الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله تعالى في منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داوود فصل قال العراقي الدليل الثاني قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. قال البدوي الذين يدعوهم يشركون قال ابن عباس قال ابن عباس هم عيسى وامه وعزير والملائكة يبتغون الى ربهم اي يطلبون الى ربهم الوسيلة. كلما ما يتقرب به الى الله ايهم اي ينظرون انهم اقرب الى الله تعالى واعلى جاه يتوسلون به ويستشفعون به الى ربهم. ومعنى الاية ان الكفار يعبدون الانبياء والملائكة على انهم اربابهم كما قال تعالى ولا تمركم ان تتخذوا الملائكة والذين رباب يأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. فيقول الله تعالى لهم اولئك الذين تعبدون قلوبهم يتوسلون الى الله بمن هو اقرب. يعني فهم محتاجون الى احد يشفع لهم بطلبهم منهم وابتغائهم. فكيف تجعلونهم اربابا؟ وهم عبيدهم مفتقرون الى ربهم ومتوسلون الى من هو اعلى مقاما منهم اليه قال الشيخ رحمه الله تعالى والجواب ان يقال لولا ما يقصده المؤمن من رد هذه الاقوال الظالمة الكاذبة التي تتضمن الكذب على الله في كتابه وتغيير دينه والقول عليه بغير علم فما جازت هذا الافك ونقله والله سبحانه ذكر اقوال واعدائه واعداء رسله في معرض الرد لها والتسجيل على ظلالة اهلها فاما ما نقلهم عن البغوي فقد حرفه وكذب فيه وهذا وهذه عبارة البغوي نسوقها بحروفها قال في قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة يعني الذين يدعونهم يشركون الهكم ويعبدونهم. قال ابن عباس ومجاهد ام عيسى وامه وعزير الملائكة والشمس والقمر والنجوم. يبتغون اي يطلبون الى ربهم الوسيلة اي القربة. وقيل الوسيلة الدرجة العليا اي يتضرعون الى الله لطلب الدرجة العليا وقيل الوسيلة كل ما يتقرب به الى الله عز وجل. وقوله ايهم اقرب معناه ينظرون ايهم اقرب الى الله. ويتوسلون به. وقال الزجاج ايهم اقرب يبتغي الوسيلة الى الله ويتقرب اليه بالعفو ويتقرب اليه بالعمل الصالح. هذه عبارة اللغوي بحروفها وقد تصرف فيها فيها هذا الضاد فحذف منها قول ابن عباس والشمس والقمر والنجوم. وحرف قوله يطلبون الى ربهم الوسيلة اي القربة. فقال العراقي كل ما الى الله. وعبارة البغوي القربى وحذف قولا لغوي وقيل الوسيلة للدرجة العليا اي يتضرعون الى الله في طلب الدرجة العليا. وزاد في قوله ينظرون ايهم اقرب الى الله. فقال العراقي واعلى جاه. وزاد ويتشفعون به الى ربهم هذا تحريف لكلام اللغوي والرجل يشتهي ان يأخذ ما يهوى ويدع ما هو ما هو الاولى والاقوى. فاول عبارة ترد قوله ينظرون ايهم اقرب الى الله فيتوسلون به. لان الشمس والقمر والنجوم لا ادى منهم ذلك والملائكة وعزير وعيسى لم يرد نقم ولا حجة ولا برهان على ان بعضهم يسأل الله ببعض ويتوسل به ويقصده في حاجات ومماته فما قاله الرغوي هنا غير مسلم. وقد تقدم كلام المفسرين وانهم لم يرتبطوا هذا ولم يقله احد منهم ما تقدم قول ابن كثير في تفسير انه لا خلاف بين المفسرين في ذلك وتقدم قول ابن الجليل بعدم عراقه عن هذا كله وتمسك وتقدم قول نعم قول ابن جرير رضي الله عنه البيضاوي عندي انا عندك في نفس القول تقدم المفسرين قدم قول ابي حفص قال فعدل العراقي عن هذا كله وتمسك بالمتشابه كما قال ابن القيم وعرض النصارى عن الاصول المحكمة وتمسكوا بالمتشابه على ان عبارة اللغوي ليس فيها ولا شاهد دليل من عباد القبور بل هي تدل على خلافه فان التوسل الذي يشير الذي يشير اليه وينصرف الاسم اليه عند الاطلاق والتوسل الشرعي ومنه دعاء المؤمنين بعضهم لبعض كالاسباب العادية وقد يراد بالتوسل في عرف بعض الناس. سؤال الله تعالى بحق اوليائه وعلى كل فليس به دليل من دعاء الموت والغائبين كما يفعله عباد القبور من الضالين المشركين ويحتمي وانه اراد بقوله ان ينظر ايهم اقرب فيتوسلون به معنى صحيحا شرعيا. واولى اقتداء بهم وسلوك سبيلهم اثرهم اثارهم. قال تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداه المقتدر. وقد يتعين هذا الاحتمال لوجوب احسان الظن بالعلماء. وقول العراقي ومعنى الاية ان الكفار يعبدون الانبياء والملائكة على انهم ارباب يريدوا به ان المشركين يعتقدون ان الهتهم تخلق وترزق وتدبر وهذا قد ربه القرآن وابطاله في غير موضع كما تقدم والعراقي يلجأ الى هذا لئلا يدخل ما فعله عباد القبور فيما نهى عنه القرآن من اتخاذ الآلهة من دون الله. وعبادتها معه. وهذا لازم العباد القبور لا مهية والحكم يدور مع علته والقرآن قد كفر المشركين وانكر عليهم دعاءهم غير الله ومحبته كمحبة الله وتعظيم ما يدعى معه سبحانه بالذبح والنذر وسائر العبادات قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله. وقال قل ادعوا الذين زعمتم من دوني فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. وقال ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به الاية. وقال تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وقال تعالى وان المساجد لله فلا مع الله احدا. والايات من معنى كثيرة يبين الله تعالى انه كفرهم وانكر عليهم وتوعدهم بالنار على عبادة غيره ودعاء سواه. والعبادة فعل العبد الذي هو الحب مع الله والخضوع والتعظيم والدعاء رغبا ورهبا. واطلاق الارباب على الاية في قوله تعالى ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار وقوله ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ونحو ذلك انما يراد به ما ذكرنا بان المعبود قد يسمى وهذا مما لا خلاف فيه بين المفسرين بل السيد مسمى ربه. فتنبه لهذا وقد زل بهذه الشبهة كثير من المنتسبين للعلم والدين. قال شيخ الاسلام رحمه الله التوحيد الذي جاء فيه الرسل انما يتضمن اثبات الالهية لله وحده. بان يشهد ان لا اله الا الله ولا يتوكل عليه ولا يوالي الا هو ولا يعادي الا فيه. ولا يعمل الا باجره. وذلك يتضمن ما اثبته الله لنفسه من اسماء وصفات. قال تعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وقال تعالى وقال الله لا تتخذوا اله نزين انما هو اله واحد. وقال تعالى ومن يدعو مع الله اله اخر لا برهان له به فانما عند ربه انه لا يحب الكافرون. واخبر عن كل نبي من الانبياء انهم دعوا الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له. وقال قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه قال لكم ان الله منكم وبما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم عداوة والبغضاء ابدا. حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال عن المشركين انه كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ويقولون انا لتارك الهتنا شاعر مجنون وهذا في القرآن كثير وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية وهو اعتقاد ان الله وحده خالق العالم كما يظن ذلك من يظن من اهل الكلام والتصوف ويظن هؤلاء انهم اذا اثبتوا وذلك بالدليل فقد اثبت غاية التوحيد وانه اذا شهدوا هذا وفنوا فيه وقد فنوا في غاية التوحيد فان الرجل اوقر بما يستحق من الصفات نزهه عن كل ما يتنزل عنه واقر بهم وحده وخالق كل شيء لم يكن موحدا حتى يشهد ان لا اله الا الله. ويقر بان الله وحده هو الاله المستحق للعبادة. ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له الاله هو المألوف المعبود الذي يستحق جميع العبادات. ليس هو المعنى القادر على الخلق فاذا فسر فاذا فسر المفسر الاله. بمعنى القادر على الاختراع واعتقد ان هذا اخص وصف الاله فجعل اثبات هذا للغاية في التوحيد كما يفعل ذلك يفعله المتكلمة الصفاتية هو الذي يقولونه عن ابيه الحسن واتباعه واتباعه لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نصره فان المشركين العرب كانوا مبتدين بان الله وحده خالف كل شيء وكان مع هذا المشركين. قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. قال طائفة من السلف نسأله من خلق السماوات والارض فيقولون الله ومع هذا ليعبدون غيره قال تعالى كنتم تعلمون الى قوله فانا تسحرون وليس كل من اقر بان الله رب كل شيء وخالقه يكون عابدا لله دون ما سواه. داعيا له دون ما سواه واجيا له خالفا منه دون ما سواه. يوالي فيه ويعادي فيه ويطير ونطيع رسله ويأمر ويأمر بما امر به وينهى عما نهى عنه وعامة المشركين قرب ان الله خالق كل شيء. واثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به ويجعلون قال تعالى ان يتخذوا من دون الله شفعاءكم او لو كانوا لا يملكون شيء ولا يحكمون ولله الشفاعة جميعا. وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله. ان قولي سبحانه وتعالى عما يشركون. قال تعالى ونقدمون فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتمناكم وراء ظهوركم. وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وظل عنكم ما وقال ومن الناس من يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم في حب الله. ولهذا كان من اتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها. وينسك لها ويتقرب اليها ثم يقول ان هذا ليس بشرك وانما الشرك اذا اعتقدت ان اعتقدت وانها المدبرة لي واذا جعلتها سببا وواسطا لم اكن ومن المعلوم بالاضطرار من دين المسلمين ان هذا شرك انتهى. فتأمله فان فيه حكاية قول السلف سلف هذا العراقي. وفيه ان ما قاله العراقيين يعلم بالاعتبار من دين الاسلام والله المستعان. واما قول العراقي فيقول الله تعالى اولئك الذين تعودونهم يتوسلون الي بما هو اقرب يعني فهم محتاجون فقد كذب على الله ما على الله سبحانه وتعالى هذا المعنى ولا اراده. تبارك وتقدس عما يقولون عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ما اجرى هذا المتكلم الله على كتابه وعلى دينه وذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون. وقد تقدم قول المفسرين وقول شيخ الاسلام ان هؤلاء المدعوين عبيده. كما ان الداعين عبيده وانهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ونعوذ بالله من اقتحام تلك المهالك والتوثب على تلك الدرجات التي تهوي بصاحبها الاسفل سبيل. قال تعالى انما حرم ربه الفواحش وظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق من تشرك بالله ما لم يجز به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال تعالى ان الذين يلحدون باياتنا لا خوفنا علينا فمن يوقى في النار خير ام يأتي امنا يوم القيامة؟ اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى فيما نقله من ادلة عراق التي يحتج بها على عبادة غير الله عز وجل ودعاء الصالحين والاستغاثة بهم قال رحمه الله تعالى فصل قال العراقي الدليل الثاني قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب قال البغاوي الذين يدعونهم المشركون الهة قال ابن عباس هم عيسى وامه وهم عيسى وامه وعزير والملائكة يبتغون الى ربهم اي يطلبون الى ربهم الوسيلة ان يطلبوني ربي الوسيلة بهم ويستشفعون به الى ربهم هذا ما نقله العراقي عن البغوي محرفا مبدلا مغيرا كما سيأتي ايضاح ذلك ثم فسر ما فهمه من كلام البغوي فقال ومعنى الاية ان الكفار يعبدون الانبياء. والملائكة على انهم اربابا كما قال الله تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون واراد العراقي بهذا الفهم ان يقصر شرك الكفار اي كفار قريش وعبدة الاوثان على انهم كفروا باعتقادهم ان تلك الاوثان وتلك الاصنام وتلك الالة التي يدعونها تنفع وتضر استقلالا ويعتقدون فيها التدبير واذا احتج بهذا على قوله اربابا اي يعتقد فيهم معنى الروبية حتى اذا اتى على معتقده الفاسد والباطل ان من دعا غير الله واستغاث بغير الله عز وجل وهو يعتقد ان الله هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت. فانه لا يسمى بذلك مشركا. ولا يكون بذلك كافرة لان الكفر والشرك متعلق باعتقاد القلب عندهم. اي لابد ان يعتقد ان الالة التي يعبدها ويدعوها تنفع تضر من دون الله وتتصرف في هذا الكون فذكر هذا المعنى ليحتج بها على معتقده الفاسد ثم ذكر ايضا فيقول الله تعالى لهم اولئك الذين تعبدونهم هم يتوسلون الى الله بمن هو اقرب هم يتوسلون الى الله بمن هو بمن هو اقرب بمعنى يعرفهم محتاجون الى احد يشفع لهم بطلبهم منه وابتغاؤهم فكيف تجعلون اربابا وهذا فهمه السقيم الفاسد حيث وصف الرسل عيسى عليه السلام وكذلك موسى وغيره من الانبياء انهم كانوا يطلبون شفاعة من هو اقرب الى الله منهم فوصف وصف رسل الله عز بهذا المعنى على انهم كانوا يشركون بالله تعالى الله تعالى تعالوا وتنزهوا عن قوله علوا كبيرا عظيما فهو يقرر ان الرسل كانوا ينظرون الى من هو اقرب بمعنى ان عيسى يتوسل الى يدعو يدعو موسى ليقربه الى الله عز وجل ويتوسل الى موسى ليقربه الى الله. وهكذا موسى الى من هو اعلى منه فهذا الذي فهمه هذا العراقي وهو فهم يدل على فساد معتقده وعلى وعلى بطلان ما يقوله عليه من الله ما يستحق قال وهم عبيد مفتقرون لربهم ومتوسلون لمن هو اعلى مقاما لمن هو اعلى مقاما منهم اليه. هذا ما احتج به العراقي فقال الشيخ رحمه الله تعالى والجواب ان يقال لولا ما يقصده المؤمن من رد هذه الاقوال الضالة الكاذبة التي تتضمن الكذب على الله وتحريف كتابي وتغيير دينه والقول على الله عز وجل بغير علم وكذلك ايضا الكذب على رسل الله عز وجل وصفهم وصفهم بالاوصاف التي لا تليق لا تليق الا بمن هو من افجر خلق الله عز وجل ومع ذلك يقول لما جاز حكاية هذا الافك ولا شك ان بطلان هذا القول اوضح واجلى من ان يبين بطلانه ويجلى فساده لكن من باب احقاق الحق وتبيين ما يقوله هؤلاء الكذبة يقول لما جازت حكاية هذا الافك ونقله والله سبحانه وتعالى ذكر اقوال اعدائه واعداء رسلي في معرض الرد لها وابطالها والتسجيل على ضلالة اهلها فلاجل هذا يقول الشيخ اللطيف لاجل هذا ذكرنا هذا القول الذي حكاه هذا العراقي واستدل به على جواز شركه بالله عز وجل والا فهو اوضح من ان يبطل لكن من لما لما جاز لما ذكر الله عز وجل اقوال اعدائه واعداء رسله في معرض الرد على اهلها وابطالها كذلك ننقل ما قاله العراق الا ببيان بطلان قوله وفساده وحتى لا ينسب اليه ما لم يقله قال فاما ما نقله عن البغوي. اتى اولا الى ما نقع البغوي فقد حرف وكذب فيه. يقول فاما ما نقله عن البغوي فقد حرفه وكذب وكذب فيه وعبارة البغوي تسوقها بحروفها اي ساذكر كقول البغوي كما في كتابه قال في قول الله تعالى اولئك الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة قال البغوي يعني الذين يدعونه المشركون الهة ويعبدونهم ويعبدون. قال ابن عباس ومجاهد هم عيسى وامه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم فلما ذكر البغوي هذا اول اول كذب وتحريف لهذا لهذا الافاك انه حذف وازال عبارة الشمس والقمر النجوم لان الشمس والقمر والنجوم لا يمكن ان يتوسل به على قول هذا العراقي فقصر التوسل بعيسى وامه وعزيم والملائكة. وحذف الشرس والقمر والنجوم التي تبطل قوله يبتغون يقول البغي يبتغون اي يطلبون الى ربهم الوسيلة ثم قال المراد بالوسيلة اي القربة. فافاد ان قوله القربى هو قول عامة المفسرين ان المراد الوسيلة هو التقرب الى الله الاعمال الصالحة. ذكر ذلك البغي ثم قيل وقيل الوسيلة الدرجة العليا. اي يبتغون لربهم الدرجة العليا كما قال الله كما قال كما نقول في دعائنا في خاتمة الاذان واتي محمد الوسيلة والفضيلة. وقد اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم الوسيلة هي درج الجنة في اعلى دراج الجنة لا يوم لا تنبغي الا لعبدي وحده وارجو ان اكون هو وهي منزلة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال البغوي وقيل الوسيلة كل ما وقيل وسيلة درجة العليا ان يتضرعون الى الله في طلب الدرجة العليا. بمعنى ان عيسى وموسى والملائكة وغيرهم من رسل الله عز وجل هم ايضا يسألون يتقربون الله بالطاعات على قول ان الطاء الوسيلة هي القربى وعلى قول الدرجة العليا انهم يتقربون الى الله لكي ينالوا الدرجة العليا وقيل الوسيلة كل ما يتقرب به الى الله عز وجل. اي تعود الى المعنى الاول. اذا قلنا هي القربة وكل ما يتقرب به الى الله عز وجل فان كل ما يتقرب الى الله عز وجل هو اي شيء هو العمل الصالح. وكل ما يتقرب الى الله عز وجل هو العمل الصالح ايهم اقرب؟ بمعنى معناه ينظرون ايهم اقرب الى الله فيتوسلون به. هذا القول هو الذي يؤخذ على البغوي بمعنى ينظرون ايهم اقرب الى الله الا ان يقال ان مراده بقوله ينظرون ايهم اقرب بمعنى من الاعمال الصالحة ومن القربى التي تقرب الى الله عز وجل. فيستقيم المعنى ويكون قوله موافقا لقول عامة المفسرين ولقول اكثر اهل لقول المفسرين جميعا. فيتفق فيتفق الاقوال على المعنى فيكون معنى قوله ينظرون ايهم اقرب الى الله فيتوسلون به ان ينظرون الى افضل الوسائل من الاعمال الصالحة سواء قلنا اذا قلنا القربة هي كل ما يتقرب الى الله عز وجل. ينظرون الى افضل الاعمال التي تقرب الى الله بها الى الله عز وجل كما مر بنا في قصة الثلاثة الذين اواهم الغار وانطبقت عليهم الصخرة. كل سأل الله عز وجل بافضل عمله وسع الله عز وجل بافضل عمله فيكون الرسل الانبياء اللي ذكروا في هذا في هذا في هذا المعنى ايضا يتقربون الى الله بافضل بافضل القرب التي تقربهم الى الله عز وجل وليس فيها ما استدل به العراقي وانهم يتوسل بعضهم ببعض ويتوسل عيسى بامه وامه بعيسى وعيسى بموسى وما شابه ذلك اذا ليس في قول ايهما اقرب؟ يبتغي الوسيلة يقول ايهم اقرب الى الله فيتوسلون بهم وقال الزجاج ايهم اقرب يبتغي الوسيلة الى الله ويتقرب اليه بالعمل الصالح وهذا موافق ايظا لما نقل عن ائمة اهل التفسير. اذا ايهم اقرب يبتغي للوسيلة؟ اي انهم هم يتقربون الى الله بالاعمال الصالحة ويتقرب الى الله بالعمل الصالح قال الشيخ عبداللطيف هذه عبارة البغوي بحروفها وقد تصرفي هذا الظال فحذف منها قول ابن عباس الشمس والقوي النجوم وحرف قوله يطلبون لرب الوسيلة هاي الغرفة قال العراقي كل ما يتقرب به الى الله وانما قال ايش؟ قال القربة وقالت درجة العالية وقال كل ما يذكر الله. وعبارة البغوي القربى وحلف قول البغوي وقيل الوسيلة الدرجة العليا اي يتضرعون الى الله بطلب الدرجة العليا. وزاد في قوله ينظرون ايهم اقرب الى الله. فقال العراقي واعلى جاها فزاد اعلى جاها حتى يتفق مع قوله انهم يتوجهون ببعضهم البعض الى الله عز وجل ويتشفعون به الى ربهم. هذه العبارة واعلى جاها ويتشفعون به الى ربهم هي من قول هذا العراظ الكاذب المفتري ولم يكن هذا في قول البغوي رحمه الله تعالى. وانما زاد هذه العبارة ليستقيم له المعنى الذي اراد وليستدل به على باطله وعلى منحرف قوله الذي اراد ان يستدل به والا هذه العبارة واعلى جاها ويتشفعون به الى ربهم هذه عبارة كذب فيها العراقي وافترى على البغوي فيما نقله عنه وهو خصيمه وهو خصيمه يوم القيامة وانما زاد هذا يحتج بهذا القول على تجويز الاستغاثة وطلب الشفاعة من الاموات والاولياء. ثم قال الشيخ عبداللطيف والرجل يشتهي او يتشهى يأخذ ما يهوى ويدع ما هو يدع ما هو الاولى والاقوى فاول عبارة البغوي ترد قوله هذا الرجل تتشهى فيأخذ ما يناسب قوله ويترك ما يخالفه فاخذ ويدعه الاولى والاقوى. فاول عبارة البغوي فلتقل القربى الوسيلة هي ايش القربى لماذا لم تأخذ بهذه المقولة التي توافق قول المفسرين؟ لماذا لم تأخذ بقوله عندما قال الدرجة العليا التي هي معنى الوسيلة في تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم ايضا فهو انما اراد ان يأخذ ما يوهم عندما قال ايهم ينظرون ايهم اقرب الى الله فيتوسلون به ففهم فحمل هذه العبارة التي اراد العراق ان يحملها ما لا تحتمل فحملها انهم ينظرون ايهم اقرب الى الله جاها ففسرها باي شيء جاهل وانزله وفسرها بانهم يتوسلون بمعنى يستشفعون يستشفعون به. فترك ما سبق وهو الاولى وهو وهو القول الاول والاصل اذا بقى الانسان قولا انه ينقل الاصح اولا ثم يتبعه بعد ذلك بما هو دون ذلك من جهة القوة ولكن العراق حيث انه يتشهى وهو صاحب هوى اخذ ما يريد به ان يلويه الى ما يناسب اعتقاده الفاسد قال ايضا وحدث ايضا قوله قال فاول عبادة الله ترد قوله وقوله ينظرون ايهم اقرب فيتوسلون به لان الشمس والقمر النجوم لا يتأتى منهم ذلك يعني هل الشمس القمر تنظر الى ما هو اقرب فتتوسل به الى الله عز وجل الشمس والقوي النجوم لا تتوسل وان مخلوقات خلقها الله عز وجل لوظيفة وظفها الله اياها. لا يتأتى منهم ذلك. والملائكة وعزير وعيسى لم يرد. اي لم ينقل عن عيسى ولا عن عزير ولا عن الملائكة بحجة او برهان او دليل من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان بعضهم كان يسأل الله ببعض او يتوسل الله ببعض ويقصد في حاجات وملمات كما قال البغوي هنا غير مسلم. اذا لو سلمنا العبارة ارادها العراق وحمل قول البغض في قوله ينظرون ايهم اقرب الى الله فيتوسلون به لو قلنا ان هذه العبارة اراد البغي هي ما اردت انهم يتوسعون الاقرب لقلنا لم يصب اللغوي في ذلك فقد اخطأ. والذي اظنه وهو يناسب لقول البغي في اول ما فسر به هذه الاية انه اراد والله اعلم انهم ينظرون ايهم الى الله من الوسائل من الوسائل والاعمال الصالحة فيتوسلون بها وليس المعنى انهم يتوسلون ببعضهم البعض فيكون البعض ينظرون ايهم اقرب الى الله اي من تلك الوسائل فيتوسلون بها وهذا وهذا الصواب وقد قال بعد ذلك وقد تقدم كلام المفسرين وانهم لم يرتضوا هذا ولم يقله احد. يعني لو سلمنا جدلا ان البغوي لان عيسى وامه والملائكة عزير انهم كان يتوسلون ببعضه البعض لقيل ان هذا القول قول شاذ وقول لم يقله احد من اهل العلم ولم يقله احد من المفسرين وقد تقدم كلام اهل التفسير ونقل ابن كثير في قال لا خلاف بين المفسرين في ذلك ان اللغة دي وسيلة هي القربى التي تتقرب بها الى الله عز وجل قال وتقدم قوله وبحفص هنا خطأ لعله ابي قوله وتقدم قول ابي جعفر الذي هو ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ولذا في النسخة التي في النسخة الاخرى قال وتقدم قول ابن جرير فيكون البعض تقدم قول ابي جعفر فحفص وجعفر يكون بينهما تقارب والبيضاء والجلالين فعدل العراق عن هذا كله وتمسك بالمتشابه كما قال القيم واعرض لصارع الاصول المحكمة وتمسكوا بالمتشابه. وهو كما اصول اصول اهل الضلال والفساد يتركون المحكمات ويتبعون هنا المتشابهات كما ذكر الله ذلك عنهم فاما الذي يقول المزين فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. ثم ثم قال على ان على ان عبارة البغوي ليس فيها شاهد لو سلمنا جدلا ان عبارة البغوي هو صحيح ما اراد وان البغوي اراد التوسل ان ان عيسى كان يتوسل بامه وامه تتوسل بعيسى وعزير وهكذا ليس فيها شاهد ما احتج بها ما احتج له العراقي. فالعراقي لا يقتصر عنده التوسل بان تتوسل بجاه الصالح والاولياء. وانما يفسر التوسل باي شيء استغاثة ودعاء الاموات وسؤالهم من دون الله عز وجل. فلاجل هذا قال الشيخ ليس فيها شاهد ولا دين اه لعباد القبور بل هي تدل على خلاف فان التوسل الذي يشير اليه وينصرف عليه عند الاطلاق والتوسل الشرعي دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ومنه دعاء المؤمنين المؤمنين بعض لبعض كالاسباب العادية وقد يراد بالتوسل في عرف بعض الناس سؤال الله بحق اوليائه سؤال الله عز وجل بحق اولياءه وعلى كل فليس في دليل دليل لدعاء الموتى والغائبين كما يفعل عباد ومن الضالين والمشركين. اذا ليس فيه حجة في سياق العراق لهذا القول عن البغوي واحتجاجه بهذه الاية على ان ما يفعله القبوريون والمشركون من عبادة الاولياء والصالحين اي اي حجة. لان هذا اذا سلمنا من صحته فالمراد به التوسل والتوسل يسأل الله متوسلا بشيء من مخلوقاته. وذكرنا ان التوسل ينقسم الى توسل من؟ مسموم محمود او توسل مشروع توسل ممنوع فالتوسل مشروع ويتوسل الى الله باسمائه او صفاته او بالاعمال الصالحة. والتوسل ويتوسل في خلقه او بجاه الاولياء والصالحين او بذواتهم فهذا توسل بدعي لا يجوز قال ويحتمل انه اراد بقوله ان ينظر ايهم اقرب ويتوسل به بمعنى صحيح شرعي وهو الاقتداء بهم وسلوك سبيلهم واقتفاء اثارهم قال الله قال اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدى. يقول الشيخ ويحتمل انه اراد بقوله اي اراد البر بقوله ان ينظر ايهم اقرب فيتوسلون به بمعنى هذا معنى ثالث. وذكرنا المعنى الاول المعنى الثالث يكون معنى ايش؟ ان عيسى وعزير والملائكة وامه ينظرون الى الرسل قبلهم باي شيء تقربوا الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة فيقتدون بهم يعني مثلا موسى تقرب الى الله عز وجل بصيام اربعين يوما. فقربه الله وكلمه الله اتى من بعده فنظر الى ان موسى عمل افضل عمل وهو صيام مثلا ففعل مثل فعله. فاصبح المعنى ينبغي اقرب اي ايهما ايهم اقرب؟ توسل الله بقربة فقبلت منه. فيفعل الذي بعده مثل الذي فعل الذي قبله وهذا معنى صحيح. اذا المعنى الاول انه بيتقربوا الى الله عز وجل بافضل القرب واحسنها وافضلها واحب الى الله عز وجل هذا المعنى والمعنى الثاني ان ينظروا ايهم اقرب فيتوسلون به اي يتوسلون بما عمل من الاعمال الصالحة حتى تكون منزلتهم مثل منزلته وقول العراقي ومع الاية ان الكفار يعبدون الانبياء والملائكة على انهم ارباب يريد به ان المشركين يعتقدون ان الهتهم تخلق وترزق وتدبر وهذا قد رده القرآن وابطله في غير موضع كما تقدم تقريره. والعراقي يلجأ الى هذا لئلا يدخل لئلا يدخل ما يفعله عباد القبور فيما نهى عنه القرآن. من اتخاذ الالهة من دون الله. كما بينت قبل قليل انه عض قال اربابا حتى اه يخرج عباد القبور من مشابهة عباد الاوثان. ولذا مما رده الشيخ محمد رحمه الله تعالى من الشبه ان من شبه من قالوا كيف تشبهوننا باناس يعبدون الاحجار والاشجار والاوثان؟ ونحن انما نعبد الاولياء والصالحين وهؤلاء مشركون بالله مشركون بالله عز وجل ولا يشهدون الشهادتين ونحن نشهد الشهادتين ونقر بان الله هو الخالق الرازق المدبر ونعتقد ان الله هو المدبر وحده. اما كفار قريش وهؤلاء الوثنيون فكانوا يعتقدون في الهتهم التدبير والنفع والضر. وهذا ما قاله العراقي هنا هو نفس الذي كان يفعله اولئك المشركون فاراد ان اراد بهذا القول ان يخرج عباد القبور من انهم يعبدون غير الله عز وجل وان كفار قريش انما كفروا لانهم اعتقدوا في الهتهم التي يعبدونها النفع والظر وانها اربابا تدبر الكون مع الله عز وجل قال وهذا لازم العباد يقول لا محيص عنه. يقول الشيخ وهذا قد رده القرآن وابطله. في غير موضع. كما تقدم تقريره والعراقي يلجأ الى هذا لان لا يدخل ما يفعله عباد القبور فيما نهى عنه القرآن. من اتخاذ الالهة من دون الله. وعبادتها معه. وهذا لازم لعباد القبور لا بحيص عنه والحكم يدور بعلته والقرآن كف كفر المشركين وانكر عليهم بدعاء غير الله ومحبة سواه وتعظيم ما يدعى معه. بالذبح والنذر وسارع بالايات قال الله تعالى ومن الناس من يترد الله اندادا يحب كحب الله وقال تعالى قل ادعو الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهانه به. وقال الا ولا تدوم ولا تنم من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. وقال تعالى وان المساجد فلا تدعو مع الله احدا. والايات في هذا المعنى كثير فكفرهم لانهم كانوا يدعون غير الله عز وجل مع الله سبحانه وتعالى. فكانوا اذا ركبوا الفلك وشيء اشتد بهم الموج اخلصوا لله عز وجل. واذا كانوا في الرخاء اشركوا معه غيره سبحانه وتعالى. وقد الله عز وجل ان هؤلاء كانوا يقرون بان الله هو خالقهم. كما قال تعالى ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن ليقولن الله بل كانوا اذا لبوا تلبية الحج يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريك تملكه وما ملك اي انك يا رب بل انت الذي تملك هذا الشريك وانت اللي تدبره ومع ذلك سماهم الله كافرون سماهم ربنا كافرون ولاياته المعنى كثيرة يبين تعالى انه كفرهم وانكر عليهم وتوعدهم بالنار على عبادة غيره ودعاء سواه. والعبادة فعل العبد الذي هو الحب مع الله والخضوع والتعظيم والدعاء رغبة ورهبة واطلاق الارباب على الالهة كقوله تعالى اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار بمعنى هذه الاية تعبدونها وتدعونها خير ام الله وقول ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ونحن انما انما يراد بما ذكرنا لان المعبود يسمى ايظا ربا. فكل معبود ربا حيث انه صرف له شيء من معاني الروبي ومعاني الالهية وهذا مما لا خلاف الذي بين المفسرين بل السيد يسمى ربا فتنبه لهذا فقد زل بهذه الشبه الكثير من المنتسبين للعلم والدين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى التوحيد الذي جاءت به الرسل انما يتضمن اثبات الالهية لله وحده بان يشهد ان لا اله الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يوالي الا له ولا يعادي الا فيه ولا يعمل الا لاجله وذاك يضمن ما اثبته الله لنفسه من الاسماء والصفات. قال الله تعالى والهكم والهكم اله واحد. لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وقال تعالى لا تتخذوا الهين اثنين انما واله واحد فاياي فارهبون. وقال تعالى ومن يدعو من الله الها اخلى برهانه به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون واخبر ان كل نبي الانبياء انهم دعوا الناس لعباد الله وحده فقال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومنا براء منكم ما تعبدون لله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى انهم كانوا يقولون لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهة شعب جود وهذا كثير في القرآن. اذا ليس المراد التوحيد مجرد وهو اعتقاد ان الله هو الخالق الرازق الان كما يظن ذاك من يظن من اهل الكلام والتصوف. ويظن هؤلاء انهم اثبتوا اذا اثبتوا ذلك بالدليل فقد اثبتوا غاية التوحيد. وهذا الذي انتهى اليه غاية ما يقول المتكلمون بان الاله هو الخالق القادر على الاختراع. الرازق المدبر ويفسرون لا اله الا الله بمعنى الغني ما سواه الفقير اليه ما عداه. فالمتكلمون من الصفات وغيرهم يفسرون توحيدا لله بتوحيد الربوبية انه لا يكفر الا اذا اعتقد في في معبوده الذي يعبده انه له حق التصرف في هذا الكون قال هنا وانهم اذا شهدوا هذا فنوا فيه فقد فنوا في غاية التوحيد فان الرجل لو اقر بما يستحق الرب من الصفات ونزه عن كل ما يتنزه عنه واقر بانه وخالق كل شيء لم يكن موحدا حتى يشهد ان لا اله الا الله. بمعنى لو ان عبدا اقر بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحمد واثبت له الاسماء ولم يقر بانه المعبود وحده لم ينفعه ذلك. فكفار قريش والوثنيون من من من اهل الجاهلية كانوا تعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر ومع ذلك لم يدخلوا في دائرة الاسلام. ولذا ذكر شيخ الاسلام بن محمد بن في قواعده الاربع ان ان كفار قريش كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر ومع ذلك لم يدخلوا لم يدخلوا في الاسلام اقرارهم بذلك. كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. بمعنى ان منهم انهم مؤمنين بالله لكن ايمانهم مدخول. فهم يؤمنون به ويشركون معه كما قال طالب السلف تسأل من خلق السماوات والارض؟ يقولون الله ومع هذا يعبدون غيره. هم يقول الله هو الخالق وهم يعبدون غيره كما قال الله تعالى قل لمن قلبت الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقول الله قل افلا افلا تذكرون؟ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجر ان كنتم تعرفون لله قل فانى تسحرون. ان لله والمألوه المعبود الذي يستحق العبادة ليس هو معنى القادر على الخلق فاذا فسر فاذا فسر المفسر الاله بمعنى القادر على الاختراع واعتقد ان هذا اخص وصف الاله فجعل اثبات هذا هو الغاء في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وهو الذي يقولون هو الذي يقولونه او ينقلونه عن ابي الحسن واتباعه من الاشاعرة. لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسله. ولذلك اذا فتشت في كتب المتكلمين لا تجد عندهم توحيد الالوهية الالوهية ولا يفسرونه الا بمعنى بالله بمعنى الربوبية الا بمعنى تفسير الا بمعنى توحيد الربوبية. قال وعامة المشركين يقول الشيخ وعامة المشركين قال قبلك فليس كل من اقر بان الله رب كل شيء وخالقه يكون عبدا له. دون ما سواه. وداعيا له دون ما سواه. راجيا له خائفا منه دون ما سواه. يوالي في يعادي فيه ويطيع رسله ويأمر بما بما امر ويأمر بما امر به وينهى عن ما نهى عنه. وعامة المشركين اقروا بان الله خالق كل شيء. واثبتوا شفعاء الذين يشركون يشركونهم به ولذا يقول كثير من هؤلاء ان كفار قريش انما كفروا من جهة انهم اعتقدوا في الالهة التي التصرف الا تتصرف في هذا الكون وان لها حق التدبير. ووجعلوها اردانا مع الله عز وجل فقصروا الكفر والشرك منهم على اعتقادهم بان بانهم يعبدون بانهم بانهم يخلقون ويميتون ويحيون ثم ذكر ادلة دالة على انهم كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق كما قال تعالى عنهم بذكر انهم اقروا اقروا بربية الله وانه الخالق الرازق ومع ذلك قال الله عنهم ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيء ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا. وقال تعالى ويعبدون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله. اذا ماذا يعتقد المشركون في الهتهم يعتقدونها شفعاء انها تشفع عند من؟ عند الله عز وجل فهم في اتخاذهم اياهم شفعاء دليل وواضح وبين انهم لا يعتقدون فيها التصرف التصرف التفرد بالتصرف وانما هم بمنزلة الشافع الذي يشفع عند بيده تدبير الامور وقالتا ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهورك وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون. اي جعلتمهم شركاء باتخاذهم شفعاء وقالت ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله. ولهذا كان من اتباع هؤلاء من يسجد للشمس اي ولهذا كان من اتباع هؤلاء اي من اتباع هؤلاء المشركين. ممن اتى بعد القرن الرابع والخامس من يسجد الشمس والقمر والكواكب ويدعوها ويعتقد ان انها تتصرف في الكون وينسك او يتقرب اليه ثم يقول ان هذا ليس بشرك ولذلك كان الرازي قد فسر في فسر قد كتب كتابا في دعاء الكواكب دعاء الكواكب ولا تتصرف في هذا الكون يقول ثم يطمئن هذا ليس بشرك وانما الشرك اذا اعتقدت انها المدبرة اما اذا جعلتها سببا بواسطة لم تكن بذلك ومن المعلوم بالاضطراب من دين المسلمين ان هذا شرك يقول ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية انتهى كلامه انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. اي منهم من هؤلاء الذين جوزوا عبادة الكواكب يقول هو مسلم ومع انه يدعو غير الله وهذا بلا خلاف بين المسلمين ان ذلك شرك قال الشابيطي فتأمله فان فيه حكاية قول سلف هذا العراقي. اذا هاي عراقي سبقه بهذا القول اسلاف له من اهل الضلال ومن اهل الفجور والشرك وقال في وقال العراقي مثلما قال اولئك المشركون قبله. وفيه ان ما قاله العراقي شرك يعلم بالاضطرار من دين الاسلام اذا قال العراق وقرره هو الشرك الذي ارسلت الرسل لابطاله وختم بالرسل محمد صلى الله عليه وسلم يبطل هذا الشرك واما قول العراقي اولئك الذين تعبدونهم يتوسلون اليهم من هو اقرب يعني فهم محتاجون فقد كذب على الله معنى سبحانه وتعالى هذا المعنى وفسر الله به شيء بمعنى اولئك لتعبدونهم اي تعبدون عزير وتعبدون عيسى وتعبدون امه يتوسلون الي بمن هو اقرب عيسى وامه وعزير والملائكة يتوسلون الى الله بمن هو اقرب بمعنى انهم يتشفعون الى الله بمن هو اقرب. فهم محتاجون فقد كذب على الله معنا سبحانه وتعالى هذا المعنى ولا اراده تبارك وتعالى وتقدس عما يقول الظالمون علوا كبيرا وقد تجرأ ايضا على من على رسل الله عز وجل وقدح فيهم اعظم القدح. حيث جعلهم يشركون بالله عز وجل او يفعلون امورا من كرة محرمة لا تجوز تبارك ثم قال تبارك وتقدس عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ما اجرأ هذا المتكلم على الله وعلى كتاب وعلى دينه فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يوما يوعدون. وتقدم قول المفسرين وقول شيخ الاسلام ان هؤلاء المدعوين عبيده عبيد كما ان الداعين عبيده وانهم يرجون رحمته ويخافون عذابه. ثم ختم هذا الفصل بقوله فنعوذ بالله من اقتحام تلك المهالك والتوثب على تلك الدرجات التي تهوي بصاحبها الى اسفل سافلين ثم استدل ذكر قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. فما اجرى هذا العراقي افتراءه وقوله على الله ما ما لم يقل وتقوله على الله ما لم يقل وقوله على الله بلى وقوله على الله ما لا ما لا يعلم فقال تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امن يوم القيامة؟ اعملوا ما شئتم ان بما تعملون بصير وقد لقي هذا العراقي ربه فالله خصيمه والله خصمه سبحانه وتعالى ورسله ايضا والله يحكم فيه ويقضي فيه بما شاء سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد