اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال الشيخ رحمه الله تعالى وقد قال شيخ الاسلام لما سئل الرجلين تناورا فقال احدهما لابد لنا من واسطة بيننا وبين الله تعالى فاننا نقدر ان نصل اليه بغير ذلك. فما معنى الواسطة؟ وهل التوسط عام في كل شيء وجده الله تعالى؟ ام في ذلك بيان وتفصيل فاجاب رحمه الله ورضي عنه بقوله الحمد لله ان اراد بذلك انه لابد من واسطة تبلو امر الله تعالى وما امر به هذا حق فان الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه. وما امر به ونهى عنه. وما اعد لاولياءه من كرامته. وما اوعد به اعدائهم من عذابه ولا يعرفون ما يستحق الله من اسمائه الحسنى وصفاته العلى التي تعجز العقول عن الاحاطة بها الى امثال ذلك الا بالرسل الذين ارسلهم الله الى عباده والمؤمنون بالرسل المتبعون لهم المهتدون الذين الذين يقربهم لديه زلفى ويرفع درجاتهم ويكرمهم في الدنيا والاخرة واما المخالفون للرسل فانهم ملعونون وهم ضالون. وعن ربهم محجوبون قال تعالى يا بني ادم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياته فمن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. وذكر الايات في المعنى ثم قال رحمه الله وان اراد بالواسطة انه لابد من واسطة يتخذه العباد بينهم وبين الله في جلب المنافع ودفع المضار. مثل ان يكون واسطا برزق العباد ونصرهم فهم يسألونهم ذلك ويرجونهم فيه فهذا من اعظم الشرك الذي كفر الذي كفر الله تعالى به المشركين. حيث اتخذوا من دون الله اولياء وشفعاء بهم المنافع ويدفعون بهم لكن الشفاعة لمن لمن يأذن الله تعالى فيها لمن يأذن الله تعالى له فيها قال الله تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون. وقال تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون. وقال تعالى قل ادعوا الذين لله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منه من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن وساق الايات في المعنى الى ان قال وقال تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله كتابه الحكم والنبوة ثم يقول لا للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. فبين سبحانه وتعالى ان اتخاذ الملائكة والنبي اربابا كفر. فمن جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار. مثل ان يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب الكروب وسد النفاقات فهو كافر باجماع المسلمين وقد قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباده مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلمون ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشية مشفقون. ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين. وقال تعالى لن يستنك من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. وقال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما ولا مرسل لهم به. وقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد فضله. وقال تعالى ولو فرأيتم ما تدعون من دون الله ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. ومثل هذا كثير في القرآن. ومن سوى الانبياء ومشايخ العلم الدين اثبتهم وسائط بين الرسول وامتهم يبلغونهم ويعلمونهم ويؤدبونهم ويقتدون بهم فقد اصاب بذلك. وهؤلاء اذا اجتمعوا فاجتماعهم حجة لا يجتمعون على ضلالة الى ان قال وان اثبتهم وسائطا بين الله عز وجل وبين خلقك الحجاب الذين بين الملك وبين رعيته بحيث يكونون هم يرفعون الى الله حوائج خلقه وان الله انما يهدي عباده وينصرهم ويرزقهم بتوسلهم. بمعنى ان الخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما ان الوسائط عند الملوك يسألون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم. والناس يسألونهم ادبا منهم ان يباشروا سؤال الملك او لان طلبه من الوسائط انفع انفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم اقرب اقرب الى الملك من الطالب فمن اثبته ثم سائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب ان يستتاب فان تابوا الا قتل منهم وسائم يعني وسائط يناديهم العبد ويسألهم والله يفعل لاجلهم. والشيخ هنا وفي جميع كلامه جزم بان فعل ذلك كافر. يستتاب كما مستتاب المرتد فان تاب والا قتل. وهذا يأتي على ما زعمه العراقي ونسبه الى الشيخ من انه يجعل هذا شركا اصغر وانه لا يكفر المجتهد فيه ومن كانت له شبهة او له حسنات ونحو ذلك مما تقدم من هذيان العراقي. فان كفر فاعل ذلك ومتخذ في حاجاتي وملماتي من منظوريات الدين التي تعلم بالاسلام بالضرورة ثم قال الشيخ وهؤلاء المشبهون شبه الخالق بالمخلوق وجعله وفي القرآن نرد عليهم ما لا تتسع له هذه الفتوى فان الوسائط التي بين الملوك وبين الناس تكون على احد وجوه ثلاثة اما لاخبار من احوال الناس ما لا يعرفونه قال ثم قال الشيخ وهؤلاء المشبهون شبه الخالق بالمخلوق وجعلوا لله اندادا وفي القرآن للرد على هؤلاء ما لا تتسع له هذه هذه الفتوى فان الوسائط التي بين الملوك وبين الناس تكون مع احد وجوه ثلاثة اما باخبارهم في اخبارهم لاخبارهم الله من احوال الناس بما لا يعلمون. ومن قال ان الله لا يعلم احوال العباد حتى يخبروا بذلك بعض الملائكة والانبياء او غيرهم فهو كافر بل هو سبحانه يعلم السر او اخفى لا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير يسمع ضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات لا يشغله سمع عن سمع ولا ولا تغنطه كثرة المساجد ولا يتضرر بالحاح الملحين. الوجه الثاني ان يكون الملك عاجزا عن تدبير رعيته ودفع اعاديهم الا باعوام يعينونه. فلا بد لهم من اعوانهم وانصار لذله وعجزه. والله سبحانه ليس له ظهير ولا ولي يبذله. قال تعالى اذا زعمتم من دون الله لا يملكون مذكار يوم السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك. وما لهم منهم من ظاهر. وقال تعالى الحمد لله الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل. وكل ما في الوجود من اسبابه هو سبحانه خالقه وربه ومليكه. وهو الغني عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير بخلاف الملوك المحتاجين الى ظهرائهم وهم في الحقيقة شركاؤهم. والله سبحانه ليس له شريك في الملك. لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ولهذا لا يشفع عنده احد الا باذن الله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهما. فان من يشفع عند غيره بغير اذنه فهو شريك في المطلوب لانه اثر فيه بشفاعته حتى جعله يفعل ما يطلب منه. والله سبحانه وتعالى لا شريك له. وسمى الشفيع شفيعا لانه سمي الشفيع لانه يشفع غيره ان يصير له شفعا قال تعالى من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها. وكل من اعان غيره على امره فقد شفعه فيه الله تعالى لا يشفع احد بوجه من الوجوه. الوجه الثالث ان لا يكون الملك ليس مريدا لنفع رعيته والاحسان اليهم ورحمتهم الا بمحرك يحركه من خارجه اذا خاطب الملك من ينصحه ويعظه او من يدل عليه بحيث ان الملك يرجوه ويخافه. تحركت ارادة الملك وهمته في قضاء حوائج رعيته اما اما لما يحصل في قلبي من كلام الناصح الواعظ قال هنا واما ان يحصل في قلبه من كلام الله الناصح الواعظ معنى الواسطة. واما واما يحصل له في الرغبة والرغبة من كلامه الموديل اللي عليه الموديل اللي عليه نعم طب ازا واما لما يحصل له من رغبة والرهبة من كلام مدل عليه والله تعالى ورب كل شيء ومليكه. وهو ارحم بعباده من والدتي بولدها وكل اسباب ما ثم انما تكون بمشيئة الله فما شاء كان وما وما لم يشاء لم يكن هو الذي وهو اذا اجرى نفع العباد بعضهم على يد بعضهم فجعل هذا يحسن الى هذا ويدعو له ويشفع فيه ونحن لذلك هو الذي خلق ذلك كله هو الذي خلق في قلبه هذا المحسن والداعي والشافعي ارادة الاحسان والدعاء والشفاعة. ولا يجوز ان يكون في الوجود من يكرهه على خلاف او يعلمه ما لم يكن يعلمه او من يرجوه الرب ويخافه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم اللهم خذ لي ان شئت. اللهم ارحمني ان شئت لكن ليعزم المسألة فان الله لا مكره له قال والشفعاء الذين يشفعون عنده لا يشفعون الا باذنه قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وقال تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له بخلاف الملوك فان الشافع عندهم قد يكون له ملكا وقد يكون شريكا لهم في الملك وقد يكون مظاهرا لهم معاونا على ملكه وهؤلاء يشفعون عند الملوك بغير اذن الملوك والملك يقبل شفاعتهم تارة على انعامهم عليه حتى انه يقبل شفاعة شفاعة ولده وزوجته لذلك فانه محتاج الى الزوجة والى الولد حتى لو اعرض عن ولده وزوجته لتضرر بذلك. ويقبل شفاعة مملوكه فانه ان لم يقبل شفاعته يخاف انه لا يطيعه. او ان يسعى في وشفاعة العباد بعضهم عند بعضهم كلها من هذا الجنس فلا يقبل احد من شفاعة احد الا لرغبة او رهبة. والله سبحانه وتعالى لا يرجو احده ولا يخاف ولا يحتاج الى احد بل هو الغني قال تعالى الا ان لله من في السماوات وما في الارض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخلصون. الى قوله قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الارض. الاية وقوله وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء استفهام وانكار اي ليس متبع الذين يدعون من دون الله شركاء لا حجة ولا برهانا وما يتبعون الا الظن وما هم الا خصوم. بين تعالى ان من دعا من دون الله شركاء فليس معه علم ليس معه الا الظن والخرس. والظن المقرون بالخلاص هو ظن باطن غير مطابق للحق فان الخرس هنا معنى الكذب. كقوله تعالى قتل الخراسون ومن ظن ان ماء هنا نافية فقد فسروا الاية بما هو خطأ كما قد بسط بغير هذا الموضع. والمشركون يتخذون شفعاء من جنس ما يعهدونهم وشفاع عند المخلوق قال تعالى ويعظمون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. وقال تعالى عن ياسين ومالي لا اعبد به فطرني واليه ترجعون اني اذا لفي ضلال مبين اني امنت بربكم فاسمعون. الا لو قال تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الاريه ما ضلوا عنهم وذلك افكهم وما كانوا يفترون. واخبر عن المشركين انهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقال تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا امركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. وقال اريد الذين زعمتم من دونه كيف لا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه الاية واخبر ان من قال فاخبر ان من يدعي من دونهم وان يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل انهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقربون اليه فقد نفع سبحانه ما اثبتوه من متوسط الملائكة والانبياء الى ان قال والمقصود هنا ان من اثبت وصايا بين الله وبين خلقه كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية فهو مشرك. بل هذا دين اللي كاين عباد الاوثان كانوا يقولون انها تماثيل الانبياء والصالحين وانها وصايا يتقربون بها بها الى الله وهم وهو من الشرك الذي انكره الله تعالى على النصارى حيث قال اتخذوا اتخذوا احبارهم وربانا وربانا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا اله واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. وقد قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ثم ذكروا الايات في المعنى وهذا الذي قاله الشيخ لا خلاف فيه بين المسلمين وانما اشتبه الامر على هؤلاء الضلال هنا لما قدم العهد ونسي العلم واعتادوا سؤال غير الله فيما يختص به تعالى ونشأوا على ذلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر الشيخ عبداللطيف رحمه الله تعالى ابطال واستدل به العراقي وهو الدليل الاول بالاحتجاج ابتغاء الوسيلة الى الله عز وجل ان معنى ذلك هو التوسل بالصالحين والتقرب به من الله عز وجل والتقرب اليهم ليقربوه الى الله عز وجل. وبين بطلان ذلك ووضح معنى الوسيلة التي في التي ارادها ربنا سبحانه وتعالى والمعنى الصحيح فيما اتفق عليه المفسرون من الوسيلة هنا وانها التقرب الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة التي تقربهم اليه ذكر بعد ذلك كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في مسألة سئل اياها وهي مسألة فسدت الواسطة بين الله عز وجل وبين خلقه وهذه المسألة اجاب عليها شيخ الاسلام اجابة وافية قال الشيخ عبداللطيف رحمه الله تعالى وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية لما سئل عن رجلين تناظرا فقال احدهما لابد لنا من واسطة بيننا وبين الله تعالى فانا لا نقدر ان نصل اليه بغير ذلك فما معنى الواسطة؟ هذه هذا السؤال وهذا التناظر الذي وقع بين الرجلين قول قول مجمل ولفظ مجمل فهذا الذي قال لابد لنا من واسطة بيننا وبين الله تعالى فانا لا نقدر ان نصل اليه بغير ذلك فما معنى الواسطة اذا هذه العبارة التي سأل عنها السائل عبارة مجملة وفيها حق وفيها باطل ولذا قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان هذا السؤال قال فما معنى الواسطة ولهذا السائل يقول فما معنى الواسطة وهل التوسط عام في كل شيء يوجده الله تعالى ام في ذلك بيان تفصيلي هذا هو السؤال فاجاب شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فقال الحمد لله ان اراد بذلك انه لابد من واسطة تبلغه او تبلغ امر الله تعالى وما امر به فهذا حق. اذا لا بد لنا من واسطة تبلغ امر الله وتقيم حجة الله على حقه على خلقه وهم الرسل. وهذا لا خلاف فيه بين المسلمين بل من انكر هؤلاء الوسائط وانكر هذه الواسطة فهو كافر بالله بالاجماع ومكذب لرسل الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهذا حق بالاجماع ولا يمكن ان نصل الى الله عز وجل الا بهذه الواسطة وهي واسطة ما بلغته الرسل وما امرتنا به من توحيد الله عز وجل وعبادته قال فان الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه وما امر الله به ونهى عنه وما اعد لاولياءه من كراماته وما اوعد به اعداءهم من عذابه ولا يعرفون ما يستحقه الله من اسمائه الحسنى وصفاته العلى التي تعجز العقول عن الاحاطة بها الا الى امثال ذلك الا بالرسل اذا هذه الواسطة واسطة حق من انكرها وكذا بها فهو كافر فهذه الواسطة لا خلاف فيها وانها مشروعة بل مأمور بها بل يجب على المسلم ان يعتقدها وان يدين الله عز وجل باتباع هذه الواسطة وليتقرب الى الله بتصديقه والايمان بهم امتثال اوامرهم قال بعد ذلك الا بالرسل الذين ارسلهم الله الى عباده الى عباده والمؤمنون بالرسل المتبعون لهم المهتدون الذين يقربهم لديه زلفى ويرفع درجاتي ويكرمهم في الدنيا والاخرة. واما المخالفون للرسل فانهم ملعونون وهم ضالون وعن ربهم محجوبون كما قال تعالى يا بني ادم اما يأتينكم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم ايات من اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلها الجنة الا من ابى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى ولا طريق الى الجنة الا بطريق محمد صلى الله عليه وسلم ولا اه والصراط المستقيم الملموس الى الله عز وجل هو الصراط الذي سلكه محمد صلى الله عليه وسلم فان اراد بالواسطة هذا المعنى فهذا حق بل كما ذكرت هذا دين يجب ان نؤمن به وان نعتقده وان نتبعه القسم الثاني قال وان اراد بالواسطة انه لابد من واسطة يتخذها العباد بينه وبين الله في جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يكون واسطة في رزق العباد ونصرهم وهداهم ونصره في رزق العباد ونصرهم وهداهم يسألونهم ذلك ويرجونهم فيه فهذا من اعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين حيث تاخذ من دون الله اولياء وشفعاء يجلبون بهم المنافع ويدفعون بهم مضار فهذا الذي هذا الذي ذكره شيخ الاسلام في معنى الواسطة هنا هو الذي يدعو اليه العراقي هو الذي يدعو اليه عباد القبور وهو الذي كان يفعله مشرك العرب من دعاء الاولياء والصالحين واللات والعزى وبنات وغيرها من الاصنام التي كانوا يعتقدون فيها انها تقربهم الى الله وانها وانها آآ تحقق لهم ما ارادوا لان الله يفعل ذلك لاجلهم وقد نص العراقي على هذا في قوله ان الله يفعل لهم يفعل لهم بهم لا انهم الفاعلون فهذا الذي قرره العراقي هو الذي اراده شيخ الاسلام بقوله اذا كان يريد بالواسطة ان العباد بحاجة الى واسطة ما يرضي الله في جلب المنافع ودفع المضار واستنزال الرزق والنصر والهدى ويسألهم ويرجوهم حتى يحققوا ذلك له. قال فهذا من اعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين. حيث اتخذ من دون الله اولياء وشفعاء يجلبون به المنافع ويدفعون بالمضار. لكن الشفاعة لمن يأذن لمن يأذن الله تعالى له فيها. قال الله تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ومن ثم استوى على العرش ما لكم من دون من ولي ولا شفيع. افلا تتذكرون فنفى الله الشفاعة هنا واثبتها في موضع اخر دفى الله عز وجل الشفاعة هنا قال ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع. افلا تتذكرون وقال تعالى ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون وقال تعالى وفي في في ابطال دعوة من دعي من دون الله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. اذا اذا لك ربنا الشفاعة عند هؤلاء المشركين وابطل ان ان تكون لهم الشفاعة ينالون يوم القيامة فقال لا تنفعهم شفاعة الشافعين ولا شفيع لهم وقال سبحانه وتعالى ولا شفيع لعلهم يتقون. فهذا ابطال لما قصده المشركون في عبادة اولئك الذين زعموا انهم يقربونهم الى الله عز وجل وان وان حاجاتهم تقضى على ايديهم وان الله يفعل ذلك لاجلهم ان هذا هو الشرك الاكبر الذي لا يغني عنهم شيئا واما الشفاعة التي اذن الله عز وجل بها واثبتها هي الشفاعة التي يأذن الله فيها للشافع ويرظى فيه عن المشفوع والله لا يرظى عن اهل الشرك واهل الكفر والالحاد وانما يرضى عن اهل التوحيد عن اهل لا اله الا الله الذين لم يشركوا بالله عز وجل شيئا وكما قال ربنا يقول شيء. وقال تعالى ما كان لبشر يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة. ثم يقول للناس كونوا عبادا لمن دون الله. ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر لبعد اذ انتم مسلمون فهذا الذي يدعو اليه العراقي هو الذي يريد من الخلق الكفر بعد الاسلام ويريد منهم الشرك بعد التوحيد ويريد ان ينقض بذلك كلمة التوحيد كلمة لا اله الا الله واشباهه ونظائره في هذه الازمنة كثير. فكثير من هؤلاء الذين يجوزون الشرك ويأمرون الناس ان يشركوا بالله وان يدعوا الاولياء والصالحين وان يذبحوا لهم القرابين وان ينزلوا بهم الحاجات ويدعوهم في كشف الكربات هو هذا حالهم انهم يأمرون الناس بالكفر ويأمرون من يتخذ مع الله اندادا واربابا يعبدون من دون الله. قال شيخ الاسلام فمن جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب. وسد الفاقات فهو كافر باجماع المسلمين. بل دعا الملائكة اودع الانبياء ومن دونه من باب اولى لان شيخ الاسلام هنا نص على الملائكة والانبياء لانهم افضل الخلق فافضل الخلق جبريل عليه السلام وهو الرسول الملكي وافضل البشر محمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول البشري فذكر الملائكة والانبياء تنبيها على من هو ادنى اذا كانت الملائكة على منزلتها وعلى جلالتها وعلى مكانتها عند الله عز وجل والرسل انبياء على مكانتهم لا يتخذون وسائط ولا يدعون من دون الله. ومن اتخذه وسائط ودعاهم وتوكل عليهم وسألهم جلب المنافع ودفع المضار بان يسألهم مغفرة الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات يقول شيخ الاسلام فهو كافر باجماع المسلمين وقد قال الله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد فقالوا اتخذ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا بل وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منه اني اله من دوني فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين وكما قال تعالى على مخبرا عيسى عليه السلام لي يستنكب المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون. ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا وكما قال تعالى وقالوا اتخذ قالوا اتخذ الرحمن ولدا ان كل من في السماوات والارض الا ات وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ثم ذكر هذه اولا ثم اسقط بعد ذلك لي وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. ثم قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا والا فقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات والارض يتفطرن تكاس يتفطرن والتكاسيت مضطرن من فوقهن نعم تكاد يصير يتفطر وتشق الارظ وتخر الجبال هدا وقالوا اتخذوا الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن منه تنشق لو تأخذه الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. اذا الله عز وجل يخبر ان من قال اتخذ الرحمن ولدا انه اتى قولا عظيما واتى قولا منكرا تكاد السماوات يتفطرن منه فتنشق الارض وتخر الجبال هدا. اندع للرحمن ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا. وكل ما فيه يوم القيامة فارجع الى غيرها من الايات التي تدل على ان الملائكة عبيد لله عز وجل. وان الرسل كذلك عبيد لله سبحانه وتعالى. كما قال تعالى من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون وكما قال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغري شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وقالت ربنا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. فقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. ويردك وان يردك بخير فلا راد لفضله. وغيرها من الايات التي تدل على ان الملائكة والرسل والانبياء والاولياء لا يملكون شيئا لا يملكون مثقال ذرة ولا اقل من ذلك الى ان قال شيخ الاسلام ومن سوى الانبياء ومشايخ العلم والدين واثبتهم وسائط بين الرسول وامتي بين الرسول وامته يبلغونهم ويعلمونهم ويؤدبونهم ويقتدون بهم فقد اصاب ذلك اذا هذا القسم الثالث القسم الثالث في باب الواسطة من من جعل بين الانبياء وبين عامة الناس وسائط بمعنى من جعل بين الرسل انبياء وعوام المسلمين وسائط يعلمون الناس يعلمون الناس الدين ويبلغونهم دعوة الرسل فقالوا ومن ومن سوى الانبياء ومن سوء الانبياء ومشايخ العلم والدين واثبتهم بمعنى ومن سوء الانبياء من مشايخ العلم والدين واثبتهم الى الرسول وامته يبلغونهم ويعلمونهم ويؤدبونهم ويقتدون بهم فقد اصاب بذلك. وهؤلاء اذا اجتمعوا فاجتماع حجة قاطعة لا يجتمعون على ضلالة الى ان قال وان اثبتهم وسائط بين الله عز وجل وبين خلقك الحجاب الذين بين الملك وبين رعيته بحيث بحيث يكونون هم يرفعون الى الله حوائج خلقه وان الله انما يهدي عباده وينصرهم ويرزقهم بتوسلهم بمعنى ان الخلق يسألونهم وهم يسألون الله عز وجل كما ان الوساط عند الملوك يسألون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس يسألونهم ادبا منهم ان يباشروا سؤال الملك او لان طلبه من الوسائط انفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم اقرب الى الملك من الطالب فمن اثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب ان يستتاب فان تاب والا قتل. اذا قسم الوساطة الواسطة هنا قسمين واسطة بين الله وبين خلقه وواسطة بين الرسل وبين الامة واما الواسطة القسمية والواسطة بين الله وبين خلقه ان اراد بذلك اننا لا نستطيع ان نعبد الله ولا نعرف امره ونهيه الا بواسط الرسل فهذا حق وكذلك اذا جعل بين الرسل وبين عامة وبين عامة بين عامة الناس وبين امته علماء ومشايخ ودعاة يبقى انزلهم منزلة الحجاب بين الملوك والرعية وبين الوزراء ومنزلة الوزراء بين الملوك والرعية خاصة الملك الذين فيسألهم الناس يشفعوا لهم عند الملك فقال هؤلاء كفرة بالاجماع ومشركون بالاجماع يستتابون فان تابوا والا قتلوا يقول الشاب لطيف وهذا عين كلام العراق فانه زعم فانه زعم انهم وسائل يعني وساط يناديهم العبد ويسألهم والله يفعل لاجلهم والشيخ هنا وفي جميع كلامي جاز بان فاعل ذلك كافل يستتاب كما يستتاب المرتد. فان تابوا الا قتل. ولا فرق بين ان يسأل الولي والصالح مباشرة ويطلب الحاجة منه ان يسأله يسأله ويدعوه ان يدعو الله له لان في كلا الحالتين قد جعله واسطة بينه وبين الله عز وجل فالذي يقول يا عبد القادر يعني الذي يدعو عبد القادر بان يغفر له وبان يدخله الجنة بزعمه انه ان الله يفعل ذلك لاجله هو مشرك كافي الاجماع والذي يقول يا عبد القادر ادعو الله ان يغفر لي وكذلك جعله بمنزلة الواسطة بينه وبين الله عز وجل. ويدخل في قول شيخ الاسلام فهو كافر مشرك يستتاب والا قتل بمعنى ان من دعا من دعا الاولياء ليدعوا الله له وهم اموات ومن سألهم بدعوى انهم اقرب الى الله عز وجل هو في ذلك قد اتخذهم وسائط بمعنى الوساطة الباطلة الكفرية الشركية يقول هنا وهذا يأتي على ما زعمه يقول الشاب لطيف وهذا يأتي على ما زعمه العراقي ونسبه الى الشيخ النووي يجعل هذا شركا اصغر مر بنا سابقا ان هذا العراقي يجعل يجعل اه كلام شيخ الاسلام فيمن دعا غير الله واشرك به يجعل ذلك انه من الشرك الاصغر وان المجتهد فيه مغفور ومعذور اين هذا الكلام من كلام شيخ الاسلام هنا؟ وهو يراه مشرك كافر يستتاب الا قتل والا قتل وينقل في ذلك وينقل على ذلك الاجماع فاين هذا الكذب والافتراء الذي كذبه وافتراه العراق على شيخ الاسلام انه يرى الشرك انه يرى الشرك الاكبر انه من الشرك الاصغر وان المجتهد في معذور وان الله يغفر له. الى ان قال قال وانه لا يكفر المجتهد فيه وان كانت له شبهة او له حسنات ونحو ذلك مما تقدم من هذيان العراق فان كفر فاعل ذاك متخذ وساط في حاجات ومن امات ومن من ضروريات الدين التي تعلم من الاسلام بالضرورة. ثم قال الشيخ شيخ الاسلام يعني مكملا اه ينقل شر لطيف مكملا ما قاله في باب الواسطة. ثم قال الشيخ وهؤلاء المشبهون شبه الخالق بالمخلوق وجعله اندادا وفي القرآن من الرد عليه ما لا تتسع له هذه الفتوى فان الوسائط بين الملوك بين الناس تقول على احدى وجوه ثلاث يعني الوساطة تكون بين الملوك والسلاطين والامراء وبين عامة الناس هي على وجوه الثلاث. الوجه الاول اما لاخبار من احوال الناس ما لا يعرفون. بمعنى ان الملوك تحتاج لهؤلاء الحجاب ولهؤلاء الوزراء ولهؤلاء الخاصة ان تخبرهم عن احوال الناس ما لا يعلمون. وذلك ان الملوك لا يدرك ولا يعلم خفايا امته ولا يدري ما يقع في امتي فهو جاهل ويحتاج الى من يكمل جهله ويدل ويعلمه ما تحتاجه الامة. ومن شبه الله بذلك كان من هذا الباب كافر لان الذي ينزل هؤلاء بمنزلة الوسائط الذي ينزل هؤلاء بانهم بان بان بين الله وبين امتي وبين خلقه اما لاخبارهم ان الله لا يعلم فيحتاج الى من يعلمه باحوال باحوال عباده فمن قال ان الله لا يعلم ويحتاج من ويحتاج من ينبهه ويعلمه ويخبره باحوال عباده كفر بالاجماع لان وصف الله باي شيء وصى بالجهل ومن قال ان الله لا يعرف احوال العباد حتى يخبره بذلك بعض الملائكة والانبياء او غيرهم فهو كافر بل هو سبحانه يعلم السر واخفى. ولا يخفى عليه خافية سبحانه وتعالى لا في الارض ولا في السماء والوجه الثاني ايضا قال ان يكون الملك عاجز الملك عاجز عن تدبير رعيته فالملوك الملوك يتفاوتون من جهة قدرتهم ومن جهة دهائم ومن جهة اه حسن تدبيرهم. فملوك البشر يحتاج الملك ولو بلغ ما بلغ من القوة والتدبير يحتاج ايضا الى من يعينه في تدبير رعاياه وفي تدبير مملكته فالملك بحاجة الى اولئك واذا سأله الوزراء وسأل الناس الوزراء وسأل الوزير الملك فان فان الملك يقبل شفاعته لماذا لحاجة الملك الى هذا الوزير ولان الوزير يدل على كثير من الخفايا ويخبره ويعينه في تدبير الرعية وفي ادارة الملك من شبه الله من شبه الله عز وجل بذلك وان الله يحتاج الى من يعين على تدبير اموره وعلى تدبير خلقه وعلى تدبير عباده كان بذلك كافر بالله عز وجل. لان الله عز وجل هو القوي العزيز وهو الملك الذي له الغنى المطلق والقوة الملك المطلق سبحانه وتعالى وهو الغني عن كل ما سواه الغني عن كل عن كل ما سواه. والله يقول سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وقال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا اذا هذا الوجه الثاني قال وكل ما في الوجود من الاسباب فهو سبحانه خالقه كل ما في له من اسباب فالله خالقه وربه ومليكه فهو الغني عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه سبحانه وتعالى بخلاف الملوك وان بلغ الملك بابا بلغوا بخلاف بخلاف الملوك المحتاجين الى ظهرائهم وهو بالحقيقة شركاؤهم. والله سبحانه وتعالى ليس له شريك في الملك. لا اله الا هو وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولهذا لا يشفع عنده احد الا باذنه لا ملك ولا نبي ولا غيرهما لا ملك ولا نبي ولا غيرهما فان من يشفع عنده بغير اذنه فهو شريك في حصول المطلوب. لانه اثر به فيه بشفاعته حتى يجعله يفعل ما يطلب منه والله لا يفعل الا ما شاء ولا ولا يتجرأ ولا يشبع احد الا بعد ان يأذن الله له والله سبحانه وتعالى لا شريك له بوجه للوجوب وسمي الشفيع شفيعا لانه يشفع غيره ان يصير له شفعا عندما كان السائل واحد ثم طلب شفيعا يكون الشافع معه ثانيا له فيكون الوضوء قد ضم دعوته وقوله الى قول الذي سأله فيكون شفعا له اي زوجا وقد قال الله تعالى من يشفع شفاعة حسنة وليشفع شفاعة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها. الوجه الثالث اذا الوجه الاول ايش الوجه الاول انه انه يلزم من جعل الوساط بيننا وبين الله من من يجعل بينه وبين الله وصاة يدعوه ويرجوهم انه جهل الله عز وجل الله الله لا يعلم. فيحتاج من يخبره باحوال عباده وخلقه الوجه الثاني ان الله يحتاج الى من يعين في تدبير بتدبير خلقه وعباده وملكه. وهذا يضمن الكفر. الوجه الثالث ان يكون الملك غير مريد وليس مريدا لنفع رعيته والاحسان اليهم. ورحمتهم الا بمحرك يحرك من الخارج يعني حتى يأتي الوزير فيقول اعف عن هؤلاء سامح هؤلاء اعطي هؤلاء فهو لا يريد ان ينفع رعيته وامته الا اذا جاء الوزير وطلب منه ذلك. او خاصته وطلب منه ذلك يحتاج الملك اذا كان هذا حاله الى الى محرك يحرك من الخارج فاذا خاطب الملك ذلك المحرك ونصحه وعظه او من من يدل من يدلي عليه من يدلي عليه بحيث يكون يرجوه ويخافه تحركت ارادة الملك وهمته في قضاء حوائج رعيته اما لما يحصل في قلب من كلام الناصح الواعظ المشير واما لما يحصل من الرهبة من كلام المدلي عليه. والله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وهو على وهو ارحم بعباده من الوالدة بولده للوالدة بولدها وكل الاسباب انما تكون بمشيئته فالله ارحم بنا من انفسنا والله يريد بنا اليسرى ولا يريد بنا العسر الله يريد بنا الفلاح والنجاح والسعادة ولا يريد لنا العذاب والشقاء سبحانه وتعالى لا نحتاج ولا يحتاج العباد ان يسألوا غير الله لي ليستجيب الله دعاءهم بل يقول ربنا اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان الى ان قال واذا اجرى قال ما شاء ربنا كان وما لم يشأ لم يكن وهو اذا وهو اذا اجرى لك على العباد بعضهم على ايدي بعض فجعل هذا يحسن الى هذا ويدعو له ويشفع فيه ونحو ذلك فهو الذي خلق ذلك كله. هو الذي خلق الشافع هو الذي خلق المشفوع له. وهو الذي خلق الاسباب هو الذي اي خلق المسببات وهو الذي خلق حتى تحرك هذا الرجل لنفعك هو الذي خلقه ربنا سبحانه وتعالى فهو الذي اراد ذلك ولولا مشيئتهما حصل ماء حصل كما حصل شفاعة ذلك الشافع ولا نفعه لك فهو الذي خلق ذلك كله هو الذي خلق في قلب هذا المحسن والداعي والشافيرات الاحسان والدعاء والشفاعة ولا يجوز ان يكون في الوجود من يكرهه على خلاف مراده او يعلمه ما لم يكن يعلمه. او من يرجو الرب او من يرجوه الرب ويخافه. ولهذا قال وسلم لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ولكن ليعزم المسألة فان الله لا مستكرها او لا مكره له قال والشفعان الذي يشفعون عنده لا يشفعون الا باذنه. كما قال تعالى ولا يشفعون الا الا لمن ارتضى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له بخلاف الملوك فان الشافع عندهم قد يكون له ملكا وقد يكون شريكا وقد يكون مظاهرا له دعاء للملك وهؤلاء يشفعون عند الملوك بغير اذن الملوك والملك يقبل شفاعتهم تارة على انعامهم حتى لو عليه حتى انه يقبل شفاعة يقبل شفاعة ولده وزوجته بذلك. فانه محتاج الى الزوجة والى الولد حتى لو اعرض عن ولده وزوجته لتضرر لتضرر بذلك ويقبل شفاعة مملوكه فانه ان لم يقبل شفاعته يخاف ان لا يطيعه او ان يسعى في ضرره بمعنى ان الملوك يقبلون شفاعة من يشفع عندهم اي شيء اما رغبة واما رهبة واما ربنا فليس هناك من يخافه وليس هناك من يرجوه سبحانه وتعالى وشفاعة العباد بعضهم عند بعض كل من هذا من هذا الجنس فلا يقبل فلا يقبل احد شفاعة احد الا لرغبة او رهبة والله سبحانه وتعالى لا يرجو احدا ولا يخاف ولا يحتاج الى احد بل هو الغني. كما قال تعالى الا ان لله من في السماوات ومن في الارض وما يتبع الذي يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخلصون وقالوا قالوا اتخذ الرحمة وقالوا قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني لهما في السماوات وما في الارض وقال تعالى وما يتبع الذي يدعون من دون الله شركا وهذا استفهام انكاري. اي ليس مع اي ليس متبعا الذين يدعون من دون الله شركاء حجة ولا برهان وما يتبعون الا الظن وما هم الا يخرصون وبين تعالى ان ان من دعا من دون الله شركاء فليس معه علم وليس معه الا الظن والخرص والظن مفقود بالخرس وظن باطل غير مطابق للحق فان الخرس هنا معنى الكذب كقوله تعالى قتل الخراسون اي الكاذبون من ظن النماء هنا نافية فقد فسر العلم هو اخ بما هو خطأ كما كما قد بسط في غير هذا في غير هذا الموضع الى ان قال والمشركين يتخذون شفعاء من جنس ما يعهد من الشفاعة عند المخلوقين. كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ولا قل وتنبئون الله بما لا يعد في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون الى وساق ايات كثيرة تدل على ان الشفاعة لا تكون الا باذن الله ولا تكن لمن الا لمن ارتضى وان شفاعة غيرهم اي شفاعة اذا اختلت هذه اختلت هذه الشروط فهي الشفاعة المنفية وقد نفاها ربنا في كتابه في غير موضع كما قال تعالى بابطال شفاعة هذه الالهة وانها لا تنفع كما فقال فلولا نصره الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة بل ضلوا عنهم وذلك اذككم ما كانوا يفترون وكما قال الله عنهم ما نعبد الا ليقربون الى الله زلفى. وكما قال تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. اي يأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. وكما قال تعالى ادعوا الله قل ادعوا قل ادعوا الذين زعمتم من دون فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون تعود الى ربه الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه هؤلاء لتدعونهم وترجونهم لا يملك لكم نفعا ولا ضرا قال والخلاصة ان هنا ان من اثبت وسائط بين الله وبين خلقه كالوسائط لتكون بين الملوك والرعية وهذا الذي خلاصة ما ذكر بان اثبت وسائط بين الله وبين خلقك الوسائط تكون بين الملك ورعيته فهو مشرك بل هذا دين المشركين عباد الاوثان وكانوا يقولون ان هذه التماثيل منها تماثيل الانبياء والصالحين وانما وسائط يتقربون بها الله وهو من الشرك الذي انكره الله تعالى على النصارى حيث قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون وكانت عبادتهم بانهم دعوهم وسألوهم وانزلوا الحاجات بهم لينزلوها بالله عز وجل ويستجيب الله لهم ويتخذونهم شفعاء ويتخذونهم وصائب فهذا كفر بالاجماع من فعل ذلك فهو مشرك الشرك الاكبر خارج من دائرة الاسلام وكلام شيخ الاسلام هنا بعدما انها يدل على ان من سأل الاموات ودعاهم ولو زعم انه انهم لا ينفع ولا يظرون استقلالا وان الله هو الذي ينفع وهو الذي يظر. وانما ادعوهم لكونهم اقرب ولكونهم وسائل ولكونهم بسطاء ولكونهم شفعاء نقول اشركت بالله الشرك الاكبر ومن دعاهم ليدعوا الله له وليسألوا الله له فنقول ايضا قد اتخذتهم وسائط اتخذت الوسائط بينك وبين الله عز وجل فالله ليس بحاجة لاحد ان يبلغ سؤالك اياه وليس ربنا بحاجة لاحد ان يعلمه او يخبره بحاجتك وبما تسأله. فالله اقرب الينا من حبل الوريد سبحانه وتعالى يعلم كل شيء ولا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى والله يريد من الخير ويريد بنا اليسر وليس بحاجة الى من الى من الى من يسأله ويدعوه ليرحمنا او لرأف بنا اولياء او ليحن علينا سبحانه وتعالى بل هو ارحم بنا من انفسنا ومن امهاتنا وهو الذي يدبر ملكه ويدبر خلقه سبحانه وتعالى. فمن جعل وسائط بينه وبين الله فقد استنقص الله بهذه النقائص استنقصوا بان جعل الله ليس بعالم. اي جعل الله ليس بعالم. او وصف الله بالجهل وصف الله عز وجل بانه لا يستطيع ان يدبر امور عباده او ان الله لا يرد الخير بعباده ويريد منه الشقاء حتى يحتاج الى من الى من يلين الى من يلينه والى من يعطفوا علينا سبحانه وتعالى فهذا من لوازم من جعل بينه وبين الله وسائط نسأل الله العافية والسلامة. لهذا يكون انهى الدليل الاول وابطله واتى على اصوله. فنقضها نقضا كمل رحمه الله تعالى والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الشرك الاصغر ضابطه هو كل ما وصف بانه شرك ولم يصل بصاحبه الى الشرك الاكبر الرياء شرك واضح الرقوة التمام والتولة شرك. هذه جاء فيها اطلاق لفظ الشرك منكرا. نعم فالاصل في هذه الالفاظ ان نقول انها شرك اصغر الا الا ان يقارنها شيء ينقلها الى الشرك الاكبر وكل ما كان وسيلة الى الشرك الاكبر وابن الشرك الاصغر الصحيح لا لا يغفر طيب لكن يدخل تحت الموازنة الموازنة. الموازنة حسنات السيئات. نعم واما الشرك الاصغر فلا يغفر. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دونك من يشاء الشرك الاصغر لا يغفر ونحصل عليك يقول ورد في وصف الدجال انه اعور العين اليمنى. نعم. يقول وفي رواية في الصحيح العين اليسرى وانها ممسوحة فما وجه الجمع يعني اختلف بها العلماء في مسألة الجمع بين هذه الاحاديث. منهم من رأى ان العين ان عوار العين اليمنى انها مطموسة لا يرى وان عوار العين اليسرى انها قبيحة وناتية وبارزة اي انها بارزة وناتئة بارزة وناتئة كالكوكب الدري والخلاف بين الروايات هل العين اليمنى هي العوراء او العين اليسرى للعوراء والاصوب ان عوار الدجال في عينه اليمنى ان عينه اليمنى عورة واليسرى بارزة وذلك ان هذا الدجال ناقص وكل ما كان نقصا فهو اولى به وعواره اليمنى انقص من عوار عينه اليسرى وحيث ورد عوار اليمنى فهو المقدم. تقول عين اليمنى هي العوراء وعين اليسرى هي البارزة وقيل طافية من الطفوة والبروز وقيل آآ طافية من من الذهاب والغور طفيت حتى لا يبقى لها نور وغارت في في في رأسه حتى ذابت واصبحت داخلة داخل الجو في هذه هي العين اليمنى انها ذابت عينه اجحرت في رأسه حتى صارت داخلة في داخل في داخل الرأس والعين الاخرى بارزة ناتئة بارزة كانها كوكب دري نسأل الله العافية والسلامة السؤال الثاني يقول ورد في حديث الجساسة انه عظيم الخلق كما في قول تميم فاذا فيه اعظم انسان يقول وجاء في حديث انه قصير فما وجه الجنة الدجال فتنته الدجال فتنته عظيمة الدجال فتنته عظيمة. وما خلق الله فتنة اعظم واكرم فتنة الدجال. منذ ان خلق ادم الى ان يقبض الله الارض من عليها ليس هناك فتنة على الناس اعظم من الدجال اعظم من الدجال وهو على الراجح ان خلقه ان خلقه فيه شيء من العظم كما قال تميم فما ان تراه رجل اعظم خلقة منه بمعنى انه رجل عظيم ومع ذلك ومن عظم خلقه هو افحج اف حج لانه افحج ولعل الذي يعني كونه قصير كونه قصير انه قصير واعور العين اليمنى وافحج اه هذي في جاءت في الصحيح وكلاه في الصحيح فيجمع بينهما اه ان رواية كونه اعظم يعني خلقه عاني كبير وخلقه كذا ان هي المقدمة كونه خلق كبير هي المقدمة فعبارة قصير يعني انه قصير في عين من رآه قد يجعل الله عز وجل ان له آآ خلقة عظيمة لكن من رآه يحقره الله عز وجل بعيني ويقصروا لكن تحتاج الى يحتاج الى مراجعة ونظر في اصح الروايات واقواها من جهة الاسناد فتراجع ان شاء الله الصور الثالثة يقول هل ثبت صفة الجلوس لله عز من جهة الحديث المرفوع من جهة عين مرفوع فلبينت بذلك حديث صحيح النبي صلى الله عليه وسلم لكن من معاني من معاني الاستواء فسرها اهل السنة بانه يجلس على سرير الملك يجلس على عرشه وهذا لا اشكال فيه الاستواء من العلو والارتفاع والجلوس ايضا انه يجلس على يجلس على هذا العرش فجاء ذلك عن جميع من السلف ولا اشكال فيه ولكن نقول من معاني الاستواء من معانيه العلو والارتفاع والاستواء والصعود والاستقرار هذي كلها من معاني الاستواء فلا حرج في ذلك