الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا قال الشيخ رحمه الله تعالى فصل قالوا اما من يأتي الى قبر نبي او رجل صالح او من يعتقد فيه انه قبر نبي او رجل صالح وليس كذلك يسأله به فهذا على ثلاث درجات. احداه ان يسأل حاجته مثل ان يسأله ان يزيل مرضه او مرض دوابه او يقضي دينه. او ينتقم له من عدوه او نفسه واهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه الا الله تعالى. فهذا شرك صريح. يجب ان يستتاب منه صاحبه فان تاب والا قتل. وان قال انا اسأله لانه اقرب الى الله مني ليشفع لي في هذه الامور. لاني اتوسل به الى الله كما كما يتوسل الى السلطان بخواصه واعوانه. فهذا من افعال المشركين والنصارى فانهم يزعمون انهم يتخذون احبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم. ولذلك اخبر الله عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقد قال سبحانه ومن اتخذوا من دون الله شفعا الى قوله ترجعون. وقال تعالى ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا وقال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فبين الفرق بينه وبين خلقه فان من عادة الناس ان يستشفعوا الى كبير من كبرائهم بمن يكرم بمن يكرم عليه. فيسأله ذلك فيقضي حاجته اما رغبة واما رهبة واما حبا واما مودة واما غير ذلك. والله سبحانه لا يشفع عنده احد حتى يأذن هو الشافعي. فلا يفعل الا ما يشاء وشفاعة الشافع من اذنه. والامر كله له ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن ابي هريرة رضي الله عنه لا يقول احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمه ان شئت ولكن يعزم المسألة فان الله لا مكره له. فبين ان الرب لا يفعل الا ما يشاء. ولا يكرهه احد على ما يختاره. كما قد يكره الشافعي كما قد يكره الشافعي المشفوع اليه وكما يكره كما يكره السائل المسؤول اذا الح عليه بالمسألة واذاه فالرغبة يجب ان تكون اليه كما قال تعالى فاذا فرغت صب الى ربك فارغب. والرهبة يجب ان تكون منه. قال واياي فارهبون. وقال تعالى ولا تخشوا الناس واخشون. وقد امرنا ان نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء وجعل ذلك من اسباب اجابة دعائنا. وقول كثير من الضلال هذا اقرب الى الله تعالى مني وانا بعيد من الله لا يمكن ان ادعوه الا بهذه الواسطة ونحو ذلك هو من قول المشركين فان الله تعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقد روي ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه ام بعيد فنناديه. فانزل الله الاية. وفي الصحيح انهم كانوا في سفر وكانوا يرفعون اصواتهم بالدعاء والتكبير والتلبية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا. انما تدعون سميعا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب لاحدكم من عنق راحلته. وقد امر الله العباد كلهم صلاة مناجاتي فيها وامر كلا منهم ان يقول فيها اياك نعبد واياك نستعين. وقد اخبر عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله سلفا. ثم يقال لهذا المشرك انت اذا دعوت هذا فاذا كنت تظن انه اعلم بحالك او اقدر على اجابة سؤالك او ارحم بك من ربك فهذا جهل وظلال وكفر وان كنت تعلم ان الله وان كنت تعلم ان الله اعلم واقدر وارحم فلماذا عدلت عن سؤاله لا سؤال غيره؟ الا تسمع ما اخرجه البخاري وغيره عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القوام يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك علمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي عاقبة امري فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفه عني واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به وان كنت تعلم انه اقرب الى الله منك واعلى منزلة عند الله منك فهذه كلمة حق اريد بها باطل فانه اذا كان اقرب منك لو اعلى درجة منك فان معناه ان الله يثيبه ويعطيه. ليس معناه انك اذا دعوته كان الله يقضي حاجتك اعظم مما يقضيها اذا دعوتها انت فانك ان كنت مستحقا للعقاب ورد الدعاء ورد الدعاء مثلا قال فانك ان كنت مستحقا للعقاب. ورد الدعاء مثلا لما فيه من العدوان فالنبي او الصالح لا يعين على ما يكرهه الله يسعى فيما يبغضه الله وان لم تكن كذلك فالله اولى بالرحمة والقبول منه. وان قلت هذا اذا دعا الله اجاب دعاءه اعظم مما يجيب لي اذا دعوته انا هذا هو القسم الثاني وهو الا يطلب منه الفعل ولا يدعوه ولكن يطلب ان يدعو له كما يقول الحي ادعو وكما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء فهذا مشروع في الحي كما تقدم. واما الميت من الانبياء والصالحين وغيرهم فلم فلم يشرع لنا ان نقول ادعوا لنا ولا اسأل لنا ولا اسأل لنا ربك ولا نحو ذلك ولم يفعل هذا احد من الصحابة والتابعين ولا امر به احد من الائمة ولا ورد في ذلك حديث بل الذي ثبت في الصحيح انهم لما اجذبوا زمن عمر استسقى عمر ابن عباس رضي الله عنهما فقال اللهم انا كنا اذا اجذبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا. وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا في اسقاط. ولم يجيئوا الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قارئين يا رسول الله ادع ادع لنا واستسقي لنا ونحن نشكو اليك ما اصابنا ونحو هذا لم يقله احد من الصحابة قط بل هو بدعة ما انزل الله بها من سلطان بل اذا جاءوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون عليه. ثم اذا ارادوا الدعاء له لم يدعوا الله مستقبلي القبر. بل ينحرفون ويستقبلون القبلة ويدعون الله وحده. لا كما يدعونه في سائر البقاع وذلك ان في الموطأ وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وفي ايضا انه قال لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فان صلاتكم تبلغني. وفي الصحيح انه قال في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما فعلوا. قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لابرز قبره. لكن كره ان يتخذ مسجدا. وفي صحيح مسلم انه قال قبل ان يموت اكتبي خمسة ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك. وفي سنن ابي داود عنه انه قال لعن الله زوارات القبور المتخذين عليه المساجد والسرج ولهذا قال علماؤنا لا يجوز بناء المساجد على القبور وقالوا انه لا يجوز ان ينذر ان ينذر لقبر ولا لمجاورين عند القبر شيئا من الاشياء لا من دراهم ولا زيت ولا شمع ولا حيوان وغير ذلك. كله نذر معصية وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من نذر ان يطيع الله هو من نذر ان يعصي الله فلا يعصه واختلف العلماء هل على النادر كفارة يمين؟ على قولين. ولهذا لم يقل احد من ائمة المسلمين ان الصلاة عند القبور وفي مشاهد القبور محبة واوفيها فضيلة ولان الصلاة هناك والدعاء افضل من الصلاة بتلك البقعة. بل اتفقوا كلهم على ان الصلاة في المساجد والبيوت افضل من الصلاة عند قبرهم كان قبر نبي او صالح سواء سميت مشاهد او لم تسم. وقد شرع الله رسوله في المساجد من المشاهد اشياء. فقال تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد ان يذكر الله في فيها ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها سموم وسعى في خرابها ولم يقل في المشاهد وقال تعالى وانتم عاكفون في المساجد ولم يقل في المشاهد وقال تعالى هذا يقول امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد. وقال تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. وقال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه خمس وعشرين ضعفا. وقال صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. واما القبور فقد ورد نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذها مساجد. ولعن من يفعل ذلك وقد ذكره غير واحد من الصحابة والتابعين وما ذكره البخاري في صحيحه والطبري وغيره في تفاسيرهم وذكروا وثيمة وغيره في قصص الانبياء في قوله تعالى وقالوا لا تذرن ال الا ترون ودا والأسواع ولا يغوث ويعوق نسرا. قالوا هذه اسماء قوم صالحين كانوا في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم. ثم طال عليهم الأمد فاتخذوا تماثيلهم اصناما والعكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها وفيها ونحو ذلك هو اصل الشرك. وعبادة الاوثان. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري قبري وثنا يعبد. ولهذا اتفق العلماء على ان من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم او قبر غيره من الانبياء والصالحين واهل البيت وغيرهم. على الا يتمسح به ولا بل ليس في الدين ما شر ما شرع تقبيله ما شرع تقبيله الا الحجر الاسود. وقد ثبت في الصحيحين عن عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت الرسول يقبلك ما قبلتك. ولهذا لا يسن باتفاق الائمة ان ان يقبل الرجل ويستلم ركني اللذين يليان الحجر ولا جدران البيت ولا مقام ابراهيم ولا صخرة بيت المقدس ولا قبر احد من الانبياء والصالحين حتى تنازع الفقراء في وضع اليد على على منبر النبي صلى الله عليه وسلم لما كان موجودا. فكره مالك فكرهه مالك رحمه الله وغيره لانه بدعة ذكر مالك انه لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم. ورخص فيه احمد وغيره. لان ابن عمر رضي الله عنهما فعله اما التمسح بقبر النبي صلى الله عليه ثم تقبيله فكلهم كرهوا كره ذلك ونهى عنه. وذلك انهم علموا ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم من حسم مادة الشرك وتحقيق التوحيد واخلاص الدين لله رب العالمين. وهذا مما يظهر منه الفرق بين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم والرجل الصالح في حياته وبين سؤاله بعد موته وفي مغيبه. وذلك انه في حياته لا يعبده احد اذا كان في حضوره فان الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم والصالحين. لا لا يتركون احدا يتبرك بهم بحضورهم. بل ينهونهم عن ذلك ويعاقبونهم عليه. ولهذا قال المسيح عليه السلام ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيه فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليم وانت على كل شيء شهيد وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال لو ما شاء الله وشئت اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده. وقال لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد ولما قالت الجويرية وفينا رسول الله يعلم ما في غد؟ قال دعي هذا وقولي ما كنت تقولين. فقال لا تطرني كما قلت النصارى ابن مريم فانما انا عبد يقول عبد الله ورسوله ولما صلوا خلفه قياما قال لا تعظموني كما تعظم الاعاجم بعظهم بعظا. قال انس رضي الله عنه لم يكن شخص احب اليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا اذا رأوه لم يقوموا له بما يعلمون من كراهته لذلك. ولما سجد له معاذ نهاه وقال انه لا يصلح السجود الا لله تعالى. ولو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد ان امرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها. ولما اتى علي بالزنادقة الذين غلوا فيه واعتقدوا فيه الالهية امر بتحريق بالنار. فهذا شأن وانبياء الله تعالى واولياءه وانما يقرع وانما وانما يقر على الغلو فيه وتعظيمه وانما يقر على الغلو فيه بغير حق من يريد علو في الارض وفسادا. كفرعون ونحوه ومشايخ الضلالة الذين غرضهم العلو في الارض والفساد والفتنة في الانبياء والصالحين واتخاذهم اربابا والاشراك بهم ان يحصل في مغيبهم ومماتهم كما اشرك النصارى واليهود بالمسيح وعزير. فهذا مما يبين الفرق بين السؤال للنبي والصالح في حياته بحضوره وبين سؤاله في مماته ومغايبه. ولهذا لم يكن احد من سلف الامة في عصر الصحابة والتابعين ولا تابعي التابعين. يتحرون الصلاة والدعاء عند قبور الانبياء والصالحين ولا يسألونهم ولا يستغيثون بهم لا في ولا عند قبورهم وكذلك العكوف. ومن اعظم الشرك ان يستغيث الرجل برجل ميت او غائب كما ذكره السائل ويستغيث به عند المصائب يا سيدي فلان. يطلب منه ازالة تضره او جلب نفعه وهذا حال النصارى في المسيح وامه واحبارهم ورهبانهم. ومعلوم ان خير الخلق واكرمهم على الله محمد صلى الله عليه وسلم واعلم الناس بقدره وحقه هم واصحابه ولم يكونوا يفعلون شيئا من ذلك لا في مغيب ولا بعد مماته صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المشركون يضمون يضمون الى الشرك الكذب. فان الكذب مقرون بالشرك. قال تعالى واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به. وقال النبي صلى الله عليه وسلم عدلت عدلت الشهادة الزور الاشراك بالله مرتين او ثلاثة. وقال تعالى ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا كذلك نجزي المفترين. وقال الخليل عليه السلام الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؟ فمن فمن كذبهم ان احدهم يقول عند شيخه ان المريد اذا كان بالمغرب وشيخه بالمشرق وان كان كشف غطاءه رده عليه وان اي شيخ لم يكن كذلك لم يكن شيخا وقد تغويهم الشياطين كما تغوي عباد الاصنام كما جرى للعرب في اصنامها والعباد كواكب طلاسمها من اهل الشرك والسحر. كما يجري للتركي والهند والسودان وغيره من اصناف المشركين من اغواء الشياطين لهم مخاطبتهم ونحو ذلك. فكثير من هؤلاء من يجري له من يجري له نوع من ذلك سيما عند سماع البكاء والتصفية فان الشياطين تتنزل عليهم فتصيب احدهم بمثل ما يصيب المصروع من الارعاد والازباد والصياح المنكر. ويكلمه بما لا يعقله وهم هو ولا الحاضرون. وامثال ذلك مما الوقوع في هؤلاء الظالين. واما القسم الثالث الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال شيخ الاسلام في في هذا الفصل الذي ساقه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في جواب في جواب له على سؤال سئل اياه رحمه الله تعالى في مسألة زيارة القبور. وحال مع الميت في قبره ورحمه الله فصل واما من يأتي الى قبر نبي او رجل صالح او من يعتقد فيه انه او من يعتقد في انه قبر نبي او قبر رجل صالح وليس كذلك ويسأله ويستنجده فهذا على ثلاث درجات اي ان زائل القبور ممن يأتي والانبياء والصالحين ويزورونهم الزيارة البدعية المحرمة هم على ثلاث درجات في باطلهم اي انهم ليسوا على الدرجة الواحدة في هذا الباطن. قال الدرجة الاولى او القسم الاول من يأتي الى قبور الاولياء والصالحين ومن يزعم انه قبر نبي او رجل صالح ويسأله يسأله حاجته يأتيه ويسأله حاجته مباشرة مثل ان يسأله ان يزيل مرضه او مرض دوابه او يقضي دينه او ينتقم له او يعافيه من مرضه او يعافي اهله ودوابه ونحو ذلك وهذا الطلب ينقسم طالبه الى قسمين ان اعتقد في طلبه ذلك ان المطلوب منه يملك ذلك استقلالا كان مشركا في توحيد ربية وتوحيد الالوهية حيث ان حيث انه جعل هذا المسؤول وهذا المدعو يستطيع التصرف دون الله عز وجل وانه يملك ذلك تعالى الله عن قولهم علوا كثيرا وكبيرا فاذا كان يعتقد فيه النفع واضطر استقلالا كان شرك الروبية واذا كان يعتقد ان النافع الضار هو الله وان هذا المدعو المسئول من الانبياء والصالحين يشفع ويكون له شفاعة ويكون له ويكون واسطة ويستطيع ان يشفي المريض ويعافي المبتلى ويهدي الضال باذن الله عز وجل كان شرك بالاجماع في توحيد الالوهية اذا هو مشرك في الحالتين ان اعتقد فهو مشرك فهو مشرك فيه فهو مشرك في توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وان اعتقد ان الله النافع الضار وسأل ذلك الميت فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل كان بذلك مشرك الشرك الاكبر في توحيد الالوهية ولذا قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فهذا شرك صريح شرك صريح يجب ان يستتاب منه صاحبه. فان تاب والا قتل وقتل هنا ردة وليس حدا. يقتل ردة اي انه كافر بالله عز وجل مشرك بالله سبحانه وتعالى وان قال اي تعلق هذا المشرك قال انا اسأله لكونه اقرب الى الله عز وجل مني يشفع لي في هذه الامور لاني اتوسل الى الله كما كما يتوسل الى السلطان بخواصه واعوانه فهذا من افعال المشركين والنصارى فانهم يزعمون انهم يتخذون احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. ويتخذونهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم ولذلك اخبر الله عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ثم ذكر الادلة الدالة على ذلك في قوله تعالى ابي اتخذ من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون وقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون وقال تعالى ما لكم من دوني من ولي ولا شفيع. افلا تتذكرون وغيرها من الايات تبين الفرق بينه وبين خلقه فان من عادة الناس ان يستشعر الكبير اي ان الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه كما ان الملوك والامراء والرؤساء والزعماء يكون لهم خواص خواص كوزراء وحجاباء وندماء يجالسونهم فيأتي الناس الى هؤلاء الوزراء وهؤلاء الحجاب والندب والندماء فيستشفعون بهم عند ملوك اهل الدنيا والله سبحانه وتعالى لا يشفع احد عنده الا باذنه والذي يقيس الله عز وجل بخلقه قد ضل ضلالا بعيدا وكفر كفرا عظيما لان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والملك من ملوك الدنيا ليس له الغنى المطلق ولا القدرة المطلقة ولا العلم المطلق. اما ربنا سبحانه وتعالى فهو الغني الغنى المطلق وهو القوي القوة التي لا نهاية لها فهو غني قدير عليم بكل شيء سبحانه وتعالى ولذا الملك من ملوك الدنيا يحتاج الى وزرائه. ويحتاج الى حجابه. فهو بحاجة لهم ان يشفعهم فيما طلبوا وسألوا لانه اذا لم يشفعهم انت تنقصوه وتنكبوا وتنكبوا عنه وقد يناكفونه ويخالفونه. فلا بد لملك الدنيا ان يكون وزراء يوافقهم ويحابيهم ويداهنهم حتى تبقى رئاسته ويبقى ملكه هذا اولا فليس له الغنى المطلق بل لا يمكن ان يتصور ملك بلا الى رعية ولو لم يكن هناك رعية لم يكن هناك ملك فهذا وثانيا انه ليس له القدرة المطلقة فملوك الدنيا ضعفاء فقراء لا يستطيعون ان يأتوا على الخلق جميعا فليس لهم القدرة في ذلك فيحتاج الى الاعوان من يعين على قضائي امور امور الرعية فهذا يكون له قاضيا وهذا يكون له شرطيا وهذا يكون له وزيرا لانه محتاج لذلك كله. اما ربنا سبحانه وتعالى فهو على كل شيء قدير يدبر امور الخلق بقوله كن فيكون ثالثا ان الملك جاهل لا يستطيع ان يدرك ما تحتاجه رعيته بعلمه فهو لابد هناك من يرفع له اجا الناس ويخبره بحاجة فلان وان فلان قد سجن وان فلان قد اصابه كذا فهو لا يطلع على شيء بجهله. ولان العلم التام لا يكون لمن الا لله سبحانه وتعالى والله يعلم قائلة الاعين وما وما تخفي الصدور ففرق عظيم بين الله وبين خلقه. فعادة الناس هنا ان يستشفي عند الملوك وعند الكبراء وعند الامراء بمن يقرض عليه فيسأله فيسأله ذاك الشفيع فيقظي حاجته اما اما رغبة واما رغبة اي رغبة في الملك في الملك او رهبة من الملك اي ان من قد يقضي حجم الزير رغبة ان الوزير يزداد حبا له او رهبة منه بمعنى انه يخافه ان ان يمارئ او يلاكفه في ملكه قالوا اما محبة واما مودة واما غير ذلك. والله سبحانه وتعالى لا يشفع عنده احد الا باذنه حتى يأذن ربنا هو للشافع فلا يفعل الا ما يشاء. وشفاعة الشافعي ايضا من اذنه سبحانه وتعالى والامر كله له ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه لا يقول احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم المسألة فان الله قال لا مكره له اي ليس هناك من يكره الله عز وجل على شيء لا يريده فالله يفعل ما يشاء ويقضي بما شاء سبحانه وتعالى تبين ان الرب سبحانه وتعالى لا يفعل الا ما يشاء ولا يكره احد على ما يختاره. كما قد يكره الشافع كما قد يكره الشافع المشفوع اليه وكما يكره السائل للمسؤول اذا الح عليه واذاه بمسألته. اذا فالرغبة تكون لله سبحانه وتعالى لقوله تعالى فاذا فرغت فانصب الى ربك فارغب والرهبة ايضا لابد ان تكون من الله سبحانه وتعالى وقوى الخشية كذلك. فلا تخشوا الناس واخشوا. قال وقد امرنا ربنا ان نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في وجعل في الاسباب اجابة دعائنا. وقول كثير من الضلال وقاتل الضلال هذا اقرب الى الله تعالى مني وانا بعيد من الله لا يمكنني ان ادعوه الا بهذه الواطة ونحو ذلك ومن اقوال المشركين فان الله اخبر انه اذا سأله قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فالله ليس ببعيد حتى يحتاج من يبلغه دعوة خلقه. وليس بمن ينقصه العلم حتى يبلغه ومن يعلمه في حاج العباد فالله العلي بكل شيء والقادر على كل شيء سبحانه وتعالى وبين له قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. وقال صلى الله عليه وسلم فيما فيما فيما فيما رواه الصحابي البخاري ومسلم عن ابي موسى رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ايها الناس لما لما رفعوا اصواتهم بالذكر قال يا ايها الناس اربع على انفسكم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته بل هو اقرب من ذلك سبحانه وتعالى. فالله محيط بكل شيء قال وقد امر الله تعالى العباد كلهم بالصلاة له ومناجاتي وامر كلا منهم ان يقول اياك نعبد واياك نستعين. فاذا كنت ربك في صلاتك وتعتقد ان الله يسمعك فكيف لا تعتقد انه انك اذا دعوته سمعك لا شك ان هذا من التناقض لذا ما يفعله القبوريون والمشركون هو تنقص في حق ربنا سبحانه وتعالى. من يجعل هناك وسائط وشفعاء يدعوهم ليقربوه الى الله عز وجل. هذا قد ظن بالله ظن السوء وما قدر الله حق قدره سبحانه وتعالى. الله قريب مجيب سبحانه وتعالى. قال وقد اخبر الله عز وجل المشركين قالوا ما نعبد من لن يقربونا الى الله زلفى. ثم يقال لهذا المشرك انت اذا دعوت هذا فان كنت تظن انت يا من تدعو هذا الواسطة سواء كان نبيا او وليا او صالحا فان كنت تظن انه اعلم بحالك او يقدر على سؤالك او ارحم بك من ربك فهذا جهل وضلال وكفر. اذا كنت تعتقد ان الولي الذي تدعوه اعلم بحالك من الله او يقدر ان يجيب سؤالك دون الله عز وجل او ارحم بك من الله عز وجل فهذا جهل وضلال وكفر وان كنت تعلم ان الله اعلم واقدر وارحم فلماذا عدلت عن سؤاله سبحانه وتعالى الى سؤال غيره؟ وقد اخرج البخاري عن جابر ابن عبد الله قال كان النبي يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفجر ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم. وانت علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه. وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري. فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به وان كنت لانه اقرب وان كنت هذا النبي صلى الله عليه وسلم علم المصلي صلاة الاستخارة يدعو بهذا الدعاء لانه فيبدأوا باي شيء فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر. فالعلم فالعلم كله لله والقدرة كلها لله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وهو بكل شيء عليم وان كنت تعلم انه اقرب الى الله منك واعلى درجة عند الله منك فهذا كلمة حق اريد بها باطل ان كان هذا الولي اقرب الى الله منك وهو ايضا اعلى درجة منه فهذا بحق لكنه ولد به اريد به باطل نعم يقول الرسل والانبياء اقرب الى الله منا. واعلى درج عند الله منا. لكن لا ندعوهم ولا نرجوهم ولا نخافهم لان كونهم اقرب الى الله عز وجل واعلى درجة عند الله سبحانه وتعالى لا يسوغ ذلك ان ندعوهم ونسألهم دون الله عز وجل قال كلمة حق الباطل فانه اذا كان اقرب منك واعلى درجة منك فهذه كلمة فقيد بها باطل فانه اذا كان اقرب منك واعلى خرج منك فان معناه ان ان ان يثيبه ويعطيه. لكن ما يعطيك. ليس معناه انك اذا دعوته كان يقضي حاجتك اعظم مما تقضيها انت فانك ان كنت مستحقا للعقاب ورد الدعاء مثل ما فيه من وقال فان كنت فانك ان كنت مستحقا للعقاب و ورد الدعاء ورد الدعاء مثلا لما فيه من العدوان والنبي والنبي والصالح لا يعين على ما يكرهه الله عز وجل بمعنى ان كنت مستحق العقاب بهذا الدعاء ودعوت النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي وصاه لا يعين على ما يكرهه ربنا سبحانه وتعالى ولا يسعى فيما يبغضه الله وان لم يكن كذلك فالله اولى بالرحمة والقبول منه. يقول فان كنت اي انت ايها الداعي كنت مستحقا للعقاب وفعلت ما يوجب العقاب فان رسل الانبياء والصالحين لا يعينونك على ما يكرهه الله الله عز وجل وان كنت مستحقا للثواب فالله ارحم واكرم واولى بالرحمة والقبول من من النبي والصالح. وان قلت هذا دعاء هذا هذا اذا دعا الله اجاب دعاءه اعظم مما يجيب اذا دعوت انا فهذا هو القسم الثاني. اذا القسم الاول هو ان يسأل الاولياء والصالحين والانبياء ويطلب الحاجات منهم مباشرة بيطلب منهم شفاء المرض او يطلب منهم آآ مغفرة الذنوب او يطلب منهم قضاء الدين او بسط الرزق وما شابه ذلك فهذا شرك صريح وقال صريح اي انه واضح بين هنا فرق بقوله شرك صريح اي واضح بين وان صاحبه كافر بالله عز وجل وان فعله من فعل من فعل المشركين ومن فعل النصارى الذين يعبدون غير الله عز وجل القسم الثاني قال هذا هو القسم الثاني وهو الا تطلب منه الفعل ولا تدعوه وهو ما يسمى ان تسأل الميت وتدعو الميت ان يدعو الله لك قال وهو الا تطلب منه الفعل اي لا تطلب منه ان يشفيك من المرض او يعافيك من البلاء او يقضي دينك لا يفعل ذلك ولا تدعوه ولكن تطلب ان يدعو لك كما تقول الحي ادعو لي وكما كان الصحابة رضي الله فيطلبون النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء فهذا قسم هذا الطلب الى قسمين قسم يطلب من الحي وقسم يطلب من الميت اما الحي قال فهذا مشروع في الحي كما تقدمت يجوز لك ان تقول يا فلان ادع الله لي يقول لا حرج في ذاك وان كان الاطول كمال ان يكون سؤالك اياه الدعاء بمقصد ان ينتفع هو ان ينتفع هو بهذا الدعاء وان يكون متعبدا لله بذلك الدعاء وان يكون مقصدك هو نفعه ولو قصدت على نفسك فنقول هذا مباح وجائز اما القسم الثاني فهو ان تطلب من الميت الدعاء يقول فهذا باطل ولا وهو من البدع المتفق عليها. يقول وقال فهذا مشروع في الحي كما تقدم. واما الميت ان تطلب الدعاء من الميت كالانبياء والصالح وغيرهم فلم يشرع لنا ان نقول ادع لنا ولا اسأل لنا ربك ولا نحو ذلك ولم يفعل ذاك احد من الصحابة ولا التابع ولا من التابعين ولا امر به احد من الائمة ولا ورد في ذلك حديث بالذي ثبت في الصحيح انهم لما اجدبوا زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ماذا فعل؟ استسقى بعم النبي صلى الله عليه وسلم وقال قم يا عباس فاستسقي لنا ولم يأت الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه ان يستسقي النبي صلى الله عليه وسلم لهم. ولو كان ذلك جائزا او لفعل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ولا فعله الصحابة بعده. وقد اجمع الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسأل ولا يدعى ولا يطلب منه شيء بعد موته صلى الله عليه وسلم. وهذا باجماع اهل العلم لا خلاف في ذلك الا من شذ وخرج عن اجماع الصحابة والتابعين وابتدع بدعة من القول وفعلا قال فلم يكن عمر فلما اجدبوا زمن عمر استسقى من عباس فقال اللهم انا كنا اذا اجدبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. ولم ولم يجيء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيا قائلين يا رسول الله ادعوا لنا او استسقي لنا ونحن نشكو اليك ما اصاب نحن ونحو هذا لم يفعله احد الصحابة قط بل هو بدعة ما انزل الله بها من سلطان بل كانوا اذا جاؤوا عند قوله صلى الله عليه وسلم يسلمون عليه واذا ارادوا الدعاء له لم يدعوا لم يدعوا الله مستقبل القبر. تأمل قال واذا ارادوا الدعاء له ولم يقل الدعاء للشخص وانما تدعو له اللهم والدعاء لمحمد انك تقول اللهم انه قد بلغ الرسالة نصح الامة اللهم فاتي الوسيلة والفضيلة وابعثوا المقام هو الذي وعدته هذا دعاء له ومع ذلك لا يشرع عند الدعاء للميت ان تدعو وانت مستقبلا القبر وانما تدعو وانت مستقبل القبلة. وانما يستقبل القبر في عند عند السلام فقط. اذا اردت ان تسلم على الميت تستقبل اللحد اي تجعل القبلة خلف ظهرك وجه القبر نواجهك ثم تقول السلام عليك يا فلان وتسمي لا بأس بذلك. اما اذا اردت ان تدعو له فانك تستقبل القبلة وتدعو الله بهذا الميت. كذلك في قبر نبينا صلى الله عليه وسلم اذا سلمت عليه واردت ان تدعو اردت ان تدعو له صلى الله عليه وسلم بان يؤتى الوسيلة الفضيلة فعندئذ تقبل القبلة وتدعو الله عز وجل له قال بل كانوا ينحرفون ويستقبلون القبلة ويدعون الله وحده لا شريك له كما يدعون في سائر البقاع كما جاء في الموطأ اللهم لا تجعل قبري وثلا يعبد. وقال اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبياء المساجد. وقال صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي ما كنتم فان صلاتكم تبلغني. وقال ايضا في مر الذي مات فيه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. تقول عائشة لولا كذلك لا ابرز قبره صلى الله عليه وسلم. وقال ايضا ان من شر ان من شرار الناس من تدمن تدركه الناس منه احياء والذين يتخذون قبور الانبياء مساجد وقال صلى الله عليه وسلم اني انهاكم عن ذلك انه من كان من قبلك انه كان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد فلا تتخذوا اني انهاكم عن ذلك ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساس الثلث. وقال ولهذا قال ولهذا قال علماؤنا لا يجوز بناء المسجد على القبور وقالوا لو نذر لولا ان وقالوا انه لا يجوز ان ينظر لقبر المجاورين عند القبر شيئا من الاشياء. لا من لا من درهم ولا زيت ولا شمع ولا حيوان. ولا لذلك لماذا؟ قال لانه نذر معصية والنبي صلى الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه واختلف العلماء في مثل هذا هل فيه كفارة؟ والصحيح ان فيه كفارة. قال الشيخ قولين ولم يرجح والراجح ان فيه كفارة يمين على كل حال وذكر القسم الثاني وهو من وهو ما يفعله كثير من الجهال يأتون الى قبور الانبياء والصالحين ويقول يا فلان ادعو الله لنا ويا ولي ادعو الله لنا ويسألونه ان يدعو لهم بزعم انه اقرب الى الله عز وجل وهذا الفعل منكر وباطل بالاجماع وبدعة النكراء كما ذكر ذلك شيخ الاسلام باتفاق اهل العلم الا من تأخر من ممن انتسب الى العلم فقال بعضهم بان من اهل البدع ومن المتصوف والقبوريين قد يجوز بعضهم مثل هذا وهذا التجويز باطل ومحرم هم يتفقون على تحريمه وعلى ادعيته وانما الخلاف بين اهل السنة وبين اهل التوحيد هل من فعل ذلك يشرك الشرك الاكبر؟ او يكون فعل هذا من الشرك الاصغر ومن البدع المنكرة. هذه المسألة فيها خلاف قال ولهذا لم يقل احد المسلمين ان الصلاة عند القبور وفي مشاهد القبور مستحبة او فيها فضيلة. وهذا باتفاق ولا ان الصلاة هناك والدعاء افضل من الصلاة تلك البقعة والدعاء بل اتفقوا كلهم على ان الصلاة في المساء والبيوت افضل من الصلاة عند قبور الصالح والانبياء. سواء سميتها مشاهدا او سواء سميت مشاهد او لم تسم. فقد شرع الله ورسوله في المساجد دون المشاهد اشياء فقال تعالى ومن اظلم من منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه فسماها مساج ولم يسميها مشاهد. وقال تعالى وانتم عاكبوا المساجد ولم يقل مشاهد. وقال ايضا واقيموا وجوه عند كل مسجد ولم يقول مشهد وقالت عندما يعمل ساجد الله ولم يقل مشاهد الله. وقال صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في المسجد تقبل على صلاة بيته وفي سوقه بخمس وعشرين ضعفا وفي رواية وقال صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. ولا حيث هذا كثيرة في تفضيل المساجد وقصدها. ولم يأتي حديث صحيح ولا ضعيف بل كلها موضوعة في تفضيل المشاهد والقبور ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه انه امر زيارة انه امر زيارة قبور الصالحين والصلاة والصلاة عنده وانما قال زوروا القبور فانها تذكركم اخرك. قال واما للقبور فقد ورد نهيه عن اتخاذ مساجد بل لعن من اتخذ قبور الانبياء مساجد. واخبر ان من اتخذ قبور لم ينساب الصالحين انهم هم شرار هم شرار الخلق وجاء يقول وما ذكره البخاري في صحيحه والطبري وغيره في تفسيره وذكره وتيمة وغيره في تقسيم الانبياء قوله تعالى في قوله وقال لا تذرن الهتكم ولا تذرن ود ولا يغوث ويعوق ونسرا قالوا هذه اسماء قوم صالحين كانوا في قوم نوح كما جاء ذاك البخاري من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس اما مات وعكفوا على قبورهم ثم طال المد فعبدوهم فاتخذوا تماثيلهم اصناما وكان العكوف والتمسح فيها وتقبيل الدعاء عندها وفيه وفيها ونحو ذلك هو اصل الشرك اذا قال شيخ الاسلام ان اصل الشرك هو العكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها وفيها ونحو ذلك هو اصل الشرك وعبادة الاوثان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. وقد اتفق العلماء على ان من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم او قبر غير الانبياء والصالحين. او من الصحابة والتابعين وغيره فانه لا يتمسح به ولا يقبله بل ليس في الدنيا ما شرع تقبيله هذي فائدة لا يشرع تقبيل شيء في الدنيا الا الحجر الاسود فقط وليس هناك حجر او قبل او قبر او اي شيء يقبل غير الحجر الاسود يعني بمعنى ليس هناك لا يقبل عبادة الا الحجر الاسود. لتقبل النبي صلى الله عليه وسلم اياه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر بن الخطاب انه قال والله اني لاعلم ان حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت وسيقبلك ما قبلتك ولهذا قال شيخ الاسلام ولا يسن باتفاق الائمة ان يقبل الرجل ويستلم ركني البيت الشاميين لان الزم يقبلهما. اللذان يليان الحجر ولا ولا جدران البيت ولا مقام ابراهيم ولا صخرة بيت المقدس ولا قبر احد الانبياء الصالحين حتى تنازع الفقهاء في مسألة وضع اليد على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحيح وضع اليد على المنبر انه من البدع المنكرة وهذه المسألة قد اندرست وزالت لماذا؟ لان المنبر الذي كان يجلس عليه قد ازيل قاله ولم يبق منه شيء. فاصبحت المسألة هذه لا فائدة من ذكرها. لكن لو سلمنا بوجود شيء بوجود شيء وفينا اثار النبي صلى الله عليه وسلم كمنبره فلا يجوز ان توضع اليد عليه ولا ان يتمسح به وهذا كما قال مالك انه من البدع المنكرة وقد جاء رضي الله عنه كان يضع يده على منبر النبي صلى الله عليه وسلم وليس في وضعه انه يتبرك به رضي الله تعالى عنه ولكن قد يكون وظعها اشتياقا وتذكرا لهذا الموضع الذي جلس عليه النبي صلى الله عليه وسلم. قال واما التمسح بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وتقبيله فكل كره ذلك ونعله. وكرهونا كراهة كراهة تحريم كراهة وذلك انه عالم من حسم مادة الشرك وتحقيق التوحيد واخلاص الدين لله رب العالمين وهذا مما وهذا مما يظهر منه الفرق بين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ورجل صالح في حياته عندما تسأل نبيا في حياتي او رجلا صالح في حياتي مسألة لا تجوز ماذا يفعل؟ ينهاك ويحذرك ويحذرك ان تفعل شيء منكرا. فكيف اذا اشرت به بخلاف اذا كان ميتا؟ فانك فانه لا يستطيع ان يبين لك بطلان قولك بل قد تفعل الشرك عند قبر النبي او عند قبر ابن صالح ولا يستطيع ان ينهاك لعجزه وعدم قدرته. اما في حال حياته فانه يستطيع ولذا قال هنا ولهذا يظهر الفرق بين سؤال النبي والرجل في حياته وبين سؤالي بعد موته وفي مغيبته وذلك انه في حياته لا يعبده لا يعبده في حضوره. فاذا كان الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم الصالحون ايضا لا يتركون احدا يشرك بهم بحضورهم بل ينهونهم عن ذلك ويعاقبونهم عليه ولهذا قال عيسى عليه السلام ما قلت له الا ما امرتني به ان اعبد الله ربي لكن بعد ما بعد ما رفع عيسى هل يستطيع ان ينهب ان ينهى النصارى عن اعتقادهم فيه؟ لا يستطيع لكن في حال حياته قال ما قلت لهم كل ما امرتني به ان اعبد الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا. ما دمت فلما توفيتني والتوفي والمعناه انه انتهى بقائه في الدنيا من جهة الارض ثم رفعه الله في الجنة. كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد وقوله صلى الله عليه وسلم ما قاله الرجل ما شاء الله قال اجعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده رواه ابن ماجه وغيره باسناد صحيح. وقال ايضا ولا تقولوا ما شاء الله شاء فلانا لكن قولوا لا تقبل ما شاء الله لكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد كما رواه ايضا اهل السنن من حديث سخ ابي سخبة طفيل الطفيل اخي عائشة رضي الله تعالى عنه الطهير ابن استخبر اخي عائشة انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول ما شاء الله شاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد والنبي صلى الله عليه وسلم حسم جنابة حسم مادة الشرك وحمى جنابة التوحيد صلى الله عليه وسلم اي ما اي ما حفظ وحماية. وقد لا لله ندا وقال وقال صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم قال وعندما قال تلك الجارية وفينا سمعنا ما في غد قال دعي هذا وقولي ما كنت تقولين لانها قالت كلاما منكرا فقال دعي هذا وقولي ما كنت تقولين. اذا النبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته لا يستطيع احد ان يقول قولا منكرا يديه او يفعله فعلا منكر يديه الا وينبهه ويبين ان له ان هذا الفعل لا يجوز فلا يمكن ان يشرك به في حال حياته لكن بعد موته فانه قد يشرك به ويفعل ويفعل ويقال الاقوال الباطلة بين عند قبره ولا يستطيع ان يرد ذلك صلى الله عليه وسلم وقال ايضا لا تطروني كما اطرف النصارى عيسى ابن مريم. فانما انا عبدالله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله فلما صلوا خلفه قياما قال لا لا تعظموني كما تعظم الاعاجم بعض كما تعظم الاعاجم بعضهم بعضا. وقال ايضا صلى الله عليه وسلم قال انس ابن لم يكن لم يكن شخص احب اليهم من سلم فكانوا اذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك ولما سأله معاذ نهى وقال انه لا يصلح السجود الا لله تعالى ولو كنت امرا احدا يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من وبحقها عليه ولكن ان معاذ رضي الله تعالى لما رجع من الشام وقد رآهم يسجدون لاساقفة وعظمائهم فاراد ان فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يسجد لاحد سوى الله عز وجل ولو كنت امرا اي لو كان السجود يجوز لغير الله لا امرت المرأة ان تسجد لزوجها لعظيم حقها وهذا جاء من طرق كثيرة من طريق ابن ابي اوفى ومن طريق ابن عباس ومن طريق ابي هريرة ويحسن وتحسن بمجموعها وايضا من حديث معاذ رضي الله تعالى عنه قال فهذا شأن الانبياء هذا شأن انبياء الله واولياءه وانما وانما يقر على الغلو فيه وتعظيم بغير حق من يريد علوا في الارض ويريد الفساد كفرعون ونحوه ومشايخ الضلال الذين غرضهم العلو في الارض والفساد والفتنة بالانبياء والصالحين واتخاذهم اربابا والاشراك ما يحصل في مغربهم وفي ما اشرك كما اشرك بالمسيح وعزير. فهذا مما يتبين به الفرق بين السؤال للنبي والصالح في حياته بحضور وبين سؤاله في مماته ومغيبته ولهذا لم يكن احد من السلف لا في عصر الصحابة ولا في التابعين ولا ولا اتباع التابعين يتحرون الصلاة والدعاء عند قبور الانبياء والصالحين ولا يسألونهم ولا بهم لا في مغيبهم ولا عند قبورهم وكذلك العكوق. قالوا ومن اعظم الشرك ان يستغيث الرجل برجل ميت او غائب كما ذكره السائل ويستغيث عند المصاب يا سيدي فلان وقرأت هذا نعم نقف على ومن خلاصة ما ذكره هنا وهذا ما يحتج به كثير من الناس الان يقول ان شيخ الاسلام عندما ذكر طلب الدعاء من اي من اقطار الدعاء من الميت؟ قال هو بدعة وبدعة وذريعة من ذراعي الشرك ولن يحكم عليه بانه من الشرك الاكبر الصريح. والجواب على هذا ان يقال شيخ الاسلام فرق بين القسمين ووضح ان القسم الاول هو شرك صريح انه شرك صحيح وواضح وبين بمعنى انه يدعوه ويسأله شيئا لا يدعيه الا الله سبحانه وتعالى بخلاف القسم الثاني فانه بدعة ولا يلزم من كونه بدعة لا يكون شركا بل اعظم البدع هو الشرك بالله الشرك بالله من اعظم البدع فيسمى بدعة يسمى ايضا ويسمى ايضا شركان ولا تنافي بين ان يكون شركا وبدعة في نفس الوقت لا تنافي له فهو شرك وبدعة ايضا. ومما يبين ذلك ان الميت سواء منه دعاء اوطى منه شفاعة اوطى منه ان يشفي مريضا كله يشتري كلها تشترك اي شيء الا هو سأل الميت شيئا لا يقدر عليه. عندما تقول يا فلان اشفع لي وهو ميت او يا فلان ادعو الله لي وهو ميت او او تقول يا فلان اشف اشف مريض وهو ميت نقول اشتركت هذه العبارات كلها باي شيء؟ القاسم المشترك بينها انه سأل الميت شيئا لا عليه فهو من جهة انه سالم ما نقدر عليه يسمى يسمى من يسمى شركاوى بل يوصف بانه من الشرك الاكبر. ولذا نقل الشاب لطيف على الاجماع ان من من طلب الشاب ميت انه مشرك. من قال يا فلان اشفع لي عند الله عز وجل انه مشرك. ونقع ذلك الاجماع ولا فرق بين الى طلب الشفاعة وبين طلب الدعاء. الذي يقول للولي فلان اشفع لي عند الله عز وجل. نقول اشركت بالله الشرك الاكبر. لان الشمعة لا تطلب الا من لا تطلب الا من الله سبحانه وتعالى. وانت طلبت من هذا البيت. والذي يقول ياه ادعو الله لي نقول حقيقة الدعاء هو انك تطلبه شفاعته ايضا فلا فرق بين المسألة هذي والمسألة لا فرق بين طلب الدعاء وبين طلب الشجاعة. لكن قد يقال في هذه المسألة ان لها ان فيها شبهة تحتاج الى ايضاح وبيان. وذلك ان شبهة من يقول انا اخاطب اخاطب الميت واسأل واكلمه كما اخاطب الحي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء احياء احياء في قبورهم وقال ايضا فيما يروونه اه وهو كما ذكرنا سائق وحديث منكر ولا يصح ما من مسلم يمر على قبر اخيه المسلم في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام قال هو يرد الله عليه روحه فيرد السائل فانها اذا كلمت وخاطبته كانني اخاطب الحي. فهذه شبهة لابد من نفيه وان يبين له ان الميت لا يسمع ولا وانه لا وانه انه اه لا يستطيع ان يجيبك ولا يستطيع ان يسمعك وما ورد في مسألة السماع فهو خاص بمسألة السلام على قول او انه يبلغ السلام ولا يسمعك حقيقة. فهذه هي الشبهة التي لاجلها هذه الشبهة هي التي لاجلها تبين وتوضح والا لا فرق بين من يطلب الشفاعة من الاموات وبين من يطلب منهم الدعاء. وشيخ الاسلام وصف بانها من البدع المنكرة والا من من الامور التي توصل الى الشرك وتبلغ بصاحبها الشرك وبين ذلك وتعالى في هذه في قاعدة في التوسل والوسيلة وبين ان من اعظم الشرك ان يستغيث الرجل برجل ميت او غاب كما ذكره يستغيث به عند المصائب يا سيدي فلان يطلب منه ازالة ضربه وجلب نفعه وهذا حال وايضا وذكر شيئا من هذه الامور. اذا الصحيح الصحيح ان القسم الاول هو شرك واضح وبين وصريح بمجرد ان يسأل الميت يكون بذلك اشرك الشرك الاكبر وخرج من بداية الاسلام. اما القسم الثاني الذي هو يخاطبه ويكلمه يضل وانه يخاطب الحي نقول هذا ايضا من الشرك لكن لابد من دفع هذه الشبهة التي يتعلق بها اولئك القبوريون واولئك المفتونون والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد