخر يقول هذا ليس متصفا بكذا وليس متصفا بكذا من صفات ينفيها عنه وهي قائمة فيه. هذا غمض للناس وهضم للحقوق وهذا مبني على نوع من الكبر قام في قلب الانسان فالكبر بطر الحق وغمط الناس قال ومفهومه ان التواضع ضده اذا كان الكبر بطر الحق وغمط الناس ما هو التواضع مفهوم المخالفة. التواضع هو مفهوم المخالفة. الكبر التواضع قبول الحق وماذا قبول الحق وعدم مثلا بطر وعدم غمط الناس حقوقهم هذا تواضع او او قبول الحق واعطاء الناس حقوقهم واعطاء كل ذي حق حقه هذا تواضع فالكبر بطر الحق وغمط الناس والتواضع ضده وهو قبول الحق والانقياد له وعدم احتقار الناس. وعدم احتقار الناس. فمن قبل الحق وانقاد له ولم يحقر احدا وتواضع لعباد الله فهذا هو المتواضع للحق وللخلق وهو القائم بحقوق الله وحقوق الخلق قال ومن بطر الحق فرده ولم ينقض له وغمط الناس فاحتقرهم وازدراهم بقلبه وقوله وفعله فهذا هو المتكبر بعد هذا الشرح النافع في تعريف الكبر. قال فعليك بهذا الحد الجامع المانع بتعريف الكبر وتعريف التواظع ايضا. قال فعليك بهذا الحد الجامع المانع قال وطابق بينه وبين احوال الخلق عموما وايضا اخلاقك انت طابق بينه وبين اخلاقك وهذا فتح لمحاسبة النفس ووزنها بموازين الشرع اذا عرفنا ان الكبر هذا هو وان التواضع هذا هو لينظر الانسان في حاله وتعاملاته مع الناس ووالله انه لجميل بالعبد ان يتعلم العلم وان يفهمه وان يعرف قواعده ثم يبدأ يفتش في حاله اما اذا نظر الانسان في مسائل العلم وحققها وفهمها ثم قام وكأن الامر لا يعنيه او وكانه مبرأ لا شية فيه. هذي مشكلة يسمع نصوصا فيها تحذير من خصال ونهي عن خلال يمضي وكأن الامر لا يعنيه ويكون متصفا بهذا الذي نهي عنه او له منه شيء او فيه منه شيء فمثل هذا لا يستفيد والنفس تحتاج الى محاسبة ولهذا يدعو الشيخ هنا رحمه الله ان يطابق بين هذا وبين اخلاق الانسان نفسه. وينظر ما هي حاله قال وعليك ان تجتهد وتجاهد نفسك على التحقق والاتصاف بخلق التواضع آآ لله ولعباده لتكون من المفلحين والا تكون من الخاسرين. نعم قال رحمه الله تعالى اصل التواضع هو هو الالتزام الذي التزمه المؤمنون في قولهم سمعنا واطعنا اي سمعنا يا ربنا ما قلته في كتابك وقاله نبيك سمع قبول واذعان واطعنا امرك وامر رسولك المنادي للايمان هو الذي توسل به اولوا الالباب عند ربهم في حصول ما يحبون. او دفع ما يكرهون في قولهم ربنا اننا سمعنا مناديا نادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. اي ايمانا قلبيا بالتصديق واليقين والرغبة في العبودية. مستلزما اعمال الجوارح بالقيام بحقوق الله وحقوق الخلق. فهذا هو الايمان الذي توسلوا به الى مغفرة ذنوبهم. وحصول مطلوبهم وبهذا التواضع الكامل كملت اخلاقهم واحوالهم كلها. وبترك هذا التواضع والاتصاف بضده استحق متكبرون العقاب وحرموا من الصواب. قال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين اي ذليلين فكما استهانوا بعبادة الله اذلهم الله بالعذاب جزاء من جنس عملهم. يقول رحمه الله الله تعالى اصل التواضع هو الالتزام الذي التزمه المؤمنون في قولهم سمعنا واطعنا هذا تواضع عظيم وذل وانكسار دعاهم الله عز وجل الى الايمان ودعاهم ايضا الى العمل فقالوا سمعنا واطعنا سمعنا هذا يتعلق بباب الاخبار وباب الايمانيات واطعنا هذا في باب العمل والعبادات اي امتثلنا وانقذنا فجمعوا بين العلم والعمل قبول الحق والعمل به قالوا سمعنا واطعنا فهؤلاء متواضعون ضد هؤلاء من لم يسمعوا ولم يطيعوا هؤلاء متكبرون. اذا اصل التواضع السمع والطاعة السمع والطاعة لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام المبلغ عنه واصل الكبر عدم السمع والطاعة لله عز وجل ولرسوله صلوات الله وسلامه عليه ولهذا اعتبر هؤلاء سمعهم وطاعتهم وامتثالهم وسيلة يتوسلون بها الى الله قالوا ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. يتوسلون الى الله بهذا الايمان بهذا السمع وبهذه الطاعة. بخلاف المتكبر الذي ذكره الله بوصفه بضد هذين الامرين ضد السمع وضد الطاعة. قال فلا صدق ولا صلى فلا صدق ولا صلى فلا صدق اي لم يسمع ولا صلى اي لم يطع فلما يسمع ولم يطع لله ولا لرسوله صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو التكبر واورد قول الله تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين اي حقيرين ذليلين جزاء وفاقا. نعم. قال رحمه الله تعالى والتواضع اعظم نعمة انعم الله بها على العبد. قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. وقال تعالى وانك لعلى خلق عظيم وهو قيامه صلى الله عليه وسلم بعبودية الله المتنوعة. وبالاحسان الكامل للخلق. فكان خلقه صلى الله عليه وسلم التواضع الذي روحه الاخلاص لله. والحلو على عباد الله ضد اوصاف المتكبرين من كل وجه. قال رحمه الله التواضع اعظم نعمة انعم الله بها على العبد. تواضع اعظم نعمة انعم الله بها على العبد. قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وهذا فيه ان التواضع ولين الجانب وطيب المعاملة يثمر مكاسب عظيمة جدا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ثم تأمل قول الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام. كثير من الناس يقصر دلالة هذه الاية على معاملة الخلق والاداب اداب التعامل التي مع الخلق بينما معنى الاية اعم واشمل من ذلك ولو طالعنا كتب التفسير في كلام الائمة من الصحابة وغيرهم قالوا وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم فالخلق الدين كله الخلق الدين كله عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن بمعنى اقرأ القرآن وما فيه من اخلاق كاملة واداب عظيمة وعبوديات واوصاف كريمة فانه عليه الصلاة والسلام متصف بها على اتم حال واكمل وجه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وانك لعلى خلق عظيم اي دين كامل وبهذا فسر الشيخ رحمه الله وهو امام مفسر الاية قال وهو قيامه صلى الله عليه وسلم بعبودية الله المتنوعة هذا معنى اي وانك لعلى خلق عظيم. اي اي قيامه صلى الله عليه وسلم بعبودية الله المتنوعة. وبالاحسان الكامل للخلق فهذا هو الخلق العظيم هذا هو الخلق العظيم. ولهذا قال اهل العلم الادب يكون مع الله ومع عبادة فكان خلقه صلى الله عليه وسلم التواضع الذي هو روحه الاخلاص لله والحنو على عباد الله. فالمخلص لله واظع والذي يعطف على عباد الله ويحنو عليهم يرفق بهم متواضع وضد آآ ضده المتكبر المتكبر عن عبادة الله وايضا المتعالي على خلق الله نعم. قال رحمه الله تعالى فعلى كل عبد ان يلتزم التزاما عاما بلا استثناء. تصديق الله ورسوله في كل امر ونهي بامتثال الامر بحسب القدرة واجتناب النهي. قال صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. ومن كان كذلك فقد سلك طريق الاستقامة والصراط المستقيم. ولكن لابد من تفريط من تفريط في بعض الواجبات او تجرؤ على بعض المحرمات ولكن عليه المبادرة عند ذلك للتوبة والاستغفار كما قال تعالى فاستقيموا اليه واستغفروه. وعلى العبد ان يتواضع لعباد الله ويلين لهم ويحب لجميعهم الخير. نعم. قال فعلى كل عبد ان يلتزم التزاما عاما بلا استثناء تصديق الله ورسوله في كل امر ونهي بامتثال الامر اه بحسب القدرة واجتناب النهي. قال صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فانتهوا. ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وعلى العبد ان يتواضع لعباد الله. هذان جانبا التواضع جانب التواضع الذين ينبغي على العبد ان يلتزم بهما الجانب الاول في قوله فعلى كل عبد ان يلتزم التزاما عاما بلا استثناء تصديق الله ورسوله في كل امر ونهي هذا جانب التواضع الاول. جانب التواضع الثاني وعلى العبد ان يتواضع لعباد الله فالتواضع له جانبان الاول ان يلتزم التزاما عاما بلا استثناء تصديق الله ورسوله في كل امر ونهي والجانب الثاني ان يتواضع لعباد الله قال وعلى العبد وعلى العبد ان يتواضع لعباد الله ويلين لهم ويحب لجميعهم ويحب لجميع الخير وينصح لهم في كل حالة من احوالهم ويحترم الكبير ويحنو على الصغير ويوقر النظير ولا يحتقر في عقله وشرفه ولا الفقير. طوبى للمتواضعين وويل للمتكبرين المتجبرين. للمتواضعين تكبري علامات لا تخفى على المتأملين لحظة. يقول رحمه الله وعلى العبد ان يتواضع لعباد الله ان يتواضع لعباد الله ويلين لهم ويحب لجميعهم الخير وينصح لهم في كل حال هذا تواضع لعباد الله وايضا ان يحذر من ضد التواضع وما هو ضد التواضع الان المطلوب ان يكون العبد متواضع لعباد الله نحن نتحدث الان عن الجانب الثاني من جوانب التواضع والتواضع لعباد الله التواضع لعباد الله شرحه الشيخ بما سمعنا. قال اه ان ان يلين لهم يحب لهم جميعا الخير ينصح لهم في كل حال يحترم الكبير يحنو على الصغير يوقر النظير لا لا يحتقر الناقص في عقله وشرفه ولا الفقير هذا التواضع لعباد الله. ما ضده ظد التواظع والاستطالة فالتعامل مع عباد الله باحدى طريقتين اما بالتواضع او بالاستطالة بالاستطالة فضد التواضع مع عباد الله الاستطالة عليهم. كيف تكون الاستطالة؟ هذا جانب مهم نحتاج حقيقة الى الفقه به. جاء في صحيح مسلم جاء في صحيح مسلم من حديث عياض ابن حمار المجاشعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انه قد اوحي الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد انه قد اوحي الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد في ضوء هذا تفهم التواضع وتفهم ضده وهو الاستطالة الاستطالة على الخلق والمستطيل على الخلق استطالته عليهم التي هي ضد التواضع لها منحيان اما ان يستطيل عليهم بالفخر باوصاف هي فيه حقا فيفخر يفخر عليهم باوصاف يفيه لكن يتحدث بها فخرا وتفاخرا وتعاليا فهذه استطالة ويضد التواضع والمنحى الثاني ان يستطيل عليهم بامور ليست فيه ان يستطيل عليهم باوصاف ليست فيه فهذا ما هو بغي النبي عليه الصلاة والسلام قال انه قد اوحي الي انه قد اوحي الي ان تواظعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد. قوله لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد هذان ضدان لماذا للتواضع ردان للتواضع عرفنا ان ضد التواضع الاستطالة والمستطيل على الخلق تارة تكون استطالته عليهم بحق يعني بشيء حق متصف فيه شخص مثلا على سبيل الفخر يحدث زميله يقول انا افظل منك انا اكثر منك حفظا للقرآن وانا اكثر منك حضورا العلم وانا اكثر منك صلاة للنوافل وانا اكثر منك وهو فعلا اكثر منه فعلا اكثر منه متصف بهذه الصفات اكثر من زميله لكنه يتكلم بهذا الكلام مباهاة وفخرا وتفاخرا واستطالة على زميله هذا يسمى ماذا فخر قال حتى لا يفخر احد على احد الفخر هو الاستطالة بحق باشياء حق هي في الانسان المستطيل على زميله او على رفيقه او على صاحبه والبغي ما هو؟ ان يستطيل عليه بغير حق يقول انا افظل منك ثم يذكر صفاتا ليست فيه هو ويستطيل بهذه الصفات التي ليست فيه على زميله. هذا يسمى ماذا بغي اذا الاستطالة على الخلق لها جانبان فخر وبغي ان كان يستطيل عليهم باوصاف صحيحة هو متصف بها فهذا فخر مذموم لا يفخر احد على احد وان كان يستطيل عليهم باوصاف ليست فيه اصلا فهو ماذا فهو بغي مذموم وقد قال عليه الصلاة والسلام اه لا يبغي احد على احد يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد اورد هذا الحديث في اقتضاء الصراط المستقيم قال فنهى سبحانه عن نوعي الاستطالة على الخلق وهما الفخر والبغي فنهى عن نوع الاستطالة على الخلق وهما الفخر والبغي لان يقول لان المستطيل ان استطال بحق فقد افتخر وان استطال بغير حق فقد بغى وان استطال بغير حق فقد بغى والمعنى واضح فالحديث وهو في صحيح مسلم حديث عظيم في هذا الباب ينبغي ان نحفظه وان نعي معناه وان نحرص على العمل به حتى لا نكون مظادين للتواظع مناقظين له قال انه قد اوحي الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد اذا في ضوء اه ما تقدم من هذا الحديث عرفنا ان اه التواضع ضده الاستطالة والاستطالة على عباد الله لها جانبان ما هما من يجيب؟ فضل اه لا اللي خلفك ايه لا ارفع صوتك خلي المسجد كله يسمع ارفع صوتك. الفخر والثاني ايش والبغي ممتاز سمعنا الشيخ جانبات جانبان من ايوه ما هما؟ والفخر والبغض على غير جميلة الله يحفظك ويحسن اليكم وللجميع نعم تفضل قال رحمه الله تعالى طوبى للمتواضعين وويل للمتككبر اسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم. وويل للمتكبرين الكلام الجميل هذا. طوبى المتواضعين للمتواضعين نعم. طوبى للمتواضعين وويل للمتكبرين المتجبرين. للمتواضعين نسأل الله ان يعيذنا من التكبر والتجبر. امين يا رب. نعم. للمتواضع والمتكبر علامات لا تخفى على المتأملين المتواضع ينقاد للحق مع من كان ولا يبالي بترك قول كائن ولا ولا يبالي بترك قول كان يقوله وينصره واذا اتضح له الصواب والمتكبر يتعصب لاقواله وافعاله ويعجب بقوله ومقاله يبين له الحق فيشمخ بانفه متكبرا عنه عجبا بنفسه وتيها. وبهذا الخلق نزل الى اسفل الدركات رحمه الله يعقد مقارنات يوضح فيها علامات التكبر وعلامات التواضع. قال للمتواضع كبر علامات لا تخفى على المتأملين. ومعرفة علامات التواضع وعلامات التكبر مفيدة جدا حتى يجتهد العبد ان يبعد عن نفسه هذه الاوصاف اذا كانت اوصافا وعلامات للتكبر وان يتحلى باوصاف التواضع وعلامات التواضع. قال المتواضع ينقاد للحق مع من كان اي ان الحق رائده فاذا وجد الحق اخذ به اخذ به ينقاد للحق مع من كان ولا يبالي بترك قول آآ قول كان يقوله وينصره اذا اذا اتضح له الصواب اذا اتضح له الصواب لان الحق رائده الحق رائدهم اما المتكبر يتعصب لاقواله وافعاله ويعجب بقوله ومقاله يبين له الحق فيشمخ بانفه متكبرا عنه فيشمخ بانفه متكبرا عنه تجده عندما يسمع الاية او الحديث التي تعارظ قوله يأنف ويشمخ بانفه ويصد ويعرض اذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة ذكر مناظرة دارت بينه مع بعض اصحابه وبعض المشتغلين بالكلام بعض المشتغلين بعلم الكلام. فقال احد المتكلمين اريد وهم يبحثون في مسألة اثبات الكلام صفة لله قال اريد ان تأتوا لي باية او حديث نصا ان الله تكلم ويتكلم اعطوني اية او حديث بهذا اللفظ ان الله تكلم ويتكلم يقول فقال احد اصحابنا فورا قال صلى الله عليه وسلم اذا تكلم الله بالوحي وقالت عائشة رضي الله عنها ولشأني في نفسي احقر من ان يتكلم الله في وحي يتلى مباشرة طلب لفظتين فجاءه مباشرة باللفظتين اللتين هو ظن ان انه لا يوجد لعدم علمه بالاحاديث ظن انه لا يوجد فمباشرة اتى له بالحديث بحديثه فيما طلب. قال قال صلى الله عليه وسلم ان الله آآ اذا تكلم بالوحي وقالت عائشة ولا شأني في نفسي احقر من ان يتكلم الله في بوحي يتلى قال ابن القيم فزوى بوجهه فزوى بوجهه كأنما ذاق اخبث طعم او شم انت نريه هذا تكبر الان قبل قليل يقول اعطوني حديث في لفظة كذا ولفظ لفظة كذا ومعنى ذلك وانا اسلم لكم ويأتون له بالحديث فيزوي بانفه معرضا مستكبرا عن الحق والاهواء مصيبة. يا اخوان الاهواء مصيبة جدا اذا انسان نشأ على هوى وتربى عليه وتراضى عليه تتلى عليه الايات والاحاديث ما يقبل عليها ولا يقبلها يعميه هواه ويصمه الهوى يعمي ويصم ولهذا يتكبر يتكبر ولا ولا ولا يقبل على الايات ولا على الاحاديث مع انها واظحة وصريحة في ابطال ما يقول او في رد ما يعتقد نعم. قال رحمه الله تعالى المتواضع يسلم على الصغير والكبير والشريف والوظيع ويقبل بوجهه وقوله على من تصدى له حتى يقضي حاجته ويعاشر كل كل احد اكمل معاشرة والمتكبر لا يسلم ولا يقبل بوجهه على الفقير والحقير. وينهى بجانبه عن مجالستهما. ولا اهتموا بشأنهما وانما يتصدى ويعظم الرؤساء والكبراء. خاضعا لهم بقلبه معظما لهم بلسانه هذا اكبر برهان معبر عن رذيلته. هنا ايضا علامتان للفرق بين المتواضع والمتكبر المتواضع يسلم على الصغير والكبير والشريف والوظيع اه جاء في اه اه الحديث اه اه ان تسلم على من عرفت ومن لا تعرف ان السلام يلقى على كل مسلم من عرفت ومن لا تعد على الصغير والكبير والشريف والوظيع كل احد لا يخص به احد دون احد فالمتواضع يسلم على الصغير والكبير والشريف والوظيع ويقبل بوجهه وقوله على من تصدى له. يعني اذا اقبل عليه احد في حاجة او في مسألة او في امر ما لا يعرظ عنه وانما يقبل عليه يقبل عليه حتى يقضي حاجته ويعاشر كل احد اكمل معاشرة هذا تواضع ضده التكبر قال والمتكبر لا يسلم ولا يقبل بوجهه على الفقير والحقير وينأى بجانبه عن مجالستهم ولا يهتم او شأنهما وانما يتصدى ويعظم الرؤساء والكبراء. ولهذا ابن ابي حاتم البستي آآ له كتاب في الاداب له كتاب في الاداب عظيمة جدا اه من يذكر منكم روضة العقلاء ونزهة الفظلا كتاب قيم جدا. ويروي الاخبار بالاسانيد. عقد فيه فصلا في التواضع وظمنه نقول جميلة قال مما قال احسنوا واجاد قال ان التواضع للخلق قسما تواضع محمود وتواضع مذموم التواضع المذموم ان يتواضع للرؤسا وللكبرا وللاثرياء طمعا في دنياهم يتواضع للكبرا وللرؤسا وللاثرياء ونحو ذلك طمعا في دنياهم. فاذا رأى رئيسا او كبيرا او معظما تواضع له. واذا ورأى فقيرا تكبر عليه لانه ليس عنده في الفقير مطمع فاذا تواضعه لمصالح وحاجات يبتغيها تواضعه لمصالح وحاجات هذا تواضع مذموم تواضع مذموم والتواضع المحمود هو التواضع للخلق تقربا الى الله وطلبا لثواب الله سبحانه وتعالى. ولهذا يقول الشيخ هنا والمتكبر لا يسلم ولا يقبل بوجهه على الفقير والحقير وينأى بجانبه عن مجالستهم ولا يهتم بشأنهم وانما يتصدى ويعظم الرؤساء والكبراء. يعني الرؤساء والكبراء لهم لكن ما نوع هذا التواضع لهم طمعا في دنياهم لو ان احد اولئك الاثرياء الذين يتواظع لهم قدر انه صار فقيرا يذهب التواضع لان الذي كان يتواضع له لاجله انتهى او كان صاحب رئاسة مثلا وانتهت رئاسته ما يتواضع لها لان المصلحة التي كان يتواضع له لاجله انتهت فماذا تواضع له؟ ربما يلقاه في الشارع ما يسلم عليه. بعد ان انتهت رئاسته اما وقت رئاسته يعامل احسن معاملة ويحترم احسن احترام فاذا مثل ما قال ابن ابي حاتم التواضع مع الخلق نوعان محمود ومذموم. التواضع النفعي هذا مذموم التواضع النفعي مذموم الذي يخص به صنف من الناس. اما التواضع المحمود هو التواضع مع كل احد من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه فليس منا. التواضع يكون مع كل احد وكل احد بما يتناسب معه ويليق بمقامه. نعم. قال رحمه الله تعالى ما اقل حظ المتكبرين وما اعظم المبين خسروا بتكبرهم الايمان والاخلاق الجميلة وخسروا ما اعده الله للمتواضعين من الثواب على الوبال والعقاب خسروا محبة الخلق على اختلاف طبقاتهم. فالناس جبلوا على محبة المتواضعين ومقت المتكبرين ومن اظهر من الناس تعظيمهم ومحبتهم فذلك زور ونفاق يذهب سريعا. والله سبحانه وتعالى يقول ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ان يجعل لهم مودة في قلوب الخلق والتواضع يحبه الله يحبه الله سبحانه وتعالى ويحب المتواضعين ولهذا يزيدهم رفعة وعلوا وحبا ومكانة في دنياهم واخراهم ما زاد الله عبدا بتواضع الا رفعة نعم. قال رحمه الله تعالى ويح للمتكبرين ما اعظم حمقهم وما اضلهم اذ قال ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ومن تواضع لله رفعه. ومن تواضع لله رفعه. نعم قال رحمه الله تعالى ويح للمتكبرين ما اعظم حمقهم وما اضلهم واجهلهم باي وصف يتكبرون وباي عمل وباي عمل يتجبرون؟ من علم انه مخلوق فقير؟ ناقص من كل وجه فباي شيء يتكبر ومن فهم ان اوله نطفة نذرة واخره جيفة قذرة وهو بين ذلك يحمل العذرة فباي شيء يعجب يعجب ويفتخر نعم شيخنا يقول ويح للمتكبرين على ماذا يتكبر ويبين رحمه الله ان المتكبر في الحقيقة ما عرف نفسه ما عرف نفسه لو عرف نفسه لم يتكبر اولا مثل ما قال الشيخ رحمه الله تعالى من علم انه مخلوق فقير ناقص من كل وجه فباي شيء يتكبر فبأي شيء يتكبر ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طوله انك لن تخرق الارض يعني لو مشى الانسان تعالي ورؤية للنفس واعجاب بها وطؤه على الارض لن يخلقه لن يخرقه وترفعه وتعاليه على الخلق لن يبلغ الجبال طولا فاذا المتكبر ما عرف نفسه ما عرف نفسه وايضا ما عرف نفسه مثل ما قال الشيخ وهذا ذكره ابن ابن حبان في الكتاب الذي اشرت اليه اه كيف يتكبر من اوله نطفة مذرة من اوله نطفة مذرة واخره جيفة قذرة وهو بين ذلك يحمل العذرة اي في بطنه كيف يتكبر اذا كان اوله نطفة من نطفة من مني يمه اول نطفة هذا اول انسان واخر الانسان عندما يدفن ويوضع تحت التراب وتأكله الديدان هذا اخره ثم بين ذلك في حياته يحمل العذرة اي في بطنه فعلى ما على ماذا يتكبر؟ لو يتذكر الانسان اوله واخره وحاله لا يجد موجبا للتكبر لا يجد موجبا للتكبر من فهم ان اوله نطفة مذرة واخره جيفة قذرة. وهو بين ذلك يحمل العذرة فبأي شيء يعجب؟ ويفتخر نعم. قال رحمه الله تعالى تالله ان الفخر كل الفخر بالتواضع لله ولعباد الله ما وصل للمنازل العلية الا بالتواضع ولا ادركت الاخلاق الجميلة الا بالانقياد للحق وتعظيم حقوق الخلق المتواضع حبيب الى الله حبيب الى عباد الله قريب من الخيرات بعيد من الشرور والمنكرات. والمتكبر الى الله بغيض الى عباد الله بعيد من الاحسان والخيرات قريب من الشرور والمنكرات. سبحان الله كم من الارباح عظيمة التي يجنيها المتواضع في دنياه واخراه. وكم الخسارات الفادحة التي يجنيها في دنياه واخراه. نعم. قال رحمه الله تعالى كم حصل للمتواضع من مودة وصدقات وكم تم له من ثناء وادعية من الناس مستجابات؟ كم جبر بتواضعه من كم جبر تواضعه من فقير وكم حصل له بالتواضع من خير كثير؟ ما تواضع احد لله الا رفعه. ولا تكبر احد الا التواضع خلق الانبياء والمرسلين. ونعت المتقين والمهتدين والتكبر خلق الجبابرة الظالمين وهذا ايضا فيه اعظم زاجر واعظم مراقب اعظم مراقب في التواضع واعظم زاجر للتكبر التواضع خلق الانبياء وخلق المرسلين وخلق اولياء الله المقربين والتكبر خلق من خلق ابليس وخلق فرعون وخلق ائمة الظلم والبغي والجور هذا خلق الجبابرة والظلمة والطغاة والتواضع خلق الانبياء ومن الذي يحب لنفسه ويرضى ان يكون خلقه خلقا ابليس او خلق فرعون ولا شك ان المتكبر المتعالي اتصف بهذه الصفات التي هي صفات هؤلاء. والمتواضع اتصف بصفات بصفة هي من صفات الانبياء و عباد الله المقربين قال رحمه الله تعالى التواضع يزيد الشريف شرفا ويرفع الوضيع حتى يصل الى مقامات الاولياء والاصفياء ما احلى خلق التواضع وخصوصا من الاغنياء والاشراف والرؤساء. وما اقبح الكبر من كل احد وبالاخص من الضعفاء والفقراء. ما احلى خلق التواضع؟ ما احلى خلق التواضع؟ قال وخصوصا من الاغنياء والاشراف والرؤساء لماذا لان الغنى والشرف والرئاسة تملي على صاحبها ان يتكبر لانه يجد في نفسه شيء تميز به على الاخرين فهي تضغطه ليتكبر لانه يرى انه عنده رئاسة اعلى هو بها من الناس او عنده مال هو ارفع به من الناس وهكذا فتضغط عليه هذه الاشياء ليتكبر. فاذا سلم وتجاوز هذه الضغوطات التي تمليها رئاسته او تمليها تجارته او نحو ذلك وتواضع وتواضع التواضع من مثله عظيم جدا والناس تلمس ذلك تلمس ذلك تشعر بذلك عندما يكون شخص اه له مكانة من رئاسة او له مكانة من مال او نحو ذلك ويتواظع الفقير لا لتواضعه وقع كبير جدا ولا يكون في وقعه مثل تواضع وفقير مع فقير مثله هذا له اثر واظح معروف الناس تحس به ولهذا قال الشيخ ما احلى خلق التواضع وخصوصا من الاغنياء والاشراف والرؤسا وما اقبح الكبر من كل احد وبالاخص من الضعفاء والفقهاء لماذا اذا اذا الفقير والضعيف تكبر لماذا التكبر فيه اشد ذما من الغني لانه سالم من الظغوطات التي تملي عليه ان يتكبر لا عنده رئاسة ولا عنده مال ولا هناك اشياء يظغط عليه نفسيا ليتكبر فاذا تكبر تكبره دال على فساد فيه مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الثلاثة الذين اه لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم. قال وذكر منهم الاشيمط الزاني والعائل المستكبر الاشيمط الزاني يعني الرجل الكبير الذي ذهبت عنه الشهوة فاذا وقع في الزنا لم يوجد فيه بواعث تضغطه للزنا اذا زناه مبعثه فساد واستشراء فساد فيه والعائل المستكبر يعني الفقير الذي يتكبر ليس هناك اشياء تحرك في نفسه الكبر من مال وثراء ونحو ذلك. فاذا تكبره ناشئ عن فساد قام فيه فاستحق هذا الوعيد فاستحق هذا الوعيد نعم قال رحمه الله تعالى لقد سعد المتواضعون في الدنيا والاخرة. ولقد رجع رجع المتكبرون بالذل والسف قت الخاسرة. قال تعالى ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل مختال فخور في مشيك واغمض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير. وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون دون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره وفرط فامر في هذه الايات بالتواضع وذكر صفات المتواضعين وهم الذين يريدون وجه الله المخلصون لله المتضرعون لربهم في الغداة والعشي الذين يمشون على الارض هونا ويخالقون الناس بخلق حسن ولا يأنفون من احد ولا يتعاظمون على احد. ونهى عن التكبر وذكر من صفات المتكبرين. انهم الذين غفلت قلوبهم عنها ونهى عن التكبر وذكر من صفات المتكبرين انهم الذين غفلت قلوبهم عن الله واتبعوا اهواءهم وانفرطت عليهم امورهم وخسروا دينهم ودنياهم وانهم من تكبرهم يمشون في الارض مرحا وبطرا ويصعرون خدودهم على عباد الله ويختالون في قلوبهم وافعالهم ويفتخرون باقوالهم هذا كله مستفاد من الايات المتقدمة في وصف المتواضعين وايضا وصف المتكبرين وهي خلاصة نفيسة جدا في وصف المتواضع وايضا وصف المتكبر. نعم. قال رحمه الله تعالى فما ابعد الفرق بين الفريقين وما اشد التفاوت بين الطائفتين في مقاصدهم واقوالهم وافعالهم وصفاتهم. من تواضع لله ولعباده الله المتواضع والمتكبر بينهم تفاوت مثل ما وضح الشيخ في المقاصد وفي الاقوال وفي الافعال في الصفات. ولو قدر ان احدا كتب عن هذا الباب فهذه التقسيم الرباعي مفيد جدا في الفروقات بين المتواضع والمتكبر في المقاصد والاقوال والافعال والصفات في المقاصد والاقوال والافعال والصفات وبعض المؤلفات التي صدرت بعض اهل العلم احيانا تكون بداياته آآ اشياء من هذا القبيل يقيدها طالب العلم لنفسه حتى يتعرف. يقيدها لنفسه فمثلا يجد مثل هذا المدخل باب. باب تعليم النفس وتفقيهها والتوسع في هذا الجانب دعوات ايضا القلوب فيجمع في هذا الباب. ثم بعد وقت يجد انه اجتمع شيء يحسن ان ينتفع به الناس وهكذا يتوالد الخير. يعني ليس من شرطه ان يبدأ يكتب للناس. وانما يكتب لنفسه يفيد نفسه ثم يبارك الله سبحانه وتعالى له في ذلك. ويصبح كتابا حسنت فيه النية نفع الله سبحانه وتعالى به نفعا عظيما. فهذا حقيقة مدخل في تحرير هذه المسألة التي الفرق بين المتواضعين والمتكبرين في الجوانب الاربعة المقاصد والاقوال والافعال والصفات. نعم. قال رحمه الله تعالى من تواضع لله ولعباده الله كانت جميع اجتماعاته بالناس على اختلاف درجاتهم مغنما يكسب بها الخيرات والمثوبة من الله. فانه الناس ويخاطبهم ويجتمع بهم ويعاشرهم بهذه النية الصالحة الفاضلة. وبالكلام اللين الطيب للغني والفقر فقير والشريف والوضيع لا يرى لنفسه عليهم فضلا ويوطن نفسه على ما استطاع من نفع من اجتمع به. فهذه النية وهذا العمل وهذه المعاشرة من هذا المتواضع جميعها قربة يتقرب بها الى الله ثم يترتب على ذلك الناس وكثرة ثنائهم وادعيتهم وكثرة ثنائهم وادعيتهم له. وهذا افضل ما اكتسبه المكتسبون ونافس فيه المنافسون وكل من سمع وكل من سمع باخلاقه سمع وكل من سمع باخلاقه ولم ولو لم يجالسه احبه ودعا له فمن اعظم الغبن والخسران الاستهوان الاستهوان بهذه الامور الجليلة والخصال الجميلة التي لا تدرك وتنال الا بخلق التواضع والاخلاص. هذه خاتمة ختم بها هذا الفصل المبارك في الحث على اه التواضع والتحذير من ضده. ختمه ببيان ان من وعن الله ولعباد الله كانت جميع اجتماعاته بالناس على اختلاف درجاتهم مغنما وهي في الحقيقة مغنما له لانه في كل جلساته مع الناس مباركا اينما كان اه حسن نيته وجمال كلامه وحسن تعامله فجلساته مغنما بالنسبة له يكسب اجورا على النية الصالحة والقول الحسن والعمل او الفعل الطيب والاوصاف الطيبة وايضا جلسات الناس مع مغنم لهم. لانهم لا يزالون يستفيدون منه وينتفعون بمجالسته هذا كما قال الشيخ افضل ما اكتسبه واكتسبه المكتسبون ونافس فيه المتنافسون. حتى من لم يجلسوا معه يقول شيخ ولم يروا يروه فيما يسمعونه عنه ويتناقله الناس عنه يحبونه ويحبون لقاءه ويذكرونه بالخير بالسماع بالسماع يعني ما ما يسمعونه عنه وهم لم يروه فهذه كلها مكاسب ينالها المتواضع بخلاف المتكبر الناس تنفر منه ومن لم يره يود ان لا يراه ويود ان لا يلقاه ويعد عدم لقائه والاجتماع به امنية يتمناها ومطلب يطلبه. فرق بين المتواضع والمتكبر على كل وقفنا هذه الساعة على كلام عظيم وبيان بين ونصائح ثمينة من هذا الامام المتواضعة رحمة الله عليه هكذا نحسب والله حسيب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وهو رجل ناصح ومعلم الخير وله بصيرة بكتاب الله واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل مربي فعلا مثل هذا الكلام يجدر بطالب العلم ان يجاهد نفسه على اه العمل به وتطبيقه. في جمع بين العلم والعمل مستعينا بالله طالبا مده وعونه وتوفيقه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولن يكون متواضعا الا من وفقه الله للتواضع. اللهم يا ربنا وفقنا. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا امكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا. واغسل حوبتنا وثبت حجتنا. وثبت حجتنا سخيمة صدورنا. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم انا نسألك الثبات الامر والعزيمة على الرشد اللهم انا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. اللهم انا نسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. اللهم انا نسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم يا ربنا ويا رب كل شيء ومليكه فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب يا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين