الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الرياضي الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة الفصل الثاني والثلاثون في الوسائل الى اهم المقاصد. قد جعل الله لكل مطلوب طريقا وسببا متى سلكه العبد اوصله باذن الله ومشيئته الى ذلك المطلوب. وبهذا وبهذا يعلم افتقار الانسان الى معرفة الاسباب والوقوف عليها ثم يستعين الله على سلوكها ليتم له المطلوب. فمتى بذل المجهود واستعان بالمعبود؟ واتى واتى الامور من ابوابها افلح وانجح. والخلل والنقص ياتي من فوات هذه الامور الثلاثة او احدها نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الفصل عقده رحمه الله تعالى في بيان الوسائل المفيدة للمقاصد العالية الرشيدة والمقاصد التي تطلبها نفس المسلم ويطمح ان يكون من اهلها عديدة ومتنوعة وليس الامر بمجرد الاماني فكما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال فمقام القصائل فمقام المقاصد العالية الرفيعة تحصيل العبد لها وكونه من اهلها يتطلب كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى وعقد هذا الفصل لبيان ذلك يتطلب اولا معرفة بالوسائل التي توصل الى تلك المقاصد لان فاقد الشيء لا يعطيه من لا يعرف الطريق كيف يسلكه من لا يعرف السبيل كيف يسير فيه من لا يعرف صراط الله تبارك وتعالى المستقيم كيف يكون من اهله فالمقام يحتاج اولا الى معرفة بالوسائل وايضا يعتنى في معرفة الوسائل بلزوم المنهاج منهاج النبي عليه الصلاة والسلام لان هذا الباب خاض فيه الناس خوضا كثيرا فمنهم من جعل وسائل لبلوغ المقاصد العالية وهي غير شرعية وهم من يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بالبدع والاهواء وما لم ينزل به تبارك وتعالى سلطانا قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فمقام الوسائل لابد فيه من الاهتداء بهدي الشرع والاستضاءة بنور السنة وطريقة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا ان يسلك الانسان من الوسائل ما شاء ومن الطرائق ما اراد وقد قال الله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فاذا مقام الوسائل مقام عظيم لا بد من العناية به ولابد من معرفة الوسائل الشرعية التي جاءت في هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وسنته المباركة ثم بعد المعرفة مجاهدة النفس على العمل بذلك مع الاستعانة بالله تبارك وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله وحقيقة هذا الفصل نافع جدا ولا سيما من خلال الامثلة الكثيرة التي بسطها رحمه الله تعالى نصحا واحسانا في البيان حيث عرظ امثلة كثيرة جدا لبيان الوسائل الى الموصلة للمقاصد الوسائل المفيدة الموصلة الى المقاصد العالية وبدأ باعلى شيء وارفعه وهو الايمان والتقوى. نعم قال رحمه الله تعالى الايمان بالله حقيقة والتقوى جعل الله هذين الامرين سببين وطريقين تنال بهما خيرات الدنيا والاخرة ويعصمان من شرورهما ومن كل مكروه وكم لهذين الامرين من الثمرات والفوائد والنتائج الطيبة التي لا تعد ولا ولا تحصى ومن تدبر الكتاب والسنة رأى الشارع رتب عليهما امورا كثيرة. وخيرات غزيرة ورتب على فقدهما ضد ذلك. هذا الامر الاول مما ذكره رحمه الله تعالى في هذا الباب الايمان والتقوى والايمان والتقوى تارة يذكر ان في النصوص معا وتارا وتارة يذكر كل منهما منفردا عن الاخر فاذا ذكر معا فان المراد بالايمان آآ الاقرار والتصديق والاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى والمراد بالتقوى تجنب ما نهى الله تبارك وتعالى عنه والبعد عن المعاصي والاثام فاذا ذكر التقوى والايمان معا كانت التقوى في جانب فعل المأمور كان الايمان في جانب فعل المأمور والتقوى في جانب ترك المحظور واذا كان العبد من اهل الايمان والتقوى اي اهل الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات واهل التجنب للحرام والاثام فاز بكل خير وفلاح وسعادة في الدنيا والاخرة فقد جعل الله سبحانه وتعالى الايمان والتقوى سببا لنيل كل فضيلة وخير في الدنيا والاخرة بل يمكن ان تقول في هذا الباب قولا كليا جامعا ان كل خير في الدنيا والاخرة سبب من اه ثمرة من ثمار الايمان ونتيجة من نتائجه وكل شر وبلاء في الدنيا والاخرة نتيجة من نتائج تضييع الايمان وتضييع تقوى الله سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله تعالى بسط هذا الموضع الذي هو ثمرات الايمان وفوائده بسطا وافيا نافعا في كتابه التوظيح والبيان لشجرة الايمان. وعدد رحمه الله تعالى الفوائد الكثيرة التي يجنيها اهل الايمان في دنياهم واخراهم. نعم قال رحمه الله تعالى حسن السؤال وحسن الاصغاء والتفكر وكثرة التأمل مفاتيح للعلوم كلها. هذا ايضا داخل في هذا باب الوسائل الى اهم المقاصد فالمقصد هنا تحصيل العلوم تحصيل العلوم النافعة فما الوسيلة الى ذلك التي تحصل بها العلوم النافعة قال حسن السؤال حسن السؤال ان يحسن الانسان عندما يسأل حسن السؤال يرجع الى امرين اذا وجد فان السؤال موصوف بالحسن وهما اولا صلاح النية فيما يسأل يسأل بنية صالحة لا ان يسأل لاغراض فاسدة ومقاصد سيئة والامر الثاني ان يتحرى في سؤاله ما ينتفع به وينتفع به الحاضرون ويستفيد منه الحاضرون فاذا اجتمع في السؤال صلاح النية تحري السؤال النافع الذي تتحقق به الفائدة يحصل به النفع فان سؤالا هذه حاله فهو حسن وما سواه فهو سيء ان ساءت النية فهو سيء وايضا ان لم يتحرى النفع مثل من يسأل ليثير الشبهات او يطرح الشكوك او يشوش على الناس او يسأل ليبرز نفسه او غير ذلك من الاغراض كثيرة جدا فحسن السؤال هذا وسيلة عظيمة من وسائل تحصيل العلم وسيلة عظيمة ونافعة من وسائل تحصيل العلم. وكم من سؤال صلحت نية سائله واحسن في طرحه ترتب عليه نفعا عظيما ليس للسائل وحده بل لخلق لا يحصيهم الا الله واعتبر هذا في كثير من كتب اهل العلم التي نفع الله تبارك وتعالى بها كانت بداياتها سؤال سائلين يطرح احدهم سؤالا بنية صالحة وبطريقة جيدة على عالم من العلماء فيجيبه في اوراق تنتشر فيما بعد يكتب لها بركة وانتشارا وللعالم اجره وللسائل اجره هذا السائل الذي سأل وربما اه كان مهتما في ذلك المقام بصلاح نفسه او من حوله ولا يعلمن سؤاله هذا يترتب عليه انتفاع امم تأتي فيما بعد. وخلق لا يحصيهم الا الله تبارك وتعالى يعني خذ مثالا على ذلك كتاب الواسطية لابن تيمية كم من مجالس عقدت لدراسته وكم من اناس حفظوه وكم من كتب اذ الفت حوله وكم وكم شيء كثير وسبب هذا السؤال رجل من اهل واسط كتب سؤالا وجه سؤالا لشيخ الاسلام يطلب منه ان يكتب كتابا في العقيدة فجعل الله سبحانه وتعالى هذا السؤال سببا ليس لنفع السائل فقط او اهل بلده اهل واسط بل نفعا لخلق لا يحصي عددا الا الله تبارك وتعالى فحسن السؤال وسيلة عظيمة من وسائل تحصيل العلم وهو مفتاح من مفاتيح العلوم وايضا حسن الاصغاء بمعنى ان يكون حاضرا في مجالس العلم وفي قراءته لكتب العلم حاضرا بفؤاده وقلبه لا بجسمه فقط ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد اما اذا كان الجسم حاضرا والقلب لاهيا او مشغولا او بعيدا احيانا يكون بعض الناس في مجلس العلم وتلقى فوائد مهمة جدا وهو يكون في اقصى الدنيا يكون في اقصى الدنيا يرحل بقلبه وينطلق الى بلاد بعيدة ويدخل في بعظ الاحياء في بعظ الامور وبعظ المسائل ثم ينتهي الدرس ولا يدري ماذا قيل ومثل هذا ايضا يحصل في الصلاة فالذي ينتفع هو من يحظر قلبه ويلقي السمع ويحسن الانتباه ويجاهد نفسه على تحصيل الفائدة وتحقق الانتفاع كذلكم التفكر وكثرة التأمل يعني لا يكون مروره على مسائل العلم مرورا سريعا بل يتأمل يتفكر ينظر في المعاني ووجوه الدلالات في الفوائد المستنبطة يدرب نفسه والشيخ رحمه الله تعالى سبق ان تحدث في فصل ماض عن الرياضة. رياضة العقول والاذهان وكيف انها تحتاج الى ميراث والى تمرين والى تدريب حتى يحصل ويتمكن من الاستيعاب بشكل افضل وبشكل ادق قال حسن السؤال وحسن الاصغاء والتفكر وكثرة التأمل مفاتيح للعلوم كلها مفاتيح للعلوم كلها بمعنى ان من وجدت معه هذه الامور اصبح بيده مفاتيح العلوم نعم قال رحمه الله تعالى السعي في طلب الرزق في السبب المناسب لحال العبد مع الاتكال على الله والثقة به سبب لحصول رزقي وبركته. هذه ايضا وسيلة لمقصد المقصد حصول الرزق حصول الرزق الطيب المبارك. ما الوسيلة لذلك قال اولا السعي في طلب الرزق كما قال الله تعالى فامشوا في مناكبها. مطلوب من العبد ان يسعى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله انتشروا في الارض لا يبقى الانسان في مكانه ويتحرى ان يأتيه الرزق او الطعام او الغذاء او اللباس في مكانه بل يسعى كمشوا في مناكبها لابد من السعي لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا ما قال تجلس في عشها تغدو خماصا وتروح بطانا الغدو اول النهار ففي الصباح الباكر تغدو تبحث عن الطعام والرزق وتروح اي ترجع وهي شبعة بطانا قال لرزقكم كما يرزق الطير بمعنى ان العبد مطلوب منه ان يبذل الاسباب ان يبذل الاسباب بهيمة الانعام كلها جبلت على بذل الاسباب حتى النملة الصغيرة تجمع طعام الشتاء في الصيف وتعمل وتكد وتنصب تبذل جهودا بعض الناس قيل لهم ممن تعلمت الصبر؟ قال من النملة يراها تحمل الطعام وهو ثقيل عليها وتصعد الى جحرها وتسقط ثم تحمله وتصعد ثم تسقط وتحمله وتصعد ولا تكل الى ان تصل وبعض الناس في مصلحته وحاجته الضرورية اذا انقطع من اول مرة توقف فمطلوب من العبد ان يسعى مطلوب من العبد ان يسعى ان يجتهد ان يبذل نشاطه ان يبعد عن نفسه الكسل ثم ايظا في السبب المناسب لحال العبد في السبب المناسب لحال العبد وكل له مجاله وكل له ميوله فكل يسعى في المجال والطريقة التي يميل اليها مع الاتكال على الله والثقة به لا يعتمد على شطارته ولا على حذقه ولا على فهمه وانما يتوكل على الله سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقال صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل اي على الله نعم قال رحمه الله تعالى الالحاح في الدعاء كل وقت كل وقت مع قوة الرجاء سبب لحصول مطالب الدنيا والاخرة. المقصد مطلوب هنا حصول مطالب الدنيا والاخرة خيرات الدنيا والاخرة خيرات الدنيا والاخرة الوسيلة الالحاح على الله في الدعاء الالحاح على الله في الدعاء مع قوة الرجاء. انك ما دعوتني ورجوتني يدعو ويرجو يطمع فيما عند الله يدعوننا رغبا ورهبا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته فيقوي الرجاء في القلب والطمع فيما عند الله ويلح على الله سبحانه وتعالى في الدعاء يطلب ما شاء من خيرات الدنيا والاخرة احد السلف من التابعين يقول تأملت في الخير فاذا هو ابواب كثيرة الصلاة والصيام والحج الى غير ذلك واذا كلهم بيد الله فايقنت ان الدعاء مفتاح كل خير ايقنت ان الدعاء مفتاح كل خير كل خير تريده من خير ديني او دنيوي او اخروي اطلبه من الله بالالحاح عليه الح على الله سبحانه وتعالى ثم اتبع الدعاء ببذل السبب اتبع الدعاء ببذل السبب لا يدعو الانسان وينقطع عن اسباب بل يدعو ويبذل السبب. اذا قال اللهم اني اسألك علما نافعا والح على الله في هذا الدعاء يسلك مسالك العلم قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما. وقال صلى الله عليه وسلم انما العلم بالتعلم فيدعو ويبذل السبب اذا سأل الله عز وجل الرزق الطيب يمشي ويعمل ويكد وينصب ويجتهد في جمع بين الخيرين وبين الامرين بذل السبب والاستعانة بالله تبارك وتعالى فالدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة. قال الالحاح في الدعاء الالحاح هو التضرع تدعو ثم تدعو ثم تدعو ولا تزال داعيا والله سبحانه وتعالى يحب من عبده ان يلح عليه في الدعاء وهو جل وعلا لا يخيب من دعاه ولا يرد من ناداه وهو القائل سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون نعم قال رحمه الله تعالى الجزاء من جنس العمل فمن احسن الى عباد الله احسن الله اليه ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة ومن شاقه شاق الله به ومن ضار ضر الله به ومن تفرغ لعيوب الناس تفرغ الناس لعيوبه. ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله. ومن يتصبر يصبره الله الله ومن قوي توكله على الله كفاه امر دينه ودنياه ومن توكل على نفسه او على غيره وكله الله الى ما توكل عليه وخذله ولم يتم له مطلوبه ومن نوى الخير والنصيحة للخلق يسر الله امره واثابه بالجزاء الجزيل ومن نوى الشر والغش للخلق تعسرت عليه اموره وجوزي بالعقاب الوبيل. هنا قال الشيخ رحمه الله تعالى الجزاء من جنس العمل وذكر امثلة عديدة على ذلك كل ذلك داخل في القاعدة التي عقد هذا الفصل لاجلها وهي الوسائل الى اهم المقاصد فاذا كنت تريد ان يحسن الله اليك وتريد ان يقضي حاجتك وتريد ان ينفس كرباتك وان يستر عليك بستره وان يفرج همك الى غير ذلك من المقاصد فتذكر ان الجزاء من جنس العمل ان الجزاء من جنس العمل فاذا كنت تريد هذه المطالب وهذه المقاصد ابذل هذه الاسباب التي تنال بها تلك المطالب قال الجزاء من جنس العمل فمن احسن الى عباد الله احسن الله اليه قال الله تعالى هل جزاء وهل جزاء؟ هل جزاء الاحسان الا الاحسان للذين احسنوا الحسنى وايضا بالمقابل ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء فالجزاء من جنس العمل فمن يحسن الى عباد الله يحسن الله اليه يحسن الله اليه والذي يسيء تكون عاقبته عاقبة اساءته السوء هذا الذي يحصله من من عواقب الاساءة والايذاء للناس والتعدي عليهم قال ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة جاء في حديث في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وهو مندرج تحت القاعدة ان الجزاء من جنس العمل. من كان في حاجة اخيه ان يسعى مع اخيه في تحصيل حاجته يعينه على حاجته كان الله في حاجته اعانه ويسر له اموره ويسر له قضاء حوائجه ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا وجد احد اخوانه في كربة اما ضائقة مالية او مشكلة من المشكلات او شيء من هذا الامور فسعى في تفريج هذه الكربة وعمل على ذلك من كان منه ذلك نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ومن ستر مسلما اي لم يفضحه ولم يعمل على فضحه وانما ستره وعمل على صلاحه ستره الله في الدنيا والاخرة ستره الله في الدنيا والاخرة. وايضا بالمقابل سيأتي من يتتبع عيوب المسلمين وعثراتهم ثم يعمل على نشرها واشاعتها كيف ان الله سبحانه وتعالى يعاقبه على ذلك جزاء وفاقا فمن ستر مسلما ستره الله كما انه يحب لنفسه لو اخطأ ان يستر عليه وان يناصح بالهوينة فليعامل الناس بما يحب ان يعامل به ومن شاق شاق الله به ومن ضار ضار الله به. وهذا جاء في حديث في سنن ابي داوود باسناد حسن من شاق شاق الله عليه من ساق يعني ولي امرا او تحمل مسؤولية ثم شق على من عنده سواء على اهله واولاده او الموظفين الذين عنده او من تحت مسؤوليته عاملهم بالمعاملة التي فيها المشقة عليهم والظنك والشدة والتظييق من شاق شاق الله عليه جزاء وفاقا ومنظار ضار الله به الذي يعمل على المضارة بالناس والحاق الظرر بهم يجازى من جنس عمله ومن تفرغ لعيوب الناس ومن تفرغ لعيوب الناس تفرغ الناس لعيوبه ان يسلط الله سبحانه وتعالى عليه من يتفرغ لعيوبه وقد جاء في حديث خرجه ابن حبان في صحيحه قال لا تذموا قال عليه الصلاة والسلام لا تذموا المسلمين ولا تطلبوا عوراتهم لا تذموا المسلمين ولا تطلبوا عوراتهم فانه من يطلب عورة اخيه المسلم فانه من يطلب عورة اخيه المسلم هتك الله ستره فانه من يطلب عورة اخيه المسلم هتك الله ستره وابدى عورته ولو كان في ستر بيته ولو كان في ستر بيته جزاء وفاقا الجزاء من جنس العمل هذي قاعدة فمن يعمل على تتبع عيوب الناس وينقب ويفتش عنها ويعمل على اشاعتها ولا يعمل على سترها ويسعى في هذا الامر يعاقب بعقوبة من جنس عمله قال هتك الله ستره وابدى عورته ولو كان في ستر بيته ولو كان في ستر بيته ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله قد مضى عند المصنف فصل خاص في شرح هذا وبيانه ومن يتصبر يصبره الله من يتصبر يجاهد نفسه على التحلي الصبر ويروض نفسه على الصبر يصبره الله انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقه ومن قوي توكله على الله كفاه امر دينه ودنياه. كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه وقال الله جل وعلا اليس الله بكاف عبده فالذي يتوكل على الله ويفوض امره الى الله سبحانه وتعالى ويطلب توفيقه منه سبحانه وتعالى كفاه امر دينه ودنياه ومن توكل على نفسه او على غيره اي من الناس وكل اليه وكله الله اليه فمن تعلق شيئا وكل اليه كما جاء في الحديث من تعلق شيئا وكل اليه اذا تعلق قلبه واعتمد على انسان او على مخلوق او نحو ذلك وكل الى فهذه الاشياء فلم يحصل منها الا زيادة الوهن والضعف وخسران الدين قال وكله الله الى ما توكل عليه وخذله ولم يتم له مطلوبه ومن نوى الخير والنصيحة للخلق تأمل اهمية النية الطيبة وامتلاء القلب بالنصيحة حب الخيل للناس من كان قلبه منطو على نية طيبة وعلى نصح لعباد الله تبارك وتعالى يسر الله امره يسر الله امره واثابه بالجزيل بالجزاء الجزيل بخلافه والعياذ بالله من نوى الشر والغش للخلق يعني في قلبه نية شر يبطنها للناس وايضا يكن في صدره غشا والغش هو ضد النصيحة تعسرت عليه اموره وجوزي بالعقاب الوبيل ولهذا لا يزال صاحب النية الصالحة والنصح لعباد الله لا يزال موفقا ولا يزال في رفعة وبالمقابل صاحب النية السيئة والغش لعباد الله لا يزال في سفول وضعه نعم قال رحمه الله تعالى التواضع وحسن الخلق ينالان بالرغبة في مكارم الاخلاق ومعرفة ما لها من الثمرات الجليلة ومعرفة النفس ومجاهدتها وتمرينها على ذلك يدرك به كل خلق جميل ان اعجاب الانسان بنفسه وسكر الرياسة والحمق جالبات لسوء الخلق. يقول رحمه الله التواضع وحسن الخلق التواضع وحسن الخلق هذان مطلبان ومقصدان جليلان وكل يتمنى ان يكون حسن الاخلاق وانت ترى ذلك عندما يرى الانسان شخصا اخلاقه عالية لا ينفعل ولا يغضب ويتعامل مع الامور بالهدوء وبالرفق الى اخر ذلك من اخلاق الفاضلة اذا رأى ذلك لام نفسه وتمنى ان يكون في الاخلاق مثل فلان او في التواضع مثل فلان فهما مقصدان كل يحب ذلك لنفسه يقول هنا الان ينالان اي التواضع وحسن الخلق بالرغبة في مكارم الاخلاق. اولا ان يقوم في قلب الانسان رغبة صادقة ان يكون من اهل الاخلاق الفاضلة والاداب العالية ومن اهل التواضع هذا اولا ثانيا معرفة ما لها من الثمرات الجليلة يحاول الانسان ان يقف على فوائد الاخلاق وثمرات الاخلاق لان هذه المعرفة تضيء الانسان الطريق وتشوقه للتحلي بهذه الاخلاق والاتصاف بها ايضا يحتاج في هذا المقام الى معرفة النفس ومجاهدتها وتمرينها على ذلك والشيخ رحمه الله سبق ان تحدث عن هذا في فصل عقده في الرياضة رياضة النفس بان تمرن وتدرب على الاخلاق الفاضلة والاداب اه الزاكية والله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وتمرينها على ذلك يدرك به كل خلق جميل. اذا جمع الانسان لنفسه هذه الامور مع الاستعانة بالله والتوكل عليه واللجوء اليه بالدعاء سبحانه وتعالى يدرك آآ يدرك بذلك كل خلق جميل. ايضا بالمقابل اعجاب الانسان بنفسه هناك قال يعرف نفسه اذا عرف الانسان نفسه تواضع واذا لم يعرف نفسه تكبر ولهذا المتكبر لا يعرف نفسه لو عرف نفسه لم يتكبر ومر معنا كلام جميل للشيخ رحمه الله تعالى لعلنا لم ننساه وكنت اكدت على جماله اهمية ومكانته واستشهد له باية من القرآن نعم انت بجنبي واسمع اسمع صوتك. ارفع صوتك. ليس هذا الشيخ رحمه الله وصف الكبر بصفة عجيبة جدا قال الكبر مجرد وهم خيال لا وجود له استدل على ذلك بماذا اجيبوا في صدورهم الا كبر ما هم ببالغين ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغين الانسان ما يبلغ الكبر والمتكبر يعيش مع الوهم يعيش مع الوهن يرى نفسه اكبر من في العالم وهو هو يرى نفسه افضل الناس وهو هو ولا يعرف نفسه ولكنه يعيش مع اوهام فقط يسبح مع خيال ولا يمكن ان يبلغه الكبرياء لله سبحانه وتعالى والعظمة له سبحانه وتعالى الكبرياء يزاري والعظمة ردائي ومن نازعني واحدا منهما عذبته فالمتكبر الحقيقة حقيقته انه لا يعرف نفسه ويعيش مع الوهم والخيال فقط فهو لم يعرف نفسه ولهذا اذا عرف الانسان نفسه لم يتكبر واذا اعجب بنفسه تكبر اذا اعجب بنفسه تكبر ولهذا قال رحمه الله كما ان اعجاب الانسان بنفسه هذا واحد وسكر الرئاسة والسكر الرياسة اذا كان صاحب رئاسة كبرت او صغرت الرئاسة لها سكر فتجعله رئاسته الا من سلم الله سبحانه وتعالى وحماه والا سكر الرئاسة يعمي الانسان ويجعله يتعالى على الناس وربما يؤذيهم ربما يلحق بهما الظرر الى غير ذلك بسبب ما يعيشه في سكري رئاسته والحمق ان يكون احمقا اذا كان الانسان احمق فان هذه الثلاث الاعجاب بالنفس وسكر الرئاسة والحمق جالبات لسوء الخلق جالبات لسوء الخلق نعم قال رحمه الله تعالى المثابرة على الاعمال والصبر عليها والثبات وعدم اليأس وعدم اليأس اسباب لحصول نتائج الاعمال وثمراتها الحصول على نتائج الاعمال والثمرات وهذا مقصد الحصول على نتائج الاعمال وثمرات الاعمال اي ما يترتب عليها من ثمار وفوائد عظيمة في الدنيا والاخرة هذا مقصد ومطلب ما الوسيلة للحصول عليه؟ قال المثابرة على الاعمال المثابرة على الاعمال بمجاهدة النفس على فعلها والصبر التحلي بالصبر والثبات وعدم اليأس فاذا اجتمعت هذه في العبد كانت اسبابا لحصول نتائج الاعمال وثمراتها قال رحمه الله تعالى وضد ذلك سبب للخيبة وضد ذلك سبب للخيبة ضد ذلك سبب للخيبة للخيبة اذا كان الانسان لا صبر عنده ولا مثابرة عنده ولا يثبت على مجرد ما يمشي في الطريق خطوات قليلة ينثني وسريع اليأس اذا كان بهذه الصفة يفوت على نفسه تحصيل الاعمال وما يترتب عليها من ثمار وفوائد في الدنيا والاخرة قال رحمه الله تعالى توطين النفس على الواردات الكريهة سبب لسهولتها وعدم الانزعاج لوقوعها وعدم الانزعاج وقوعها ومن القواعد الاساسية قول الشاعر وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر يقول رحمه الله هذه فائدة ثمينة جدا توطين النفس على الواردات الكريهة توطين النفس على الواردات الكريهة. الانسان يمر اه بهذه الحياة بمصائب بنقص في المال بفوات محبوب بحصول اه غير مرغوب ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات فاذا وطن الانسان نفسه على ذلك اذا وطن نفسه على ذلك وان الدنيا لا تتم للانسان لابد ان يحصل فيها فوات مرغوب حصول مرغوب حصول كرب الى غير ذلك يوطن نفسه انه في دنيا في دار امتحان وابتلاء ونبلوكم بالشر والخير فتنة فيوطن نفسه على ذلك. اذا وطن نفسه على الواردات الكريهة كان هذا التوطين سببا لسهولتها سببا لسهولتها اذا وقعت اذا وقع الوارد الكريه او وقع المصاب او نحو ذلك سهل على الانسان تلقيه وهانت عليه صدمته قال سبب لسهولتها وعدم الانزعاج لوقوعها بينما من لم يوطن نفسه من لم يوطن نفسه على ذلك اذا وقعت الصدمة او الوالد الذي تكرهه النفس فينزعج انزعاجا شديدا ولا يكون الامر هينا عليه قال ومن القواعد الاساسية قول الشاعر وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر وهذا ينسب في بعظ كتب الاداب الى علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وينسب ايضا الى غيره وقل من جد في امر تطلبه قل من جد في امر تطلبه آآ اي في المقاصد التي يريدها ويرغب في تحصيلها جد في تحصيلها لم يتعامل معها بالكسل والفتور والخمول وانما جد واجتهد واستصحب مع هذا الجد والاجتهاد الصبر الا فاز بالظفر فاذا العبد يحتاج الى جدا واجتهاد ويحتاج الى صبر ليفوز اه الظفر نعم قال رحمه الله تعالى تعلق القلب بالله وحده واللهج بذكره والقناعة اسباب لزوال الهموم والغموم وانشراح الصدر والحياة الطيبة والظد بالظد فلا اضيق صدرا واكثر هما ممن تعلق قلبه بغير الله. ونسي ذكر الله ولم يقنع بما اتاه الله جروبة اكبر شاهد. هنا ايضا يبين رحمه الله تعالى ان هذا المطلب العظيم الذي هو زوال الهموم والغموم وانشراح الصدر والحياة الطيبة هذه كلها مطالب مطالب يتمناها كل انسان لنفسه يتمنى ان يعيش الحياة الطيبة الحياة السعيدة الحياة الهانئة ان يكون بعيدا عن الهموم والغموم فما الوسيلة لتحصيل ذلك؟ قال تعلق القلب بالله وحده تعلق القلب بالله وحده بحيث ان يكون متوكلا على الله مفوضا امره الى الله معتصما بالله سبحانه وتعالى والامر الثاني اللهج بذكره يكثر من ذكر الله قد قال الله سبحانه وتعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب الا بذكر الله تطمئن القلوب والامر الثالث القناعة القناعة يكون قنوعا بما اتاه الله سبحانه وتعالى والغنى غنى النفس والقناعة يغنى النفس يكون العبد راضيا بما قسم الله سبحانه وتعالى له وقد قال عليه الصلاة والسلام في هذا الباب من اصبح امنكم امنا في سربه عنده قوت يومه معافى في بدنه فكأنما اوتي الدنيا بحذافيرها فكأنما اوتي الدنيا بحذافيرها فاذا القناعة من اعظم اسباب انشراح الصدر وراحة البال وزوال الهموم. اما الانسان الغير قنوع يحصل له من المال والمسكن والمركب وغير ذلك ونفسه تحس انه ما زال لا شيء عنده وانه لا لا يزال محتاج وخاصة من ينظر في امر الدنيا الى من هو اعلى منه اذا كان بهذه الصفة ينظر الى من هو اعلى منه يصاب بالهم والغم وعدم الرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى له وربما التسخط والجزع وغير ذلك من الامور التي يبتلى بها قلبه فاذا هذه الامور الثلاث تعلق القلب بالله وحده واللهجوا بذكره والقناعة اسباب لزوال الهموم والغموم وانشراح الصدر والحياة الطيبة. والظد بالظد والضد بالضد فلا اضيق صدرا واكثر هما ممن تعلق قلبه بغير الله ممن تعلق قلبه بغير الله ونسي ذكر الله ولم يقنع بما اتاه الله من فوت هذه الثلاث او شيء منها التي ذكرت سابقا التعلق اه تعلق القلب بالله واللهج بذكره والقناعة ابتلي بالهموم والغموم الشدائد والشيخ رحمه الله له في هذا الموضع في هذا الباب رسالة قيمة جدا ينصح بقراءتها سماها الوسائل المفيدة للحياة السعيدة كتاب جميل جدا الوسائل المفيدة للحياة السعيدة من اراد ان ان يحيا حياة سعيدة فليقرأ ما جمعه رحمه الله في هذا الكتاب وليحرص على تطبيقه وسيرى امرا عجبا والعجيب العجيب في الامر ان الشيخ رحمه الله كتب هذا الكتاب على سرير المرظ وكان يعاني من الم شديد في رأسه كان يعاني من الم شديد في رأسه ويمسك القلم ويكتب هذا الكتاب الوسائل مفيدة للحياة السعيدة سبحان الله يعني يعاني كان وكان وقتها في لبنان نقل الى لبنان العلاج كان معه الم شديد في رأسه انا حدثني بهذا ابنه وكان مرافقا رأى او سمع عن كتاب لاحد النصارى واطلع عليه عنوانه دع القلق وابدأ الحياة فاراد ان يؤلف كتابا للمسلمين يحقق لهم هذه المعاني من خلال الادلة وكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وكان رحمة الله عليه يعاني من الم شديد في رأسه حتى ان الطبيب اه قال ينبغي عليه في هذا الوقت ان لا يقرأ ولا يكتب لان رأسه ما يتحمل من التعب الذي معه يقول ابنه فكان عنده دفتر وقلم ويبدأ يكتب على السرير يقول اذا جئنا خبأ الدفتر يقول اذا جئنا عنده يخبئ الدفتر الذي كان يكتب فيه يخبئه تحت آآ السرير حتى يعني يقول يراعي خواطرنا لان الطبيب ما يحب ذلك ولا يريد ذلك ولا يريد ابناءه او رفقته ينزعجون منه فيخبئ الدفتر واذا كان وحده بدأ يكتب اقرأ كلاما عظيما يكتبه رحمه الله على سرير المرظ في الحياة السعيدة واول ما بدأ الكتاب قال رحمه الله مدار الحياة السعيدة على راحة القلب مدار الحياة السعيدة على راحة القلب. اذا اذا ارتاح القلب سعد الانسان واذا انزعج القلب ولم يرتح لا يسعد والقلب خلق لان يكون معبدا لله فاذا خرج عن هذه العبودية التي خلق لاجلها اضطرب واخذ يتكلم رحمه الله بكلام جميل جدا حتى ان احد طلاب الشيخ قال يصلح هذا الكتاب ان يسمى مستشفى الامراض النفسية هل يصلح ان يسمى مستشفى الامراض النفسية لان من يوفقه الله سبحانه وتعالى ومعه بعض الامراض النفسية والاضطرابات النفسية والقلق الى غير ذلك من يوفق لقراءة هذا الكتاب ويحسن تطبيقه تشفى تماما وحصل هذا من عدد نعم قال رحمه الله تعالى حسن النية والاخلاص لله سبب لتيسير الامور ونجاح الاعمال وكثرة فوائدها وثمراتها والظد بالظد قال حسن النية والاخلاص لله سبب لتيسير الامور اذا اكرم الله سبحانه وتعالى العبد بان حسنت النية واخلص لله تبارك وتعالى العمل لم يبتغي باعماله الا وجه الله سبحانه وتعالى تيسرت له الامور وتحقق له نجاح الاعمال وايضا الفوائد الكثيرة فقليل من آآ العمل بالاخلاص يبارك الله سبحانه وتعالى فيه ويحصل من ورائه العبد الثمرات الكثيرة في الدنيا والاخرة والضد بالضد الرياء والسمعة وغير ذلك من الامور المظادة للاخلاص يترتب عليها تعسر الامور وعدم النجاح في الاعمال وايضا الحرمان من الفوائد والخيرات في الدنيا والاخرة نعم قال رحمه الله تعالى الدعوة بالحكمة والتربية بالحكمة والتعلم بالحكمة سبب للنجاح ومعنى الحكمة وضع الاشياء مواضعها وتنزيل الامور منازلها واتيان الامور من ابوابها وطرقها ودعوة كل كل ودعوة كل كل احد بما يليق به ويناسب حاله وتعليمه ما يستطيع فهمه ويتحمله ذهنه ذهنه وتربيته بالتدريج بالاسهل فالاسهل والتوفيق بيد هذا ايضا آآ امر مهم في تحصيل مطلب عظيم وهو ايصال الفائدة للناس وحسن تحقق الانتفاع مما يقدمه الانسان من مواعظ نصائح وتوجيهات لابد ان يراعى فيها لتتحقق الفائدة منها لابد من مراعاة الحكمة. قال الدعوة بالحكمة والتربية بالحكمة والتعلم بالحكمة اذا كان كذلك كان سببا للنجاح كان سببا للنجاح قال ومعنى الحكمة وضع الاشياء مواضعها وتنزيل الامور منازلها. واتيان الامور من ابوابها وطرقها ودعوة كل احد بما يليق يليق به ويناسب حاله وتعليمه ما يستطيع فهمه ويتحمله ذهنه تربيته بالتدريج بالاسهل في الاسهل فاذا سلك هذا المسلك الحكيم في دعوته وتربيته وتعليمه تحقق المقصد الذي هو النجاح نعم. قال رحمه الله تعالى بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين. فان اليقين يبصر العبد في عقائده واخلاقه واعماله والصبر يحمله على السعي والعمل والجد. والاجتهاد في الامور النافعة وبهما الكمال والنقص من فقد الصنفين او احدهما. قال رحمه الله بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين هذا مأخوذ من اية في سورة السجدة ما هي؟ تفضل ارفع صوتك وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اخذ اهل العلم من هذه الاية الكريمة انهم بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين وكل يحتاج اليه في باب الصبر يحتاج اليه في باب واليقين يحتاج اليه ايضا في باب وبيان ذلك عند الشيخ يقول رحمه الله فان اليقين يبصر العبد اليقين يبصر العبد في عقائده واخلاقه واعماله لان اليقين هو كمال العلم قد قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فاليقين يبصر العبد في عقائده واخلاقه واعماله يعني يكون الامر عنده في تمام الوضوح وكمال البيان لا اشتباه فيه ولا ارتياب ولا شك فيه ولا ريب والصبر يحمله على السعي والعمل والجد والاجتهاد في الامور النافعات وبهما الكمال اذا اجتمعا للعبد اجتمع له الصبر واليقين تحقق الكمال وبفقدهما او نقصهما او فقد احدهما نقص آآ حظه ونصيبه من ذلك بحسب اه نقصانه من الصبر او اليقين قال رحمه الله تعالى الشكر مقرون بالمزيد. وسبب بقاء النعم وبركتها ونموها. وهو الاعتراف بنعم المولى والثناء عليه بها والاستعانة بها على طاعته. وضد ذلك بظده. قرن الشكر بالمزيد. ايضا جاء في اية اه في القرآن الكريم نعم اعد لأ واذ واذ تأذن واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد فالشكر مقرون بالمزيج ما معنى الشكر مقرون بالمزيد انه كلما وجد الشكر زاد العطاء ولهذا يسمى الشكر جالب ويسمى ايضا حافظ يقولون النعمة اذا شكرت قرت واذا كفرت فرت فالشكر آآ سبب للمزيد. مزيد النعم واذا رأيت نفسك كما قال اهل العلم في اه آآ نقص استقبل الشكر استقبل الشكر لانك اذا شكرت الله وكنت شاكرا لله فهذا الشكران سبب لمزيد النعم وكثرتها وايضا سبب لحفظ الموجود منها فهو يحفظ النعم الموجودة وسبب لجلب النعم المفقودة واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. قال الشكر مقرون بالمزيد وسبب بقاء النعم وبركتها ونموها فهو جالب حافظ ما هو الشكر قال هو الاعتراف بنعم المولى والثناء عليه بها والاستعانة بها على طاعته فهذه اركان للشكر اركان لابد منها ليس الشكر مجرد الثناء باللسان او الحمد بل الشكر باللسان وبالقلب وبالجوارح باللسان حمدا وثناء وبالجوارئ وبالقلب اعترافا نعمة الله وبالمنعم سبحانه وتعالى وفضله ومنه وبالجوارح استعمالا لها في طاعة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا قال وضد ذلك بضده كفران النعم سبب لزوالها ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. قال رحمه الله تعالى اكبر الاسباب للاهتداء بما جاء به الرسول صلى الله عليه سلم من الكتاب والسنة والوصول الى الحق في جميع الحقائق والمطالب العالية العلم اليقيني. ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الغاية في العلم والنصح والبيان فهو اعلم الخلق على الاطلاق وانصحهم للخلق واعظمهم بيانا للحق ومتى علم المنصف كمال الرسول في هذه الامور علم ان كل ما جاء به هو الحق وان كل ما خالف ذلك فهو باطل بلا ريب يعلم ذلك بهذا الاصل الكبير الذي لا يسع مؤمنا الا الاعتراف به. ثم يعرف بطلانه بتصوره والادلة الدالة على بطلانه انه محال ان يكون الحق في غير ما جاء به الرسول. وهذا يتضح بتتبع ذلك في اصول الدين وفروعه. وقد بين اهل العلم ذلك غاية البيان نعم يقول رحمه الله تعالى اكبر الاسباب للاهتداء بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة والوصول الى الحق في جميع الحقائق والمطالب العالية العلم اليقيني ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الغاية في العلم والنصح والبيان انتبه لهذه الامور الثلاثة العلم والنصح والبيان اعلم الخلق وانصحهم واحسنهم بيانا فاذا قام في قلب الانسان يقين بان النبي عليه الصلاة والسلام جمع الله له هذه الامور الثلاثة اعلم الخلق وانصحهم واحسنهم بيانا فاذا قام اليقين بالقلب بهذه الامور الثلاثة باتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بها على اكمل حال واحسن حال فان هذا اليقين يورث العبد تلقيا لكل ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام بالقبول والرضا لا بالتردد او التشكك او عدم القبول فانما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام هو من اعلم الخلق وانصحهم واحسنهم بيانا ويستفاد من هذا الاصل الذي نبه عليه رحمه الله تعالى يستفاد منه فائدة عظيمة في رد البدع في رد البدع وسلك ذلك اهل العلم كثيرا في رد اه البدع يقال لصاحب البدعة هذا الشيء الذي تدعو اليه هل علمه النبي عليه الصلاة والسلام او لم يعلمه هل علمه او لم يعلمه ان قال لم يعلمه وادعى لنفسه علما احسن من علمه صلوات الله وسلامه عليه كفى بذلك دليلا على قبحه وسوءه فان قال علمه هذا الذي انا اقوله قد علمه النبي صلى الله عليه وسلم يقال له هل النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على بيانه او ليس قادرا على بيانه ان قال ليس قادرا على بيانه فيكون اساء اساءة بليغة في حق النبي عليه الصلاة والسلام فان قال قادرا على بيانه علمه وهو قادر على بيانه ينتقل للامر الثالث النصيحة علمه وهو قادر على بيانه هل نصح الخلق ببيانه او لم يبينه ان قال لم ينصح الخلق ولم يبينه هذا طعن في نصح النبي عليه الصلاة والسلام فان قال بل نصح الخلق وبينه ماذا يقال له اذا قال علمه وقادر على بيانه ونصح الخلق وبينه. ماذا يقال له يقال هذه كتب الحديث محفوظة ودواوين السنة منشورة اخرج لنا منها بيان النبي عليه الصلاة والسلام لذلك فهذه الطريقة نافعة جدا في رد كل بدعة وكل باطن قال رحمه الله تعالى فهو اعلم الخلق على الاطلاق وانصحهم للخلق واعظمهم بيانا للحق ومتى علم المنصف كمال الرسول في هذه الامور اي الثلاثة علم ان كل ما جاء به هو الحق وان كل ما خالف ذلك فهو باطن بلا ريب فهو باطل بلا ريب يعلم ذلك بهذا الاصل الكبير الذي لا يسع مؤمن الا لا يسع مؤمنا الا الاعتراف به ثم يعرف بطلانه آآ تصوره والادلة الدالة على بطلانه فانه محال ان يكون الحق في غير ما جاء به الرسول. يعني الطريقة التي يرد بها الباطل او البدعة او الامر المخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم بتصور ذلك في ضوء آآ الامور الثلاثة التي اشار اليها رحمه الله العلم البيان والنصح قال وهذا يتضح بتتبع ذلك في اصول الدين وفروعه. وقد بين اهل العلم ذلك غاية البيان نعم قال رحمه الله تعالى اقوى الاسباب للسلامة من كيد الشيطان وطرقه قوة الايمان بالله وقوة التوكل على الله وكثرة ذكر الله والاستعانة بالله منه والابتعاد عن جميع اسباب المعاصي والمبادرة للتوبة النصوح اذا وقع منها شيء. هذه اسباب عظيمة للوقاية من كيد الشيطان الاول قوة الايمان والثاني قوة التوكل على الله والثالث كثرة ذكر الله جل وعلا والرابع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والخامس الابتعاد عن جميع اسباب المعاصي والسادس المبادرة للتوبة النصوح اذا وقع منها شيء اي الذنوب فهذه ستة اسباب للوقاية من الشيطان ومن يكرمه الله سبحانه وتعالى بتطبيقها حماه الله جل وعلا ووقاه من الشيطان. قال تعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك. وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس ليس لك عليهم سلطان. وكفى بربك وكيلا نعم قال رحمه الله تعالى اسباب صحة الابدان تدبير الاغذية بان لا يأكل مضرا بل يأكل المناسب له بقصد بغير بغير ادخال طعام اخر قبل انهظامه؟ لعلنا نكتفي بهذا ويكون حديثنا في الغد بدءا من قوله اقوى الاسباب للسلامة من كيد الشيطان وطرقه نسأل الله الكريم ان يعيذنا جميعا من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا اصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك فاللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبينك معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا اجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين