ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان الله سبحانه وتعالى خلق هذا الانسان ليكون عبدا لله جل وعلا مؤتمرا بامره منتهيا عما نهى الله تبارك وتعالى عنه قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولا تكونوا فهذه العبودية الا بالخضوع لله والذل بين يديه جل في علاه وبطاعته سبحانه وتعالى بامتثال امره والانتهاء عما نهى عنه تبارك وتعالى والله عز وجل حكيم عليم لا يأمر عباده الا بما فيه خير وفلاح وسعادة لهم في الدنيا والاخرة ولا ينهاهم تبارك وتعالى الا عن ما فيه شر وضر عليهم في الدنيا والاخرة والعاقل من يجاهد نفسه في هذه الحياة على طاعة الله تبارك وتعالى وحسن التقرب اليه والله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وان من المتأكد على المسلم الحريص على سعادة نفسه في الدنيا والاخرة ان يحرص على طاعة الله عز وجل فعلا للاوامر وتركا للنواهي وكل ذلك طاعة لله وكله داخل في الايمان بالله سبحانه وتعالى لان الايمان كما انه يشمل اعلى الاوامر فانه كذلك يشمل ترك النواهي وكما ان فعل ما امر الله سبحانه وتعالى به ايمان فان ترك ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ايمان وكما انه تقرب الى الله جل وعلا بفعل اوامره فانه كذلك يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالبعد عما نهى عنه ولهذا فان العلماء رحمهم الله تعالى كما انهم قد الفوا كتبا ومؤلفات نافعة في بيان اعمال الايمان التي يطلب من المسلم فعلها والقيام بها والمواظبة عليها فانهم كذلك في الوقت نفسه كتبوا كتبا في بيان ما نهى الله عنه لان المسلم كما انه مطالب بالعلم بما امر الله به ليعمله فهو كذلك مطالب بالعلم بما نهى الله عنه ليجتنبه وان من لا يعرف ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه كيف يتحقق منه الاجتناب والابتعاد وهو لا يعلم وكيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يجتنب الذنوب من لا يعرفها ولا يعرف خطرها ولا يعرف سوء مغبتها ومضرتها على صاحبها في الدنيا والاخرة ومن هنا كتب غير واحد من اهل العلم كتبا في الكبائر وبيانها ولا شك ان المسلم مطلوب منه ان يعرف الكبائر معرفة يقصد بها اجتناب الكبائر والبعد عنها اذ كيف يجتنبها وهو لا يعرفها ولا يعرف خطرها وهل استمرأ كثير من الناس الكبائر اوغلوا فيها وارتكبوها واقترفوها الا بسبب عدم العناية بهذا العلم العظيم العلم الشريف المبارك ومعرفة الكبائر بقصد اجتنابها والحذر منها والبعد عن اقترافها ولا شك ان اجتناب الكبائر بوابة عظيمة لصلاح الامور استقامة الاحوال والفوز برضا الله سبحانه وتعالى والمدخل الكريم يوم يلقى العبد ربه جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما تنظر هذا الاثر العظيم المبارك المترتب على معرفة الكبائر واجفنا بها والبعد عنها طاعة لله سبحانه وتعالى وتقربا اليه جل في علاه وقد دلت نصوص الشرع نصوص كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ان الذنوب على قسمين قسم كبائر بهذا وصفت بهذا وصفت في كتاب الله وفي سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وذنوب صغائر ويدون الكبائر والكبيرة جاء ذكرها في كتاب الله في ايات عديدة في مثل قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وكل كبير وصغير مستطر والايات في هذا المعنى كثيرة وجاء ايضا ذكرها في سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه وسيمر علينا جملة من النصوص الادلة ادلة الكتاب والسنة في ذكر ذلك وبيانه وسيأتي ايظا الكلام في بيان الفرق بين الكبيرة والصغيرة وكيف يميز المسلم بين كبائر الذنوب وصائرها وما يترتب على ذلك ولا شك ان هذا باب عظيم للغاية من ابواب العلم يحتاج اليه كل مسلم وكما اشرت العلماء رحمهم الله تعالى كتبوا في الكبائر كتبا نافعة ومن هذه الكتب كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى هو كتاب عظيم جدا في بابه وسبق ان جلسنا مجالس في مدارسة هذا الكتاب. كتاب الامام الذهبي رحمه الله تعالى الكبائر. هو كتاب عظيم جدا وينصح باقتنائه والاستفادة منه وينصح ايضا باهداءه للاولاد والشباب والبنات وحثهم على قراءته حتى ينسى على معرفة بهذه الاثام وخطرها فيكون على حذر منها. اما اذا نشأ الشاب نشأة لا يعرف هذه الذنوب ولا يعرف خطرها وفي الوقت نفسه دواعي هذه الذنوب في هذا الزمان كثيرة جدا وابواب الشر كثيرة جدا فاذا لم ينسى الشاب نشأة فيها تحصن بالعلم الشرعي والمعرفة بهذه الامور وبهذه الذنوب وخطورتها فانه ينشأ نشأة فيها خطورة عليه من هذه الذنوب لكنه ان نسى متعلما متفقها متبصرا في دين الله فان العلم الذي حصله باذن الله تبارك وتعالى يحجزه عن هذه اه الذنوب ويقيه منها بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة لان العلم يضيء لصاحبه طريقا وينير له سبيلا ويميز به بين الحق والباطل والهدى والضلال موجبات رضا الله سبحانه وتعالى وموجبات سخطه سبحانه وتعالى كذلكم من الكتب العظيمة في هذا الباب كتاب الكبائر لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وهو كتاب عظيم جدا في بابه وجمعه رحمه الله جمعا دقيقا ورتبه ايضا ترتيبا دقيقا نافعا جدا لطالب العلم وطريقة الشيخ رحمه الله في عموم مؤلفاته ومصنفاته معروفة وذلك بعظيم عنايته بالادلة كلام الله تبارك وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وحسن جمعه لها وترتيبها وتبويبها بيان ما يستفاد منها من المعاني العظيمة والدلائل المباركة وهذا الكتاب كتاب الكبائر لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى هو من جملة الكتب التي الفت في هذا الباب وينصح العناية به والافادة من مضامينه العظيمة ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يفقهنا اجمعين في ديننا وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الكبائر وقول الله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. نكفر عنكم سيئاتكم الاية وقوله تعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. الاية روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار او لعنة او غضب او عذاب وله عنه قال هي الى سبع مئة اقرب منها الى سبع غير انه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار ولعبد الرزاق عنه هي الى سبعين اقرب منها الى السبع قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما بدأ رحمه الله هذا الكتاب المبارك بسوق بعض الايات من كتاب الله جل وعلا في بيان ان الذنوب منها ذنوب وصفت بانها كبائر وصفت بانها كبائر في غير ما اية من كتاب الله ولا شك ان وصفها بهذه الصفة دليل على خطورتها وعظم مضرتها وسوء عاقبتها على فعلها فهي ذنوب وصفها رب العالمين بانها كبائر عظائم شنائع كبيرة مما يدل على خطورة هذه الذنوب وهذا يتطلب معرفة بهذه الذنوب معرفة يقصد بها تجنب هذه الذنوب والبعد عنها وعدم الوقوع في شيء منها والله سبحانه وتعالى في هذه الاية هو الايات التي جاءت في هذا الباب وساق المصنف رحمه الله تعالى شيئا منها امر عباده باجتناب الكبائر باجتناب الكبائر في هذه الاية قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه فامر باجتناب الكبائر وخص الكبائر بذلك وهذا ايضا يدل على خطورة الكبائر على خطورة الكبائر على العبد وعظم مضرتها على فاعلها في دنياه واخراه وان الواجب على العبد المسلم ان يجتنب الكبائر وان يحذر منها وهذا الامر باجتناب الكبائر جاء في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال اجتنبوا السبع الموبقات والاجتناب يعني بعد الانسان عما نهي عنه بحيث يكون هذا الذي نهي العبد عنه في جانب بعيد عن الانسان. لا يقتربه ولا يحوم حول حماه ويكون بعيدا كل البعد عن الوقوع فيه. اجتنبوا اي اجعلوا هذه الكبائر في جانب بعيد عنكم جعلوها في جانب بعيد لا تقربوها اياكم فعلها واقترافها وكونوا على حذر من ذلك ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه تنهون عنه اي ينهاكم عنه رب العالمين سبحانه وتعالى في كتابه وينهاكم عنه رسوله صلوات الله وسلامه عليه وهذه الاية جاءت في سورة النساء في اوائلها وقبل هذه الاية من بدء السورة بسورة النساء نهى الله جل وعلا عن جملة كبيرة من الامور ولهذا جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كل ما نهى الله عنه من اول هذه السورة اي سورة النساء الى قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فهو كبيرة كل ما نهى الله عنه من اول هذه السورة الى قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه فهو كبيرة وهذا ليس حصرا للكبائر في ما ذكر في هذا الموضع وانما بيان ان هذه النواهي التي جاء ذكرها في هذه السورة من اولها الى هذه الاية ثم ختم ذلكم السياق بقول الله سبحانه وتعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه دال على ان ما ذكر قبلها من النواهي فهو من الكبائر وداخل في جملة الكبائر وسيأتي ضابط اهل العلم فيما تعرف به الكبيرة وتميز به الكبيرة عن الصغيرة قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم نكفر عنكم سيئاتكم وهذا فيه ذكر ثمرة عظيمة من ثمار اجتناب الكبائر والبعد عنها اجتنابي الكبائر والبعد عنها ان من ثمرة ذلك تكفير السيئات اي فيما دون الكبائر لان الكبائر اجتنبت لان الكبائر اجتنبت وابتعد عنها العبد فكانت الثمرة تكفير السيئات اي التي هي دون الكبائر السيئات التي دون الكبائر وهي صغائر الذنوب وصغائر الذنوب تكفرها او يكفرها فعل الطاعات ويكفرها كذلك اجتناب الكبائر. لان اجتناب الكبائر معدود في الطاعات من جملة الطاعات التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى اجتناب الكبائر والبعد عنها فهذا الاجتناب والبعد عن الكبائر هو معدود في جملة الطاعات وفي جملة القربات التي يتقرب اليها العبد الى الله سبحانه وتعالى بها فتكون مكفرة للسيئات مثلما ان الصلاة مكفرة مثلما ان الصيام مكفر مثلما ان الحج ايضا مكفر الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه كما ان هذه الطاعات العظيمة مكفرة فان طاعة اجتناب الكبائر مكفرة للذنوب فان طاعة اجتناب الكبائر مكفرة للذنوب مكفرة للسيئات وابن ادم خطاء وكثير الاخطاء كثير التقصير كل بني ادم خطاء فهذه الطاعات الحسنات العظيمة مكفرة لسيئاته ولهذا قال الله جل وعلا ان الحسنات يذهبن السيئات ان الحسنات يذهبن السيئات من جملة الحسنات التي تذهب السيئات حسنة اجتناب الكبيرة هذي حسنة عظيمة حسنة عظيمة جدا ارأيتم شخصا يعرض له باب من ابواب الفتنة تعرظ له مثلا امرأة ذات حسن وجمال تدعوه الى نفسها تغريه فيترك ذلك خوفا من الله يترك ذلك خشية لله يترك ذلك بعدا عن سخط الله سبحانه وتعالى كم هي من حسنة عظيمة دالة على ان قلب هذا الانسان فيه خشية لله وخوف من الله ومراقبة لله سبحانه وتعالى فتجنب الذنب خوفا من ربه وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى فلا شك ان هذه حسنة عظيمة حسنة عظيمة قام بها العبد ولهذا كانت مثل هذه الحسنات من اعظم الوسائل في التقرب الى الله سبحانه وتعالى وقصة الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة في الغار احدهم توسل الى الله سبحانه وتعالى باجتنابه فاحشة الزنا بعد ان كانت نفسه مولعة بذلك وحريصة على ذلك لكن المرأة التي كان مولعا بها وعظته وخوفته بالله وقالت له كلمة عظيمة اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فقام بعد ان جلس على شعبها الاربع قام تقوى لله عز وجل قام تقوى لله سبحانه وتعالى فلا شك ان هذه حسنة عظيمة اجتناب الكبائر خوفا من الله وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى لا شك انها حسنة عظيمة يترتب عليها ما يترتب على غيرها من الحسنات من تكفير السيئات ان الحسنات يذهبن السيئات قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وندخلكم مدخلا كريما والمدخل الكريم يتناول الفوز برظا الله سبحانه وتعالى عن عبده ويتناول ايضا الفوز بالدخول بجنته والنجاة من سخطه جل وعلا فكل ذلكم يتناوله قوله جل في علاه وندخلكم مدخلا كريما ولهذا الكبائر اجتنابها اجتناب الكبائر من ثماره العظيمة واثاره العبد على واثاره على العبد في دنياه واخراه انه يفوز بالمدخل الكريم يفوز بالمدخل الكريم ومما يتناوله ايضا المعنى هنا ما يقع للعبد باجتناب الكبائر من انشراح الصدر وراحة البال وهناءة العين والبركة في الرزق والحياة هذا كله داخل والله يقول من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا في الدنيا ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. اي يوم القيامة يوم يلقون الله جل وعلا. ولهذا ينبغي ان يعلم ان اجتناب الكبائر طاعة لله سبحانه وتعالى له اثار مباركة وعوائد حميدة على العبد في الدنيا اضافة الى ما اعده الله سبحانه وتعالى له يوم القيامة من الاجر العظيم والثواب الجزيل والمدخل الكريم قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى الذين يجتبئ الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. ان ربك واسع المغفرة الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وهذا ايضا مقام فيه الحث والحظ على اجتناب الكبائر والبعد عنها الذين يجتنبون كبائر الاثم اي كبائر الذنوب مما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ونهى عنه رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والفواحش الفواحش اي ما فحش من الذنوب سواء القولية او الفعلية ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء والفواحش يطلق هذا الوصف على الذنوب التي تناهت في فحشها وقبحها وسوئها فالذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم الا اللمم واللمم هو صغار الذنوب صغار الذنوب وسيأتي الفرق او الضابط الذي يعرف به الفرض بين الذنوب كبيرها وصغيرها قال رحمه الله تعالى روى ابن جرير اي الطبري رحمه الله تعالى في كتابه التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار او لعنة او غضب او عذاب كل ذنب ختمه الله بنار او لعنة او غضب او عذاب وهذا التعريف للكبيرة من احسن ما عرفت به وذكر ضابطا لمعرفتها من احسن ما عرفت به وذكر ضابطا في معرفة الكبيرة وهذا الضابط الذي ذكره الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما ضابط بذكر العلامة التي تعرف به الكبيرة ضابط بذكر العلامة التي تعرف به الكبيرة فاذا عرفت الكبيرة بعلامتها سواء ما ترتب عليها من حد او عقوبة في الدنيا او ما ترتب عليها ايظا من حد او او ما ترتب عليها من عقوبة في الاخرة اذا عرفت الكبيرة بعلامتها فان ما دون ذلك هو الصغيرة ولهذا قال غير واحد في ذكر تعريف الصغيرة قال هي ما دون الحدين هي ما دون الحدين اي ما دون ما جاء فيه عقوبة في الدنيا او عقوبة في الاخرة من لعن او غضب او سخط او غير ذلك من العلامات التي تدل على ان الامر كبير قال الكبيرة كل ذنب ختمه الله بنار ختمه الله بنار ذكره للختم هنا ذكره للختم على اعتبار انه الغالب لكن لو قدم اللعن على ذكر الذنب فانه يتناول كذلك ولهذا تأتي نصوص كثيرة في السنة لعن الله من فعل كذا لم يختم النص باللعن ولكنه من الكبائر فذكره للختم على اعتبار ان الغالب في نصوص القرآن تذكر العقوبات بعد ذكري الذنوب الاثام فتذكر ثم يذكر ما يترتب عليها من عقوبة قال ختمه الله بنار او لعنة او غضب او عذاب ختمه الله بنار اي تهدد فاعله بادخاله النار تهدد فاعله بادخاله النار او ذكر غضبه سبحانه وتعالى على فاعله او لا انا فاعله سبحانه وتعالى وتهدده بالعذاب هذا كله علامات تعرف بها الكبيرة ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه الذنب الذي يختم بمثل ذلك بذكر العذاب او ذكر الغضب او ذكر اللعنة او اه ذكر الوعيد فهذا كله من العلامات التي تعرف بها الكبيرة كذلكم ذكر العلماء رحمهم الله تعالى مضافا الى ذلك مما يفيد ان ابن عباس رضي الله عنهما ما ذكر هذه الامور الاربعة حاصرا معرفة الكبيرة بها التي هي اللعنة والغضب والنار والعذاب لم يذكر ذلك على سبيل الحصر وانما هذه علامات علامات تعرف بها الكبيرة فما كان من هذه الامور او او من قبيلها مثلها فانه علامة ودليل على الكبيرة ومما يدخل في الكبائر ما جاء في السنة من نافي الايمان عن فاعله من نفي الايمان عن فاعله هذا دليل على انه كبيرة. فمثلا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر اين يشربها وهو مؤمن فهذه هذا النفي للايمان من شرب الخمر عمن زنا دليل على ان هذا الذي نوفي عن فاعله الامام من كبائر الذنوب من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ولهذا استحق ان ينفع عن الايمان وهذا له نظائر كثيرة ينفى الايمان ونفي الايمان لا لا يكون الا في الامور الكبيرة لا يكون في ترك المستحبات او فعل المكروهات وانما يكون نفي الايمان اما في تركي واجب او في فعل محرم من كبائر الذنوب وهذه قاعدة معروفة عند اهل العلم ان نفي الايمان لا يكون الا على ترك واجب او فعل محرم او فعل محرم ولهذا النفي نفي الايمان في مثل قوله لا يزني الزاني وهو حين يزني وهو مؤمن نفي الايمان هنا نفي لكمال الايمان الواجب وليس نفيا لكماله المستحب لان الايمان ايمانان ايمان واجب وايمان مستحب ايمان واجب وايمان مستحب فالنفي هنا نفي للايمان الواجب نفي عنه الايمان الذي اوجبه الله عليه لان الله اوجب عليه البعد عن هذه الكبائر واوجب عليه فعل تلك الواجبات والطاعات فلا يأتي نفي الامام في النصوص واحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الا بترك واجب اوجبه الله على عباده او في فعل محرم مما حرمه الله سبحانه وتعالى على عباده كذلك مما تعرف به الكبيرة ما جاء في النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس منا من فعل كذا ليس منا من غشنا فليس منا فما يأتي فيه هذا هو من قبيل نفي الايمان ليس منا ليس منا ليس المراد بقوله ليس منا اي انه كافر لما يعتقده الخوارج ليس المراد به ايضا ليس منا اي ليس من خيارنا كما هو فهم المرجئة وانما الحق قوام بين ذلك. فالذي يفعل هذه الامور ارتكب كبيرة عظيمة وذنبا عظيما استحق به ان يقال في حق من فعل ذلك ليس منا ليس منا اي ليس على الهدي المرضي والجادة المستقيمة هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهذه صحابته الكرام من فعل ما اوجب الله البعد عما يسخط جل في علاه قال الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار او لعنة او غضب او عذاب وله اي ابن جرير عنه اي ابن عباس قال هي الى سبع مئة اقرب منها الى السبع هي الى هي اي الكبائر الى سبع مئة اقرب منها الى السبع جاء في الحديث اجتنبوا السبع الموبقات اجتنبوا السبع الموبقات وذكر في في في الحديث ذنوب هي من اكبر الكبائر واعظمها لكن لم يكن الحديث حاصرا للكبائر في هذا العدد لم يكن حاصرا للكبائر في هذا العدد فاذا مراد ابن عباس رضي الله عنهما التنبيه على ذلك ليست الذنوب محصورة في السبع التي جاءت في الحديث اجتنبوا السبع الموبقات بل هي بل هي كثيرة ولهذا اختار الرقم هذا الذي هو سبع مئة ما قال اربع مئة مثلا ولا قال ثلاث مئة او اه ست مئة قال هي الى سبع مئة اقرب. لماذا؟ لان العرب من عاداتهم استعمال هذا العدد للتكفير لا يراد به العدد نفسه وانما يريدون به التكفير اذا ارادوا ان يكفروا في باب العشرات قالوا سبعين سبعين فيفهم من قولهم سبعين ان كثير يعني مثلا آآ قرابة الثمانين قرابة التسعين قرابة الستين كثير لكنه يعطي هذا اللفظ دلالة على كثرته في العشرات ان كان كثرة مئات يكون سبع مئة ما يريدون العدد نفسه السبع مئة لا يريدون بذلك العدد نفسه السبع مئة وانما يريدون ان ان كثرته بهذا الوصف ان كان في باب المئات قال سبع مئة وان كان في باب العشرات قال سبعين يستعملون هذا العدد للتكفير استعملونه اه التكفير ولا يراد به العدد عينه والعدد نفسه فاذا قوله رضي الله عنه هي الى سبع مئة اقرب ان الكبائر كثيرة جدا ان الكبائر كثيرة جدا لا انها بهذا العدد تحديدا انها كثيرة جدا قال هي الى سبع مئة اقرب منها الى السبع غير انه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار لا كبيرة مع الاستغفار اي ان من يقع في الكبيرة ويندم ويستغفر ربه جل وعلا ويتوب اليه لا تبقى كبيرة تمحى يتوب الله عليه والله سبحانه وتعالى غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات فقوله لا كبيرة مع الاستغفار اي انها بالاستغفار والتوبة وصدق الرجوع الى الله سبحانه وتعالى تمحى تمحى ولا تبقى ولا صغيرة مع الاصرار الصغيرة عندما يصر عليها الصغيرة عندما يصر عليها فاعلها ويداوم عليها ويواظب على فعلها تتحول به الى كبيرة لان الاصرار على الصغائر يجر الانسان الى ما هو اعظم من ذلك يجر الى ما هو اعظم من ذلك لانه يضعف فيه الخوف والمراقبة لله سبحانه وتعالى فيجره الى ذلك ولهذا الانسان لا يتهاون في الصغائر يستمرئها لانها بريد لما بعده لانها بريد لما بعده وتجر الى ما ورائها فلا يتهاون بها ويقول هذه الصغيرة والامر ليس فيها مشكل يداوم عليها واظب عليها فانها تجره الى ما وراءها ولهذا انظر في الاية الكريمة قال الله عز وجل قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم قدم غض البصر على حفظ الفرج لان اطلاق البصر يفضي الى ماذا يفضي الى عدم احصان الفرج يجر الى ما وراءه ولما نهى سبحانه وتعالى عن الزنا قال ولا تقربوا الزنا لم يقل لا تزنوا قال ولا تقربوا الزنا لان النهي عن الزنا نهي عنه وعن كل الاسباب والوسائل التي تفظي اليه وتؤدي بالانسان الى فعله قال ولعبد الرزاق اي الصنعاني صاحب المصنف رحمه الله تعالى وله ايضا في كتاب التفسير كتاب في التفسير ولعل النقل عن تفسيره تفسير الصنعاني ولعبد الرزاق عنه اي عن ابن عباس هي الى سبعين اقرب منها الى السبع هي الى السبعين اقرب منها الى السبع وايضا العدد هنا كما تقدم المراد به التكفير المراد به التكثير وعدد من اهل العلم اعتمدوا ذلك اعتمدوا ذلك قول قول ابن عباس هي الى السبعين اقرب فجمعوا في الكبائر سبعين كبيرة جمعوا في الكبائر سبعين كبيرة ومن هؤلاء الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر جمع فيه سبعين كبيرة فالشاهد آآ ان العدد هنا ليس عددا حاصرا ليس عددا حاصرا ومن جمع السبعين لعله جمع باعتبار هذا العدد الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما وان لم يكن لي الكبيرة في هذا العدد اي انها لا تزيد عن السبعين ولا تنقص هذا ليس مرادا من كلامه رظي الله عنه وانما المراد انها اه كثيرة ومتعددة واذا قيل ان هذا القول سبعين والاول سبع مئة يمكن ان يجمع بين بينهما ان الكبيرة الواحدة قد يتفرع منها كبائر هي من جنسها هي من جنس هذه الكبيرة فيكون سبعين باعتبار الاصول والسبع مئة باعتبار ما يتفرع عنها باعتبار ما يتفرع عنها واحيلوا الى مرجعين مهمين جدا للغاية باب التفريق بين الكبيرة والصغيرة الاول كتاب مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام اه ابن تيمية رحمه الله تعالى المجلد الحادي عشر صفحة ست مئة وخمسين وما بعدها. المجلد الحادي عشر الصفحة ست مئة وخمسين وما بعدها والمرجع الثاني كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله المجلد الاول الصفحة ثلاث مئة وواحد وعشرين وما بعدها الصفحة ثلاث مئة وواحد وعشرين وما بعدها فان هذين الموظعين فيهما من التقرير المتين البيان البين في الفرق بين الكبيرة والصغيرة ما لا تجده في موضع اخر ويمكن ايضا ان يضاف الى ذلك مقدمة كتاب الكبائر للذهبي رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب اكبر الكبائر في الصحيحين عن ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا وقول الزور الا وشهادة الزور ما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت قال رحمه الله تعالى باب اكبر الكبائر باب اكبر الكبائر وهذا الباب البدء به وتقديم باوائل هذا الكتاب في غاية المناسبة لان من اه المهم جدا والمفيد ان يبدأ اول ما يبدأ باكبر الكبائر واعظم الذنوب قال باب اكبر الكبائر وهذا يستفاد منه ان الكبائر نفسها ليست على مستوى واحد ولا على قدر واحد بل متفاوتة كلها توصف بانها كبائر لكنها بعضها اكبر من بعض وبعضها اعظم من بعض ولهذا جاء في الحديث الذي ساقه المصنف الا انبئكم باكبر الكبائر اذا الكبائر آآ هي نفسها متفاوتة هي نفسها متفاوتة بعضها اكبر من بعض بل ان الكبيرة الواحدة كبيرة الواحدة تعظم ويزداد عظمها بحسب ايضا ما يقترن بها ويحتف بها يعني على سبيل المثال كبيرة الزنا كبيرة الزنا اذا كانت هذه الكبيرة مثلا في في شهر حرام وكانت او كانت مثلا في بلد حرام او كانت ايظا في حال فاضلة او كانت مثلا بذوي المحارم او غير ذلك فان جرم الجرم في ذلك يعظم او بحليلة الجار نص على ذلك في الحديث ولعل سيأتي عند المصنف بما يحتف بها ايضا تعظم الكبيرة الواحدة تعظم بحسب ايضا ما يحتف بها من زمان او مكان او حال او نحو ذلك قال في الصحيحين عن ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر الا انبئكم باكبر الكبائر على اداة استفتاح وتنبيه يؤتى يؤتى بها بين يدي المسائل مهمة العظيمة التي يحتاج الى ان يتنبه المتلقي والسامع ويتيقظ الا انبئكم اداة استفتاح وتنبيه باكبر الكبائر ثم هذه الطريقة العظيمة في التعليم هي طريقة فيها تشويق وتنبيه وتهيئة للسامع ليتحقق بحسن الاستفادة والانتفاع مما يلقى اليه الا انبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قلنا بلى يا رسول الله اي نبئنا واخبرنا باكبر الكبائر هنا الفائدة سبقت تنبيه عليها لكن من باب التأكيد الا انبئكم باكبر الكبائر؟ الا اخبركم بالكبائر هذا يفيد ان الكبائر موضع من المواضع التي هي للتعليم مواضع للتعليم تعقد مجالس ودروس من اجل ان يتعلم الناس الكبائر اليس كذلك من المواطن التي تعقد لها مجالس ودروس ويحث الناس وتهيأ الاذهان من اجل ان يتعلموا الكبائر الا انبئكم باكبر الكبائر لماذا نتعلم الكبائر؟ لماذا تعقد دروس لمعرفة الكبائر؟ لاننا بحاجة ماسة الى ان نعرفها بحاجة ماسة الى ان نعرفها من اجل ان نجتنبها ان نتقيها ان ندرك خطورتها لان من لا يعرف الكبيرة ولا يعرف خطورتها كيف يجتنبها كما قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي؟ كيف يتقي الذنوب وهو لا يعرف الذنوب ولا يعرف خطورتها؟ اذا قول النبي عليه الصلاة والسلام الا انبئكم باكبر الكبائر هذا يدل على ان هذا الباب باب علم الكبائر باب من ابواب العلم العظيمة التي ينبغي ان تعقد لها مجالس وان تكتب ايضا فيها مؤلفات وان تلقى فيها دروس وان تبين ايضا من خلال المنابر وخطب الجمعة وغير ذلك لان الناس يحتاجون حاجة ماسة الى معرفتها من اجل اتقائها واجتنابها والبعد عن الوقوع فيها الا انبئكم باكبر الكبائر قوله اكبر الكبائر فيه ما تقدم ان الكبائر متفاوتة وبعضها اكبر من بعض قلنا بلى يا رسول الله وهذا ايضا في حرص الصحابة رضي الله عنهم الشديد على العلم والخير واقبالهم على الهدى قال الاشراك بالله قال الاشراك بالله وهذا اكبر الكبائر على الاطلاق واعظم الذنوب الاشراك بالله سبحانه وتعالى والاشراك بالله هو ان يجعل مع الله ند ان يجعل مع الله شريك ان يجعل مع الله نديد قال الاشراك بالله والشرك هو تسوية غير الله بالله تسوية الشرك هو التسوية تسوية غير الله بالله بشيء من حقوقه او شيء من خصائصه. سبحانه وتعالى حقوقه العبادة خصائصه اوصاف الكمال ونعوت الجلال المختصة به جل في علاه فمن سوى غير الله بالله في شيء من ذلك فقد اشرك بالله ووقع في اعظم ذنب واكبر جرم وقع في اعظم ذنب واكبر جهد وعندما لا يدرك الناس خطورة الشرك ولا يعي ايضا الناس حقيقة الشرك ربما ان ان اه ربما انك تجد في بعض الناس من يتورع عن بعض الصغائر ويحيى يعيش حياته متجنبا لها وهو يوميا يقع في الشرك ويوميا يقع في الشرك بالله الذي واعظم الذنوب تجده يتورع عن بعض الصغائر ولا يقترب منها حياته كلها ويوميا يقع في الشرك بالله استغاثة بغير الله والتجاء الى غير الله وطلبا للمدد من غير الله وتجده يرفع يديه ويمدها لغير الله مدد يا فلان اغثنا يا فلان ادركنا يا فلان. انا عائذ بك يا فلان الى غير ذلك وهذا كله من الخلل في فقه الكبائر وفقه اه الذنوب تجده يتورع عن آآ امور هي من الصغائر والتورع عنها محمود ويقع في اعظم الذنوب واخطرها واشدها على الاطلاق وهو الاشراك بالله سبحانه وتعالى فاذا عندما يتعلم الانسان هذا العلم علم الكبائر يأتي في الدرجة الاولى يأتي بدرجة الاولى في اهمية تعلم ومعرفتي وادراك خطورته كبيرة الشرك بالله كبيرة الشرك بالله سبحانه وتعالى التي اكبر الكبائر على الاطلاق ولهذا تجد في القرآن وكذلك في السنة عندما تعدد الكبائر بالايات الكريمة او في الاحاديث الشريفة عن الرسول عليه الصلاة والسلام اول ما يبدأ فيه الشرك اول ما يبدأ به الشرك بالله يعني انظر على سبيل المثال في سورة الاسراء لما اخذ جل وعلا يذكر ويحذر عبادة من جملة من الامور والذنوب والعظائم اول ما بدأ بالشرك قال جل في علاه آآ ولا تجعل ولا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا ثم بعدها جاء قوله ولا تقربوا الزنا قوله ولا تأكل قوله ولا تقتل النفس ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق قوله ولا ولا تقربوا مال اليتيم التي الا بالتي احسن آآ قول ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق قوله ولا تقف ما ليس لك به علم ولا تمشي في الارض مرحا نواهي كثيرة جاءت في هذا السياق لكنها بدأت بقوله لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموم مخذولا وايضا ختمت بالتحذير من الشرك وايضا ختمت كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها. ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة فلا تجعل مع الله الها اخر فتلك ففي جهنم ملوما مدهورا فصدرت بالنهي عن الشرك وايضا ختمت النهي عنه وهكذا تجد ايضا في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما تذكر النواهي تبدأ بالشرك الا انبئكم باكبر الكبائر؟ بدأ بالشرك؟ اجتنبوا السبع الموبقات بدأ بالشرك في القرآن الكريم والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون بدأ بالشرك لان الشرك بالله سبحانه وتعالى هو اكبر الكبائر واعظم الذنوب واخطرها على الاطلاق. ولهذا بدأ به عليه الصلاة والسلام قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين عقوق الوالدين ذكر عقوق الوالدين بعد كبيرة الشرك التي هي اكبر الكبائر بعد كبيرة الشرك وهذا فيه دلالة على عظم حق الوالدين عظم حق الوالدين وكما انه قرن عقوق الوالدين في هذا الحديث بالاشراك بالله فانه قد قرن حق الوالدين بحق الله في اكثر من اية من القرآن مثل قول الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. ان اشكر لي ولوالديك ففي اكثر من اية قرن الله سبحانه وتعالى بين حق الوالدين مع حقه سبحانه وتعالى مما يدل على عظم اه مقام الوالدين وعظم حق الوالدين وخطورة عقوق الوالدين وفي هذا الحديث قرن النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين بالاشراك قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين الاشراك بالله وعقوق الوالدين الاشراك بالله في تضييع لحق الله في تضييع لحق الله على عباده وهو اخلاص الدين له وافراده جل وعلا العبادة وعقوق الوالدين تضييع لحق من لهما اكبر الحق عليك من لهما اكبر الحظ عليك بالبر والاحسان آآ الطاعة والعمل على القيام بالحقوق والبعد عن كل ما يؤذيهما يلحق الاذى بهما حق الوالدين حق الوالدين حق عظيم وهو مقدم على الاخرين غيرهما من الناس ولهذا من جميل صنيع الامام البخاري رحمه الله في كتابه الادب المفرد في كتابه الادب المفرد وهو كتاب ساقه في ذكر الاداب المأثورة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو كتاب يقع في مجلد كبير اول ما تجده في هذا الكتاب باب بر الوالدين اول باب تجده في هذا الكتاب باب بر الوالدين وكانه يقول رحمه الله تعالى اقرأ هذه الاداب كاملة واعلم ان احق الناس بها واولاهم بها الوالدان لعظم حق الوالدين وعظم مكانة الوالدين. كثير من الناس تجده يحسن الحديث مع اخوانه اصدقائه زملائه ينتقي لهم اطيب الكلام واحسنه لكنه في مثل ذلك لا يكون مع والديه ناهيك عن التضييع حقوق الوالدين العظيمة ففي هذا الحديث قرن عقوق الوالدين بالاشراك بالله سبحانه وتعالى مما يدل على خطورة العقوق قال وكان متكئا كان متكئا فجلس استفادوا منه جواز بيان العلم مع الاتكاء لا حرج في ذلك لا حرج في ذلك ان يبين شيئا من مسائل العلم وهو متكئ قال وكان متكئا فجلس جلس فقال الا وقول الزور الا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت اشفق الصحابة رضي الله عنهم من اه تكرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الكلمة الا وقول الزور الا وشهادة الزور يكررها صلوات الله وسلامه عليه تكرارا يقصد منه التحذير والتنبيه فكان متكئا فجلس واخذ يردد صلوات الله وسلامه عليه الا وقول الزور الا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت وقول الزور هو قول الكذب والبهتان والافتراء ولا سيما ما يقتطع به حقوق الناس واموالهم ويعتدى فيه على حقوقهم فشهادة الزور من اخطر ما يكون في ابواب التعديات على الناس لان شهادة الزور تقلب الامور تقلب الامور وتضع الامور في غير مواضعها وتجد صاحب الحق يظلم ويهضم والمبطل يأخذ ما ليس له بحق فيحصل بشهادة الزور من الظلم والتعدي البهتان ما هو امر خطير جدا وهذا الحديث قرنت في شهادة الزور ايضا بالشرك انا جمعت معها في الحديث وجاء في حديث اخر عن نبي عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو في المسند وغيره انه قال عدلت شهادة الزور بالاشراك بالله عدلت شهادة الزور بالاشراك بالله ثم تلا عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور تجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور فقرن قول الزور بالاشراك بالله سبحانه وتعالى مما يدل على خطورة قول الزور وخطورة شهادة الزور لما يترتب عليه من اه المضار العظيمة المآلات الوخيمة نعم قال رحمه الله تعالى باب كبائر القلب. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم رواه وهو مسلم نعم لعلنا نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. انه تبارك وتعالى غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا