بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما اخيرا اللهم علمنا وانفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل ونقص عليك شيئا من سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونذكر طرفا من اخباره واحواله ليعلم الناظر فيه حقيقة امره فلا يروج عليه تشنيع من استحوذ عليه الشيطان واغراه وبالغ في كفره واستهواءه واستهواه فنقول قد عرف واشتهر واستفاض من تقارير الشيخ ومراسلاته ومصنفاته المسموعة والمقروءة عليه. مئتين وخمسين وما ثبت بخطه وعرف واشتهر من امره ودعوته وما عليه الفضلاء والنولاء من اصحابه وتلامذته انه على ما كان عليه السلف الصالح هو ائمة وائمة الدين واهل الفقه والفتوى في باب معرفة الله واثبات صفات كماله ونعوت جلاله التي نطق وبها الكتاب العزيز وصحت بها الاخبار النبوية. وتلقاها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول والتسليم يثبتونها يثبتونها ويؤمنون بها ويمرونها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وقد درج على هذا من بعدهم من التابعين وتابعيهم من اهل العلم والايمان. وسلف الامة وائمتها كسعيد ابن المسيب وعروة ابن الزبير. والقاسم ابن محمد وسام ابن عبد الله وطلحة بن عبيد الله وسليمان ابن يسار وامثالهم ومن الطبقة الاولى وكمجاهد بن الجبر وعطاء بن ابي رباح والحسن البصري وابن سيرين. وعامر الشعبي وجنادة ابن ابي امية وحسان ابن عطية. وامثالهم ومن الطبقة الثانية علي ابن الحسين وعمر ابن عبد العزيز ومحمد ابن مسلم الزهري ومالك ابن انس وابن ابي ذئب وابن الماجشون وكحماد بن سلمة وحماد بن زيد والفضيل بن عياض وعبدالله بن مبارك وابي حنيفة النعمان بن ثابت ومحمد بن ادريس واسحاق بن ابراهيم واحمد بن حنبل ومحمد بن اسماعيل البخاري ومسلم ابن الحجاج القشيري واخوانهم وامثالهم ونظرائهم من اهل الفقه والاثر في كل مصر وعصره واما توحيد العبادة والالهية فلا خلاف بين اهل الاسلام فيما قاله الشيخ ثبت عنه من المعتقد الذي دعا اليه يوضح ذلك ان اصل الاسلام وقاعدته شهادة ان لا اله الا الله وهي اصل الايمان بالله وحده وهي افضل شعب الايمان وهذا الاصل لا بد فيه من العلم والعمل والاقرار باجماع المسلمين. ومدلوله وجوب عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه كائنا من كان وهذا هو الحكمة التي خلق خلقت لها الانس والجن وارسلت لها الرسل وانزلت بها الكتب وهي تتضمن كمال الذل والحب وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم وهذا هو دين الاسلام الذي لا لا يقبل الله دينا غيره لا من الاولين ولا من الاخرين فان جميع الانبياء على دين الاسلام وهو يتضمن استسلام لله وحده. فمن استسلم له ولغيره شاء كان مشركا ومن لم يستسلم له كان متكبرا من عبادته عن عبادته قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى عن الخير. واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه سيهديني وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون وقال تعالى عنه قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين وقال فانهم عدو لي الا رب العالمين وقال قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء من منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء. ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وذكر عن رسله نوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم انهم قالوا لقومهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقال عن اهل الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا ربنا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها لقد قلنا اذا شطط هؤلاء قوما اتخذوا ومن دونه الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلموا ممن افترى على الله كذبا. وقال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به في موضعين من كتابه وقال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. قال رحمه الله والشرك المراد بهذه الايات ونحوها قل فيه شرك عباد القبور وعباد الانبياء والملائكة والصالحين فان هذا هو شرك جاهلية العرب الذي الذين بعث فيهم الذين بعث فيهم عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يدعونها ويلتجئون اليها ويسألونها على وجه التوسل بجاهها وشفاعتها لتقربهم الى الله كما حكى الله ذلك عنهم في مواضع من كتابه كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقال تعالى فلولا نصرهم الذين نصرهم فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة بل ظلوا عنهم وذلك افك وما كانوا يفتون وما كانوا يفترون قال رحمه الله ومعلوم ان المشركين لم لم يزعموا ان الانبياء والاولياء والصالحين والملائكة شاركوا الله في خلق السماوات والارض واستقلوا بشيء من التدبير والتأثير والايجاد ولو في خلق ذرة من الذرات. قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بظر هل هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون فهم معترفون بهذا مقرون به. لا ينازعون فيه. ولذلك حسن موقع الاستفهام وقامت الحجة بما اقروا به من هذه الجمل وبطلت عبادة من لا يكشف الظر ولا يمسك الرحمة ولا يخفى ما في التنكيل من العموم والشمول المتناول لاقل شيء وادناه من ضر او رحمة وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون الى قوله فانى تسحرون وقال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ذكر فيه السلف كابن عباس وغيره ايمانهم هنا بما اقروا به من ربوبيته وملكه وفسر شركهم بعبادة غيره قال رحمه الله قد بين القرآن في غير موضع ان من المشركين من اشرك بالملائكة ومنهم من اشرك بالانبياء والصالحين ومنهم من اشرك بالكواكب ومنهم من اشرك بالاصنام وقد رد عليهم جميعهم وكفر كل اصنافهم كما قال تعالى ولا يأمركم ان ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ وقال تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وقال لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله وللملائكة المقربون. ونحو ذلك في القرآن الكثير وبه يعلم المؤمن ان عبادة الانبياء والصالحين كعبادة الكواكب والاصنام من حيث الشرك والكفر بعبادة غير الله قال رحمه الله وهذه العبادات التي صرفها المشركون لالهتهم هي افعال العبد الصادرة منه كالحب والخضوع والانابة والتوكل والدعاء والاستغاثة والخوف والرجاء والنسك والتقوى والطواف ببيته رغبة ورجاء وتعلق القلوب القلوب امال بفيضه وتعلق القلوب والامال بفيضه ومده واحسانه وكرمه. فهذه الانواع اشرف انواع العبادة واجلها. بل هي لب سائل الاعمال الاسلامية وخلاصتها وكل عمل يخلو منها فهو خداج. مردود على صاحبه وانما اشرك وكفر من كفر من المشركين بقصد غير الله بهذا وتأهيله لذلك قال تعالى افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون؟ وقال تعالى ام لهم الهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر انفسهم لا يستطيعون نصر انفسهم ولا هم منا يصحبون وقال تعالى والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون. وحكى عن اهل النار انهم يقولون لالهتهم التي عبدوها مع الله اي ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين ومعلوم انهم ما سووهم به في الخلق والتدبير والتأثير وانما كانت التسوية في الحب والخضوع والتعظيم والدعاء ونحو ذلك من العبادات. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد في هذا الفصل يرد الشيخ عبداللطيف رحمه الله تعالى على دعوى يدعيها اهل الباطل في وصف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انه اتى بدين لا يعرف واتى باقوال لا يوافق عليها ممن سبقه من العلماء فمن نظر في سيرة شيخ الاسلام رحمه الله تعالى نظر نظر منصف علم ان الشيخ رحمه الله تعالى لم يخرج عن اقوال اهل العلم لا في كبير ولا في صغير هو الذي رحمه الله تعالى تحدى خصومه ان يأتوا بقول يخالف سواء في الفقه او في العقيدة. اما في الفقه اتحدى من يأتوا له بقول يخالف ما عليه الائمة الاربعة. اي انه في اقواله رحمه الله تعالى كان لا يخرج عن اقوال الائمة وكل قول يقوله فهو موافق لامام من ائمة المسلمين خاصة الائمة الاربعة والا هو في اصله على مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى لكنه على ايضا طريقة المجتهدين اذا رأى الدليل اوفق واقرب الى الحق مع غير الامام احمد ذهب الى قول الاخر. وهذا هو ما يلزم المسلم ان يقدم النصوص على قول الرجال وان قول الائمة اذا خالف الكتاب والسنة فالمعتبر هو قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم اما في معتقده رحمه الله تعالى فلم يخرج عن عقيدة السلف رحمهم الله تعالى اجمعين ونتحدى خصوم الشيخ وكل من اراد ان يلمز الشيخ او يعيبه في قول سواء في باب الايمان او في باب التكفير ان يأتي بقول لشيخ الاسلام يخالف ما عليه الائمة رحمهم الله تعالى من لدن الصحابة رضي الله تعالى عنهم الى يومنا هذا وعقيدة الشيخ موافقة عقيدة اهل السنة لا فيما يتعلق بالاعتقاد ولا فيما يتعلق ايضا بمسائل الفروع والفقه. وهذا الذي اراده الشيخ عبد اللطيف فذكر هذا الفقال ونقص عليك شيئا من سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونذكر طرفا من اخباره واحواله ليعلم الناظر فيه حقيقة امره فلا يروج عليه تشنيع من استحوذ عليه الشيطان وذلك هم اصحاب الهوى الذين اغراهم الشيطان وخدعهم وبالغ في كفره واستهواه يقول فنقول قد عرف واشتهر قد عرف واشتهر واستفاض من تقارير الشيخ ومراسلاته ومراسلاته ومصنفاته مراسلاته ومصنفاته المسموعة المقروءة عليه وما ثبت بخطه وعرف واشتهر من امره ودعوته وما عليه الفضلاء والنبلاء من اصحاب وتلامذته انه على ما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله وائمة الدين. واهل الفقه انه كان على ما عليه السلف الصالح وائمة الدين واهل الفقه والفتوى في باب معرفة الله واثبات صفات كمالي ونعوت جلاله التي نطق بها الكتاب العزيز وصحت به الاخبار النبوية. ومراده هنا فيما يتعلق بباب الاسماء والصفات ان الشيخ في هذا الباب على وفق ما عليه الائمة فهو يثبت ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ومن غير تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يقول ما قاله الله وقال وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم ويثبت ما دل عليه اللفظ من المعاني اللائقة بربنا سبحانه وتعالى قال وقد درج على هذا من بعدهم من التابعين وتابعيهم من اهل العلم والايمان اي ان هذا المعتقد الذي اعتقده شيخ الاسلام ابن الوهاب هو ما فقد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي اعتقد ايضا تابعوهم من اهل العلم والايمان وسلف الامة وائمتها كسعيد مسيب رحمه الله تعالى وابن الزبير والقاسم ابن محمد وساء ابن عبد الله وهؤلاء هم من من الفقهاء السبعة من فقهاء المدينة الذي كان القول لا يخرج عن عن اقوالهم وطلحة بن عبيد الله بن كريز من فقهاء اهل العلم ايضا من فقهاء المدينة رحمه الله تعالى فهو طلحة بيت الله بن كريز الخزاعي الكوفي ويقال المصلب المطرف آآ من ائمة اهل العلم وسليمان ابن يسار ايضا الفقهاء السبعة رحمهم الله تعالى اجمعين. قالوا من الطبقة الاولى كمجاهد بن جبر ايضا وعطاء بن ابي رباح والحسن البصري وابن سيرين وعامر الشعبي وجنان ابن ابي امية وحسان بن عطية وامثالهم ثم قوم الطبقة الثانية ايضا علي ابن الحسين زين العابدين بدين وعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ومالك بن انس امام دار الهجرة وابن ابي ذئب المدني وابن الماجي شون وحماد بن سلمة وحماد بن زيد الحمادان والفضيل بن عياض وعبدالله بن المبارك وابن وكذلك قال وكذلك ايضا ابو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله تعالى فانه في جملته على اهل السنة والجماعة ايضا ومحمد ابن ادريس الشافعي واسحاق ابن ابراهيم الدراهوية واحمد بن حنبل ومحمد اسماعيل البخاري ومسلم الحجاج القشيري قال امثالهم ونظرائهم من اهل الفقه والاثر في كل مصر وعصر. وصدق رحمه الله تعالى فان الشيخ رحمه الله لم يخرج عن اقوال اهل العلم في باب الاسماء والصفات وانما كان على ما عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه التابعون واتباعهم الى يومنا هذا على المعتقد الذي يوافق الكتاب والسنة ولم يخرج على عليهم بقول شاذ او بقول منكر رحمه الله. هذا ما يتعلق بتوحيد الاسماء قال واما توحيد العبادة والالهية فلا خلاف بين اهل الاسلام فيما قاله الشيخ. وثبت عنه من المعتقد الذي دعا اليه بل هي دعوة رسل جميعا من لدن نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت والنبي صلى الله عليه وسلم كان كان يطوف على قومه وعلى عشائر العرب ويقول من يبلغني حتما من يحملني حتى ابلغ كلمة حتى ابلغ كلام الله لا اله الا الله. وكان يقول لقومه صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله اه تفلحوا ولا اله الا الله الذي دعا اليها محمد صلى الله عليه وسلم هي ان لا يعبد الا الله وحده سبحانه وتعالى ولا خلاف بين اهل الاسلام ان توحيد الالهية هو ان نثبت العبادة لله وحده ولا نشرك معه غيره. خلافا لاهل الكلام الذين فسروا لا اله الا الله بان الغني عما سواه الفقير اليه ما عداه ويعبرون عنه بقولهم القادر على الاختراع الخالق الرازق. وهذا القول وان من لوازم التوحيد لكنه ليس معنى لا اله الا الله. فان معنى لا اله الا الله انه المعبود بحق سبحانه وتعالى. اما كونه الخالق المدبر المحيي المميت فهذا امر فطري استقر في الفطر واقر به كفار قريش واقر به اكثر الخلق ان الخالق الرازق المدبر هو الله سبحانه وتعالى بل كفار قريش كما قال الله عز وجل عنهم ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن ليقولن الله فكانوا يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر. وانما الخلاف الذي وقع بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين قريش وبين قومه. هو في توحيد الهية وهو اثبات عبادة لله وحده وعلى هذا يقول الشيخ اللطيف رحمه الله تعالى واما توحيد العبادة والالهية فلا خلاف بين اهل الاسلام فيما قاله الشيخ وثبت عنه من المعتقد الذي دعا اليه اي ان معتقده ومعتقد اهل الاسلام جميعا وما دعا اليه دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فمحمد صلى الله عليه وسلم كان يدعو الناس الى ان يعبدوا الله وحده وقد امر الله عز وجل بذا في قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا بل هي دعوة جميع الرسل الانبياء. فنوح دعا قومه ان يعبدوا الله وحده. وابراهيم عليه السلام دعا قوما يعبدوا الله وحده قال وهذا الاصل لا بد فيه من العلم والعمل والاقرار باجماع المسلمين ومدلوله وجوبه يقول هذا الاصل لابد فيه من العلم والعمل اي ان تعلم بانه لا اله الا هو وتعمل بذلك فلا تعبد الا الله عز وجل. وتقر بذلك ايضا ان العباد لا لا يستحقها الا الله سبحانه وتعالى. فقال ومدلولها وباجماع المسلمين وجوب عبادة الله وحده لا شريك له. والبراءة من عبادة ما سواه. كائنا من كان هذا هو وهذا هو الحكمة التي خلقت لها الانس والجن في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالله لم يخلق الجن والانس استكثر من قلة او ليتقوى بهم من ضعف او ليستغني بهم من فقر سبحانه وتعالى وانما خلق الخلق جميعا لعبادته وحده كما قالت تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. واللام هنا هي لام غائية كلام عن معنى ان الغاية من خلقهم هي لام تعليلة لعلة غائية وهي ان الغاية من خلق هي عبادة الله عز وجل فمنهم من تجابوا عبد الله عز وجل ومنهم من عبد الشيطان وصد عن طاعة الله عز وجل. ثم قال رحمه الله تعالى قال وهذا هو الحكمة التي خلقت لها الانس والجن وارسلت لها الرسل وانزلت بها الكتب. وهي تتضمن كمال الذل والحب وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم وهذا ودين الاسلام الذي لا الذي لا يقبل الله دينا غيره. لا من الاولين ولا من قرين لا من الاولين ولا من الاخرين فهذه هي دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما دعا اليه شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فانه خرج في قوم كانوا يعبدون شيئا من الاشجار وشيئا من الاحجار. فكان منهم من يعبد شجرة ويقال لها فحل الفحول حتى اذا تأخر الحمل بالمرأة اتت هذا الفحل وضمته بيديها وذراعيها وقالت يا فحل الفحول اريد ولدا قبل الحول كانوا يدعون ويعبدون من دون الله عز وجل ولا شك ان هذا القول من هؤلاء الجهلة هو ما عليه كفار قريش فان قريش كانت تدعو اللات والعزى وتدعو شيئا من الاصنام والاوثان ولا تعتقدوا في هذه الاصنام انها انها خالقة او رازق بذاتها وانما وانما اتخذوها من باب انها انها وسائل وشفعاء ووسائط لهم عند الله عز وجل وهؤلاء الذين كانوا ايضا في زمن شيخ الاسلام عبد الوهاب كانوا يفعلون مثل هذا الفعل فهذا يفعله كثير من الناس يأتي الى هذا الفحل وهو ذكر النخل ويقول يا فحل الفحول ان انا متزوجة قالوا لي ان كان غير متزوج قال اريد زوجة وان كانت غير متزوجة قال تريد زوجا وان لم يكن لها وقال تريد ولدا وهكذا ويدعون هذا من دون الله عز وجل طالبين منه الزوج والولد والرزق الذي الذي لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى. بل كان منهم من يدعو غارا في غارا كانت دخلت اوت اليهم فتاة ارادها السراق فاوت الى تلك اوت الى ذلك الغار فحفظها الله عز وجل فعظموها وعبدوها من دون الله عز وجل. وكان هناك قبر ايضا يطاف به ويدعى من دون الله عز وجل. هذا في بلاد في بلاد وجد هذا اما في بقية بلاد المسلمين فقد انتشر الشرك ورفعت رايته وعمت وطمت بلاويه فكان هناك من يعبد عبد قاد الجلال وهناك من يعبد العيدروس وهناك من يعبد الدسوقي وهناك من يعبد البدوي واصبحت آآ ارض الاسلام تعج بالشرك وعباد غير الله عز وجل ويرون ان مثل هذه الافعال انما هي وسائل وشفعاء يعبدون يدعونهم ويرجونهم من باب ان لهم جاه ومنزلة وهي نفس الحجة التي التي احتج بها كفار قريش عندما قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فهذا هو ما دعا اليه شيخ الاسلام ان تنبذ هذه الاوثان وان تنبذ هذه الاصنام وان لا يعبد ولا يدعى ولا يرجى الا الله سبحانه وتعالى. وكفر من عبد غير الله عز وجل ووصف الذي عبد غير الله انه مشرك بالله سبحانه وتعالى. يقول الشيخ فان جميع الانبياء على دين الاسلام. وهو يتضمن الاستسلام لله بوحدة الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. فقال فمن استسلم له ولغيره فهو مشرك ومن لم يستسلم لله ولا لغيره كان متكبرا كافرا. فكلاهما هذا مشرك الذي عبد الله وغيره. والذي لم يعبد ربه ولم ولم يعبدوا الله عز وجل فهذا متكبر كافر. كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وكما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا فانا فاعبدون وكما قال تعالى عن ابراهيم. واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وهذا هو معنى لا اله الا الله الا يعبد الا الله. فقولك لا اله وابطال لكل الهة تعبد سوى الله عز وجل. والا اثبات الالهية والعبادة لله وحده. واذا يقال لا اله اي لا معبود وخبر لا هنا محذوف تقديره بحق الا الله سبحانه وتعالى وكما قال تعالى ايضا قل افرأيتم ما ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. يقول ذلك من ابراهيم عليه السلام امام الحنفاء عليه الصلاة والسلام. وقد قال الله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ولا شك ان قواعد ملة ابراهيم عليه السلام هو ان نعبد الله وحده وان نوالي اولياء الله عز وجل وان نعادي نتبرأ من اعداء الله عز وجل. واما دعوة من يقول ان ان ان الذي يلزمنا هو فقط طاعة الله وعبادته دون ان نتعرض لغيره ممن يعبد طيرة فهذا قول باطل ولا يستقيم دون ولا يستقيم دين عبد ولا اسلامه حتى يحقق الكفر بالطاغوت حتى يحقق الكفر الطاغوت يعتقد ان كل من عبد غير الله عز وجل فهو مشرك كافر خالد مخلد في نار جهنم. واما ما يقوله الجهلة ان لكل اه قوم الهة يعبدونها ولكل قوم دين هم عليه محقون او ان دينهم صحيح كما يسمى بدعوى البيت الابراهيمي او او جمع الناس على دين واحد وان اليهود على حق والنصارى على حق وان اهل الاسلام على حق. فمن اعتقد ان اليهود بعد بعث محمد وسلم او ان النصارى بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم انهم على دين الحق فهو كافر بالله عز وجل. لان الدين عند الله الاسلام من صحح حدينا غير الاسلام بعد بعثة محمد فقد كذب القرآن وكذب بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم. اذا لابد للمسلم ان يحقق الاسلام وهو ان ينقاد لله بتوحيده وان يتبرأ من المشركين ومن اهل الشرك. فيكفر الكافر ويتبرأ كما قال ابراهيم عليه السلام عندما قال بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء العداوة الظاهرة والبغضاء الباطنة حتى تؤمن بالله وحده فلابد من معاداة او لاعداء الله وبغضهم والبراءة منهم ولا يلزم ولا يعني ذلك اننا لا نعاملهم بالعدل وعدم ظلمهم لكن يبقى العدا والبغضاء باقية في قلوبنا لهم. وآآ نعاديهم حتى يؤمنوا بالله وحده الا ما استثني ممن يجوز له محبة الطبيعية كما ذكرنا سابقا. وذكر ايضا قوله تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون اي ليس هناك الهة تعبد ومن صح عبادة غير الله فقد كذب بالقرآن وكذب بدعوة الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام. ثم ذكر ايضا شيئا من من دعوة الرسل عندما ذكر قول نوح وهود وصالح وشعيب عندما قالوا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اي ان جميع الانبياء كانت دعوتهم ان يعبد الله وحده وانه ليس هناك اله غير ربنا سبحانه وتعالى وغير الله عز وجل. وكما قال تعالى عن اهل الكهف عن اهل الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم قالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها لقد قلنا اذا شططا اي من دعا غير الله عز وجل فقد قال القول الباطل وقد سلك السبيل الضال وسبيل المغضوب عليهم ضالين. وكما قال تعالى في ان الشرك لا يغفر كما قال ان الله لا يغفر ان يشرك به. فكل ذنب يغفره الله عز وجل الا ما كان من الشرك بالله عز وجل او ما كان من الكفر فان الكافر والمشرك لا يغفر له ولا يقبل منه عمل. فقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وهذا محل اجماع بين المسلمين. ان كل من كان مشركا بالله كافرا بالله عز وجل فان الجنة عليه حرام لا يدخلها ابتداء ولا يدخلها ابدا بل هو خالد مخلد في في نار جهنم من مات مشركا بالله عز وجل فانه خالد مخلد في نار جهنم. واما من قال ان اليهود تدخل الجنة وان النصر يدخل الجنة فهذا قد كذب بخبر الله عز وجل ولا قضى الله عز وجل في حكمه وفي قضائه ثم قال رحمه الله تعالى والشرك المراد به بهذه الايات ونحوها يدخل فيه شرك عبادة القبور يعني يدخل فيه شرك عباد القبور وعباد الانبياء والملائكة والصالحين والمقصود هو ان هو من صرف العبادة لغير الله فكل من صرف العباد لغير الله فهو مشرك. ولا فرق بين بان يعبد نبيا او يعبد حجرا وشجرا. فالعبرة هي بصرف العبادة عن ربنا صرف العبادة عن الله عز وجل وصرفها لغير الله عز فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث وارسل الى اقوام مختلفين في عبادتهم كان منهم من يعبد الملائكة وكان منهم من يعبد الصالحين وكان منهم من يعبد الاحجار والاشجار ومع ذلك كفرهم ربنا جميعا كفرهم ربنا جميعا فقال قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون. فوصفا بانه جميع الكفار وان عبادتهم يعبدونها هي عبادة باطلة وبعبادتهم كفروا بالله عز وجل قال فان هذا هو شرك جاهلية العرب الذين بعث فيهم عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يدعونها ويلتجئون اليه ويسألونه على وجه التوسع تل وهذا هو هذا وجه الاستدلال. انهم كانوا يدعونها ويلتجئون اليها لا انها خالقة. ولا انها رازقة ولا انها ان تتصرف في هذا الكون مع ان مشركي زماننا اشد كفرا وشركا من مشرك العرب فان كفار قريش ومشرك العرب كانوا كانوا يعتقدون في الهتهم التي يعبدونها انها وسيلة وانهم وسطاء وانهم شفعاء وان النافع الضار هو من؟ هو ربنا وتعالى اما مشركي زماننا فانهم يعتقدون ايضا في الهتنا التي يعبدون من الاولياء والصالحين ان لهم تدبير وان لهم تصريف الكون ويدبرون كما يقول ذلك الروافض في ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم انهم يخلقون ويرزقون وينفعون ويضرون من دون الله عز وجل بخلاف كفار قريش فانهم اذا ركبوا الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ان يوحدون الله في حال الشدائد ويشركون به في حال الرخاء وفي رخائهم ايضا يعتقدون في اللات والعزى ومنات وما شابه من الاوثان انها انها شافعة وانها واسطة وانها وسيلة تقربهم الى الله عز وجل لا انها خالقة ولا رازقة ولا مدبرة. فكيف من اعتقد في عبد القادر او في او في العيدروس او في البدوي او في غيرهم ممن يعبدون الله انهم يخلقون ويرزقون وينفعون ويضرون وان لهم التدبير لهذا الكون كما يعتقده الصوفية في الاقطاب وفي الاوتاد وفي غير ذا من في الغوث وغيرهم ان لهم تصرف في الكون يدبرونه كيف يشاؤون. لا شك ان كفر هؤلاء اشد تروي ذلك شيخ الاسلام عندما ذكر في قواعده الاربع ذكر عدة قواعد ومن قواعده رحمه الله تعالى ان مشرك زمان يقول اشد كفرا وشركا من مشرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم من جهتين من جهة الكم ومن جهة ومن من جهة الكيف ايضا وصدق رحمهم الله صدق رحمه الله تعالى فانه من جهة الكم مشرك زمان يشركون في الرخاء والشدة بل هم في الشدة اشد شركا وكفرا بالله عز وجل. واما مشرك العرب فكانوا يشركون في وقت الرخاء دون وقت الشدة. واما من جهة الكيف فكان الاوائل يشركون بعبد كاللاتي مثلا او بالملائكة لانهم من افضل خلق الله عز وجل او بحجر وشجر لا يعصي الله عز وجل. اما مشرك زمانه يقول يشركون بافجر الخلق وافسق الخلق ممن يتعاطى المنكرات والمحرمات ومع ذلك يرون فيه انه انه شفيع لهم وانه ينفعهم ويضرهم مع الله عز وجل فيقول هنا رحمه الله تعالى عندما ذكر ان هذا هو شرك الاولين وهو وذكر ان عباد القبور وعباد الانبياء والملائكة والصالحين قال هذا هو شرك جاهلية العرب الذين بعث فيهم عبد الله والرسول محمد صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا يدعونها ويلتجئون اليها ويسألون على وجه التوسل بجاهها وشفاعة لتقربه لتقربهم الى الله عز وجل كما حكى الله ذلك عنهم في مواضع من كتابه كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. اذا يقولون ماذا؟ هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي انهم يشفعون عند ربنا سبحانه وتعالى فهم دعوهم ورجوهم وذبحوا لهم وعبدوه من دون الله بقصد ان يشفعوا لهم عند الله عز وجل انها تخلق وترزق وتنفع وتضر من دون الله عز وجل وكما قال تعالى والذين اتقوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ما نعبد الا يقربون الى الله زلفى. وكما قال تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة. بل ضلوا عنهم وذلك وما كانوا وما كانوا يفترون. ثم وقفنا على هذا ها؟ ثم قال وقال ومعلوم ان المشركين لم يزعموا ان الانبياء والاولياء وصاه الملائكة شاركوا الله في خلق السماوات والارض تقلب شيء من التدبير والتأثير والايجاد ولو في خلق ذرة من الذرات هذا لا يعتقده لا يعتقده عامة مشركي العرب وعامة كفار قريش لا يعتقدون في الهتهم ان تخلق او ترزق او تستقل بشيء من هذه المخلوقات كما قال الله تعالى عنهم ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. اذا هم يقرون بان الله بان الخالق الرازق هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى فهم معترفون بهذا مقرون به لا ينازعون فيه ولذلك حسن موقع الاستفهام يقول ولذلك حسن موقع الاستفهام بقوله عندما قال تعالى قل رأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بظر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هلن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون كما قال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقول له قل فان تسحرون اي من صرفكم عن الحق الى الباطل من صرفكم؟ عن الحق الى الباطل؟ وكما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال رحمه الله وقد بين القرآن في غير موضع ان من المشركين من اشرك بالملائكة ومنهم من اشرك بالانبياء والصالح ومنهم من اشرك راكب ومنهم من اشرك بالاصنام وقد رد عليهم جميع وكفر كل اصنافهم كما قال تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبي اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ اذا لا فرق بين ان يعبد شجرا وبين ان يعبد حجرا وبين ان يعبد ملكا وبين ان يعبد ودوليا او يعبد نبيا فالعبرة هو صرف العبادة لغير الله لغير الله عز وجل كما قال تعالى وان المسائل لله فلا تدعوا مع الله احدا واحد هي نكرة جاءت في سياق في سياق النفي فتفيد في سياق النهي فتفيد العموم وكما قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وشيئة هي من انكر النكرات وجاءت ايضا في سياق النهي فافادت فافادت العموم اذا جاءت في سياق النهي افادت العموم فلا فرق بين ان يعبد نبيا او يعبد وليا او يعبد صالح ان يعبد ملكا فانهم فانه يكون بذلك مشركا بالله فجعل الشرك الشرك الاكبر. كما قال تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم من دون الله والمسيح ابن مريم اي انهم عبدوا الاحبار والرهبان واتخذوا المسيح ايضا ربا والها ومعنى ذلك انهم كانوا كان يحرمون ما احل الله فيحرمونه ويحلون ما احل الله ويحلوا ما ويحرمون ويحلون ما حرم الله فيحلون طاعة لاحبارهم وطاعة لرهبانهم الى ان قال وهذه العبادات التي صرفها المشركون لالهتهم هي افعال هي افعال العبد لان الشرك اما ان يكون الروبية واما ان يكون في الالوهية. فالشرك الذي يكون الربية هو ان تعتقد ان مع الله من يشاركه في تدبير في تدبيره كالخلق والرزق والاعطاء والمنع والاحياء والاماتة. من اعتقد ان احدا مع الله يفعل ذلك فقد اشرك بربية الله عز وجل واما شرك الالهية هو ان تشرك مع الله غيره في افعال العبد بمعنى ان تسجد لغير الله ان تذبح لغير الله ان تصلي لغير الله ان تدعو غير الله جل فشرك الالوهية يتعلق بافعال العبد وشرك الربوبية يتعلق بافعال الرب سبحانه وتعالى من جعل مع الله الها يشاركه في افعال الله عز وجل فهذا شرك روبية. ومن جعل معه الها يشاركه في افعال العبد في صرفها لغير الله. فذلك شرك في الالهية وذكر امثلة لذلك قال كالحب والخضوع والانابة والتوكل والدعاء. الحب هو ان يحب غير الله عز وجل كحب الله سبحانه وتعالى والحب الذي يشرك يكون شركا وان تحبه محبة ذل وخضوع على وجه التعبد له ان تحبه حب خضوع وذل على في العبادة له والخضوع ايضا ان يخضع له خضوع ذل وعبادة خضوع ذل وعبادة والانابة هو ان يكون انابته وتوبته لاجل لاجل ذلك الولي او لاجل ذلك المعبود الذي عبده مع الله عز وجل والتوكل وان يعتمد ويفوظ امره على معبوده الذي عبده بمعنى انه فيه وهو حسبه هذا من الشرك الاكبر كذلك الاستعانة اذا استعان فيه بشيء لا يقبله الا الله عز وجل كان ذلك ايضا من الشرك الاكبر كذلك الاستغاثة اذا استغاث به شيئا لا يقدر عليه الا الله او من خصائص الله كان ذاك ايضا من الشرك الاكبر والخوف منه خوف السر وهو ان يخافه في ان ينفي ان يضره بشيء لا يقدر عليه الا الله عز وجل او يكون ذلك الذي يخاف لا يستطيع ولا يملك شيئا من ذلك فخوفك منه من الشرك الاكبر قال وطوا بيته ببيتي رغبة ورجاء اي هذه من انواع العبادات ذكر الطواف وهو ان يطوف بقبر او بيطوف بشجرة او يطوف بحجر على وجه التقرب لها. فاذا طاف بهذه الاشياء على وجه التقرب لها كان مشركا كم بالله عز وجل الشرك الاكبر اما اذا طاف بشيء يراه معظما لتعظيم الله له غير الكعبة فهو ايضا من الشرك الاصغر وهو من البدع بالمنكرة الباطلة اذا كان طوافه لله عز وجل لكنه طاف في مكان لم يشرع الطواف به لان الطواف لا يشرع الا في مكان واحد في اه بيت الله على بيت الله الحرام. الى ان قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله وتعلق القلوب والامال بفيض بفيضه ومده واحسانه وكره هذه انواعه اشرف انواع العباد واجلها بل هي لب وسائل الاعمال الاسلامية وخلاصتها وكل عمل يخلو منها فهو خداج مردود على صاحبه بمعنى ان يكون عمل العبد قائم على الرجاء والخوف والمحبة فلا فالمصلي يصلي رجاء وخوفا ومحبة ومن عبد الله عز وجل وهو لا يحب الله فليست عبادته عبادة ومن عبد الله ولا يخافه اي لا يخافه اي اصل الخوف قائم في قلبه فانه لا يسمى عابد. ومن عبد الله ولا يرجوه كما يقول الزنادقة من المتصوفة عندما قال لم اعبده خوفا من ناره ولا طمعا في جنته وانما عبدته محبة له. نقول هذا القول قول باطن من قول زنادقة المتصوب انما عبدنا الله عبوديتنا له خوفا ورجاء ومحبة ولابد ان يكون في قلب العبد هذه الامور الثلاث الخوف والرجاء والمحبة متى خلا قلب العبد من الخوف او الرجاء والمحبة فليس فليس بعبد لله عز وجل قال بل هي بل هي لب سارع الاعمال اي الخوف والرجاء والمحبة وخلاصتها وكل عمل يخلو منها فهو خداج مردود على صاحبه وانما وكفر من كفر بالمشركين بقصد غير الله بهذا وتأهيله لذلك وتأهيله لذلك ايا جعله اهلا لذلك بمعنى ان دعاه ورجاه وتوكل عليه وهو ان من صرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل فهو مشرك كافر. اذا شيخ الاسلام كفر من كفر المشركين لانه صرف شيئا مما يصرف لله عز وجل ولا يصرف الا له سبحانه وتعالى فصرف لغيره فكفر من صرف ذلك الشيء لغير الله عز وجل. فمن دعا الاولياء والصالحين وقال لهم انا في حسبكم وانا في رجائكم. واخذ يدعوهم ويسأله من دون الله نقول هو مشرك كافر بالله عز وجل لكونه اشرك بالله عز وجل قال قال تعالى امن يخلق كمن لا يخلق اتلا تذكرون وقال تعالى ام لهم الهة تمنعهم من دوننا؟ لا يستطيعون نصر انفسهم لا هم منا يصحبون. وقال تعالى والذي يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون. وثم ذكر وحكى عن وحكى عن اهل النار انهم يقولون لالهتهم التي عبدوها مع الله عز وجل وذلك عندما يتبين لهم حقيقة الهتهم التي عبدوها من دون الله عز وجل وانها لا تنفعهم ولا تضرهم وانها عبادة لها كانت من عبادة الباطل والضلال فقالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين نسويكم من جهة اننا دعوناكم ورجوناكم وتوكلنا عليكم وفوضنا امورنا اليكم انزلنا الحاجات بكم فكنا في ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. قالوا معلوم انهم ما سووهم به في الخلق اي انهم ان لمسوا به شيء في الدعاء في الرجاء في التوكل واما من جهة الخلق والايجاد والرزق والاحوال ماتة فلم يقع ذلك منهم كما قال هنا ومعلوم انهم ما سووهم في الخلق والتدبير والتأثير وانما كانت التسوية في الحب والخضوع والتعظيم والدعاء ونحو ذلك من العبادات كالذبح والنذر وآآ الخضوع والذل والانكسار لتلك الاصنام. نقف على هذا والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد هذا يكتب سوالف ثاني بس مم يقول انه يقال ان من النصارى من هو موحد لله عز وجل. قد يقول قد يكون هناك من هو اه من من يعبد الله وحدة ولا يشرك به شيئا وهذا الجزء من النصارى له حالتان. الحالة الاولى ان يكون في بلد نائية لم يبلغه شيء من الاسلام. ولم يعرف شيء من لم يعرف شيئا من القرآن ولا من السنة ولم يعرف بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا يقبل منه اسلامه الذي هو على الدين الصحيح الذي عليه عيسى عليه السلام وهذا مستبعد لانه ليس هناك من لم يبلغه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ومن لم يبلغه القرآن. فالاسلام بلغ شرق الارض وغربها وشمالها وجنوبها ولم يصبح هناك من يجهل شيئا من دعوة محمد صلى الله من ليس هناك من يجهل دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا هو الحالة الاولى اذا كان على دين عيسى ولا يعبد الا الله وحده ولا يشرك بالله شيئا ولا يقول ان عيسى ابن الله وانما هو على الدين الصحيح الذي جاء به عيسى ولم يبلغه القرآن ولم تبلغه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا يقبل منه اسلام ويكون على الصحيح. اما من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان على دين عيسى عليه السلام الذي جاء به عيسى فانه كافر بالله عز وجل واستوجب الخلود الابدي في النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كامل اهل النار والله يقول قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فالرسول يقول انا رسول لكم جميعا فهو يقول هو رسول للعرب وليس لنا جن. فيجب على كل من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم هل يتبع دين محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن به ويقول على شريعته. فان الله لا يقول يوم القيامة دينا غير دين محمد صلى الله عليه وسلم. ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فان كان من حالنا هذا مستبعد فقد يرجى له. والاصل انه ان جميع من في هذا في هذا اه في هذه البسيطة وعلى هذه البسيطة ان دعوة محمد صلى الله عليه وسلم بلغته وسائل التواصل النت اه الوسائل هذه وتناقلها سريع يستطيع الانسان يبلغ هذا الدين لكل اهل الارض وهو في بيته ما يقال وصى على النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة وغيره اللي يعني الايمان هو اللي يقول ما بلغه ما بلغ اذا بلغه اذا بلغ يلزمه بس ما بلغه ما بلغه ولم ولم يخبر بدعوة محمد وسلم فهذا انا اقول يستبعد وجود هذا الصنف من الناس لكن لو قدر وكان على دين عيسى الصحيح ولم تبلغه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم فان الدين عند الله الاسلام يكون من الناجين يوم القيامة