الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى وله من طرق عن سفيان الثوري قال كتب رجل الى عمر بن عبدالعزيز سأله عن القدر فكتب اما بعد اوصيك بتقوى الله والاقتصاد في امره واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وترك ما احدث المحدثون بعدما جرت به سنته وكفوا مؤنته فعليك بلزوم السنة فانها لك باذن الله عصمة ثم اعلم انه لم يبتدع الناس بدعة الا قد مضى ما هو دليل عليها او عبرة فيها الا قد مضى قبلها احسن الله اليكم. ثم اعلم انه لم يبتدع الناس بدعة الا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها او عبرة فيها فان السنة انما سنها من قد علم. اما في خلاف من ان السنة انما فان السنة انما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ فان السنة انما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ. نعم. احسن الله اليكم. فان السنة ما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق. فارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم فانهم على علم وقعوا. على علم احسن الله اليكم. فانهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا. ولهم عن كشف الامور لهم ولهم ولهم عن كشف الامور كانوا اقوى ولهم على كشف الامور كانوا اقوى وبفضل ما كانوا فيه اولى. فان كان الهدى ما انتم عليه لقد قم اليه. لقد سبقتموهم احسن الله اليكم فان كان الهدى ما انتم عليه لقد سبقتموهم اليه. ولان قلتم انما حدث بعدهم ما احدثه الا من اتبع سبيلهم ورغب بنفسه عنهم فانهم هم السابقون. فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر. وقد قصر قوم من دونهم فجفوا وطمح وقد قصر قوما دونهم احسن الله اليكم. وقد قصر قوم دونهم فجفوا وطمح عليهم اقوام وطمح عنهم اسأل الله ان يكمل وطمح عنهم اقوام فغلوا وانهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم. كتبت تسأل عن الاقرار القدر فعلى الخبير باذن الله وقعت. ما اعلم ما احدث الناس من محدثة ولا ابتدعوا من بدعة هي ابين اثرا ولا اثبت امرا من الاقرار بالقدر. لقد كان ذكره في الجاهلية الجهلاء لا يتكلمون به الا زاهدة يتكلمون هم احسن الله اليكم. لقد كان ذكره في الجاهلية الجهلاء يتكلمون به في كلامهم وفي شعرهم. يعزون به انفسهم على اما فاتهم ثم لم يزده الاسلام بعد الا شدة. ولقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين وقد سمعه منه المسلمون فتكلموا به في حياته وبعد وفاته يقينا وتسليما لربهم وتظعيفا لانفسهم ان يكون شيء لم يحط به علمه يحيط احسن الله اليك. ان يكون شيء لم يحيط به علمه ولم يحصه كتابه. ولم يمض فيه قدره. وانه مع ذلك لفي محكم من كتابه منه مقتبسوه ومنه تعلموه. ولئن قلتم لما انزل الله اية كذا ولما قال كذا؟ لقد قرأوا منه ما قرأتم وعلموا من تأويله ما جهلتم. وقالوا بعد ذلك كله بكتاب وقدر. وكتبت الشقاوة وما وما يقدر يكن وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا نملك لانفسنا ضرا ولا نفعا ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا والاحاديث في هذا الباب كثيرة جدا. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر العظيم النافع لامير المؤمنين عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى حيث كتب له رجل يسأله عن القدر. ومعلوم ان باب القدر من الابواب التي خاضت فيه طوائف بالباطل والضلال فقالوا بنفي القدر وحرفوا الايات وتأولوها على غير معانيها وتعسفوا في تأويلها وصرفها عن دلالتها وتكلموا في هذا الباب تكلفات مشينة بها اضر بعقائدهم وعقائد الناس في هذا الباب العظيم باب الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى وان كل شيء بقدر. وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فكتب رجل الى عمر ابن عبد العزيز رحمه الله يسأله عن هذه اسأله القدر فكتب رحمه الله جوابا على هذه على هذا السؤال هذه الفتوى العظيمة والاجابة المسددة والنصيحة البليغة بدأ جوابه رحمه الله تعالى باربع وصايا عظيمة جدا اوصى بها هذا السائل قال اوصيك بتقوى الله والاقتصاد في امره واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما احدث المحدثون بعده مما جرت به سنته وكفوا مؤنته. هذه اربع وصايا عظيمة جدا نافعة للمسلم صدر بها رحمه الله تعالى جوابه. الاولى الوصية بتقوى الله جل وعلا وهي وصية الله للاولين والاخرين من خلقه. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته. ووصية السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم فيما بينهم. وتقوى الله عمل بطاعة الله. على نور من الله جاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله والوصية الثانية الاقتصاد في امره والمراد بامره اي دينه وشرعه الذي شرعه سبحانه وتعالى لعباده وقد مر معنا قول الله عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن امره. وقول الله جل وعلا وما كان لمؤمن مؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا فامر الله اي شرعه ودينه الذي شرعه لعباده فاوصاه رظي الله عنه بان يكون مقتصدا وفي امره والاقتصاد هو التوسط والاعتدال بين الغلو والجفاء. والافراط والتفريط وما من امر من امور الدين الا والناس فيه ثلاثة اقسام غلاة وجفاة ومقتصدون. والمقتصد هو الذي في الوسط بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط. وخيار الامور اوساطها. لا تفريطها ولا افراطها. وكذلك وجعلناكم امة وسطاء فامره بذلك او اوصاه بذلك قد قال ابن مسعود رضي الله عنه اقتصاد في سنة من اجتهاد في بدعة الوصية الثالثة اتباع السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام بان يلزم غرز النبي عليه الصلاة والسلام ويهتدي بهديه ويقتفي اثره وان يكون متبعا هداه. عليه الصلاة والسلام. والوصية الرابعة الحذر من بدع التي احدثها الناس. التي احدثها الناس واخترعوها وهذه الوصايا التي اوصى بها عمر ابن عبد العزيز رحمه الله في صدر هذا الجواب جاءت مجتمعة في حديث العرباظ ابن سارية لما طلب الصحابة منه ان يوصيهم قالوا كانها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم تأتي الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ثم قال عمر رضي الله عنه فعليك اي ايها السائل بلزوم السنة فانها لك باذن الله عصمة وهذا توجيه عظيم مسدد على المرء في كل مسألة من المسائل او امر من الامور ان يجاهد نفسه فيه على لزوم السنة. بان يكون مستمسكا بها معولا عليها. محكما لها فعليك بلزوم السنة فانها لك باذن الله عصمة عصمة اي من الزلل والخطأ في دين الله سبحانه وتعالى. والسنة عصمة ولهذا قال سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله هذا هذا النوع من الاعتصام هو الذي تكون به السلامة. سلامة المرء ونجاته باذن من الزلل والخطأ والانحراف اوصاه بلزوم السنة وحذره من البدعة مبينا خطر البدعة على الناس قال ثم اعلم انه لم يبتدع الناس بدعة الا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها او عبرة فيها ليس هناك بدعة احدثت واخترعت في الناس الا قد مضى قبلها اي في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ما هو دليل عليها. دليل عليها انها بدعة ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان. او عبرة فيها عبرة تجلي امرها وتوضح فسادها وهذا فيه ان السنة جاء فيها كشف البدع اجمالا وتفصيلا وبيان فساد البدع والضلالات فالنبي عليه الصلاة والسلام بين الحق بيانا واضحا وحذر من ضده تحذيرا واضحا فما من بدعة نشأت ايا كانت ايا كان نوعها الا وفي السنة دليل على بطلانها وفسادها ولهذا تجد على أنواع البدع وكثرتها في ردود اهل العلم عليها. وبيانهم لفسادها يبينون فسادها من خلال القرآن والسنة وهدي الصحابة مع كثرة البدع مع كثرة البدع وتشعبها اذا قرأت ردود اهل العلم من اهل السنة حال تلك البدع تجد معولهم في ردها على الكتاب والسنة لان الامر كما قال ابن عمر ابن عبد العزيز لم يبتدع الناس بدعة الا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها او عبرة فيها فان السنة فان السنة انما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق مك الذي سن السنة علم ما في خلافها من الانحراف والضلال والباطل والزيغ ولهذا لم يسن شيء من هذه الضلالات في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لانها كلها كما وصف المصنف كما وصف عمر بن عبد العزيز فيها خطأ وزلل وحمق تعمق وتكلف التعمق هو التكلف. فهذا شأن البدع هذا شأن البدع كلها فارضى لنفسك ما رضي به القوم اي الصحابة لانفسهم ارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم. الصحابة رضي الله عنهم رضوا لانفسهم الاتباع. يقول ابن مسعود كنا اتبعوا ولا نبتدع ونقتدي ولا نبتدي ولن نضل ما تمسكنا بالاثر. فهذا نهجهم على ما وصف ابن مسعود رضي الله عنه وهذه طريقتهم اقتداء واتباع لا ابتداع وابتداء بل لزوم للطريق وتمسك بالاثر عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فانهم اي القوم اي الصحابة على علم وقفور وببصر نافذ كفوا الصحابة لم يخوضوا في ما خاض فيه من بعدهم من التكلفات والاراء والمنطقيات والفلسفات اذ ذلك لم يخوضوا في شيء من ذلك عن علم وعن قدرة عندهم عقول اصح وافهام ارجح وذكاء اقوى لكن لم يخوضوه وترك الخوظ لم يكن عن عجز وانما كان عن علم علم بان الخوض في هذه الاشياء لا خير فيه. بل هو مظرة على آآ الانسان في عقيدته ودينه وعبادته وتقربه الى الله سبحانه وتعالى. فانهم على علم وقفوا على علم على بصيرة وقفوا اي عن الخوظ فيما خاض فيه من بعدهم. وببصر نافذ كفوا. اي ببصيرة وفهم وحسن دراية كفوا عن يخوضوا فيما خاض فيه من بعدهم ولهم على كشف الامور كانوا اقوى يعني كشف الامور وتجليتها اقوى واقدر ممن جاء بعدهم وبفضل ما كانوا فيه اولى هم اولى بما اتاهم الله من فضل العلم والنبل والفهم والدراية فان كان الهدى ما انتم عليه يعني اهل يا اهل التكلف والتعمر ان كان الهدى ما انتم عليه لقد سبقتموهم اليه وهل يقال هذا ان من بعد الصحابة سبقوا الصحابة الى امر من امور الخير قد قال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هل يقال ان من جاء بعد الصحابة قد سبق الصحابة الى خير لم يصل اليه الصحابة ولا عرفوا فهذه الاشياء التي وقع فيها هؤلاء ليست خيرا سبق فيه هؤلاء الصحابة وانما هي شر وقا الله الصحابة منه وعافاهم منه وسلمهم منه فيقول عمر رضي الله عنه فان كان الهدى ما انتم عليه لقد سبقتموهم اليه. سبقتموهم اي سبقتم الصحابة الى خير ما عرفها الصحابة ولا بلغوه ولا وصلوا اليه ولا يقول هذا قائل يعرف مكانة الصحابة وفظلهم وسابقتهم رظي الله عنهم وارظاهم ولئن قلتم انما حدث بعدهم وهذا هو الواقع ولئن قلتم انما حدث بعدهم ما احدثه الا من اتبع غير ورغب ورغب بنفسي عنهم وهذا واقع البدع هذا واقع البدع وحقيقتها انها احدثت بعد الصحابة ومن احدثها اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم قد قال الله سبحانه وتعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى. قال صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني فانهم هم السباقون اي الى كل خير وفضيلة فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي. تكلموا فيه اي في القدر الذي يسأل عنه السائل ما يكفي اي بما فيه الكفاية اية تكلموا فيه كلاما وافيا كافيا شافيا ووصفوا منه ما يشفي وصفوا من امر القدر في حدود النصوص والادلة ما يشفي اي الصدور وبما سمى ابن القيم كتابه الحافل الواسع في باب القدر شفاء الغليل. وارواء العليل ونقل فيه من كلام الصحابة مثل ما ذكر عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما يشفي ويكفي فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر ما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر ما دونهم اي الصحابة رضي الله عنهم من مقصر. اي الشيء الذي قصر الصحابة انفسهم عليه وحبسوا انفسهم عليه. فلم يتجاوزوه ليس دونه مقصد فهم حبسوا انفسهم عن اشياء من ان يتكلموا فيها ليس دونها مقسم. يقصر عنه الانسان في ان يحبس نفسه عن الكلام. فيما ترى الصحابة عنه رضي الله عنهم. وايضا في المقابل ما فوقه من محسر كشفوا وبينوا بيانا وكشفا ليس فوقه كشف ولا بيان فامور الدين شأن الصحابة فيها رضي الله عنهم وارضاهم انهم في جانب لم يتكلموا فيه قصروا عن الكلام عنه او الكلام فيه فما دونهم من مقصر فيما قصروا عن الكلام فيه. وامور من الدين كشفوا وبينوا ووضحوا ووصفوا ليس دونهم من محسر اي ليس دونهم من كشف محسر اي كشف ومقصد اي حبس فالشيء الذي حبسوا انفسهم عنه ليس دونهم يعني مقصر في حبس النفس عنا. وما كشفه الصحابة فوقه من كشف وبيان. المقصود ان ما وقف الصحابة عن الخوض فيه وكذلك ما تكلم الصحابة في هو الحق في الجانب الذي وقفوا فيه وقفوا عن الكلام فيه والجانب الذي ايضا تكلموا وبينوا. فهم في كل ذلك تكلموا عن علم ودراية ونصح وصدق رضي الله عنهم وارضاهم. وقد قصر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم اقوام فغلوا قال قبل قليل ما دونهم من مقصد. وهناك قوم قصروا دون الصحابة. فوقعوا في في الجفاء واقوام في باب الكشف والبيان طمحوا اي ارتفعوا عنهم فغنوا وقعوا في الغلو في الدين ولهذا الخروج عما كان عليه الصحابة اما الى جفاء واما الى غلو وخيار الامور اوساطها وهو النهج الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وانهم اي الصحابة بين ذلك اي الغلو والجفاء لعلى هدى مستقيم. بعد هذه المقدمة التأصيلية شرع في جواب السؤال المعين الذي عن القدر قال كتبت تسأل عن الاقرار بالقدر فعلى الخبير باذن الله وقعت. هو لا يزكي نفسه هنا ولا يمدح نفسه. لكنه بهذه الكلمة يوجد طمأنينة عند السائل وهذا من النصح ليس من الاطراء للنفس والمدح لها وانما من النصح في البيان على الخبير سقط يا يبين ان عنده علم وعنده دراية وعنده فهم بهذا الامر. ويخبر السائل بذلك حتى يحدث في نفسه طمأنينة وارتياحا لما يسمعه من جواب على هذا السؤال ما اعلم ما احدث الناس من محدثة ولا ابتدعوا من بدعة هي ابين اثرا ولا اثبت امرا من الاقرار بالقدر يقول ليس هناك في الاشياء التي احدثها الناس اه ابتدعوها ابين من ضلال بدعة القائمين بالقدر. يقول بدعتهم واضحة في ظلالها وبعدها عن الحق فالاقرار بالقدر واثباته والايمان به واضح وضوحا بينا يقول حتى انه كان ذكره في الية الجهلة كان ذكره في الجاهلية الجهلاء يتكلمون قلنا لا هذه زائدة يتكلمون به في كلامهم وفي شعرهم يعزون به انفسهم على ما فاتهم مثل قول احد شعراء الجاهلية يا عدل اين من المنية مهرب؟ ان كان ربي في السماء قضاها هذا شاعر جاهلي يعزي ويسلي زوجته بالقدر. اين من المنية مهرب ان كان ربي في السماء قضاها هذا اقرار بالقدر وتعزية وتسلية النفس به. فكان كانوا في شعرهم يعزون به انفسهم على ما فاتهم على ما فاتهم اي من الامور. ثم لم يزده الاسلام بعد الا شدة وقوة ولقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين يعني ذكره في احاديث كثيرة جدا وقد سمعه من المسلمون فتكلموا به في حياتهم وبعد في حياته وبعد وفاته يقينا تسليما لربهم اي ان الامور بقضائه وقدره وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وتضعيفا لانفسهم ان نفوسهم ضعيفة وعاجزة ولا حول لهم ولا قوة الا بالله ان يكون شيء لم يحط به علمه ولم يحصي كتابه ولم يمض فيه قدره وانه مع ذلك لفي محكم كتابه. يعني جاء في ايات كثيرة جدا في القرآن. مثل ان كل شيء خلقناه بقدر وكان امر الله قدرا مقدورا ثم جئت على قدر يا موسى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ان الله على كل شيء قدير. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين جاء في ايات كثيرة جدا من كتاب الله سبحانه وتعالى منه اي الصحابة رضي الله عنهم اقتبسوه ومنه تعلموه منه اي الايمان بالقدر منه اي من كتاب الله اقتبسوا اي الايمان بالقدر ومنه اي من كتاب الله تعلموا اي تعلموا الايمان بالقدر والاقرار بالقدر. ولان قلتم لما انزل الله اية كذا ولم قال كذا لما انزل الله اية كذا؟ ولم قال كذا؟ وعمر بن عبد العزيز لما اورد هذا الايراد لان من عادة اهل البدع وخاصة يكثر هذا عند القدرية الاعتراظ على الاعتراظ على النصوص الاعتراظ على النصوص ولهذا يكثر في مقابل ايات يقول لما حتى ان بعض السلف يسمي هؤلاء اللمية يعني لكثرة ما يقولون لم لم معترظين على كلام الله؟ و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فيبين ان هذا القول لما؟ هذا منهج فاسد منهج باطل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هم عباد مأمورون بالتعبد والامتثال والطواعية لله سبحانه وتعالى لا الاعتراظ على كلامه سبحانه وتعالى وشرعه ولئن قلتم لما انزل الله كذا؟ ولما قال كذا؟ لقد قرأوا اي الصحابة منه ما قرأتم من تأويلهم ما جهلتم ما واحد منهم قال لم لكن هذه لما جاءت عند هؤلاء اه اهل البدع والضلال لقصور عقولهم ونقص افهامهم وبعدهم عن الهدي وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقالوا بعد ذلك كله بكتاب وقدر. قالوا بعد ذلك كله بكتاب وقدر. اي ان الامور مكتوبة ومقدرة بكتاب وقدر اي انها مكتوبة ومقدرة. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله ان يسير وكتبت الشقاوة وما يقدر يكن اي كما قدر الله سبحانه وتعالى. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن يكون وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. اي الامور كلها لاخيه سبحانه وتعالى ولا نملك لانفسنا ضرا ولا نفعا فان الضار النافع المعطي المانع القابض الباسط المعز المذل المحيي المميت المدبر للامر هو رب العالمين سبحانه والخلق طوع تدبيره. وتسخيره سبحانه وتعالى. قال عليه الصلاة والسلام كل شيء بقدر حتى العجز والكيس كل شيء بقدر حتى العجز والكيس الامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى. ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا ثم يعني بعد هذا الايمان والتسليم رغبوا ورهبوا وهذا مضي هم في الدين كله عبادة وطاعة حسن تقرب لله سبحانه وتعالى بين الرغبة والرهبة. راغبين فيما عند الله من الثواب وراهبين مما عنده من العقاب عاملين بطاعته يرجون رحمته ويخافون عذابه قال والاحاديث في هذا الباب كثيرة في باب القول على الله بلا علم فتوى بالدين بلا علم الاحاديث في هذا الباب كثيرة. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك اتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا