الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة. الفصل العشرون في ذكر بعض الاسباب التي اعان الله بها المؤمنين على اداء الفرائض وعلى اجتناب المحرمات على وجه الاجمال والاختصار. هذا الدين كله رحمة وفضل من الله وكله تسهيل وتيسير وكله يشتمل على اشرف الوسائل واعلى المقاصد. فاول رحمته وتسهيله انه وجعل عقائده واخلاقه غذاء القلوب والارواح. وبه وبها صلاحها واستقامتها. واعماله اكمل الاعمال واعدلها واسهلها. قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقال وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى. فاخبر انه لم ينزل القرآن ليشقى العباد ويتكلف ويشق عليهم ويحرج وانما انزله للتذكير بكل خير وصلاح كما قال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. وقال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فامر بالفرح بفضله وبرحمته وهي العلوم والمعارف الدينية والشرائع والاعمال التي امر العباد امر العباد بسلوكها والفرح لا يكون الا بمحبوب للنفوس بل هو اعظم من فرح اهل الدنيا واللذات والرياسات بوسائل ما يتمتع به الخلق مما يجمعون. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الفصل عقده رحمه الله ليبين من خلاله الاسباب التي تعين العبد على القيام بما افترظه الله تبارك وتعالى عليه وكذلك الاسباب التي تعين العبد على تجنب ما حرمه الله تبارك وتعالى على عباده فالله فرض على عباده الفرائض وحرم عليهم محرمات ومطلوب من العبد ان يفعل الفرائض وان يجتنب المحرمات ولفعل الفرائض هو بحاجة ماسة الى اسباب معينة لفعل ما فرضه الله عليه لان النفس يصيبها فتور ويصيبها ضعف وتوان وكسل ونحو ذلك فيحتاج الى امور واسباب تعينه على العمل وتشد من ازره على الدأب على الطاعة والمواظبة على ما فرضه الله سبحانه وتعالى عليه وايضا في باب النواهي العبد يمر بامور تجره الى فعل الحرام وتحرك فيه الرغبة في فعل الحرام فيحتاج ايضا في هذا الباب الى اسباب معينة معينة له على البعد عن الحرام فحقيقة هذا الباب او هذا الفصل الذي عقده رحمه الله تعالى فصل تمس الحاجة اليه تمس الحاجة اليه فعلا لان هذه الفرائض وايضا في المحرمات مطلوب من العبد ان يعتني عناية دقيقة بها فعلا للفرائض وتركا للمحرمات ويرى نفسه يصاب في فترات من حياته واوقات من عمره اما بتقصير بواجب او بفعل لمحرم اذا ما هي الامور او ما هي الاسباب التي تجعل الانسان يقبل على الفرائض بنشاط وهمة وعزيمة ورغبة بدون فتور. وكذلك ما هي الاسباب التي تجعل العبد ينصرف تماما عن المحرمات ولا يقبل آآ قلبه عليها فعقد رحمه الله تعالى هذا الفصل لتجلية جوانب هذا الموضوع وهو موضوع واسع وكبير لكنه رحمه الله اختصر في هذا الفصل مهمات هذا الموضوع اختصارا نافعا وبين رحمه الله تعالى بادئ ذي بدء يسر هذا الدين وان الله عز وجل ما جعل على العباد في الدين من حرج وقد قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر فدين الله دين يسر لا حرج فيه على العباد ولا عنت ولا مشقة فيه فرائض لا تشق على العباد وهي من اسهل ما يكون وايسر ما يكون وفي الوقت نفسه يترتب على فعلها من الثمار والاثار والخيرات والبركات في الدنيا والاخرة ما لا حد له ونهى الله سبحانه وتعالى عن محرمات لما فيها من المضرة البالغة على فاعلها في دنياه واخراه فهو عز وجل لم يأمر عباده الا بما فيه خير لهم ورفعة في دنياهم واخراهم ولم ينههم الا عما فيه شر ومضرة. في دنياهم واخراهم هذا الدين المبارك يشتمل على اشرف الوسائل وعلى اعلى المقاصد فاول رحمته وتسهيله انه جعل عقائده واخلاقه غذاء للقلوب والارواح هذه كلها امور يحتاج المسلم ان يعلمها عن دينه علم يقين حتى يتعامل مع فرائض الدين وواجباته معاملة ينشرح بها الصدر ويطمئن بها الخاطر وتقبل بها النفس تمام الاقبال فالله جل وعلا جعل عقائده واخلاقه غذاء القلوب والارواح وبها صلاحها واستقامتها فالقلوب والارواح لا يمكن ان تصلح الا بعقيدة صحيحة فاذا كانت القلوب خواء من العقيدة الصحيحة اضطربت اضطرابا لا يعلم مداه الا الله بل قال اهل العلم ان هذا القلب الذي اكرم الله عز وجل الله عز وجل كل انسان به تلك المضغة الصغيرة انما خلقت لتوحيد الله والايمان به انما خلقت لتوحيد الله والايمان به فان خرجت عما خلقت لاجله اضطرب اضطرب هذا القلب وشبه بعض اهل العلم حاله في هذا المقام وحاجته الى هذا الامر بحاجة السمكة الى الماء نعم بحاجة السمكة الى الماء من المعلوم ان السمكة اذا اخرجت عن الماء الذي هو حياتها اذا اخرجت عن الماء الذي هو حياته اضطربت ثم ماتت والقلب اذا اخرج عن حياته الحقيقية وهي الايمان والتوحيد اضطرب ثم مات والقلب يموت ولا يحيى الا بالايمان والتوحيد فالايمان والتوحيد والعقيدة الصحيحة هي حياة القلب هي غذاء القلب وقد قال الله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه اومن كان ميتا فاحييناه وقال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم اي انه لا يمكن ان يحيا الا بهذا الغذاء لا يمكن ان يحيا الا بهذا الغذاء فالعقيدة الصحيحة والايمان المستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هو حياة القلوب وهو غذاؤها وهو غذاؤها لا تتغذى غداء غذاء تحيا به حياة قويمة الا بهذا الايمان والتوحيد هذا من جهة العقائد ومن جهة الاعمال التي امرنا الله بها من صلاة وصيام وحج وغير ذلكم من الطاعات يقول عنها رحمه الله واعماله اكمل الاعمال واهداها واعدلها واسهلها هذه اعمال الاسلام اعمال كاملة اعمال فاضلة اعمال فيها الهدى والفلاح اعمال فيها سعادة العبد وفي الوقت نفسه فيها يسر على العباد وليس فيها عنت او مشقة ما جعل الله فالدين منحرج قال الله تعالى يريد يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال الله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج الدين لا حرج فيه ولا عسر الدين اعماله يسيرة وسهلة واذا وفق العبد لها واقبل القلب عليها وانشرح الصدر لها وجدها بمثابة القوت له واللذة وقرة العين وراحة النفس وليس فيها اي عنت او تسبب في المشقة على العباد والشقاء وجر الشقاء لهم وقد زعم المشركون ان القرآن زعم المشركون ان القرآن بما جاء به بما جاء فيه من عقائد واعمال انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليشقى به هو واصحابه ليكون سببا لشقائهم هكذا زعم المشركون وانزل الله تبارك وتعالى قوله طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ما انزلنا عليك القرآن لتشقى القرآن كتاب السعادة القرآن كتاب السعادة الشقاء في غير القرآن الشقاء في كتب الباطل المهلكة اما القرآن كتاب السعادة. بل لا سعادة الا بالقرآن فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا هذا في الدنيا ويوم القيامة قال ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا اورد رحمه الله قول الله عز وجل طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى قال فاخبر انه لم ينزل القرآن ليشقى العباد ويتكلف ويشق عليهم ويحرج وانما انزله للتذكير بكل خير وصلاح بالتذكير بكل خير وصلاح والنفي الشقاء في قوله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فيه دليل على ثبوت ظده اي انزلناه لتسعد فمن اراد السعادة فليطلبها في القرآن من اراد السعادة لنفسه فليطلبها في القرآن تلاوة لاياته وتدبرا لمعانيه وعملا به فهذا هو السعادة الحقيقية قال رحمه الله كما قال الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وقال سبحانه وتعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ما المراد بالفضل والرحمة قال رحمه الله فامر بالفرح بفظله ورحمته ما هو ما هو الفضل؟ وما الرحمة قال وهي العلوم والمعارف الدينية والشرائع والاعمال التي امر العباد بسلوكها انظر هذه الفائدة الثمينة هذه العقائد وهذه العبادات وهذه الاعمال التي امرك الله بها حقيقتها فضل من الله عليك ورحمة من الله بك فضل ورحمة فاحمد الله على هذا الفضل وهذه الرحمة التي حباك بها واكرمك وجعلك من اهلها فهذا فظل الله وهذه رحمة الله وهذا الذي يحق لصاحبه والموفق له ان يفرح تمام الفرح قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون والفرح لا يكون الا بمحبوب للنفوس الفرح لا يكون الا بمحبوب للنفوس ان النفس لا تفرح بشيء تبغضه او امر تكرهه فاذا اقبل القلب على اعمال الاسلام وشرائع الدين احبها واذا احبها فرح بها فرحا لا يعادله فرح وسر بها سرورا لا يعادله سرور مثل ما قال المصنف بل هو اعظم من فرح اهل الدنيا واللذات والرئاسات وسائر ما يتمتع به الخلق يفرح صاحب الطاعة اذا وفق لها ويلتذ بها لذة لا يجدها اصحاب الاموال ولا اصحاب الرئاسات ولا اصحاب الملذات ولا غيرها قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا قال ولما ذكر شرائع تفضل قال رحمه الله تعالى ولما ذكر شرائع الطهارة من الاحداث والاخباث والتيمم والماء بين حكمته وانها خير ورحمة عاجلة واجلة لا مشقة فيها فقال تبارك وتعالى ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. فعلى العباد شكر الله على ما شرعه لهم من الشرائع الظاهرة والباطنة. التي بها لهم مقصودان عظيمان التطهر من الذنوب والسيئات وتمام نعمته بالثواب والاجر والخير والدرجات وكم ذكر الله من الايات التي شرح فيها ما في شريعته واوامره من الخير والبركة والثواب العاجل والاجل. وما فيها من دفع البلايا والشرور والمكاره الحاضرة والمستقبلة وكل هذا اعظم عون منه لعباده على التزام شريعته والانقياد الكامل لها بطمأنينة وفرح وسرور. يقول رحمه والله فيما يتعلق هذا مثال الان ويأتي ايظا امثلة الطهارة التي امر الله سبحانه وتعالى بها سواء من الحدث الاصغر او من الحدث الاكبر هذه الطهارة ما مقصدها ما هدفها وما غايتها اولا هذه الطهارة ليس فيها حرج على العباد ولا مشقة ولا عناء. بل هي اعمال سهلة وميسرة وفي الوقت نفسه يترتب عليها من الخير والبركة شيء عظيم قال ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم هذه فائدة وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون فبهذه الطهارة اولا لا مشقة على العباد ولا عنت ولا حرج هذا من جهة ومن جهة ثانية يترتب عليها يترتب عليها هاتان الفائدتان العظيمتان التطهر من الذنوب والسيئات ليطهركم والامر الثاني تمام النعمة تمام النعمة بالاجر فالطهارة يحصل بها نقاء من الذنوب ويحصل بها اجور وثواب اذا هذي كرامة من الله ونعمة عظيمة يمن بها سبحانه وتعالى على عبده المؤمن الذي هداه الله لهذه الطهارة اضافة الى ما فيها. اظافة الى ما فيها من نقاء البدن ونظافته بهذه الطهارة العظيمة التي عندما تتبع اداب الاسلام بين يدي هذه الطهارة عند قضاء الحاجة واداب قضاء الحاجة التي شرع الله شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده دعاهم الى التأدب بها تجد انها اداب فعلا من يتأملها يجد انها جمال وكمال ودليل على عظمة هذا الدين ومفخرة للمسلم ونعمة من نعم الله سبحانه وتعالى عليه ولهذا من لا يحسنون هذه الطهارة ولا يعرفون عنها شيء امتلأت اجسامهم بالعفن واصبحوا يحتاجون الى عطورات نفاذة قوية تغطي رائحة العفن الى التي تصيب ابدانه ومع ذلك مع رائحة العطر القوية النفاذة رائحة العفن تنبعث من قذارتهم وعدم نزاهتهم فهذه الطهارة اظافة الى ما فيها من من النقاء الحسي من الاقدار والاخباث اه طهارة البدن فيها ايضا هذا الامر العظيم وهو توبة الله على عبده وثواب الله عليه بتمام النعمة وكم كانت هذه الخصلة العظيمة من خصال الدين سببا في اسلام بعض الناس سببا في اسلام بعظ الناس. يذكر ان شابين ان زوجين حدثا عهد بالزواج كان في دولة كافرة حدث عهد بزواج وكان في دولة كافرة فاستأجر استأجر عند امرأة غير مسلمة كافرة شقة في بيتها في الدور الثاني وهي تسكن في الدور الاسفل تفاجأت المرأة انه كل ليلة تقريبا في اخر الليل ان ما يصب مع التصريف تسمع صوت الماء كل ليلة اخر الليل يصب مع التصريف وتعجبت من هذا الماء الذي يصب بهذا الوقت فلما استمر الامر استدعت الساكن وقالت ما القضية؟ كل يوم ملاحظ الساعة الفلانية الماء يصب قال نحن مسلمين وديننا كذا وديننا كذا علمها انه آآ يوجب الغسل اه من الجنابة وبين لها ما هو الغسل وما يدعو اليه وشرح لها شرح عن ادب الاسلام في هذا الباب مجرد ان انتهى اسلمت مجرد ان انتهى من شرح هذه المعاني في الاسلام السنت ولهذا قال اهل العلم لو ان محاسن الدين وادابه سرحت للكفار وبينت لهم بيانا وافيا دقيقا لدخلوا في دين الله افواجا دين عظيم ادابه كاملة ما رأوها ولا علموا بها ولا عندهم منها خبر ولا عندهم منها خبر فلو بينت لهم ونقلت لهم نقلا اه دقيقا وجرحت ووضحت فهي تدعو الى هذا الدين اداب عظيمة تدعو الى هذا الدين وتعلن عن كماله وجماله وبهائه وحسنه واشتماله على كل خير وصلاح. نعم. قال رحمه الله تعالى وكلما كانت معرفة العبد اكمل وايمانه اتم ظهر له من بركة هذه الشريعة وخيرها ما يوجب له ان يعلم انها اكمل منا. وافضل نعمة انعم الله بها على العباد وانها اعظم ما يتنافس فيه المتنافسون ويغتبط به المغتبطون. نعم هذا معنى عظيم وهو كما ذكر رحمه الله تعالى من وفقه الله سبحانه وتعالى كمال الايمان وحسن الاستقامة على دين الله ظهر له من بركة الشريعة. لان بعض بعض المسلمين او عدد من المسلمين عندما يتعامل مع الاوامر عندما يتعامل مع الاوامر يتعامل معها كحمل ثقيل يتعامل معها كحمل ثقيل اه الزم به وكلف به بينما من اكرمه الله سبحانه وتعالى مثل ما قال رحمه الله بتمام الايمان ظهر له من بركة هذه الشريعة وخيرها ما يوجب له ان يعلم انها اكمل منة فيستشعر ان هذه الصلاة منة عظيمة وان هذه الزكاة منة عظيمة وان هذا الصيام منة عظيمة فيجد انه في منة وفضل وكرامة عظيمة اكرمه الله سبحانه وتعالى بها وانه باب ليتنافس فيه المتنافسون ويغتبط به المغتبطون نعم. قال رحمه الله ومما يعين على امتثال اوامر الله واجتناب نواهيه ما رتب على ذلك من الثواب واندفاع العقاب العاجل والاجل الديني والدنيوي والاخروي. ولهذا يذكر الله هذا المعنى في طاعته وطاعة رسوله عموما وفي بعض الشرائع المهمة خصوصا فمن الاول قوله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. فاخبر ان الرحمة والخير والمنافع العاجلة والاجلة ناشئة عن طاعته وطاعة رسوله ونظيرها قوله تعالى ورحمتي سعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي امي فبين ان هذه الامور التي تحتوي عليها الشريعة كلها سيكتب الله لاهلها رحمته المتصلة متصلة بالسعادة الابدية. ان رحمة الله قريب من المحسنين. اي في عبادة الله والى عباد الله. واخبر انه يحب المؤمنين والصابرين والمتقين. وحين ذكر اوصاف المسلمين عامة في قوله ان المسلمين والمسلمات ثم عددها ثم قال في ثوابهم اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. وقال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا اكتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. ذلك امر الله انزله اليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا. فهذا صريح في ان القيام بفرائض الله وترك محارم الذي هو التقوى سبب لتفريج الكربات والمخارج سبب لتفريج الكربات والمخارج من كل ضيق وشدة وسبب لتيسير الامور كلها وتيسير الارزاق المتنوعة وتكفير السيئات وتعظيم الاجور فخيرات الدنيا والاخرة سببها الوحيد الذي لا سبب لها سواه القيام بالتقوى والشريعة الدينية الى غير ذلك من الايات الكثيرة الدالة على هذا المعنى العام. يقول رحمه الله من الامور المعينة للعبد على القيام بالطاعات وفعلها واجتناب المحرمات والبعد عنها ما جاءت به الشريعة من الثواب والعقاب من الثواب والعقاب فالثواب ترغيب والعقاب ترهيب والعبد اذا كان معتنيا اه باب الترغيب والترهيب واهل العلم كما تعلمون افردوا هذا بمصنفات بعظها موسعة وبعضها مختصرة في بيان المرغبات والمرهبات المرغبات فائدتها آآ تدعو النفس للاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى والمرهبات تجعل النفس تحجم عن الوقوع فيما حرم الله سبحانه وتعالى وبين رحمه الله ان هذه المرغبات والمرهبات جاءت على اه نوعين جاءت على نوعين اه اه نوع اه من هذين النوعين اه عام في ان هذه الشريعة او طاعة الله وطاعة رسوله عموما سبب للخيرات وان معصية الله ومعصية رسوله عليه الصلاة والسلام سبب العقوبات في الدنيا والاخرة قال ولهذا يذكر الله هذا المعنى في طاعته وطاعة رسوله عموما هذا نوع والنوع الثاني وفي بعض الشرائع المهمة خصوصا تجد مثلا في الصلاة يذكر فضائل واجور في الصيام فضائل خاصة واجور الحج فضائل ايضا خاصة واجور ايضا في المحرمات عقوبات مخصصة لكل ذنب تأتي جاءت مفصلة في الشريعة فاذا هذا الجانب جاء عموما في نصوص تبين ان طاعة الله وطاعة رسوله سبب الخيرات والبركات في الدنيا والاخرة وآآ جاءت نصوص اخرى كثيرة تفصيلية في افراد انواع الاعمال الشرعية التي امر الله سبحانه وتعالى عباده بها مثل لهذا ولهذا قال فمن الاول فمن الاول مراده بقوله من الاول اي المعنى الذي هو طاعة الله وطاعة رسوله عموما النصوص التي جاءت في طاعة الله وطاعة رسوله عموما ليست مختصة بطاعة معينة او عبادة معينة. قال فمن الاول قول الله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون فاخبر ان الرحمة والخير والمنافع العاجلة والاجلة ناشئة من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم قال ونظيرها قول الله ورحمتي وسعت كل شيء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون رسول النبي الامي فبين ان هذه الامور التي تحتوي عليها الشريعة اه كلها سيكتبها الله لاهلها لاهلها رحمته المتصلة بالسعادة الابدية. مثل ذلك ايضا قوله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين اي المحسنين الى في عبادة الله والمحسنين ايضا الى عباد الله واخبر انه يحب المؤمنين والصابرين والمتقين وحين ذكر اوصاف المسلمين عامة في قوله ان المسلمين والمسلمات ثم عددها قال في تمام ذلك اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما اذا هذا النوع الاول وله نظائر كثيرة في اه الايات والنوع الثاني الذي هو عبارة عن ادلة تفصيلية في ذكر الاجور على انواع الاعمال الاجر على الصلاة الاجر على الصيام الاجر على الطهارة الاجر على الحج وهكذا نعم قال رحمه الله تعالى ومن الثاني ما تقدم من ذكر ما يترتب على الطهارة من التطهير وتمام النعمة من الله وقوله بعد ان على الجهاد مع المشاق فقال ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. وقال هذا هذا الان بدأ يفصل تفصيلات والا كما قلت الباب واسع جدا يعني بعض اهل العلم افرد هذا بمجلدات في فضائل الاعمال مجلدات فضائل اعمال ومجلدات في الترغيب والترهيب هذا باب واسع والمسلم يحتاج الى هذا الباب ان يقرأ فيه ليكون سببا معينا له على فعل الاوامر ايضا يحتاج المسلم في مقابل ذلك المحرمات ان يقرأ ما كتب اهل العلم في الكبائر والعقوبات التي اه ذكرت في الشريعة على فعلها ليجتنب تلك الكبائر ولتكون اه مانعا له من اه اه اقترافها او فعلها فيقول رحمه الله من الثاني ما تقدم من ذكر ما يترتب على على الطهارة من تطهير واجر وثواب من تطهير واجر وثواب وايضا السنة جاءت في هذا الباب باحاديث كثيرة وايضا ما يترتب على الصلاة فرضها ونفلها من اجور وهذا باب واسع ايضا باب الاجور المترتبة على الصلاة فرضها ونفلها باب واسع. احيانا بعض الناس آآ سبحان الله يسمع حديثا واحدا بالترغيب ويكون كافيا في حقه للمواظبة وهذا يعلمه كثير من الناس من نفسه احيانا يكون متهاون في فرض ما او في نفل ما ثم يسمع حديثا واحدا يقبل قلبه على فهمه فيتحول من بعدها الى مواظب يذكر احد الدعاة انه مرة في مسجد القى كلمة القى كلمة ذكر فيها حديثا في السنن يقول الله فيه حديثا قدسيا في السنن يقول الله فيه يا ابن ادم اركع لي اربع ركعات من اول النهار اكفك اخره اربع ركعات اركع لاربع ركعات من اول النهار اكفك اخره اي تظمن كفاية الله لك في النهار كله الى الغروب اربع ركعات وبين الحديث ومعناه وما المراد بالاربع الركعات؟ قال شيخ الاسلام ابن تيمية اي نافلة الفجر وفريضة الفجر النافلة والفرض اربع ركعات التي هي نافلة الفجر ونافلة الفجر جاء في الحديث انها خير من الدنيا وما فيها خير من الدنيا وما فيها فلما سمع احد الحاضرين السامعين هذا الحديث جاء واخبر ذلك الداعية قال له منذ سمعت هذا الحديث منذ سمعت هذا الحديث وسمعت هذه الفظيلة ما تركت نافذة الفجر وفريضة الفجر فاحيانا حديث واحد في الفضائل يسمع الانسان ويفهمه ويشرح الله صدره لقبوله يحدث له تحولا فكيف لو انه نهض بنفسه وسمع جملة غزيرة من الفضائل كثير من الناس يحرم نفسه يحرم نفسه من سماع الفضائل وسماع الترغيب والترهيب يصاب بخمول وفتور عن الاعمال بينما اذا استعان بالله وسمع الفضائل والمرغبات كانت عونا له وهذا الذي يتحدث عنه الشيخ رحمه الله ان من الاسباب المعينة على فعل الطاعات فرضها ونفلها ان يقف الانسان على اه الفضائلها وثوابها واجورها مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في الحث على النفقات وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه وقال وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. ومثل نفقات مجاهدين ومضاعفة اجرهم في قوله تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة الى اخر الايات. ولما ذكر فرض الصيام بين حكمته وفضله فقال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. فبين ان بالصيام تنال التقوى والتقوى وسبب خيرات الدنيا والاخرة. ومن الامرين ومن الامرين قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم افعلوا الخير لعلكم تفلحون. فرتب حصول الفلاح الذي هو الفوز بكل مطلوب. والنجاة من كل مرهوب على الصلاة خصوصا وعلى العبادة وفعل الخير عموما. ومن ذلك ما رتبه على الحج في قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم. وهذا يشمل المنافع الدينية والدنيوية الحاضرة والمستقبلة. والايات في هذه المعاني كثيرة جدا يرغب بها الله العباد في العبادات عموما خصوصا وفي ترك المحرمات بما يحصل بها من الخيرات المتنوعة. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من احب ان ينسى له في اثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم ينزل كل صباح كان يقول احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله لرفعه. نعم هذا كله تفصيل في انواع العبادات التي امر الله سبحانه وتعالى بها وما يترتب على ذلك من اجر وثواب فمثلا في باب النفقات بباب النفقات والحث عليها. قال الله وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه وذكر العلم في خاتمة العمل الذي يرغب الله فيه ويحث عليه فيه دلالة على عظم الاجر الذي اعده الله سبحانه وتعالى لهم وكذلكم ذكر العلم فيما نهى الله عنه في خاتمة ما نهى الله عنه فيه العقوبة هي العقوبة فذكر العلم في باب الترغيب آآ اشارة الى مال اهل هذا العمل من اجر ومثوبة عند الله وفي باب الترهيب اشارة الى ما لاهل هذا العمل من عقوبة عند الله سبحانه وتعالى كذلكم ما جاء في الايات في باب النفقة من مضاعفة مضاعفة قال مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل في كل سنبلة مئة حبة هذه مضاعفة ففيه ان الله سبحانه وتعالى يضاعف النفقة والصدقة وما يبذله العبد مظاعفة امرها عظيم جدا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تصدق اه اذا تصدق العبد عدلي تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيب عدل تمرة تمرة او ما يعادل التمرة واحدة تمرة واحدة تصدق بها او عدل التمرة من كسب طيب الا اخذها الله سبحانه وتعالى وتقبلها الله بيمينه فرباها له كما يربي احدكم فلوه او قال فصيلة حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل تمرة ويجدها العبد مثل الجبل فالله يضاعف لمن يشاء وليحقرن العبد من المعروف شيئا اتقوا النار ولو بشق تمرة دخل رجل الجنة بغصن شجرة ذي شوك كان في طريق المسلمين فقال لا اترك ذلك في طريق المسلمين فيؤذيهم ونحاه عن طريق فشكر الله عمله فادخله الجنة فلا يحقر المسلم من اعمال البر واعمال الخير شيئا رب عمل صغير يعتق به العبد من النار وتكون به نجاته وتكون به سعادته وفلاحه في اه دنياه واخراه في الصيام اه بين تبارك وتعالى ثمرة الصيام قال لعلكم تتقون والتقوى سبب الخيرات في الدنيا والاخرة في الصلاة والعبادة اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فرتب حصول الفلاح الذي هو الفوز بكل مطلوب والنجاة من كل مرهوب على الصلاة خصوصا وعلى العبادة وفعل الخير في الحج قال ليشهدوا منافع لهم اي منافع دينية ومنافع دنيوية جاءت الشريعة بمرغبات كثيرة وجاءت الشريعة مرهبات كثيرة في ابواب العبادات وانواع الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات المقربة الى الله تبارك وتعالى فهذا باب عظيم مبارك من ابواب الخير التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده. وان العبد المؤمن المطيع سبحانه وتعالى ينبغي له ان ينشرح صدره وان يقبل بقلبه على طاعة الله سبحانه وتعالى ليفوز بالاجور العظيمة والخيرات العميمة والبركات المضاعفة التي اعدها الله سبحانه وتعالى لعباده الا التي التي اعدها الله سبحانه وتعالى لعبادهم التي اعدها انتظر قليلا التي اعدها الله سبحانه وتعالى لعباده المتقين التي اعدها الله سبحانه لعباده المتقين واولياءه اه المقربين فالشاهد ان هذه انواع من الاجور انواع من الاجور عظيمة ومباركة وتجعل قلب العبد تقبل اقبالا عظيما على طاعة الله من ذلكم قول النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان ينسع له في اثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه فليصل رحمه. وكل يريد لنفسه هذا الخير ويريد في حياته هذه البركة ويريد هذا الاجر وهذا الثواب وهذا الموعود الكريم الذي اعده الله سبحانه وتعالى لعباده اذا صلة الارحام فيها هذا المغنم الكبير الذي يطمع كل احد ان يحظى به ايضا تأمل رعاك الله تأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام ينزل كل صباح ينزل كل صباح ملكان يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول اخر اللهم اعط ممسكا تلفا. كم في هذا من حفز للانفاق وايضا من اه تحذير من البخل والشح وعدم الانفاق كم في هذا من الخير العظيم والفضل العميم نحن ايها الاخوة الكرام نحن ايها الاخوة الكرام وان كنا لا نرى هذين الملكين وان كنا لا نرى هذين الملكين ولا نشاهدهما الا اننا من رؤيا الا اننا من نزولهما على يقين انتبهوا يا اخوان هذان الملكان اللذان ينزلان كل ليلة وان كنا لا نراهما ينزلان كل صباح وان كنا لا نراهما كل صباح ينزلان وان كنا لا نراهما الا اننا من نزولهما على يقين وكذلكم كلام هذين الملكين لا نسمعه لكننا من وجود هذا الكلام كل يوم على يقين لماذا؟ لان هذا خبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه. فتأمل الفائدة هنا اذا استشعرت اذا استشعرت هذا المعنى وهذه هذا مما يذكر في فائدة الايمان بهذا الاصل من اصول الايمان الايمان بالملائكة له فوائد عظيمة جدا له فوائد عظيمة جدا وثمار عظيمة مباركة الان هذان الملكان كل صباح ينزلان احدهما يقول اللهم اعط منفقا خلفا والاخر يقول اللهم اعطي ممسكا تلفا فاذا استشعر المسلم كل صباح اذا استشعر المسلم كل صباح هذا المعنى وجد ان هذا فعلا حافز ومرغب للانفاق والبذل والعطاء وفي الوقت نفسه ايضا رادع عن البخل الشح ونحو ذلك من المعاني ايضا اذا استشعر في هذا الباب باب النفقة قول النبي عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من مال الصدقة لا تنقصها المال بل هي سبب للبركة والمضاعفة والخير وسميت الزكاة المفروظة زكاة من الزكاة الذي هو النماء والزيادة لانها تزيد المال وتكون سببا البركة فيه. نعم. قال رحمه الله تعالى وكذلك نصوص لا تحصى فيها ترتيب الثواب. الحاضر اجل على القيام بطاعة الله امتثالا للامر واجتنابا للنهي والاخبار بانه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. فكلها اعانة من الله لعباده على اعمال الخير كلها. فانه متى امن المؤمن ووثق بوعد الله وقوي طمعه في فضله؟ هانت عليه وهان عليه ترك المحرمات. وكثير من المؤمنين يستحلي طاعة الله لايمانه بالله وقوة محبته له طمعه في فضله وثوابه واعتياده للطاعة. ايضا هذا كله في الباب نفسه. وان العبد في باب الطاعات لا يحقرن قلنا منا اعمال البر شيئا وان قل. وايضا في باب المخالفات والمنهيات ليحذر منها وان قل العمل وصغر وقد قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره اي ان الموازين يوم القيامة مثاقيل الذر ان الموازين يوم القيامة دقيقة جدا بمثاقيل الذر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. نعم قال رحمه الله تعالى ومن الامور المعينة على ذلك ما شرعه الله في المشاركة في اداء الفرائض كما شرع الاجتماع في الجمعة والجماعة والاعياد وكما شرع المشاركة في صيام رمضان وفي حج بيته الحرام وكل احد يفهم ان هذه المشاركات تخفف طرائد على العاملين وتهون مشقتها مع ما يحصل في الاجتماع من التنافس في الخيرات وقوة الرغبة التي هي اكبر الاسباب بسهولة العبادة هذا باب اخر من المسهلات والمراغبات في اعمال البر آآ والمعينة والمنشطة للاعمال ان الفرائض فرائض الدين التي افترضها الله على عباده شرع الاجتماع فيها. الجمعة والجماعة والاعياد الصيام والحج الى بيت الله الحرام فهذه المشاركة التي تكون من الجميع تنشط العبد تنشط العبد بل ان بعض الناس يمنعه ان يتوقف عن العمل رؤيته للركب السائر رؤيته للركب السائر فتجده لا لا يتمكن ان يتخلف لان الركب امامه يسير ويتقدم فتجده يمضي في العمل ويجد وينشط لان من حوله يعملون فاذا هذا الاجتماع والتعاون على العبادات وعلى الطاعات ايظا من الامور التي تزيد العبد آآ نشاطا واقبالا وتخفف على العاملين فعل فعل الفرائض وتهون عليهم امر القيام بها نعم قال رحمه الله تعالى ومن المسهلات ما شرعه الله من العقوبات والتعزيرات الشرعية على من ترك الواجبات. او تجرأ على المحرمات وذلك بحسب الجرائم فالحدود رحمة من الله وزجر ومنع عن وقوع المحرمات وكثرتها. فالحدود والعقوبات شرعية وكذلك الموانع القدرية معونة كبيرة من الله لعباده على اجتناب الجرائم. قال تعالى في الموانع القدرية لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض. فاخبر ان توفر اللذات وحصول الارزاق الرغيدة لكل احد سبب للبغي في الارض ولكن من لطفه ينزل بقدر ما يشاء. ومن لطفه بعبده ان محبوباته النفسية المحرمة لا يكاد يقدر عليها حفظا له وحماية. ومن لطفه انه ما من محبوب محرم الا ويوجد نظيره او ما هو اعلى منه من المباح ليكتفي العباد بحلاله عن حرامه. ومن لطفه ان يدفع عن عبده من اسباب الفتن امورا يشعر بها. وامورا لا يشعر بها اعانة منه وكرما وحفظا. فكم صرف عن العبد امورا يسعى لتحصيلها؟ ويرى حظه في حصولها. والله تعالى لقد صرف عنه ما يضره. قال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله اعلموا وانتم لا تعلمون نسأل الله ان يمن علينا اجمعين بلطفه هذا نوع اخر ايضا من المسهلات التي تسهل على العبد الاقبال على الطاعات وتجنب المحرمات الا وهو ما شرعه الله من العقوبات والتعزيرات ما شرعه الله من العقوبات والتعزيرات الشرعية على من ترك الواجبات او تجرأ على المحرمات من ترك الواجبات او تجرأ على المحرمات تلك التعزيرات وتلك العقوبات التي شرعها الله سبحانه وتعالى فيها عون وفيه ايضا ردع ولهذا قال العلماء عن عقوبات الحدود الحدود التي على فعل كبائر او ذنوب معينة مما جاءت به الشريعة. قال اهل العلم ان تلك الحدود زواجا وجوابر زواجر وجوابر زواجر من جهة انها تزجر قال قال الله ولكم في القصاص حياة فيفجر عنا عن فعل المحرم اذا قطعت مثلا يد سارق او قطعت رقبة قاتل او نحو ذلك هذا زاجر ورادع ومن تسول له نفسه يجد ان هذا الامر رادع قوي جدا ففي القصاص حفظ للارواح قطع اليد فيها حفظ للاموال الى غير ذلك من آآ العقوبات التي هي اه زواجر وايضا في الوقت نفسه جوابا في الوقت نفسه جوابر يعني من وقع في ذنب واقيم عليها الحد كان في اقامة الحد جبر لا لما وقع منه من خلل وما وقع فيه من ذنب الحدود زواجر وجوابر فاذا لها نفع نفع عظيم في في هذا الباب باب تجنب المحرمات ايضا العقوبات الشرعية المقدرة من تعزيرات ونحوها لها فائدتها العظيمة في الاقبال على الواجب وتجنب المحرم ايضا باب اخر وهو الموانع القدرية الموانع القدرية وهذا جانب ايضا مهم ومنة عظيمة من الله سبحانه وتعالى على عباده. مثال من الموانع القدرية قول الله تعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لو بسط الله الرزق لعباده يعني لو ان كل عبد من العباد وانسان من الناس بسط له الرزق وفتح له ابواب الملذات الى اخره والنعم وكذا ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض اذا عدم هذا البسط مو مانع قدري نعمة عظيمة جدا نعمة عظيمة جدا ومنة عظيمة من من الله سبحانه وتعالى على عباده. قال اخبر ان توفر اللذات وحصول ارزاقا رغيدة لكل احد سبب للبغي في الارض سبب للبغي في الارض ولكن من لطفه ينزل بقدر ما يشاء سبحانه وتعالى قال ومن لطفه بعبده ان محبوباته النفسية المحرمة لا يكاد يقدر عليها حفظا له وحماية وهذا ايضا من لطفه بعبده احيانا يكون في في قلبه شيء محبوبات وهي محرمة نفسه نوعا ما تميل اليها وهي محرمة لكن ما يقدر عليها ولا يتمكن من الوصول اليه هذا من لطف الله به هذا من لطف الله سبحانه وتعالى به ان نفسه تكون فيها نوع ميل لبعض المحرمات لكن لا يستطيع ان يصل اليها هناك عقبات من ان يصل الى ذلك المحرم. اذا هذا لطف الله به لطف الله سبحانه وتعالى به فلم يتمكن مما مالت لي نفسه من محرم كذلك من لطف الله سبحانه وتعالى بعبده انه ما من محبوب محرم تميل النفس اليه ما من محبوب محرم الا ويوجد نظيره او ما هو اعلى منه من المباح من المباح ليكتفي العبد بحلال بحلاله عن حرامه ليكتفي العبد بحلاله عن حرامه ايضا من لطفه انه يدفع عن عبده من اسباب الفتن امورا يشعر بها وامورا لا يشعر بها اعانة منه وكرما وحفظا فكم صرف عن العبد او صرف عن العبد امورا يسعى لتحصيلها ويرى حظه في حصولها والله قد صرفها صرف عنه ما يضره. احيانا في امور يريدها العبد يريدها العبد ويسعى في تحصيلها فلا تحصل له لا يدري قد يكون هذا الذي صرف عنه شر صرفه الله تبارك وتعالى عنه. قال الله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم فكم من امر يحبه الانسان فلا يحصل له وقد يكون عدم حصوله له هو النعمة والمنة وهو لا يدري بذلك قد يشعر وقد لا يشعر بذلك. قال والله يعلم وانتم لا تعلمون نعم قال رحمه الله تعالى ومن انواع الاعانات ان الله يوقع العبد في الحاجات والضرورات لتضطره الاحوال للالتجاء الى الله والاقبال على طاعته وكثرة ذكره ودعائه. فقد بورك لك في امر وحاجة وضرورة كانت سببا لصلاح دينك. هذا اي ضباب اخر من ابواب الاعانات. احيانا بعض الناس يمضي حياته غافلا ولاهيا ومعرضا وتاركا للواجبات فاعل المحرمات يصاب مثلا بمرض شديد ويشتد عليه ويعاني منه معاناة فيجد نفسه في معاناته وفي مرضه حصل عنده تحول وحصل عندها اقبال الى الله ومناجاة ودعاء ومحافظة على الطاعات اذا اصبحت هذه المصيبة فتحت له مثل ما يقال وضارة نافعة تكون فتحت له باب اقبال اقبال على الله سبحانه وتعالى. او مثلا يحصل له آآ فقد محبوب او فوات مرغوب او مثلا اه اه زوال نعمة كانت بيده وعنده او نحو ذلك فتجد ان هذا الامر الذي حدث له احدث له تحولا واقبالا على الله سبحانه وتعالى. يقول بعض اهل العلم اذا كان المشرك قد قال الله عنهم في الشدائد اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فكيف بالموحد والمؤمن فالشدائد الشدائد والمصائب تفتح الانسان من ابواب الاقبال العبادة والمناجاة والطاعة امر لم يكن يعهده من نفسه لم يكن يعهده من نفسه. اذا هذا باب من ابواب اه الاعانات نعم قال رحمه الله تعالى ومن اعانته لعبده في القيام بواجباته الحياء الذي اختص به الادمي فان الحياء خلق جعله الله في العبد يمنعه من كثير من الجرائم ويحمله على اداء الحقوق التي لله والتي للعباد. ولهذا كان الحياء شعبة من شعب الايمان وكان الحياء لا يأتي الا بخير. وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فافعل ما شئت. فاخبر صلى الله عليه وسلم ان هذا مما اتفق عليه الرسل. وان الله وضعه في العباد رحمة بهم ليزعهم المنكرات والفواحش وان من نزع منه الحياء وان من نزع منه الحياء لم يبالي بما صنع. وهو نوعان حياء من الله حياء من الخلق ومن تم له الامران تمت اموره ومن فقد الامرين انحلت اخلاقه بالكلية. وكما ان منعه للعبد محبوباته قد يكون سببا باعثا له على الخير حاجزا له عن الشر. كذلك اعطاؤه لعبده ما يحبه من صحة وعافية وسعة رزق وولد وتوابع ذلك قد يكون اكبر باعث له على الخير قد يكون اكبر باعث له على الخير والقيام بالواجبات وخصوصا اصحاب النفوس الابية والهمم العلية فانهم كلما عليهم النعم ازداد شكرهم. ورأوها من اكبر الفرص واعظم الغنائم لاغتنام الخيرات بهذه النعم. التي من ان تكون زادا للعبد الى السعادة الابدية. هنا اه الشيخ رحمه الله يتحدث عن الحياء الذي يكرم الله سبحانه وتعالى به عبده المؤمن وانه باب عظيم من ابواب الاعانة على القيام بالواجبات وتجنب اه المحرمات والكلام عن اه الحياء يحتاج الى اه شيء من اه الوقفة فلعلنا اه نتحدث عنه اه بعون من الله ومد وتوفيق في لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى نسأل الله كريم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اصلح لنا ديننا فالذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعلنا الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانه اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اجمعين