الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين. قال العلامة عبد رحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة الفصل الثلاثون في الصحيحين مرفوعا يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ما اجل هذا الحديث وانفعه واجمعه لكل خير وهو يجمع جميع الاسباب التي تنشط العاملين وتبعث عزائمهم على الخير وذلك ان الداعي الى الخير لا تتم له الدعوة ولا تحصل ثمراتها المطلوبة منها الا بترغيب المدعوين وتذكيرهم اسباب المرغبة الداخلية والخارجية وابعاد الاسباب المثبطة حسب الامكان وهي كلها مجتمعة في هذا الحديث الجليل فان التيسير لاعمال الخير وتهوينها على العاملين والاقتناع بما تيسر وسمحت به هممهم وعزائمهم وامر كل عبد ودعوته بما يناسب حاله وتقتضيه نفسه وطبيعته ويهون ويهون عليه ويهون عليه لا ريب في نفعه وسهولة الاجابة اليه وخصوصا اذا ضم الى التيسير التبشير بخيره وثمراته العاجلة والاجلة ونفعه اللازم والمتعدي تلوك طرق التيسير والسهولة وتبشير العاملين وترغيبهم لا ريب في نفعه واما سلوك الطريق المضادة لهذا من التعسير وتصعيب الامور على الناس وعدم قبول ما جاء منهم حتى يكمل من كل وجه فان انه اعظم منفر عن الخير واعظم مثبط ومكسل عن الخير والواقع والتجربة خير شاهد لهذا. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الفصل عقده رحمه الله تعالى لشرح هذا الحديث وبيان دلالاته العظيمة وارشاداته المباركة وهذا الحديث كما وصفه المصنف رحمه الله تعالى حديث عظيم النفع جامع للخير وهو حديث يحتاج اليه بالدرجة الاولى حاجة ماسة الدعاة الى الله والمشتغلون بالتعليم والتربية وتوجيه النشأ فهذا المقام مقام يحتاج الى ان يعتني ان يعتنى به بهذا التوجيه المبارك والارشاد العظيم بحيث يكون الداعي الى الله تبارك وتعالى مبشرا وميسرا لا ان يكون معسرا ومنفرا ومقام الدعوة يحتاج الى جانبين غاية في الاهمية يحتاج اليه المدعو حاجة شديدة لتقبل نفسه الامر الاول ان يذكر له الخير وان يرغب في اعماله وان تيسر له اعمال الخير وفي الوقت نفسه يذكر مع ذلك المبشرات من الاجور والثواب العاجل والاجل حتى تقبل نفسه والمقام الثاني آآ مقام عدم التعسير على الناس والتشديد عليهم وتنفيرهم لان مثل هذا المسلك اذا سلكه الداعي مع المدعوين انصرفت قلوبهم عن اعمال الخير ولهذا وجه النبي عليه الصلاة والسلام هذا التوجيه المبارك قال يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا ولما بعث معاذا وابي ذر الى اليمن قال لهما بشرا يسر ولا تعسرا. بشرا ولا تنفرا وهكذا ينبغي ان يكون كل داعية الى الله سبحانه وتعالى في خطابته العامة وفي توجيهه الخاص احيانا يأتي بعض المقبلين الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى فاقبل على الهداية فيسأل ماذا يقرأ؟ ماذا يعمل احيانا من يسأله يكون من هذا الصنف المبارك يبشر وييسر ولا يعسر وصنف من الناس اخر يسلك مسلك التعسير ويتخاطب مع المهتدي المقبل على الهداية الذي هو في اول الطريق يطلب منه امورا لا تطلب الا من له باع طويل في الهداية والاستقامة ويبدأ يعد عليه تفعل كذا وتفعل كذا وتفعل كذا وان لم تفعل كذا فانت كذا الى اخره فمثل هذه الطريقة تجعل الناس ينفرون ولهذا مراعاة احوال المدعوين فيما يدعون اليه مع مراعاة ما جاء في هذا الحديث من تيسير وعدم تعسير وتبشير وعدم تنفير هو الذي باذن الله تبارك وتعالى يؤتي اكله وثماره النافعات قال رحمه الله ذلك ان الداعي الى الخير لا تتم له الدعوة ولا تحصل ثمراتها المطلوبة منه الا بترغيب المدعوين الا بترغيب المدعوين وتذكيرهم بالاسباب المرغبة الداخلية والخارجية وابعاد الاسباب المثبطة حسب الامكان ما جاء في القرآن من اوامر ونواهي كلها مصحوبة بترغيب وترهيب تذكر الاعمال الصالحة والطاعات من فرائض ومستحبات ومعها المرغبات وايضا تذكر النواهي ومعها المرهبات وهذا امر يحتاج اليه ولما غفل هذا الجانب لما غفل هذا الجانب ظعفت العناية لدى الكثير بالفرائض وايضا وقع عدد في الكبائر والاثام والسبب في ذلك عدم العناية ذكر المرغبات وذكر المرهبات في هذا المقام انصح كثيرا واؤكد على ذلك ينبغي على المسلم ان يقرأ في حياته ولو مرة واحدة كتاب الكبائر للذهبي خاصة اننا في زمان اصبحت الدعوة فيها الى الكبائر على قدم وساق من خلال القنوات ومن خلال مواقع ومن خلال المجلات ومن خلال امور كثيرة جدا فنحتاج حاجة شديدة الى ان نقرأ هذا الكتاب او مثله. في بابه لانه يذكر الكبيرة مع المرهبات والمخوفات والزواجر والعقوبات فاذا قرأها الانسان قرأها الشاب قرأها المسلم احدثت في قلبه خوف من فعل هذه الذنوب او الوقوع في تلك الكبائر فيبوء عاقبتها وسوء مغبتها الداعي الى الله تبارك وتعالى يحتاج فعلا ان يلاحظ حال من يدعوهم الى الله سبحانه وتعالى ثم يعطي كلا بحسبه في ضوء هذه القاعدة الشريفة المباركة يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا قال رحمه الله وهي كلها مجتمعة في هذا الحديث الجليل فان التيسير لاعمال الخير وتهوينها على العاملين والاقتناع بما تيسر وسمحت به هممهم وعزائمهم وامر كل عبد اه ودعوته بما يناسب حاله وتقتضيه نفسه وطبيعته ويهون عليه لا ريب في نفعه اذا لاحظ الانسان حال المدعو وفي مثل هذا المقام يؤكد على الفرائض ويعظم امرها ثم امر النوافل يقال له تدرج فيها لا يقال له في بداية الطريق افعل كذا وافعل كذا وافعل كذا ويسرد له كم من هائلا من من المستحبات بل يؤكد على امر الفرائض والعناية بها حتى تلين النفس بالفرائض وتواظب عليها ثم يتدرج به خطوة خطوة في اعمال البر وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه قال رحمه الله وخصوصا اذا ضم الى التيسير التبشير اذا ظم الى التيسير يعني اذا يسرت عليه الاعمال وهونت عليه امرها وانها في غاية السهولة وان الله ما جعل في الدين من حرج ثم ظممت الى ذلك المبشرات بذكر الاجور والثواب والعواقب الحميدة والمآلات الطيبة في الدنيا والاخرة نفسه تقبل وتنشرح لاعمال الطاعة واعمال البر قال فسلوك طريق التيسير والسهولة وتبشير العاملين وترغيبهم لا ريب في نفعه اما سلوك الطريق المضادة لهذا من التعسير وتصعيب الامور على الناس وعدم قبول ما جاء منهم حتى يكمل من كل وجه بعض الناس فعلا بهذه الصفة التي ذكر الشيخ رحمه الله لا يرظى من المدعو الا ان يأتي مكملا واذا لم يكمل الامور من جميع جوانبها لم يقبله وشدد عليه وقسى في حاله وبيان امره بينما الذي ينبغي هو التيسير والرضا منه بما تيسر ثم ترغيبه في الامور الاخرى وتهوينها عليه وتيسيرها لانه مصاب بمرض والمريض يحتاج الى مسايسة من المعالج حتى يتنقل خطوة الخطوة وحتى يستسيغ الدواء ويقبل العلاج يتدرج به خطوة خطوة اما ان يراد منه من البداية كل شيء وان يكمل في اللحظة الاولى كل شيء هذا لا يتأتى بل هذا يعد تنفيرا له قال وعدم قبول ما جاء منهم حتى يكمل من كل وجه فان هذا اعظم منفر عن الخير فان هذا اعظم منفر عن الخير واعظم مثبط ومكسل عن الخير والواقع والتجربة خير شاهد لهذا. وفعلا بعض الناس في بعض المناطق عندما سلكوا مسلك التشديد مع الناس اما ان تفعلوا هذا كله او لا نقبلكم لما سلكوا مسلك التشديد مع الناس نفرت الناس نفرت الناس وانصرفت قلوبهم لان المريض يحتاج فعلا الى ملاينة ومسايسة وتدرج وشيئا فشيئا خطوة خطوة حتى يقبل على الخير اذا كان مبتلى بمنكر وبدأ يصلي اقبل منه صلاته واحمدها فيه وشجعه عليها وتقول له خطوت خطوات كبيرة جدا. اهنئك على هذه الصلاة وانك اصبحت من من اهل الصلاة انت لك من الاجر كذا ولك من الثواب كذا الى اخره وشجعه فينشرح صدره ثم تنتقل معه بعدها ولو بوقت الى الخطوة الثانية لكن لو جئته وقد صلى وعنده مثلا منكر من المنكرات ثم قلت ايش فائدة الصلاة وانت الان تفعل كذا وفيك كذا الى اخره ربما ترك الصلاة زاد في المعصية الذي هو فيها لكن اذا عولج بالهوينة وبالتدريج بالتلطف معه ومسايسته باذن الله تبارك وتعالى تقبل نفسه والشيخ رحمه الله سيذكر لنا شواهد من السنة تبين لنا اهمية هذا المسلك وكيف انه آآ له التأثير العظيم اه النفع والفائدة نعم قال رحمه الله تعالى الا ترى ان الصلاة وهي اعظم شرائع الدين؟ وهي العمل الذي يشترك فيه جميع المسلمين. قد امر النبي صلى الله عليه وسلم ما فيها بما يكون سهلا حتى على العاجزين حيث قال ايها الناس ايكم اما الناس فليخفف فان فيهم الصغير والكبير والمريض والضعيف وذا الحاجة وقال لامام امره باحكام الصلاة واقتدي باضعافهم. وقال انس رضي الله تعالى عنه ما صليت وراء امام قط خف صلاة ولا اتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم فالتخفيف الذي تتم به الصلاة ولا يحصل منه اخلال بشيء من امورها لا شك في نفعه وترغيبه للمصلي ولمن يصلي خلفه ويقتدي به. وقال صلى الله عليه وسلم في الخطبة ان طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فاطيلوا الصلاة وقصروا الخطبة وكان صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة مخافة السآمة عليهم هذه الان امثلة ذكرها رحمه الله تعالى وهي تتعلق بالصلاة وكلها داخلة في التيسير الذي الشيخ رحمه الله تعالى ببيان بصدد بيان اهميته ومكانته العظيمة قوله عليه الصلاة والسلام ايها الناس ايكم اما الناس فليخفف فان فيهم الصغير والكبير والمريض والضعيف وذا الحاجة تصور الان الفرق بين امامين امام يؤم الناس وهو يعتبر حال من خلفه من مريض او كبير او ضعيف او صاحب حاجة لهم اعتبار ومكانة في نفسه. ويراعيهم ويهتم لامرهم وبين امام لا يبالي كان يكون نشيط الجسم قوي الصحة فيطيل في الصلاة اطالة لا يتحملها الا الاقوياء مثله ولا يبالي واذا احد من المأمومين تكلم معه في شيء من هذه الاطالة سدد عليه وقسى عليه وربما قال له انت لا تريد الصلاة وانت كذا الى اخره هذا تنفير فاذا كان الامام يراعي احوال المصلين الذين وراءه ويعتبر حال المريض حال كبير السن حالة ضعيف حال صاحب الحاجة يعتبر حال هؤلاء وايضا يخفف كما نبه الشيخ رحمه الله تخفيفا لا يحصل به اقلال بشيء من امر الصلاة لا افراط ولا تفريط مثل هذا المسلك لا شك انه تيسير نافع ايضا نظير هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام لمن امره الامامة قال اقتدي باظعفهم يقول الامام اقتدي باظعفهم يعني اعتبر الضعيف عندما تؤم الناس وقال انس ما صليت وراء امام قط اخف صلاة ولا اتم صلاة من النبي عليه الصلاة والسلام والناس في هذا الحديث ونظائره بين مفرط ومفرط يعني من الناس كما يقول ابن القيم النقارون في الصلاة الذي يصلي ينقر الارض كما ينقر الديك الارض او الطعام يقول ما يقول مستدلا على فعله من ام الناس فليخفف ويظن ان النقر هذا هو الصلاة التي هي المعنية بهذا التخفيف فينقر نقرا كنقر الغراب او كنقر الديك وهذا من الخطأ الفادح المخل بالصلاة فالذي ينبغي للامام ان يتوسط في في صلاته وان يعتبر حال المأمومين فان هذا من التيسير والتهوين عليهم الذي يعينهم باذن الله تبارك وتعالى على العناية بالصلاة والمحافظة عليها مثله قوله عليه الصلاة والسلام ان طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه اي علامة فاطيلوا الصلاة وقصروا الخطبة قال وكان صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة مخافة السآمة عليهم والسآمة هي الملل يعني لا لا يعظهم كل لحظة وكل وقت يلقاهم به وانما يتخولهم بين وقت واخر حتى لا يمل الناس الموعظة لو كان الواعظ كلما لقي الناس اسكتهم واخذ يعظهم ملوا موعظة ونفروا منه لكن اذا كان يتخولهم بالموعظة يكونون في اعظم الشوق والرغبة لسماع موعظته نعم قال رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم منكرا على المتبتلين الذين يريدون استغراق زمانهم بالصلاة والصيام والخشونة اما انا فاصلي وانام واصوم وافطر واكل اللحم واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني وقال صلى الله عليه وسلم ان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا ولزورك عليك حقا فاتي كل ذي حق حقه ولما بال الاعرابي الجاهل في المسجد وانتهره الناس زجرهم النبي صلى الله عليه وسلم وتركه حتى قضى بوله ثم دعاه وعلمه بلطف ورفق وقال ان هذه تجد لا تصلح لشيء من هذا القدر انما بنيت للصلاة والقراءة والذكر والعبادة ولما اغلظ له بعض الاعراب الجافين بالقول وهم به الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال صلى الله عليه وسلم دعوه ثم الان له القول وبذل له شيئا من المعروف فانقاد الى الحق وحصل المقصود منه. هذه ايضا امثلة اخرى وشواهد على التيسير الذي جاء عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه فقال عليه الصلاة والسلام منكرا على المتبتلين اي المنقطعين للعبادة الذين يريدون استغراق زمانهم بالصلاة والصيام والخشونة اي التشديد على النفس لانهم جاءوا الى بيت النبي عليه الصلاة والسلام فسألوا عن عبادته فكأنهم تقالوها فقال احدهم اما انا فاصلي ولا انام وقال الاخر اما انا اصوم ولا افطر وقال الثالث اما انا لا اتزوج النساء فبلغه عليه الصلاة والسلام قولهم فانكر ذلك وقال اما انا فاصلي وانام واصوم وافطر واكل اللحم واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني اذا التعسير والتشديد على النفس او على الغير ليس من هديه صلوات الله وسلامه عليه بل انكر عليه الصلاة والسلام اشد الانكار على من فعل ذلك وقال في حقهم من رغب عن سنتي فليس مني كذلكم قوله عليه الصلاة والسلام ان لنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا ولزورك عليك حقا فاتي كل ذي حق حقه هذا كله من تيسير الشريعة اما ان ينقطع الانسان للعبادة او ينقطع مثلا للعلم ثم يهمل الحقوق الاخرى الواجبة عليه كحقوق الاهل حقوق آآ الولد حقوق الوالدين او نحو ذلك هذا ليس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام بل ومن التعسير المنهي عنه ولهذا ارشد عليه الصلاة والسلام الى ذلك قال ان لنفسك عليك حقا تريحها وتجمها لاهلك عليك حقا ايضا القيام بحقوق الاهل ولزورك عليك حقا الزور هو الضيف وجاء في بعض روايات الحديث ولضيفك عليك حقا فآتي كل ذي حق حقه هكذا جاءت الشريعة ميسرة الامور لا تعسير فيها بحيث تعطى الحقوق ولا يهمل شيء منها كذلكم قصة الاعرابي الذي بال في المسجد والبول في المسجد منكر وكما قال عليه الصلاة والسلام المساجد لا تصلح لشيء من هذا القدر لكنه جاهل ولا يعرف هذا الحكم وربما عاجله البول ولا ولا يعرف هذا الامر فبال في المسجد فالصحابة رضي الله عنهم انكروا عليه وزجروه وانتهروه انتهره الناس فامرهم عليه الصلاة والسلام ان يتركوه سبحان الله امرهم ان يتركوا الرجل يتم بوله في المسجد امرهم ان يتركوا الرجل يتم بوله في المسجد يكمل بوله حتى ينتهي انظر الى هذا التيسير في هديه عليه الصلاة والسلام ومراعاة ايظا امور ومصالح قد لا ينتبه اليها مثل هذا الرجل الان بدأ يبول وهو محصور او مشتد عليه الامر ثم اوقف ربما يصاب بمرض ربما انه لا يملك نفسه فيتطاير البول في امكنة عديدة في المسجد عندما يزجر ويقوم ينطلق عن المكان فيتناثر البول هنا وهناك لكن يترك ينحصر البول في مكان ويراعى حال الرجل ورجل يجهل الحكم ويتلطف معه ويترفق به فتركه النبي عليه الصلاة والسلام ثم لما فرغ الرجل قال ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا القدر بدون قسوة وبدون عبارات غليظة وبدون تعنيف ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا القدر انما بنيت للصلاة والقراءة والذكر والعبادة وضح له عليه الصلاة والسلام وفهم الرجل الحكم استفاد ايضا لما اغلظ له بعض الاعراب الجافين بالقول وهم به الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم قال عليه الصلاة والسلام دعوه رجل اغلظ على النبي عليه الصلاة والسلام القول في امر كان يتقاضاه من النبي عليه الصلاة والسلام فقال صلى الله عليه وسلم دعوه والحديث في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فاغلظ اغلظ في الكلام فهم به اصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فان لصاحب الحق مقالا ثم قال اعطوه سنا مثل سنة. قالوا يا رسول الله لا نجد الا امثل من سنه اي افضل فقال اعطوه فان من خيركم احسنكم قضاء رجل يأتي ويتكلم بغلظة وبكلام شديد ثم يعامل من النبي عليه الصلاة والسلام بهذه المعاملة الكريمة لا شك ان هذا من التيسير الذي يقبل بالقلوب قد قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. نعم وقال صلى الله عليه وسلم للناس انما مثلي ومثلكم كمثل رجل له راحلة انفلتت منه فذهب الناس في طلبها سراعا من كل جانب فلم يزدها ذلك الا نفورا فقال صاحبها للناس دعوني وراحلتي فلم يزل يناديها ويأخذ من نبات الارض ليعطيها فلم يزل كذلك حتى اخذ زمامها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في ذكر هذا المثل قال ان مثلي ومثلكم كمثل رجل له راحلة انفلتت منه رجل انفلتت منه راحلته دابته فذهب الناس في طلبها سراعا من كل جانب فالدابة اذا ركض الناس ورائها من كل جهة تركد او تزداد نفورا وشرودا فركض اليها الناس من كل جانب فهذا الركض والاتيان لها من كل جانب يزيدها نفورا فلم يزدها ذلك الا نفورا. فقال صاحبها للناس دعوني وراحلتي دعوني وراحلته يعني انا احسن ان اتعامل معها بطريقة لا تنفر دعوني وراحلتي فلم يزل يناديها ويأخذ من نبات الارض ليعطيها فلم يزل كذلك حتى اخذ بزمامها حتى اخذ بزمامها بمعنى ان الداعي الى الله ينهج هذا المنهج في مسايسة الناس خاصة الشاردين المعرضين المنفلتين يأخذون بالمسايسة بالملاطفة بالكلمة الطيبة بالهدية بالزيارة بالتلطف لعل الله سبحانه وتعالى يقبل بقلوبهم من القصص العجيبة في هذا الباب وقد اوردها الامام بن كثير رحمه الله في كتابه التفسير لاوائل تفسير سورة غافر ان رجلا من اهل الشام كان ينتاب ويرتاد مجلس عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ثم افتقده فترة فسأل عنه فقالوا انه اخذ او اصبح يتعاطى هذا الشراب يعني الخمر قالوا انه اصبح يتعاطى هذا الشراب فاحضر عمر الكاتب واملاه قال من عمر امير المؤمنين الى فلان ابن فلان سلام عليك اما بعد فاني احمد الله اليك الذي لا اله الا هو غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير ثم قال لعمر رضي الله عنه لمن حوله ادعوا الله ان يقبل بقلب اخيكم ادعوا الله ان يقبل بقلب اخيكم فوصل الكتاب الى ذلك الرجل وقرأه وبكى وقال يعني في في الموعظة قال خوفني من الذنب ودعاني للتوبة في الاية الكريمة قال خوفني من الذنب ودعاني للتوبة فانظر ماذا فعل عمر رضي الله عنه جمع له بين امرين وما احوج العصاة ان يجمع لهم بين هذين الامرين الدعوة الرقيقة اللطيفة بالموعظة والكلام اللطيف الحسن المؤثر والامر الثاني الدعاء له بظهر الغيب ان يقبل الله بقلبه في جمع له بين الدعاء والدعوة الدعاء له بظهر الغيب ان يقبل الله بقلبه والدعوة له بالحسنى والكلمة الطيبة المؤثرة التي تصل الى القلوب باذن الله تبارك وتعالى وهذا الحديث يمثل فيه العاصي المتفلت المعرض بالدابة الشرود بالدابة سرود وتحتاج دابة بهذه الصفة الى ان تسايس وتناطف حتى تنقاد بسهولة ولين لا ان يتعامل معها آآ قسوة وبشدة فيزيدها نفورا وصدودا من الطرائف التي في في هذا الباب قصة للمؤلف رحمه الله الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي يذكرها احد اولاده ان الشيخ مرة رحمه الله كان في طريق فمر برجل ومعه حمار له وتلدن الحمار عن السير فكان الرجل قاسيا شديدا فاخذ يظرب الحمار بغلظة وقسوة ومع هذا الظرب والقسوة آآ الحمار متلدن فجاء الشيخ له ووعظه وخوفه قال له ترفق هذا حيوان بهيم ما يجوز تظربه بهذه القسوة وبهذه الشدة فقال يا شيخ هذا حماري وانا اعرفه ما يمشي الا بالشدة ولا يمشي الا بالقسوة قال ابدا انت لائنة وسايسة وبالرفق وعاملة بالحسنى يمشي معك. قال انا جربت يا شيخ جربت معه ما ما يمشي الا بالقسوة والشدة يقول فقال له الشيخ طيب اتركه انا اريك فاخذه الشيخ ومسح عليه ترفق به ومشى مع الشيخ مشى مع الشيخ فقال الرجل يا شيخ حتى الحمير يعرفون انك شيخ ويطيعونك حتى الحمير يعرفون انك شيخ ويطيعونك والواقع ان الترفق الترفق والتلطف مثل ما جاء الان معنا في هذا الحديث قال فلم يزل معها يناديها يعني بصوت هادي ولطيف ورقيق ويأخذ من نبات الارض ليعطيها يقدم لها اكل وطعام دابة تقبل فالشاهد ان المسايسة والتلطف العاصي الذي انفلت واصبح معرضا بحاجة ماسة الى ان يعامل مثل هذه المعاملة اللطيفة الرفيقة نعم قال رحمه الله تعالى وكان صلى الله عليه وسلم في دعوته للخلق يدعو كل احد بما يناسب حاله وبالطريق التي يعلم حصول المقصود منه بها وامر اصحابه ان يدعوا الناس بذلك وقال لمعاذ رضي الله تعالى عنه حين بعثه الى اليمن انك تأتي قوما من اهل الكتاب فادعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله فانهم اطاعوا لذلك فاخبرهم ان الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك فاخبرهم ان عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. قال رحمه الله وكان صلى الله عليه وسلم في دعوته يدعو كل احد بما يناسب حاله بما يناسب حاله بمعنى ان الداعي الى الله لابد ان يكون على معرفة بحال المدعوين حتى يدعو كلا منهم بما يناسب حاله وبالطريقة التي يعلم حصول المقصود منها منه بها وامر اصحابه ان يدعوا الناس بذلك. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ حين بعثه الى اليمن انك تأتي قوما من اهل الكتاب لماذا قال له عليه الصلاة والسلام انك تأتي قوما من اهل الكتاب حتى يراعي حالهم ولهذا جاءت الدعوة اه في اه بمراتب هذه المراتب راجعة الى حال من يدعى. ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادل بالتي هي احسن هذه ثلاث مراتب للدعوة وكل مرتبة من هذه المراتب الثلاث تتناسب مع حال صنف من المدعوين فمنهم من يحتاج الى حكمة ومنهم من يحتاج الى موعظة ومنهم من يحتاج الى مجادلة بالتي هي احسن فاذا مراعاة حال المدعوين ودعوة كل احد بما يناسب حاله هذا من التيسير الذي راعته الشريعة ورعاه النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وفي توجيهه للدعاة نعم قال رحمه الله تعالى وهكذا شريعته كلها مبنية على السهولة واليسر في ذاتها واحكامها وشرائعها وفي دعوتها للخلق والامر والنهي ومن النصوص الجامعة في هذا النوع قوله هكذا شريعته كلها مبنية على السهولة واليسر في ذاتها واحكامها وشرائعها وفي دعوتها للخلق والامر والنهي من شواهده قوله عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا فسددوا وقاربوا وابشروا فاخبر عليه الصلاة والسلام ان الدين كله يسر يسر في احكامه وشرائعه ودعوة الخلق واوامره ونواهيه يسر كله نعم قال رحمه الله تعالى ومن النصوص الجامعة في هذا النوع قوله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وقوله ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن وقوله اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. وقوله وقولوا للناس حسنا وغيرها من الايات الدالة على هذا المعنى هذه ايات كلها تتعلق الدعاة الى الله وانه ينبغي عليهم ان يراعوا هذا الجانب بمخاطبتهم لي آآ المدعوين ومراعاتهم لاحوالهم والترفق بهم مراعاة التيسير وعدم التعسير والتبشير وعدم التنفير فكل هذه الايات في تحقيق هذا المقصد ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي احسن هذي كما قدمت فيها مراعاة حال المدعوين وان كلا منهم يدعى بحسب حاله فمنهم من يحتاج الى حكمة ومنهم من يحتاج الى الموعظة الحسنة ومنهم من يحتاج الى المجادلة بالتي هي احسن وقال جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي احسن ولا تجادلوا اهل الكتاب التي الا بالتي احسن. تبين الخطأ لكنك لا تقسو على المخاطب حتى لا ينفر وتحاول ان تقربه وان تستميله للخير بالقول الطيب وبالكلام اللين تأمل قول الله تعالى في هذا المقام فيما وجه اليه موسى وهارون وقد بعثهما الى فرعون الطاغية الذي يقول انا ربكم الاعلى اذهب الى فرعون انه طغى فقولا له قول الذين تقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ليتنا نقرأ كلام السلف من الصحابة والتابعين في معنى قولا له قولا لينا كلام جميل جدا ونقولات عظيمة عن السلف رحمه الله في معنى القول اللين بعظهم قال قولا له قولا لينا اي كنه كنه يعني عندما تناديه نادي بالكنية هذا من القول اللين ولا يظر لا يظر عندما يخاطب انسان من اجل ان يستمال او يستدرج للدعوة بدل ما يقال له يا طاغية يا ظالم يا باغي يا الى اخره فيغلق الباب يقال له يا ابو فلان ويدعى بعدها هذا من استمالة قلبه انانة القول له حتى يقبل واذا كان الله سبحانه وتعالى قال لموسى وهارون امر موسى وهارون في خطابهما لهذا الطاغية الذي يقول انا ربكم الاعلى بان يخاطباه بالقول اللين فكيف عندما يخاطب من هو دون فرعون في الضلالة والطغيان والخطأ قال فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى هذا هو الغرض. الغرض من القول اللين لعله يستفيد لعله يتذكر لعله يخشى الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لان ان اغلظ له القول اغلق الباب ان اغلق للمدعو القول اغلق الباب تماما واصبح لا يسمع ولا يبصر ولا يرى لكن اذا الين له القول في هذا شيء من المجال والفسحة لعله يستفيد او اه يتذكر او يخشى وقال تعالى وقولوا للناس حسنا وقوله حسنى هذه تتناول كل قول لطيف وكل كلام رفيق تتألف به القلوب وتستجلب به النفوس وتستمال الى الحق والهدى. نعم قال رحمه الله تعالى وعلى هذا فعل من اراد التعليم ان يراعي اذهان الطلبة ويعطيهم من الدروس ما يتيسر عليهم فهمه ويربيهم بصغار العلم قبل كباره ولا يحمل اذهانهم ولا يحمل اذهانهم ما لا يتحملون. وكذلك تعليم الجهال والقاء العلوم وينبغي مراعاة الامور التي يحتاجونها وان تشرح لهم شرحا يسهل عليهم فهمه. هذه مسائل العلم والقاء العلم على المتعلمين الناس في الفهم والادراك والحفظ ليسوا على مستوى واحد وليسوا على مقدرة واحدة يعني بعض المربين يريد ان يحمل مثلا كل الصغار الذين عنده على الحفظ وبعضهم لا يستطيع ان يحفظ اصلا ليس عنده قدرة ان يحفظ منهم من يحفظ بغاية السهولة ومنهم من ذهنه لا يساعده على الحفظ ولا يتمكن من الحفظ فمراعاة هذا الجانب من الامور المهمة لان اذا اغلطت على من ليس عنده قدرة على الحفظ وسددت عليه وقسوت عليه ليحفظ مثلا فانت الان تمارس معه تنفيرا عن الهدى وعن الخير تجعله نفسه تصد عن الخير بل تجعله يكره هذا الشيء الذي انت تريده ان يحفظه وقد يحفظه وهو كاره له وليس راغبا فيه حفظه تحت سطوة الجلاد وقسوة المعلم لكنه لم يحبه ولما تقبل نفسه عليه فاي خير قدمنا لهذا الم تعلم عندما اه حفظناه بقسوة وشدة لكن اذا روعيت احوال الناس ليس كل الناس عندهم قدرة ان يكونوا علما فمن الخطأ ان يطلب من الجميع ان يكونوا علما وفقهاء في الشريعة من الناس من عنده ميل للصناعة والحرفة ومنهم من عنده ميل مثلا الرماية وركوب الخيل منهم من عنده ميل لكذا من عندهم ميل لكذا مراعاة هذه الجوانب في هؤلاء مع تعليمهم ضروريات الدين وواجبات الدين هو الطريق الصحيح والمسلك اه الذي يتعامل مع الطلاب والمربين اه به مراعاة مراعاة لتحقيق المصلحة والفائدة قال وعلى هذا فعلى من اراد التعليم ان يراعي اذهان الطلبة ويعطيهم من الدروس ما يتيسر عليهم فهمه ويربيهم بصغار العلم قبل كباره ولا يحمل ولا يحمل اذهانهم ما لا يتحملون وكذلك تعليم الجهال والقاء العلوم وينبغي مراعاة الامور التي يحتاجونها وان تشرح لهم شرحا يسهل عليهم فهمهم حتى ايضا هذا الجانب الاخير الذي اشار اليه مهم للغاية. يعني عندما يخاطب العامي مثلا بلغة فصيحة لا يعرف الفاظها لا يفهم وانت غرضك ان يفهم الحق فلا يمنع ان تخاطبه بلغته الدارجة او ان تجيبه على على سؤاله بلغته الدارجة بحيث يفهم الحق ولا يشتبه عليه الامر وهذا امر سلك اهل العلم في تعليمهم في كتابتهم في توجيههم في اجابتهم ايظا للسائلين نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك تمرين الصغار من الاولاد الذكور والاناث على الصلاة وامور الخير. ينبغي فيه مراعاة اتوا قواهم ورغباتهم وترغيبهم بالقول والفعل والاكتفاء بما تيسر. مما سمحت به طبائعهم وتدريجهم من شيء الى اخره استعمال هذا الاسلوب الذي هو التيسير والترفق والتلطف مع الاولاد الصغار هو الذي باذن الله تبارك وتعالى يعطي نتيجة بان ينشأ هذا الصغير محبا للخير ومحبا لاهله ومحبا لاعمال الخير اما اذا قسي عليه في صغره وفي بداية توجيهه وتعليمه وشدد عليه نفرت نفسه واصبح يتعامل مع هذه العبادات معاملة الكاره الغير راغب لانه شدد عليه وقسي عليه فيها فاصبح يتعامل معها عن غير رغبة بخلاف الذي يربى بالهوينة وبالرفق وبالتشجيع حتى ينشأ على اعمال البر والطاعة شيئا فشيئا. نعم قال رحمه الله تعالى بل وكذلك دعوة المخالفين للدين ينبغي مراعاة هذا الاصل فيها لما يحصل فيه من النفع العظيم ولهذا ايضا جاءت الترغيبات المتنوعة على اعمال الخير واقوال الخير وعلى ترك المحرمات لانها من اقوى الدواعي الى توجيه الخلق الى طاعة الله ورسوله ايضا هذا الاسلوب اه كما ينبه رحمه الله تعالى ينبغي ان يسلك مع المخالفين للدين مع المخالفين للدين في في دعوتهم يراعى هذا الجانب مثلا شخص اه كافر ثم دعي الى الايمان وعلى والى التوحيد وهو مدمن خمر وقال آآ عندما دعاه الداعي واقبلت نفسه قال هل يمكن ان اسلم ولا اترك الخمر يقول له انت اذا اسلمت ووصليت وفقك الله لهذه الصلاة فزت بخير عظيم ونجوت من سخط الله وهذه الخمر ان شاء الله يأتي عليك وقت وانت تتركها لكن ان يقول له من اول الطريق اما تترك الخمر والا لا يقبل منك هذا تنفير له عن الاسلام تنفير له عن الاسلام مثلا الختان اما ان تختتم والا ما نقبل اسلامك مثلا لكن مسايسة الناس وقبول منهم ما اقبلت عليه نفوسهم وانشرحت له صدورهم ثم فيما بعد يتدرج معهم خطوة خطوة ترغيبا لهم في اعمال البر والطاعات لكن الاساس له مساومة فيه الاساس الذي هو اه توحيد الله والبراءة من الكفر والشرك بالله تبارك وتعالى هذا اساس لا مساومة فيه لان الدين انما يبنى ويقام على ذلك ثم قال رحمه الله ولهذا ايضا جاءت الترغيبات المتنوعة على اعمال الخير واقوال الخير وعلى ترك المحرمات لانها من اقوى الدواعي الى توجيه الخلق الى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نعم. قال رحمه الله تعالى الفصل الحادي والثلاثون اصول الفضائل ثلاثة العلم والدين والجهاد اما العلم فهو الذي تقوم عليه الادلة والبراهين. فكل ما دخل في هذا الحد الجامع قيل له علم فيدخل في ذلك العلوم التي يتوسل بها الى الدين والى الدنيا والى كل مقصود وحقيقة ولكن النافع من هذا ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة وما تفرع على ذلك فلا تخرج العلوم النافعة عن الكتاب والسنة واما الدين الصحيح فهو طاعة الله وطاعة رسوله بتصديق خبرهما والاعتراف به والتعبد لله بذلك. وامتثال امرهما بنهيهما فكل من كان اكمل طاعة لله ورسوله كان اكمل دينا والجهاد وحده بذل الجهد القولي والفعلي بتنفيذ امر الله وامر رسوله في النفس وفي الغير. وذلك تبع تبع القدرة والاستطاعة. فمن كان اكمل في هذه الصفات الثلاث العلم والدين والجهاد كان اكمل وافضل وارفع عند الله درجة وللصحابة منها النصيب الاوفر والحظ الاكمل والاثار اكبر شاهد على ذلك. فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم هم الواسطة بين الامة وبين نبيهم في ايصال جميع العلوم النافعة وفي تنفيذ دينه فما وصل للامة من علم ودين الا على ايديهم وبسببهم ولا انتشر الدين في مشارق الارض ومغاربها الا بعلمهم ودينهم وجهادهم. وهم في ذلك وهم في ذلك الفضل على مراتبهم وكذلك من بعدهم من ائمة الدين والهدى الذين كانت لهم الاثار الحميدة والنفع العظيم والفظائل الغزيرة وانما ينبوع ذلك ومادته واصله من هذه الفضائل الثلاث ووجه الحصر ورجوع الفضائل كلها الى هذه الثلاث ان النقص الحاصل على الانسان اما ان يكون لفقد العلم وحصول الجهل وذلك ضلال وفقد للهداية التي تنير للعبد جميع الطرق الدينية والدنيوية فلا يعرف الوسائل ولا المقاصد ولا يهتدي الى كيفية المنافع والمضار واما ان يكون عارفا بذلك ولكن لا يعمل بمعرفته يعرف الخير فيتركه ويعرف الشر فيفعله يرى المنافع الدينية والدنيوية فينحرف عنها ويشاهد المضار المحققة المحققة فلا تدعوه الاغراض الضارة حتى فلا تدعه الاغراض الضارة حتى يقتحمها فهذا حصل له النقص الكبير لا لعدم معرفته بل لعدم دينه فان الدين الصحيح هو الذي يسير العبد في مسالك الخيرات والمنافع ويمنعه من المضار والمهالك واما ان يكون عارفا بالامور سالكا مقتضاها عاملا بعلمه لكنه مقتصر على نفسه لا يسعى في هداية غيره ولا اصلاح سواه قد ملكه الكسل واستولى عليه الجبن والخور عن الجد والاجتهاد في في اصلاح الغير والسعي في دفع الصائل فهذا نقصه لفقد اتصافه بالجهاد الصحيح فمن كملت له هذه الامور الثلاثة فهو السابق الى الخيرات المستولي كل الفضائل حيث عرف الحق. المستولي على المستولي على كل الفضائل نعم حيث عرف الحق فاتبعه والباطل فاجتنبه وجاهد نفسه وغيره للاستقامة على الصراط المستقيم. فاي فضيلة لم يحصل له واي خصلة حميدة لم يدركها من فاته العلم وقع في الجهل والضلالات وفاتته الخيرات والمنافع التي لا تستقيم اموره الا بها. من فاته العلم كيف يهتدي الى مصلحة؟ وكيف يتخلص من مضرة من فاته العلم كيف يتعبد؟ وكيف يعامل؟ وكيف يتمكن من اقامة الحقوق والقيام بها وكما هو محمود في امور الدين فهو محمود في امور الدنيا اما المكاسب والتجارات والحراثة والزراعة والصناعات كلها والاعمال المفتقرة الى العلم فهل يتوصل اليها والى وسائلها ومقاصدها الا بالعلم بالعلم يرفع بالعلم يرفع العبد درجات وبالجهل ينزل دركات ثم العلم روحه وزينته وقوامه وخيره الدين فلا خير في علم لا دين معه. فاي فضيلة فيمن فيمن يعرف الخير والمنافع في تركها ويعرف المضار فيتبعها بالدين تحصل السعادة والفلاح وبالدين تدرك المطالب الطيبة ويتم النجاح. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا ان الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه من حصل له مقتضى هذا الدعاء واجيبت دعوته فقد تم علمه ودينه ولا يتم ذلك ولا يكمل الا بالجهاد اليس التعلم والتعليم والصبر على ذلك من اكبر الجهاد اليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للخلق من الجهاد اليس تنفيذ الحق ونصره؟ ورد الباطل وقمعه من الجهاد؟ اليس تعليم الجاهلين وتنبيه الغافلين؟ وايقاظ المعرظين وموعظة المعارظين ومجادلتهم من الجهاد هل تتم الامور بدون الجهاد؟ وهل يستقيم الهدى والاهتداء ويحصل الصعود والارتقاء الا بالجهاد. طوبى لاهل العلم والدين والجهاد ويا هناؤهم بما نالوا من الخيرات والمصالح والرشاد لقد نالوا شرف الدنيا وفوز الاخرة. وتمت وتمت عليهم النعمة الباطنة والظاهرة واذا اردت ان تعرف فضلهم العظيم وارتفاع منازلهم فقس كل واحد بظده اعرف الفرق بين الجاهل والعالم وبين المؤمن والجاحد وبين المجاهد والمخلل الى الكسل والمخلد والمخلد الى الكسل. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه اي كمن ليس كذلك كم بين من ملئ قلبه من معرفة الله ومحبته والانابة اليه واخلاص الدين له. وعمل بمقتضى ذلك من القيام بحقوق الله وحقوق عباده وبين من قلبه من التقوى خراب واعماله كلها رياء وسمعة. قد خلا قلبه من الاخلاص لله ومن النصيحة لعباد الله وكم بين من عرف الله وعرف السبيل الموصلة الى الله وعرف كيف يهدي وينصح عباد الله وجاهد في تحقيق ذلك وبين من هذه المعارف التي لا صلاح للعبد ولا للخلق الا بها. انك بمجرد بمجرد ما تتصور احوالهم وتعرف صفاتهم تعرف الفرق العظيم بين من اخذ من هذه الصفات الثلاث باوفر حظ واكمل نصيب وبين من ليس له منها حظ ولا نصيب فنسأل الله ان يمن علينا بالعلم النافع والايمان الصحيح. فنسأل الله ان يمن علينا بالعلم النافع والايمان الصحيح والجد والاجتهاد في معرفة الحق والعمل به والقيام بحقه وحق عباده هذا الفصل عقده رحمه الله تعالى في بيان ان اصول الفظائل ترجع الى امور ثلاثة العلم والدين والجهاد العلم النافع والدين الصحيح والجهاد قد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله فالعبد يحتاج الى هذه الامور الثلاثة يحتاج الى العلم وذكر رحمه الله ان حد العلم الصحيح هو الذي تقوم عليه الادلة والبراهين وان حد الدين الصحيح هو معرفة الله ومعرفة دينه تبارك وتعالى وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والتقرب اليه جل وعلا بما شرع وبين ان حد الجهاد يكون بمجاهدة النفس ومجاهدة الغير على القيام بالطاعة واداء ما افترضه الله سبحانه وتعالى على عبادة ثم نبه رحمه الله ان هذه الفضائل الثلاث اجتمعت في الصحابة رضي الله عنهم فكل علم نافع يصل للامة انما وصل اليهم من طريق الصحابة فهم حملة الدين ونقلته للامة وكل دين صحيح انما بلغ الناس من طريق الصحابة. اما باب الجهاد فلهم فيه اعلى سهم واوفر نصيب رظي الله عنهم وارظاهم بين رحمه الله تعالى ان وجه انحسار الفضائل في هذه الثلاث وانها راجعة الى هذه الامور الثلاثة ان فقد العلم يكون به ظلال العبد وافتقاده للهداية لان الهداية لا تكون الا بالعلم النافع وان فقد الدين فقد للخير وللفظيلة لان لا لا خير يناله العبد ولا فضيلة ولا فلاح الا بالدين والطواعية والامتثال لامر الله وامر رسوله صلوات الله وسلامه عليه فالعبد يحتاج الى علم ويحتاج الى دين واذا وجد عنده علم ودين حجزه علمه عن او سلم بعلمه من الشبهات المهلكة واذا كان عنده دين سلم بدينه من الشهوات المهلكة والانحراف من الشبهة او الشهوة والسلامة منهما بالعلم والدين ولهذا قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق الهدى العلم النافع دين الحق هو الطاعة والقربى التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى ويحتاج مع هذين الامرين العلم والدين الى الجهاد اولا جهاد نفسه على القيام بالطاعة ثم مناصحة الغير تعليما وتوجيها ونصحا قد جمعت هذه في قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. هذه الثلاث كلها جمعت في سورة اه العصر تلك السورة الوجيزة البليغة. الجامعة ثم ختم رحمه الله الحديث بكلام وعظي مؤثر جدا في بيان حال من كان لا علم عنده بشرع الله ودينه وبحال من كان مضيعا الدين والاستقامة على طاعة الله وبحال ايضا من كان مفرطا في باب الجهاد الذي هو مجاهدة النفس ومجاهدة الغير على طاعة الله سبحانه وتعالى والتقرب اليه فبهذه الخلاصة النافعة السديدة المباركة بين رحمه الله تبارك وتعالى ان الفضائل ترجع لهذه الامور الثلاث وختم بالدعاء لان يكرم الله عز وجل اه الجميع بهذه الامور الثلاثة العلم النافع والعمل الصالح والمجاهدة مجاهدة النفس على تحقيق ذلك والقيام به ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اقسم لنا من كما يحول بيننا وبين معاصيه ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانه اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين