الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين. قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة الفصل الثامن والعشرون في ان الانبياء صلى الله عليهم وسلم بينوا للناس غاية البيان العلوم العقلية والنقلية. وان علومهم هي الصحيحة النافعة في جميع المطالب العالية. العقائد الاخلاق والاعمال وبيان ذلك على وجه الاجمال والاختصار ان العلوم قسمان. علوم سمعية تنبني على صدق المتكلم وبيانه. وعلوم تنبني على صحة الفطرة وسلامتها وعدم انحرافها اما الاول فانه لا اصدق من الله ورسوله قيلا وحديثا ولا اعظم واوضح من بيان الله ورسوله وقد تكفل الكتاب والسنة على وجه التفصيل ببيان جميع ما يحتاجه العباد من العقائد والاخلاق والاعمال والحقوق والمعاملات تفصيلا وتوضيحا لو اجتمعت العقلاء كلهم من اولهم الى اخرهم لم يقدروا ان يأتوا بشيء يقاربه في الحسن والتوضيح والاحكام والتفاصيل الصادقة عن امور الغيب وعن الاحكام الشرعية والمعاملات بين الخلق على اختلاف مراتبها وكلما امعن العقلاء بمعرفة الكتاب والسنة عرفوا من ذلك ما تخضع له العقول وتعترف انه حاول للكمال المطلق من جميع الوجوه واما بيان الله ورسوله للعلوم العقلية فان في الكتاب والسنة من البراهين العقلية والادلة الحسية وتنبيه العقول على جميع المطالب العالية ما لو جمعت جميع ما عند النظار والمتكلمين من البراهين لكان جزءا يسيرا بالنسبة لما في الكتاب والسنة مع وضوح دلالته وسلامته من الغلط والنقص والاختلال بوجه من الوجوه وهي براهين يفهمها العالم والجاهل ذكي والبليد واذا اردت نموذجا لهذا الاصل فانظر الى اهم الاصول وهي التوحيد والرسالة واثبات المعاد انظر ماذا في الكتاب والسنة على كل واحد من هذه الاصول الثلاثة من الادلة العقلية الفطرية الواضحة البينة. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الاصل العظيم الذي عقده رحمه الله تعالى لبيان ما يتعلق بانبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه وانهم بينوا للناس غاية البيان فما تركوا شيئا الا دلوا فما تركوا شيئا من الخير الا دلوا اممهم عليه. ولا شيئا من الشر الا حذروهم منه. كما ثبت في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم من شر ما يعلمه لهم فالانبياء عليهم صلوات الله وسلامه بينوا الدين كله واوضحوه للناس وبلغوا البلاغ المبين وقاموا بما امرهم الله سبحانه وتعالى به من البلاغ والبيان على اتم حال واحسن حال ويجب ان يعتقد ذلك في انبياء الله كلهم وكذلكم يعتقد فيهم جميعا انهم على عقيدة واحدة وعلى اصول واحدة. وعلى نهج واحد ومسلك واحد وكلهم رسل بعثهم الله تبارك وتعالى بالحق والهدى ومن المعلوم ان الرسول مهمته ابلاغ كلام كلام مرسله وما على الرسول الا البلاغ فهم عليهم صلوات الله وسلامه بلغوا البلاغ المبين فاذا من عقائد المسلمين في الانبياء عموما انهم بلغوا دين الله اصوله وفروعه وانهم ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروهم منه ومما ايظا يعتقده المسلم في هذا الباب ان علومهم اي الانبياء وما جاءوا به من عقائد وعبادات واعمال هي التي جاءت بالمطالب العالية والمقاصد الرفيعة في كل ما يحتاجه العبد في العقيدة والعبادة والخلق فجاء الانبياء بالكمال والتمام والسلامة ايضا من النقص والزلل عقائد الانبياء اصح العقائد عباداتهم التي دعوا اليها احسن العبادات اخلاقهم التي ربوا الناس عليها اكمل الاخلاق فجاء الانبياء بما فيه صلاح الناس وفلاحهم وسعادتهم في دنياهم واخراهم وبين رحمه الله ان ما جاء به الانبياء اجمالا ينقسم الى قسمين علوم سمعية وعلوم عقلية علوم سمعية وعلوم عقلية. العلم السمعي هو المبني على النص المتلقى والعلم العقلي هو المبني على اعمال العقل والفكر والتأمل والتدبر وشرائع الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه جاءت بما يوافق العقول السليمة والفطر المستقيمة ليس فيما جاء به الانبياء ما يخالف العقل السليم والفطرة السليمة بل جاء الانبياء بما يكمل العقول ويزين ويتمم الفطر فاذا العلوم التي جاء بها الانبياء آآ علمان علوم سمعية تبنى على صدق المتكلم وبيانه وعلوم عقلية تبنى على صحة الفطرة وسلامتها فيها وعدم انحرافها وعدم انحرافها وهنا يؤكد رحمه الله تعالى على قضية مهمة جدا في امر الاستدلال بالعقل والاحتجاج به وكثيرا ما حصل الزلل في هذا الباب عندما تجرد اناس فاهملوا آآ النصوص واعملوا العقول تجردوا من التزام دلالات النصوص وما جاءت به من الحق والهدى واعملوا عقولهم بل جعل بعضهم العقل هو الحاكم على النقل. والقاضي عليه فينبئ رحمه الله تعالى ان شرائع الانبياء لم تعطل العقول وفي الوقت نفسه ايضا لم تجعل العقول هي الحاكمة وهي هي القاضية وهي التي عليها المعول وانما العقول تبع ولهذا جاءت النقول عن انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه بتحريك العقول في حدودها لا ان يتجاوز العقل حده ومجاله ونطاقه والعقل له حد من تجاوز بعقله حده في الاستدلال والبراهين والاحتجاج ونحو ذلك ضل عن سواء السبيل فاذا شرائع الانبياء لم تعطل العقول وفي الوقت نفسه لم تجعل العقول هي القاضية وهي الحاكمة وهي التي عليها المعول اولا واخيرا ولهذا نجد فيما جاء به الانبياء الحجج العقلية ترى ذلك في دعوة انبياء الله التي ساقها الله في مواضع من القرآن الحجج العقلية والبراهين الواضحة التي تسكت اه خصوم الانبياء من اهل الشرك والكفر آآ الظلال والطغيان فجاء الانبياء بحجج عقلية واضحات المتر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك المتر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت. قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر. هذا له نظائر كثيرة. الاية التي تليها او كالذي مر على قرية. كل ذلكم من سوق الحجج والبراهين التي فيها اعمال للعقل في حدود نطاقه وهذه طريقة القرآن وسيضرب الشيخ رحمه الله تعالى على ذلك امثلة توضح ذلك بخلاف طريقة المتكلمين المتكلمين الذين اعملوا عقولهم واهملوا ان نقول واهملوا كلام الله وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام يقول اما الاول فانه لا اصدق من الله ورسوله قيلا وحديثا ولا اعظم واوضح من بيان الله ورسوله. وقد تكفل الكتاب والسنة على وجه التفصيل ببيان جميع ما يحتاجه العباد من العقائد والاخلاق والاعمال والحقوق والمعاملات تفصيلا وتوظيحا وهذا الذي جاءت به الرسل في هذه الجوانب كلها لو اجتمعت العقلاء كلهم من اولهم الى اخرهم لم يقدروا ان يأتوا بشيء يقارب يقاربهم او مثله او قريبا منه فهذا وحي من الله وتنزيل من رب العالمين الحكيم الخبير سبحانه وتعالى وهذا الذي يذكره رحمه الله يبين لنا حقيقة جلية في هذا الباب العظيم وهو ان الاديان الموجودة عند الناس قديما وحديثا والعقائد التي عندهم قديما وحديثا تنقسم الى قسمين قسم يوصف بانه عقيدة نازلة عقيدة نازلة اي نزلت بوحي من الله وهي عقيدة الانبيا واتباع الانبياء عقيدة انبياء الله ورسله عقيدة نازلة بالوحي وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك. لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين فهي عقيدة نزلت بوحي من الله لم يأت بها الانبياء من من انفسهم لم تصطنع في الارض لم تحدث في الارض وانما نزلت بوحي من رب العالمين وخالق الخلق اجمعين سبحانه وتعالى فهي عقيدة جاءت بوحي منزل اهذا نوع او قسم القسم الثاني من العقائد الموجودة بين الناس في قديم الزمان وحديثه عقائد يصح ان توصف بانها عقائد نابتة ما معنى نابتة اي نبتت في الارض نبتت في الارض ولدت في الارض صنعت في الارض احدثت في الارض احدثتها عقول الناس اوجدها المتكلفون الخراسون وجدت في الارظ وهذه وهذه صفة لكل عقيدة لم ينزل بها وحي والذي يجب ان يعتقد في هذا الباب ان العقيدة حق لرب العالمين فالعقيدة حق لرب العالمين سبحانه وتعالى فالدين ما شرع ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. الدين ما شرع الله سبحانه وتعالى هؤلاء البشر مهما كانوا ومهما اوتوا من الذكاء والفطنة الى اخره ليس لاي واحد منهم اي احقية بان يخترع عقيدة او يبدي مذهبا او نحو ذلك العقيدة حق لله الدين حق لرب العالمين سبحانه وتعالى الا لله الدين الخالص الدين لله الدين لله هو الذي يشرعه والدين لله تبارك وتعالى لا يتقرب به لا يتقرب اليه الا به الدين لله هو الذي يشرعه والدين لله لا يتقرب الى الله الا بالدين الذي شرعه ولهذا الضلال في هذا الباب من الجهتين من اخترع دينا لم يشرع الله سبحانه وتعالى ولم يأذن به فهذا افاك افاك اثيم ومن عبد الله سبحانه وتعالى بدين لم يشرعه ولم يأمر عباده به فهو في ضلال مبين فالدين لله ما معنى الدين لله الدين لله اي هو سبحانه وتعالى الذي يشرع من الدين ما شاء وما يرضاه جل وعلا وما يأذن به والدين لله اي لا يتقرب بشيء من الاعمال والقربات الا بما الا اليه سبحانه وتعالى الا اليه جل وعلا فالدين له لا يتقرب بالدين الاله والدين له هو الذي يشرع سبحانه وتعالى قال الله سبحانه اليوم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا قال الامام مالك رحمه الله اخذا من هذه الاية الكريمة فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لن يكون دينا الى قيام الساعة لن يكون دينا الى قيام الساعة الدين ما نزل بالوحي قال الله سبحانه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام قال ورضيت لكم الاسلام دينا. فالدين لله الدين لله سبحانه وتعالى. اذا هذه العقائد والامور التي توجد على الارض وليس عليها شاهد من وحي النازل كلها ماذا باطل وضلال كل عقيدة نابتة فهي باطلة كل عقيدة نابتة فهي باطلة لا يقبلها الله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله الدين ما اذن الله به وما شرعه وامر عباده به سبحانه وتعالى. ولهذا لاحظ في ايات كثيرة جدا في القرآن تجد من طريقة الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه في ابطال ما عند الناس من ضلالات من عقائد باطلة من انحرافات من طرائق الانبياء في ابطال ذلك اشعارهم واعلامهم ان هذا الذي يمارسونه لم ينزل به وحي يكفي دليلا على البطلان انه لم ينزل به وحي يكفي دليلا على بطلان اي نحلة توجد بين الناس انه لم ينزل بها وحي من الله في دعوة يوسف عليه السلام لصاحبه السجن ماذا قال لهما يا صاحبي السجن فارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها اانتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ما انزل الله بها من سلطان هذا دليل بطلاني اي عقيدة ما انزل الله بها من سلطان قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين هاتوا السلطان هاتوا حجة الحجة سميت سلطانا لان لها سلطة على القلوب ونفوذ فكل عقيدة ليس عليها سلطان نازل من الله سبحانه وتعالى فهي باطلة في سورة النجم قال الله سبحانه وتعالى افرأيتم اللات والعزى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. يكفي دليلا على بطلان العقيدة انه ما ما نزل سلطان يدل او يشهد بصحتها فالعقيدة لله والدين لله العقيدة لله والدين لله ابن تيمية رحمه الله كما في كتابه مجموع الفتاوى طلب منه ان يكتب عقيدة وان يملي عقيدة قال الاعتقاد الاعتقاد ليس لي ولا ولا لمن هو اكبر مني الاعتقاد ليس لي ولا لمن هو اكبر مني الاعتقاد لله الاعتقاد لله اي ان العالم مهما كبر مهما علا في العلم لا يمكن ان يأتي ولا بشيء يسير جدا الاعتقاد لله هو الذي يشرع هو الذي يأذن ولهذا كفى بصحة اعتقاد الشخص وهذا خلاصة ما سبق كفى بصحة وسلامة اعتقاد الشخص انه كل عقيدة يعتقدها يقول قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الذي قد مضى على صحة صحة اعتقاد اعتقد كذا لقول الله تعالى كذا اعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا لكن اذا رأيت شخصا اذا اراد ان يستدل على عقيدة قال اعتقد كذا لانه لو كان كذا لكان كذا. وبما انه كذا لكان كذا وبدأ يتفلسف. هذا احذره واحذر ما عنده وكل ما عنده لا خير فيه الاعتقاد لله ليس الاعتقاد بالفلسفة والحذلقة الاعتقاد قال الله قال الرسول انتهى الاعتقاد قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فكفى دليلا على صحة الاعتقاد وسلامته ان يكون صاحبه في كل ما يقول يقول قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله كلما امعن العقلاء بمعرفة الكتاب والسنة عرفوا من ذلك ما تخضع له العقول وتعترف انه للكلام المطلق من جميع الوجوه. اي هذا الدين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى واذن لعباده به عقيدة وعبادة وخلقا قال واما بيان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للعلوم العقلية للعلوم العقلية فان في الكتاب والسنة من البراهين العقلية والادلة الحسية وتنبيه العقول على جميع قالب العالية ما لو جمعت ما لو جمعت جميع ما عند النظار والمتكلمين من البراهين لكان جزءا يسيرا بالنسبة لما في الكتاب والسنة لكن ايضا هنا ينبه ان ما عند النظار والمتكلمين غالبه غالبه والاعم فيه انه تكلف ما انزل الله به من سلطان وتعمق وامر ينزه الكتاب والسنة عن مثله وعن نظيره فتجد عندهم تعقيد وتعمق وتكلف والامر الذي يوصل اليه بطريق واضح سهل يتجهون اليه من اوعر طريق حتى اراد احدهم ممن سبر الكلام وخبره وعرفه فاراد ان يوضح حاله فضرب مثل قال مثل ما عند هؤلاء كلحم جمل غث كلحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سمين فينتقل ولا سهل فيرتقى لا سميننا اللحم اللحم غث ولا ايظا الطريق سهل حتى يرتقي الانسان ولهذا طرائق المتكلمين طرائق وعرة جدا اذا اراد اذا اراد ان يصل الى الى امر ما ذهب من ابعد طريق تقعر وفلسفة وتعمق وحذلقة ويذهب الى اخر طريق حتى قال بعض اهل العلم في وصفهم قال مثل امة الرجل قيل اين اذنك فمد يده اليمنى الى مد يده اليمنى الى اذنه اليسرى. دائما يبحثون عن ابعد الطرق يبحثون دائما عن ابعد الطرق او عليها هذا فيما يتوصلون اليه من اشياء ونتائج تكون صحيحة فكيف بما يتوصلون فيه الى نتائج فاسدة وعقائد باطلة وكثيرا ما يكون ذلك عند اهل الكلام الباطل ولهذا حذر العلماء من الكلام ونهوا عنه الائمة الامام الشافعي والامام احمد والامام مالك وغير من ائمة المسلمين حذروا اشد التحذير من الخوف في الكلام والاشتغال به وانه يظيع الناس في اديانهم وعقائدهم قال ما لو اجتمعت جميع ما عند النظاري والمتكلمين من البراهين لكان جزءا يسيرا بالنسبة لما في الكتاب والسنة مع وضوح لاحظ القيد مع وضوح دلالته يعني ما جاء بالانبياء ادلة واضحة وسيأتي امثلة على ذلك وسلامة من الغلط بخلاف ما عند المتكلمين ما اكثر الغلط الذي فيه وسلامة من من الغلط والنقص والاختلال بوجه من الوجوه وهي براهين يفهمها العالم والجاهل والذكي والبليد قال واذا اردت نموذجا لهذا الاصل فانظر الى اهم الاصول وهي التوحيد والرسالة واثبات المعاد. هذي اهم الاصول التوحيد والرسالة والمعاد والانبياء كلهم متفقون على هذه الاصول الثلاثة توحيد والمعاد والنبوات وللامام الشوكاني رحمه الله رسالة مطبوعة بعنوان ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع في التوحيد والمعاد والنبوات يعني هذه الاصول متفق عليها لدى جميع الانبياء ثم اخذ يضرب الامثلة على ذلك لكل واحد من هذه الامور فبدأ بالتوحيد نعم قال رحمه الله تعالى اما التوحيد فانظر الى هذا الحصر العقلي الذي يفهمه كل احد ويعترف به كل احد الا من كابر الحس والواقع حيث قال تبارك وتعالى للمتكبرين ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض فان كل احد يعلم علم يقين انهم قد خلقوا وانهم لم يخلقوا انفسهم. فان هذه اعظم المحالات فان هذه اعظم حالات ولا وجدوا من غير موجد فتعين ان الله هو الذي خلقهم. فاضطر العقول الى الاعتراف بهذا الامر البين هذا مثال الان فيما يتعلق ببراهين التوحيد ودلائله وشواهده العقلية التي ارشد اليها آآ كلام الله تبارك وتعالى ففي هذه الاية يقول جل وعلا ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون فهذا فيه من الحجة ما يكفي ويقنع ولا يدع لقائل مقال ولا يدع لقائل مقال ولا لمتكلف مجال يقول جل وعلا ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون. فان فان كل احد يعلم فان كل احد يعلم علم يقين انهم قد خلقوا انهم قد خلقوا وانهم لم يخلقوا انفسهم فان هذا اعظم المحالات ولا وجدوا من غير موجد اذا لم يخلقوا انفسهم ولم يوجدوا من غير موجد لم يبق الا ان الذي خلقهم رب العالمين سبحانه وتعالى الذي خلق السماوات والارض ولا وجدوا من غير موجد فتعين ان الله هو الذي خلقهم فاضطر العقول الى الاعتراف بهذا الامر البين الواضح نعم وكذلك اخباره بان له المثل الاعلى فكل كمال موجود فكل كمال موجود في المخلوقات لا يتضمن نقصا فالذي اعطى الكمال احق بالكمال وكل نقص تنزه عنه المخلوق المربوب فالله احق بالتنزه عنه وهذا برهان عقلي فطري واضح فان معطي الكمال احق بالكمال من غيره قوله آآ وكذلك اخباره بان له المثل الاعلى في مثل قوله تعالى ولله المثل الاعلى والمثل الاعلى هو الوصف الاكمل التام. فالله سبحانه وتعالى له المثل الاعلى له جل وعلا المثل الاعلى اخذ العلماء من الاية ولله المثل الاعلى اخذوا منها هذه القاعدة وهي التي آآ تعرف بقياس الاولى قياس الاولى وذكرها الشيخ رحمه الله كل كمال كل كمال اتصف به المخلوق كل كمال اتصف به المخلوق وهو لا يتضمن اه نقصا فالخالق اولى بالاتصاف به كل كمال اتصف به المخلوق وامكن ان يتصف به الخالق فالخالق اولى بالاتصاف به لماذا؟ لانه معطي الكمال اولى بالكمال لان معطي الكمال اولى بالكمال كذلك كل نقص تنزه عنه المخلوق المربوب فالله احق بالتنزه عنه. وهذا برهان عقلي فطري واضح وشاهدوا من القرآن قوله ولله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك تنبيه العباد في عدة مواضع من كتابه على النظر في عظمة السماوات والارض وما فيهما من المخلوقات وحسنها وانتظامها وكثرة ما فيها من المنافع اليس هذا من ابلغ الادلة على عظمة خالقها وكمال قدرته وشمول حكمته ورحمته واحاطة علمه بالكليات والجزئيات واخص من ذلك انه امرنا ان ننظر ونتفكر في انفسنا وما فيها من العجائب الدالة على وحدانية الله وعظمته وانه لا يستحق العبادة الا هو ولا رب سواه. وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد. هذه براهين تتفي هذا الكون بثت في هذا الكون في في هذا الكون ايات وبراهين دالة على كمالي وعظمتي الخالق والمبدع سبحانه وتعالى والامر كما قال القائل وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد فتفكر الانسان في هذا الكون والمخلوقات الكبيرة فيه والصغيرة والنظر والتأمل هذا امر دعا الله العباد اليه. لان هذا التفكر في مخلوقات الله يهدي المتفكر الى عظمة الخالق ولهذا قال العلماء ان ان هذا التفكر اذا اعتنى به اذا اعتنى به الانسان انتفع به. ان كان كافرا حرك في قلبه الاقبال على الايمان وان كان مسلما ازداد ايمانا ان كان مؤمنا ازداد ايمانا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار فتفكر المسلم تفكر المسلم في هذه الايات وتأمله في هذه المخلوقات يهدي العبد لذلك وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام اذا قام من نومه تلا هذه الايات ان في خلق السماوات والارض ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب يبدأ قومته من النوم بهذا التفكر العظيم والتأمل والتدبر الذي يقوي الايمان ويزيد الاقبال على على الله وعلى طاعته وعبادته والذل والخضوع له سبحانه وتعالى وان هذا الكون كله طوع تدبير خالقه وتسيير موجده سبحانه وتعالى فاذا هذه براهين واخص من ذلك كما ذكر رحمه الله تعالى ان يتفكر الانسان في نفسه وفي انفسكم افلا تبصرون سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم نفس الانسان وما اودع الله فيه من اسرار وعجائب باهرة هذا من البراهين والدلائل على عظمة الخالق وكمال المبدع سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فمن كان وكذلك دلهم دلالة عقلية على توحيده. وانه لا يستحق العبادة والتأله الا بانه المتفرد بالخلق للمخلوقات وتدبيرها ورزقها وتسخيرها. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فمن كان هذا وصفه المعترف به بين الخليقة برها وفاجرها كان من المعلوم بالعقل والفطرة انه الواحد الذي لا يستحق قل عبادة الا هو. ما الصواب ان تقول ورزقها او رزقها؟ فما الفرق بينهما اذا كانت لله في الفتح اذا فتحت قلت رزق فهذا فعل الله واذا قلت بالكسر رزق فهذا النعمة التي اوجدها الله سبحانه وتعالى فماذا تقول هنا وكذلك دلهم دلالة عقلية على توحيده. وانه لا يستحق العبادة والتأله الا هو. بانه المتفرد بالخلق للمخلوق وتدبيرها ورزقها وتسخيرها. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فمن كان هذا وصفه المعترف به بين الخليقة برها وفاجرها كان من المعلوم بالعقل والفطرة انه الواحد الذي لا يستحق عبادة الا هو هذه الدلائل التي يسرها الله سبحانه وتعالى الدلائل العقلية على توحيده. وانه لا يستحق العبادة والتأله الا هو. بتفرده سبحانه وتعالى بالخلق والرزق والعطاء والخفظ والرفع والقبظ والبسط وان ما شاء وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فاذا اعترف العبد بتفرد الله سبحانه وتعالى بذلك قاده هذا الاعتراف وساقه الى الخضوع لهذا الرب العظيم المالك المدبر كما قال الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم علكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله امدادا وانتم تعلمون. ولهذا ختم حديثه بقوله انه الواحد الذي لا يستحق العبادة الا هو. اي من تفرد بخلق هذه المخلوقات وابداع هذه الكائنات هو وحده الذي يجب ان يفرد بالذل والخضوع والعبادة نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك دلهم في عدة مواضع بكثرة نعمه وخيراته على العباد وان جميع النعم منه وان رحمته وسعت كل شيء دلهم بذلك على ان من هذا شأنه فهو الذي يتعين ان يكون هو المحمود المشكور المحبوب المخضوع له المعبود وبالجملة فان الاثار تدل على المؤثر والصنعة تدل على صانعها والمخلوقات تدل على خالقها فهي ادلة واضحات وبراهين بينات دالات على وحدانية نيته وانفراده بالالوهية والعبودية كما دلت على انفراده بالخلق والرزق والربوبية وادلة التوحيد وادلة التوحيد الفعلية الفعلية كثيرة جدا. بل جميع الموجودات وحركاتها وصفاتها وتنقلاتها كلها براهين على توحيده. قال رحمه الله وكذلك دلهم في عدة مواضع بكثرة نعمه وخيراته. دلهم على وجوب توحيده واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة بكثرة النعم وهذا في ايات كثيرة في القرآن يذكره سبحانه وتعالى بنعمه ومننه على العباد آآ يذكر ذلك برهانا ودليلا على وجوب افراده بالعبادة اقرأ على سبيل المثال سورة النحل التي تعرف بسورة النعم سورة النحل التي تعرف بسورة النعم لكثرة ما عدد الله سبحانه وتعالى فيها من نعمه بل من بدء السورة عد للنعم ومضى عده جل وعلا لنعمه في ايات كثيرة جدا قرابة الست صفحات من المصحف في سورة النحل كلها عد لنعم الله سبحانه وتعالى حتى ختم بقوله كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون. هذه النعم التي آآ يسرها وسخرها واوجدها ومن بها على العباد من اجل ماذا وقال الله في في سورة النحل وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد فاياي فارهبون وله من في السماوات والارض وله الدين واصبا افغير الله تتقون؟ وما بكم من نعمة فمن الله وما بكم من نعمة فمن الله تفردوا سبحانه وتعالى بالنعم دليل على وجوب افراد وحده بالعبادة اذا كان آآ الانسان يقر ان الله متفرد بالنعم فلماذا يذهب هنا وهناك ويلتجئ الى هذا وذاك خضوعا لمخلوقات وذلا وانكسارا ودعاء ورجاء وذبحا ونذرا الى غير ذلك من العبوديات التي تصرف لمخلوقات اذا كان الله هو المتفرد بالنعم متفرد بالمنن لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من ذلك لما يعبد غيره. لما يدعى غيره لما يلجأ الى غيره. والنعم كلها من الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار يعرف ان النعمة من الله ثم يلجأ الى غير الله ثم يخضع لغير الله ثم يصرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى. اذا تفرد الله سبحانه وتعالى بالنعم هذا من البراهين على وجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة بل من عجيب ما يقع في هذا الامر ان من يعبد غير الله فان من يعبد غير الله يحرك نعم الله عليه في عبادة غير الله من يده ولسانه وجسمه وكل هذه نعم من الله اللسان واليد يرفع يديه لغير الله لغير الذي خلق اليدين يحرك لسانه بالدعاء متجها لغير الله لغير الذي خلق اللسان واوجده فاذا تفكر الانسان في نعم الله سبحانه وتعالى فهذا من البراهين على وجوب افراد الله بالعبادة. وافراده بالذل والخضوع سبحانه وتعالى قال وبالجملة فان الاثار تدل على المؤثر والصنعة تدل على صانعها والمخلوقات تدل على خالقها فهي ادلة واضحات وبراهين بينات دالة على وحدانيته وانفراده بالالوهية والعبودية. قيل لاعرابي بم عرفت ربك بم عرفت ربك قال البعرة تدل على البعير والخطوة تدل على المسير. افسماء ذات ابراج وبحار ذات امواج وارض ذات فجاج. الا يدل ذلك على اللطيف الخبير هذه المخلوقات براهين وشواهد ودلائل ساطعات على من اه على على من خلقها واوجدها سبحانه وتعالى. واذا اقر له بذلك يجب ان يقر ان يخضع يجب ان يخضع له بالعبادة والذل والخضوع والانكسار هذا فيما يتعلق بالتوحيد اما فيما يتعلق بالرسالة فماذا يقول الشيخ قال رحمه الله تعالى واما براهين الرسالة العقلية فاننا اذا عرفنا ان ربنا عليم حكيم رحيم واسع الرحمة وعظيم الاحسان وان جميع الاحسان المتنوع فهو منه تعالى وهو الدافع للمكاره كلها عرفنا ان من اعظم احسانه ورحمته بعثه الرسل صلوات الله عليهم وسلامه ليبينوا للناس ما يحتاجونه ويعرفوهم بربهم وبدينه ويذكروهم بايامه قال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ولقد ايد الله رسله بالايات البينات والادلة القاطعات وجعل تعالى نفس بعثتهم وما بعثوا به من الدين الحق والهدى والخير والرحمة الشاملة من البراهين العقلية على بعثتهم وصدقهم وجعل اخلاقهم وما هم عليه من الصفات العظيمة التي لا تكون الا للكمل من الخلق. براهين على رسالتهم براهين على رسالتهم وجعل معجزاتهم المتنوعة الخارقة للعادة التي لا تكون الا بتأييد منه من البراهين على فما بعث الله نبيا الا جعل على يده من الايات ما على مثله يؤمن البشر وشاركهم محمد صلى الله عليه وسلم في جنس براهينهم. واختص من بينهم بايات عظيمة. اعظمها واكبرها هذا القرآن العظيم الذي من تأمله وعرفه عرف انه من عند الله وان من جاء به اكمل الرسل واعم واعم واعمهم رسالة وان البراهين التي قامت على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من حسية وعقلية ونقلية لا يقاربها شيء من الايات والبراهين فازداد بها المؤمنون ايمانا ويقينا وتم بها ايمانهم ويقينهم وعلمهم وارتفعت بها درجاتهم هذا ما يتعلق اه الاصل الثاني وهو الرسالات يبين رحمه الله تعالى ان هذا الاصل قامت عليه براهين عقلية واضحة وايضا متنوعة وعديدة وليس كما يزعم بعض آآ الطوائف في حصره في برهان واحد او في جانب واحد بل تنوعت البراهين والدلائل والشواهد على صدق الرسل وعلى صدق ما جاءوا به وانه من رب العالمين يقول رحمه الله اذا عرفنا ان ربنا عليم حكيم رحيم واسع الرحمة عظيم الاحسان وان جميع الاحسان المتنوع فهو منه وهو الدافع للمكاره كلها اذا عرفنا ذلك عرفنا انه لا يترك الخلق املا ولا يترك حالهم سدى وفوضى بل ارسل اليهم رسلا ارسل اليهم رسلا وهؤلاء الرسل الذين ارسلهم الله هم صفوة الخلق وخيارهم. كما قال الله سبحانه وتعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فهم صفوة الخلق وخيار الخلق اختارهم الله جل وعلا على علم فبعثهم للعالمين مبشرين ومنذرين فقاموا بالبلاغ المبين عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين فاذا من يتأمل في في هذا الجانب الذي اشار اليه اولا اسماء الله العليم الحكيم الخبير اللطيف المحسن الى غير ذلك مقتضى وذلك الا يترك الخلق سبحانه وتعالى دون ان يرسل اليهم رسولا يبين لهم ولهذا الرسل واسطة بين الله وبين خلقه في ابلاغ الدين لا يمكن ان يعرف شيء من من الدين الا من طريق الرسل والرسل انفسهم لم يعرفوا شيء من الدين الا بالوحي الذي نزل اليه من رب العالمين الله سبحانه وتعالى قال في اواخر سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن انه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم فبعثة الرسل ليبينوا للناس ما يحتاجونه ويعرفوهم بربهم وبدينهم وايضا يعرفون بما اعده الله سبحانه وتعالى للعباد لان هذه الجملة يعني قولا ليبين الناس ما يحتاجونه ويعرفون بربهم وبدينه ويذكرون بايامه. يوضح هنا المحاور التي ترتكز عليها دعوة الرسل على ماذا ترتكز دعوات المرسلين على ماذا ترتكز دعوات المرسلين من اولهم الى اخرهم على ثلاثة محاور الرسل من اولهم الى اخرهم دعواتهم ترتكز على ثلاثة محاور. المحور الاول التعريف بالله التعريف بالله من هو يعرفون بالله بذكر اسمائه وصفاته وعظمته وافعاله وخلقه وتدبيره وانه المستحق للعبادة. وحده دون سواه هذا المحور الاول المحور الثاني يبين لهم الطريق الذي يوصل الى الله وهي العبادات والاعمال والطاعات وتجنب المحرمات والاثام المحور الثالث يبين لهم ما اعده الله سبحانه وتعالى في دار جزاءه لمن قام ده بالامتثال والطاعة للرسل وما جاءوا به من اجل وثواب ولمن اه عصى الرسل ولم يمتثل ما جاءوا به من عقاب محاور دعوة الانبياء والمرسلين ترتكز على هذه الامور الثلاث وبعثتهم اجمعين منة عظمى اه نعمة انعم الله سبحانه وتعالى بها على العباد. ولهذا اورد رحمه الله شاهدا من الشواهد على ذلك قول الله تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. ثم بين رحمه الله ان الله عز وجل ايد الرسل بالايات والادلة والبراهين والمعجزات والشواهد المتنوعات الدالة على صدق ما جاءوا به ثم بين رحمه الله ان هذه المعجزات التي ايد بها جل وعلا النبيين فكانت متفرقة جمعت لنبينا عليه الصلاة والسلام واختص بمزيد ومن ذلكم آآ ما اكرمه الله سبحانه وتعالى اه من هذا الوحي العظيم الذي هو القرآن وما اشتمل عليه من انواع البراهين والحجج والدلائل على صدق هذا الرسول عليه الصلاة والسلام وصدق ما جاء به نعم قال رحمه الله تعالى واما براهين المعادي العقلية فقد اخبر الله في كتابه بعدة قصص من من احياهم الله بعد موتهم وذلك برهان عقلي حسي على البعث. وذكر خلقه الانسان وان الذي ابتدأ خلقه فاعادته اهون عليه واسهل وذكر من البراهين خلق السماوات والارض وانها اكبر من من خلق الناس. وذكر احياء الارض بعد موتها وذكر كمال حكمته وانه لا يليق به ان يترك خلقه سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون. فكمال قدرته وحكمته من من اكبر الادلة على المعاد وذكر سعة علمه وقدرته في مواضع كثيرة. وان من جزئيات ذلك بعثه الاموات ومجازاته باعمالهم خيرها وشرها شرها وذكر تعالى الاستدلال بالموتة الصغرى وهي النوم على الموتة الكبرى ورد الارواح في الاجساد على رد الارواح في الاجساد واعاد هذه البراهين في الكتاب وابداها لوضوحها وقوتها. وان المنكرين للبعث ليس عندهم الا مجرد استبعادات من عقول سخيفة مبنية على قياس الرب العظيم وقدرته وعظمته بالمخلوق الناقص الضعيف في كل اوصافه وهذه اجناس الادلة فضلا عن انواعها. فضلا عن افرادها التي لو بسطت لبلغت مجلدات وهي براهين عقلية حسية المشاهدة واما البراهين النقلية فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام. اخبروا بذلك وفصلوه وقرروا توحيد الله وصدق رسله والجزاء والبعث. والقرآن والقرآن يكاد يكون كله في تقرير هذه الاصول الثلاثة وتفصيلها والسنة فيها من التفاصيل والتوضيحات لهذه الاصول شيء كثير يشفي ويكفي وبالله التوفيق. هذا ما يتعلق الاصل الثالث من اصول الثلاثة وهو المعاد واشار رحمه الله الى ان البراهين العقلية التي ذكرت في القرآن استدلالا على المعاد كثيرة جدا فمن ذلكم القصص التي جاءت في القرآن من احياء الله لاناس بعد موتهم احياء الله لاناس بعد موتهم في سورة البقرة اه تقريبا خمسة مواضع في سورة البقرة خمسة مواضع كلها في شواهد على الاحياء بعد الاماتة مثل قوله او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مئة عام ثم بعثه هذا برهان ايضا الاية التي تليها واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك. ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعوه هن يأتينك سعيا ان يأخذ اربعة من الطير ويقطعها اجزاء اجزاء ويخلطها شعرها بدمها بلحمها تخلط ثم يجعل من هذا المخلوط من الطير الاربعة على رأس كل جبل او على كل جبل جزء منها ثم يدعوها فتأتيه سعيا يرجع كل جزء كل نقطة دم كل شعرة كل قطعة لحم كل شيء يعود الى مكانه هذا برهان آآ اذا البراهين هذا نوع من البراهين على البعث. نوع من البراهين على البعث ما قصه الله في مواضع من كتابه من احياء ها لاناس اه اه او حيوانات بعد موتها وذلك برهان عقلي حسي على البحث على البعث وذكر خلق الانسان ايضا هذا برهان خلق الانسان اول مرة هذا من من الدلائل على قدرة من خلقه اول مرة ان يعيده وان الذي ابتدأ خلقه اول مرة اعاده اهون عليه وايسر. اعادته اهون عليه وايسر قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأكم اول مرة الذي خلق الخلق واوجدهم وانشأهم اول مرة هذا دليل على قدرته سبحانه وتعالى على اعادتهم بعد موتهم قال وذكر من البراهين خلق السماوات والارض ايضا هذا برهان من اه البراهين ويمكن مطالعة اه الايات التي ختمت بها سورة ياسين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه الى تمام السورة. وايضا يراجع تفسير العلامة ابن سعدي رحمه الله حيث عرض عرظا جميلا جدا لبراهين البعث وتلك الايات تنوعت فيها براهين البعث تنوعا عظيما جدا وعددها رحمه الله برهانا برهانا في آآ خواتيم آآ سورة ياسين قال وذكر من البراهين خلق السماوات والارض وان وانها اكبر من خلق الناس وذكر احياء الارض بعد موتها هذا ايضا من البراهين على البعث وذكر كمال حكمته وانه لا يليق به ان يترك خلقه سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا ايذابون ولا يعاقبون ايضا هذا من براهين البعث لا يليق بالعليم الحكيم ان تنتهي حياة هؤلاء الناس بمجرد الموت والفناء وحياتهم ما مضى فيها احسان وبعضهم مضى فيها ظلم وعدوان وطغيان فلا يليق بالخالق سبحانه ان تكون نهاية هذه الامور انه ان الناس يموتون وينتهي كل شيء بل الجميع يبعث ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فاذا هذه ادلة متنوعة جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى على البعث والجزاء والحساب وقيام لرب العالمين جل وعلا وهذا هذه اجناس الادلة فظلا عن انواعها فظلا عن افرادها التي لو بسطت لبلغت بلغت مجلدات وهي براهين عقلية حسية مشاهدة هذا الان آآ كله يتعلق ببراهين العقلية المتعلقة بالتوحيد الرسالات والمعاد. قال اما البراهين النقلية فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام بذلك وفصلوه وقرروا توحيد الله وصدق رسله والجزاء والبعث ثم ختم رحمه الله بقوله والقرآن يكاد يكون كله في تقرير هذه الاصول الثلاثة وتفصيلها هذه العبارة شبيهة بعبارة في اه ارشاد الثقات للشوكاني رحمه الله قال اه يعني كلاما معناه اما انك في كل اصل من هذه الاصول اه لو طلبت برهانه من القرآن لوجدته في كل اية تقرأها في كل موضع من آآ القرآن الكريم ولعل بعظ الاخوة يراجع كتاب ارشاد الثقات ويأتي بالنص آآ كلام الشوكاني المطابق آآ هذا الكلام الذي ذكره رحمه الله ايضا في اخر مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى ايظا نص اه مماثل لهذا في ان القرآن كله اه في اه تقرير اه التوحيد قال والقرآن يكاد يكون كله في تقرير هذه الاصول الثلاثة وتفصيلها والسنة فيها من التفصيل من التفاصيل والتوظيحات لهذه الاصول اه شيء كثير يشفي ويكفي وبالله التوفيق. الى هنا يكون انتهى رحمه الله. من بيان هذا الفصل اه عظيم المتعلق ببيان ان الانبياء بينوا للناس غاية البيان العلوم العقلية والنقلية وان علومهم هي الصحيحة النافعة في جميع المطالب العالية العقائد والاخلاق والاعمال. هذا ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم ان يوفقنا جميعا اه لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال والاعمال وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا. واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. جزاكم الله جميعا خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد