الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة تحت فصل في ذكر بعض التي اعان الله بها المؤمنين على اداء الفرائض وعلى اجتناب المحرمات على وجه الاجمال والاختصار. قال رحمه الله تعالى ومن اعانته لعبده في القيام بواجباته الحياء الذي اختص به الادمي فان الحياء خلق جعله الله في العبد يمنعه من كثير من الجرائم ويحمله على اداء الحقوق التي لله والتي للعباد. ولهذا كان الحياء شعبة من شعب الايمان انا الحياء لا يأتي الا بخير. وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فافعل ما شئت. فاخبر صلى الله عليه وسلم ان هذا مما اتفق عليه الرسل. وان الله وضعه في العباد رحمة بهم ليزعهم عن المنكرات والفواحش وان من نزع منه الحياء لم يبالي بما صنع. وهو نوعان حياء من الله وحياء من الخلق ومن تم له الامران تمت اموره ومن فقد الامرين انحلت اخلاقه بالكلية. وكما ان منعه للعبد محبوباته قد يكون سببا باعثا له على الخير حاجزا له عن الشر. كذلك اعطاؤه لعبده ما يحبه من صحة وعافية وسعة رزق وولد وتوابع ذلك قد يكون اكبر باعث له على الخير قد يكون اكبر باعث له على الخير والقيام بالواجب وخصوصا اصحاب النفوس الابية والهمم العلية. فانهم كلما توفرت عليهم النعم ازداد شكرهم. ورأوها من اكبر الفرص واعظم الغنائم لاغتنام الخيرات بهذه النعم التي من بركتها ان تكون زادا للعبد الى السعادة الابدية ولهذا قال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. فاكثر الناس فوتوا هذه النعم فيما لا يجدي عليهم الا الندم والخسارة والقليل منهم وهم الاعظمون عند الله قدرا لم يغبنوا فيها بل صرفوها في ما يعود عليهم بالنفع والسعادة والفلاح. فتبارك من ينعم بالعطاء والمنع والجود والفقد. عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الفصل كما عرفنا يتحدث فيه الشيخ رحمه الله تعالى عن الاسباب التي يسرها الله تبارك وتعالى لعباده معينة لهم على فعل الفرائض والمستحبات وترك النواهي والمحرمات وهذا من نعمة الله تبارك وتعالى وتيسيره لعباده وقد تنوعت هذه الاسباب ومر معنا جملة منها وفي هذا الموضع يبين رحمه الله تعالى خصلة عظيمة يمن الله تبارك وتعالى بها على عبده فتكون باعثا اهله لان يفعل الخيرات وان يجتنب المنكرات الا وهي الحياء والحياة خصلة عظيمة مباركة ومكانه القلب مكان الحياء القلب وهي خصلة اذا تحلى بها العبد واتصف بها حجزته عن الرذائل وحركته لفعل الفضائل فهي صفة اذا وجدت في العبد دفعت العبد الى فعل الفضائل والخيرات وتجنب الرذائل والمنكرات وهي من اعظم الصفات الحاجزة للعبد عن الامور الرذيلة عن الامور الرذيلة. ولهذا جاء في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت بمعنى ان العبد والعياذ بالله اذا نزع من الحياء اصبح انسانا صفيقا انسانا سيئا مندفعا يفعل ما شاء من المنكرات والقبائح ولا يبالي ولا يكترث لانه لا حياء عنده ولهذا سبحان الله نجد الناس عندما يرون شخصا عندما يرون شخصا يفعل افعالا قبيحة رأسا يقولون هذا ما يستحي هذا ما عنده حياء او يقولون لو كان عنده حياة ما فعل هذا او يكون هذا دليل على انه لا حياء عنده وذلك لما تقرر في النفوس ان الحياء يحجز وانه اذا وجد يردع وهذا المعنى واضح في الحديث لان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي ان الانسان اذا نزع من الحياء فانه يفعل من الافعال المشينة والتصرفات القبيحة ولا يبالي ولا يكترث والحياء خير كله وهو لا يأتي الا بخير كما قال عليه الصلاة والسلام وقد مر صلى الله عليه وسلم مرة على رجل يعظ اخاه في الحياء يعظ اخاه في الحياء قال دعه فان الحياء لا يأتي الا بخير ما معنى يعظ اه اخاه في الحياء هذا يحصل منا احيانا يكون مثلا شخص صغير او كبير اكرمه الله بالحياء يتأدب في معاملته او في تناوله للطعام او في نحو ذلك فتجد من الناس من يقول له لا تستحي ليس حياء وايش الداعي للحياة؟ وايش اللي كذا؟ الى اخره فرأى رجلا يعظ اخاه في الحياء فقال دعه فقال دعه فان الحياء لا يأتي الا بخير فما دام ان الحياة موجود في العبد صفة له فهو لا يأتي الا بخير اما اذا نزع منه او قل الحياء فيه فهذا الذي يجلب الظرر للعبد ولاحظ الان في قوله الحياء لا يأتي الا بخير لا يأتي الا بخير هذا واظح في ان الحياء اذا وجد في القلب بعث العبد لفعل الخيرات وهذا شاهد لكلام المصنف رحمه الله تعالى ان اه وجود الحياة في العبد يبعث فيه حب الخيرات وفعل الخيرات وايضا يحجزه عن الرذائل والمنكرات. لا يأتي الا بخير. اي انه يسوق العبد الى الخيرات الاعمال الفاضلات وفي الوقت نفسه يحجزه عن الرذائل وعن الامور التي تشين او يشين بالعبد فعلها بين رحمه الله تعالى ان هذه الخصلة العظيمة المباركة مما اتفق الرسل على الدعوة اليها ولهذا في الحديث ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى فهذا مما اتفق على بالدعوة اليه جميع الرسل وجميع النبيين فهي خصلة على مد التاريخ عظيمة مباركة كل ما كان العبد في اي وقت وفي اي زمان متحليا بها ساقته الى الفضائل والخيرات واذا انتزعت من عبد والعياذ بالله وقع في الشرور والافات ثم بين رحمه الله تعالى ان الحياء نوعان ان الحياء نوعان الاول حياء من الله سبحانه وتعالى والثاني حياء من عباد الله وقال من تم له الامران من تم له الامران اي وجد فيه الحياء ان الحياء من الله والحياة من عباده تمت اموره ومن فقد الامرين انحلت اخلاقه بالكلية اذا كان والعياذ بالله الشخص لا يستحي من الله ولا يستحي من عباد الله اخلاقه كلها تنحل وتجده منغمس في كل رذيلة وفي كل قبيح والحياء من الله شأنه عظيم جدا اذا وفق الله عبده واكرمه للاتصاف بالحياء من الله عز وجل فهذا امره عظيم جدا وله اثره المبارك في سلوكيات العبد ولا سيما في الخلوات حيث لا يراه الا رب الارض والسماوات سبحانه وتعالى والعلماء رحمهم الله يقولون ان هذه الخصلة التي هي الحياء من الله يحركها في القلب امور ثلاثة يحركها في القلب امور ثلاثة الامر الاول تعظيم القلب لله كلما كان القلب يستحضر عظمة الله جل في علاه بمعرفة اسمائه وصفاته الدالة على جلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى والامر الثاني محبة الله اذا عمر القلب بمحبة الله سبحانه وتعالى والامر الثالث استشعاره ان الله يراه وانه سبحانه وتعالى مطلع عليه فاذا اجتمعت هذه الثلاث في القلب تعظيم الله وحب الله واستشعار رؤية الله واطلاعه على عبده يعمر القلب بالحياء منه سبحانه وتعالى واذا عمر القلب بالحياء من الله سبحانه وتعالى زانت احوال الانسان كلها واصبحت على السداد في خلواته وجلواته وفي سره وعلنه وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في الترمذي وغيره قال استحيوا من الله حق الحياء استحيوا من الله حق الحياء قالوا انا لنستحي من الله قال عليه الصلاة والسلام الحياء من الله ان تحفظ الرأس وما وعى وان تحفظ البطن وما حوى وان تذكر الموت والبلا ومن اراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا ذكر امورا اربعة ذكر عليه الصلاة والسلام امورا اربعة اذا اتصف العبد بها وكان متحليا بها كانت علامة واضحة ان قلبه يستحي من الله حق الحياء ان قلبه يستحي من الله حق الحياء وهذا المقام لا يكفي في مجرد دعوة الانسان من السهل علي وعلى غيري ان يقول بلسانها لا استحي من الله حياء شديد كلمة سهلة جدا انا استحي من الله حياة شديد يمكن للانسان ان يقول هذه الكلمة بسهولة بلسانه لكن العبرة بتحقق قلبه فعلا بالحياء من الله وهذه الامور الاربعة التي ذكر عليه الصلاة والسلام هي علامات وامارات وشواهد ودلالات على تحقق القلب بالحياة من الله سبحانه وتعالى فعلا امران منهما امران منهما يعدان من ثمار وجود الحياة في القلب يعدان من من ثمار وجود الحياء في القلب وهما الاول والثاني ان تحفظ الرأس وما وعى وان تحفظ البطن وما حوى لاحظ لم يقل ان تحفظ الرأس وان تحفظ البطن قال ان تحفظ الرأس وما وعى وان تحفظ البطن وما حوى الرأس وما وعاه والبطن ومحتوياته فاذا وفق العبد لحفظ الرأس وحفظ البطن فهذا التوفيق لحفظ الرأس وحفظ البطن دليل على وجود حياء في القلب بسببه حفظ الانسان رأسه وحفظ بطنه اما حفظ الرأس وما وعى فانه يشمل حفظك لسمعك وحفظك لبصرك وحفظك للسانك وهذه كلها مما هي موجودة في الرأس ومما وعاها الرأس اشتمل عليها فاذا كان الانسان يصون لسانه ويحفظ منطقه ويراعي الكلام الذي يقول ويراعي الادب فيما يتحدث به ويزن ما يقول وكذلكم يحرص على حفظ بصره ويعف بصره عن النظر على الحرام ويحجزه عن النظر للاثام ولما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ويحجز سمعه ايضا عن الحرام فلا يسمع المحرمات لا يستمع المنكرات يبعد نفسه عن ذلك وينزه سمعه عن ذلك فاذا فعلا العبد حفظ رأسه بحفظ سمعه وحفظ بصره وحفظ لسانه فان هذا هذا الحفظ دليل على شيء قام في قلبه الا وهو الحياء من ربه سبحانه وتعالى فتجده لا يسمع الحرام حياء من الله. لا ينظر الى الحرام حياء من الله لا يتكلم بالحرام حياء من الله بل جاء في حديث جاء في حديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال استحي من الله حياءك او كحيائك من رجل من صالح قومك حياءك من رجل من صالح قومك يلاحظ الانسان نفسه اذا كان في مجلس في رجل فاضل كريم له منزلة له قدر له مكانة وانت جالس الى الى جواره تجد انك عندما تتحدث او تتكلم او نحو ذلك تراعي مقام هذا الرجل ومكانته ومنزلته فيقول عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله او استحي من الله حيائك من رجل من صالح قومك ولهذا ايضا يقال لا يكن الله اهون الناظرين اليك لا يكن الله اهون الناظرين اليك يعني اذا كان ينظر الى الانسان شخص ذا ذا هيبة وذا مكانة يتوقف عن بعض الاعمال واذا خلا بنفسه وهو يعلم ان الله يرى لا يبالي لا يبالي بما يفعل ولا يبالي بما يقترف. اعتبر نظر ذلك الرجل وحجز نفسه بسبب نظره اليه عن اعمال معينة ولم يبالي بنظر الله سبحانه وتعالى اليه قال وان تحفظ البطن وما حوى من حفظ الانسان لبطنه الا يدخل فيه الحرام من مطعوم او مشروب لا يدخل فيه الحرام لا يدخل فيه الحرام من مطعوم او مشروب فهذا مما يتنافى مع الحياء مع الله سبحانه وتعالى والله اغنى عباده بحلاله عن حرامه سبحانه وتعالى فاذا كان الانسان لا يتورع ويدخل الحرام في بطنه او يدخل الحرام من الطعام في بطنه. ويدخل الحرام من الشراب في بطنه. اين الحياء من الله اين الحياء من الله سبحانه وتعالى بل اين الحياء من الله من شخص يدخل في جوفه ما يذهب عقله سبحان الله العظيم اين الحياء من الله من شخص يدخل في جوفه ما يذهب عقله ويجعل عقله السليم كعقول المجانين بشرب المخدرات والخمور وتلك المعاطب والافات عافى الله الجميع عافانا الله جميعا ووقانا فاين الحياء؟ كذلكم يا اخوان فيما يتعلق بالتدخين فيما يتعلق بالتدخين وهو وهو افة كله لا خير فيه ولا فائدة فيه هذا الشفط والدفع لهذا الاذى وهذا الدخان القذر في رائحته وفي محتوياته يدخله الى جوفه وينفذه في الهواء مستمرا على ذلك دهره. كل يوم يكرر هذه العملية عشرات المرات يجب على الانسان ان يحجز نفسه عن مثل هذا العمل حياة من الله ولهذا بعض المدخنين تجد في بعض الاماكن التي فيها اشخاص معينين لا يدخن حياء منهم يحجزه الحياة يحجزه الحياة فيمتنع واذا سئل لماذا لم تدخن في المكان ذا؟ فيقول استحي من فلان. واستحي من فلان واستحي من فلان. ورب العالمين اولى ان ان تستحي منه سبحانه وتعالى اذا كنت ترى ان هذا عملا يستحيا منه في بعض الاماكن من فلان وفلان وفلان فرب العالمين جل شأنه اولى ان يستحي منه اولى ان يستحيا منه كذلكم من حفظ البطن وما حوى حفظ القلب حفظ القلب من ان يكون فيه والعياذ بالله الاخلاق الذميمة مثل الغل والحقد والحسد والضغائن وامراظ القلوب كثيرة وكذلك من حفظ البطن وما حوى حفظ الفرج وصيانة الفرج عن الحرام فسبحان الله كم جمعت هذه الكلمة من الخير الذي لو جمع او وفق العبد لجمعه اجتمع له الخير كله قال ان تحفظ الرأس وما وعى وان تحفظ البطن وما حوى قال وان تذكر الموت والبيلا ومن اراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا هذان الامران الاخير ان هما في الحقيقة امران وجودهما في العبد يبعث فيه الحياء ويحرك في قلبه الحياة. الامر ان الاولان من ثمار الحياة ونتائجه والامران الاخيران من بواعث الحياء او من الامور التي تبعث الحياء في العبد ان تذكر الموت والبلى ان تذكر الموت والبلى يعني مما يعينك على تحقيق الحياة من الله سبحانه وتعالى ان تذكر ان جسمك هذا سيأتي عليه يوم يغادر هذه الحياة الدنيا ويبلى ويكون هذا الجسم الجميل الحسن المتحرك في حفرة من الحفر يهال عليه التراب وتأكله الديدان وايضا تذكر انك آآ ستلقى الله في الدار الاخرة فلا تشغل بزينة الحياة الدنيا عما ستلقى الله عز وجل به يوم القيامة من اعمال فاذا تذكر الامر فاذا تذكر العبد هذين الامرين حرك فيه باذن الله تبارك وتعالى وبعث فيه اه التحلي بالحياء من الله سبحانه وتعالى هذا فيما يتعلق الحياء من الله عز وجل والحياة من العباد ايضا امر مطلوب مطلوب من من العبد ان يكون على حياء من العباد ووجود الحياة في العبد من من من العباد هذا ايضا يحرك فيه مثل ما عرفنا الفضائل يحجزه عن الرذائل واذا اكرم الله سبحانه وتعالى عبده باجتماع هذين هاتين الخصلتين فيه تم امره في الخير كما قال الشيخ رحمه الله تعالى اه الحياء كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم شعبة من شعب الايمان ثم رحمه الله لما تاب بينما يتعلق بالحياة انتقل الى امر اخر انتقل الى امر اخر هو من الاسباب الباعثة لفعل الخيرات وايضا تجنب اه المحرمات وذلك في قوله اه رحمه الله تعالى وكما ان من منعه اه وكما ان منعه للعبد محبوباته قد يكون سدا باعثا له على الخير حاجزا له عن الشر. كذلك اعطاؤه لعبده ما يحبه من صحة وعافية رزق وولد وتوابع وتوابع ذلك قد يكون اكبر باعث له على الخير وهذي فائدة تتعلق بامر سبق ان بينها الشيخ يعني بين رحمه الله ان من الاسباب فيما سبق بين ان من الاسباب التي تحرك العبد الى فعل الخير وتجنب الحرام منع الله للعبد بعض محبوباته من صحة او مال او غير ذلك فيمنعها الله منه فتجد ان هذا المنع يولد فيه ماذا لجوءا الى الله واقبالا على الله عناية عبادة الله سبحانه وتعالى يقول رحمه الله ايضا آآ آآ قد يكون اعطاء الله لعبده اعطاء الله لعبده اه ما يحبه من صحة وعافية وسعة رزق وولد وتوابع ذلك قد يكون اكبر باعث له على الخير والامر في هذا وذاك راجع الى التوفيق توفيق الله سبحانه وتعالى لعبده فاذا احيانا توسعة الله على عبده بالمال توسعة الله على عبده بالمال والصحة والعافية الى اخره قد تكون في حق بعض الناس سببا لحسن الاقبال على الله تجده يحدث نفسه ويقول الحمد لله الله اعطاني كذا واعطاني كذا واعطاني كذا ما نقص علي شيء من امر دنياي الصحة موجودة والمال موجود والمسكن موجود اذا لافرغ نفسي لدين الله وللعمل بمرضاة الله ولخدمة الدين ولهذا تجد بعظ آآ الموفقين من اصحاب الاموال اه تجده فرغ نفسه فرغ نفسه لخدمة دينه بالاعمال الصالحات والمبرات والخيرات تتبع المحاويج ويعمل على خدمة دينه اضافة الى تفرغه هو في نفسه في اعمال العبادة يقول لنفسي لم اكن مثل غيري احتاج الى كد وكدح كل يوم حتى استجلب لي خبزا او لاولادي خبزا او طعاما اكله كان كل هذا متوفر وكل هذا متيسر اذا ليفرغ نفسي لما خلقت له في جد وينشط والامر راجع الى التوفيق توفيق الله سبحانه وتعالى ومنته على اه من اه يمن عليه سبحانه وتعالى من عباده. قال قد يكون اكبر باعث له عن الخير والقيام بالواجبات وخصوصا اصحاب النفوس الابية والهمم العلية اي من اصحاب الاموال اليسار والسعة اذا كانت نفسه ابية وهمته عالية تجد ان هذه السعة وهذا العيش الرغد الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى به يدفعه الى مزيد العطاء والبر والاحسان. قال فانهم كلما توفرت عليهم النعم ازداد شكرهم ورأوها من اكبر الفرص واعظم الغنائم لاغتنام الخيرات بهذه النعم التي من بركتها انها تكون زادت للعبد الى السعادة الابدية قال ولهذا قال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ الصحة والفراغ قال فاكثر الناس فوتوا هذه النعم يعني لم يحسنوا الاستفادة منها لم يحسن ان يستفيد من صحته ولم يحسن ان يستفيد من الفراغ الذي عنده فاكثر الناس فوتوا هذه النعم فيما لا يجدي عليهم الا الندم والخسارة والقليل منهم وهم الاعظمون عند الله قدرا لم يغبنوا فيها. لا في الصحة ولا في الفراغ بل صرفوها فيما يعود عليهم بالنفع والسعادة والفلاح فتبارك من ينعم بالعطاء والمنع والجود والفقد من ينعم بالعطاء والمنع فيكون عطاؤه لبعض عباده نعمة ومنعه ايضا لبعض عباده نعمة فيجود بالعطاء ويجود بالمنع هذا يجود عليه بعطاء ينفعه في دينه وهذا يجود عليه بمنع ينفعه في دينه بحيث لو انه وجد عنده مال لضاع فيمنع عنها المال فينفعه هذا المنع في دينه فجاد على هذا وجاد على هذا هذا جاد عليه بالعطاء وهذا جاد عليه بالمنع. وقد قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبرا فكان خيرا له. نعم قال رحمه الله تعالى ومن اعظم عنايته للعبد ان يوفقه لقوة التوكل عليه. فان من توكل عليه كفاه عليه امور دينه ودنياه. فمتى ايد العبد بقوة التوكل ورزق صبرا اعانه الله على كل مطلوب. والله الموفق. هذا من الامور العظيمة اه المعينة للعبد لفعل الخيرات واجتناب المنكرات وهو التوكل على الله وكلما كان العبد متحليا بالتوكل محققا له كان ذلك اه سببا عظيما لتوفيقه للاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات ولهذا لا بد ان يجدد العبد دوما توكلا واستعانته وقد ثبتت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول المسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله يقول ذلك في كل دينية او دنيوية يجدد التوكل وطلب العون من الله وفي حديث معاذ قال له النبي عليه الصلاة والسلام يا معاذ لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فاذا اكرمك الله وصليت ويسر لك هذه الصلاة ووفقك لها مجرد ان تنتهي منها جدد الطلب والاستعانة بالله. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لتوفق الصلوات القادمة وانواع الطاعات التي انت مقبل عليها تطلب من الله العون والمدد فاذا كان العزم متحققا بالتوكل متصفا به كان ذلكم من اه اعظم ما يتيسر له به فعل الطاعات واجتناب المنكرات نعم. قال رحمه الله تعالى ومن اعظم الرحمة والاعانة ترجيح جانب الفضل والمجازاة على الحسنات. على جانب العدل والمجازاة على السيئات ترجيحا عظيما. ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة. فان عملها كتبها الله عنده عشر حسنات. الى سبع مئة ظعف الى اظعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فان عملها كتبها سيئة واحدة وقال صلى الله عليه وسلم من مرض او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما. ونزل من نوى الخير وعمل ما يقدر عليه منه بمنزلة الفاعل له. قال تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت. فقد وقع اجره على الله وجعل اثار الاعمال التي تعمل بسبب دعاية العبد او بداعي الاقتداء به جعلها من الاعمال التي تكتب للعبد في حياته وبعد مماته. قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم. وقال صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به من بعده او ولد صالح يدعو له هذه النعم والمضاعفات من المولى الكريم التي لا يدركها العبد بعمله ومباشرته من اكبر العون منه لعباده على التزود من الخيرات واغتنام الفرص فيها وخفتها على على العاملين. هذا ايضا باب عظيم من ابواب المعينة والمنشطة العبد والمحركة له للاقبال على الاعمال والطاعات وهو ان ترجيح جانب الفضل ترجيح جانب الفضل والمجازاة على الحسنات على جانب العدل والمجازاة على السيئات فمن فظل الله سبحانه وتعالى العظيم على عباده ان الحسنة بعشر امثالها ولا يقف الامر ايظا عند حد العشر بل يظاعف الله سبحانه وتعالى بينما السيئة اذا عملها العبد اذا هم بها وعملها تكتب سيئة واحدة ما تكتب بعشر. الحسنة بعشر ويضاعف الله سبحانه وتعالى لمن يشاء. اما السيئة جزاء السيئة سيئة مثلها جزاء السيئة مثلها ولا يتضاعف عليه واذا ايضا هم بالسيئة وتركها لله تركها لله كتبت حسنة كاملة كتبت حسنة كاملة فاذا هذا هذا الكرم والمن والفضل واللطف الالهي يجهل العبد فعلا يقبل على الخيرات وايضا اذا حدثت نفسه او هم بامر لا لا يرضاه الله سبحانه وتعالى تجد المؤمن الموفق يمنع نفسه حتى يسلم اولا من مغبة المعصية وحتى ثانيا يفوز بثواب الاجر بالامتناع عن المعصية لاجل لاجل الله سبحانه وتعالى واورد هنا ما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة اهم بحسنة عزم عليها واقبل عليها لكنه لم اه لم يعملها صرفه عنها صارف فانها تكتب له حسنة واحدة ان عملها كتبت كتبها الله عنده عشر عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة اذا هذا ايضا يحرك العبد جدا على الاقبال على الحسنات. قال ومن هم بسيئة فلم يعملها فمن لم يعملها اي تركها كما جاء في بعض الاحاديث من جراء اي لاجل الله تركها لاجل الله اما لم يعملها لانه لم يتمكن وهو مصر على عملها لا يشمل هذا لكن يتركها لاجل الله سبحانه وتعالى خوفا من الله خوفا من عقاب الله مثل الرجل الذي آآ احد الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة في الغار توسل الى الله بامتناعه من اه فعل الفاحشة فعل الحرام عندما ذكرته ابن عم ابنة عمه قالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فتوقف خوفا من الله سبحانه وتعالى فكان ذلكم في صالح عمله قال فان عملها كتبت سيئة واحدة ايضا من الامور التي تنشط العبد على الصالحات قوله عليه الصلاة والسلام من مرض او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما. شخص يقوم الليل او يصوم من النوافل ما يسر الله تبارك وتعالى له صيامه ثم اصيب بمرض احيانا بعض الناس يصاب بمرض يستمر معه سنتين ثلاث اربع خمس يتوقف عن الاعمال يتوقف عن الاعمال مباشرة لها لكن الاجر مستمر كانه يعملها الاعمال يتوقف عنها مباشرة لها لكن الاجر يستمر كانه يعملها. وهذا فظل الله سبحانه وتعالى ومنه على عبده اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ونزل من نوى الخير وعمل وعمل ما يقدر عليه منه بمنزلة فاعل له منزلة الفاعل له وهو لم يعمل لم يكن مثل الفاعل لم يقم بالعمل لكن قام في قلبه نية ورغبة قوية ان يفعل وفعل ما استطاع لكنه لم يتمكن من اتمام العمل يكتب له اجره كالفاعل قال الله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ثم تأمل ايظا بابا عظيما وهو ان الله عز وجل جعل اثار الاعمال التي تعمل بسبب دعاية العبد او بداعي الاقتداء به الاعمال التي تفعل بسبب دعاية العبد. دعاية العبد ما هي؟ دعوته دعوته الناس الى الخير رغبهم في سنن رغبهم في فضائل نهاهم عن منكرات عن محرمات وعملوا بها عملهم بها يكتب له عملهم بها يكتب له وهم ايضا اذا دعوا اخرين اذا دعوا اخرين الى تلك الاعمال يكتب لهم ويكتب للداء الاول ويتسلسل الامر الى ما شاء الله سبحانه وتعالى على مد الزمن قال صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجور لا ينقص ذلك من اجره شيء اي انه يستمر له الاجر بسبب دعايته والسبب الاخر بداعي الاقتداء به احيانا حتى ولو لم يتكلم رآه اناس محافظا على الخيرات فتأثروا به وبعبادته وخلقه وسلوكه فاقتدوا به هذا الاقتداء بسبب ماذا تأثرهم اه استقامة هذا الشخص وصلاحه. فهذا يكتب له ايضا هذا يكتب له ايضا يقول رحمه الله مستدلا على ذلك قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم. يكتب للعامل امران ما قدم اي ما عمله وباشر فعله اثناء حياته ويكتب له امر اخر وهو ماذا؟ واثاره اثار الاعمال ما هي الاثار؟ بينها رحمه الله اي الاثار التي تنشأ عن عمله او عن دعوته او عن الاقتداء به هذه تكتب له تكتب له في حياته وايضا تكتب له بعد مماته وهذا يسميه بعظ اهل العلم العمر الثاني يسميه بعض اهل العلم العمر الثاني ما هو العمر الثاني اثار العمل عمل الناس باثار عمله عالم توفي وترك كتاب مثل هذا الكتاب الذي تركه بن سعد رحمه الله. توفي وترك كتابا والناس تقرأ في الكتاب وتتعلم وتتعلم هذا العلم الذي يتعلمه الناس من مما تركه هذا العالم يكتب له في قبره وهو من عمره الثاني يكتب له في قبره وهو من عمره الثاني واثارهم اثار عمل العبد ولهذا من المهم في حياة العبد ان يجعل له نصيبا من هذا الذي يسمى العمر الثاني يعني لا تكن همته في اعمال يكسب ثوابها في وقته بل يحرص ان ان يوجد اعمالا يبقى اجرها له وهو في قبره ويستمر اجرها له في قبره. والباب واسع جدا. وكل فيما ييسر الله له. يجتهد كل فيما يسر الله تبارك وتعالى له ولا تحقرن من المعروف شيئا احيانا يبارك الله احيانا يبارك الله بكتاب واحد يعني رجل جاء مثلا الى هذه الديار واشترى كتاب فتح المجيد اشترى كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد واخذه الى قريته واعطاه للامام ويكون هذا الذي اشترى الكتاب ليس قارئا ولا معلم اعطاها الامام وحثه على ان ان يقرأ على الناس ويعلمه الناس. فوفق هذا الامام واخذ يعلم الناس التوحيد وانتشر التوحيد في القرية وما حولها. وهذا حصل وتكرر مرات في التاريخ هذا الرجل الذي اخذ كتابا واحدا وبنية صالحة وبرغبة مباركة اكرمه الله سبحانه وتعالى بكتاب واحد فحول قرية او قرى وانتشر التوحيد وانتشر الخير ولهذا الانسان لا يحقر من المعروف شيئا ولو ولو شيئا قليلا ولهذا نتعجب احيانا من بعض الزوار عندما يريد ان يشتري هدايا يشتري احيانا هدايا ما تفيد واحيانا هدايا قد يكون فيها بدع وقد يكون فيها مخالفات شرعية واحيانا يكون فيها تعلقات باطلة ونحو ذلك ويفوته باب عظيم من ابواب الهدية الذي هو تهادي العلم فالصحابة كان يلقى احدهم اخاه فيقول الا اهدي لك هدية انا اهدي لك هدية عادة الانسان اذا قيل انا اهدي لك هدية ينتظر كيس او يد تدخل في الجيب لكن في هدية من نوع اخر عظيمة النفع وهي خير يسمعه علم يستفيده يقول الا اهدينك هدية؟ يقول بلى فيقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا. اكرم بها من هدية حديث تسمعه لاول مرة عن نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه. اذا عندما تهدي احد اخوانك المسلمين كتابا نافعا مفيدا كم لها لها من اثر؟ واذا كان هذا الذي تهديه من من هو متصدر للوعظ والخطابة والتعليم ويقرأ ويفيد الناس تسببت انت في خير عظيم ونفع كبير فاثارهم هذا جانب مهم ينبغي ان ننتبه له في حياتنا انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا اثارهم هذا ينبغي ان ان ننتبه له. ويحرص كل واحد منا كما انه يحرص على اعماله الحاضرة ليوفيها من صلاة من صيام الى اخره يحرص على ان يبقي شيئا عملا يكتب له اجره بعد وفاته سبحان الله بعض الاموات بعض الاموات لا يزال كل يوم تكتب له الاجور تكتب له الاجور مضاعفة وكبيرة جدا وبعض الاحياء الذي يمشي الان على الارض على قدميه يمر عليه الايام والشهور وما يحصل اجرا ميت في قبره وتنهال عليه اجور وتكتب له اجور وهو في قبره كل يوم كل يوم يكتب له اجور وهو في قبره واجور كثيرة جدا اثار عمله اثار دعوته اثار دعايته اثار الاقتداء به اثار مبرات الخير التي قدمها في حياته من صدقات من اوقاف من مساجد الى اخر يكتب له كل كل يوم. وهناك اشخاص يمشون على الارض ولا يحصلون في ايامهم اجورا بل بعضهم يحصل في ايام اوزارا نسأل الله العافية والسلامة اوزار وذنوب يقترفها ويكتسبها فتجد الحياة حياته فظيع عليه السدى فاذا هذا جانب اذا استحضره العبد واكرمه الله سبحانه وتعالى بالتنبه له اعانه الله عز وجل بسببه على الاقبال على الاعمال. قال صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية صدقة جارية هذا يدخل تحته مثلا اه اه بستانا يوقفه في ابواب الخير آآ دارا يجعلها لمثلا للايتام او للارامل او الفقراء او غير ذلك اه طريقا يعبده للناس مياه يمدها ابارا يحفرها الى غير ذلك من انواع المبرات والاحسان والخير وهي كثيرة جدا صدقة جارية او علم ينتفع به او علم ينتفع به من آآ كتب ودروس اه غير ذلك وكان قديما علم العالم يحفظ في الكتب اما في زماننا الان علم العالم حتى بالصوت يحفظ وبعض العلماء ماتوا واصواتهم محفوظة ووباقية ولا يزال طلبة العلم يستفيدون من علومهم باصواتهم. حفظت في وسائل التسجيل الحديثة المعروفة او ولد صالح يدعو له او ولد صالح يدعو له ايضا عناية عناية المرء باولاده عناية المرء باولاده تربيتان وتأديبا واصلاحا حتى يخرج على الاستقامة وعلى الطاعة وعلى السداد فيما بعد اذا اذا مات يبقى هؤلاء بابا من ابواب الخير والاجر يحصله والدهم. الذي احسن ووفق للعناية بتربيتهم وتأديبهم على طاعة الله سبحانه وتعالى والاستقامة على امره. قال فهذه النعم والمضاعفات من المولى الكريم التي لا يدركها العبد بعمله ومباشرته لا يدركها العبد المضاعفات التي تنشأ عن ماذا عن اثار العمل عن اثار العمل سواء آآ القدوة او بالدعاية او بالمبرات الخيرية ونحو ذلك من اكبر العون منه لعبادة على التزود من الخيرات واغتنام الفرص فيها وخفتها على العاملين. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك من لطفه ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه في الدنيا والاخرة. ومن ترك شيئا لله لم يجد فقده وجعل تعالى كثيرا من الطيبات النافعة المباحة يستغني بها المؤمن عن الامور المحرمة. فيسهل عليه جدا المحرمات لدواع شفيرة داعي الايمان وداعي الخوف من الله وخوف العقوبات المتنوعة وداعي الرغبة في حصول الخيرات الثواب المترتب على ترك المعاصي. وداع الحياء من الله ومن خلقه. وداعي المحبة والانابة الى الله. وداعي صرف الشهوات هو والغضب الى الامور التي اباحها الله وامر بها. نعم قال كذلك من لطف ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه هذا عندما يستحضره العبد عندما يستحضر العبد يعني كثير من الناس يوهمه الشيطان ان اغلقت ابواب الرزق ولا مجال لي الا ان اعمل في الربا مثلا. هكذا يوهم الشيطان او مثلا يتعامل في معاملة فيها اه شيء من الحرام او بيع المحرمات او كذا فيوهمه الشيطان ان الرزق انغلق ولا يوجد الا هذا الباب فاذا تنبه الى هذا المعنى وقد صح به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام من ترك شيئا لله من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فاذا الانسان كان بحاجة ماسة لامر ما واقبلت نفسه عليه ثم نبه نفسه قال هذا امر حرمه الله علي لن افعله لن افعله ساتركه لله عز وجل واطلب من الله العوظ والتيسير. قال عوضه الله خيرا منه عوضه الله خيرا له منه يعني ييسر له من الاعمال وابواب الرزق ما لا يحتسبه العبد وقد قال الله تعالى في القرآن ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تبارك وتعالى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فالعبد اذا توكل على الله وترك الامر الذي نهاه الله عنه وحرمه عليه عوضه الله خيرا منه. يأتيه الشيطان اذا اراد الترك ويقول له من اين تأكل؟ من اين تطعم اولادك؟ من اين كذا؟ الى اخره فكل هذه الامور عليه الا يلقي لها بالا وان يترك الامر الذي حرمه الله عليه ونهاه عنه لله وسيجد باذن الله عز وجل العوظ من الله رب العالمين الذي بيده الامور وبيده العطاء والمنع والخفظ والرفع والقبظ والبسط وبيده الرزق تبارك وتعالى قال بين رحمه الله ان هذا مما يسهل على العبد جدا ترك المحرمات يسهل على العبد جدا ترك المحرمات. ايضا جانب مهم هنا ينبه عليه الشيخ رحمه الله نحتاجه فعلا عندما تحدث النفس صاحبها بالحرام او فعل الحرام يحتاج ان يستدعي اشياء لقلبه يستدعي اشياء لقلبه حتى يمتنع عن الحرام يحتاجها فعلا اذا اقبلت النفس على محرم او دعته النفس الى فعل محرم يحتاج الى اشياء يستدعيها لقلبه حتى اذا حضرت للقلب منعته وعن الحرام مثل داعي الايمان وداعي الخوف من الله وداعي العقوبات المتنوعة وداعي الرغبة في حصول الخيرات والثواب المترتب على ترك المعاصي وداع الحياة من الله ومن خلقه وداعي المحبة والانابة الى الله وداعي صرف الشهوات والغضب الى الامور التي الله وامر بها انت تحتاج في مثل العبد يحتاج في مثل المقامات التي تدعوه نفسه الى شيء حرمه الله ان ان يستحضر هذه المعاني ويستجلبها لقلب ده واستجلابها للقلب واستحضارها هو الذي باذن الله سبحانه وتعالى يكون سببا عظيما امتناع العبد من فعل ما حرم الله عليه. نعم قال رحمه الله تعالى ثم الاعانة الربانية والتسهيلات والتيسير منه على عبده وحفظه الخاص والطافه المتنوعة لها اعظم الوقع واعظم النفع في التوجيه الى فعل الخيرات وترك المنكرات. فلا يهلك بعد ذلك على الله الا الفاسقون الذين دعوا الى رحمتي فشردوا ونهجت لهم الطرق الواضحة فنكبوا عنها وتمردوا. كم لله تعالى على العباد من نعم والطاف وكم له من التخفيفات المتنوعة على الاقوياء والضعاف. وكما قام الموانع والحواجز القوية عن اقتحام المحرمات. وكم سهلت الداخلية والخارجية في نيل الخيرات والوصول الى الكرامات. فسحقا وبعدا للمعرضين والمعارضين. ويا ويح الغافلين والمتجرئين والظالمين ويا سعادة المقبلين على محبوبهم ويا نجاحهم وفلاحهم بنيل مرادهم ومطلوبهم. لقد فازوا بالغنائم الرابحة ولقد اغتبطوا في الحياة الطيبة في الدنيا والاخرة. تبارك الله ما اعظم التفاوت بين العباد! وما التباين بينهم في هذه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد هذا قلبه ملئان من الاخلاص والصدق واليقين. وسعيه كله فيما يقربه الى رب العالمين قد عرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه. وهذا قلبه متعلق بالشهوات البهيمية ولم يكن له في الخير رغبة بالكلية اعرض عن النافع واقبل على الضار ولم يبالي بالعواقب الوخيمة والخزي والخسار وعند الغاية يتبين الفرق بين الفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير. يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون. فاما امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحذرون. واما الذين كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء الاخرة. فاولئك في العذاب المحضرون ثم ختم رحمه الله هذا الفصل اه النافع العظيم بهذه الخاتمة وهي ان الاعانة الربانية والتسهيل الالهي والتوفيق لعبده آآ له آآ الاثر العظيم بل هو اه السبب والاساس في وجود الاعمال والطاعات والزاكيات لولا نعمة الله على عبده وتوفيقه له ما حصل منه شيئا من اعمال الخير لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا لولا منة الله سبحانه وتعالى على عبده ما حصل منه شيء من الخيرات والاعمال الصالحات ولكن الله حبب اليه الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة وقال جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء فالامر عائد الى المنة الالهية والتوفيق. وهذا يذكرنا بما مضى حاجة العبد الى الفزع الى الله والتوكل الى على الله والاستعانة بالله وطلب المدد والتوفيق منه سبحانه وتعالى. ثم ختم رحمه الله بهذا الخطاب الوعظي النافع ولهذا قلت اكثر من مرة ان هذا الكتاب يحتاج اليه الخطباء يحتاج اليه الخطباء للتأثير على الناس وعلى المقصرين وعلى المفرطين بمثل هذا الكلام الوعظ العظيم المؤثر والشيخ اوتي حسنا في البيان والوعظ والنصح والتأثير وكان خطيبا رحمه الله وله ديوان في الخطب مطبوع جمع فيه خطب مؤثرة جدا ونافعة في الابواب المتنوعة فالشاهد ان هذا الكلام كلام عظيم وكلام نافع وكلام مؤثر ولا سيما المقارنة المقارنة العجيبة التي ذكرها بين قلبين ذكرها بين قلبين قلب ملآن من الاخلاص نسأل الله الكريم من فضله لنا جميعا. قلب ملآن من الإخلاص. والصدق واليقين. وسعيه كله فيما يقربه الى الله رب العالمين قد عرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه هذا قلب وقلب اخر ماذا يوجد فيه؟ قال وقلب متعلق بالشهوات البهيمية قلب متعلق بالشهوات البهيمية. القلب الاول ملآن بالاخلاص والصدق والمحبة الى اخر ذلك. وقلب متعلق بالشهوات البهيمية ولم يكن له في الخير رغبة بالكلية لا لم يكن له في الخير رغبة بالكلية. اعرض عن النافع واقبل على الضار شخص قلبه متحرك بقوة شديدة جدا لعمل يدخله الجنة وينجيه من النار واخر قلبه متحرك بقوة وبشكل كبير جدا في شهوة بهيمية يطلبها قلبه ويبحث عنها فرق بين القلبين وفرق بين آآ اه الطلبين طلب هذا القلب وطلب هذا القلب قال وعند الغاية عند الغاية يتبين يتبين الفرق بين الفريقين عند الغاية تبين الفرق بين الفريقين. فريق في الجنة وفريق في السعير ثم ختم بقوله تعالى يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحظرون. اللهم ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم يا ربنا ورب كل شيء ومليكه يا جواد يا منان يا كريم اجعلنا من هؤلاء ومن علينا باعمالهم واجعلنا ممن تكرمهم بهذه الكرامة العظيمة والمنة العظيمة يوم لقائك يكون في روضة يحضرون يتنعمون ويتلذذون واكرم بها من نعيم وفظل ومنة وتوفيق. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا جميعا لكل خير وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادن وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اسأل الله عز وجل ان يجزيكم جميعا خير الجزاء وان يثيبكم على هذا الجلوس وعلى هذا الاستماع. وان يجعل ذلك في موازين حسناتكم يوم لقاء الله تبارك وتعالى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما يبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من هدانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحم هنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين