الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا هو كتاب الايمان للامام ابي عبيد القاسم بن عبد الله بن سلام بن عبد الله الهروي البغدادي رحمه الله تعالى المولود في سبع وخمسين بعد المئة والمتوفى سنة اه بعد اه متوفر فيه اربعة وعشرين ومئتين وكتاب هذا هو كتاب الايمان الذي اراد ان يبين فيه معنى الايمان رحمه الله تعالى ويبين معالمه وسننه واستكماله ودرجاته وهو على وهو في ذلك على عقيدة اهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى وهو من الائمة الكبار قد روى عن ائمة الاسلام روى عن سفيان بن عيينة وعن اسماعيل بن علية وعن يزيد ابن هارون ويحيى ابن سعيد القطان وابن مهدي وحماد ابن سلمة وغيرهم رحمه الله تعالى وحدث عنه ايضا الائمة وهو من اقران الامام احمد رحمه الله تعالى واثنى عليه العلماء قديما فاثنى عليه ابو داوود واثنى عليه يحيى ابن معين وكذلك الائمة كاحمد ابن حنبل قال احمد فيه ابو عبيد استاذ وهو يزداد كل يوم خيرا وكذلك قال ابو داوود ثقة مأمون وعظمه ابن معين رحمه الله تعالى قد قال الحافظ ابن ذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته من نظر في كتب ابي عبيد علم ما كانه من الحفظ والعلم وكان حافظا للحديث وعلله عارفا بالفقه والاختلاف رأسا في اللغة اماما بالقراءات لهم فيها تصانيف وقع لي من متصانف كتاب الاموال وكتاب الناسخ والمنسوخ. وقد مدحه ايضا البغدادي رحمه الله تعالى فقال في تاريخه وكان ذا فضل ودين وستر ومذهب حسن وكتب استحسن مطلوبة في كل بلد والرواة عنهم مشهورون ثقات ذو ذكر ونبل وكتاب في الاموال من احسن ما صنف في الفقه واجوده فرحمه الله عز وجل واسكنه فردوسه وجمعه مع الصديقين والشهداء والصالحين يقول رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم توكلت على الله وذكره التسمية على ما جرى عليه ائمة المسلمين وجرت عليه عادة المصنفين والجامعين انهم يبتدئون كتبهم ببسم الله الرحمن الرحيم اولا اقتداء بكتاب الله عز وجل فالله ذكر في كتاب ذكر في كل رأس سورة وفي كل ابتداء سورة بسم الله الرحمن الرحيم وكذلك ايضا اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم لما كتب كتابا الى هرقل كما في الصحيحين عن الزهد عن عبيد الله بن عبدالله عن ابن عباس بسم الله الرحمن الرحيم ولما روي في ذلك عن ابي هريرة انه قال صلى الله عليه وسلم او فيما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل امر ذي بال لا يبدأ باسم الله فهو اجدم وهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ وعلى هذا جرت عادة المصنفين انهم يبتدئون كتبهم بالبسملة. وهي سنة جرى عليها المؤلفون والمصنفون رحمهم الله تعالى قال توكلت على الله توكلت على الله ولا شك ان العبد يفوض اموره كلها يفوض اموره كلها لله عز وجل ولا نجاح للعبد ولا فلاح له الا على قدر ما يتعلق بربه سبحانه وتعالى ويعتصم بالله عز وجل فكلما كان العبد متوكلا على الله اكثر كلما كان نجاحه وفلاحه اعظم وعلى قدر توكله وعلى قدر آآ اعانته وعلى قدر فسؤاله ربه سبحانه وتعالى التوفيق والسداد يكن له ذلك ولاجل هذا قال هنا بسم الله الرحمن الرحيم توكلت على الله اي في هذه الرسالة الموسومة بك باسم كتاب الايمان ثم ذكر باسناده قال ابو عبيد اما بعد فاني فانك كنت تسأل عن الايمان واختلاف الامة باستكماله وزيادته وزيادته ونقصه وتذكر انك احببت معرفة ما عليه اهل السنة من ذلك وما الحجة على من فارقهم فيه واهل العلم سألوا عن الايمان في ذلك الوقت بوجود المخالف فان الايمان عظم المخالفون فيه وكثروا وتباينت فيه اقوالهم ومشاربهم والناس فيه على طرفي نقيض فمنهم فمنهم من جفا من جفى وفرط في باب الايمان حتى جعل الايمان هو المعرفة فقط. هو المعرفة فقط وهذا هو قول غلاة الجهمية من من آآ الجهمية الغلاة يرون ان الايمان فقط هو المعرفة من عرف الله عز وجل فهو المؤمن. ولا يلزم من ذلك عمل قلب ولا عمل اه جوارح ولا اقرار لا بقلب ولا بلسان وانما يكفي من ذلك المعرفة. وقد الزمهم اهل العلم بذلك لوازم كثيرة مما الزموهم انهم يلزمهم بهذا القول ان جميع الكفرة المقرون يربية الله والاهية الله انهم مؤمنون موحدون. ولا شك ان هذا من اعظم ما ما اه يبطل قولهم فابليس جعله الله اخبر الله عز وجل انه كافر وهو من اعرف الناس بربه سبحانه وتعالى يعرف الله عز وجل ودخل في خطاب الله عز وجل عندما امر بالسجود لادم عليه السلام. ومع ذلك طلب من ربه النظرة والامهال وامهلهم الله عز وجل فمعرفته لربه لم تغني عنه وهناك طائفة اخرى جعلت الايمان هو التصديق فقط دون ان يدخله القول وللعمل. وانما رد الايمان الى عمل القلب وهو تصديقه وهو تصديقه فقط وجعلوا ما زاد على ذلك من مكملات وليس من طروطه وهناك من جعل الايمان هو القول هو التصديق هو التصديق هو القول واخرجوا واخرجوا الاعمال من الايمان اما اخراجا آآ من اصله واما اخراجا من يعني اما اخرجوه من جهة انه ليس شرطا في الايمان واما اخرجوه فلم يدخلوه في مسمى الايمان اصلا وهناك طائفة اخرى جعلوا الاعمال من مسمى الايمان لكنها من كماله وليس من شرطه وهناك من بالغ في الاعمال فجعل الاعمال شرطا بافرادها وجنسها شرطا لصحة الايمان وان من ترك شيئا من امور الايمان فهو كافر بالله عز وجل فلاجل هذا احتاج طالب العلم ان يعرف مذهب اهل السنة والجماعة وما دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء ذكر الايمان في كتاب الله عز وجل في مواضع كثيرة. وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم بتعريف الايمان وتفسيره النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن الايمان بينه باركانه الستة وهذا هو الايمان الشرعي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر القدر غيره وشره. وجاء ايضا انه فسر الايمان ببعض اعمال الجوارح كالصلاة والزكاة وما شابه ذلك. والله ذكر في كتابه ان ان الصلاة من الايمان فقال وما كان الله ليضيع ايمانكم فلاجل هذا لاجلها ذكر ابو عبيد رحمه الله تعالى مذهب اهل السنة عندما سئل عن عن حقيقة الايمان وما هو مذهبهم في باب الايمان؟ فقال رحمه الله تعالى فانك كنت تسأل عن الايمان واختلاف الامة في استكمال وزيادته ونقصه وهذه موارد الاختلاف في الايمان من جهة من جهة استكماله ومن جهة الزيادة والنقص فيه وايضا من جهة دخول الاعمال من عدمها وايضا من جهة الاستثناء فيه هل يستثنى او لا يستثنى فيه كما سيأتي ثم قال وما الحجة على من فارقهم فيه؟ فقال فان هذا رحمك فان هذا رحمك الله خطب قد تكلم فيه السلف في صدر هذه الامة وتابعيه ومن بعدهم الى يومنا هذا. وقد كتبت اليك بما انتهى الي علمه من ذلك مشروحا ملخصا او مخلصا وبالله التوفيق. قال اعلم رحمك الله وهذه طريقة يسلكها اهل العلم في مخاطبة السامع وطالب العلم يخاطبون بقوله اعلم رحمك الله وهذا يدل على انهم يتلطفون مع من يدعونه. ففي قوله اعلم رحمك الله هو يطلب منك ان تعلم وادخل الجملة الاعتراظية رحمك الله ليبين انه اراد بك الرحمة واراد بك الفلاح ولا شك ان العلماء ورثوا الانبياء والانبياء ما ارسلوا الا رحمة للعالمين. فكذلك العلماء هم رحمة للامة يعلمون الناس ما فيه نجاتهم وما فيه فلاح فهو يريد بهذا ان يقبل بسمع السامع الى قوله لان السامع اذا سلم يقول له رحمك الله اقبل بسمعه عليه وعلم انه ناصح وعلم انه وعلم انه ناصح له فلاجل هذا سلك هذا المسلك ائمة المسلمين وعلماء الاسلام فيخاطبون من يخاطبونهم بقولهم رحمك الله ارشدك الله وفقك الله وما شابه ذا كما ذكرها ابو عبيد هنا وذكر مسلم في مقدمته وذكرها اكثر من امام في كتبهم انهم يذكرون هذا ايضا رحمك الله الله من باب ان يلفت السامع سمعه الى القائل وان يعلم انه بهذا بهذه الدعوة يريد به الفلاح والنصح فقال ان اهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الامر فرقتين فقالت احداهما الايمان بالاخلاص لله بالقلوب وشهادة الالسنة وعمل الجوارح فقالت الفرقة وقالت الفرقة الاخرى بل الايمان بالقلوب والالسنة فاما الاعمال فانما هي فانما هي تقوى وبر وليست من الايمان. قال وانا نظرنا في اختلاف الطائفتين فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الايمان بالنية والقول والعمل جميعا. وينفيان ما قالت الاخرى وهو بهذا يريد ان الذين قالوا ان الاعمال انما هي بر وتقوى وان ليسوا للايمان انهم لم يكفروا بهذا القول وقد قال بهذا القول جماعة من من من المنتسبين الى الحديث والى السنة فممن قال ذلك حماد بن ابي سليمان رحمه الله وايضا تبع على ذلك تبع ذلك ابو حنيفة رحمه الله وقال به كثير من اتباعهم وهو ان الايمان هو فقط القول التصديق والقول التصديق او اه تصديق القلب وقول اللسان بل اعمال فهي بر وتقوى. وليست شرطا في صحة وليست شرطا في صحة الايمان بل المؤمن مؤمن ولو لم يعمل من الخير شيء. وهذا القول كذب فيه اهل العلم شدد اهل العلم بل اجمع اجمع اهل السنة على ان الاعمال ان الاعمال من الايمان وبالغ بعظهم كالحميدي وايظا نسب ذلك للشافعي ونقل عن قال تعالى انه من قال ان الاعمال تدخل في مسمى الايمان. وان من وان من لقي الله وهو لم يعمل الله خيرا قط ان هذا ليس بمؤمن ان هذا ليس بمؤمن. وذلك ان قوله هذا من الامور المستشنعة التي تخالف ما دل عليه الكتاب والسنة فاهل السنة مجمعون على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان وان الاعمال من الايمان وان الذي يلقى الله ولم اعمل خيرا قط مع انه مع انه آآ مكلف بذلك فانه لا يسمى مؤمن لا يسمى مؤمن بل هو خالد مخلد في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. فهنا يقول ابو عبيد انه اختلف الناس في هذا على على فرقتين فرقة ادخل الاعمال في مسمى الايمان وفرقة تخرج الاعمال من مسمى الايمان لكنها تجعله تجعله آآ برا وتقوى يزيد الايمان يزيد الايمان به لكنه شرط كمال شرطة وليس شرط صحة وعلى هذا هو لم يذكر قول من قال ان الاعمال ان اعمال القلوب لا تدخل مسمى الايمان فان القائل بان اعمال القلوب لا تدخل مسمى الايمان هم الجهمية وقد اجمع العلم على كفر من اخرج اعمال القلوب من مسمى الايمان. من قال ان الايمان هو فقط التصديق واخرج اعمال القلوب فهذا ليس ليس بمؤمن وان كان عند بعض الاشاع متأخر للاشاعرة من يقول ان اعمال القلوب لا تدخل مسمى الايمان فهذا هو قول غلاة الجهمية هذا وقول غلاة الجهمية واخذ به بعض متأخري الاشاعرة وعلى هذا ما ذاك ابو عبيد هذه الطائفة لانه لم لانه يخرجه من مسمى من مسمى اهل العلم ومسمى اهل السنة ومن مسمى اهل الايمان يقول والاصل الذي هو حجتنا في ذلك اتباع ما نطق به القرآن فان الله تعالى ذكره علوا كبيرا قال في محكم كتابه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. وهذا اصل اصل يعتمده المسلم في جميع اموره ان اي خلاف اي خلاف واي نزاع يقع بين المسلمين فان المرجع في ذلك الى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا اختلف او تنازع الناس في شيء فان انه يجب على جميع الامة حكاما ومحكومين علماء وعوام ان يرجعوا الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم. فما كان في في صفه فمن كان في كفته كتاب الله وسنة الرسول فهو الذي يسار اليه وهو الذي يقال به وما خالفهما فهو المردود. وان كان قائله من كان فلا عبرة بقائل فلا عبرة بقول قائل يخالف كتاب الله او سنة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال ابو عبيد وان وددنا الامر الى ما ابتعث الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم. وانزل به كتابه فوجدناه قد جعل بدء الايمان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة عشر سنين. وكانه يريد بهذا ان الايمان ان الايمان يتدرج وان التكليف الذي كلف الله به عباده كان على التدريج ففي كل زمان له من الايمان ما يناسبه. وكلما ازداد العبد تكليفا كلما ازداد ايمانا. فكان اول التكليف هو ان يؤمن بانه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ولم يؤمر بالزيادة على ذلك. فمن شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هو المسلم المؤمن ولو مات على ذلك لمات مؤمنا. ثم بعد ذلك فرض الله عز وجل فرائض فرض الصلاة وفرض الزكاة وفرض الصيام وفرض بقية شرائع الاسلام. فلو ان مسلما شهد الشهادتين ولم يصلي او لم او لم يقر بوجوب الصلاة فان نطقه بالشهادتين لا ينفع ولا يسمى مؤمن ولا يسمى حتى يستكمل هذه الشرائع ففي كل آآ زمان ما يناسبنا الايمان وذلك مع مع التدرج في التشريق. فهو يقول هنا ان بدء بدء الايمان كان بالشهادتين. فالنبي وقام عشر سنين يدعو الناس فقط الى ان يشهد ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يقول هنا وليس الايمان المفترض على العباد يومئذ سواه فقط ينطق بالشهادتين ومعنى لا اله الا الله وان يثبت العباد لله عز وجل ويتبرأ من كل بعبود سوى الله ويعتقد بطلان عبادته. فمن اجاب اليها كان مؤمنا لا يلزمه اسم في الدين غيره. وليس يجب عليهم زكاة ولا صيام ولا غير ذلك. من شرائع الدين. ويؤخذ من هذا ايضا انه لو وجد ده في زمن من الازمنة من ينطق بالشهادتين ولا يعرف الاسلام سواهما فانه يحكم عليه بانه مؤمن. كما جاء عن حذيفة رضي الله تعالى عنه عندما روى حديثا يدرس الاسلام كما كما يدرس وشي الثوب ويشرع القرآن في ليلة حتى يبقى اقوام لا يعرف الاسلام الا قول لا اله الا الله يرددونها. فقال صلة اتنفعهم يا ابي عبد الله قال اي وربي تنفعهم لان هذا ما يعلمونه وهذا ما يدركونه من الاسلام. فكما كان في الزمن الاول لا يعرف الاسلام او لا لا يكلفون من الاسلام الا بالشهادتين فكذلك ايضا في اخر الزمان اذا وجد من المسلمين من لا يعرف ان الاسلام طب الا الشهادتين وهو لا يعرف بقية شرائع الاسلام لبعده عن بلاد المسلمين او الاندراس الاسلام واختفاء معالمه الم يبقى احد يدعو اليه وهذا الذي استطاع ان يدركه من الاسلام فانها تنفعه يوم القيامة وينجو بها عند الله عز وجل قال هنا وليس يجب عليهم زكاة ولا صيام ولا ولا غير ذلك من شرائع الدين وانما كان هذا التخفيف عن الناس يومئذ فيما يرويه العلماء رحمة من الله لعباده وهذا من عظيم رحمة ربنا سبحانه وتعالى. فاول ما بدأ بهم من الايمان ان يشهد بالشهادتين. وبقوا على ذلك عشر راه سنين ثم بعد ذلك فرض عليهم بقية الشعائر وشرائع الاسلام. ولو امرهم اول ما امرهم بتحريم ما ما اعتادوا على فعله من اه خمر واه وزنا وما شابه ذلك. وكلفهم بالتكاليف من بذل الاموال والصدقة وما شابه ذلك. لنفرت قلوبهم بعد هذا الايمان وانما بدأ معهم ان امرهم بالشهادتين فقط بالشهادة فقط من شهد ان لا اله الا الله فهو المؤمن ولو مات على الايمان حال اذ يقول وهذا من رحمة من رحمة الله لعباده ورفقا بانهم كانوا حديث عهد بجاهلية وجفائها ولو حملهم ولو حملهم الفرائض كلها معا نفرت منه قلوبهم وثقلت على ابدانهم فجعل ذلك الاقرار بالالسن وحده والايمان المفترض على الناس يومئذ فكانوا على ذلك اقامتهم لمكة كلها. اقامة فكانوا على ذلك اقامتهم بمكة كلها وبضعة عشر شهر هرب بالمدينة وبعد الهجرة. فلما اثاب الناس الى الاسلام اي اقبلوا على الاسلام ودخلوا في الاسلام. وحسنت فيه رغبتهم زادهم الله في ايمانهم انصرف ان امرهم بالصلاة وفرض عليهم الصلاة ثم طرفهم الى الى قبلة الى الى الى المسجد الى المسجد الى اسرهم الى الى المسجد الحرام انصرف الصلاة الى الكعبة بعد ان كانت الى بيت المقدس فقال الله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء فان منك قبلة ترضاها فولي وجهك شطرا مسجد فولي وجهك يطلب المسجد الحرام حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وهذا بمعنى ان الله عز وجل اه فرض عليهم الانتقال من استقبال المسجد الاقصى الى المسجد الحرام بعد سبعة عشر شهرا ووذلك عندما عظم الايمان في قلوبهم وعظم التصديق بعد ذلك نقلهم تحقيقا لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خاطبهم وهم بالمدينة باسم الايمان المتقدم لهم هو الاسم الاول الذي سموا به قبل ذلك هم ايضا هم المؤمنون بعد ان فرظ الله عز وجل عليهم الصلاة والزكاة والصيام سماهم ايظا يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمت من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. وقال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة. فقال يا ايها الذين امنوا تقتلوا قيد وانتم حرم فسماهم بها مؤمنين ونهاهم عن هذه الامور المحرمة وامرهم بهذه الواجبات التي اوجبها ربنا سبحانه وتعالى فمن خوط بهذا الخطاب لزمه ان يمتثله ولزمه ان يأخذ به فلو تركه جحودا لما نفعه ايمانه السابق ولا انتقض ايمانه السابق برد ما كلف به لاحقا برد ما كلف به لاحقا فلو اعتقد وجوبه واقر ايجاب ما اوجب الله عز وجل عليه ولم يمتثل امر الله لهواه ومعصيته فانه يسلب اسم الايمان الكامل. او يسلب اسم الايمان المطلق ويبقى معه مطلق الايمان يبقى مع مطلق الايمان بمعنى انه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته وهذا ما يسمى عند اهل العلم الفاسق بالفاسق الملي الذي معه اصل الايمان. اما كمال الايمان الواجب فقد انتفى منه اذا وقع في كبيرة من كبائر الذنوب فهو يريد بهذا انهم خوطبوا بالايمان على قدر على قدر ايمانهم وان فرائض الاسلام وتكليف والتكليف لم يكن لم يأت جملة واحدة وانما جاء وانما جاء متدرجا فاول الايمان كان بالشهادتين ثم ببقية شرع الاسلام ثم زاد وزاد وهكذا الى ان اكمل الله على على امة محمد الدين واتم عليهم ان نعمة فكل امر امر الله عز وجل به فهو من الايمان. وكل امر امر به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو من الايمان. ومن امن ببعض فانه لا يسمى مؤمن ويكون برده لشيء من الدين كافرا بالله عز وجل وعلى هذا يقول يقول ابو عبيد وعلى هذا كل مخاطبة كانت لهم فيها امر او نهي بعد الهجرة وانما سماهم بهذا الاسم بالاقرار وحده اذ لم يكن هناك فرض غيره فلما نزلت الشرائع بعد هذا وجبت عليهم وجوب الاول سواء لا فرق بينها لانها جميعا من عند الله. وبامره وبايجابه. ويوظح ذلك لو ان مسلما لو ان كافرا اسلم ونطق بالشهادتين ومات مباشرة بعد بعد نطقه ولم يعمل شيئا من شرائع الاسلام فاننا نسميه المؤمن نسميه مؤمن لانه عندما نطق بالشاركان هذا الذي يجب عليه من الايمان. واما بقية فرائض الايمان تجب عليه مع بقاء حياته الا ان يكون حال نطقه لم حال نطقه آآ ممتنعا عن الاستجابة لبقية شرائع الاسلام. اما من نطق بالشهادتين وبنطقه اقراره بجميع شرائع الاسلام ومات قبل ان يعمل شيء من الاسلام فانه يسمى مؤمن ويموت على الايمان وهذا الذي يلزم من التكليف وهو النطق بالشهادتين كما جاء في ذلك الرجل الذي مات مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسر الله ولم يسجد لله سجدة فهو دخل المعركة مباشرة بعد شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله وقتل رضي الله تعالى عنه فقال وسلم عمل فسير عمل يسيرا ونال اجرا عظيما. بل مات وهو لم يصل الله سجدة واحدة لانه لانه اه لم لانه لانه مات قبل ان قبل ان يأتي او قبل ان يحيله وقت وقت الفعل والامتثال يقول هنا فلو انهم عند تحويل القبلة للكعبة ابوا ان يصلوا اليها وتمسكوا بذلك الايمان الذي لزمهم اسمه والقبلة التي كانوا عليها لم يكن ذلك مغنا عنهم شيئا. اي لو انهم عندما خوطبوا بان يتوجهوا الى الكعبة فابوا وامتنعوا وحاشاهم لما نفعهم الايمان السابق لما نفعه الايمان السابق وكان بامتناعهم عن عن التكليف الحاضر او التكليف الذي كلهم بعد ذلك كان امتناعهم سبب لنقض ايمانهم السابق. وهذا في كل زمن. فلو ان مسلم التزم بشرايع بشريعة التزم بفريضة الصلاة ولم يلتزم ولم ير وجوب فريضة الصيام والزكاة فانه كافر بالله عز وجل لا ينفعه اقراره بالصلاة ولا امتثاله لها كذلك هنا لو امن البعض فان الايمان بما امن به لا ينفعه لنقضه بما كفر به وكذبه قال بعدك ولكان فيه نقض لاقرارهم لان الطاعة الاولى ليست باحق باسم الامام الطاعة الثانية فلما اجابوا الله ورسوله الى قبوله بالصلاة كاجابة للاقرار صار صار جميعا معا. هما يومئذ الايمان. اذا اظيفت الصلاة الى الاقرار. والشهيد على ان الصلاة من الايمان وهي دليل على ان الصلاة داخلة في مسمى الايمان ان الله عز وجل انزل قوله تعالى وما كان الله ايمانكم ان الله بالناس غفور رحيم كما جاء في الصحيح البراء ابن عازق ان الصحابة لما لما امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يتحول الى المسجد المسجد الحرام ذكر الصحابة اناس ماتوا وهم يصلون الى غير الكعبة فانزل الله قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم فسمى الصلاة مال وهي عمل فسماها ايمان وهي عملها دليل صريح على ان الاعمال داخلة في مسمى في مسمى الايمان وهذا لا خلاف بين اهل السنة قال وانما نزلت في الذين توفوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على الصلاة الى بيت المقدس فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت هذه الاية وهذا الحديث اخرجه البخاري في صحيح من حديث البراء بن عاز رضي الله تعالى عنه. قال بعد ذلك فاي شاهد يلتمس على ان الصلاة من الايمان بعد هذه الاية اليس هناك دلالة اصرح واوضح من ان الصلاة من الايمان من هذا الدليل الواضح البين. فالله وما كان الله ليضيع ايمانكم وسمى الايمان هنا المراد به هو صلاتهم التي صلوها الى المسجد الى المسجد الاقصى قد جاء في السنة قال الطهور شطر الايمان والمراد بالايمان بالحديث هي ايضا الصلاة لان الطهور هو نصف الصلاة من جهة قال بعد ذلك فلبثوا بذلك برهة من دهرهم. فلما ان داروا الى فلما ان داروا الى الصلاة مسارعة وانشرحت لها صدورهم انزل الله عز وجل فرض الزكاة. اي بعدما اقروا بالصلاة وامتثلوها وصلوا الى جهة الكعبة فرض الله عز وجل في السنة الثانية الزكاة وكان اول ما فرض من الصدقة زكاة الفطر. زكاة الفطر فرضت اولا ثم بعد ذلك فرضت زكاة الفرض لفرض فرض الزكاة في ايمان الى ما قبله فقال اقيموا الصلاة واتوا الزكاة. وقال صلى وقال سبحانه وتعالى خذ من اموالهم صدقة تطهر ثم تزكيهم بها فلو انهم يقولوا هنا فلو انهم ممتنعون الزكاة عند الاقرار واعطوه بذلك واعطوه ذلك بالالسنة اي قال لا نقر بها ولا نؤمن بها. واقاموا الصلاة غير انهم ممتنئة غير انهم ممتنعون عن كات كان ذلك مزيلا لما قبله اي ناقضا لما قبله. فلو اقر مسلم بالصلاة وجحد الزكاة فهو كافر. ولو اقر بالصلاة احد الصيام فهو كافر ولو اقر باي شريعة وانكر غيرها فان انكاره لما انكر مبطل لما اقر مبطل لما اقر به وناقضا للاقرار والصاد كما كان ايتاء الصلاة قبل ذاك ناقضا لما تقدم الايقار والمصدق لهذا والمصدق اي دليل هذا ان يا ابا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما ارتد العرب ومنعه بعضهم من ان يؤدوا الزكاة الى ابي بكر الصديق لان المرتدون على على اقسام ثلاثة منهم من ارتد عن الاسلام كلية وعاد الى شركه وكفره بالله عز وجل. ومنهم من بقي على الاسلام ولكنه ولكنه اه ابى ان يدفع الصدقة والزكاة الى بكر الصديق. ومنهم من انكر وجوب الزكاة جملة وتفصيلا وامتنع من ادائها جملة وتفصيلا فقاتل الطوائف كلها قاتل اولئك الذين ارتدوا وكفروا وقاتل اولئك الذين كفروا بجحود الزكاة وانها لا تجب وقاتل ايضا الذي امتنعوا من ذلك الواجب الذين قالوا نؤديها نحن ولا ندفعها لابو بكر الصديق فابو بكر الصديق رضي الله تعالى قاتلهم جميعا واستحل دماءهم بهذا الامتناع بهذا الامتناع وقالوا منعوني لو منعوني عناقا كادوا يؤدوا الرسول صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها. واتفق الصحابة واجمع الصحابة على قتال هؤلاء جميعا دون استثناء دون استثناء فيقول هذا دليل على ان من اقر بالصلاة وجحد الزكاة انه يقاتل وانه يكفر بذلك. كما فعل ابو بكر الصديق واجمع الصحابة على ذلك. فكل من فكل كل من جحدوا وجوب الصلاة فان قتاله كان قتال ردة وكفرا بالله عز وجل ولقد المصدق لهذا جهاد اباك الصديق رحمه الله رضي الله تعالى عنه بالمهاد والانصار على على منع العرب الزكاة كجهاد رسول كجهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الشرك سواء لا فرق بينها في سفك الدماء وهذا محل اتفاق انه سفك دماءهم وقتلهم وسبت ذرية وسبى الذرية وهذا قول سبى الذرية لا يعرف ان في حررت الدين من سبي من ذرية المرتدين الا ما يذكر عن عن ام محمد بن الحنفية فقيل انها مما سبي من حروب المرتدين ومع ذلك يبقى ان ام محمد من الحنفية قد تكون قد تكون من من نصارى بني حنيفة وسبيت لكونها لم تدخل اسلامي اصلا وانما كانت نصرانية فسبيت ومما يؤيد ذلك ان احكام المرتد ان احكام المرتد ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث عائشة وابن عباس انه قال صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه. فمبدل الدين من الرجال والنساء حكمه القتل حكمه القتل اما الرجل فمحل اتفاق واما المرأة فعامة العلماء على انها على ان حكمها كحكم الرجل خلافا لاهل اي فانهم قالوا المرأة لا تقتل وانما تحبس حتى تتوب وترجع الاسلام او تكون من الاموال التي تسبى. فافاد هذا ان المرأة اذا ارتدت وكفرت فانها تقتل. واما اه ذريتهم فما كان دون البلوغ. ما كان دون البلوغ فانه يحكم بما كان عليه اباه قبل الردة فيكونون من اهل الاسلام. واما من ولد لهما بعد ردتهم فانهم يكونوا في حكم الكفار الاصليين يسبون ويؤخذون سبيا على الصحيح من اقوال اهل العلم قال واغتنام المال فانما كان المانع لها غير جاحدين بها غير جاحدين لها. اما من جحد فهو كافر بالله واما من امتنع عن اداء واجب مع اقراره به فقد اختلف فيه الفقهاء على قولين منهم من قال ان امتناعه يكون ناقض نواقض الاسلام ومنهم من يرى انه مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب تستوجب اباحة دمه وقتله لكنه لا يكفر بذلك اذا كان مقرا بها وذهب بعضهم الى انه بمجرد قتاله يكون مستحلا اذا قاتل عليها مع امتناعه كانت تلك قرينة على انه على انه يجحد وجوبها وانه يستحل يستحل ما هو عليه من الباطل والضلال. ثم قال رحمه ثم كذلك كانت شرائع الاسلام كلها كلما نزلت الشريعة كلما نزلت الشريعة آآ كلما صارت مضافة الى ما قبلها لاحقة به ويشملها جميعا اسم الايمان اي ان الايمان كلما ازداد التكليف فكلما زاد الشرائع زاد مسمى الايمان ايضا. ويزيد الايمان بزيادة التكليف ويزيد التكليف بزيادة العلم فكلما كان الانسان اعلم بشرع الله كان مكلف آآ آآ مكلف بكل ما علمه وهذا هو الموضع الذي غلط فيه من ذهب الى ان الايمان بالقول لما لما سمعوا تسمية الله اياهم مؤمنين واوجب لهم الايمان كله بكمال يقول هذا وجه الغلط انهم انهم نظروا الى اصل التشريع عندما فرض الله عز وجل على اهل مكة النطق بالشهادتين وسماهم ذلك مؤمنين اخذوا بهذا الاصل فقالوا ان هؤلاء لم يأتوا من شرع الاسلام الا بالشهادتين وسماهم الله مؤمنين. يقال لهم انما فسماهم مؤمنة في ذلك الوقت لان الايمان الذي يلزمهم هو النطق بالشهادتين. وكلما زادت كلما زاد التشريع كلما زاد ما يلزمون به من الايمان. فهو هذا وهذا الذي وجه غلط هؤلاء الذين غلطوا في هذا الباب حيث انهم ذكروا ان الله سمى من نطق بالشهادتين مؤمن من سمى النطق بالشهادتين مؤمن ولو لم يأت بقية الشرع للسنة هذا ليس وهذا القول من ابطل الباطل كما غلطوا في تأويل حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل الايمان ما هو؟ فقال ان تؤمن بالله وتؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر القدري خيره وشره وحين اه الذي عليه رقبة مؤمنة من عن عتق من عتق العجمية فامر بعتقه وذلك عندما سئل او سأل عمرو بن عبس السلمي رضي الله تعالى عنه او الحكم السلمي وقد لطم جارية له فاتى النبي صلى الله عليه وسلم نادما فقال النبي صل لتلك الجارية من انا؟ قال انت؟ قالت انت رسول قال اين الله؟ قالت في السماء فقال ثقها فانها فاعتقها فانها مؤمنة. فنسبها الى الايمان الذي تعلمه والذي كلفت به. ومع ذلك لو انها انكرت الصلاة وجوبا تكن كذلك مؤمنة ولو انكرت الزكاة وجوبها لم تكن مؤمنة فهي مع اقرارها بما اوجب الله عز وجل عليها آآ سماها مؤمنة زيادة في تثبيت ايمانه حيث انها اقرت بان الله في السماء وان محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله عز وجل. واذا اقرت برسالته فانها يلزمها ان تقر بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم قال وانما هذا على ما اعلمتك من دخول في الايمان ومن قبولهم وتصديق بما نزل منه. وانما كان ينزل متفرقا كنزول القرآن. والشاهد يقول والسدل على ذلك لما نقول والدليل على كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسول الله وسنة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب قوله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وهذه دلالة واضحة وبينة انهم كلما زاد كلما نزلت اية وكلما نزلت فريضة وشريعة امنوا بها فزادوا بذلك ايمانا ولو جحدوها ولم يقروا بها ولم يؤمنوا بها لسلبوا الايمان السابق بجحودهم لما كلفوا به لاحقا. ولما امنوا به كان ذاك زيادة كان ذلك زيادة في ايمانهم وزيادة في تثبيتهم قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون وهذه هي صفات اهل ايمان فقال انما المؤمنون اي المؤمنون الذين حققوا الايمان الذي امروا به الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم هذا عمل من اعمال القلوب. واذا تليت عليهم اياته امنوا زادتهم ايمانا. بمعنى امنوا واقروا وسلموا وامتثلوا. وعلى ربهم يتوكلون. فهذا يدل على ان هؤلاء احققوا الايمان كلما امنوا اي انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته اي امروا بامر ونهى عن نهي او امر بشريعة امتثلوها ونهوا عن امر اجتنبوه زادهم امتثالهم لما امروا به واجتنابهم لما نهوا عنه زادهم ذلك ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون وتوكلهم ايضا من الايمان يقول رحمه الله افلست ترى ان الله تبارك وتعالى لم ينزل عليهم الايمان جملة اي لم ينزل الايمان والشريعة جملة واحدة وانما فانزلها متفرقة كما لم ينزل القرآن جملة فهذه الحجة من الكتاب. فلو كان الايمان مكملا بذلك فلو كان مالو مكملا بذلك الاقام ما كان للزيادة معا. يقول لو كان الايمان الذي كلف به من اه ارسل اليه محمد وسلم في مكة لو كان ما كل به هو الايمان الكامل وهو المأمور به ما كان فيما الله بعد ذلك من الايمان فائدة اذ هم في آآ نطق بالشهادتين واقرارهم بانه لا اله الا الله وان محمد رسول الله حققوا الايمان كامل فما فائدة بقية شرائع الاسلام؟ وما خوطبوا به بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وما امروا به من بقية شرائع الاسلام. اذ كان لو كان ايمانا كاملا لم يكن فيما سيأتي لاحقا اي فائدة لان ايمانهم قد كمل وحققوا الايمان الذي يجب اي ويلزمهم ثم قال واما الحجة من السنة والاثار المتواترة بهذا المعنى من زيادات قواعد الايمان بعض من زي قواعد الايمان بعضها بعد بعض فبي حديث منها اربع وفي اخر خمس وفي الثالث اي حديث ابن ابي سعيد عندما فسر لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه حديث ابي سعيد الذي في وفد عبد قيس عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد قدم عليه وفد عبد القيس فقال يا رسول الله ان من هذا الحي ان هذا الحي بن ربيعة وقد حالت بيننا وبين كفار فلسنا نخلص الا في شهر حرام. فمرنا بامر نعمل به وندعو اليه من وراءنا. فقال امركم باربع وانهاكم عن اربع. الاربع حال من الايمان وما لهم ايضا عنه ايضا امتثال اجتنابه ايضا من الايمان ثم فسره لهم فقال الشاة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة ايتاء الزكاة وان تؤدوا قوموا فما غنمتم وانهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير فمرهم باربع هي من الايمان. قال امركم بالايمان امركم باربع وانهاكم عن اربع فذكر اول ما ذكر شاة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فهذه اربع امور من الايمان امر بها النبي صلى الله عليه وسلم. ولو انا الايمان كاملا بهذه الاربع لما كان في ذكر الخمس فائدة ولا في ذكر التسع فائدة اخرى فهذه اربع وزادها النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل حديث ابن عمر وهذا حديث رواه البخاري ومسلم من طريق ابي جمرة الضبع عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه واما الخمس فيريد بذلك حديث ابن عمر الذي في الصحيحين الذي رواه عكرمة ابن خالد عن ابن عمر رضي الله عنه سفيان عن عكرمة عن عن ابن عمر انه قال اه بني الاسلام على خمس ان لا اله الا الله محمد رسول الله واقام الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت. واما التسع فهو حديث ثور ابن يزيد المراويح انه سعيد فما رواه يحيى ابن سعيد اللي ذكره يحيى ابن سعيد العطار وهو ضعيف عن ثور ابن يزيد الديني عن خالد المعدان عن رجل عن ابي هريرة هذا ما رواه يحيى ابن سعيد العطار ورواه روح ابن روح ابن عبادة فرواه عن ثوب اليزيد عن خالد بن معدان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فلم يذكر هذا الرجل فعدم ذكره اصح من جهة اسناده اصح من جهة اسناده عن خالد المعدان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه آآ ذكر هذا العدد والحديث ورد في ورد اه فيه انه قال ان للاسلام سوى ومنارا كما نار الطريق. الصورة هو العلامة العلامة التي تعرف بها الطرق فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان للاسلام سوى اي علامات ومنار كمنار الطريق ثم فسر ابو عبيد الصور فقال هي ما غلظ وارتفع الارظ بمعنى علامة غلظت مرتين الارض يعرفها الناس في طريقهم منها ان تؤمن بالله ولا تشرك به شيئا. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تسلم على اهلك اذا دخلت عليهم. وان تسلم على القوم اذا مررت بهم. من ترك من ذلك شيئا فقد ترك سهما من الاسلام ومن تركهن فقد ولى الاسلام ظهره. ولا شك ان من انكر شيئا من هذه الامور ولم يعدها من الاسلام فهو منتقض ايمانه واما من ترك منها شيئا تهاونا وعجزا مع اقراره بان من الدين فهو يكون عاصي بقدر ما ترك من الواجبات فساقه قال حد يحيى بن سعيد العطار عن ثوب ابن يزيد عن خالد ابن عدن عن رجل وهذا الاسناد اسناد ضعيف لجهالة هذا الراوي الذي هو هذا الرجل فانه مجهول لا يعرف وقد روي من طريق ثوب يزيد عن خالد المعدان عن ابي هريرة دون ذكر هذا الرجل هذا وهذا الاسناد لا شك انه اصح لكن يبقى هل سمع ذلك المعدان من ابي هريرة او لا قال فظن الجاهلون بوجوه هذي الاحاديث انها متناقظة ايظا الجاهلون كيف يقول هنا اربع ومرة خمس ومرة تسع فهذا تناقظ الصحيح انه لا تناقض فيه فالاسلام والايمان له شعب كثيرة يزيد بشعبه فهو اربع وهو خمس وهو تسع وهو ستون وسبعون وشعب الايمان كثيرة جدا شعب الايمان كثيرة. فالنبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة الايمان بضع وستون تعبة وفي رفظ بضع وسبعون شعبة اعلاها لا اله الا الله وادناها على الطريق. فالايمان شعب كثيرة من استكمل شعبه وقد استكمل الايمان ومن نقص من شعبه شيء فقد نقص من الايمان بقدر ما نقص من شعبه وهكذا آآ يريد رحمه الله فقال هنا يقول فظن الجاهلون بوجوه هذه الاحاديث انها متناقضة لاختلاف العدد منها وهي بحمد الله ورحمته بعيدة على التناقض وانما وجوه ما اعلمتك من من نزول الفرائض بالايمان متفرقا فكلما نزلت واحدة فكلما نزلت واحدة الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها بالايمان ثم كلما جدد الله لها منها زاد في العدد حتى جاوز ذلك السبعين كلمة كذلك عن ابي هريرة الذي قال الايمان بضع وسبعون جزءا افضلها شاة ان لا اله الا الله وادنى اماطة الاذى عن الطريق واصح طريق لهذا الحديث ما جاء في الصحيحين عن التيمي عن اه ابي صالح عن عبد الله ابن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه هذا الذي رواه البخاري من طريق من طريق سليمان بلال عن عبد الله بن دينار عن ابي صالح ابي هريرة وفي فيها الايمان بضع وستون شعبة ومنهم من قال بضع وسبعون وقد ذكر الحافظ البيهقي في شعبه ذكر بضعا وبضع وسبعين لعبة على هذا الحديث. وكذلك قال ابن حبان ذكر في شعب الايمان بضع وسبعين شعبة قال وان كان وان كان زائدا في العبث ليس هو بخلاف ما قبله وانما تلك دعائم واصول وهذه فروعها زادت في شعب الايمان من غير تلك الداعم نرى يقول يقول ابو عبيد فنرى والله اعلم ان هذا القول اخر ما وصى به رسولنا من الايمان لان ما تناهى به وبه كملت خصال بمعنى ان قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة واخر ما تكل به النبي صلى الله عليه وسلم وبه يكون من حقق هذه الشعب يكون مستكملا الايمان كله والصحيح والصحيح ان شعب الايمان كثيرة وان وان الايمان لا لا يمكن ان يستكمله لا يمكن لعبد ان يستكمله الكمال المطلق الكمال المطلق فانه كلما عمل كلما ازداد ايمانا وعمل العبد لا لا ينتهي دون اجري فما دام حيا فانه يعمل وكلما عمل زاد زاد ايمانه كلما عمل زاد ايمانه قد يأتي بالايمان الواجب ويحقق ما اوجبه الله عز وجل عليه فيأتي بكمال الايمان الواجب اما كمال الايمان المستحب فلا يمكن لاحد ان ان يأتي به او ان يحيط او ان آآ يكمله كما امر الله عز وجل قال والمصدق له قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فلا شك ان الدين كمل وان النعمة تمت فدين الله عز وجل الذي فرضه على محمد صلى الله عليه وسلم قد اكمله الله عز وجل. ومعنى كمل انه لا يمكن لاحد ان يزيد في شرع الله شيء بل كل من احدث شيئا لم يأت بمحمد صلى الله عليه وسلم من الدين فانه محدث مردود على صاحبه كما قال النبي صلى عائشة رواه القاسم عن عائشة من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وفي لفظ احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو فهو رد ثم قال رحمه الله تعالى قال ابو عبيد حدثنا عبد الرحمن هو ابن مهدي عن سفيان الثوري عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب ان اليهود قالوا والصحيح انه ان يهوديا وليس اليهود ان يهودي وهو كعب هو كعب الاحبار. اليهود هو كعب الاحبار انكم تقرأون اية لو نزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فذكر هذه فقال عمر اني لاعلم حيث انزلت واي يوم انزلت انزلت بعرفة ورسول الله بعرفة قال سفيان واشكها قال يوم الجمعة والصحيح انه قال يوم الجمعة فهذه الاية نزلت يوم الجمعة في عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم واقف فيها. انزل الله قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينار ثم روى ايضا قال عن حماد بن سلمة عن عمار ابن ابي عمار قال تلا ابن عباس الاية وعنده يهود فقال اليهود لو انزلت هذه الاية فينا لاتخذنا يومها عيدا قال ابن عباس فانها نزلت في يوم عيد يوم جمعة ويوم عرفة ولا شك ان ان هذه الاية هي من اعظم الايات من اعظم الايات التي انزلها الله عز وجل حيث ان فيها بين ربنا انه اكمل علينا ديننا واتم علينا نعمته سبحانه وتعالى. ثم روى من طريق اسماع ابراهيم اسماعيل ابن ابراهيم هو آآ ابن الاسدي المعروف ابن علية عن داوود ابن ابي هند الطائي عن الشعبي عام اسرائيل قال نزلت عليه وهو واقف بعرفة حين اضمحل الشرك وهدم نار الجاهلية ولم يطب بالبيت عريان. فذكر الله جل ثناؤه كمال الدين في هذه الاية. وانما نزل فيما يرى قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم باحدى ليلة اي في يوم باليوم التاسع من ذي الحجة قال ابو عبيد كذلك حدثنا حجاج ان محمد الشاعر عن ابن جريج فلو كان يقول هنا فلو كان الايمان كاملا بالاقرار ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في اول النبوة كما يقول هؤلاء ما كان للكمال معنى. يقول لو كان كاملا في اه اول بعث النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الذين خوطب الشهادتين حققوا كمال الايمان الذي امره الله به لم يكن لقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم معنى. فكيف يكون يكمله مرة اخرى وهو كامل في الاولى ايدل على ان الايمان ان الايمان يزيد يزيد وان الشريعة تزيد الى ان الى ان ختم الله عز وجل الزيادة في التشريع بقوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. قال ابو عبيد فان قالك قال فما هذا فما هذه الاجزاء الثلاثة والسبعون؟ قيل هو لم تسم لنا مجموعة فنسميها غير ان العلم يحيط ان من طاعة الله وتقواه وان لم تذكر لنا في حديث واحد ولو تفقدت الاثار لوجدتها لوجدت متفرقة فيها. الا تسمع قوله في اماطة الاذى وقد جعله جزءا من الايمان. وكذلك قوله الحياء لعبة من الايمان هذا في الصحيحين واماطة الاذى ايضا من الايمان في الصحيحين ايضا والغيرة من الايمان هذا رواه البزار باسناد ضعيف وحديث الايمان رواه ابو داوود وغيره من طريق ابي امامة باسناد حسن وفي الخامس حديث حسن العهد من الايمان جاء عند عند آآ الحاكم وفي اسناده ضعف وكذلك منها حيث عمار ابن ياسر ثلاث من الايمان الانفاق من الاقطار والانصاف من نفسك وبذل السلام على العالم. وهذا الصحيح انه موقوف على عمار من قوله وليس مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك من ذلك عندما قال اي الخلق اعظم ايمانا؟ فقيل الملاك ثم قيل يا رسول الله قال بل قوم يأتون بعدكم فذكر صفتهم وهذا ايضا اسناده ضعيف ومنها ايضا قوله صلى الله عليه وسلم ان اكمل ومن اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. وهذا حديث صحيح رواه الترمذي وغيره من حديث ابي هريرة وله طرق اخرى من حديث عبد الله بن عمرو بن حطرية حديث عائشة كذا قول لا يؤذي الرجل حتى لا يؤمن الرجل الايمان كله حتى يدع الكذب في المزاح والمراء وان كان صادقا واسناده وضعيف لانقطاعه وقد روي مثله عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ثم من اوضح ذلك وبينه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة حين قال فيخرج من النار من كان في قلب مثقال مثقال شعيرة من ايمان وبرة من ايمان ومثقال ذرة والا عندكم الا صلب والا صلب ليس لها لك عندك شي محشي هذا بالاصل على كل حال حديث ها ليست ما ليس لها ومثقال ذرة ومثقال ذرة حيث هذا حديث ابي سعيد في الصحيحين وحديث الاسماك رضي الله تعالى عنهم اجمعين. وفيه ان الايمان يزيد وينقص وان من الناس من يستكمل الايمان الواجب ومنهم من يبقى من لا يبقى من الايمان الا مثقال ذرة من شعير ومثقال ذرة من بر وهذا يدل على ان الايمان يتفاضل وانه يتفاوت وهذا ايضا احد الفروق بين اهل السنة والمرجئة فاهل السنة يرون ان الايمان يزيد وينقص وان الناس في الايمان يتفاضلون واهل الارجاء يرون ان الناس في الايمان سواء كامشاط الاسنان وانه لا فرق بين ايمان جبريل وايمان افجر الخلق نسأل الله العافية والسلامة. ولذا قال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه ما منهم احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل. فاحاديث ان الايمان يزيد وينقص كثيرة وادلة نقصان الايمان وزيادته ايضا كثيرة فذكرنا فيما سبق ان ان ان الله ذكر في كتابه ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين فزادتهم ايمانا ايمانهم فاخبر الله عز وجل انهم زادتهم ايمانا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وايات زينة كثيرة في كتاب الله عز وجل والاحاديث ايضا في ذلك كثيرة من ذلك انه اثبت ان هناك من من لا يبقى من الايمان الا مثقال ذرة او مثقال برة او مثقال شعيرة ومنها ايضا احاديث الوسوسة عندما قال اوجدتموه ذاك صريح الايمان وهو حديث صحيح رواه رواه مسلم في صحيح ابي هريرة وذلك انه يأتي احدكم فيقول من خلق كذا حتى يقول من خلق الله ذاك صريح الايمان وكذلك من ايضا حديث ان الايمان يبدأ لمضة في القلب. فكلما ازداد الايمان عظما ازداد ذلك البياض عظمى وهذا جاء موقوف عن علي رضي الله تعالى عنه رضي الله تعالى فهذه الاحاديث كلها تدل وهذه الاثار تدل على ان الايمان يزيد وينقص وان اهله فيه متفاضلون سواء من اصله او من التفاضل يكون في القلوب ويكون ايضا في الجوارح اي التفاضل ايمان عند اهل السنة يكون في القلب اي انهم في قلوبهم متفاضل من جهة الايمان فليس تصديق احدنا كتصديق ابو بكر الصديق ولا يقين احدنا كيقين الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا ايماننا من جهة اعمال قلوبنا كايمان محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك من جهة تلجأوا اعمال الجوارح الناس ايضا متفاوتون وليس اعمالنا كاعمال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. النبي يقول لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيف مع انه عمل. لكنه يتفاوت ما قام في القلوب من التعظيم والاجلال لله عز وجل قال وما يصدق ومما يصدق يصدق تفاضله بالاعمال قول الله جل ثناء ثم يصدق تفاضله بالاعمال قول الله جل ذكره او جل ثناؤه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم ايات زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الى وعلى ربهم يتوكلون الى قوله. اولئك اولئك هم المؤمنون حقا. فلم يجعل فلم يجعل فلم يجعل الله للايمان حقيقة الا بالعمل على هذه الشروط. والذي يزعمه الذي يزعمه انه بالقول خاص يجعله مؤمنا حقا. وان لم يكن هناك عمل فهو معاند لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصدق رحمه الله الله يقول اولئك هم المؤمنون حقا والمخالف يقولون من قال لا اله الا الله من قال الله بلسانه فهو المؤمن حق. حقا ولو لم يعمل شيئا فهم مكذبون لكتاب الله عز وجل بهذه الدعوة وايضا مما يبين ذلك لك تفاضله في القلب قوله تعالى يا ايها الذين اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم مؤمنات مهاجرات فامتحنوهن. فامتحنوهن الست ترى ان ها هنا منزلا دون منزل الله اعلم بايمانهم فان علمتموهن مؤمنات افاد انهم يتفاوتون في ايمانهم مثل قوله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله فسمى فخاطب الايمان وامرهم ان يؤمنوا بالله ورسوله فلولا ان هناك موضع يقول لو كان الايمان ليس فيه زيادة لقى يا ايها الذين امنوا عندما اثبت له الايمان يكون قد ادركوا الايمان بالله لما قال يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله افاد اي شيء ان هناك زيادة في الايمان يطالب بها المخاطب بهذا الخطاب. يا ايها الذين امنوا امنوا. يا ايها الذين اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات تمتحن. اذا الامتحان اي شيء مع انهم قال اذا جاءك المؤمنات افاد ان هناك زيادة في الايمان وفيه نقص قال بلولا ان هناك موضع مزيد ما كان لامره بالايمان معنى ثم قال الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين وقالوا من الناس من يقول امنا بالله من يقول امنا فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. اذا هو قال امنا ومع ذلك ومع ذلك قد يفتن نسأل الله العافية والسلامة ويكون ايمانه ليس عالحقيقة وقوله وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ابلست تراه تبارك وتعالى قد امتحنه بتصديق القول بالفعل ولم يرضى منهم بالاقرار اي انهم هم امنوا اقرارا لكن هذا الاقراء يحتاج اي شيء يحتاج الى تصديق بالعمل تحذير تصديق بالعمل. فالله يقول احاسب الناس يقول امنا ولو كان الايمان باللسان يكفي لما امتحنهم الله فلو لو كان يكفي لما قال الله عز وجل فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. احسب الناس ان يتركوا وان يقولوا امنا لو كان هذا المطلوب وهذا المكلف به العبد لحصله المطلوب بمجرد قولهم اننا امنا وشهدنا وصدقنا واقررنا فلما اخبر الله عز وجل في قوله احسب الناس ان يؤتي وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. وعلامة صدقهم وامتثالهم لامر الله عز وجل واجتنابهم لما نهى الله عنه. ومن ذلك قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا وقال امنا وثبت الايمان على دعواكم فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. اذا لابد مع دعوى الايمان ان يكون هناك ما يصدقها من الاعمال و الثبات عليه ابلست يقول هنا افلست تراه تبارك وتعالى قد امتحنه بتصديق القول الفعل ولم يرظى منهم بالاقرار دون العمل حتى جعل احدهما من الاخر. فاي شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومنهاج السلف بعده. ومنهاج السلف بعده الذين هم موضع القدوة والامامة. فالامر الذي عليه السنة فالامر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اختصصنا في كتابنا هذا ان الايمان بالنية والقول والعمل جميعا وهذا هو الذي عليها بالسنة جميعا ان الايمان مركب من ثلاثة من ثلاثة من ثلاثة اركان من عمل القلب وقوله ومن قول اللسان ومن عمل الجوارح فهو ايمان فالايمان هو قول وعمل قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح. اذا يتعلق الايمان بالقلب وهو باعماله واقواله ويتعلق باللسان وهو قوله ويتعلق بالجوارح وهي ما يعمله المسلم بجوارحه وهو يقول ان الامام النية اي ما يعود الى القلب والقول والعمل جميعا وانه درجات بعضها فوق بعض الا الا بعضها فوق بعض الا ان اول الا ان اولها واعلاها الشهادة باللسان كما قال الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جعله فيه بضعة جعل جعلها فيه بضعة وسبعين جزءا فنطق بها القائل واقر بما جاء من عند الله لزمه اسم الايمان بالدخول فيه بالاستكمال عند الله ولا على تزكية النفوس وكلما ازداد لله طاعة وتقوى ازداد به ايمانا هذا هو الفصل الاول ليتعلق مسألة حقيقة الايمان وان الاعمال داخلة في مسمى الايمان. يأتي معنا باذن الله باب الاستثناء في الايمان وما يتعلق به والله تعالى اعلم واحكم صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد