الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. يقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة الفصل الخامس والعشرون في ان القرآن شفاء لما في الصدور من الامراض ورحمة جالبة للخير قد اخبر الله في عدة ايات من كتابه ان القرآن شفاء من الامراض. وخصوصا الامراض القلبية وانه رحمة تحصل بها وانه رحمة تحصل به الخيرات والكرامات. فبه تزول المكاره وبه تحصل المحاب. اخبر بذلك في عدة مواضع وشرح الواقع المفصل لهذا الامر العام في مواضع عند كلامه على التشريع وتفصيل الاوامر والنواهي فصل الامراض القلبية وشخصها وبين اضرارها ومفاسدها الكثيرة. وذكر وذكر العباد كيف يسعون في ازالتها واقتلاعها وتوجيهها الى ما ينفع ولا يضر. ولنذكر لهذا الاصل امثلة يتضح بها الامر. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الفصل عقده الامام ابن سعدي رحمه الله تعالى لبيان طريقة الاستشفاء بالقرآن فان الله عز وجل قال في كتابه العزيز وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وقال جل وعلا قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وقال الله تبارك وتعالى وشفاء لما في الصدور فالقرآن شفاء لكن كيف نستشفي بالقرآن هذه مسألة عظيمة جدا وكبيرة للغاية وقد احسن رحمه الله تعالى وهو رجل عرف بعنايته العظيمة بكتاب الله وله كتابات عديدة عن القرآن له تفسير كامل ولو مختصر لتفسير القرآن وله كتاب في قواعد تفسير القرآن وله كتب كثيرة حول القرآن فهو رجل نحسبه والله حسيب من اهل القرآن واهل العناية بكتاب الله تبارك وتعالى فعقد هذا الفصل المختصر ليبين رحمه الله تعالى كيف نستشفي بالقرآن كثير من الناس يظن ان الاستشفاء بالقرآن انما هو بالرقية فقط بان يرقي نفسه او يرقى حتى بعضهم لا ينشط ان يرقي نفسه ويفضل ان يرقيه الاخرين فيذهب الى زيد وعبيد اقرأ علي ويكون هذا حد معرفته بالاستشفاء بالقرآن وربما قصر مدلول قول الله تبارك وتعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء على هذا المعنى الرقية بالقرآن ولا شك ان الرقية بالقرآن شفاء وهو من اعظم الاشفية وانفعها لا شك ان باب الرقية بكتاب الله عز وجل اعظم ما يستشفى به ويتداوى به لكن المراد هنا التنبيه على خطأ كثير من الناس حيث ظن ان الاستشفاء بالقرآن هو هذا فقط هو هذا فقط بينما الحق ان هذا جانب عظيم من جوانب الاستشفاء بالقرآن وليس هذا كله او كل الاستشفاء بالقرآن فعقد رحمه الله تبارك وتعالى هذا الفصل ليبين بالامثلة وكما يقال بالمثال يتضح المقال يبين بالامثلة كيف نتداوى بالقرآن هناك امراض كثيرة جدا وربما بعضها تكون في الشخص وليشعر انه مصاب بها لا يشعر انه انه مصاب بها. مثلا يأتي حديث عن مثلا الغل او يأتي حديث عن الحقد او مثلا يأتي الحديث عن شح النفس ويأتي حديث عن اه امراض اخرى مثلا من امراض القلوب فيسمع الحديث ويجد من نفسه ان هذا امر هو ليس من اهله وانه من ابعد الناس عنه وقد يكون مصابا به او مصابا ببعضه او بكثير من واحيانا الانسان يحمل مرض ولا يشعر احيانا الانسان يحمل المرض ولا يشعر واحيانا يوهم نفسه انه ليس مصابا بالمرض لكن اذا حققنا فعلا التداوي بالقرآن ان هذا القرآن كما جاء عن بعض السلف جاء فيه ذكر الداء والدواء احد السلف يقول القرآن جاء بذكر الداء والدواء قال اما الداء فالذنوب واما الدواء الاستغفار هذه طريقة نعرف فيها الادواء والادوية الامراض والعلاجات فكيف كيف نستفيد كيف نستفيد؟ كيف نتمكن من معالجة انفسنا بالقرآن الكريم؟ كيف نتداوى بالقرآن؟ كيف نستشفي بالقرآن؟ هذه مسألة كبيرة جدا وعظيمة للغاية ويحتاج العبد فعلا حاجة ماسة الى ان ان يداوي نفسه فعلا بالقرآن الكريم احيانا زيادة على الامثلة التي مضى ذكرها احيانا يكون الانسان مصاب والعياذ بالله بجوانب من الشرك والشرك اعظم ما حذر الله سبحانه وتعالى به في واحيانا يكون مصاب ببعض البدع والاهواء ولا يشعر لا يشعر انه مصاب بهذا او ذاك فكيف يتداوى بالقرآن كيف يتداول القرآن؟ كيف يعالج نفسه من امراض ربما انه مصاب بها او له منها شيء من الحظ والنصيب كيف يداوي نفسه بالقرآن؟ ما الطريقة النافعة المثلى في ذلك فالشيخ رحمة الله عليه واحسن اليه واثابه عقد هذا الفصل ليبين لنا هذه المسألة الكبيرة وهي فعلا كبيرة وعظيمة جدا وقال ان الله اخبر في عدة ايات من كتابه ان القرآن شفاء ان القرآن شفاء وسمعنا بعض الايات في هذا الباب وخصوصا الامراظ القلبية امراض القلوب من غل او حقد او آآ ضغينة او كبر او حسد او غير ذلك من امراظ القلوب وهي كثيرة جدا وخصوصا الامراض القلبية وانه اي القرآن الكريم رحمة وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة. فالقرآن شفاء ورحمة وانه رحمة تحصل به الخيرات والكرامات فبه اي القرآن تزول المكاره وبه تحصل المحاب اخبر بذلك في عدة مواضع وشرح الواقع المفصل لهذا الامر العام في مواضع يعني ذكر اجمالا ان القرآن شفاء وذكر ايضا التداوي بالقرآن تفصيلا في مواضع كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى عند كلامه على التشريع وتفاصيل الاوامر والنواهي فصل الامراظ القلبية وشخصها فصل الامراض القلبية وشخصها وبين اظرارها ومفاسدها الكثيرة وذكر العباد كيف يسعون في ازالتها واقتلاعها وتوجيهها الى ما ينفع ولا يضر هذا من حيث الاجمال اما تفصيل ذلك فذكر رحمه الله امثلة وكما يقال بالمثال يتضح المقال قال رحمه الله تعالى ولهذا ولنذكر لهذا الاصل امثلة يتضح بها الامر. فمنها ان الشح طبيعة نفسية ومرض داخلي في قوله تعالى واحضرت الانفس الشح وان الانسان مجبول على محبة المال وانه لحب الخير لشديد. وذلك يقتضي امساكه من كل وجه. فهذا المرض موجود في كل النفوس البشرية متغلغل في الضمائر في الضمائر. ولكنه تعالى عالجه بعلاجات قوية نافعة بقوة تقهر جميع القوى النفسية اذا تمت. وهي قوة الايمان. وبين ان الايمان يدعو المؤمنين الى القيام بجميع حقوق الايمان وخصوصا الواجبات الكبار والحقوق الضرورية كالنفقة كالنفقة في الزكاة والجهاد وعلى وعلى من لهم حق على الانسان. واخبر في عدة ايات ان الانفاق من حقوق الايمان الكلية الكبار. وانه لا يتم ايمان عبد حتى يؤدي الزكاة وحتى ينفي وحتى ينفق النفقات المأمور بها. وان من قوي ايمانه لا النفقات المأمورة. وحتى ينفق النفقات المأمور بها. وان من قوي ايمانه لا يتمادى معه خلق البخل بل يأتي انفاقه تبعا منقادا لداعي الايمان. وهذا اقوى علاج لهذا الداء. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح والصدقة برهان. اي برهان ودليل على صحة ايمان صاحبها. فان الايمان محبوب ويجب تقديم هذا المحبوب على جميع محاب النفوس. فمتى تعارض الداعي الطبيعي وهو الشح؟ وداعي الايمان. فعند هذا التعارف يتضح من هو المؤمن حقا الذي يؤدي كل ما عليه لا يلتفت الى شح وبخل ومحبة للمال ممن لم يصل الايمان الى قلبه وهو الذي يعبد الله على حرف ان سلم من المعارضات ثبت على دينه وان عارضه اي هوى يكون انحاز مع الهوى وترك الدين فهذا قد خسر الدنيا والاخرة وعالج هذا الخلق ايضا بالترغيب المتنوع في النفقات في الثواب العاجل والاجل وما فيه من الخلف وتنمية خلق الكرم في العبد والاجر المتضاعف الذي لا يدع المؤمن يتجارى مع بخله وشحه ويفوت المغانم الجليلة والاثار الجميلة وايضا يرهب من عقوبات الممسكين وعواقب البخلاء المانعين. فحكم فكم حد فكم حدا هذا الترغيب والترهيب الى البذل في الواجبات؟ فكم حدا هذا الترغيب والترهيب الى البذل في الواجبات والمستحبات بنفوس مطمئنة وقلوب واثقة بوعد الله خائفة مر وعيده. وقرر ذلك بذكر مآل المحسنين. وما نالوا من العاجل والاجل ومآل المسكين. وكيف كانت عواقبهم اسوأ العواقب؟ كيف زالت نعمهم ومحابهم؟ وحلت بهم النقم والمكاره ومآل لعلها الممسكين عندك الممسكين؟ نعم. الممسكين. انا عندي مكتوبة خطأ المسكين. وعندك كذلك لا الصواب ما في هذه نسخة الممسكين وما نالوا من الخير العاجل والاجل ومآل الممسكين. وكيف كانت عواقبهم اسوأ العواقب؟ كيف زالت نعمهم احلت بهم النقم والمكاره. ولم يزل ولم يزل يراقبهم في الانفاق بكل وسيلة. ويخبرهم ان من اطاع الشح فقد الشيطان الذي يعد بالفقر ويخرج من القلب الثقة بالله والرحمة بعباد الله. وان من انفق فقد اطاع الله وحصلت له المغفرة الشاملة وحصلت له المغفرة الشاملة. والرحمة العامة والفضل والخلف العاجل والبركة في الرزق لم يزل يعالجهم بهذه الادوية النافعة حتى انقادت نفوس المؤمنين. راغبة طائعة مختارة مؤثرة ما عند الله. مطمئنة قمة بفضله وربما وصلت الحال بكثير منهم الى ان ما يعطون احب اليهم من ان ما يعطون احب اليهم مما يأخذون لاهل الكرم لاهل الكرم هنا حكايات جميلة في بذلهم وايثارهم. وكيف انقلب ذلك الطبع؟ الطبع الجبلي بالعلاجات والادوية الربانية الى ضده. نعم هذا الان مثال من امثلة الدواء القلوب وامراظها التي جاء القرآن الكريم بعلاجها ومداواتها فكيف يتم لعبد علاج نفسه من هذا الداء وكيف يداوي نفسه بالقرآن الكريم من مثل هذا المرض بين رحمه الله ان الشح وهو مرض مثل ما ذكر رحمه الله تبارك وتعالى طبيعة نفسية ومرض داخلي والنفوس جبرت على حب المال وتحبون المال حبا جما نفس الانسان وجبلت على حب المال على امساكه على الخوف من الفقر فنفس الانسان جبلت على هذا كيف يداوي هذا الشح الذي يصاب به الانسان وهو اه مرض داخلي وامر موجود في فالانسان كيف يداوي نفسه منه وكيف يرتقي الى آآ الكمال ويوقى شح نفسه فيكون بدل ان يكون صحيحا يكون منفقا سخيا كريما باذلا معطيا وذكر قول الله تعالى واحضرت الانفس الشح. اي انه موجود فيها الشح موجود في النفس واذا وجدت المناسبة احضره واستدعاه فموجود في في داخل انسان يبرز عند المناسبات عند المناسبات يبرز هذا وتحظر النفس ما فيها من شح وتبدي ما فيها من شح واحضرت الانفس الشح وان الانسان مجبول على محبة المال وانه لحب خيري لشديد وذلك يقتضي امساكه من كل وجه اذا كان الانسان مصاب بالشح ولم يتداوى منه النتيجة التبعية لذلك انه يمسك المال من كل وجه ولا يخرج منه لا نفقة واجبة ولا مستحبة لما كان مصابا به من شح عظيم فهذا المرض موجود في كل النفوس البشرية متغلغل متغلغل في الظمائر. انتبه لهذه الجملة. موجود في كل النفوس البشرية متغلغل اه في في الظمائر الله ابتلى الانسان بوجود هذا فيه وجبله على هذا وطلب منه ان يعالجه وهيأ له العلاج هيأ له الدواء العظيم الذي يخرجه من شح النفس الى كرم النفس وسخائها ولكنه تعالى عالجه بعلاجات قوية نافعة ثم اخذ يفصل علاجات القرآن للشح ذكر اعظم علاج وهو الايمان ما يكرم الله سبحانه وتعالى عبده به من ايمان بالله وبما امر تبارك وتعالى عباده بالايمان به فهذا الايمان بالله تبارك وتعالى وبما امر عباده بالايمان به يخرج الانسان من هذا الداء يقول رحمه الله عالجه بقوة تقهر جميع القوى النفسية يعني الايمان لا يعالج الشح فقط اذا قوي وتمكن الايمان في القلب طرد الامراض التي فيه واخرجها اخرجها من من القلب اذا تمكن وتغلغل رسخ في القلب اخرج الادواء التي فيه قال قهر بقوته جميع القوى النفسية اذا تمت اي قوة الايمان وهي قوة الايمان وبين ان الايمان يدعو المؤمنين الى القيام بجميع حقوق الايمان الى ان الايمان يدعو المؤمنين للقيام بجميع حقوق الايمان فلهذا دائما المؤمن وهذي من نعمة الله سبحانه وتعالى على المؤمن دائما المؤمن يفزع الى الايمان وتجد الايمان هو الذي يقوده اما لفعل الخيرات او لاجتناب المنكرات واذا وفق المؤمن لهذا الامر انه يفزع الى الامام في كل ملماته هذا هو حقيقة العلاج مثلا شخص جاء وقت الزكاة المفروضة التي عليه واصبح بين داعيين داعي الايمان وهو معروف دعاه الى هذه النفقة وعده سبحانه وتعالى اه ان هذه النفقة لا تنقص ماله بل تزيده ويبارك له في ماله وذكر جل وعلا وايضا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في السنة الصحيحة عن الاثار العظيمة للبذل اه الزكاة والقيام بها وايضا عقوبة تاركها فهنا داعي الايمان وهناك داعي اخر يحضر ايضا عند اخراج الزكاة يحظر هذا الداعي فيبدأ ذاك الداعي الاخر يقول له عندك حقوق كثيرة عندك التزامات عندك كذا الى اخره وهذا ينقص مالك واجر بدل السنة السنة الجاية اخر الزكاة بدل ان تزكي هذه السنة زكي في السنة الاخرى. ويبدأ هذا الداعي الذي هو داعي الشح هو في الحقيقة هذا الداعي بهذه العبارات التي اشرت الى شيء منها هو داء الشح شح النفس عندما تقول النفس وقت اخراج الزكاة المفروضة التي فرضها الله على عباده عندما تقول نفس هناك التزامات هناك حقوق كثيرة ربما ينقص مالك الى اخر هذا هذا الكلمات هذه كلها دواعي شح شح النفس النفس هي التي تدعو الى هذا فاذا يحتاج العبد في هذا المقام الى الايمان وتقوية الايمان حتى يذهب الله عنه بايمانه شح نفسه فالايمان اعظم علاج وانفع علاج لطرد الشح من النفس وايضا طرد غيرها من الامراض التي تصاب بها القلوب قال وخصوصا الواجبات الكبار والحقوق الضرورية كالنفقة في الزكاة والجهاد وعن محتاجين ايضا النفقة الواجبة على الاهل والاولاد عندما تقف النفس عن النفقة شحيحة بخيلة غير بادلة ما اوجب الله عليها يعالجها بالقرآن يذكرها بالايات ايات الايمان التي فيها الحث على الزكاة الامر بالزكاة آآ عقوبة تارك الزكاة ايضا الاجور التي اعدها الله سبحانه وتعالى لاهل الزكاة ايضا الفلاح الذي يفوز به من سلم من شح النفس ومن ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون قال رحمه الله واخبر في عدة ايات ان الانفاق من حقوق الايمان الكلية الكبار وانه لا يتم ايمان لا يتم ايمان عبد حتى يؤدي الزكاة وحتى ينفق النفقات المأمور بها مثل ما قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. اي المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حقه. ومن جملة هذه الصفات ومما رزقناهم ينفقون فذكر سبحانه وتعالى النفقة اه من جملة اعمال الايمان وواجبات اه الايمان ومما افترضه الله سبحانه وتعالى على اهل الايمان قال وان من قوى ايمانه او قوى ايمانه لا يتمادى معه خلق البخل والشح بل يأتيه بل يأتي بل يأتي انفاقه تبعا منقادا لداعي الايمان ان تنعكس القضية بدل ان يكون عملا منقاد لشح النفس يتحول الى ان يكون عمله منقاد لداعي الايمان وهذا حصل من خلق كثير عرفوا بالبخل والشح والتقتير حتى على النفس. وعلى الاولاد وعدم النفقات الواجبة ولما من الله عليهم بالايمان تغيرت حالهم تغيرت حالهم واصبح ذاك الشحيح البخيل تحول الى رجل سخي كريم وهذا مما من الشواهد شواهد الواقع على ان الايمان اذا وجد واكرم الله سبحانه وتعالى عبده به عالج ما في النفس من شح قال ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح والصدقة برهان والصدقة برهان برهان اي دليل برهان اي دليل دليل على ماذا قال اي برهان ودليل على صحة ايمان صاحبها على صحة ايمان صاحبها برهان على سلامة من الشح وعلى صحة ايمانه وعلى قيامه بحقوق الايمان وواجباته فان الامام محبوب انتبه فان الايمان محبوب المؤمن الذي اكرمه الله بالايمان يحب الايمان حبا عظيما. فالايمان محبوب ويجب تقديم هذا المحبوب على جميع محبوبات النفس يجب ان يقدم على جميع محبوبات النفس عندنا محبوبان الايمان محبوب وايضا المال محبوب فيجب ان نقدم محبوب الايمان على محبوب النفس فاذا كانت النفس تحب ان تبقي المال عندها فالايمان اه حبه اعظم والمصير الى ما يدعو اليه الزم واوجب فيجب على المؤمن ان يقدم داعي الايمان على داعي النفس وهذا محك تتميز به النفس المؤمنة من النفس الشحيحة البخيلة وعند الامتحان يكرم المرأة ويهان هذا امتحان فاذا جاء وقت النفقة اما ان يقدم داعي الايمان او يقدم دع النفس ان قدم داعي النفس فهو الشحيح وان قدم داعي الايمان انطبق عليه الحديث والصدقة برهان قال فان الايمان محبوب ويجب تقديم هذا المحبوب على جميع محاب النفوس فمتى تعارظ الداعي الطبيعي وهو الشح وداع الامام فعند هذا التعارض يتضح. يعني هذا هو المحك عند التعارض يتضح يتضح ماذا؟ قال يتضح من هو المؤمن حقا الذي يؤدي كل ما عليه لا يلتفت الى شح وبخل ومحبة للمال ممن لم يصل الايمان الى قلبه وهو الذي يعبد الله على حرف ان سلم من المعارظات ثبت على دينه. وان عارضه اي هوى يكون اي هوى يكون انحاز مع الهوى وترك دينه فهذا قد خسر الدنيا والاخرة هذا علاج الان. علاج اخر للشح قال وعالج هذا الخلق ايضا بالترغيبات المتنوعة في النفقات كالثواب العاجل والاجل وما فيه من الخلف وتنمية خلق الكرم والجود في العبد والاجر المضاعف الذي لا يدع المؤمن يتجارى مع بخله وشحه ويفوت المغانم الجليلة والاثار الجميلة هذا ايضا باب من باب علاجات الشح التي جاء بها القرآن الكريم ايضا باب العقوبة ذاك باب الترغيب وهذا باب ذاك باب الترغيب وهذا باب الترهيب باب العقوبة للممسكين لمن هو بخيل لمن هو شحيح لا ينفق لا يخرج ما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه فكم حدا هذا الترغيب والترهيب الى البذل؟ حدى اي ساق الانسان حداه اي ساقه وقاده فكم حدا هذا الترغيب والترهيب الى البذل؟ في الواجبات والمستحبات بنفوس مطمئنة وقلوب واثقة بوعد الله خائفة مر وعيدة وقرر ذلك بذكر مآل المحسنين وما نالوا من الخير العاجل والاجل ومآل الممسكين وكيف كانت عواقبهم اسوأ العواقب كيف زالت نعمهم ومحابهم وحلت بهم النقم والمكاره ولم يزل يرغبهم في الانفاق بكل وسيلة ويخبرهم ان من اطاع الشح فقد اطاع الشيطان الشيطان يعدكم الفقر فاذا اطاع الشح يكون اطاع الشيطان الذي يعده ويخوفه بالفقر يقول لا لا تنفق لا تخرج المال. ان اخرجته افتقرت اصبحت فقيرا ويخبرهم ان من اطاع الشح فقد اطاع الشيطان الذي يعد بالفقر ويخرج من القلب الثقة بالله والرحمة بعباد الله وان من انفق فقد اطاع الله وحصلت له المغفرة الشاملة والرحمة العامة والفظل والخلف العاجل والبركة في الرزق. هذه الاشياء عندما المؤمن من ترغيب وترهيب تحرك في نفسه ولا بد البذل الواجب بل والمستحب وتبعده باذن الله تبارك وتعالى عن شح النفس قال رحمه الله لم يزل يعالجهم بهذه الادوية النافعة لم يزل يعالجهم بهذه الادوية النافعة حتى انقادت نفوس المؤمنين راغبة طائعة مختارة مؤثرة ما عند الله مطمئنة بفظله وربما وصل الحال بكثير منهم الى ان ما يعطون احب اليهم مما يأخذون وهذي درجة عالية في الايمان يكون ما اعطى احب اليه مما اخذ لان ما اعطاه هو ما له الحقيقي كما قال عليه الصلاة والسلام يقول ابن ادم مالي مالي وهل مالك الا ما اكلت فابليت ولبست فافنيت او تصدقت فابقيت اما بقية المال للورثة ليس له هو مهمته ان يقوم على هذا المال خازنا وحافظا يخزن المال ويحفظ المال للورثة ثم يقتسمونه بعد موته. فمهمته خازن وحافظ للمال اما اذا كان انفق من ماله هذا الذي انفقه من ماله هو حقيقة ماله وهو الذي سيلقى الله سبحانه وتعالى به في جملة الصالح الذي تزيد به درجاته وتعلو به مراتبه. لكن الشح لازم بعض الناس وخاصة عندما يكثر مال الانسان يحدث احد الدعاة عن رجل ثري جدا لكنه لا ينفق فاصيب بمرض شديد يقول كنت هذه فرصة آآ استغلها لعلي احركه ينفق. فاتيت بمخططات لجامع كبير جدا في منطقة محتاجة لذلك الجامع ودعوت له بالشفاء والعافية والبركة وعرضت عليه المشروع وقلت هذا مشروع مبارك لك في هذا الوقت وحفظته وشجعته ورغبته فسر بذلك ووعد بالانفاق على بناء المسجد كاملا يقول وقال جهز لي اوراق المسجد واكمل مخططاته اكملتها واتيت واذا بقت خرج من المستشفى شوفي وجئته في بيته وذكرته بالموظوع قال عندنا التزامات كثيرة وهذا مشروع كبير ويحتاج اموال كثيرة وعندنا التزامات وعندنا الى اخره فالنفس مصابة النفس مصابة وتحتاج فعلا الى ان تتذكر يعني هذا الان مثلا مرض وشفي ممكن يمرض ويموت والمال يقسم ولا ولا ولا يحصل هذا الخير الذي صرفته نفسه الشحيحة عن تحصيله من بنى بيتا من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة فكيف يحرم نفسه وربما يفارق الانسان ما له بعد يوم او يومين ثم يحرم نفسه من القصور والنعيم المقيم والخيرات والفضل العميم فالنفس مصيبة النفس الشعيحة مصيبة تهلك الانسان لا تزال به الى ان يموت على شحه وتقتيره وتظييقه على نفسه وعلى الاخرين ثم تكون النهاية ان هذا المال الذي شح به اصبحت مهمته في حياته الى ان مات ان كان خازنا لهذا المال وحافظا هذا المال ليكون من نصيب آآ الورثة من بعده يتقاسمونها وكثير من الورثة الا من عافاه الله ايضا يشح بمال اه مثل هذا الرجل فتجده لا ينفق لا يتصدق عن والده الذي ورث منه هذه الخيرات وبعضهم قالها صراحة قال لو كان يريد كان كان اخرجوه بنفسه بعضهم قيل لو والدك تركه لقى هذه الخيرات العظيمة الكثيرة تصدق ابن مسجد لوالدك مئة الف او مئتين الف او ثلاث مئة الف من هذه الملايين اخرجها فقال لو كان يريد بنى هو في نفسه في حياته. اخرجه في نفسه ويمتنع فالشح مصيبة عندما يصاب الانسان بشح يبقى معه الى ان يموت وتكون مهمته بهذا المال الذي شح به تكون مهمته خزن هذا المال للورثة واحيانا حتى ليس الورثة احيانا يظيع احيانا يظيع بعظهم يظيع ماله وينتهب هنا وهناك ويظيع القرآن جاء بعلاج هذا المرض بانفع ما يكون من العلاج بادوية عديدة نافعة عرظ الشيخ رحمة الله عليه طرفا منها قال لاهل الكرم هنا حكايات جميلة لاهل الكرم هنا حكايات جميلة في بذلهم وايثارهم وكيف انقلب ذلك الطبع الجبلي بالعلاجات الشرعية والادوية الربانية الى ضده احيانا هذا اللي يقول الشيخ رحمه الله العلاجات الشرعية والادوية الربانية احيانا بعض الناس اية واحدة تتلى عليه من القرآن تكفي في تغيير مساره اية واحدة يسمعها فيها فظيلة او فيها ترهيب او فيها تخويف فتغيره تماما مما يذكر في هذا المقام ما ذكره الاصمعي وقد نقله عنها ابن قدامة في كتابه التوابين الاصمعي كان معروف بالرحلة رجل رحلة يتنقل بين البلدان يقول لقيت رجل من الاعراب ووصفه هكذا قال اعرابي جلف على بعيره راكب على بعيره فسلمت عليه فرد علي السلام قال لي من الرجل؟ قلت من بني الاصمع قال لعلك ذاك الذي يقال عنه الاصمعي مشهور كان في زمانه قال لعلك ذاك الذي يقال عنه الاصمعي قلت نعم قال من اين جئت قال جئت من بلد يتلى فيه كلام الرحمن جئت من بلد يتلى فيه كلام الرحمن قال او للرحمن كلام يتلوه الادميين الله هل له كلام يتلوه الناس؟ ما كان سمع بهذا قال اولالرحمن كلام يتلوه الادميين؟ قال قلت نعم قال اسمعني شيئا من كلام الرحمة قلت انزل من بعيرك يقول فنزل الرجل وقرأت عليه من سورة الذاريات حتى بلغت قول الله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون وفي السماء رزقكم وما توعدون فقال لي اوهذا كلام الرحمن؟ قلت نعم. قال امسك البعير تمسكته فنحره قال اعني على تقطيعه يقول فاعنته وفرقه في المساكين ومضى ويقول وفي السماء رزقكم وما توعدون جادت نفسه ببعيره وهو وهو يحقق ايمانه بهذه الاية التي يسمعها لاول مرة يقول ومضى فعجبت كيف اثرت فيه الاية تأثيرا لم ابلغه يقول ومظيت ثم لقيته بعد سنتين في مكة عند بيت الله الحرام فعرفني وعرفته وقال قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا. جادت نفسه ببعيره وكان راكبا عليه ومحتاجا للانتقال عليه جادت نفسه به وفي السماء رزقكم وما توعدون فالشاهد ان احيانا اية واحدة تغير من مسار الانسان تماما خطبة يسمعها موعظة حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام وهذا كله مما تحدث الشيخ عنه وهو ما جاء به القرآن من الادوية النافعة لعلاج شح النفس. نعم قال رحمه الله تعالى ومن ذلك انه ابدى واعاد في ذم الرياء ومصانعة الخلق وانه خلق ساقط دنيء جدا من اخلاق المنافقين الارذلين المنقطعين عن رب العالمين. في تعلقهم به وبما يحبه ويرضاه فلم يزل يبين لهم رذالة هذا الخلق وانه لا يتصف به الا الاراذل من الا الاراذل من المنافقين. وانهم في الدرك الاسفل من انه كما كانوا في الدرك الاسفل من الاخلاق. ويبين ان المرائي مع ضعف دينه قد ضعف عقله. فانه رأى المخلوقين الفقراء العاجزين الذين لا يملكون لانفسهم فضلا عن غيرهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. وان من عمل لاجلهم فقد اعتمد على غير معتمد واتكأ على شفا جرف هار. وان المخلصين هم اهل الهمم العالية والاجور الفاضلة وان الجزاء بحسب الاخلاص والاعمال بالنيات. وان العمل القليل وان الجزاء بحسب الاخلاص والاعمال النيات وان العمل القليل من المخلص يزن الاعمال الكثيرة ممن لم يكن كذلك من المخلص وان العمل القليل من يزن الاعمال الكثيرة ممن لم يكن كذلك. وان المخلصين هم الذين يخلصهم في الدنيا من الفتن والاثام. ومن العقوبات والالام وانه باخلاصهم يحلهم المقامات العالية في دار السلام. لم يزل يعالجهم بهذه العلالجات العالية حتى علموا علم اليقين انه لا عمل الا بالاخلاص. وان الاخلاص هو السبب الوحيد المنجي من المكاره. المحصل للمحاب كلها وان الله لم يخلقهم الا ليخلصوا له الدين. ويقوموا بعبوديته وحده لا شريك له. وان من رأى الناس بعمله فقد خسر دينه وعقله وعلمه وتعلق بغير متعلق. فاي مرض يبقى مع هذه العلاجات الناجحة بقي التي هي علاج العزيز الحكيم الرب الرحيم الذي هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها فتبارك الله الله رب العالمين. هذا ايضا داء اخر من ادواء القلوب وامراضها واسقامها وهو مرض الرياء والنفس ايضا تميل الى آآ المدح والثناء وان يعجب الناس بالانسان وان يمدح وان يثنى عليه فلاجل هذا الشيء الذي تميل النفس اليه يبدأ الانسان يتزين بالعمل للناس وليس لله يحسن العمل يجيد العمل آآ يحاول ان يظهر اتقان العمل لا لشيء الا لكسب هذا الشيء الذي تميل اليه نفسه وهو المدح والثناء العمل ليس لله وانما للناس. هذا داء عظيم وومرظ خطير من الامراض التي تصاب بها القلوب والقرآن وكذلكم سنة النبي عليه الصلاة والسلام جاء فيها فيهما ادوية وعلاجات نافعة عظيمة لمعالجة هذا الداء قال ابدى واعاد في ذم الرياء ومصانعة الخلق ومصانعة الخلق وانه خلق رذيل ساقط دنيء جدا من اخلاق المنافقين الارذلين لان الله قال عن المنافقين يراؤون الناس. يعني اعمالهم ليس الا لمراة الناس. حتى يقال عنهم كذا ويقال عنهم كذا ويثنى عليهم بكذا لا لا لا لشيء الا لهذا وانه من اخلاق المنافقين الارذلين المنقطعين عن رب العالمين في تعلقهم به وبما يحبه ويرضاه قال فلم يزل يبين لهم رذالة هذا الخلق وانه لا يتصف به الا الاراذل من المنافقين وانهم في الدرك الاسفل من النار. لماذا لماذا كانوا في الدرك الاسفل من النار؟ قال كما انهم كانوا في الدرك الاسفل من الاخلاق فلما كانت اخلاق في الدرك الاسفل من الاخلاق كانوا يوم القيامة في الدرك الاسفل من النار اخلاقهم اسوأ الاخلاق واقبحها تصنع وتظاهر ودعاوى اما الباطن فخراب تبات يظهر الصلاح وهو ليس بصالح يظهر الايمان وهو ليس بمؤمن. يظهر الكرم وليس بكريم يظهر العبادة وليس بعابد الى اخر ذلك. هذي احط الاخلاق فلما كانت اخلاقهم في درك الاخلاق كانوا يوم القيامة في الدرك الاسفل من النار قال ويبين ان المرائي مع ظعف دينه قد ظعف عقله وهذا حق المرائي ضعيف العقل لانه لو كان صحيح العقل كيف رضي لنفسه بالدون ان يتزين بعمله لعبد مثله لا يعطي ولا يمنع ولا يخفض ولا يرفع ولا يقبض ولا يبسط وليس بيده لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا ان يكون بيده شيء لذلك المرائي ولا ولا يتزين بالعمل لرب العالمين سبحانه وتعالى فهذا دليل على ضعف عقل المرائي وفساد عقله قال وبين ان المرائي مع ضعف دينه قد ضعف عقله. فان رأى المخلوقين الفقراء العاجزين الذين لا يملكون لانفسهم فضلا عن غيرهم نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا وان من عمل لاجلهم فقد اعتمد على غير معتمد فانه رأى المخلوقين الفقراء العاجزين. كل مخلوق عاجز فقير فماذا يصنع الانسان وماذا يجني من مراة مخلوق فقير عاجز محتاج اذا يكونوا بهذه المراءات قد اعتمد على غير معتمد واتكأ على شفا جرف جاء جرف نهار بخلاف المخلص ولهذا كان عمل المخلص وان كان قليلا مباركا نافعا بخلاف المرائي فان قليل العمل بالاخلاص خير من كثيره بلا اخلاص قليل العمل بالاخلاص خير من كثير العمل بلا اخلاص لو ان انسانا مثلا بنى مستشفيات وبنى مثلا مساجد وبنى دورا للايتام وبنى مصالح كثيرة. لكن كل هذه الاعمال قام بها رياء هل يقبلها الله منه الله يقول في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فالعمل اذا كان لغير الله لا يقبله الله. لا يقبل الله من العمل الا ما كان خالصا. فاذا كثرت النفاق النفقات على غير اخلاص لا يقبلها الله سبحانه وتعالى من المنفق ولا يقبلها من الباذل وقليل من المال ولو كان عدل تمرة ولو كان عدل تمرة قليل باخلاص ومن كسب طيب يقبله الله وينميه له حتى يكون يوم القيامة مثل الجبل كما جاء الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال لم يزل يعالجهم بهذه العلاجات العالية حتى علموا علم اليقين انه لا عمل الا بالاخلاص وان الاخلاص هو السبب الوحيد المنجي من المكاره المحصل للمحاب كلها وان الله لم يخلقهم الا ليخلصوا له الدين وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حقيقة الرياء كارثة مصيبة عظيمة عندما انسان مثلا يفني حياته في في طلب العلم وحفظ العلم وحفظ القرآن وحفظ الحديث وملازمة اهل العلم ويكون في الباطن يصنع ذلك رياء ماذا يقال له يوم القيامة اذا كان الانسان جمع الاموال وانفق نفقات طائلة وبدل لا لشيء الا ليقال منفق. اخر حمل سيفه وقاتل الاعداء وخاض المعارك ولم يفعل شيء من ذلك الا ليقال مجاهد جاء في الحديث في صحيح مسلم ان اول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر هؤلاء الذي حفظ القرآن ليقال قارئ والذي انفق ليقال منفق والذي جاهد ليقال مجاهد اعمال واسعة وكبيرة الانسان فيها حياته وعمره ثم يأتي ويكون من اول من تسحر بهم النار يوم القيامة. هذي مصيبة مصيبة عظيمة جدا ثم يقال للمرائي يوم القيامة كما جاء بالحديث واسوقه بالمعنى يقال له اذهب الى من كنت ترائي لاجله اطلب اجرك عنده يقال له اذهب ماذا يغنون عنه يوم القيامة؟ اولئك الذين تزين لهم باعماله والله لا يعطيه واحدا منهم حسنة واحدة من حسناته بل يوم القيامة يقال نفسي نفسي يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ارأيتم لو ان شخصا رأى لاخر وجاءه يوم القيامة وقال الصلاة الفلانية زينتها لاجلك حسنة واحدة يعطيه او تحمل عني سيئة واحدة يتحمل نفسي نفسي كل يفر بنفسه يفر من اخيه وامي وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم شأن يومئذ شأن يغنيه الرياء شأنه خطير جدا مرة جاء النبي عليه الصلاة والسلام عند الصحابة وهم يتذاكرون فتنة الدجال وهي فتنة عظيمة جدا من اعظم الفتن واشدها فقال لهم عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال انتم الان تتذاكرون هذه الفتنة وخائفون منها. الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال قلنا بلى. قال الرياء يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل يعني يكون خرج المسجد لله اراد ان يصلي لله لكن وهو يصلي مرة من امامه او قريب منه او جلس الى الى الى جواره شخص مهم وصاحب مكانة عنده او في المجتمع وبدأ يحسن صلاته ويطول في الركوع ويطول في السجود ويتخشع ويطبق السنن الى غير ذلك لا لشيء الا لهذا الذي جلس بجنبه. ولو لم يجلس بجنبه لما احسن هذا الاحسان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الذي جعل معه فيه شرك انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. اللهم اجعل اعمالنا كلها لك خالصة وجنبنا يا ربنا الرياء يا سميع الدعاء. نعم قال رحمه الله تعالى ومن ذلك داء الكبر الذي هو اشر الادواء واخسها واسقطها وهو رد الحق واحتقار الخلق والتعاظم عليهم اخبر تعالى في عدة ايات ان هذا ليس من صفات الازكياء ولا الاخيار من العباد. وانه من صفات الجبابرة الذين لم يعرفوا ربهم ولم يعرفوا حقيقة انفسهم وان قلوبهم امتلأت من هذا الخيال الباطل وهو التعاظم على الحق الذي يجب على جميع الخلق الدخول تحته رق رقة تحت رقه. الذي يجب على جميع الخلق الدخول تحت رقه. وهو غاية شرفهم فعبودية الله والافتقار له والخضوع له اكملوا خلعة خلعت على العبد وافضل عطية يعطاها. فالمتكبر خلع هذه الخلعة العالية لضم الخام. فالمتكبر خلع هذه الخلعة العالية واستبدل بها الخلعة الخسيسة. الكبر الذي هو خيال لا يبلغه ابدو بالكلية ولهذا قال تعالى ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه. فاستعذ بالله انه هو السميع البصير. وكذلك الكبر على الخلق واحتقارهم لا ريب انه اشر الاخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ولو علم المسكين ماذا فاته من الخير؟ وماذا حصل له من الشر والمقت؟ لناح على نفسه وندبها. وعلم انه وظعها في اسقط المواظع وعرضها للعقوبات المتنوعة حذرهم تعالى من هذا الخلق الرذيل بانه لا يحب المتكبرين بل يمقتهم اشد المقت ويوقع اللعنة منه ومن عباده. وان النار مثوى المتكبرين. وان من تكبر اهانه الله وخذله. ومن تواضع اكرمه بما في خلق التواضع من الخير والبشارة والثواب العاجل والاجل. وان المتواضع قريب من الله. قريب من الناس قريب من الرحمة قريب من الجنة بعيد من النار والمتكبر بظده فما زال الله يشرح لهم عن هذا الخلق ويصورهم باشنع صورة ويذكر اثاره القبيحة حتى اقتلعه من قلوب المؤمنين. واستبدلوا به خلق التواضع الجميل. خلق الانبياء والاصفياء والاولياء. هذا ايضا داء من الادواء الخطيرة ومرض وشر عظيم جدا اذا بلي به العبد واذا بلي العبد بهذا الخلق الردين خلق التكبر يجتمع فيه رد الحق وعدم قبوله والتعالي على الخلق ويرى كل احد من الناس دونه واصغر منه وانه وانه فهذا داء خطير جدا والقرآن الكريم جاء بمعالجة هذا الداء ومداواة القلوب من هذا المرض الذي هو اشر الادواء واخسها واسقطها سبحان الله المتكبر المتكبر يعني لاحظ كلام الشيخ عندما قال ان اخس الادواء واسقطها المتكبر يرى نفسه اكبر شيء يرى نفسه بعين نفسه انه اكبر شيء في الحقيقة ان ان انه بتكبره اصبح في غاية الطاعة والنقص لان التواضع لا يزيد العبد الا رفعة والتكبر لا يزيد العبد لله ضعة وسفولة فهو يرى نفسه انه اكبر من كل شيء وهو بتكبره في ضاعة وسفون وانحطاط يقول رحمه الله وهو رد الحق واحتقار الخلق هذا هو التكبر وبهذا فسره النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن الكبر وقد مر معنا الحديث الذي وصفه المؤلف بانه آآ فسر التواضع آآ والتكبر تفسيرا لا يدع لقائل المقهى ويزيل الاشكال فقال عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن كبر قال الكبر بطر الحق وغمط الناس بطر الحق رده تأتيه الاية الحديث الحجة البينة الواضحة ما يقبلها ويرى نفسه اكبر من ان يقبلها وغمط الناس اي التعالي عليهم والتعاظم والترفع ويراهم احقر ما يكون فيقول رحمه الله تعالى وهو اي الكبر رد الحق واحتقار الخلق والتعاظم عليهم اخبر تعالى في عدة ايات ان هذا ليس من صفات الازكيا ولا الاخيار من العباد. اذا صفات من الكبر هذا صفات من؟ قال وانه من صفات الجبابرة الذين لم يعرفوا ربهم ولم يعرفوا حقيقة انفسهم لم يعرفوا ربهم فبطروا الحق ولم يعرفوا انفسهم فتعالوا على وترفعوا على الخلق والا لو عرف الانسان نفسه وحقيقة نفسه لما تكبر على عباد الله ولهذا قال من قال من السلف كيف يتكبرون ونقل هذا الشيخ رحمه الله سابقا عندما تحدث عن التواضع قال كيف يتكبر من اوله نطفة مذرة واخره جيفة قذرة وهو بينهما يحمل في بطنه العذرة اذا ما عرف نفسه الذي يتكبر والشيخ رحمه الله قال كلمة عجيبة تحتاج حقيقة الى ان نقف ونتأمل فيها وصف التكبر بماذا وصف التكبر بانه خيال باطل مجرد خيال التكبر مجرد خيال المتكبر يعيش مع خيال المتكبر يعيش مع خيال مع وهم فقط والا هو انسان كغيره انسان من الناس رجل مثل الناس يأكل ويبول ويحمل في جوفه العذرة اوله نطفة اخره جيفة الى اخر ذلك هو انسان اذا هذا التكبر الذي هو يمارسه خيال فقط فالكبر مجرد خيال هذه صفة عجيبة والشيخ رحمه الله تعالى اخذ وصف المتكبر بهذه الصفة انه يعيش مع الخيال من القرآن الكريم قال ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه ان في صدورهم كبر ما هم ببالغين. يعني اذا هو مجرد خيال كبر لا لا يبلغه الكبر لله والكبرياء لله سبحانه وتعالى وهو الكبير المتعال جل وعلا الكبرياء لله العظمة لله فعندما يتكبر شخص تكبره مجرد ماذا ها يا اخوان تكبره مجرد خيال يعيش مع خيال خيال يمشي المتكبر وهو اصغر من من الجبل ويرى نفسه اكبر من الجبل ولهذا الله سبحانه وتعالى قال انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا لان المتكبر يرى نفسه حتى فوق فوق الجبال وفوق النجوم وعالي وليس هناك يرى نفسه في في يسبح في خيال لكن اذا فكر في نفسه جرد من هذا الوهم عرف نفسه ولهذا من اخص صفات المتكبر انه ما عرف نفسه ما عرف نفسه لا يدري من هو والا لو عرف من هو وعرف نفسه لم يتكبر فحقيقة هذي هذا وصف عظيم جدا عندما قال وان قلوبهم امتلأت من هذا الخيال الباطل. خيال وهو التعاظم على الحق الذي يجب على جميع الخلق الدخول تحت رقه وهو غاية شرفهم فعبودية الله والافتقار له والخضوع له اكمل خلعة خلعت عن العبد وافضل عطية يعطاها بينما المتكبرين ماذا قالوا عندما دعوا الى الايمان انهم انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون وقال الله تعالى ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا وقال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين اي صاغرين حقيرين ذليلين. جزاء وفاقا تكبر وتعالى وعاش مع هذا الخيال مع هذا الخيال لم يقم بعبادة الله فيحشر يوم القيامة اه بهذه الصفة حقيرين ذليلين. بل قال عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة من في قلبه ادنى مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة من في قلبه ادنى مثقال ذرة من كبر قال فالمتكبر خلع هذه الخلعة العالية خلعة الايمان والوقار والدين التواضع والطمأنينة خلع هذه الخلعة واستبدل بها الخلعة الخسيسة الكبر الذي هو خيال لا يبلغه العبد بالكلية الكبر خيال لا يبلغه العبد بالكلية لا يبلغ العبد الكبر اذا تكبر عاش مع خيال فقط ووهن ولهذا قال تعالى ان الذين يجادلون في اياتنا اه ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغين فاستعذ بالله انه هو السميع البصير فاستعذ بالله انه هو السميع البصير استعاذ بالله من هذه الحال وحال هؤلاء هذا مما يتعوذ بالله منه يتعوذ بالله من الكبر ويتعوذ بالله من المتكبرين قال عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من الكبر تعوذ عليه الصلاة والسلام من الكبر وتعوذ من الشح وتعوذ من البخل ومن الجبن فيتعوذ بالله من الكبر ويتعوذ بالله من المتكبرين. قال فاستعذ بالله انه هو السميع البصير هنا قال البصير عندما ذكر التعوذ من هؤلاء قال البصير وعندما ذكر التعوذ من الشيطان عندما ذكر قال واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم انه هو السميع العليم يقول ابن القيم عندما ذكر ما يبصر ما يبصر ويرى وهو المتكبر توسل الى الله بهذا الاسم باسمه تبارك وتعالى البصير وعندما تعود من الشياطين التي لا لا ترى ولكن يعلم بوجودها تعوذ بالله تبارك وتعالى باسمه العليم هذا معنى كلامه رحمه الله تعالى قال وكذلك الكبر على الخلق واحتقارهم وازدرائهم لا ريب انه اشر الاخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم يعني كفى جرما وذنبا اه ان يصل الانسان الى هذه الرتبة ان يحقر اخاه المسلم ولو علم المسكين ماذا فاته من الخير؟ وماذا حصل له من الشر والمقت؟ لناح على نفسه وندبها. وعلم انه وظعها في اسقط المواضع وعرضها للعقوبات المتنوعة قال حذرهم الله تعالى من هذا الخلق الرذيل بانه لا يحب المستكبرين بل يمقتهم اشد المقت ويوقع عليهم اللعنة من ومن عباده وان النار مثوى المتكبرين وان من تكبر اهانه الله وخذله ومن تواضع اكرمه الله ورفعه بما في خلق التواضع من الخير والبشارة والثواب العاجل والاجل. وان المتواضع قريب من الله قريب من الناس قريب من الرحمة قريب من الجنة بعيد من النار والمتكبر بضد ذلك. فما زال الله عز وجل يشرح لعباده هذه الامور العظيمة يحذرهم من الكبر ببيان صفاته او التكبر ببيان صفاته الشنيعة مما يكونوا سببا باذن الله استبدال للابتعاد عن الكبر وان يستبدلوا به خلق التواضع الجميل خلق الانبياء والاصفياء والاولياء. نعم. قال رحمه الله تعالى ومن ذلك داء الحسد والغل والحقد والغش للعباد. اخبرهم انه خلق الاراذل وانه موجب لسخط الله وعقابه ونقص الايمان وخلو القلوب من النصح الذي هو اساس الخير. وانه خلق خلق الجبابرة الذين اوقع بهم العقوبات ام شعيب وغيرهم وانه من البغي الذي يعود ضرره على الباغي. وان القلوب المتصفة به قلوب منحرفة عن الخير مقبلة على الشر وكفى بهذا شرا وظررا. وبمقابلة ذلك اخبرهم تعالى بان النصح وسلامة الصدور من اخلاق الاب وكذلك وبمقابلة ذلك اخبرهم تعالى بان النصح وسلامة الصدور من اخلاق الانبياء. واوصاف الاصفياء الدين هو النصيحة باكملها وان من خلا من النصيحة فقد فقد دينه وفقد اخلاقه وان خواص المؤمنين هم الذين يدعون ربهم ويجتهدون في زوال هذا الخلق عنهم فيقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وان من وان من جمع الله له بين محبة الله والنصح لعباد الله فقد جمع كل خير ما زال الله في كتابه وعلى لسان رسوله يعالج العباد عن هذا الخلق بهذه العلاجات العالية الناجحة المضمون لها الشفاء حتى ظهرت اثارها على المؤمنين وبدت انوارها وخيراتها على المستجيبين. ايضا هذه من امراض القلوب آآ الحسد والغل والحقد والغش فقد اخبر الله انها اه انه انه خلق الاراذل وانه موجب لسخط الله ونقص الايمان وخلو القلوب من النصح الذي هو اساس الخير فهذا من الادواء التي تصاب بها القلوب. جاء القرآن بعلاجه بانواع من العلاجات اشار الى شيء منها. منها انه اخبر ان هذا خلق الجبابرة. ومن يرظى لنفسه ان يكون في مصاف الطغاة الظلمة الجبابرة بمثل هذا الخلق او الاخلاق الرذيلة وانه من البغي الذي يعود ظرره على الباغي الحاسد ضرره على نفسه ولهذا شبه الحاسد بالنار تأكل بعضها وان القلوب المتصفة به قلوب منحرفة عن الخير ولهذا ايضا وصف الحاسد بانه عدو النعمة. الحاسد عدو نعمة الله. لم يرظى نعمة الله التي انعم بها سبحانه وتعالى بها على عبادة ايضا بمقابلة ذلك اخبر تبارك وتعالى بان النصح وسلامة الصدور من اخلاق الانبياء واوصاف الاصفية ومدح الله سبحانه وتعالى خيار عباده بذلك بالنصح وسلامة الصدر وايضا اثنى على المؤمنين الذين جاءوا بعد الانبياء وبعد الصحابة قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم قال ما زال تبارك وتعالى في كتابه وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام يعالج العباد عن هذا الخلق بالعلاجات الناجحة والادوية النافعة مما يكون بها آآ سلامة القلوب من ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى ومن ذلك داء الغفلة والاعراض عن الله. ومن ذلك داء الغفلة والاعراض عن الله وعن طاعته بين تعالى انه مناف لما خلق له العباد. فان الله خلقهم ليعبدوه. واسدى عليهم النعم ليشكروه. فينقلهم بذلك من الى اكبر منها وان الغافلين المعرضين نسوا الله فانساهم انفسهم انساهم مصالحها ومنافعها حتى اهملوها غاية الضرر وان غاية المعرض انه عرض عن من كل السعادة والخير والفلاح في الاقبال عليه الى من كل الشقاء والخيبة والخسران في الاقبال عليه. استبدل استبدل الخسيس بالنفيس. والامور الدنية عن الامور وان المعرضين ييسرون للعسرى ويجنبون اليسرى. ولا يزالون ينتقلون من شقاء الى اخر. وانهم حرموا الخير وحصلوا على الشرور والحسرات. ونعى على المعرضين احوالهم كلها وان اسماعهم وابصارهم وافئدتهم. ما اغنت عنهم شيئا ولا استفادوا منها الا قيام الحجة فتبا للمعرضين وما اقبح احوال الغافلين. ثم في مقابلة ذلك يذكر تعالى حالة المنيبين المقبلين عليه الراضين لفضله الطامعين في بره. وانه تعالى سيجازيهم وانه تعالى سيجازيهم من خيره وبره العاجل ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وانه في طيبة ونعيم عاجل وطمع في نعيم اجل. واخبر تعالى ان لهم الفوز المطلق والسعادة الابدية فبهذه الادوية الجليلة اقبلت القلوب اليه وصغت اليه الافئدة وتزودت من طاعته اكمل حظ واوفر نصيب وقوى ذلك ان القلوب الصحيحة مجبولة على محبة الكمال. وعلى محبة من احسن اليها. والله تعالى له الكمال المطلق التام من جميع الوجوه لا غاية لكماله ولا منتهى لجلاله. ومنه ومنه النعم كلها ظاهر وباطنها فيا ويح المعرضين الغافلين عنه. ويا سعادة المقبلين عليه. فهذه امثلة توضح لك وجه انها هذا القرآن جعله الله شفاء لما في الصدور ورحمة وهدى. قس عليها كل داء قلبي وبدني. وبالله التوفيق هذا المثال الاخير والشيخ رحمه الله تعالى اراد بهذه الامثلة ما اشار اليه خاتمة الكلام عندما قال قس على ذلك الامراظ الاخرى وعندما تذكر القاعدة ويذكر الاصل ويمثل عليه ببعض الامثلة يتضح الانسان المنهج والطريق وكيف يداوي نفسه بكتاب الله تبارك وتعالى من الادواء والامراض والاسقام المتنوعة ختم رحمه الله تعالى بالكلام على داء الغفلة والاعراض عن الله وعن طاعته وهذا ايضا مما تعطب به القلوب وتصاب به فتعرض وتغفل والغفلة لها اسباب الغفلة لها اسباب اه ما يمر على الانسان من صوارف وصواد ومغريات في هذه الحياة الدنيا والشيطان ايضا وصده للانسان عن سبل الخير رفقاء الشر وخلطاء الفساد ايضا في زماننا هذا وسائل اللهو الذي انفتحت على الناس في هذا الزمان انفتاحا لم يوجد في اي زمان سابق وشغلت الناس والهت القلوب وشغلت النفوس واكثرت في الناس الغفلة والاعراض واصبحت القلوب لاهية وليس لها تفكير الا في اللهو واللعب واذا جاء وقت العبادات وفرائض الاسلام اذا اداها بعضهم اداها وهي ثقيلة عليه وهي حمل يريد ان يتخلص منها باسرع فرصة ليعود الى لهوه والى لعبه. واصبح هذا اللهو مقدم والاهتمام به عنده اعظم هذي مصيبة فهذه الغفلة التي مرظ من امراظ القلوب وداء من ادواء النفوس جاء القرآن الكريم بمعالجته ذم الغافلين وحذر من سبيلهم وبين عقوباتهم وان من نسي الله نسي نسيه تبارك وتعالى نسوا الله فنسيهم لا يتنافى قوله تبارك وتعالى نسوا الله فنسيهم مع قوله وما كان ربك نسيا لان النسيان المنفي هذا صفة نقص والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك فعلمه محيط بكل شيء علمه جل وعلا محيط بكل شيء. اما قوله نسوا الله فنسيهم اي خلاهم وانفسهم لما ركنوا الى الغفلة وركنوا الى اللهو وركنوا الى الباطل خلاهم وانفسهم ولهوهم وماذا يغني عنهم ذلك من الله تبارك وتعالى شيئا قال وان الغافلين المعرضين نسوا الله فانساهم انفسهم انساهم مصالحهم ومنافعهم حتى اهملوها اه ظروها غاية الظرر اي سببوا لها الضرر العظيم وان غاية المعرظ انه اعرظ عن من كل السعادة والخير والفلاح في الاقبال عليه الى من كل الشقاء والخيبة والخسران في الاقبال عليه. نعم المعرض اقبل على امور لا يحصل منها الا الخسران. وترك الاقبال على الله الذي في الاقبال عليه آآ راحة ونعيم الدنيا والاخرة راحة ونعيم الدنيا والاخرة. استبدل الخسيس بالنفيس استبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير وان المعرضين ييسرون للعسرى ويجنبون اليسرى ولا يزالون يتنقلون من شقاء الى اخر وانهم حرموا الخيرات على السرور والحسرات بين رحمه الله تعالى ان الاعراظ وبال على الانسان في سمعه في بصره في فؤاده في حياته كلها وان حياة المعرض هي الغافل هي اقبح حال وبين رحمه الله تعالى انه في مقابل ذلك يذكر الله تعالى حال المنيبين المقبلين عليه الراجين لفظله الطامعين في بره وانه سيجازى تبارك وتعالى على ذلك بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وانهم في حياة طيبة ونعيما عاجل واجل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون واخبر ان لهم الفوز المطلق والسعادة الابدية فبهذه الادوية الجليلة اقبلت القلوب لما سمع اهل الايمان والموفقون من عباد الله هذه الادوية وهذا الداعي في كتاب الله عز وجل اقبلوا على الله وابتعدوا عن الغفلة وابتعدوا عن الاعراب فكانوا اه هم المفلحون فكانوا هم المفلحين قال فيا ويح المعرضين الغافلين ويا سعادة المقبلين قال فهذه امثلة توضح لك وجه ان هذا القرآن جعله الله شفاء لما في الصدور ورحمة وهدى قس عليه كل داء قلبي وبدني يعني هذه امثلة ومن خلالها يستطيع من يوفقه الله سبحانه وتعالى ان ينهج هذا المنهج ويسلك هذا المسلك بمداواة نفسه بالقرآن الكريم ومعالجة نفسه من اسقامه بالقرآن الكريم. اما من كان حظه من القرآن مجرد القراءة دون تدبر ودون معالجة لنفسه باء آآ ما في القرآن من شفاء او اقتصر على بالقرآن في الرقية فقط وجعلها محصورة بذلك لا يتحقق له الفائدة العظمى المرجوة من الاستشفاء المطلوب من المسلم بكتاب الله عز وجل وقد قال الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. نسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا. ونور صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا وشفاء اسقامنا وادوائنا وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله تبارك وتعالى وخاصة وان ينفعنا بالقرآن وان يرفعنا بالقرآن وان يصلح حياتنا بالقرآن ان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصينا ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين