الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال الشيخ رحمه الله تعالى الوجه الخامس انه لا فلاح للعبد ولا صلاح ولا نعيمة ولا نجاح ولا لذة بالعبد الا بان يكون الله سبحانه واله ومحبوبه مستغاثا الذي اليه مفزعه عند الشداد واليه مرجعه في عامة المطالب والمقاصد والعبد به فاقة وضرورة وحاجة الى ان يكون الله هو معبوده ومستغاثة اليه انابته مفزعه ولو حصلت له كل الكائنات وتوجه الى جميع المخلوقات لم لم تسد فاقته ولم تدفع ضرورته ولا يحصل نعيمه فرحه ويزول همه وكربه وشقاؤه الا بربه الذي من وجده وجد كل شيء. ومن فاته فاته كل شيء وهو احب اليه من كل شيء وهذه فاقة وضرورة وحاجات لا يشبهها شيء فتقاس به وانما تشبه من بعض الوجوه حاجة العبد الى طعامه وشرابه. وقوته وقوته الذي به يقوم بدنه فان البدن لا يقوم الا بذلك وفي فقده غاية انعدام البدن وموته. واما فقد محبة الله وعبادته ودعائه فعذاب وشقاء. وجحيم في الاخرة والاولى. لا ينفك عنه بحال من الاحوال قال تعالى اهبطا اهبطا منها جميعا. بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. الى قوله ولا عذاب الاخرة شدوا ابقوا. وقال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن ما. وفي الحديث القدسي في حديث الاولياء يقول الله تعالى من عاد لي وليا فقد باغزني بالمحاربة. وما تقرب الي عبدي بمثل ما بمثل اداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل قوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع بي وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها نبي يسمع وبه يبصر وبي يبطش الحديث عن القول بجعل الوسائط والشفعاء بين العباد وبين الله تقلع اصول هذه هذا الاصل العظيم وينهدم اساسه الذي ركب عليه ركب عليه البنيان فاي فرح واي نعيم واي فاقة سدت واي ضرورة دفعت واي سعادة حصلت واي انس واطمئنان اذا كان التوجه والدعاء والاستغاثة والذبح والنووي بغير الملك الحنان المنان. سبحان الله ما جرى هذا المعترض على الله وعلى رسله وعلى دينه وعلى عباده المؤمنين. اللهم انا نبرأ اليك مما جاء به هذا المفتري. وما قاله في دينك وكتابك وعلى عبادك واوليائك قال تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. فصلاح السماوات والارض ان يكون الله سبحانه والهها دون ما سواه ومستغاثة الذي ترجع اليه وتلجأ اليه في مطالبها وحاجاتها. وغضب المتكلمون هنا وقرر المتكلمون هنا تمانع وجود ربين مدبرين وانه لا صلاح للعالم الا بان يكون الله قيوم مدبره وقرر غيره من المحققين امتناع الصلاح بوجود اية تعبد وتقصد وترجى فالاول يرجع الى الربوبية والثاني الى الالهية الوجه السادس ان الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والسنة التي سنها في قبور الانبياء والصالحين وعامة المؤمنين تنافي هذا القول الشنيع الذي تراه هذا الجاهل وتبطله وتعارضه فانه صلى الله عليه وسلم سن عند القبور بما ما صحت به الاحاديث النبوية وجرى عليه عمل علماء الامة من السلام عند زيارتها والدعاء الى اصحابها وسؤال الله العافية لهم من جنس ما شرعوا في الصلاة على جنائزهم. ونهى عن عبادة الله عند القبور والصلاة فيها واليها وخص قبور الانبياء والصالحين بلعن من اتخذها مساجد يعبد يعبد فيها تعالى ويدعى وتواترت بذلك الاحاديث محرجة في الصحيحين وفي السنن وفي موطأ مالك ومنها قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد غضب الله على قومه وانبياء المساجد وحديث ابن مسعود رضي الله عنه ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون قبور مساجد وحديث ابي هريرة رضي الله عنه قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبياء المساجد. وحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل ان يموت بخمس يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. الا وان منكر كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد الا فلا تتخذوا قبرا مساجد فاني انهاكم عن ذلك هو حديث عائشة رضي الله عنهم لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها قال وهو كذلك لعن الله بهود والنصارى اتخذوا قبورهم بها بالمساجد. قالت عائشة احذروا ما صنعوا ولولا ذلك لابرز قبره ولكن خشي ان يتخذ مسجدا وفي رواية مسلم وصالحهم وانما نهى عن الصلاة عندها واتخاذها مساجد لما يفضي اليه من دعائها والاستغاثة بها وقصدها للحوائج والمهمات والتقرب اليها بالنذر النحري ونحو ذلك من القربات. فجاء هذا العراقي فهتك ستر الشريعة واقتحم الحمى وشاق الله ورسوله وقال تدعى واستغاث بها وترجى. ومن شم رائحة العلم وشيئا مما جاءت به الرسل عرف ان هذا الذي قاله العراقي من جنس عبادة الاصنام والاوثان مناقضا لما دلت عليه السنة السنة والقرآن ولا يستجيب في ذلك عاقل نوع الانسان الوجه السابع ان الله تعالى نهى عن الغلو ومجاوزة الحد فيما شرعه من حقوق انبيائه واوليائه. قال تعالى يا اهل الكتاب لا تغروا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وقال تعالى يا اهل لا تغروا في دينكم غير الحق ولا تبتغوا ولا تبتغوا اهواءكم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. وان ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وقالوا لا ترون الهتكم ولا ترون ردا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونصرا. هذه اسماء رجال صالحين في قوم فلما مات اوحى الشيطان الى قومه ان انصبوا انهم انصابا. وصوروا لهم وصوروا تماثيلهم. فلما ماتوا اولئك ونسي العلم عبدت. فقال ابن القيم قال واحد من السلف عكفوا على قبورهم وصوروا تماثيلهم فلما طال عليهم الامد عبدت انتهى فانظر الى ما ال اليه الغلو بالتصاوير والعكوف من غير دعاء ولا عبادة فكيف بالدعاء والاستغاثة والتوسل والقول بان الله يفعل والقول بان الله يفعل لاجلهم هذا نفس هذا نفس الشرك. والاول وسيلته التي حدث الشرك بسببها وقد قطع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشرك حمى الحمى وسد الذريعة حتى نهى عن الصلاة عندها واعتياد المجيء اليها بقوله باشرف القبور لا تجعلوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيث ما كنت فان صلاتكم تبلغني. ونهى عن رفع القبور وبعث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لليمن الا يدع الا يدع تمثال الا طمسه ولا قبر مشرفا الا سواه. وانا عن تعظيمها بايقاد السروج. كل هذا صيام للتوحيد وحماية لجنابه. فرحم الله امرء ان امن بالجنة والنار. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم امامه معلمه وقدوته. ولم يلتفت عما جاء به ولم يبال بمن خالفه وسلك غير سبيله. وحن الى ما كان عليه السلف الصالح وائمة الهدى في هذا الباب وفي غيره اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ويغفر لكم والله غفور رحيم الله ورسوله فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين الوجه الثامن ان من اعرض عن الله وقصد غيره واعد ذلك الغير بحاجته وباقته واستغاث به ونذر له ولاذ به فقد اساء الظن بربه. واعظم الذنوب عند الله تعالى فاساءة الظن به فان المسيء به الظن فالظن به خلاف كماله المقدس وظن به ما يناقض اسماء اسمائه وصفاته ولهذا توعد سبحانه وتعالى بما لم يتوعد به غيرهم كما قال تعالى عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم ولعنهم وعدلهم جهنم وساءت مصيرا. وقال تعالى لمن انكر صفة صفة من صفاته ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. وقال تعالى عن خليله ابراهيم صلى الله عليه وسلم اذ قال لقومه ماذا تعبدون؟ اية كان اية من دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؟ اي فما ظنكم ان يجازيكم اذ لقيتموه قد عبدتم غيره؟ وما ظننتم باسمائه وصفاته وربوبيته من نفسه حتى احوجكم ذلك الى عبودية غيرها ولو ظننتم به ما هو اهله من انه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وانه غني عن كل ما سواه فقير الي كل من عاداه. وانه قائم بالقسط على خلقه وانه المنفرد بتدبير خلقه لا يشاركه فيه غيره. وانه العالم بتفاصيل الامور. فلا تخفى عليه خافية من خلقه والكافي لهم وحده. لا يحتاج الى الى معين الرحمن بذاته فلا يحتاج في رحمته الى من يستعطفه ما اتخذته من انداد من دونه والوسطاء والوسطاء بينكم وبينه. وهذا بخلاف الملوك وغيره وغيره من الرؤساء فانهم محتاجون الى من يعرفهم احوال الرعية وحوائجهم من الوسطاء الذين يعينونهم على قضاء حوائجهم والى من يسترحمهم ويستعطفهم بالشفاعة فاحتاجوا الى الوسائط لحاجتهم وعجزهم وظعفهم وقصور علمهم. فاما القادر على كل شيء الغني بذاته عن كل شيء العالم كل شيء الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء. فادخال الوسائط بينه وبين خلقه تنقص بحق ربوبيته والهيته وتوحيده وظن به ظنه وهذا يستحيل ان يشرعه لعباده ويمتنع في العقول والفطر وقبحه مستقر في العقول السليمة وفوق كل قبيح يوضح هذا ان العابد معظم لمعبوده متأله له خاضع دليل له والرب تبارك وتعالى وحده الذي يستحق كمال التعظيم والاجلال والتأله والخضوع والذل. وهذا خالص حق ومن اقبح فمن اقبح الظلم ان يعطى حقه ان يعطى حقه لغيره ويشرك بينه وبينه فيه ولا سيما اذا كان الذي جعل جعل شريكه في حقه هو عبد ومملوكه. كما قال تعالى ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم من ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم اي اذا كان احدكم يألف ان يكون مملوك شريك في رزقه. فكيف تجعلون لي في لي من عبيدي شركاء فيما انا منفرد بهم وهو الالهية التي لا تنبغي ولا تصلح لسواي. فمن زعم ذلك فما قدرني حق قدري ولا عظمني حق تعظيمي ولا افردني بما انا منفرد بي وحدي دون خلقي فما قدر وحق قدره من عبد معه غيره. كما قال تعالى وما قدر الله حق قدره والارض جميعا قربته يوم القيامة والسماوات مضيئة بيمين سبحان وتعالى عما يشركون فما قدر من فما قدر من هذا شأنه وعظمته حق قدره من اشرك معه في عبادة من ليس له شريك من ذلك البتة بل هو شيء واضعفه وما قدر وطني العزيز حق قدره من اشرك معه الضعيف الذليل. وكذلك ما قدروا بحق قدره من قال انه لن يرسل الى خلقه رسولا. ولا انزلا كتابا نسبه الى ما لا يليق بي ولا يحسن منه من اهمال خلقه وتركهم سدى الباطل عبثا ولا قدره حق قدره من نفى حقائق اسمائه الحسنى العليا فنفى سمعه وبصره وارادته وعلوه فوق خلقه وكلامه وتكريمه لمن شأنه ما يريد او نفع عموم قدرته وتعلقها بافعال عباده من طاعة ومعاصيهم فاخرجها عن قدرته ومشيئته وخلقه وجعلهم يخلقون لانفسهم ما يشاؤون بدون مشيئة الرب تبارك وتعالى فيكون في ملكي ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون. تعالى الله عز وجل عن قول اشباه المجوس علوا كبيرا وكذلك ما قدروا حق قدر ما قال انه يعاقب عبده على ما لا يفعله العبد ولا له عليه قدرة ولا تأثير له فيه البتة بل هو نفس فعل الرب جل جلاله ويعاقب عبده على فعل وهو سبحانه وتعالى الذي جبر العبد عليه وجبه على فعله اعظم من اكراه المخلوق المخلوق. فاذا كان من المستقر في الفطر والعقود ان سيد لو اكره والجاه اليه ثم عاقبه عليه فكان قبيحا. فعدل العادلين واحكم الحاكمين وارحم الراحمين. كيف يجبر العبد على فعل لا يكون للعبد فيه صنع ولا تأثير وله واقع ارادته بل ولا هو فعله البتة ثم يعاقبه عليه عقوبة الابد تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا. وقول هؤلاء شر من اقوال المجوس والطائفتان ما قدر الله حق قدره وكذلك ما قدروا بحق قدره من لم يصمه عن ذكرهم ولا حس ولا مكان يرغب يرغب يرغب عن ذكره بل جعله في كل مكان وصانه عن عرشه ان يكون مستويا عليه اليه الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وتعرج الملائكة والروح يديه وتنزل من عنده ويدبر الامر من السماء والارض ثم عرجوا اليه فصانه عن الاستواء على سرير على سرير الملكي ثم جعله في كل مكان يأنف الانسان بل غيره من الحيوان ان يكون فيه. وما قدروا حق قدرهم من نفى حقيقة محبته ورحمته ورأفته ورضاه وغضبه ومقته. ولا من نفع حقيقة حكمته التي هي الغايات المحمودة المقصودة بفعله ولا من نفع حقيقة فعله ولم يجعل له فعلا اختياريا يقوم به بل افعاله منقولات منفصلة عنه فنفى حقيقة محبته واتيانه واستوائه على عرشه وتكريمه موسى صلى الله عليه وسلم من جانب الطور. وما به يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده بنفسه الى غير ذلك من افعاله واوصاف كماله التي نفوها وزعموا انهم بنفيها قدروا الله حق قدره وكذلك لم لم يقدره حق قدره من جعله صاحبة وولدا وجعل يحله في مخلوقاته ويجعله عين هذا الوجود وكذلك لم يقدروا حق قدره من قال انه رفع اعداء رسله واهل بيته وعلى ذكرهم وجعل بهم الملك والخلافة والعزة ووضع اولياء رسوله واهانوا ما ذلهم وظلم عليهم الذلة اينما توقف وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تبارك وتعالى عن قول الرافضة علوا كبيرا. وهذا القول مشتق من قول اليهود والنصارى في رب العالمين انه ارسل ملك ملكا ظالما فادعى النبوة لنفسه وكذب على الله تعالى ومكث زمنا طويلا يكذب عليه كل وقت ويقول قال كذا وامر بكذا ونهى عن كذا وينسخ شرع انبيائه ورسله ويستبيح دماء واتباعهم واموالهم وحريمهم ويقول الله تعالى دح لي ذلك والرب تعالى والرب تبارك وتعالى يظهره ويؤيده ويعليه ويقويه ويجيب دعواته ويمكنه ممن يخالفه ويقيم الادلة على صدقه ولا يعاديه احدا الا ظفر به فيصدقه قوله وفعله وتقديره وان يحدث الادلة ادلة تصديق شيء بعد شيء ومعلوم ان هذا يتضمن اعظم القدح والطعن للرب سبحانه وتعالى وعلمه وحكمته ورحمته وربوبيته تعالوا الله عقول الجاحدين علوا كبيرا. فوازن بين قول هؤلاء القول اخواننا الرافضة تجد قولين ربيع لبن ثدي ام تقاسما باسهم داج عوض لا يتفرقون وكذلك لانك طرحت قدره من قال انه يجوز ان يعذب اولياءه من لم يعصي طرفة عين ويسكنهم دار الجحيم. وينعم اعداءه ومن لم يؤمن به طرفة عين ويسكنهم دار النعيم ايوة وان كلا الامرين بالنسبة اليه سواء وانما الخبر المحض جاء عنه بخلاف ذلك. فمعناه الخبر لا مخالفة حكمته وعدله. وقد انكر الله سبحانه وتعالى في كتابه على من يجوز ولذلك غاية الانكار وجعل الحكم به من اسوء الاحكام. وكذلك لم يقدروا حق قدره من زعم انه لا يحب الموتى ولا يبعث ما في القبور. ولا يجمع خلقه في يوم يجازي فيه المحسن الاحسان والمسيء ويأخذ المظلوم في حقه من الظالمين واثم المتحملين المشاق في هذه الدار من اجله وفي مرضاته بافضل كرامته ويبين لخلقه الذين الذي كانوا يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين. وكذلك لم يقدروا حق قدره من هان عليه امره فعصاه ونهيه فارتكبه. وحقه فضيعه وذكره فاهمله وغفل قلبه عنه وكان هواه اثر عنده من طلب رضاه وطاعة المخلوق اهم عندهم من طاعته فلله فلله فضله. من قلبه وقوله وعمله وسواه مقدم في ذلك لانه مهم عنده ويستخف بنظر الله اليه واطلاعه عليه وهو في قبضته وناصيته بيده ويعظم ويعظم نظر المخلوق اليه واطلاعهم عليه بكل في قلبي وجوارحي يستحي من الناس ولا يستحي من الله عز وجل ويخشى الناس ويخشى الله عز وجل ويعامل الخلق بافضل ما يقدر عليه وان وان الله عز وجل عامله باهون ما عنده واحقى وان قام فيه خدمة الهة من البشر قام بالجد والاجتهاد وبذل النصيحة وقد فرغ فرغ له قلبه وجوارحه وقدمه على كثير من مصالحه حتى اذا قام في خدمة ربه ان ساعده القدر قام قيام الليل يرضاه بمثله بمخلوق من من مخلوقاته وبدا لهما لم يستحي ان يواجهوا به مخلوقا مثله. فهل قدر الله حق قدره من هذا وصفه؟ وهل قدره حق قدره من شرك بينه وبين عدوه في محض حقه من اجلال وتعظيم والطاعة والذل والخضوع والخوف والرجاء فلو جعل من اقرب الخلق اليه شريكا في ذلك لكان ذلك جرأة وتوثبا على محض حقه واستهانة به وتشريكا بينه وبين غيره فيما لا ينبغي ولا يصلح الا له سبحانه وتعالى. فكيف انما اشرك بينه وبين ابغض الخلق اليه علي وانقتهم عنده وهو عدوه على الحقيقة فانه ما عبد ما عبد من دون الله الا الشيطان. كما قال تعالى فانه ما عبد من دون الله الا الشيطان كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولما عبدوا المشركون الملائكة بزعمهم وقعت عبادتهم في نفس الامر الشيطان وهم يظنون انهم يعبدون الملائكة كما قال تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. فالشيطان يدعو المشرك الى عبادته ويوهمه انه انه ملك وكذلك عباد الشمس والقمر وكواكب يزعمون انهم يعبدون روحانيات هذه الكواكب وانها التي تخاطبهم وتقضي لهم الحوائج. ولهذا اذا طلعت الشمس قارنها الشيطان لعن الله تعالى فيسجد لها الكفار فيقع سجودهم له وكذلك عند غروبها وكذلك من عبد المسيح وامه لم يعبدهما وانما عبد الشيطان فانه يزعم انه يعبد من الامر بعباده وعبادة امه ورضيها لهم وامرهم بها وهذا هو الشيطان الرجيم لعنه الله تعالى لا عبد الله ورسوله ونزل هذا كله على قوله تعالى الم نعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان الا تعدوا مبين. فما عبد فما عبد احد من بني ادم غير الله عز وجل كائن من كان الا وقعت عبادته للشيطان فيستمتع العابد بالمعبود في حصول غرضه ويستمتع المعبود بالعبد في تعظيمه له واشراكه مع الله الذي هو غاية رضا الشيطان. واذا قال تعالى ويوم يحشرهم جميعا قد استكثرت من الانس من اخوانهم واذلالهم وقال اولياؤهم الانس ربنا استمتع بعضنا ببعضهم وبلغنا اجرنا الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم. فهذه اشارة لطيفة الى السر الذي لاجله كان الشرك اكبر وكبائر عند الله تعالى. وانه لا يغفر بغير التوبة منه. وانه يوجب الخلود في النار. وانه ليس تحريم وقبح بمجرد النهي عنه بل يستحيل على الله سبحانه وتعالى انه ان يشرع عبادة اله غيره. كما يستحيل عليه ما يناقض اوصاب الكمال والمبعوث جلاله وكيف يظن منفرد بالربوبية والالهية والعظمة والجلال ان يأذن في مشاركته في ذلك او يرظى به تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا انتهى قالوا انما سقنا هذا المبحث العظيم الذي تعقد عليه الخناصر ويعض عليه بالنواجذ ويعض عليه بالنواجذ لما فيه من الفوائد التي لا يستغني لا يستغني عنها لا يستغني عنها من نصح نفسه وانما الغرض بيان ما في التوسل والاستغاثة بالاموات والغائبين من سوء الظن بالله رب العالمين. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله تعالى في رده على ما احتج به العراقي في تجويز عبادة غير الله عز وجل وان عبادتهم الاولياء من باب الاسباب من باب التوسل لا من باب انهم يستقلون بفعل شيء كما مر بنا سابقا قد ذكرنا اربعة اوجه تدل على بطلان هذه الدعوة الكفرية الفاسدة اما الوجه الخامس فقال رحمه الله انه لفلاح ولا صلاح ولا نجاح ولا نعيم ولا لذة للعبد الا بان يكون الله الا بان يكون الله سبحانه وتعالى هو الهه ومحبوبه ومستغاثه الذي اليه مفزعه عند الشدائد واليه مرجعه في عامة المطالب والمقاصد والعبد به ظرورة وفاقة وحاجة الى ان يكون الله ومعبوده ولا شك ان هذه الفاقة موجودة في قلب كل عبد فان صرفت هذه الفاقة لغير الله عز وجل حصل الشقاء وحصل الضلال وحصل الضنك والهم والغم واذا صرفت لخالقها ومستحقها حصل الفلاح والنجاح والصلاح والنعيم واللذة فالعبد لا يصلح له الا ان ينيب الى الله. وان يفزع اليه وان يجعله ملجأه ويجعله مفزعه فهذا الذي وهذا هو حقيقة توحيد الالهية ان يعبد الله وحده والا يشرك به شيئا قال لو حصلت له كل الكائنات فتوجه الى جميع المخلوقات لم تسد فاقته. ولذا نرى عباد القبور وعباد الاضرحة يتقلبون في الويلات ويتجرعون الغصص من الهم والغم والنكد والشقاء لانهم الجأوا حاجاتهم لغير الله عز وجل وانزلوا كربهم بغير ربهم سبحانه وتعالى فلم يزدهم ذلك الضلال الا ضلالا. ولم يزدهم ذاك الشقاء الا شقاء فهم في ضنك وفي هم وحالهم كمن تخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق ولذا هؤلاء لا يحصل لهم نعيم ولا يحصل لهم فرحة فرحة ولا يزولهم هم وكرب وشقاء الا اذا الا اذا التجأوا الى الله عز وجل الموحد المؤمن الذي يلجأ الى الله عز وجل يجد في لجوءه لذة ويجد في لجوءه فرحة وسعادة ونعيم فهو في عبودية يجد لذتها عند انطراحه بين يدي ربه سبحانه وتعالى فان حصل مطلوبه فذاك الذي يريد وان لم يحصل مطلوبه فقد تلذذ بعبودية الله عز وجل وعلم وايقن ان الله ما صرف عنه ذلك الامر الذي يريده الا لامر هو اعظم له وخير له مما طلب ولذا قال من وجد الله وجد كل شيء. ومن فاته الله فاته كل شيء والموحد الله احب اليه من كل شيء وهذه فاقة وضرورة وحاجات لا يشبه شيء من لا يشبهها شيء فتقاس به وانما تشبه من بعض الوجوه حاجة العبد الى طعامه وشرابه وقوتي وهي وهي ليست كذلك البتة وانما فيها شدة الحاجة الى الطعام والشراب وحاجة العبد لربه اعظم من ذلك الاف ومئات المرات الى ان قال فان البدل يقوم الا بذلك لا يقول الا بذلك وفقدوا غايته غايته انعدام البدن وموته واما فقد محبة الله وعبادة الله ودعائه وتوحيده ففقد ذلك هو الشقاء والجحيم هو الشقاء والعذاب والجحيم في الاخرة قال واما فقد محبة الله وعبادته ودعائي فعذاب وشقاء وجحيم في الاخرة والاولى لا ينفك بحال الاحوال. قال الله تعالى اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا الى ان قال قال لا قال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوب ذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب وبالحديث الصحيح القدسي حديث الولاية يقول الله تعالى من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب الي عبدي بمثل ما بمثل اداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها فبيي يسمع وبي يبصر وبي يبطش اخرجه البخاري ومسلم اخرجه البخاري في صحيحه وابو داوود ايضا اخرجه البخاري واحمد في مسنده قال الى ان قال وعلى القول بجعل وساط الشفعاء بين العباد بينها تقف تقلع اصول هذا الاصل العظيم. بمعنى ان العراقي بدعواه بجواز دعاء الصالحين والاولياء وجعلهم شفعاء وسائط بينه وبين الله عز وجل تقلع من القلوب هذه الحاجة وتقلع هذه الاصول الاصيلة والركن الركين فهو يريد ان يهدم الدين من اصله لان التوحيد قائم على الوهية الله عز وجل وعبادته والتضرع والخشوع له وهذا العراقي يريد ان يقلع هذا الاصل من قلوب المسلمين وان يعلقهم بغير الله عز وجل وان يجعل التجائهم وتضرعهم وفزعهم الى الاضرحة والقبور والى الاولياء والصالحين. ولا شك ان هذا هدم هدم للا اله الا الله وهدم لاصول الدين يقول الشاب لطيف وعلى القول بجعل الوسائط والشفعاء بين العباد وبين الله تقلع اصول هذا الاصل العظيم الذي هو قطب رحى الايمان وينهدم اساسه الذي ركب عليه البنيان. فاي فرح واي نعيم واي فاقة سدت واي ضرورة دفعت واي سعادة حصلت واي انس واطمئنان اذا كان التوجه الدعاء لغير الله عز وجل والاستغاثة والذبح والنذر لغير الملك الحنان المنان سبحان الله ما اجرأ هذا المعترض العراقي على الله وعلى رسوله وعلى دينه وعلى عباده المؤمنين اللهم انا نبرأ اليك مما جاء بهذا المفتري وما قالوا في دينك وكتابك وعلى عبادك واوليائك. اذا هذا العراق يريد ماذا يريد ان يهدب التوحيد من اصله بل يريد ان يهدم دعوة الرسل ودعوة الانبياء من لدن نوح الى محمد صلى الله عليه وسلم وكل الانبياء من لدن نوح الى محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يدعو الى عبادة الله وحده. ولقد بعثنا في كل امة رسولا قال اعبدوا الله فالرسل جميعا دعوا الى عبادة الله وحده والا يشرك به غيره سبحانه وتعالى وهذا العراقي يريد من الخلق ان يلجأوا الى القبور والاضرحة والى الاولياء الصالحين قال الله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون فصلاح الكون وصلاح السماوات وصلاح الارض وصلاح الخلق جميعا هو بعبادة الله وحده والا يشرك به غيره هو الهها دون ما سواها ومستغاثها الذي تفزع اليه وتلجأ اليه في مطالبها وحاجاتها وقرر هنا تمانع وجود ربين مدبرين اذ لو كان هناك اكثر من اله نافست السماوات والارض. يقرر المتكلمون اهل الكلام ان من ادلة وجود الله ما يساء بدليل التبالع وزعموا ان هذه الاية دليل على ذلك وهذا حق يمتنع ان يوجد مع الله الها اخر. ويمتلك ان يكون مع الله ربا اخر لانه لو كان هناك خالق غير الله لفسدت السماوات والارض لان ان كان هناك خالق غير الله فان هذا يريد الشمس ان تطلع من مغربها وذاك يريد ان تطلع من مشرقها او يحصل مراد احدهما او لا يحصل مراد احدهما. اما الاول فممتنع وكذلك الاخير ممتنع فبقي واحد وهو ان هناك اله واحد فرد صمد هو الاله الحق وما دونه فتاليه باطل وعبادته باطلة قالوا انه لا يصلح العالم الا بان يكون الله قيومه الا بان يكون الله قيومه ومدبره وقرر غيره من المحققين امتناع الصلاح بوجود الهة تعبد وتقصد وترجع فالاول يرجع الربوبية والثاني الى الالهية وكلاهما حق. فلا يستقيم امر هذا الكون الا بان يجعل الله هو الخالق الرازق المدبر وحده ولا يصلح امر هذا الكون الا بان يعبد الله وحده. ولا يشرك به شيئا الوجه السادس ان الوجه الخامس ان الفلاح والنجاح والسعادة انما تحصل بتحقيق توحيد الله عز وجل وان هذا الامر هو الذي دعت اليه الرسل جميعا وهو الذي يحبه الله ويرضاه. واراده شرعا سبحانه وتعالى الا ان يعبد ولا يشرك به غيره واما هذا العراقي فاراد ان يبطل اصل التوحيد وان يعلق الناس بغير الله عز وجل وان يجعل مع الله الها اخر يعبد من دون الله الوجه السادس ان الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والسنة التي سن في قبور الصالحين وعامت وعامة المؤمنين تنافي هذا القول الشنيع الذي افتراه هذا الجاهل وتبطله وتعارضه فانه صلى الله عليه وسلم سن عند بما صحت به الاحاديث النبوية وجرى عليه عمل علماء الامة من السلام عند زيارتها اي ان ان هذا العراقي يريد بتقريره الذي قرره ادلته التي استدل بها ضلاله الذي حققه وقرره ان تكون الزيارة للقبور هو من باب سؤالها ودعائها وتنزيل الحاجات بها وان تدعى وتعبد من دون الله عز وجل ورسولنا صلى الله عليه وسلم اراد من زيارتها الاتعاظ والاعتبار وان يسلم على الاموات ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة. ولم يشرع نبينا صلى الله عليه وسلم ان تدعى تلك الاموات او ان تدعى تلك الاضرحة والقبور او يسأل اولئك الذين دفنوا في تلك المقابر وانما اخبر ان ان الميت ان الميت اذا زير في قبره ان يسلم عليه ويدعى له بالمغفرة والرحمة قال والدعاء لاصحابي وسؤال الله العافية لهم من جنس ما شرع من الصلاة على جنائزهم ونهى عن عبادة الله عز وجل عند القبور والصلاة فيها. واليها. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى في المقبرة ونهى ان يصلى الى قبر ولعن من اتخذ عليها المساجد والسرج ولعن من اتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد كل هذا من باب حماية التوحيد والا تعبد القل من دون الله عز وجل. فقال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال الا ان من كان قبلك ان يتخذ المساجد الا فلا تتخذوا المساجد فاني انهاكم عن ذلك وقال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء المساجد. وقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه لا تدع قبرا مشرفا الا سويته ولا صورة الا طمستها فكل هذه النصوص تدل على اي شيء تدل على الا تعظم القلوب ولا تدعى ولا تدعى من دون الله عز وجل ولا تتخذ ولا تتخذ ولا تتخذ مساجد يصلى لله فيها ولا يصلى لله عندها ولا تعبد من دون الله عز وجل فجاء الى العراقي وشرع للناس ان يأتوا القبور وان يسألوا اهلها وان يصلوا عندها وان يتقربوا الى الى وان يتقربوا اليها بدعوى انها تقربه من الله عز وجل فهذه مناقضة صريحة مناقضة واضحة بينة بشرع محمد صلى الله عليه وسلم وتجويز ما حرمه الله ورسوله واباحة ما نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم فهذا كله من المناقضة الواضحة البينة فجاء هذا العراقي يقول الشاب الطيب فجاء هذا العراقي فهتك سر الشريعة واقتحم الحمى وشاق الله ورسوله وقال تدعى ويستغاث بها وترجى اي انه جعل ذلك لهؤلاء الاموات انهم يدعون ويستغاث بهم ويسألون من دون الله عز وجل قال ومن شم رائحة العلم وعرف شيئا مما جاءت به الرسل عرف ان هذا الذي قال العراقي من جنس عبادة الاصنام والاوثان مناقض لما دلت عليه السنة والقرآن ولا يستريب في ذلك عاقل من نوع الانسان. ثم قال الوجه السابع ان الله عز وجل نهى عن الغلو ومجاوزة الحد فيما شرع من حقوق انبيائه واوليائه فربنا سبحانه وتعالى قال يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وقال يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر بن الخطاب عند الذي في الصحيح لا تطروا لي كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه عند قوله تعالى وقال لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرا ان اسماء رجال صالحين في قوم نوح. فلما ماتوا اوحى الشيطان الى قوم ان انصبوا لهم انصابا وصوروا تماثيلهم فلما ما مات اولئك ونسي العلم عبدت. اذا هذا كله يدل عليه شيء على ان تعظيم القبور ودعاء اهلها وسؤالهم من دون الله عز وجل بدعوة انها تقربنا الله الجنة هذا من الغلو الذي هو بل هو من اعظم الغلو لانه يفضي الى الشرك بالله عز وجل وعبادة غير الله سبحانه وتعالى فابتداء امر قوم نوح عندما عبدوا غير الله كان بتعظيم اولئك الصالحين. حيث صوروهم وعبدوا الله عز وجل اذا رأوا صورهم ولم غسلوا بهم ولم يستغيثوا بهم ولم يدعونهم وانما نشطوا ينشطون في العبادة عند رؤية صورهم فلما مات اولئك ونسي العلم جاء من بعدهم وجعلوهم وجعلوهم الهة يعبدون من دون الله عز وجل. فاصبحوا يستغيثون بهم ويدعونهم من دون الله في جلب في جلب المطر والغوث وما شابه ذلك. وكان ذلك ايضا من باب انها تقربهم الى الله زلفى. لا انها الفاعل الرازقة من دون الله فهذا هو اول شرك وقع في الارض كان بسبب الغلو في الصالحين قال فانظر الى ما ال اليه الغلوب التصاوير والعكوف من غير دعاء ولا عبادة. فكيف بالدعاء والاستغفار والتوسل؟ اذا كان قوم نوح وقعوا في الشرك لما صوروا صور اولئك الصالحين ولم يكن هناك دعاء ولا ولا عبادة وانما كانوا فقط ينشطون اذا رأوهم من غير ان يدعونه ويسألونه فكيف بدعائهم والاستغاثة والتوسل بهم؟ والقول بان الله يفعل لاجلهم هذه هذه الشبهة الباطلة وهذه الشبهة الكفرية التي ظل بها خلق كثير وهي شبهة القوم وهي شبهة من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله فقالوا ان هؤلاء لهم شفاعة ولهم وجاهة ولهم منزلة عند الله عز وجل فندعوهم لانهم اقرب الى الله منا ولانهم لهم منزلة ومكانة الله يستجيب لهم. فنحن نسأل ما ندعوهم وهم يسألون الله لنا او يقول قائلهم الاخر هو من باب المجاز المرسل اي عندما يقول يا عبد القادر وادعو عبد القادر وادعو الاولي والصالحين فانا اريد وبذلك الدعاء هو دعاء ربهم وخالقهم. وهذا ايضا من اعظم الكفر والشرك بالله عز وجل ولذا يقول الشيخ والقول بان الله يفعل لاجله هذا نفس الشرك هذا هو نفس الشرك والاول وسيلته التي حدث الشرك سامية فهو اول شبهة واول سبب وقع الشرك بسببه انهم عبدوه من دون الله من باب انهم شفعاء وانهم وسطاء بينهم وبين الله عز وجل وقد قطع النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة هذا الشرك وحمى الحمى وسد الذريع حتى نهى عن الصلاة عندها اي عند القبور. واعتياد المجيء اليها بقوله في اشرف قبور لا تجعلوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا. وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم فان صلاتي تبلغني حيث كنتم وصلوا علي حيث كنتم فان صلاتكم تبلغني. ونهى عن رفع القبور وان لا تبرز والا يدع كما اوصى علي ان لا يدع تمثال لطمسه. ولا قبرا مشرفا او مشرفا الا سواه ولا عن تعظيم بايقاد السرج. كل هذا من باب صيانة التوحيد والا تعظم وتجعل مكانا لعبادة الله عز وجل فكيف بمن عبد من دون الله؟ اذا كان هذا النهي كله من باب ان لا يعبد الله خالصا عند القبور فكيف بمن دعا الاموات وسألهم من دون الله عز وجل فرحم الله امرءا رحم الله امرءا امن بالجنة والنار وجعل وسلم امام معلمه وقدوته ولم يلتفت عما جاء به ولم يبالي ما خالفه وسلك غير سبيلي وحن الى ما كان عليه السلف الصالح وائمة الهدى في هذا الباب وفي غيرهم اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى الى ان قال الوجه الثامن ان من اعرض عن الله وقصد غيره واعد ذلك الغير لحاجته وفاقته واستغاث بيه ونذر له ولاذ به فقد اساء الظن بربه. من جعل لهذه الاضرحة ولهؤلاء الاموات ولهؤلاء الاولياء انهم انهم آآ وسائط بينه وبين الله وشفعاء عند الله له وان الله يستجيب لهم اذا دعاهم من دون الله عز وجل فقد اساء الظن بالله سبحانه وتعالى وقد استنقص الله اعظم النقص والله سبحانه وتعالى ابطل كل ما يتعلق به المشركون فان الله نفى عمن يدعى معه ان يكون له ملك او ان يكون شريكا او ان يكون ظهيرا او ان يكون شفيعا فابطل جميع ما يتعلق به المشركون في اية سبأ فالف عنهم نفى عنهم الملك ونفى عنهم الشراكة ونفى ان يكون منهم ظهيرة ونفى ان يشفع احد عنده الا باذنه ولذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية من جعل بينه وبين الله صاد فقد استنقص الله تنقص من اوجه كثيرة من ذلك انه استنقص الله من جهة علمه فربنا سبحانه وتعالى اذا زعم ان الوساطة التي تبلغه حاجات العباد وهي التي تدل على ما يحتاج العباد فان ذلك وصف لله باي شيء بانه لا يعلم بحاجات عباده فاحتاج الى من ينبهه ويعلمه بحاجات العباد. فكان هذا من اعظم الكفر ان تظن ان الله لا يعلم بحاجات العباد. ايضا استنقص ومن جهة قدرته فهو يحتاج الى من يعينه على قضاء حاجات عباده من هؤلاء الاولياء والصالحين فانهم يوجهونه لمن يستحق الاعانة. والله له الغنى المطلق. والله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى. ايضا التهاب لله عز وجل انه ليس برحيم بعباده. وانه ليس بلطيف بهم حتى يحتاج ممن ممن هم من خلقه من ينبهون على تلك الرحمة ويدعونه الى ان يرحم شيئا من خلقه وعباده. وهذا كله من اعظم اساءة الظن بالله. قال فقد اساء الظن بربي واعظم الذنوب عند الله تعالى اساءة الظن به. فان المسيء به الظن قد ظن به خلاف كمال المقدس فظن بهما يناقظ اسمائه وصفاته ولهذا توعد سبحانه وتعالى الضانين به ظن السوء عليهم دائرة السوء. كما قال تعالى عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا وقال ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم الخاسرين. وقال تعالى اإفكا الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين اي فما ظنك من يجازيك اذا لقيتموه وقد عبدتم غيره؟ وما ظننتم باسمائه وصفات روبيته من النقص حتى احوجكم ذلك الى عبودية غيري فلو ظلمت بي ما هو اهله من انه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وانه غني عن كل ما سواه. فقير اليه كل ما عدا وانه قائم بالقسط على خلقه وانه منفرد بتدبير خلقه لا يشرك فيه غيره لا يشرك فيه غيره والعالم بتفاصيل الامور فلا تخفى عليه خافية من خلقه الكافي له بوحده لا يحتاج الى معين ولا يحتاج الى مذكر ولا يحتاج الى من يخبره بحاجات عباده سبحانه وتعالى والرحمن فلا يحتاج في رحمته الى من يستعطفه وهذا بخلاف الملوك. لان ظلال هؤلاء انهم قاسوا الله بخلقه وجعلوا الله بمنزلة ملك من ملوك الدنيا. فملوك الدنيا يحتاجون للوزراء ويحتاجون ايضا ويحتاجون ايضا الى الى آآ الى آآ الى النواب والى الحجاب لانهم لا غنى لهم عن رعيتهم فاذا لم اذا لم يقل شفاعة وزرائه وشفاعة حجابه فانهم لا يطيعونه اذا احتاج اليهم. اما ربنا سبحانه وتعالى الكمال المطلق من جهة علمه ومن جهة قدرته ومن جهة غناه ومن جهة رحمته ورأفته بعباده فالملوك هم بحاجة الى رعاياهم. ومحتاجون الى وزرائهم ومحتاجون الى حجابهم ومحتاجون الى من يخبرهم باحوال رعيتهم فالملك لا يعلم الا اذا علم من وزرائه ومن من نوابه باحوال الرعية. كذلك لا يستطيع يقضي حوائجهم بنفسه حتى يأمر نواب او رعاياها ليقضوا حوائج رعيته ولا يقدر على ذلك لوحده بل لابد يكون معه اعوان يعينونه على ذلك. اما ربنا سبحانه وتعالى فله الغنى المطلق والكمال المطلق والعلم التام العلم التام سبحانه وتعالى الى ان قال قال فانهم محتاجين الى من يعرفهم احوال الرعية وحوائجهم التي تعينهم على القضاء احوالهم والى من يسترحمهم ويستعطيهم الشفاعة فاحتاجوا الى الوسائل ضرورة لحاجته وعجز وضعف وقصور علم فاما القادر على كل شيء وهو ربنا الغني بذاته عن كل شيء العالم بكل شيء الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء فإدخال الوسائط بينه وبين الله بينه وبين خلقه تنقص بحق روبيته والهيته والتوحيد وظن به ظن السوء. وهذا يستحيل ان يشرعه لعباده ويمتنع في العقول والفطر وقبحه مستقر في العقول السليمة فوق كل قبيح يوضح هذا ان العابد معظم للمعبود متأله له خاضع ذليل له. والرب تبارك وتعالى وحده الذي يستحق كمال التعظيم والاجلال وذلك ان هؤلاء الذي يعبدون الاولياء والصالحين يحصل منهم لتلك الاية التي يعبدونها من الذل والخضوع ما لا يحصل مع الله عز وجل فتجد اذا دخلوا ما يسمى باضرحتهم وقبورهم يدخلون راكعين ويدخلون ساجدين ويدخلون يزحفون على ايديهم على ايديهم وارجلهم تعظيما لذلك المقبول فيقف بين يدي قبره خاضعا خاشعا ذليلا منكسرا. ولا تجد يفعل ذلك في صلاته ولا بين يديه ربي سبحانه وتعالى. فصرفوا العبادة لغير الله والتعظيم والخشوع لغير الله لانه يطلب من هذا المخلوق حاجة ويسأله حاجات وتفريج كربات ويزعم ان الله عز وجل هو الذي هو الذي يحقق ذاك لكن الذي يكون على يده التحقيق هو من هو ذلك الولي وذلك الصالح فتكون العبادة كل مصروفة لمن؟ للولي الصالح ولا يطرى بباله اصلا ان الله هو الذي ان الله هو الذي صرف ذلك بل يكون خضوعه وذله وانكساره عند هذا الولي اعظم من خضوع وذله في صلاتي لله عز وجل يقول والذي يستحق الى ان قال والتأله والخضوع والذل وهذا خالص حقه من اقبح الظلم ان ان يعطي حقه لغيره ويشرك بينه وبينه فيه ولا سيما اذا كان الذي جعل شريكه في حقه وعبده ومملوكه. يعني تأمل انك تجعل شريكا لله عز وجل وشريكا لخالقك عبدا هو خالقه سبحانه وتعالى عبدا هو الذي يدبره وهو الذي يرزقه وهو الذي يعطيه وهو الذي يمنعه ثم تأتي ايها المشرك وتجعل ذلك الضعيف الفقير شريكا مع الله في الهيته وفي عبادته. كما قال تعالى ضرب ضرب ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء؟ يعني هل يرضى احد منكم ان يكون عبده شريكا له وفيما ملك من مال ومن اماء لا يرظى ذلك احد فكيف ترضون ذلك لربكم سبحانه وتعالى؟ اي اذا كان احدكم يألف ان يكون مملوكه شريكه في رزقه فكيف تجعله لي من من عبيدي شركاء فيما انا منفرد به وهو الاله وهي الالهية التي لا تنبغي لغيري ولا تصلح لسواي. ومن زعم ذلك ما قدر لي حق قدري. ولا عظمني حق ولا افرادني كما انا منفرد به وحدي دون خلقي فاما فما قدر الله حق قدره من عبد معه غيره كما قال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عم لا يشركون فكان عبادة غير الله هو اعظم الظلم لان وضع الشرك وضع العبادة في غير موضعها وعبد غير الله عز وجل. فما قدر من هذا شأنه وعظمته حق قدره من اشرك معه في عبادة من ليس له شيء من ذلك البتة بل واعجز شيء واضعف فما قدر القوي العزيز حق قدر من اشرك معه الضعيف الذليل ثم ساق كلام القيم في مسألة في مسألة تقدير الله حق قدره. فمما ذكر ابن القيم في هذا المقام قال وكذلك ما قدروا حق قدره قال انه لم يرسل خلقه رسولا. ولا انزل كتابا بل نسبوا الى ما لا يليق به ولا يحصل منه من اهمال خلقه وتركهم سدى. وخلق وخلقهم ولا ولا قدر حق قدما نفى حقائق اسمائه الحسنى وصفاته العلى اي هؤلاء المعطلون لشرع الله عز وجل والمعطلون لاسماء الله وصفاته هم ايضا لم يقدروا الله حق قدره لم يقدروا الله حق قدره. فمن نفى فمن نفى صفة السمع والبصر عن ربنا ونفى علوه وكلامه. كل هؤلاء لم يقدروا الله حق قدره. لانهم شبهوا الله عز وجل بالمعدومات وبالممتنعين قال وكذلك ما قدروا حق قدر من قالوا يعاقب عبده على ما لا يفعله العبد كما يقول ذلك الجهمية المرجئة الذين قالوا ان العبد لا لا مشيئة له ولا اختيار وانه كالريش من هب الريح وان الله يعذب المسيء يعذب المحسن وينعم على المسيء وينعم المسيء وان ذلك مرده الى محض مشيئته قال انه يعاقب العبد على ما لا يفعله العبد ولا له عليه قدرة ولا تأثير له فيها البتة بل هو نفسه فعل الرب جل جلاله. فيعاقب عبده على فعله وهو سبحانه وتعالى الذي جبر العبد عليه وجبر على الفعل اعظم من اكراه المخلوق المخلوق. فاذا كان مستقر في الفطر والعقول ان السيد لو اكره عبده على فعله والجأه اليه ثم عاقبوا علي لكان قبيحا فاعدل العادلين واحكم الحاكمين وارحم الراحمين كيف يجبر العبد على شيء ويعاقبه عليه؟ الله سبحانه وتعالى الله لا يجبر العباد على شيء الا وقد شاؤوه وهم الذين فعلوه الله لا يجبر احد الله لا يجبر احد على شيء من جهة من جهة افعاله التي يعذب عليها ويثاب عليها. فكيف يجبر العبد على فعل لا يكون العبد فيه صنع ولا تأثير وله وراق وله واقع بارادته. وذلك ان الجبري قالوا ان العبد لا مشيئة له ولا اختيار. وان الفاعل حقيقة هو الله. وان الله كذبوا على فعله ليس على فعل عبدي وهذا كله من اعظم الظلم ومن اعظم الجهل ومن اعظم الافتراء على الله عز وجل. بل العبد هو الذي فعل وهو الذي وهو الذي اختار والله جعله مشيئة وجعله وجعله ارادة قال فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. قال وقول هؤلاء شر من اقوال المجوس والطائفتان ما قدر الله حق قدره. وكذلك ما قدره من لم يصنه عنها بئر ولا حش ولا مكان يرغب عن ذكره. كما تقول الجهمية بان الله في كل مكان. وان الله عز وجل في جميع هذا الوجود وان انهم يقولون سبحان ربي الاسفل لعنهم الله. فلم يقدروا الله حق قدره حيث جعلوه في الحشوش وفيما يكره ان يذكر فيه هو. اي يذكر ان يعني يكره ان يذكره في مجلسه ومع ذلك يصف ان الله في تلك الاماكن التي التي يرغب هو عن ذكره اياها فما قدر الله حق قدرا جعل الله عز وجل في هذه المنزلة فالجهمية معطل الصفات قد وصفوا الله باقبح الصفات الى ان قال بل جعله في كل مكان وصاروا على العرش ان يكون مستوي عليه ليصعد اليه الكلم الطيب والعمل الصالح تعرج الملائكة الروح اليه وتنزل عنده ويدبر الامر من السماء والارض ثم يعرج اليه فصاده عن استوائه تأمل دفا العلو والاستواء وجعله في في الحشوش وفي الاماكن التي يعرف الانسان من ان يذكرها. وما قدروا حق قدر من نفي من نفى حقيقة محبته ورحمته ورأفته ورضاه. وغضبه ومقتي ومقته ولا من نفى حقيقة حكمته كما يقول ذلك الاشاعرة. فقد عطل الله عز وجل من جميع صفات الصفات المتعلقة بمشيئته والافعال المتعلقة بمشيئة بيئته وزعموا ان ذلك لا يليق بالله عز وجل. فما قدر الله حق قدره من نفى محبته ورحمته ورأفته ورضاه وغضبه وقته ولا من نفى حقيقة حكمته التي هي الغايات المحمودة المقصودة بفعله. ولذلك قول ان الله ليس له حكمة لانه اذا كان كان له حكمة فهو محتاج الى غيره وهذا كله من الباطل وما قدروا الله حق قدر من قال ذلك. ولم يجعل له فعلا اختياريا يقوم به بالافعال منقولات منفصلة عنه اي جميع مفعولاته هي مخلوقات له ولا توصف بانها صفات له. فنفى حقيقة محبته اتيان واستواء العرش وتكليم موسى من جانب الطور ومجيئه يوم القيامة لفصل القضاء هذه ما عليه الاشاعرة والمعطلة من المعتزلة الجهمية فما قدروا الله حق قدره قال ايضا وكذلك لم يقدروا الحق قدما قال انه رفع داء رسله واهل بيته واعمل وانه رفع دعاء رسلي واهل بيتي واعمل ذكرهم وجعل فيه الملك والخلاف والعزة. وضع اولياء رسولي واهانه. هذا قول الرافظة الذين قالوا ان الله عز وجل هو الذي رفع النواصب واعلى قدرهم وجعل له القوة وعزة وملك وخلافة واذل اهل بيتي واذل اولياء رسوله واهله واذلهم اي اذل من؟ اهل البيت فكتب قتل الحسين وسبي كثير من يعني واخذ كثير من من اهل البيت يقول ذلك الرافظة فما قدر الله حق قدره من قال ان الله يفعل يفعل باعداء رسله فانه يرفعهم ويعزهم ويعلي قدرهم ويجعلهم ملك والخلاف فيهم. ثم يأتي الى اوليائه واولياء رسوله واهل محبة مودته فيذلهم ويهينهم ويضرب عليهم الذلة واينما ثقفوا. اينما ثقفوا على وجه الدواب والاستمرار ليس على وجه الامتحان الاختبار ثم ثم يقول ان هذا ما قدر الله نقول ما قدر الله حق قدره حق قدره من قال ذلك. قد يبتلى اهل الايمان وقد يبتلى اولياء رسوله بشيء من البلاء لكن العاقبة لهم والرفعة لهم والعزة والتمكين لهم. قد يرتفع داء الله ورسله اعداء الله ورسله حينا. لكن الخزي والعار ومآلهم وخاتمتهم فهؤلاء ظنوا بالله حقا ظنوا بالله ظن السوء. حيث زعموا ان الله يرفع الاعداء. ويهين الاولياء. يرفع من حارب فشرع الله ويذل من نصر دين الله. الروافض تقول ان علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه اذل واهين على ايدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك اهل بيته ومع ذلك الله رفع اصحابه وجعله بالخلافة والحكم وجعل ذاك بني امية مئة سنة ثم جعله في بني عباس اذا قتل هواشم مئتي سنة ايضا بل جعله اربع مئة سنة وهم مع ذلك في ذو الهوان الى يومنا هذا وهم في هذا الذل والهوان. وهم مع ذلك يقولون ان الله عز وجل هو الذي اعز هؤلاء والذي رفعهم وهو الذي اذل اوليائه. فهؤلاء ما قدروا الله حق قدرهم يقولوا هذا القول. وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تبارك وتعالى عن قول الرافظة علوا كبيرا وهذا القول مشتق من قول من؟ اليهود لعنهم الله وذلك ان اليهود يلزمهم ان يقولوا ان الله سبحانه وتعالى لما جاء برسول ادعى النبوة محمد صلى الله عليه وسلم بادعاء الرسالة وادعى ان ان الله عز وجل اوحى له وان الله امره بكذا وكذا. ثم يؤيده الله بالمعجزات. ينزل عليه الايات والكتب. ومع ذلك الله ينصره حينا بعد حين يجعل اولياءه هم المنصورون في كل زمان. والعاقبة لهم واهل اه الحق من اليهود هم في ذل وهوان وفي ضعف وتشرد فما قدر الله حق قدر من قال ان هذا النبي وهذا الرسول كاذب على الله عز وجل مفتري على الله الكذب وهو بهذه المنزلة الله عز وجل ينصره ويؤيده. لانه كما قال ابن القيم في في هداية الحياة ان كان الرسول كاذب فكيف ينصره الله ويؤيده بالمعجزات وينصر اولياءه ويعينه ويجعل عاقبته له والعاقبة لامته والنصر والتمكين لهم وانتم في ذل قال حينا بعد حين فاما ان يكون هذا ان كان كاذبا فالله يؤيده وينصر عليه شيء على كذبه وعلى افتراءه فيكون ربنا بهذا او يكون ربكم لتدعون بهذا بهذا الوصف هو ايش هو ظالم لانه اعان اعدائكم وخذل اوليائه. فليجل هذا يقول القيم وما قدروا الله حق قدره من قال ذلك انه ارسل ملكا لانهم يقولون الرسول هذا ليس بنبي وانما هو كاذب ملكا ظالما فادعى النبوة لنفسه وكذب على الله تعالى وبكى زمنا طويلا يكذب عليه كل وقت ويقول قال كذا وامر بكذا ونهى عن كذا وينسخ شرائع انبيائه ورسله ويستبيح دماء اتباعه وامواله وحريمه ويقول الله تعالى اباح لي ذلك. تأمل والرب تبارك وتعالى يظهره ويؤيده ويعليه ويقويه ويجيب دعواته ويمكنه ممن يخالفه ويقيم الادلة على صدقه ولا يعاديه احد ولا يعاديه احد الا ظفر به. فيصدقه بقوله وفعله وتقريره ويحدث ادلة تصديقه شيئا بعد شيء. ومعلوم ان هذا يتضمن اي اعظم القدح والطعن في الرب سبحانه وتعالى الا ان يكون محمد رسول من الله صادق وانه ايده بالمعجزات والايات. وانتم ايها اليهود كاذبون مفترون كفرة بالله عز وجل وهذا الذي تقتضيه الادلة ويدل عليه العقل والفطرة. ويدل عليه النصوص انكم ايها اليهود كذبة المفترون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم الى ان قال ومع ان هذا يتضمن اعظم القدح والطعن في الرب سبحانه وتعالى وعلمه وحكمته ورحمته وربيته تعالى عن قول الجاحدين علوا كالفوازن بين قولي هذا وبين اخواننا الروافض. الرواف قالوا اي شيء ان اهل البيت اذلوا واهينوا وان اعدام الذين حصلوا التمكين والعزة والرفعة. كما قال الرويعان بالي رظيعا لبال ثدي ام تقاسما باسم داج عوظ لا يتفرق قال وكذلك لم يقدروا حق قدم قال انه يجوز ليعذب اولياءه. ومن لم يعصي طرفة عين ويدخلهم دار الجحيم. وينعم اعداءه من لم يؤمن به طرفا ويدخلهم دار الليل هذا لا شك انه ايضا من اعظم من اعظم من اعظم الظن السيء بالله عز وجل وان كلا الامرين بالنسبة لي سواء وانما الخير وانما الخبر المحض جاء عنه بخلاف ذلك فمعناه الخبر لا مخالفة لا مخالفة حكمته وعدله. وقد انكر سبحانه في كتابه على من يجوز عليه ذلك غاية الانكار وجعل الحكم بي من اسوأ الاحكام الى ان قالوا هذه طائفة تقول ان الله عز وجل لا يعذب هذا لمعصيته ولا ينعم هذا لطاعته وانما الرد في ذلك الى الى المشيئة يأتي التي شاءها ربنا تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا قال وكذلك ايضا لم يقدروا الحق قادما زعم انه لا يحيي الموتى ولا يبعث من في القبور كما يقول ذلك ممكن البعث ممكن البعث يقول له لا نبعث ولا نحيا كذلك لم يقدروا حق قدر من هان عليه امر فعصاه ونهيه فارتكبه وحقه فضيعه وذكره فاهمله وغفل قلبه عنه وكان هواه اثر عنده من طلب رضاه الى ان قال فلله الى ان قال وقال وكان هواه اثر عنده من طلب رضاه وطاعته وطاعته لمخلوق اهم عنده من طاعته فلله الفضلة من قلبه وقوله وعمله وسوء وسواه المقدم في ذلك وناصيته بيده ويعظم وسوء المقدم ذاك لا لانه المهم عنده يستخلف يستخف بنظر الله اليه واطلاعه عليه وهو في قبضته وناصيته بيده ويعظم نظر المخلوق واطلاع عليه كما يفعل المراؤون المسمعون باعمالهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوا واذا كانوا بين خلق الله كانوا من الاولياء الصالحين فهؤلاء من اقبح الخلق نسأل الله العافية والسلامة. ويخشى الناس ولا يخشى الله. ويعامل الخلق بافضل ما يقدر عليه. ويعامل الله باسوأ ما نقدر عليه نسأل الله ان عمل الله عامله باهون ما عنده واحقره وان قام في خدمة الهه من البشر قام بالجد والاجتهاد وبذل النصيحة وقد فرغ له قلبه وقد فرغ له قلبه جوارحها وقدموا على كثير من مصالحه حتى اذا قال في حق ربه قام قياما لا يرضاه مثله لمخلوق من مخلوقاته وبدا له ما لم يستحي ان يواجهه به مخلوقا يقوم يصلي فتراه اه متماوتا متكاسلا ملتفتا اه ينقرها نقر الغراب لا يعظم لا يقدر الله ولا يعظمه حقا تعظيمه. اما اذا قام لمخلوق تجده لا ترمش له عين ولا يتحرك له ساكن في خشوع وذل وهوان عند البشر وعند الله عز وجل لا تفتأ حركاته عن الحركة بل تراه ناظرا متحركا عابثا لاهيا ومع هذا كله ينقرها ده قرار الغراب. على كل حال ساق الشيخ هذا البقاء هذه الفصل بكامله من كلام من كلام ابن القيم في كتاب الجواب الكافي الى ان قال وهل القدر حقه؟ قال وهل قدر حقه قد من شارك بيني وبين عدوه محض حقه وذلك ان جميع من عبد من دون الله فحقيقة عابديه انه يعبد من يعبد الشيطان فهل قدر الله من ساوى بين الله وبين عدوه الشيطان؟ وجعله شريكا لله عز وجل. فالذين عبدوا الملائكة ما عبدوا الا من؟ الا الجن الذين عبدوا اللات والعزة والشمس والقمر والنجوم والكواكب انما عبد الشيطان كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان وكما قال تعالى للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دون بل كانوا يعبدون الجن. اكثرهم بهم مؤمنون كيف كيف يكون حال من جعل من جعل من جعل عدو الله شريكة لله في عبادته وهذا العراقي اراد ان يجعل هذه هذه الاوثان وهذه الاصنام وهذا العدو اللدود لله عز وجل اراد ان يجعله شريكا لله عز وجل في عبد مع الله سبحانه وتعالى ويستغاث به دون الله سبحانه وتعالى ويسأل وتذبح له القرابين ويدعى ويصلى له ويستغاث به كل هذا هو الذي يفعله القبوريون عند قبور اوليائهم. فهم حقيقة لم يعبدوا عبد القادر ولم يعبدوا اللات ولم يعبدوا العيدروس الدسوقي ولم يعبدوا محمد صلى الله عليه وسلم وانما عبدوا من دعاهم الى ذلك والذي دعاه الى الشرك وعبادة غير الله عز وجل هو الشيطان الذي هو عدو الله سبحانه وتعالى ان نشرت معدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير فهذا الفصل الذي اطاله ليبين قبح هذا العراقي وانه ما قدر الله حق قدره اذ جعل هؤلاء البشر وهؤلاء وهذه المخلوقات انداد لله عز وجل تدعى وتعبد مع الله سبحانه وتعالى فنسأل الله الثبات على توحيده وان يميتنا عليه وان يبعثنا عليه وان يجعلنا من انصار دينه وحزبه المفلحين والله تعالى اعلم واحكم صلى الله عليه وسلم نبينا محمد