الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة. الفصل الثالث والعشرون في الجمع بين اثبات عموم القدر واثبات الاسباب. قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقال يدبر الامر يفصل الايات وقال ان كل شيء خلقناه بقدر فقال ومن اياته ان قوم السماء والارض بامره وقال ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده وقال وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها. والايات في هذه المعاني تدل دلالة يشهد بها الكون والواقع ان جميع الكائنات متفرقات ان جميع الكائنات مفتقرات الى ربها في القها ورزقها وتدبيرها. وانه لا واسطة بينه وبين الخلق. فبارادته وقدرته العامتين الشاملتين ان خلق الموجودات كلها خلق الموجودات كلها وبارادته وقدرته حفظها وبارادته و قدرته وحكمته سيرها ودبرها. وبعنايته ورحمته وسعة علمه اعطى كل شيء خلقه وهداه لمصالحه متنوعة واعتنى بتدبيره الخاص وسوق الارزاق والمنافع والمصالح كلها الى مفرداته وكلياته والكون كله بانتظامه واتساقه واحتياج بعضه الى بعض وارتباط بعضه وببعض وتعاونه المتنوع جميعه يشهد شهادة واضحة بالقدرة والارادة التي لا يشد عن التي لا يشد عنها شيء. والحكمة التي جميع الكائنات والعلم المحيط. نعم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين هذا الفصل عقده رحمه الله تعالى لبيان اصل كبير من اصول الاعتقاد وهو الايمان بقدر الله عز وجل وعموم قدرته سبحانه وتعالى وان ايمان العبد لعموم القدرة لا يتنافى مع فعل الاسباب بل ان فعل الاسباب اي مباشرة العبد لها سعيا في مصالحه وسيرا في مناكب الارض في طلب الرزق والمعاش كل ذلكم لا يتنافى مع ايمان العبد بعموم قدرة الله. وان الامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى فهذا حق وهذا حق عموم القدرة دلت عليه الدلائل الكثيرة وقد ساق طرفا منها رحمه الله تعالى قال الله عز وجل ان الله على كل شيء قدير وقال جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا وقال سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقال تعالى يدبر الامر والايات كما قال رحمه الله تعالى في هذا الباب كثيرة فقدرة الله عز وجل شاملة ومشيئته نافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذا الكون كله بما اشتمل عليه واحتوى عليه من مخلوقات وكائنات كلها طوع تدبير الله فلا يكون في هذا الكون من حركة او سكون او خفض او رفع او قبض او بسط او عطاء او منع الا باذن الله فالملك ملكه والخلق خلقه ولا يقع في هذا الكون شيء بلا اذن الخالق المالك المدبر سبحانه وتعالى فالامر كله لله عز وجل ايمان العبد بالقدر ونحن نعلم ان القدر له مراتب لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بالايمان بها وهي العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ايمانك بعلم الله عز وجل الواسع الذي احاط بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون والايمان بمشيئة الله النافذة او الايمان بكتابة الله عز وجل لكل شيء في اللوح المحفوظ ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وايمانك بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وانه لا يكون شيء الا بمشيئة الله ثم الايمان بان الله خالق كل شيء تبارك وتعالى فهذا الايمان بالقدر كما سيوضح الشيخ رحمه الله تعالى لا يتنافى مع فعل الاسباب كونك تؤمن بان الامور كلها بتقدير الله وان كل شيء يقع بتقدير الله هذا لا يمنع من فعل الاسباب ولا يمنع ان العبد عنده مشيئة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين العبد له مشيئة ومشيئته تحت مشيئة الله ولا يفعل شيئا الا باذن الله سبحانه وتعالى فايماننا بقدرة الله وعموم قدرته سبحانه وتعالى لا يتنافى مع فعل الاسباب. بل يتطلب من العبد امران عظيمان هذا الايمان بالقدر يتطلب من العبد امرين عظيمين الاول ان يستعين بالله دائما وابدا لانه لا لا لا حول ولا قوة الا بالله ولا يمكن ان يقع شيء الا باذن الله سبحانه وتعالى فيكون العبد دائما وابدا مستعينا بالله طالبا المدد والعون من الله يسأل الله دائما الثبات الهداية التوفيق السداد يتعوذ بالله تبارك وتعالى من الزيغ ومن الضلال دائما يلجأ الى الله لان الامور كلها بمشيئته والامر الثاني ان يبذل السبب لان الله عز وجل امرنا بفعل الاسباب والمقصود بالاسباب الاسباب الدينية والاسباب الدنيوية يبذل العبد الاسباب يتوضأ يذهب الى المساجد يذهب الى حلق العلم يقرأ مسائل العلم يتفقه يتبصر يبذل السبب قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى اذا العبد لا بد ان يجاهد نفسه على فعل الاسباب قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فيبذل العبد السبب ولا يعتمد على السبب مهما بلغ حسنا وجودة لا لا يعتمد عليه وانما يكون الاعتماد والتوكل والتفويض الى الله فيبذل السبب ويستعين بالله يعبد الله ويتوكل على الله يحرص على ما ينفعه ويستعين بالله تبارك وتعالى. وبهذا يكون نجاح العبد وفلاحه في الدنيا والاخرة اما اذا عطل الاسباب اعتمادا على التوكل فهذا حرمان اذا عطل الاسباب اعتمادا على التوكل فهذا حرمان واذا فعل السبب ولم يتوكل على الله سبحانه وتعالى فهذا ظياع ولا يكون للعبد نجاة ولا فلاح الا بالامرين معا ان يبذل السبب ويتوكل على الله سبحانه وتعالى ولهذا لما قال رجل للنبي عليه الصلاة والسلام في امر الناقة قال اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل اعقلها هذا ما هو بذل السبب اعقلها يعني اضع فيها في قدمها او في يدها العقال حتى ما تستطيع ان تقوم لو ارادت ان تفر او تبتعد ما تستطيع لانها آآ بيدها العقال باركة بيدها العقال فلا تستطيع ان تتحرك قال اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل يعني اتركها بدون عقال وتوكل على الله قال عليه الصلاة والسلام اعقلها وتوكل. يعني ابذل السبب وتوكل على الله فهذا هو الاسلام. الاسلام جاء ببذل الاسباب في مصالح العبد الدينية والدنيوية لكن لا تعتمد على السبب هذا العقال الذي وضعه في الناقة لا يعتمد عليه بل يعتمد على الله ويتوكل على الله في حفظ ناقته لكن هذا سبب مطلوب منه ان يبذله فاذا فعل الاسباب لا يتنافى مع الايمان بالقدر بل هو من تمام الايمان بالقدر وهذه مسألة عظيمة جدا يا يبا يبينها رحمه الله تعالى ويجلي جوانبها في هذا الفصل نعم قال رحمه الله تعالى ويظن كثير من الناس ان اثبات الاسباب ينافي الايمان بالقضاء والقدر. وهذا غلط فاحش جدا وهو عائد على القدر بالابطال وهو ابطال ايضا وهو ابطال ايضا للحكمة. يقول رحمه الله يظن كثير من الناس يظن كثير من الناس ان اثبات الاسباب ينافي الايمان بالقضاء والقدر ينافي الايمان بالقضاء والقدر وهذا ظن خاطئ وفهم سيء لان فعل الاسباب لا ينافي الايمان بالقدر. الذي ينافي الايمان بالقدر ما هو الاعتماد على الاسباب الاعتماد على الاسباب اما بذل السبب لا يتنافى مع الايمان بالقدر لان الذي دعانا الى الايمان بالقدر دعانا في الوقت نفسه الى ان نبذل السبب اليس الله قال في القرآن فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه اليس قد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام الاحاديث الكثيرة في الحث على العمل والسعي وبذل السبب والنهي عن التقاعس والكسل والكسل والفتور والتواني جاعنوا في هذا الباب احاديث كثيرة حتى لما ذكر التوكل قال عليه الصلاة والسلام لو توكلت على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا قال لرزقكم كما ترزق الطير كما يرزق الطير. الطير تبذل السبب ما تبقى في عشها تنتظر ان يأتيها الحب ويأتيها الماء وهي في العش بل هي في كل صباح تبادر مسرعة الى اماكن الحب واماكن الماء ولهذا قال لرزقكم كما يرزق الطير فالطير ما تبقى في عشها وبعض الناس اساء الفهم في هذه المسألة وبقي جالسا كسولا متوانيا يقول ان كان لي رزق يأتيني والطير التي تسكن في جدران بيته الطير التي تسكن في جدران بيته كل صباح تذهب وهي طير تذهب وتبحث عن الحب وتبحث عن الماء وترجع وهي شبعة. وهو جالس في بيته ينتظر فسبحان الله قال لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا يعني جائعة ليس في بطنها شيء وتروح ترجع بطانة شبعت فاذا العبد مطلوب منه ان يبذل السبب مطلوب منه ان يبذل السبب جاءت عقائد ليست من الدين خدرت الناس عقائد جاء بها بعض الطرقية واصحاب المذاهب الفاسدة وعطلوا الاسباب عطلوا الاسباب ويجلس الانسان لا يعمل سببا ويقول ان قدر لي يأتيني الرزق فلا يسعى ولا يعمل ولا يكدح ولا ثم يصبح عادة على الاخرين والاسلام لا يدعو الى هذا الاسلام يدعو الى النشاط الى الجد الى الحركة الى السعي الى العمل الى المشي يدعو الى فعل الاسباب. اما تعطيل الاسباب اهمالها وتركها هذا ليس هو اه الاسلام ولا ولم يدعو الاسلام الى ذلك ولهذا بين الشيخ رحمه الله ان هذا الظن ظن سيء وانه يعود وقال وهذا غلط فاحش جدا وهو عائد على القدر بالابطال وهو عائد على القدر بالابطال وهو ابطال ايضا للحكمة. نعم. قال رحمه الله تعالى وكان هذا الظان يقول اعتقد ان الايمان وكان هذا الظن يقول ويعتقد ان الايمان بالقدر هو اعتقاد وقوع الاشياء بدون الشرعية والقدرية. وهذا نفي للوجود لها فانها كما ذكرنا ان الله ربط الكون بعضه ببعض ونظم بعضه ببعض واوجد بعضه ببعض. فهل تقول ايها الظالم جهلا ان الاولى ايجاد البناء من دون بنيان ايجاد الحبوب والثمار والزروع من دون حرف وسقي. وايجاد الاولاد والنسل من دون نكاح. وادخال الجنة من دون من دون ايمان وعمل صالح وادخال النار من دون كفر ومعصية بهذا الظن والتقرير ابطلت القدر وابطلت معه الحكمة ما علمت ان الله بحكمته وكمال قدرته جعل للمسببات اسبابا. وللمقاصد طرقا ووسائل تحصل بها الشيخ هنا يبين خطأ هذا الظن الفاسد والاعتقاد الخاطئ القائم على تعطيل الاسباب وعدم العمل بها. يقول وكان هذا الظان يقول ويعتقد ان الايمان بالقدر هو اعتقاد وقوع الاشياء بدون اسبابها. الايمان بالقدر اعتقاد وقوع الاشياء بدون اسبابها الشرعية والقدرية الشرعية ما امر الله سبحانه وتعالى به من فعل اسباب شرعية تنال بها تنال بها مرضاته سبحانه وتعالى والقدرية الله سبحانه وتعالى رتب الامور على اسبابها. يعني رتب مثلا وجود الولد على الزواج بالنكاح يكون التناسل والذرية والعلم بالتعلم كما مر معنا الحديث قريبا قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وهكذا سائر الامور فيقول الشيخ رحمه الله فهل تقول ايها الظن جهلا ان الاولى ايجاد البناء بدون بنيان ايجاد البنية البنية بدون بنيان بدون احضار اللبن وبدون احضار اه ادوات البناء وبدون وانما يجلس الانسان في برحة من البراح في الارض ويقول هذه الارض ان كتب الله لي فيها بيت واسع وفيه الفرش وفيه يأتي للبيت ويجلس امام البرحة يريدني ان يقوم بيت بدون عمل وبدون بناء او مثلا ايجاد الحبوب والثمار والزرع من دون حرف عنده ارض زراعية ويقول ان شاء الله ان تكون هذه مليئة بالثمار والزروع والخيرات يكون اما انا لن اضع فيها بذرا ولن اضع فيها غرسا ولن اسقيها بماء ولن افعل اي شيء مما يفعله الفلاحين او اخر ايضا يقول انا لن اطلب العلم ولن اجالس عالما من العلماء ولن احفظ كتابا ولن احفظ اية واحدة ولن اقرأ شيئا من العلم وان كتب الله ان اكون من العلماء الكبار اكوا هذا يكون حاله كما قال القائل تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون. لا بد من بذل الاسباب كما قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم واخر مثلا يقول انا ان كان الله كاتب لي ذرية صالحة اخيار افاضل يكون ان شاء الله اما انا لن اتزوج الى ان اموت لن اتزوج الى ان اموت هذا التعطيل للاسباب هو الذي يترتب عليه الحرمان يترتب عليه الحرمان من الخير وليس هذا من دين الله الاسلام حث على النكاح وحث على الزراعة والعمل ورغب في ذلك ورتب على ذلك اجورا وثوابا قال من غرس غرسا من غرس غرسا يعني بذل السبب فقال لا يأكل منه طير ولا انسان ولا الا كتب له به اجر من غرس غرسا يعني بذل بذل سببا فالاسلام جاء ببذل الاسباب في المصالح الدينية والمصالح آآ الدنيوية. اما تعطيل الاسباب هذا كله ليس من دين الله تعالى يقول رحمه الله بهذا الظن والتقرير ابطلت القدر وابطلت معه الحكمة اما علمت ان الله بحكمته وكمال قدرته جعل للمسببات اسبابا جعل المسببات اسبابا وللمقاصد طرقا ووسائل تحصل بها اذا كيف يرام اه الوصول اليها بدون بذل الاسباب التي آآ امر الله سبحانه وتعالى بها ودعا عباده الى فعلها. نعم. قال رحمه الله تعالى وقرر هذا في الفطر والعقول كما قرره في الشرع وكما نفذه في الواقع. فانه اعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق الى ما خلق له من اصناف السعي والحركة والتصرفات المتنوعة. وبنى امور الدنيا والاخرة على ذلك كالنظام البديع العجيب الذي شهد اولا لله بكمال القدرة وكمال الحكمة واشهد العباد ثانيا ان بهذا التنظيم ان بهذا التنظيم والتيسير والتصريف وجه العاملين الى اعمالهم ونشطهم على اشغالهم. الشيخ رحمه الله ان هذا مركوز في الفطر. يعني بذل السبب امر مركوز في الفطر وحتى هذه البهائم والطير جبرت على بذل السبب والسعي في طلب الرزق هذا امر مركوز في الفطر والعقول السليمة تدرك ذلك وتعلمه فاذا هؤلاء الذين يعطلون الاسباب عندهم اختلال في الفطرة واختلال في العقل لان الفطرة السليمة تدعو الى فعل السبب وايضا العقل السليم يدعو الى فعل السبب ثم ايظا هؤلاء الذين يعطلون الاسباب هم لا غنى لهم عن الاسباب ابدا تجده يفعل الاسباب ولكن في اه نطاقات معينة وحدود معينة. الان هؤلاء مثلا الذين يعطلون الاسباب لو وضع امام احدهم طعام شهي وهو جائه يلا هذا اختبار الان لعقيدته طعام شهي وجائع هو هو يقال له انت من عقيدتك عدم فعل الاسباب. لا تمد يدك للطعام. لان مد يدك للطعام بدل سبب ان شاء الله ان يشفع بطنك بدون ما تمد يدك يشفع بطنك لا تمد يدك ها يمد يده ولا ما يمده يمده ولا ما يمده يمد يده يعني هؤلاء الذين يعطلون الاسباب هم في الحقيقة يعني من من دلائل من دلائل فساد المذهب انهم لا يطردون المذهب في كل حال. وهذا يعرف به فساد المذهب اذا كان صاحب المذهب لا يطبقه على نسق واحد في كل حال هذا دليل على التناقض والتناقض دليل على الفساد والتناقض دليل على الفساد فاذا بذل السبب هو امر مركوز في الفطر وتشهد به العقول السليمة فاذا عطل الانسان السبب عطل السبب توانى في فعله توانيه هذا راجع الى فساد في الفطرة وايضا اختلال في العقل نعم. قال رحمه الله تعالى فطالب الاخرة اذا علم انها لا تنال الا بالايمان والعمل الصالح. وترك ظدها جد واجتهد في تحقيق الايمان وكثرت تفاصيله النافعة واجتهد في كل علم صالح يوصله الى الاخرة في مقابلة ذلك الكفر والفسوق والعصيان وبادر للتوبة من كل ما وقع منه من ذلك. وصاحب الحرف اذا علم انه لا ينال الا بحرف وسقي وملاحظة تامة جد واجتهد في كل وسيلة تنمي حراثته وتكملها وتدفع عنها الافات وصاحب الصناعة اذا علم ان المصنوعات على اختلاف انواعها ومنافعها لا تحصل الا بتعلم الصناعة واتقانها ثم العمل بها جد في ذلك ومن اراد حصول الاولاد او تنمية مواشيه عمل وسعى في ذلك وهكذا جميع الامور هذه امثلة جميلة جدا يوضح من خلالها بذل الاسباب المطلوب من العبد فعله فمثلا طلب الاخرة طلب الاخرة الذي يريد لنفسه الفوز والنجاة في الدار الاخرة والفوز بالدرجات العلا في جنات النعيم يقول اذا علم انها لا تنال الا بالايمان والعمل الصالح. كما قال الله سبحانه وتعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون دخول الجنة بلا عمل اتي لكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا فاذا علم العبد انها لا تنال الا بالايمان والعمل الصالح وترك ضده او ضدها من الكفر والاعمال السيئة جد واجتهد في تحقيق الايمان جد واجتهد في تحقيق الايمان وكثرت وكثرت تفاصيله اه النافعة واجتهد في كل علم صالح يوصله الى الاخرة وهذا بدل منه للسبب واجتناب واجتنب في مقابلة ذلك الكفر والفسوق والاحسان وبادر للتوبة من كل ما وقع منه. صاحب الحرف الذي يريد ان ان يحصل خيرا ايام الحصاد ووقت الجذاذ اذا علم انه لا ينال لا ينال الا بحرف وسقي وملاحظة تامة جد واجتهد في كل وسيلة تنمي حراثته وتكملها وتدفع عنها الافات وصاحب الصناعة ايضا مثل ذلك يعمل في الصناعة ويجتهد ويجد حتى يحصل اه مبتغاه ومطلوبه. ايضا الذي يريد الاولاد ويريد نماء الماسية ونحو ذلك تجده يبذل الاسباب وهذا الذي اه جاءت به شريعة الاسلام وحث عليه دين الله تبارك وتعالى وهو كما تقدم يتوافق مع الفطر السليمة والعقول المستقيمة. نعم. قال رحمه الله تعالى ولهذا قال بعض المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم حين اخبرهم ان الامور كلها قد علمها الله وكتبها وقدرها. افلا نتكل على كتابنا الاول وندع العمل فقال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما اهل الجنة فييسرون لعمل اهل الجنة واما اهل النار فيسرون لعمل اهل النار وتلا قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. وفي خلقه تعالى الاشياء باسبابها من الحكم والمنافع والاسرار ما لا يدركه الوصف. وهذا من الامور الجلية والحقائق الواضحة التي فطرت الخليقة كلها حتى الحيوان البهيم عليها اورد رحمه الله هنا حديثا من السنة النبوية في هذا الباب حين اخبر النبي عليه الصلاة والسلام الصحب الكرام ان الامور بقدر قالوا الا نتكل على كتابنا الاول الا نتكل على كتابنا الاول اي على ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لان كل ما يا اه يقع مكتوب في اللوح ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة بخمسين الف سنة فالصحابة رضي الله عنهم قالوا الا نتكل على كتابنا؟ الاول وندع العمل في بعض الاحاديث قالوا ففيما العمل يعني ليش نعمل؟ ما دام مكتوب ليش نعمل ما الحاجة للعمل؟ طالما ان الامر مكتوب فماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له الانسان لا يدري ما ما نهايته ولا ما خاتمته ولا يدري ما حاله ولا ما سيكون وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت لا يدري الانسان فهو برجاء الله ورحمة الله واللجوء الى الله وطلب المدد من الله سبحانه وتعالى يسأل الله الهداية العون التوفيق السداد وايضا ان يفعل ما امره الله سبحانه وتعالى به. فقال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا من الذي يؤمر بالعمل الذي عنده مشيئة هو الذي لا مشيئة عنده من الذي يؤمر بالعمل الذي عنده مشيئة او الذي لا مشيئة عنده اذا قوله اعملوا هذا دليل على ان العبد عنده مشيئة ولهذا امر بالعمل قال اعملوا اما الذي لا مشيئة عنده ما يقال له اعمل هل يخاطب الجدار مثلا يقال افعل كذا ما يخاطب الانسان يخاطب ويؤمر لان عنده مشيئة والله قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اذا العبد عنده مشيئة ويتحرك ويفعل اموره بمشيئته. اذا اكره على امر لا يرضاه ولا يقبله لا يحاسبه الله عليه. الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فإذا العبد عنده مشيئة فمأمور ان يعمل اعمل صلي صم تصدق تجنب الحرام اعمل ثم ماذا قال فكل ميسر لما خلق له كل ميسر لما خلق له ان كان خلق الجنة يسره الله لعمل اهل الجنة وان كان ميسرا لعمل اهل النار يسره الله لعمل اهل النار والعبد لا يدري عن نفسه اذا مطلوب من العبد ان يبذل السبب ويلجأ الى الله. يا رب يا رب يسأل الله دائما ويلح على الله في الطلب بسؤال الله الهداية سؤال الله التوفيق سؤال الله العافية سؤال الله تبارك وتعالى النجاة من النار يلجأ الى الله سبحانه وتعالى في اموره كلها يسأل الله عز وجل كان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وكان ايضا من اكثر دعاة ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ابراهيم الخليل امام الحنفاء ماذا قال في دعائه رب اجعلني مقيم الصلاة رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء فيسأل مسلم ربه رب اجعلني ربي اجعلني ربي وفقني ربي يسر امري ربي اعني ربي لا تكلني الى نفسي الى اخر الدعوات العظيمة المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الله سبحانه وتعالى ويبذل السبب وهذا هو دين الله هذا هو دين الله تبارك وتعالى بذل للاسباب وطلب عون وطلب العون من الله سبحانه وتعالى الذي بيده التيسير والتوفيق والعون. قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلا فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى نيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى نسأل الله الكريم ان ييسرنا جميعا لليسرى وان يجعلنا من اهل السعادة وان يوفقنا لكل خير وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله. نعم قال رحمه الله تعالى الفصل الرابع والعشرون فيما جاء به الاسلام من المساواة بين الناس في الحقوق جاء الاسلام بالمساواة الصحيحة المستقيمة التي روحها العدل والرحمة والتكافل في الحقوق. ساوى بين طبقات الخلق في العدل في كل شيء قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان في كل شيء. فاذا قتلتم القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. رواه مسلم. واوجب النصح لكل احد قال صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة فلا رواه مسلم. وساوى بين طبقات العباد في الحقوق الواجبة عليهم تبعا لقدرتهم واستطاعتهم. قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال تعالى لينفق ذو سعة من سعته. ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها. وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وساوى بينهم في وجوب ايتاء الحق الذي عليهم وفي ايجاب ايصال الحق اليهم. فكل من عليه حق عليه ان يؤتيه كاملا بلا بلا نقص ولا بخس ولا تطفيف. وكل من له حق على احد اعانه على استخراجه بكل طريق ممن هو عليه. كما ساوى بين مكلفين في ايجاد العبادات وتحريم المحرمات. وكما ساوى بينهم في الفضل والثواب بحسب اعمالهم. قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. وقال ان المسلمين والمسلمات الى قوله اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. هذا الفصل آآ بعنوان ما جاء به الاسلام من المساواة بين الناس في الحقوق. عقده رحمه الله لبيان ان دين الاسلام دين العدل وهو الدين الذي يعطي كل ذي حق حقه. بدون ظلم وبدون جور وبدون حيف دين كله خير في اموره في اوامره في اه احكامه فهو دين جاء بالعدل ولا يظلم احد في حكم من احكام الدين وهو دين الله سبحانه وتعالى البصير العليم الخبير الحكيم سبحانه وتعالى والمساواة شعار رفع في الازمنة المتأخرة ومن رفعه له فيه مآرب وينطوي على رفعه خبث وشر الى شعارات اخرى ايضا رفعت معه المساواة والحرية اشياء من هذا القبيل وبدأوا بدأوا يتهجمون على الاسلام وبخاصة فيما يتعلق بامر المرأة وانها الاسلام ظلم المرأة في كذا وفي كذا وفي كذا لم يسوي بينها وبين الرجل فالشيخ رحمه الله عقد هذا الفصل لرد ذاك الافك وذاك الافتراء وبيان فساد تلك الشعارات الزائفة القائمة على التسوية بدون عدل القائمة على التسوية والمساواة بدون عدل الاسلام جاء بمساواة فيها عدل واعطى كل ذي حق حقه اعطى كل ذي حق حقه. اما ان يسوى في امر ما اه تسوية يكون فيها حيف وظلم مثلا الرجل امر بالنفقة لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله امر بالنفقة وجعلت له القوامة وكلف به امور اذا سوي بينه وبين المرأة في الميراث لم يكن هذا عدلا في حقه ولهذا جاء الاسلام للذكر مثل حظ الانثيين هذا هو العدل للذكر مثل حظ الانثيين هذا عدل لكن اذا سوي بينهم ما ما ما كان عدلا فاذا الان مثلا عندما يسوي شخص بين عاملين عنده شخص عمل من اول النهار الى اخره هو شخص عمل ساعة في الصباح او ساعتين وقال انا اسوي بينهم واعطى من يعمل ومن لا يعمل تسوية او نحو ذلك او مثلا في في الاختبار طالب مهمل لا يقرأ ولا يجتهد وطالب مجد ومجتهد وقال الاستاذ انا مذهبي في الدرجات التسوية بين الطلاب مذهبي في الدرجات التسوية بين الطلاب كل مئة من مئة هل هذا اعتبر عدل هل هذا التعامل يعتبر عدلا يسوى بين المجد آآ المفرط والمضيع فاذا التسوية عندما تكون بعدل هي هي الحق اما التسوية بظلم واجحاف وعدم اعطاء كل ذي حق حقه هذا خلاف العدل ولهذا الشعارات تلك التي ترفع بالمساواة هي تسوية بظلم تسوية بظلم واجحاف واساءة بينما الاسلام جاء المساواة التي لا ظلم فيها ولا عدل مثل ما سيوضح الشيخ رحمه الله في امثلة عديدة ذكرها مثلا ذكر فيما يتعلق بالنصيحة ان النصيحة مطلوبة للجميع يكون ناصحا لا يغش ولا يظلم ولا يبغي ويعامل الجميع بالنصح هذا امر مطلوب كذلكم سوى بين طبقات العباد في الحقوق الواجبة عليهم تبعا لقدراتهم واستطاعاتهم فاتقوا الله ما استطعتم لينفق ذو سعة من سعته. ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لو قيل في مجتمع ما على كل زوج ان ينفق على زوجته شهريا مثلا مبلغ كذا هل هذا يعتبر عدل هذا عنده قدرة هذا لا قدرة عنده اذا العدل هنا لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله ساوى بينهم في وجوب ايتاء الحق الذي عليهم وفي ايجاب ايصال الحق اليهم فكل من عليه حق عليه ان يؤتيه كاملا بلا نقص ولا بخس ولا تطفيف وكل من له حق على احد اعانه على استخراجه بكل طريق ممن هو عليه كما سوى بين المكلفين في ايجاد العبادات وتحريم المحرمات وكما سوى بينهم في الفضل والثواب مثل قول الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وقال تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الى قوله والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. كل من عمل اخذ حظه ونصيبه اجرا فهذه المساواة التي جاء بها الاسلام هي مساواة في حدود العدل اما المساواة القائمة على الظلم فهذه ليست من دين الله تبارك وتعالى قال رحمه الله تعالى وساوى بينهم بالتملكات المالية بجميع طرقها ووجوهها وبصحة التصرفات كلها واطلاقها حيث اشتركوا في العقل والرشد وساوى بينهم بان الرضا في المعاملات العوظية والتبرعات والاحسان شرط لصحتها ونفوذها وان من اكره منهم لا ينفذ له معاملة ولا يستقيم له تبرع. وساوى بينهم في كل حق ديني ودنيوي. ولم يجعل لاهل احد منهم ميزة في نسب او حسب او مال او او حسن صورة انما الميزة والتفظيل بالمعاني العالية في التقوى وتوابعها قال تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. ان اكرمكم عند الله لاتقاكم وانما التفاوت والتفاضل والتفضيل يكون باسباب من كمال الدين التفضيل بها. قال سوى بينهم بالتملك المالية كان كانت المرأة في الجاهلية قبل الاسلام عقيدة المشركين فيها انها تملك ولا تملك ومعدودة في سقط المتاع تشترى وتباع وتملك ولا تملك فساوى الاسلام بينهم في التملكات المالية بجميع طرقها ووجوهها وبصحة التصرفات كلها حيث اشتركوا في العقل والرشد حيث اشتركوا في العقل والرسل وساوى بينهم بان الرضا في المعاملات العوظية التي يبيع شراء او التبرعات والاحسان شرط لصحتها او نفوذها اه يعني ان الرضا شرط لصحتها ونفوذها. اما اذا كان عن غير رظا عن اكراه لا ينفذ لا البيع ولا ايظا التبرع وساوى بينهم في كل حق ديني ودنيوي ولم يجعل لاحد منهم ميزة في نسب او حسب او مال او حسن صورة مثل ما جاء في الحديث ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم وانما ينظر الى قلوبكم واعمالكم وفي الاية التي ساق المصنف ان اكرمكم عند الله اتقاكم نعم. قال رحمه الله تعالى كما فضل الذكر على الانثى في الميراث. وجعل وجعل الرجال قوامين على النساء بما فضل والله به بعضهم على بعض فان الرجل عنده من الاستعدادات والتهيؤ للكمال والقوة على الاعمال ما ليس عند المرأة. وعليه من الواجب ذات النفسية والعائلية ما حسن تفضيله على المرأة. والله سبحانه وتعالى قال في هذا السياق ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ليس للرجل ان يتمنى ان يكون فيه من الخصائص خصائص المرأة وليس المرأة ايضا ان تتمنى ان يكون لها من الخصائص مثل خصائص الرجل. ولهذا جاء اللعن المسترجلات من اه النساء لماذا؟ لان هذا فيه اه تطلع وتمني ورغبة في حصول خصائص ليست له خصائص ليست له نعم قال رحمه الله تعالى ولهذا علل ذلك بقوله تعالى وبما انفقوا من اموالهم. فشكرهم على انفاقهم على غيرهم واعانهم على تلك على تلك النفقات بالتفضيلات المناسبة لهم. وهذا كما اوجب العبادات المالية كالزكوات والكفارات وغيرها على ارباب الاموال سبحان الله عندما يتكلمون عن التسوية بين الرجل والمرأة يعني لا تدري هل يتكلم هؤلاء وعندهم عقل عندهم فطرة عندهم فهم للامور او انهم يتكلمون بماذا وكيف يكون كيف يكون مساواة في كل من كل وجه كيف يكون مساواة من كل وجه بين الرجل والمرأة وبهذا يتبين كمال الاسلام وظعت هذه الامور التي يطالب بها هؤلاء والا اذا اذا كان يريد ان يسوي بيننا كيف يسوي بين الرجل المرأة لها خصائص ولها طبيعتها والرجل ايضا له خصائصه وله طبيعته يعني مثلا الان عندما يقال مطالبة لتصف بكل شيء يقولون هل هل يطالب هؤلاء السفهاء ان يكون مثلا تحمل مرأة المرأة تحمل سنة والرجل يحمل سنة يبقى المساواة يعني لماذا تحمل المرأة هذا العبء وتكون هي التي تحمل وما في الحمل من مشاق وما يقولون لا هذا امر اختصت به المرأة. اذا لماذا تجعلون اه في اشياء معينة هذا امر اختصت به المرأة ولا تجعلون الامور التي جعلها الله عز وجل خصائص للمرأة وبين اه بينت بالدلائل الواضحات ولا سعادة الا بتطبيقها ولا فلاح الامم الا بتطبيقها كيف تدعون للتسوية بين الرجل والمرأة في مثل ذلك فحقيقة يعني من يتكلمون في المساواة هكذا بالاطلاق كانهم يتكلمون بدون عقول وبدون فهم وبدون دراية الامور نسأل الله العافية والسلامة قال رحمه الله تعالى ولهذا علنا ذلك بقوله تعالى وبما انفقوا من اموالهم فشكرهم على انفاقهم على غيرهم واعانهم على تلك النفقات قاتب التفضيلات المناسبة لهم. وهذا كما اوجب العبادات المالية كالزكوات والكفارات وغيرها على ارباب الاموال دون من ليس عنده مال تعليقا للحكم بعلته وسببه. وكما فرق بين الناس في مقدار الواجبات واجناسها بحسب قدرتهم واستعدادهم لهذا يعرف كمال حكمة الله وشمول رحمته وحسن احكامه. قال تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وما خالف هذه المساواة التي يتشدق بها المنحرفون بين الرجال والنساء وبين الاغنياء والفقراء. فانها مادية ضارة لا اقيموا عليها دين ولا دنيا لخلوها من الدين والروح والانسانية الشريفة. ومخالفتها وما خالفها ومقاعد وما خالف وما خالف هذه المساواة التي يتشدق بها المنحرفون بين الرجال والنساء وبين الاغنياء والفقراء فانها مادية ضارة لا يستقيم عليها دين ولا دنيا. الشيخ يبين هنا فساد ما يدعو اليه اولئك من اه بين الرجال والنساء والاغنياء والفقراء فانها مادية ضارة لا يستقيم عليها دين ولا دنيا لخلو لخلوها من الدين والروح والانسانية الشريفة ومخالفتها لسنة الله التي لا تبديل لها ولا صلاح الا بها التي لتكفلوا للادميين كرامتهم وشرفهم وحقوقهم الدينية والمادية. ولهذا لما نعق هؤلاء هذه المساواة اصبح عند بعض المنتمين للاسلام ممن انطلت عليهم هذه الامور اصبح عندهم جرأة في الاعتراظ على آآ كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام واصبح بعضهم ينتقد الحديث النبوي الصحيح الثابت كانه ينتقد كلام شخص من الاشخاص كانه ينتقد كلام شخص من زملائه او من رفقائه او من احد الناس والنبي عليه الصلاة والسلام ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلوات الله وسلامه عليه فاصبح هناك جرأة على كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ينتقدون. لماذا كذا؟ ولماذا المرأة كذا؟ ولماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا الى اخره مما يذكر في هذا المقام ان بعض النساء اتينا عالما ذهبنا الى عالم وقلنا له الان في حديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين ما رأيتم الناقصات عقل ودين كيف يقول ان المرأة ناقصة عقل كيف يقول ان المرأة ناقصة عقل والنساء يقولون للشيخ مثل ما تعلم فيهن طبيبة وفيهن مهندسة وفيهن كذا وفيهن كذا وفيهن كذا متفوقات احسن من كثير من الرجال فكيف يقال ناقصات عقل ايش الكلام هذا يعترظن على كلام النبي عليه الصلاة والسلام فلما انتهين من الاعتراض قال لهم السير النبي صلى الله عليه وسلم لما قال المرأة ناقصة عقل ودين ما يقصد كن انت لا يقصدكن يقصد نساء الصحابة ومن كن على طريقة نساء الصحابة اما انتن لا عقل ولا دين هذه طريقته يعترظ على النبي عليه الصلاة والسلام يعترض على احاديثه ويعترض على كلامه ولماذا يقول؟ من انت حتى تعترض على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى حديثه قال لما قال ان ان النساء ناقصات عقل ودين يقصد نساء الصحابة ومن هي على طريقة نساء الصحابة اما انتن لا عقل ولا دين المرأة التي تعترض على كلام الرسول عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام وعلى كلام الله وين العقل؟ وين الدين نعم قال رحمه الله تعالى واذا اردت معرفة فساد ما خالفها فانظر الى اثارها. كيف انحلت منهم الاخلاق الاخلاق الجميلة وتبدلوا بها الاخلاق الرذيلة وذهبت معها الرحمة والشفقة والنصح. وكيف كانت تسير بهم الى الهلاك وهم يشعرون او لا يشعرون ساروا مستصحبين الحرية المطلقة من جميع القيود وهي عبارة عن حرية الشهوات البهيمية والسبعية فلم يوقفهم عنها دين ولا اخلاق ولا مصلحة عمومية بل ولا فردية فوقعوا في الفوضى وتصادمت الايرادات ومرجت العقول فارتكسوا في لغيهم يعمهون وفي ضلالهم يترددون. يقول الشيخ ايضا مما يبين فساد حال هؤلاء ان ان تنظر الى المآلات مآلات الامور التي افضت اليها دعوتهم هذه للمساواة بين الرجل والمرأة الى ماذا الت وكيف انها الت الى آآ مآلات آآ اه خطيرة جدا وامور مرضية ومهلكة وحتى هم في نهاية المطاف شهدوا على انفسهم بالخيبة وانهم لم يحصلوا شيئا قرأت قبل فترة ليست طويلة امرأة تتحدث تقول آآ دخلنا في كل اعمال الرجل واصبحنا مثل الرجل وذاك الرجل الذي كنا نهابه صار يهاب منا وفعلنا وفعلنا وفعلنا وفعلنا وتعدد الامور التي وصلت اليها من اعمال الرجال ولكن تريدون اخبركم بصراحة والله انني اتمنى ان اعود لانوثتي وان اكون امرأة في في بيت ولي رجل وله قوامة علي حتى اعيش حياة كريمة تعترف تقول انا فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كل الامور التي هي من خصائص الرجال واعمال رجال وكنا نهاب الرجال اصبحوا يهابوننا وتريدون اخبركم بصراحة تقول انني اتمنى ان اعود الى انوثتي واكون امرأة في البيت ام اولاد وهناك رجل وله القوامة علي حتى اسعد اذا سعادة المرأة بان تعيش في هذا المسار وهذا الطريق الذي خلق خلق الله المرأة لاجله اما اذا اخرجت المرأة عنا ما ووضعها وحياتها وانوثتها واصبحت مثل الرجل سواء بسواء فهنا تحدث الكارثة والمرأة نفسها في منتصف الطريق تجد نفسها ضائعة تماما يعني في البداية بداية الطريق تحس بنشوة تحس مثلا متعة تحس تحس بامور معينة ثم في النهاية تحس انها تحطمت فعلا لانها تمشي في غير طريقها وتسير في غير مجالها. نعم قال رحمه الله تعالى فان الله بحكمته ورحمته خلق الانسان ووضع فيه الشهوة التي تدعوه الى جميع ما تشتهيه النفس وعند الاسترسال مع هذه القوة لا يقف عند حد الاعتدال الواجب بل توقعه في فساد عريض ولكن من رحمته وضع فيه العقل الذي يميز به الامور النافعة التي ينبغي ايثارها والامور الضارة التي عليه اجتنابها. فوقف العقل الصحيح وقف العقل الصحيح معدلا للشهوة ومانعا لها من الاسترسال المهلك بما يشاهده من اضرار واخطار. ورغب في خير الدنيا والاخرة اخرتي لمن اثر ما يدعو اليه العقل والشرع من الخير والاحتماء عن الشر. وتقديم الوازع الديني العقلي على الوازع البهيمي بما له ومن الاثار الجميلة عاجلا واجلا. قال تعالى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى هذا جزاء الطاغي المسترسل مع الشهوات البهيمية الداعية الى الطغيان. ثم قال تعالى واما من خاف مقام ربه واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. فهذا جزاء من قدم خوف الله على رغباته المطلقة وراقب نفسه عن جماحها في الهوى المرضي فان الهوى يدعو صاحبه الى ترك الواجبات والمستحبات طلبا للراحة الحاضرة وايثار الكسل والى التجرؤ على المحرمات التي في في النفس داع القوي القوي اليها. فاذا لم يكبحه لم يكبحه بخوف الله وخشية العقوبة استرسل به الى الطغيان. فلم يتورع عن محرم ولم يقم بواجب وهذا هو الهلاك الابدي فاذا خاف ربه وراقبه وعلم ما عليه من الواجبات وما هو محتم عليه من ترك المحرمات وجاهد نفسه على القيام بذلك فقد افلح وانجح وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. نسأل الله لنا جميعا من فضله. الشيخ هنا رحمه الله ختم بخاتمة جميلة وعظيمة. يقول الانسان فيه قوة الشهوة وهذه القوة اذا كانت هي التي تسير الانسان اذا كانت هذه القوة هي التي تسير الانسان يتحول الى انسان بهيمي لان البهيمة بهيمة الانعام تسيرها شهوتها ليس هناك عقل يردع ولا دين يزرع فاذا العبد يحتاج الى ان يكبح جماح هذه الشهوة ولا تكون هذه الشهوة هي التي تقوده والشيخ رحمه الله من خلال ذلك يبين خطأ اولئك الفادح الذين هم في الحقيقة انما يسايرون الشهوات شهوات النفوس المنحرفة فيما تطلبه وتطمح نيله بينما الاسلام جاء بالحث على ان تكبح هذه الجماح جماح الشهوة وتوزن بميزان العقل المصبوع مصحوب بمعرفة الدين وما شرع الله سبحانه وتعالى ويكون الدين هو الحاكم لا ان تكون الشهوة هي التي تسيطر على الانسان. واورد قول الله تعالى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي الماء هذا قسم والقسم الاخر واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى اي نهى نفسه عن ما تهواه خوفا من الله تبارك وتعالى طلبا لرضاه سبحانه وتعالى فمن كان بهذه الصفة كان آآ من اهل الثواب والاجر العظيم يوم يلقى الله سبحانه وتعالى وكان من المفلحين ناجحين. اللهم هيء لنا جميعا من امرنا رشدا واصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم واهدي ضال المسلمين وردهم الى الحق ردا جميلا. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح انا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل وانا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين