الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والمقصود هنا ان كل عاص لله فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله وانما يكون جاهلا لنقص خوفه من من الله اذ لو تم من الله لم يعص ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا. وذلك لان تصور المخوف يوجب الهرب وتصور وتصور المحبوب يوجب طلبه فاذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على انه لم يتصوره تصورا تاما. ولكن قد يتصور الخبر عن وتصور خبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور مخبر عنه. وكذلك اذا لم يكن المتصور محبوبا له ولا مكروها. فان الانسان يصدق يصدق بما هو مخوف على غيره وهو محبوب لغيره. ولا يورث ذلك هربا ولا طلبا. وكذلك اذا اخبر بما هو محبوب له ومكروه. ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بامور اخرى عن تصور ما اخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطرب. وبالكلام المعروف عن الحسن البصري ويروى موصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم علمان فعلمه في القلب وعلم على اللسان. فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان حجة الله على عباده. وقد اخرج في الصحيحين عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح فلها ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل رويحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها وهذا المنافق الذي يقرأ القرآن يحفظه ويتصور معانيه وقد يصدق انه كلام الله وانه الرسول حق وان الرسول حق ولا يكون مؤمنا كما ان اليهود يعرفونه كما ابناءهم وليسوا مؤمنين وكذلك ابليس وفرعون وغيرهما لكن من كان كذلك لم يكن حصل له العلم التام والمعرفة التامة فان ذلك يستلزم العمل بموجبه لا محالة. ولهذا صار صار يقال لمن لم يعمل بعلمه انه جاهل كما تقدم وكذلك لفظ العقل وان كان هو هو في الاصل مصدر عقل يعقل عقلا. وكثير من النظار يجعله من جنس العلوم فلابد ان يعتبر مع ذلك انه علم يعمل بموجبه فلا يسمى عاقلا الا من عرف الخير فطلبه والشر فتركه. ولهذا قال اصحاب النار لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. وقال عن المنافقين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون. ومن فعل ما يعلم انه يضره فمثل هذا ما له عقل. فكم ان الخوف من الله يستلزم العلم به فالعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته فالخائف من الله ممتثل لاوامره منشغل لنواهيه وهذا هو الذي قصدنا بيانه اولا ويدل على ذلك ايضا قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقاء الذي يصلى النار الكبرى فاخبر ان من يخشاه تذكر وتذكر هنا مستلزم لعبادته قال الله تعالى هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من ينيب. وقال تفصيلة ذكرى لكل عبد منيب ولهذا قالوا في قوله سيتذكر من يخشى سيتعظ بالقرآن من يخشى الله. وفي قوله وما يتذكر الا من ينيب انما يتعظ من يرجع الى الطاعة وهذا لان التذكر التام يستلزم التأثر بما تذكره فان تذكر المحبوب فان تذكر محبوبا طلبه وان تذكر موهوبا هرب منه قوله تعالى وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. وقال سبحانه انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب. فنفى الانذار عن غيرها هؤلاء مع قوله وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. فاثبت لهم الانذار من وجه فنفاه عنهم من وجه. فان الانذار هو الاعلام والمخوف فالانذار مثل التعليم والتخويف. فمن علمته فتعلم فقد تم تعليمه واخر يقول علمته فلم يتعلم. وكذلك من خوفته فخاف هذا هو الذي تم تخويفه واما من خوف فما خاف فلم يتم تخويفه وكذلك من هديته فاهتدى تم هداه ومنه قوله تعالى هدى للمتقين ومن هديته فلم يهتدي فكما قال واما ثمود فهديناه فاستحبوا العمى على الهدى. فلم فلم يتم هداه تقول قطعته فانقطع وقطعته فما انقطع فالمؤثر التام يستلزم اثره فمتى لم يحصل اثره لم يكن تاما والفعل اذا صادف محلا قابلا تم والا لم يتم والعلم بالمحبوب يورث طلبه والعلم بالمكروه يورث تركه ولهذا يسمى هذا العلم الداعي. ويقال الداعي مع القدرة يستلزم وجود المقدور. وهو العلم بالمطلوب المستلزم لارادة معلوم المراد وهذا كله انما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها. واما مع فسادها فقد يحس الانسان باللذيذ فلا يجد له لذة بل يؤلمه. وكذلك يلتذ بالمؤلم فساد الفطرة والفساد يتناول القوة العلمية والقوة العملية جميعا. كالنمرور الذي يجد العسل مرا فانه فانه فسد نفسه فانه فسد نفس احساسه حتى كان يحس به على خلاف ما هو عليه. للمرة التي مازجته. وكذلك من فسد باطنه. قال تعالى وما يشعركم انها اذا لا يؤمنون ونقلب افئدتهم ابصارهم كما لم يؤمنوا بي اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. وقال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وقال وقوله وقال وقولهم قلوبنا غلف طبع الله عليها بكفرهم وقال في الاية الاخرى وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم والغلف اغلف وهو ذو الغلاف الذي في غلاف مثل الاقلف مثل مثل الاقلف كانهم جعلوا المانع خلقة اي خلقت القلوب عليها اغطية فقال الله تعالى بل لعنهم الله بكفرهم وطبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا. قال تعالى ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا؟ قال امين اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم. وكذلك قالوا قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول؟ قال ولو علم الله فيهم خيرا معهم اي لافهمهم ما سمعوه ثم قال ولو افهمهم مع هذه الحال التي هم عليها لتولوهم معرضون. فقد فسدت فطرتهم فلم يفهموا ولو فهموا لم يعملوا ونفى صحة القول القوة العلمية وصحة القوة العملية. وقال ام تحسب ان اكثرهم يسمعون ويعقلون انهم الا كالانعام بل هم اضلوا سبيلا. وقال ولقد ذرأنا لجهنم من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون. وقال ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا الا دعاء ونداء. صم بكم العلم فهم لا يعقلون. وقال عن المنافقين صموا بكم انعم فهم لا يرجعون. ومن من يقول لما لم ينتفعوا بالسمع والبصر والنطق؟ جعلوا لما لم ينتفعوا بالسمع والبصر والنطق جعلوا صوما بكم عمياء او لما اعرضوا وعن السمع والبصر والنطق صاروا كالصم والعمي البكم. وليس كذلك بل نفس قلوبهم عميت وصمت وبكمت. كما قال الله تعالى فانها لا تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور والقلب هو الملك والاعضاء جنوده. واذا صلح صلح سائر الجسد واذا فسد فسد سائر الجسد. فيبقى يسمع بالاذن كما تسمع البهايم والمعنى لا يفقهه وانفاقها بعض الفقه لم يفقه فقها تاما وان الفقه التام يستلزم تأثيره في القلب محبة المحبوب وبغض المكروه فمتى لم يحصل هذا لم يحصل التصور التام حاصلا فجاز نفيه. لان ما لا يتم ينفى كقوله للذي اساء في صلاته صل فانك لم تصل فنفى الايمان حيث نفى من هذا الباب. وقد جمع الله بين وصفهم بوجل القلب اذا اذا ذكر وبزيادة الايمان اذا سمعوا اياته قال الضحاك زادت يقينا وقال الربيع بن انس خشية وعن ابن عباس تصديقا. وهكذا قد ذكر الله هذين الاصلين في مواضع قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم ذكر الله وما نزل من حق ولا يكون كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. والخشوع يتضمن معنيين احدهم التواضع والذل. والثاني السكون والطمأنينة وذلك مستلزم لدين القلب المنافي للقسوة. وخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينة نيته ايضا ولهذا ان كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا التواضع والسكون. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال اذلة وعن الحسن وقتادة خائفون وعن مقاتل متواضعون وعن علي الخشوع في القلب وان تلين للمرء المسلم كنفك ولا تلتفت يمينا ولا كما لا. وقال مجاهد غض البصر وخفض الجناح. وكان الرجل من العلماء اذا قام الى الصلاة يهاب الرحمن اي يشد بصره. او ان يحدث او نفسه بشيء من امر الدنيا وعن عمر ابن دينار ليس الخشوع كالركوع والسجود ولكنه السكون حب حب حسن الهيئة بالصلاة وعن ابن سيرين وغيره كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يرفعون ابصارهم في الصلاة الى السماء وينظرون يمينا وشمالا حتى نزلت هذه قد افلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون. فجعلوا بعد ذلك ابصارهم حيث يسجدون وما رؤي احد منهم بعد ذلك ينظر الا الى الارض. وعن عطاء هو لا تعبث بشيء من جسدي من جسدك وانت في الصلاة. وابصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه. ولفظ ان شاء الله يبسط في موضع اخر وخشوع الجسد تبع لخشوع القلب. اذا لم يكن رجل مراءيا يظهر ما ليس في قلبك ما روي تعوذوا بالله من خشوع وهو ان يرى ان يرى الجسد خاشعا وقلبه خاليا لاهية فهو سبحانه استبطأ المؤمنين بقوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق فدعاهم الى خشوع القلب لذكره وما نزل من كتابه ونهاهم ان يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وهؤلاء هم الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وكذلك قال في الاية الاخرى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانيعة مثلا يا تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. والذين يخشون ربهم هم الذين اذا ذكر الله تعالى وجدت قلوبهم وان قيل خشوع القلب لذكر الله وما نزل من حقه واجب. قيل نعم. لكن الناس فيه على قسمين مقتصد وسابق. فالسابقون يختصون يختصون بالمستحبات والمقتصدون والمقتصدون الابرار هم عموم المؤمنين المستحقين للجنة. ومن لم يكن من هؤلاء ولا هؤلاء فهو ظالم لنفسه الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع فدم الله قسوة القلب المنافي للخشوع في غير الموضع وقال تعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة واشد قسوة. قال الزجاج قست في اللغة غلظت ويبست وعسيت. وقسوة القلب ذهاب والرحمة والخشوع منه والقاصي والعاسي الشديد وقال ابن قتيبة قست وعست وعتت اي يبست. وقوة القلب المحمودة غير قسوة اخوته المذمومة فانه ينبغي ان يكون قويا من غير عنف ولينا من غير ضعف. وفي الاثر القلوب انية انية الله في ارضه. احبها الله اصلبها وارقها اصفاها وهذا كاليد فانها قوية لينة بخلاف ما يقسو من من العقب فانه يابس لا لين فيه وان كان فيه قوة وهو سبحانه ذكر وجل قلب من ذكره ثم ذكر زيادة الايمان عند تلاوة كتابه علما وعملا ثم لابد من التوكل على الله فيما لا يقدر عليه ومن طاعته فيما يقدر عليه واصل ذلك الصلاة الصلاة والزكاة فمن قام بهذه الخمس كما امر لزم ان يأتي بسائر واجبات بل الصلاة نفسها اذا فعلها كما امر فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر كما روي عن ابن مسعود وابن عباس ان في الصلاة منتهى ومزدجرا عن معاصي الله ومن لم تنه تنهوا صلاة عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله الا بعدا. وقوله لم يزدد الا بعدا اذا كان ما ترك من الواجب منها اعظم مما فعله. ابعد ابعده ابعده قال وقوله لم يزد الا بعدا اذا كان ما ترك من الواجب منها اعظم مما فعله ابعده ترك الواجب اكثره ابعده ابعده ترك الواجب والاكثر من الله اكثر مما قربه فعل الواجب الاقل. وهذا كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا. وقد قال الله تعالى ان المنافقين الخادم والله خادعهم اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى مع ان الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. وفي السنن عن عمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها الا نصفها. الا ثلثها حتى قال الا عشرها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها. وهذا وان لم يؤمر باعادة الصلاة عند اكثر العلماء لكن يؤمر بان يأتي من التطوعات بما يجبر نقص نقص فرضه ومعلوم ان من حافظ على الصلوات بخشوعها الباطن واعمالها الظاهرة وكان يخشى الله الخشية التي امره بها فانه يأتي بالواجبات ولا يأتي ولا كبيرة ومن اتى الكبائر مثل الزنا او السرقة او شرب الخمر وغير ذلك فلابد ان يذهب ما في قلبه من تلك الخشية والخشوع والنور. وان بقي اصل التصديق في قلبه وهذا من الايمان الذي ينزع منه عند فعل كبيرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. فان المتقين كما وصفهم الله بقوله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. فاذا طاف بقلوبهم طائفة من الشيطان تذكروا فيبصرون. قال سعيد ابن جبير هو الرجل يغضب الغضبة في ذكر الله فيكظم الغيظ وقال ليث عن مجاهد هو الرجل يهم بالذنب في ذكر الله فيدعه والشهوة والغظب مبدأ السيئات فاذا ابصر رجعا ثم قال واخوانهم يمدونهم في ايها اخواني الشياطين تمدهم الشياطين في الغيث ثم لا يقصرون قال ابن عباس رضي الله عنهما لا الانس لا الانس تقصر عن السيئات ولا الشياطين تمسك عنهم فاذا لم يبصر بقي قلبه في غي والشيطان يمده في غيه وان كان التصديق في قلبه لم يكذب. فذلك النور والابصار وتلك الخشية والخوف يخرج يخرج من قلبه وهذا كما ان الانسان يغمض عينيه فلا يرى شيئا وان لم يكن اعمى فكذلك القلب ما يخشاه من ظين من ذنوب لا يبصر الحق وان لم يكن اعماك عمى وهكذا جاء في الاثار قال احمد بن حنبل بكتاب الايمان حدثنا يحيى عن اشعث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزع منه الايمان فان تاب اعيد اليه. وقال حدثنا يحيى عن عوف قال قال الحسن يجانبه الايمان ما دام كذلك فالراجع راجعه الايمان. وقال احمد حدثنا معاوية عن ابن اسحاق عن الاوزاعي قال وقد قال للزهري حين ذكر هذا هذا الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فانهم يقولون فان لم يكن مؤمنا فما هو قال فانكر ذلك وكره مسألتي عنهم. وقال احمد حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس انه قال لغلمانه من اراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زاني الا نزع الله منه نور الايمان. وان شاء ان يرده ردها وان شاء يمنعه منعه فقال ابو داوود ان السجستاني حدثنا عبد الوهاب من نجدة حدثنا بقية ابن الوليد حدثنا صفوان ابن عوف عن عبد الله ابن ربيعة الحضرمي انه اخبره ان ابا عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال انه كان يقول انما الايمان كثوب كثوب احدكم يلبسه مرة ويقلعه اخرى وكذلك رواه باسناده عن عمر وروي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وبحديث عن ابي هريرة مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا زان الزاني خرج منه امام فكان كالظلة واذا انقطع رجع اليه الايمان وهذا ان شاء الله يبسط في موضع اخر. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في جوابه على شبهة من قال ان ان الله عز وجل وصف المؤمن بخمس صفات واخبر ان من حقق هذه الصفات الخمس هم المؤمنون حقا وهم الصادقون فقد اجاب على هذه وجه الشبهة انه ذكر خمس صفات وذكر وترك كثيرا من الصفات التي هي من الايمان ايضا فافاد هذا ان الايمان يتحقق ببعضه دون ان يأتي بكامله فاجاب اولا ان ان ما ذكر يلزم يلزم ان يكون معه ما ترك تمام مر بنا انه يلزم مما ذكره ان يأتي على ما ترك ولا يتصور ان يكون كامل الايمان محققا للايمان الواجب وهو يترك ما امر الله عز وجل به او يقع او يقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى ففي سياق هذا الكلام قال ايضا والمقصود هنا ان كل عاص لله عز وجل ان كل عاصي لازم فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله عز وجل وانما يكون جاهلا لنقص خوفه تكون جاهلا لنقص خوفه وذلك انه جهل ما يليق بالله عز وجل ولم يقدر الله عز وجل حق قدره اذ لو تم خوفه من الله لم يعصه لو تم خوفه من الله لم يعصه ومنه قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا. ومعنى الاغترار به ان يغتر بشيء من رحمة الله عز وجل او يغتر بشيء من آآ امهال الله له فان الناس يغترون بالامهال ويغترون بما يتقلبون فيه من نعم الله عز وجل فهذا هو اعظم الجهل هذا هو اعظم الجهل ان تحملك هذه النعم على معصية الله عز وجل فما احسن ما قال مسعود هنا كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا رواه ابن ابي شيبة واسناده جيد ثم قال وذلك لان لان تصور المخوف يوجب الهرب منه وتصور المحبوب يوجب طلبه ولا شك ان من تصور حقيقة وعيد الله عز وجل وما فيه من العذاب الشديد حمله ذلك على الخوف والهرب من عذاب الله عز وجل ولذا جاء في الصحيح انه يؤتى بانعم يؤتى بانعم رجل من اهل الدنيا الا انه من اهل النار فيصبغ صبغة واحدة في نار جهنم فينسى كل نعيم. مع انه ما اصابه هم قط ولا آآ فقر قط ولا جوع قط في حياته ومع ذلك ينسى كل نعيم بصبغة واحدة في النار فيتصور المسلم حقيقة ما ينتظره من الاهوال والوعيد والعذاب حمله ذلك التصور على ان يهرب من كل شيء يوجب سخط الله ويوجب عذاب الله عز وجل كذلك تصور وعد الله عز وجل ونعيمه وما في الجنة من النعيم العظيم واعظم ذلك ان يرى ربه سبحانه وتعالى حاب له ذلك التصور ان لو استطاع ان يسير على اهدابه الى الله عز وجل الاسار فجعل المشي منه الى الله على الاجفان لو استطاع ذلك ليصل الى محبوب مطلوبه يقول فاذا لم يهرب من هذا الوعيد الشديد ولم يطلب هذا الوعد المحبوب دل على انه لم يتصوره تصورا تاما واذا لم يتصوره تصوره سيكون يكون جاهلا اذا بيتصوره التصور التام يكون جاهلا ولكن قد يتصور الخبر عنه وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر المخبر عنه يعني قد يصدق ويؤمن لكنه لعظيم جهله ما يتصور حقيقة الامر الذي ينتظره فهو وان تصور الخبر وصدقه وحفظ حروفه ولا يلزم من ذلك تصور المخبر عنه الان نحن نؤمن بان هناك جنة ونؤمن بان هناك نار لكن حقيقة ما في الجنة وما في النار لا نستطع ان ندرك ان ندرك حقيقته فكلما ازداد الانسان ايمانا ويقينا وازداد تصورا لهذا النعيم ولهذا العذاب حمله ذلك على المسابق والمسارعة في طاعة الله. فمراده ان العبد اذا وجد من الله حقق خوف الله سبحانه وتعالى فيستحيل ان يصر على معصية لله عز وجل وانما يقع العبد في المعصية اما لجهله واما لاغتراره اما لجهله واما لاغتراره. ثم ذكر وكذلك اذا اقبل هو محبوب له مكروه ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه لكن لكن قلبه لكن قلبه مشغول بامور اقرأ عن تصور ما اكل هذا لا لا يتحرك للهرب ولا للطرب. وهذا ما يسمى الان بالغفلة ان يكون غافلا عن خطاب الله عز وجل وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم قد يصدق ويؤمن لكن لعظيم غفلته وانطماس آآ قلبه بالهوى والمعاصي والذنوب لا يتصور حقيقة هذا الامر. ثم ذكر كلام الحسن رحمه الله تعالى قال العلم علمان علم القلب وعلم اللسان علم القلب وعلم اللسان فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان حجة الله على عباده. هذا قول الحسن رواه مرفوعا وهو مرسل. ولا شك ان العلم يتعلق بالقلب وهو يقين وتصديقه وخشيته وخشوعه ومحبته وهذا العلم يثمر عمل الجوارح وقول اللسان على ما يرضي الله عز وجل وهناك علم لا يتجاوز اللسان وانما هو فقط علم اللسان والقلب خال وكما قال معاذ كما قال انما اخشى عليكم كل منافق عليم اللسان كل منافق عليم اللسان وذاك ان قد يؤتى علما لكنه لا يؤتى ايمانا ثم ذكر حديث ابي موسى الذي في البخاري وفيه وفي مسلم ايضا انه قال مثل المول الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة شبه قارئ القرآن من المؤمنين بالاترجة ريحها طيب وطعبها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها اي ليس له ريح لان القرآن يظهر بركته على العبد هذا معه تبع طعمها طيب لكنه لم يكمل هذا الطيب بالقرآن وقراءته يعني بالقرآن وقراءة ثم قال ومثل الذي ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة لها رائحة طيبة ولكن طعمها حنظل ومر فمثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها قال وهذا المنافق الذي يقرأ القرآن يحفظه ويتصور معانيه وقد يصدق وقد يصدق انه كلام الله وان الرسول حق ولا يكون مؤمنا مثل اليهود يؤمنون بمحمد رسول الله وانه من الله مرسل ويؤمن بكل ما اخبر به لكن حمله الحسد والعداوة على على عدم الايمان به واتباعه فقال كما يعرفونه وكما يعرفون ابناءهم وليسوا مؤمنين. والمنافق ايضا قد يوقنن محمد رسول الله ويؤمن بانه صادق لكن لعظيم لعظيم هواه ولحجم جهله وكبر جهله كبرا وحسدا وابعادا في الشهوات والملذات قد يترك دين الله عز وجل ويترك اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تقديما لهواه وشهوته ثم قوى كذلك لفظ الاعلان يريد ان يذكر الفاظ انه يلزم ذكر بعظها يلزم انه ذكر بقية ما يدل عليه. العقل وان كان هو في الاصل مصدر عقلة يعقل عقلا وكثير من النظار يجعله من جنس العلوم فلابد ان يؤتى بعد ذلك انه علم يعمل بموجبه يعمل فلا يسمى عاقلا يعني اذا قلت هذا فلان عاقل وش يلزم من ذلك ان يتصرف تصرف ما يعرف انه عاقل. فلو وصف انسان بانه عاقل وتصرفه يخالف ذلك لما لما صح تسميته عاقل. كذلك اذا سمي مؤمن فيلزم ان يكون فاعلا لما يوجب ويصحح ايمانه. فالعاقل اذا فقيل فلان عاقل عرفنا بهذا الوصف انه يفعل ما ينفعه ويترك ما يضره لان العقل اصله المنع العقل سمي يعني سمي العقل عقلا وسمي حجر لانه يمنع صاحبه من الوقوع في المهلكات فاذا كان لا يفعل ذلك فانه كما قال تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ثم ختم الله له فقال اولئك الانعام بل هم اظل لان عقولهم وقلوبهم لم تنفع مع ان لهم عقول ولهم قلوب لكن لم ينتفعوا بعقولهم ولا بقلوبهم فكانوا كالانعام بل اضلوا تبيلا. يقول كما قال تعالى يقول فلا يسمع الا من عرف الخير فطلبه والشر فتركه. ولهذا قال تعالى على اصحاب الدار قالوا كنا نسمع نعقل ما كنا في اصحاب السعير فهم بانفسهم سلبوا انفسهم العقل قال وكنا نسمع سبع اجابة لانهم كانوا يسمعون حقيقة لكن سماعهم لم يكن سماع اجابة وانما سماعهم سماع اصوات كالانعام تسمع لكن لا تعقل لو كنا نسمع كنا في اصحاب السعير وقال عن المنافقين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. ذلك بانهم قوم لا يعقلون. ومن فعل ما يعلم انه يضره فمثل فمثل هذا ما له عقل صدق ترى كم فكما ان الخوف من الله يستلزم العلم به فالعلم به يستلزم خشيته وخشيته يستلزم طاعته فالخائف من الله لاوامره مجتنب لنواهيه. يرجع لاي شيء وجلت قلوبهم اذا وجل القلب لز من وجله الخشية ولزم الخشية الطاعة والطاعة هي امتثال ما امر الله به واجتناب ما نهى عنه هو الذي قصدنا بيانه اولا ويدل على قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى. ولماذا خص الخاشي؟ لان الخاشي يستجيب لان الخاشي يطيع ويمتثل ويتجنبها الاشقى الذي يصلى النار الكبرى. فاخبر ان من يخشاه يتذكر والتذكر هنا مستلزم للعبادة. قال الله تعالى هو الذي يريكم يريكم اياته وينزل وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من يريد وذكر ايضا تبصرة وذكرى لكل عبد منيب اذا لا يتذكر ولا ينتهي بهذه الذكرى الا من كان ذو خشية ومن كان ذو قلب منيب ثم ذكر ايضا لهذا كله من باب ايش؟ يثبت ويبين ان من لوازم وجل القلوب الامتثال للاوامر واجتناب النواهي يقول فاثبت لهم الانذار بالوجه ونفاه عنهم من وجه فان الانذار هو الاعلان بالمخوف فالانذار مثل التعليم والتخويف فمن فمن علمته فتعلم فقد تم تعليمه واخر يقول علمته فلم يتعلم. وكذلك من خوفته فخاف هذا هو الذي تم تخويفه. واما من خوف ما خاف فلم يتم تخويفه. اذا لم اذا اذا اذا الله وصف به شيء وجلت قلوبهم اثبت لهم الوجل واذا اثبت الوجل اثبت لوازمه لان من لوازم الوجل الخشية وباللوازم الخشية الاستجابة ومن لوازم الاستجابة الطاعة وعدم المعصية قال ايضا وكذلك من هديته فاهتدى ثم يؤمنه قوله تعالى هدى للمتقين خص المتقين لانهم الذين يستجيبون ويطيعون. والا هو هدى للعالمين. القرآن هدى للعالمين جميعا لكنه خاص المتقي بالهدى لماذا لانه يستجيب ويمتثل. يعني هذا لا يقول قائل ان القرآن لا يهتدي به الى المتقي. نقول هو كذلك لكن القرآن انزله الله عز وجل هدى للعالمين هدى وما ارسلناك الا رحمة فالقرآن رحمة للعالمين جميعا. لكن لا ينتفع بهذا القرى ولا يهتدي به الا من خشى الله واتقاه قال كما قال واما ثمود فهديناهم فاستحبوا فاستحبوا العباء فاستحبوا العباء على الهدى اي استحبوا العباء على الهدى فلم فلم يهتدوا مع ان الله اثبت ايش هديناهم واما ثمودا فهديناهم ثم قال فاستحبوا ايش؟ على الهدى مع انه اثبت لهم الهدى السابق. فالهدى السابق الذي هداه اي شيء الدلالة هديناهم اي بين لهم الطرق وضحناها لهم ولكن استحبوا العمل على الهدى نسأل الله العافية فلم يتم هداه كما نقول وضعته فانقطع وقطعته فما انقطع. فالمؤثر التام المؤثر التام يستلزم اثره. فمتى لم يحصل اثره؟ فالتام فالمؤثر ليس بتاب اذا لم اذا كان المؤثر تاما فالنتيجة حاصلة واذا لم تحصل نتيجة فالمؤثر غير تام. يعني اذا ضربت بسيف على على لحم على لحم السيف قاطع واليد ضاربة ووقع على ما يقبل القطع بمجرد ان تضرب ماذا يحصل تنقطع اذا ما حصل القطع يكون خلل اما في السيف او خلل في اليد. اما اذا كانت اليد ضاربة والسيف قاطع والمحل قابل فقد تمت فقد تم التأثير. فلا بد يقع المؤثر المؤثر يقع فالمؤثر التام يستلزم اثره بمعنى ان كل هذا يريد هو استطرد الان في باب انه اذا اذا اثبتنا الوجل والوجل حصل في القلب فلا بد ان يحصل الوجل وهو الاستجابة والامتثال ثم اخذ يذكر ولهذا يسمى هذا العلم الداعي يقول اه والفعل اذا صادر لحل قابل ثم اه تم والا لم يتب والعلم المحبوب والعلم بالمحبوب يورث طلبه والعلم المكروه يورث تركه. ولهذا يسمى هذا العلم الداعي. ويقال الداعي مع القدرة. يستلزم وجود المقدور. الداعي مع قدرة يستلزم جهود المقدور وهو العلم المطلوب المستلزم لارادة المعلوم المراد. وهذا كل ما يحصل من صحة الفطرة وسلامتها. واما مع فساد قد يحس الانسان يعني هذا الكلام مع من؟ من فطرته سليمة. لم تنتكس ولم تتلوث. اما ان كانت فطرته فاسدة فقد يتلذذ بما لا يلتذ به اصحاب الفطر السليمة فهذا لا حكم له. فلا يجد له يقول فقد يحس الانسان باللذيذ فلا يجد له لذة الايمان له لذة وله حلاوة. لكن لو ان انسان دخل في الايمان ولم فعل افعال المؤمنين ولم يجد لذة قلنا لانه لم يدخل حقيقة بالايمان الذي دخل فيه اولئك والاصل من دخل في الايمان وعبد الله عز وجل سيجد لذة لا محالة ومتى لم يجد لذة فان هناك خلل في اي شيء في ايمانه في ايمانه واو او خلل في يعني في في طريقة عبوديته. فقد يعبد الله فقد يعبد الانسان ربه بطريقة غير شرعية. وقد يجد له لذة لكن غير محمودة ولا مقبولة. ثم قال واما من فساد فقد يحس الانسان باللذيذ فلا يجد له لذة. يعني الانسان لو شرب الانسان الماء الحلو اصحاب اصحاب الذوق الحسن يجد لدى ما يجد يجده لكن لو كان الانسان صاحب فمه فيه مر او فيه مرض لا يجد هذه اللذة وكذلك يلتذ بالمؤلم لفساد الفطرة والفساد يتناول القوة العلمية والقوة العملية اما ان يكون قد يتصور الانسان العلم الفاسد علما صحيحا كما يفعل السحرة والمشعوذين هي هي علوم فاسدة وقد يتسوى علوما نافعة وقد يجد لها لذة ولذتها بسبب اي شيء انتكاسي فطرهم. قال كالمبرور الذي يجد العسل براء. فانه فسد فانه فسد نفس احساسه حتى كان يحس على خلاف ما هو عليه للمرة التي مازجته وكذلك من فسد باطله. فقالت وما يشعركم ان اذا جاءت لا يؤمنون. هذا بسبب اي شيء ان باطنه فاسد وقلبه فاسد افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. وقوله فلما زاغ الله قلوبهم وقوله وقولهم قلوبنا غلف بل بل طبع الله عليها بكفر هي هي غلف باي شيء لم يكن لم يكن التغليف ابتداء وانما كان التغليف جزاء وقالوا وقولهم قلوب بل طبع الله عليها هذا التغريب كان بسبب شي بسبب كفره بالسابق فلما كفروا وزاغوا ازاغ الله قلوبهم وجعل قلوبهم والفأس قال بل لعنهم الله بكفرهم طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤم الا قليلا. ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا الذين اوتوا العلم ماذا قال الفة سمعوا جميعا وابصروا جميعا الا ان اصحاب اصحاب الادراك الحقيقي والفطرة السليمة والوجد السليم عرفوا ماذا قال محمد صلى الله عليه وسلم. اما الذين في قلوبهم مرض قالوا ماذا قال انثا؟ ماذا يقول محمد اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم اه ثم قال كقوله تعالى قالوا يا شعيب ما نفقه كثير ما تقول. الذي قاله شعيب فقهه اتباعه اتباعه المؤمنون وقال مخالفوه ما نفقه؟ كثير ما تقول لماذا؟ لان قلوبهم منتكسة ومنتكسة وكما قال الله ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. وقوله لتولوا وهم معرضون. ثم قال ايضا ام تحسب ام تحسب ان اكثرهم يسمعون ويعقلون انهم الا كالعمل هم اضل بل هم اضل سبيلا وقال ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون لهم اذان لا يسمعون بها. اولئك الانعام بل هم بل وبل هم اضل اولئك هم الغافلون. ومثل الذي كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلون. اي حال الكفار بعد دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ومع سماعه للقرآن كحال البهيبة التي يصيح عليها صاحبها. ماذا تعقل بهذا الصياح الصوت فقط لكن ما تدري ما يقول تدرك انه يصيح لكن ما تدري ماذا يقول هذا الراعي؟ كذلك الكفار مع كتاب الله عز وجل لا يعقلون اي شيء الا النداء فقط لكن ما يدري ولا يعقل ما يتضمن هذا الكتاب وما يتضمن دعوة الرسل صلوات الله عليه وسلم بسبب ذلك باي شيء انهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون اي فقدوا السبع الذي ينفع وفقدوا البصر الذي يبصرون به وينفعهم وفقدوا اعظم ذلك وهو القلب الذي به يعقلون قالوا من الناس من يقول لم لم ينتفع بالسل والبصر والنطق؟ ومن الناس من اهل من يقول لما لم ينتفعوا بالسمع والبصر والنطق جعلوا من بكما عميا او لما لما آآ اعرضوا عن السمع والبصر والنطق صاروا كالصم العمي وليس بل نفس قلوبهم عمية يقول ليس هو بل يقول شيخ الاسلام يرجح ان نفس قلوبهم هي التي عميت وصمت وبكبت وليست الاسماع ولا الابصار ولا الجوارح فكما قال تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. والقلب هو الملك كما قال ابو هريرة ان القلب هو الملك والجلود هي اعضاءه. فاذا صلح الملك صلح سائر الجنود وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسم مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد قال فيبقى يسمع بالاذن الصوت كما تسمع البهائم. والمعنى لا يفقه. وان فقه بعض الفقه لم يفقه وفقها فقها تاما فان الفقه التام يستلزم تأثيره في القلب محبة المحبوب وبغض المكروه فمتى لم يحصل هذا لم يكن التصور التام اب حاصلا فجاز نفيه لان ما لم يتم ينفى كقوله للذي اساء في صلاته صل فانك لم تصل بمعنى انه حال الناس مع حال الناس مع مع الايمان اما ان ينتفي الايمان من اصله ولا يبقى معه شيء ابدا واما ان يردك شيء بالايمان لكن لا لا يدرك الايمان الكامل فينفى عنه اي شيء ينفى عنه كماله والاول ينفى عنه اصله يقول هنا ايضا ان الادراك التام الفقه التامن اما ان ينفى الفقه تاما ما يبقى معه فقه ابدا ويسمى ابليس الفقيه واما ان انتبهوا بعض الفقه يسمى فقه لكنه ليس فقيها فقها تاما يقول كقوله صلى الله عليه وسلم صل فانك لم تصل مع انه اصاب في صلاته بعض الحق لكنه حيث انه ترك من الواجبات ما لا تصح صلاته معه ان يعيد الصلاة مرة اخرى مع انه اصاب تكبيرة الاحرام وهي من الصلاة. واصاب الركوع والسجود واصاب شيء من لكنه ترك بعضها فسمي تاركا لهذه الصلاة. اذا يقول شيخ الاسلام ان نفي الايمان في القرآن اما ان ينفى كاملا واما ان ينفى واما ان ينفى آآ اما ينفى اصله واما ان ينفى كماله الواجب واما ان ينفى كمال الواجب ولا يأتي في القوى سنة دفء الايمان ويراد به دفي الكمال المستحب. وقد جمع الله بين وصف بوجل القلب اذا ذكر. وبزيادة الايمان اذا سمعوا اياته لهذه من صفاتهم فيستلزم اي شيء بقية الايمان قال الظحاك زادتهم يقينا وقال الربيع خشية وعن ابن عباس تصديقا ازالتهم تصديقا ويقينا وخشية وهكذا قد ذكر الله هذين الاصلين في مواضع قال الله تعالى الا بالذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله. وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. قال والخشوع يتضمن معنين الذل الذل والتواضع وهذا معنى النبي بعد الخشوع ويتضمن ايضا الطمأنينة والسكون فصاحب السكينة والطبيعي يسمى خاشع. والذال الخاضع يسمى ايضا خاشع فالخشوع يستلزم اي شيء لين القلب المنافي للقسوة يعني اذا قيل هذا قلبه خاشع فالمراد ان قلبه لين ليس بقاسي وويل للقاسية قلوب ذكر الله فاذا كان القلب قاسي لم ينتفع ولم يتعظ ولم يتذكر بخلاف القلب اللين الذي هو لين مع لينه قوي فهو هذا هو الخاشع. قلوبهم خاشعة قلوبهم تخشع. وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة. فخشوع القلب يتضمن عبودية يتضمن عبوديته لله وطمأنينته ايضا ولهذا كان الخشوع والصلاة يتضمن المعنيين الخشوع يتضمن ايش؟ يتضمن السكون ويتضمن الذل ويتضمن ايضا الذل والخضوع السكون بمعنى ايش بس كنت بقى لا يتحرك يكون ساكنا واذا قال ابو بكر لو لما رأى يد رجل يعبث بلحيته قال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه وكذا جعل ابن الدرداء رضي الله تعالى عنه. فهذا الخشوع والطبيعي والسكون ويتضمن ايضا الذل والخضوع الذي يكون في القلب الذي هو ذل القلب وخضوعه. ولهذا قال ولهذا كان في الصلاة يضمن هذا والتواضع والسكون وابن عباس في قوله تعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون قال مخبتون اذلاء. وقال الحسن خائفون وقال قتادة وقال قاتل متواضعون وعن علي قال الخشوع في القلب وان وان تلين للمرء المسلم كنفك ولا تلتفت يمينا ولا شمالا اي في صلاتك. وقال مجاهد غض البصر وخفض الجناح كان رجل العلماء اذا قابل الصلاة يهاب الرحمن ان يشد بصره. يهاب الرحمن ان يشد بصره. يعني ينظر كذا وانما ينظر وهو مطأطئا لا يشد بصره تعظيما ومهابة لله عز وجل. فكانوا يطأطؤون رؤوسهم خشية لله عز وجل. قال او ان يحدث نفسه شي في الصلاة يقول او ان يحدث نفسه بالصلاة من امر الدنيا. يعني هذا كله من اي شيء من معاني الخشوع في الصلاة. فسرها ابن عباس الاخبات فسرها الحسن قتادة بالخوف وفسرها بوقاة بالتواضع وفسرها علي بالخشوع القلب وفسرها مجاهد بالبصر وخفض الجناح وفسرها شيخ البعض يقول يهاب الرحمن ليشد بصره بقوة او او ان يحدث نفسه بشيء من الدنيا وقال ليس الخشوع الركوع والسجود ولكنه السكون وحب وحب حسن الهيئة في الصلاة بقاء الدسيرين كان النبي واصحابه صلى الله عليه وسلم يرفعون ابصارهم في الصلاة الى السماء فلما نزلت وينظرون يمنة يمنة وشمالا فلما انزل الله قد افلح المؤمنون قال فجعلوا بعدك ابصارهم حيث يسجدون جعلوا ابصارهم حيث يسجدون وما وما رؤي احد منهم بعد ذلك ينظر الا الى الارض وهذا مرسل قالوا عد عطاه والا تعبث بشيء من جسدك وانت في الصلاة. لانها كل معاني الخشوع. قال ولفظ الخشوع ان شاء الله يبسط في موضع اخر. وخشوع الجسد قال خشوع الجسد هو آآ تبع لخشوع القلب. اذا لم يكن الرجل مراءيا يظهر يظهر ما ليس في قلبه كما رؤيا. تعوذوا بالله من خشوع النفاق خشوع الجسد تبع لخشوع القلب الا ان يكون منافقا مرائيا فهذا نسأل الله العافية والسلامة. والى الاصل ان المسلم اذا خشع قلبه خشعت جوارحه. ثم ذكر آآ ذكر آآ الايات الدالة على معنى خشوع القلب كما قال تعالى الا بان تخشع قلوبهم لذكر الله واعظم الخشوع لذكر الله هو ان يمتثل ويستجيب لها ويطيع الله عز وجل. فدعاهم للخشوع بالقلب ذكر ما نزل من كتابه. ونهى ان يكون كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم اه وهذا كله يدل على شيء انهم يستجيبون. اذا فان قيل فخشوع القلب لذكر الله وما لازم الحق واجب. قيل نعم لكن الناس لي على قسمين الخشوع القلب لذكر الله واجب لذكر الله واجب وهنا معنى ايش؟ بمعنى الامتثال والالتزام مقتصد وسابق فالسابقون يختصون بالمستحبات والمقتصد يختصون بالواجبات يعني بمعنى ان الخشوع لذكر الله واجب وهو ان يستجيب لاوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فان زاد على ذلك كان خشوع خشوعا بل خشوع المحسنين خشوع السابقين والا الاصل من جهة الخشوع اصله واجب وهو ان يفعل ما امر الله به وامر به رسوله ويترك ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله كما قال تعالى ان تخشع القلوب لذكر الله تخشع قلوب ذكر الله هو ان يستجيب لذكر الله عز وجل ويمتثل امر الله سبحانه وتعالى وقد ذم الله قسوة القلوب المنافي الخشوع. فقال ثم قست قلوبهم بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة. ووصف بانها قاسية باي شيء باعراض عن دين الله وعدم امتثاله. ثم ذكر ان قسوة القلب هي ذهاب اللين والرحمة والخشوع منه. والقاسي والعاسي الشديد الصلاب قال ابن وقال ايضا قست وعست وعتت ان يبست. وقوة القلب محمودة بعليلها. اذا كان القلب قوة القلب محمودة. لكن هذي لابد ان تجتمع اللين وقوة القلب محمودة غير قسوته المذمومة. فانه ينبغي ان يكون قويا من غير عنف. من غير عنف ولينا ولينا من غير ظعف. وفي الاثر القلوب الية الله في ارضه فاحبها الى الله اصلبها وارقها واصفها. وقد جاء في حديث حذيفة انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى تعود القلوب على قلبين وذكر قلب المؤمن ابيض كالصفا ابيظ كالصفا لا تظر الفتنة ما دام ووصفه بالبياض وصفه ايضا بالصفاء اي آآ الصفاء تتميز ببلوستها وبصفائها وبقوتها وبصلابتها. وزاد على ذلك انها صفات بيضاء والبياظ هذا ايضا فيه دلالة على انه يتضح فيه القدر الشعث وما شابه ذلك. اذا القلوب التي تحمد هو ما كان لينا وآآ صلبا رقيقا صفيا. ثم ذكر ايضا لابد من التوكل على الله فيما يقدر به ومن طاعته بما يقدر عليه. واصل ذلك الصلاة والزكاة فمن قابل هذا الخبث كما امر لزم ان يأتي مراده ان من قام بهذه من قام بالوجل والصلاة والزكاة لزمه ان يأتي بسائر الواجبات بل الصلاة يقول ذكر الوجل وش لوازم الوجل الامتثال والاستجابة لباب الله عز وجل. لك ايضا ما الخشوع وبين معناه التوكل وبين انه يلزم من ذلك ايضا الاستجابة. ثلث ايضا بمسألة الصلاة لانها ذكرت ايضا في صفات المؤمنين اذا فعلها كما امر فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر وذكر ذلك حديث مسعود وابن عباس جاء عن ابن عباس وجاء عن ابن مسعود وجاء عن الحسن البصري ان في الصلاة منتهى ومزدجر بعد معاصي الله فمن لم تلهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاة من الله الا بعدا. هذا الحديث جاء عند ابي داوود عند ابي داود في مراسيله. من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن ابيه. وجاء ايضا من طريق ابن عباس وباسناده من ليث ابن ابي سليم وجاء الحسن مرسلا واسناده ضعيفا لهذا الاسناد حيث دار ضعيف وقد انكر بعضهم متنه وقال كيف يصلي ويزداد من الله بعدا؟ وما وجه شيخ الاسلام؟ هو الصحيح فانه بين انه بترك ما اوجب الله عز وجل عليه في صلاته كان كان ما ترك كان ما ترك فيما كان فيما ترك اكثر مما فعل ولا شك ان الانسان اذا ترك من الواجبات اكثر مما يفعل الواجبات ماذا يحصل له يزداد بعدا من الله عز وجل الصلاة فيها واجبات وفيها اوامر فاذا صلى الانسان ولم يتم ركوعه ولم يتم سجوده ولم يأتي ولم يصلي كما امر الله عز وانما ادرك شيء من الواجب نقول ما تركت من الواجبات سبب لك من البعد اعظم من الطاعات التي فعلتها يعني هنا الان فعل طاعة وفعل معاصي في الصلاة نفسها صلى وجمع في صلاته بين طاعة عاصية الا ان صلاته الا ان معاصيه في الصلاة اكثر من طاعته فسبت هذه المعاصي بعدا من الله عز وجل. وهذا معنى كلامه قل لم يزدد الا بعدا اذا كان ما ترك من الواجب منها اعظم مما فعله. ابعده ترك الواجب الاكثر من اكثر مما قربته تلك الصلاة. واضح؟ يعني يعني ليس الصلاة التي تبعده وانما يبعده ما ترك من الواجبات في صلاته. واضح هذا معنى كلامي يقول اذا كان الانسان اذا صلى كما امر الله عز وجل ماذا يحمله هذا الصوت؟ تحمله الصلاة كما قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن فمن حقق الصلاة لزم ان يأتي بقية الواجبات ويفعل ما امر الله عز وجل به ثم قال وقد جاء تلك صلاة المنافق المنافق يصلي وصلاته مردودة عليه نسأل الله العافية والسلامة. يعني وصفه بانه منافق مع انه يصلي. وليس النفاق هنا النفاق الاعتقاد قد يكون النفاق ايضا العملي انه اخر صلاته الى اخر وقتها. ثم مع تأخيره اخر وقته ماذا فعل؟ نقرها نقر الغراب. يصلي اربع ركعات لا يذكر الله فيها الا قليلا. فهو في هذا وصف باي شيء بانه فعل افعال المنافقين وان كان غير منافق للنفاق الاعتقادي لكنه يأثم من جهة التأخير ومن جهة النقر من جهة الامتثال. كما قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. يراؤون يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. قد يكون هذه النص ايضا في النفاق العملي ليس الاعتقادي. يقوم الى الصلاة كسلام وان ذكر الله عز وجل ذكره قليلا فجل كلامه وجل مجالسه في غير ذكر الله عز وجل فهو منافق من النفاق العملي وقد يكون النفاق الاكبر وهو النفاق الاعتقادي. وقد جاء في السنن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له من الا ثلثها الى ان قال عشرها وهذا اسناد رواه ابو داوود باسناد صحيح. قال ابن عباس ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها. ولذا قال النبي هريرة عند مسلم الا الا ينظر كيف يصلي فانما يصلي لنفسه ولهذا يقول وهذا وهذا وان لم يؤنوا بعد الصلاة عند اكثر العلماء لكن يؤبي ان يأتي من التطوعات بما يجبر نقص ومعلوم ان من حافظ على الصلوات بخشوعها الباطن واعمالها الظاهرة وكان يخشى الله الخشية التي امره بها فانه يأتي بالواجبات ولا يأتي كبيرة ومن اتى الكبد مثل الزنا سرقة وشرب الخمر ولذلك فلابد ان يذهب ما في قلبه من تلك الخشية والخشوع والنور يقول لازم اذا وقع في الزنا فقد ذهب من الخشية والخشوع والنور بقلبه بقدر ما ات من الكبيرة ومستحيل ولا يمكن ولا يكون ان يرحمك الله. ولا يمكن ان يكون ان يكون قلبه حقق تمام الخشية والخشوع والخوف قاع في قلبه النور وهو يقع في الزنا او يقع في كبائر الذنوب. فاذا وقع بالكبير عرفنا ان ايمانه الذي في قلبه ناقص ولم يتم ايمانه. وان بقي اصلا تصديق في قلبي وهذا من الايمان الذي ينزع منه عند فعل الكبير. ولذلك جاء في حديث ابن عباس ان العبد اذا زنا رفع الايمان فوقه كالظلة. فان تاب اليه والا رفع نسأل الله العافية والسلامة. لقوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن. فان المتقين ثم ذكر المتقين كما وصف الله قوله ان ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا اذا هم مبصرون هذا حال المتقين انهم وان غافل وان اصابه ذنب فانه لا يصر على ذنبه ابدا بمجرد ان يقع في ذنب لغفلة او لهوى او لشهوة يتبع ذلك باي شيء بالاستغفار والتوبة فاذا هم مبصرون فاذا طافت الشيطان تذكروا فيبصروا قال سعيد هو الرجل يغضب الغضبة في ذكر الله فيكظم غيظه. وقال اذ والرجل المجاهد والرجل يهمه بالذنب في ذكر الله فيدعه والشهوة والغضب مبدأ يقول هذه فائدة الشهوة والغضب مبدأ السيئات فاذا ابصر الانسان رجع الى عقله. واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون. اخوانهم اي الشياطين تمدهم الشياطين في الغي ثم لا يقصرون قال ابن عباس لا الانس تقصر على السيئات ولا الشياطين تمسك عنهم. فاذا لم يبسط بقي قلبه في غي والشيطان يمده حتى نسأل الله العافية اذا اذا لم يبصر والشيطان يمده يصل به الحال لاي شيء الى ان يخرج بالايمان بالكلية ولا يبقى معه الايمان شيء. على حسب ما يكون من الشيطان وغيه وعلى حسب ما يكون من الانس ومعصيته قال وان كان التصديق في قلبه لم يكذب فلذلك النور والابصار وتلك الخشية والخوف يخرج من قلبه يقول تبقى ايش؟ يخرج من يخرج من قلبه بمجرد الانسان يعني يأتي الشيطان يمده بالغي والغيث تلو الغي تلو الغي قد يصل به ذاك الى ان يكفر بالله ويخرج من مسمى قال وان لم يكن اعمى فكذلك القلب ما يغشاه من ريل الذنوب لا يبصر الحق وان لم يكن اعمى كعمل وهكذا جاء في الاثر عن احمد انه قال ينزع الايمان فان تاب اعيد اليه جاء ذلك المرسلين على الحسن ينزع الايمان فان تاب اعيد له يقال ايضا الحسن يجالبه الايمان ما دام كذلك فان راجع راجعه الايمان وقال الاوزاعي وقد قلت للزهر للزهري لا يزني الزار حين يزهور قال فانه يقول فان لم يكن فما هو؟ قال فانكر ذلك وكره مسألتي عنه يعني يقول اذا لم يكن ماذا يكون؟ نقول هو معه اصل الايمان لكن الايمان الكامل كمال الايمان قد انتفعت. يقول ابراهيم عن عن مجاهد ابن عباس انه قال لغلمان من اراد والباءة زوجناه لا يزني منكم زان الا نزع الله منه نور الايمان. فان شاء ان شاء ان يرده رده وان شاء ان يمنعه منعه. وقال ايضا طيب عبد الله بن ربيع الحظرمي انه اخبر عن ابي هريرة انه كان يقول انما الايمان كثوب احدكم يلبسه مرة ويقلعه اخرى يلبسه اذا بقي على الاسلام وايمانه او او يكون المعنى يلبسه اذا بقي على كمال الايمان الواجب. ويقلعه اي يقلع كمال الايمان الواجب ويبقى معه اصله او يقلعه من اصله نسأل الله لنا السلامة وهذا اسناد جابر ولا يصح. ثم جاء ايضا عن الحسن انه قال مثل ذاك مرسلا. وقال ايضا اذا زنا الزاني خرج منه الايمان فكان كالظلة فاذا انقطع رجع اليه الايمان. وهذا يقول ان شاءت معنا لهذا الكلام بسط اطول من هذا. خلاصة ما ذكر الجواب الاول انه يلزم من من تحقيق هذه الصفات ذكرها في الاية اذا ذكر الله وجلت قلوبه واذا تليت عليه بذاته توكلون اي الذي يقول ومما رزقه ينفقون اولئك المؤمنون يلزم من هذه الصفات الخمس ان يأتي بقية لوازم الايمان واجب وواجبات الايمان. ولا يتصور ان يصلي الانسان الصلاة التي اوجبها الله عليه. ثم يعصي الله عز وجل ولا يتصور ان الانسان يمتلئ قلبه وجل من الله ويزداد ايمانه وهو يقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى. فاذا وقع في شيء من ذلك علمنا ان وجله ناقص وان صلاته ايضا غير تامة وان جميع الاعمال التي وصف فيها انها من المتقين لم تكن على الوجه الذي اراده ربنا سبحانه والله اعلم