الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب كبائر القلب عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اما بعد هذه الترجمة باب كبائر القلب بدأ بها المصنف رحمه الله تعالى وهذا من حسن البدء لان القلب كما هو معلوم هو قائد البدن فبصلاح يصلح وبفساده يفسد ولهذا كان من المناسب في الحديث عن الكبائر البدء بالكبائر التي تتعلق بالقلب. لان القلب هو الاساس وهذه الطريقة في البدء هي من توفيق الله سبحانه وتعالى لهذا الامام رحمه الله تعالى وغفر له وعادة تذكر الكبائر في الكتب المصنفة في هذا الباب سردا ولا يراعى فيها هذا الامر لكن من توفيق الله سبحانه وتعالى لهذا الامام بدأ بكبائر القلب وعددها واحدة تلو الاخرى وذلك لان القلب هو الاساس واورد رحمه الله تحت هذه الترجمة ما يدل على ذلك ان القلب هو الاساس وان امره خطير القلب مضغة صغيرة مضغة صغيرة جدا بين جنبي الانسان لكنها خطيرة للغاية فالمرء ليس بجسمه المرء ليس بجسمه وهيئته ومنظره وصورته. وانما المرء بما عليه قلبه فان كان القلب صالحا صلح البدن وان كان فاسدا فسد ولهذا يقال المرء باصغريه المرء باصغريه المرء ليس بوجهه ولا بيديه ولا برجليه ولا بحركته المرء باصغريه واصغراه هما القلب واللسان القلب واللسان فاذا استقام القلب استقامت الجوارح واذا استقام اللسان استقام استقامت ايضا الجوارح ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ويقول عليه الصلاة والسلام اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا اورد رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم النفي هنا للنظر ليس نفيا لنظر الادراك ليس نفيا لنظر الادراك وانما هو نفي لنظر المحبة والانعام والاكرام وهذا الذي يأتي نفيه في الاحاديث ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ونحو ذلك النفي في مثل هذا نفي نظر المحبة والانعام والاكرام وليس نفيا لنظر الادراك. الله سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء يرى كل شيء سبحانه وتعالى لكن هؤلاء اهل هذا الوصف لا ينظر اليهم نظرة اكرام وانعام ومحبة مما يترتب ايضا عليه المثوبة والاجر عند الله سبحانه وتعالى قال لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم الصورة قامت الانسان وهيئته وبنيته وقوته وصحته وجماله والاموال معروفة وايضا يضاف الى ذلك لان هذا ليس حاصرا يضاف الى الى ذلك لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولا الى ثيابكم ولا الى اثاثكم ولا كل هذه الامور ليست محل النظر نظرا للانعام والاكرام وفي القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا؟ وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا؟ ورئيا وكما هلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورؤيا الاثاث يتناول الثياب ويتناول ايضا ما يكون في المنزل من ممتلكات ومقتنيات وحاجات احسنوا اثاثا ورؤيا اي صورة صورتهم وقامتهم وهيئتهم كانوا احسن من هؤلاء واهلكهم الله اذا ليس النظر الى هذه الاشياء واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم لكنهم من ابغض الخلق الى الله سبحانه وتعالى قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم هذا فيه عبرة ان كثرة المال عند الانسان قوة الصحة عنده فصاحت اللسان والمنطق عنده كل هذه ليست محل نظر الرب سبحانه وتعالى ليست محل نظر الرب الذي هو نظر الانعام والاكرام لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم اذا ما ما هو الذي هو محل نظر الرب نظر الانعام والاكرام والمحبة. قال ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم ينظر الى قلوبكم واعمالكم وقدم القلوب على الاعمال لان القلب هو الاساس وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة قدم القلب على الاعمال لان القلب هو الاساس فالاعمال صلاحها بصلاحه وفسادها بفساده لان القلب للبدن القلب للبدن كالقائد للجند بل لا تتخلف الجوارح لا تتخلف الجوارح عن مراداة القلوب لا تتخلف الجوارح عن مرادات القلوب ما اراده القلب من الجوارح هو الذي يقع فهي تبع له تبع له لا تتخلف عن مراداته اطلاقا ولهذا قدم القلب ولهذا ايضا قدم المصنف رحمه الله تعالى كبائر القلب على الكبائر الاخرى التي تتعلق بسائر البدن قال ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم ينظر الى قلوبكم لان القلب هو الاساس فاذا زكى القلب وطاب واستقام على طاعة الله سبحانه وتعالى احب الله جل وعلا صاحبه احب الله سبحانه وتعالى صاحبه اذا عمر بالايمان وطاعة الله جل وعلا استقام على طاعة الله احب الله صاحبه لان القلب موضع النظر هذه المضغة الصغيرة هي موضع نظر الرب سبحانه وتعالى وهذا يستفاد منه فائدة ان اولى واهم ما ينبغي على العبد ان يعمل على اصلاحه هو هذا القلب به يبدأ اولى واهم ما ينبغي على العبد ان يعمل على اصلاحه هذا القلب يعمل على تزكيته يعمل على اصلاحه يلح على الله سبحانه وتعالى في ذلك اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها قال واعمالكم اي ما تقومون به من اعمال ما تقومون به من اعمال اي طاعات وقربات لله سبحانه وتعالى فهذه هي التي محل النظر محل النظر الذي هو نظر الاكرام والانعام والاحسان. نعم قال رحمه الله تعالى وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه مرفوعا الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب قال وعن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام الا ان الاوان في الجسد مضغة الاوان في الجسد مضغة ما معنى مضغة اي قطعة صغيرة جدا مضغة اي قطعة صغيرة جدا بقدر ما يمضغ في الفم قطعة صغيرة الا ان في الجسد مضغة ثم مع صغرها نظرا الى الجسم التي هي موجودة فيه هي اخطر اخطر شيء في الجسم هي اخطر شيء في الجسم قال مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وهذا يبين ان القلب هو الاساس ابو هريرة رضي الله عنه قال القلب ملك والاعضاء جنوده القلب ملك والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طاب الجند واذا خاب الملك خاب الجند قال شيخ الاسلام ابن تيمية كلام من معناه قرأته قديما قال وكلام النبي صلى الله عليه وسلم اتم لان الملك قد يطيب ويفسد بعض الجند وقد يخيب ويصلح بعض الجند. اما القلب فالامر اخر القلب اذا طاب طابت الجوارح كلها. واذا فسدت فسدت كلها. لا يقول ابن تيمية رحمة الله عليه لا يتصور ان تتخلف الجوارح عن مرادات القلوب لا لا يتصور ان تتخلف الجوارح عن مرادات القلوب. عندما يقول الان بعض الناس ينهى عن منكر او يؤمر بطاعة او واجب من واجبات الدين ويقول الكلام على القلب العبرة بالقلب وبعضهم ربما يقول انا قلبي طيب وربما زاد ايضا في وصف قلبه قال ابيظ مثل القشطة وانا كذا لا لا تغالط نفسك. انظر الى هذا الحديث الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله فاذا وجد نوع فساد في الجسد هذا مؤشر نوع فساد في القلب واذا وجد ايضا الانسان من نفسه اقبال على الطاعة والعبادة هذا ايضا مؤشر على استقامة القلب ولهذا كان من اعظم الامور المتأكد العناية بها اصلاح القلب اصلاح القلب وتنقيته والعمل على تطهيره من الافات التي والامراض التي تصيب القلوب فتعطبها وفي الدعاء مأثور واسلل سخيمة صدري وفي الدعاء المأثور واسألك قلبا سليما واسألك قلبا سليما اي نقيا مطهرا زكيا فيعمل الانسان اول ما يعمل على اصلاح هذا القلب اذا المصنف رحمه الله قال باب كبائر القلب باب كبائر القلب واورد حديثين قصد بايراد هذين الحديثين بيان اهمية البدء بهذه الترجمة التي هي كبائر القلب والا كبائر القلب ستأتي في التراجم التي بعدها لكنه قصد بذلك ان يبين اهمية البدء بهذه الترجمة لان القلب محل نظر الرب سبحانه وتعالى والقلب هو اه الاساس فاذا طاب طاب البدن واذا فسد فسد البدن نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر الكبر وقول الله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا وقول الله تعالى فلبئس مثوى المتكبرين عن ابن مسعود رضي الله عنه وقول الله تعالى اعد من اول وقول الله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا وقول الله تعالى فلبئس مثوى المتكبرين. وقول الله تعالى ان الله لا يحب كل مختال فخور وقول الله تعالى ان الله لا يحب كل مختال فخور وقول الله تعالى فلبئس مثوى المتكبرين. قال رحمه الله تعالى باب باب ذكر الكبر ذكر الكبر والكبر اعاذنا الله عز وجل منه هذا مرض من امراظ القلوب مرض من امراض القلوب اذا اصاب القلب اهلكه وباء صاحبه بنقيض ما قصد فمن قصد التكبر على عباد الله وضعه الله سبحانه وتعالى كما ان من تواضع لعباد الله رفعه الله فيعامل بنقيض قصده وفعله من تواضع رفعه الله ومن تكبر وضعه الله سبحانه وتعالى فالكبر مرظ من امراض اه القلوب وهو ان يرى الانسان نفسه ان يرى الانسان نفسه يعلو بنفسه على ويتعالى بنفسه على الاخرين يتعالى بنفسه على الاخرين ويرى انه اشرف وافضل والى غير ذلك من اوصاف التي يعتقدها في نفسه قال وقول الله تعالى ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا مختالا اي معجب بنفسه. وتأتي عند المصنف رحمه الله ترجمة خاصة في العجب مختال اي معجب بنفسه فخورا اي على غيره فخورا على غيره وهذا يوضح لك الفرق بين العجب والكبر الكبر على الغير الكبر تعالي على الغير والعجب زهو بالنفس ولو على انفراد الانسان ولو ولو على انفراد الانسان زهو في النفس يا تعظم نفسه عنده يعجب بها لكن الكبر علوا على الاخرين الكبر لا يكون الا مع وجود اطراف اخرى اما العجب لا يلزم العجب لا يلزم لان العجب هو زهو الانسان ورؤيته لنفسه قال ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا اي لا يحب من كان معجبا في نفسه ولا من كان متعاليا على غيره ومثلها قول الله عز وجل ان الله لا يحب كل مختال فخور وهذا فيه اثبات المحبة صفة لله سبحانه وتعالى نفي عن هؤلاء ثبوت ظدها لهم اي ان الله يبغظ من كانت هذه حاله وقول الله عز وجل فلا بأس مثوى المتكبرين اي ان المتكبر ليس له الا مثوى الصغار والذل والهوان ولا سيما يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم يقول سبحان اين الجبارون اين المتكبرون؟ نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه قالوا ذرة من كبر فقال رجل يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم قال عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر انظر هذا الوعيد وانظر ايضا الذنب ما هو ما قال لا يدخل الجنة من امتلأ قلبه كبرا من امتلأ قلبه كبرا قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال ذرة من كبر ما قال لا يدخل الجنة من كان قلبه امتلى بالكبر قال من من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. وهذا يدل وهذا وعيد ولا يأتي نفي الجنة نفي الدخول دخول جنة الا في الكبائر مثل ايظا الوعيد بدخول النار وسخط الله اللعنة نفي الايمان كل هذا لا يأتي الا في الكبائر. فهذا من من ادل الدليل على ان ان الكبر ولو كان مقدار ذرة كبيرة ولو كان مقدار ذرة كبيرة الا يدخل الجنة من كان في قلبه مقدار ذرة من كبر. يعني قدر قليل نسأل الله ان يعافينا واياكم. امين ولو كان مثقال ذرة ولهذا لاحظ الان امر الكبائر الظاهرة تجد الانسان كثير ناس يتورع عنها مثلا الربا الزنا السرقة الى غير ذلك يتورع ولا يدخل على بيته واهله مثلا ريالا واحدا الربا او مثلا من سرقة او الى غير ذلك لكن يكون في قلبه هذا البلاء يكون في قلبه هذا البلاء هذا الوبا ولو كان قدرا يسيرا فالامر جد خطير ويحتاج من الانسان الى مجاهدة لنفسه وتفكر في حالة من هو هذا الانسان حتى يتكبر من هو هذا الانسان حتى يتكبر اوله نطفة واخره جيفة وهو بينهما يحمل اذرة في بطنه. من هو هذا الانسان حتى يتكبر ويتعالى قال لا يدخل الجنة ما المراد بهذا النفي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر هذا نفي الدخول المطلق المعروف انتبه هذا نفي الدخول المطلق المعروف الذي هو دخول اهل الايمان وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا هذا دخول اولي هذا دخول اولي لا يسبق بعذاب لا يسبق بعذاب وانما يدخل دخولا اوليا دخولا مباشرا الى جنات اه النعيم من غير سبق عذاب فمن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة هذا الدخول ليس نفيا كليا للدخول وانما نفي لهذا الدخول المعروف الذي هو دخول اهل الايمان الدخول الاولي الذي لا يسبق عذاب الذي لا يسبقه عذاب فهذا هو الذي نفي انظر على سبيل المثال قول النبي عليه الصلاة والسلام يخرج من النار يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان من يأمن تأمن من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان الايمان سبب دخول الجنة والكبر سبب دخول النار الايمان سبب دخول جنة والكبر سبب دخول النار فمن وجد فيه سابقة احد السببين من وجد فيه احد السببين كان من اهله من وجد فيه سبب دخول الجنة كان من اهل الجنة. ومن وجد فيه سبب دخول النار كان من اهل النار. من وجد في احد السببين كان من اهله لكن من اجتمع فيه السببان من اجتمع فيه السببان ما هما سبب دخول الجنة وسبب دخول النار كيف يكون امره الاول عرفنا ان من من وجد فيه احد السببين احد السببين كان من اهله ان كان الذي وجد فيه سبب دخول الجنة فهو من اهل الجنة وان كان السبب الذي وجد فيه لسبب دخول النار فهو من اهل النار. لكن اذا اجتمع فيه سببان اذا اجتمع فيه السببان سبب دخول الجنة وسبب دخول النار فيه ايمان وفيه كبر في ايمان وفي كبر هذا الذي جاء الحديث عنه هنا لا يدخل الجنة من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من كبر فيه سبب دخول جنة وهو الايمان وفي سبب دخول النار وهو الكبر فلا يدخل الجنة مع الداخلين الذين لم يسبق عذاب لان عنده شيء موجب للعذاب عنده شيء في قلبه موجب للعذاب اذا ادخل النار لا يكون دخوله دخول تخليد وانما يكون دخوله دخول تطهير وفرق بين الدخولين الكافر يدخل النار دخول تخريب لان النار ما تطهر الكفر النار لا تطهر الكفر لا تطهر الشرك الشرك هو الكفر بالله سبحانه وتعالى نجس لا تطهره النار ولهذا يدخلونها مخلدين فيها بدل الاباد لكن ما دون ذلك من الذنوب فان عصاة الموحدين اذا دخلوا نار جهنم يكون دخولهم لها دخول تطهير وتنقية قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقالوا يا رسول الله الصحابة قلوبهم قلوب فيها خشية وما يسمعونه من من الاحاديث له وقع في القلوب عظيم جدا ولهذا انبعث عندهم هذا السؤال مباشرة لانهم خافوا الان واخذوا ينظرون في الامور التي يخشى ان تكون هي من الكبر الذي جاء فيه هذا الوعيد فقال رجل يا رسول الله ان الرجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا هل هذه لها علاقة هل لها علاقة في الكبر؟ يحب ان يكون ثوبه حسنا نعله حسنا يختار النعل جميل يختار ثياب جميلة هل هذه لها علاقة بهذا الامر قال ان الله جميل يحب الجمال ان الله جميل يحب الجمال هذه لا علاقة لها بالكبر الكبر في القلب الكبر بالقلب ان يصبح في القلب تعاظم وتعالي وترفع على الاخرين وترفع على الاخرين قال ان الله جميل يحب الجمال ثم ذكر ضابطا عظيما يعرف به الكبر قال الكبر بطر الحق الكبر بطر الحق ومعنى بطر الحق اي دفعه وجحده ورده ولا يرد الحق الا من فيه شيء من الكبر لا يرد الحق الا من فيه شيء من الكبر يكون قلبه اصيب بشيء من الكبر والا الحق لا يرد الحق لا يرد الحق احق ان يتبع فرد الحق هذا مؤشر رد الحق هذا مؤشر ان القلب فيه شيء من الكبر قال الكبر بطر الحق فاذا وجد بطر الحق فهذا مؤشر علامة على وجود كبر في القلب وغمض الناس غمط الناس اي احتقار الناس وازدراء الناس وانتقاصهم فمن كان ينتقص الناس ويحتقرهم ويزدريهم وينتقصهم ويتهكم فيهم فهذا مؤشر ايضا اخر على ان القلب فيه شيء من الكبر فذكر عليه الصلاة والسلام هنا علامتين يعرف بهما حال القلب قال الكبر بطل الحق وغمط الناس. فاذا وجد عند الانسان بطر الحق اي رده وجحده وعدم قبوله او وجد في غمط الناس الذي هو ازدراء الناس واحتقارهم وانتقاصهم فهذان آآ مؤشران او دليلان على ان القلب مصاب بالكبر نعم قال رحمه الله تعالى وروى البخاري عن حارثة بن وهب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم باهل النار كل عتل جواظ مستكبر العتل الغليظ الجافي والجواظ قيل المختال الظخم وقيل القصير البطين وبطر الحق رده اذا اتاك وغمط الناس احتقارهم قال وروى البخاري عن حارثة ابن ابن وهب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم باهل النار الا اداة تنبيه حتى يتيقظ ويتنبه السامع الا اخبركم باهل النار مثل هذه الطريقة في التعليم نافعة جدا نافعة جدا للمتلقي حتى يتنبه الا اخبركم باهل النار تبدأ التساؤلات تتوارد على الدين من هم ما صفتهم الا اخبركم باهل النار كل عتل كل عتل جواض مستكبر قال رحمه الله العتل الغليظ الجافي العتل الغليظ الجافي فيه غلظة في غمضة في تعامله وفي جفاء فهذا هذا عتل والجواب قال رحمه الله قيل المختال الضخم وقيل القصير البطين قيل المختال الظخم وقيل القصير البطين وقيل ايضا الجموع المنوع الجموع المنوع نهمته في الجمع آآ جمع المال والدنيا والاكباب عليها وممنوع وممنوع لا يعطي ولا ينفق ولا يبذل فهو جوال والمستكبر الذي يتكبر على الاخرين ويتعالى عليهم ثم فسر ما سبق قال وبطر الحق رده اذا اتاك وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم. نعم قال رحمه الله تعالى ولاحمد وصححه ابن حبان من حديث ابي سعيد رضي الله عنه رفعه من تواضع لله رفعه الله درجة حتى يجعله في اعلى عليين. ومن تكبر على الله درجة وظعه الله درجة حتى يجعله في اسفل سافلين وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وما تواضع احد لله الا رفعه الا رفعه الله وما تواضع احد لله الا رفعه الله فهذا الحديث حديث ابي سعيد رضي الله عنه رفعه اي الى النبي عليه الصلاة والسلام قال من تواضع لله درجة انتبه لقوله لله لان التواضع نوعان تواضع لله يفعله الانسان قربة لله وتواضع تصنع للمخلوقين من اجل مصالح معينة واهداف فبعض الناس يكون عنده تواضع يكون عنده تواضع لكن ليس تواضعه قربة لله فلا يدخل في صالح عمله ولا يقبل منه الله عز وجل هذا التواضع الذي تظاهر به لانه لم يقصد به التقرب الى الله فالتواضع عبادة قربة وشرط قبول كل قربة الاخلاص ولهذا قال من تواضع لله من تواضع لله اي مخلصا مبتغ بتواضعه وجه الله. وثوابه يوم لقائه وقد قال الله في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته شركه. فاذا كان انسان تواضع من اجل مصالح من اجل مآرب من اجل سمعة وشهرة يتواضع حتى يمدح مثلا ويثنى عليه ويقال فلان كذا الى اخره فهذا كله لا يقبله الله لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل عمل ايا كان الا اذا ابتغى به العامل وجه الله وقصد به التقرب الى الله عز وجل ولهذا قيد في الحديث قال من تواضع لله اي مخلصا متقربا بتواضعه لله سبحانه وتعالى. من تواضع لله درجة رفعه الله بها درجة حتى يجعله في اعلى عليين حتى يجعلهم في اعلى عليين. ومن تكبر على الله درجة وظعه الله بها درجة حتى يجعله في اسفل سافلين والتكبر على الله هو رد الحق آآ جحده وعدم قبوله وعدم الرضوخ طاعة الله سبحانه وتعالى والتعالي على المخلوقين وازدرائهم فمن كان كذلك وضعه الله بها درجة حتى يجعله في اسفل سافلين والتكبر التكبر على نوعين تكبر هو كفر ناقل من الملة تكبر هو كفر ناقل من الملة انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون هذا التكبر ما نوعه هذا كفر كفر تكبر على الحق والهدى وعلى دين الله وتوحيده هذا كفر ولعله هو المراد بقوله ومن تكبر على الله درجة وضعه الله بها درجة حتى يجعله في اسفل سافلين في اسفل سافلين اي في النار المتكبرين هم اسفل الدرجات وانزلها واحطها في نار جهنم ثم ختم هذه الترجمة قال رحمه الله تعالى وللطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه اياكم والكبر فان الكبر يكون في الرجل وعليه العباءة رواه رواته ثقات قال وللطبراني اي في معجمه عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه اياكم والكبر اي احذروه اياكم والكبر احذروا كبر فان الكبر يكون في الرجل وان عليه العباءة ما معنى هذا ان الكبر يكون في الرجل وان عليه العباءة يعني رجل فقير ما عنده شيء يكون يكون فالرجل وان عليه العباءة لا لا ظن ظان انه الكبر ما يكون الا عند اهل الثراء والاموال والقصور والمركوبات الفارهة. بعظ الناس يظن ان الكبر ما يكون الا عند هؤلاء عنده اموال عنده قصور فيتكبر على الفقراء ويتكبر على عامة الناس لا لا يظن هذا يقول فان الكبر يكون في الرجل وان عليه العباءة. ما عنده شيء عليه العباءة يعني هذا اشارة الى انه ما عنده شيء فقير ولهذا جاء في الحديث الاخر ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم عائل مستكبر عائل فقير عائل مستكبر قالوا لماذا قالوا لان العاء المستكبر استحق هذه العقوبة لان ليس هناك اسباب التي تحرك الكبر فهذا يدل على تأصل الفساد في قلبه لان اسباب الكبر التي هي الاموال والثراء والى غير ذلك غير موجودة عنده في هذا الحديث يحذر عليه الصلاة والسلام من الكبر وان الانسان لا يظن ان الكبر لا يتطرق الى الا لاهل اموال الا لاهل الاموال بل الكبر قد يكون الانسان وهو فقير معدم معدم ما عنده ما عنده الا لا لباس رث واشياء يسيرة جدا ويكون متكبر ويكون متكبرا قال ان الكبر يكون في الرجل وان عليه العباءة. نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر العجب وقول الله تعالى والذين هم من عذاب ربهم مشفقون قال باب ذكر العجب العجب هو رؤية النفس والزهو يرى نفسه اما في صورته او في هيئته او في ممتلكاته او في علمه او غير ذلك من اموره الكبر هو العجب هو رؤية النفس ويقولون ان العجب بوابة الكبر العجب بوابة الكبر وسبب من الاسباب التي تفظي بالانسان الى الكبر لانه اذا اعجب بنفسه اذا اعجب بنفسه افضى ذلك العجب الى التعالي على الاخرين والتكبر عليهم لكن مر معنا الفرق بين الكبر والعجب ان الكبر يستدعي وجود متكبر عليه الكبر يستدعي وجود متكبر عليه والعجب مقصور على الانفراد والعجب مقصور على الانفراد العجب هو رؤية الانسان لنفسه لماله الى غير ذلك قال وقول الله تعالى نعم والذين هم من عذاب ربهم مشفقون. نعم قال روي عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الهلاك في اثنتين القنوط والعجب قال وقول الله تعالى والذين هم من عذاب ربهم مشفقون وهذا ذكره الله عز وجل في سياق اوصاف المؤمنين الكمل في سياق المؤمنين الكمل والذين هم من عذاب ربهم مشفقون هذا وصف للمؤمنين الكمل من الله عليهم بكمال الايمان ومع هذا الكمال في الايمان هو مشفق من عذاب الله ويرى انه مقصر يرى نفسه مقصرا في جنب الله في حق الله سبحانه وتعالى على العكس على العكس من الشخص الماذا المعجب بنفسه يكون مقصرا في جنب الله مفرطا لكنه مغتر بهذا العجب الذي اصاب قلبه فلا يكون من من من اهل هذا الوصف والذين هم من عذاب ربهم مشفقون. ولهذا قال الحسن ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن جمع بين اساءة وامن قال رحمه الله روي عن ابن مسعود انه قال الهلاك في اثنتين الهلاك في اثنتين القنوط والعجب القنوط اي من رحمة الله. قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون فالقنوط من رحمة الله من موجبات الهلاك والعجب اي بالنفس ايضا من موجبات الهلاك ومعلوم ان موجبات الهلاك كثيرة لكن لماذا خص هاتين الاثنتين قال الهلاك في اثنتين القنوط والعجب القنوط والعجب الهلاك في اثنتين قال اهل العلم لان القانط لا يطلب السعادة لا يطلب السعادة لا يعمل على طلب السعادة لماذا لان القنوط الذي عنده القنوط الذي عنده اوقف عن العمل القنوط الذي عنده اوقفه عن العمل في طلب السعادة فالقانط لا يعمل طلبا للسعادة بسبب القنوط الذي سيطر عليه فيكون هذا موجب هلاكه والمعجب بنفسه من اصيب بالعجب كيف شأنه مع طلب السعادة قالوا ايضا من اصابه العجب من اصابه العجب لا يعمل على طلب السعادة لظنه انه نالها فالاول لا يطلب الاول الذي هو القانط لا يطلب السعادة لان القنوط سيطر عليه ويأس من رحمة الله فلا يطلب السعادة والمعجب مثله لا يطلب السعادة لماذا؟ لانه اظن ان امور السعادة كلها متوفرة فيه يظن انها متوفرة وانه لا احسن منه فلا يعمل على طلب السعادة فيهلك اياك والعجب ان العجب مجترف اعمال صاحبه والعجب فاحذره يقول الشيخ حافظ والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرم مثل العجب بسيل جارف ولهذا العجب من اخطر ما يكون على الاعمال لانه يجترف الاعمال مثل ما ان القنوط يوقف الاعمال عند القانط العجب ايضا يجترف الاعمال. ولهذا خص رظي الله عنه وارضاه هذين قال الهلاك في اثنتين القنوط والعجب نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي بكرة رضي الله عنه ان رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فاثنى عليه رجل خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك يقوله مرارا ثم قال ان كان احدكم مادحا لا محالة فليقل احسبه كذا وكذا ان كان يرى انه كذلك وحسيبه الله ولا يزكي على الله احدا. رواه البخاري ومسلم قال عن ابي بكرة ان رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فاثنى عليه رجل خيرا فاثنى عليه خيرا الثناء يكون بالخير ويكون بالشر انا يكون بالخير ويكون بالشر يقال اثنى عليه خيرا ويقال اثنى عليه شرا ودائما اقول بهذه المناسبة ان هذه هذا المدلول اللغوي لهذه الكلمة ينبغي ان نستفيد منه في الاصلاح بين الناس يعني لو سمعت شخصا يذم اخر وقابلت الاخر لا تقل سمعته يد امه قل سمعته يثني عليك قل سمعتنا قل كنت عند فلان وسمعته يثني عليك وانت صادق عندما قلت سمعت يثني عليك انت صادق في كلامك لكنك لم تفتح للشيطان طريق لانه لو قلت سمعت يذمك ولو بحرف واحد نقلته له من ذمه اوقعت في نفسه شيء فاذا قلت سمعت يثني عليك انت صادق في كلامك وهذا من العمل على الاصلاح بين الناس لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك وهذا سبب يراد الحديث في هذه الترجمة العجب ان من اعظم اسباب العجب وموجباته الثناء الثناء قد يحفظ الانسان يعني مثلا قليل من النصوص او يقرأ قليل من الكتب ثم يسمع بعض الناس يبالغون في مدحه فيسيطر عليه العجب ويظن انه من اعلم الناس وانه من افقه الناس او مثلا بعض طلابه كثير من الطلاب يهلكون مشايخهم يمدح مثلا يكون طالب مبتدئ يكون طالب مبتدئ يرى الشيخ مثلا يعد مثلا اعداد جيد ويأتي ويلقي القاء جيد يقول هذا ابن تيمية وهذا ابن القيم زمانه ويسمع هذه الكلمات تقال عنه ان ابن تيمية وانه ابن عثيمين وانه كذا يغتر مهلكة الثناء المدح هذا مهلكة طالب العلم مهلكة له وكثير من المبتدين يهلكهم هذا المدح يجعله يصاب بشيء من الغرور قال ويحك قطعت عنق صاحبك ردده مرارا ولهذا جاء في الحديث الاخر المدح الذبح ردده مرارا ثم قال ان كان احدكم مادحا لا محالة ان كان احدكم مادحا لا محالة فليقل احسبه كذا وكذا احسبه كذا وكذا ما يأتي بمثل هذا الثناء العريظ الواسع المبالغ فيه اذا كان ولا بد مادحا يقول احسبه كذا وكذا كذا وكذا يذكر الاوصاف التي يظنها موجودة الانفية ان كان يرى انه كذلك. ايضا بهذا القيد ان كان يرى انه كذلك. يعني ان كان يرى ان يقول احسبه من اهل الصدق احسبه من اهل الوفاء احسن من اهل العلم احسن من اهل الديانة والنصح ان كان يرى انه كذلك اما اذا كان لا لا يرى انه كذلك ايضا لا يجوز ان يقول احسبه كذلك ان كان يرى انه كذلك وحسيبه الله ولا ازكي على الله احدا وهذه كلمة يعني فيها اتزان وتوسط واعتدال فاذا كان ولا بد ولا من اه الثناء فليكن بهذه الطريقة والمصنف رحمه الله تعالى اورد هذا الحديث بالترجمة لان الثناء والمبالغة في المدح من اعظم اه مسببات اه العجب نعم قال رحمه الله تعالى ولاحمد بسند جيد عن الحارث بن معاوية انه قال لعمر انهم كانوا يراودونني على القصص فقال اخشى ان تقص فترتفع عليهم في نفسك. ثم تقص فترتفع حتى يخيل اليك انك فوقهم في منزلة الثريا فيضعك الله عز وجل تحت اقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك قال ولاحمد بسند جيد عن الحارث ابن معاوية انه قال لعمر رضي الله عنه انهم كانوا يراودونني على القصص وفي المسند ارادوني عن القصص يعني يلحون عليه ان يقص عليهم والمراد يقص ان يعظ يقص عليهم ان يعظهم يذكرهم فكانوا يلحون عليه في ذلك لانهم كانوا يسمعونك منه في قصه ووعظه ما يؤثر فكانوا يلحون عليه في ذلك فاستشار عمر استشار عمر وانظر اهمية استشارة اهل العلم عمر قال له رضي الله عنه افعل ما شئت فكان الرجل ايضا لا يزال يريد رأي عمر قال اريد ان افعل الذي تأمرني به هذا معنى الكلام اريد ان تفعل الذي تأمرني به فقال هذا الكلام العظيم رظي الله عنه وارظاه قال اخشى ان تقص فترتفع عليهم اخشى ان تقص فترتفع عليهم في نفسك وهذا مدخل ينبه عليه عمر رضي الله عنه وهذا ايضا سبب ايراد المصنف لهذا الاثر هنا مدخل من مداخل العجب عندما يتصدر الانسان للوعظ والتذكير والخطابة ويرى مثلا الناس يتأثرون يقول يقول اذا كان انا اثرت فيهم هذا التأثير اذا انا احسن منهم اذا كان تسببت في بكائهم في هدايتهم في الى اخره اذا انا افظل منهم فيبدأ يدخل عليه العجب ثم مع المرة تلو الاخرى حتى يهلك والعياذ بالله قال اخشى ان تقص فترتفع عليهم في نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل اليك انك فوقهم في منزلة الثريا يقول وين هؤلاء وانا كل الشي اللي اه حصل عندهم من ايمان واذا انا الذي وانا الذي وانا الذي حتى يهلك والعياذ بالله قال ثم تقص فترتفع حتى يخيل اليك انك فوقا في منزلة الثريا فيظعك الله عز وجل تحت اقدام بهم يوم القيامة بقدر ذلك تحت اقدامهم بقدر ذلك اذا اذا الخطابة والوعظ الخطابة والوعظ ايظا باب من من ابواب العجب باب من ابواب العجب ويحتاج الانسان الى معالجة لنفسه بهذا الباب والا يهلك يهلك وتكون مصيبة عظيمة الناس تهتدي على يديه وتستفيد وتستقيم وتصلح احوالهم وهو في هلاك ومن عظيم الدعاء واثنى عليه شيخ الاسلام ابن تيمية وواحد وهو لاحد التابعين قال اللهم لا تجعل اللهم لا تجعلني لغير عبرة ولا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني ولا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني متى يكون غيرك اسعد بما علمك الله منك اذا اذا كان الانسان يعلم الاخرين يعلم الاخرين لكن ليس عنده هو همة في نعم العمل فيستفيد الناس ويتأثرون وتصنع احوالهم وتستقيم امورهم على يديه لكن هو في درب اخر الذي اشار اليه عمر اورد آآ ابن الجوزي رحمه الله في كتابه القصاص والمذكرين كلمة عظيمة الميمون ابن مهران لميمون ابن مهران ذكر او ذكر القصاص رحمه الله فقال كلام عجيب قال المستمع شريك المتكلم المستمع شريك المتكلم ولا يخطئ المتكلم احدى ثلاث المستمع شركة متكلمة المستمع جالس ويستفيد وينتفع ويزداد ايمانا تستقيم حاله يتعلم الامور دينه يتفقه يتبصر قال ولا يخطئ المتكلم احدى ثلاث اما ان يسمن قوله بما يهزل دينه يهتني يعتني بصناعة ايش تنمية الكلام وتحسين الكلام وكذا حتى الناس تعجب بطريقته وبأسلوبه والى اخره بما يهزل دينه اما ان يسمن قوله بما يهزل دينه واما عجب بنفسه وهذا الذي مر معنا في اثر عمر واما ان يأمر بما لا يفعل واما ان يأمر بما لا يفعل والمستمع ايسر مؤنة المستمع ايسر مؤمنا. المستمع في حلقة ذكر مجلس علم يستمع ويستفيد وينتفع ويزداد ايمانا تصلح هذا والمستمع ايسر مؤنة المستمع ينتظر الرحمة والمتكلم ينتظر المقت الا من عافاه الله سبحانه وتعالى ونجاه من ذلك فالمصنف رحمه الله تعالى اورد ذلك تنبيها على خطورة هذا الامر على خطورة هذا الامر وان الوعظ والتذكير والقصص الى غير ذلك ينبغي ان يلحظ فيه هذا المنحض حتى لا يدخل عليه على الانسان على نفسه منه الى باب عجب فيهلك عياذا بالله سبحانه وتعالى من ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وللبيهقي عن انس رضي الله عنه مرفوعا لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو اشد من ذلك العجب في في الاصل العجب العجب. كرره عليه الصلاة والسلام زيادة في التنفير التحذير قال لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو اشد من ذلك العجب دخلت عليكم ما هو اشد من ذلك العجب لاحظ الان حتى يتضح لك المعنى الذنوب عموم الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الانسان والعجب والنبي صلى الله عليه وسلم خاف على الامة من الدنو من العجب اشد خوفه خوفه عليهم من الذنوب لخفت عليكم ما هو اشد من ذلك. يعني ان وجود الذنوب وجود الذنوب في الانسان فيها سلامة له من اه السلامة له من العجب متى الذنوب فيها سلامة له من العجب متى كلما بدأت تتحدث نفسه او تتحرك في نفسها الاعجاب يقول له وين رايح؟ شوف اعمالك انت اذا اذا مثلا اعجب مثلا بشيء اذا اعجب بشيء من آآ آآ مثلا اعجب بشيء من علمه او مثلا اعجب بشيء من عبادته او اعجب مثلا بشيء من بره واحسانه او اعجب بشيء من صدقاته وبدأ يصيب العجب قال لا انتبه شوف الذنوب اللي عندك ويبدأ ينظر في الذنوب فيزول عنها الاجر فيزول عنه العجب قال لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو اشد من ذلك العجب اشد عليكم من ذلك وهو العجب الذنوب عموما الانسان يعترف انه مقصر فيها ذنوب عموما يعترف الانسان انه مقصر فيها فيرجوا التوبة يرجو التوبة لكن العجب هل هو بهذه الصفة العجب هل هو بهذه الصفة؟ لا العجب هو اصلا يرى آآ صلاح نفسه يرى انه لا احسن منه حتى التوبة يمكن ما عندها ما لها مجال عنده لان السيطرة عليه العجب فانساه كل شيء ففرق بين من ومذنب ويعرف انه مذنب ويرجو من الله عز وجل ان يتوب اليه عليه وبين من هو معجب بعمله فيكون بعيد عن التوبة من هو معجب بعمله فيكون بعيدا عن التوبة فهذه الترجمة تتعلق بالعجب ولنختم بكلام مختصر في مداواة العجب. ربما ان بعضه ايضا مستفاد مما سبق العجب تكون مداواته بامور العجب تكون مداواته معالجة النفس وابعاده منها بامور. اولا باللجوء الى الله. اللهم اتي نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها الامر الثاني ما تقدم معنا في وفهمناه من هذا الحديث ان تذكروا الذنوب كل ما تحرك في نفس الانسان شيء من العجب مباشرة يذكرها بالصفحة الاخرى التي فيه اذا اعجب بشيء من اعماله يقلب الصفحة الجانب الاخر الذي هو موجود فيه ذكرها باني مقصر في كذا ومقصر في كذا ومفرط في كذا ولا افعل كذا الى اخره فهذا يطفئ هذه الجمرة التي بدأت تتقد في بقلبه الامر الثاني مما يداوى به العجب رؤية التقصير تقصير في في في جنب الله حتى في الامر الذي اعجب به ان كان اعجب بعبادة معينة يفعلها فلينظر الى تقصيره في هذه العبادة وان حق الله سبحانه وتعالى اعظم قد قال عليه الصلاة والسلام لن يدخل احد الجنة بعمله الا ان يتغمده الله برحمته. قالوا ولا انت؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته الامر الثالث ان يتذكر نعمة الله عليه ان يتذكر نعمة الله عليه. اذا اعجب الانسان بشيء لا ينظر الى نفسه بل يقول هذا فظل الله علي لولا فضل الله علي لما حصل لي هذا الامر ولهذا قال العلماء ان دواء العجب ان تقول ما شاء الله لا قوة الا بالله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله اذا دخلت جنتك بيتك ورأيت مثلا الاثاث الجميل الزروع الجميلة وبدأت تعجب هذا الشيء قل ما شاء الله لا قوة الا بالله. ذكر نفسك بالنعمة ان هذه نعمة الله عليك ولولا ان الله انعم عليك بها لما كانت عندك فهذا ايضا يطرد العجب جمع هذه الاشياء الامام حافظ حكمي رحمه الله تعالى في منظومته في الاداب قال لا تعجبن به اي عملك لا تعجبن به يحبط لا تعجبن به يحبط ولا تره في جانب الذنب والتقصير والنعم هذه الثلاث سبحان الله هي التي فيها مداواة العجب قال لا تعجبن به يحبط. لا تعجبن به يحبط ولا تراه ولا تره يعني لا لا ترى لا ترى عملك رؤية عجاب به في جانب الذنب والتقصير والنعم مباشرة اذا بدأت نفسك تتحرك عجبا بعملك ذكرها بهذه الامور الثلاثة. الذنب والتقصير والنعم الذنب اقلب الصفحة كما قلت لك على الجانب الاخر فيك اذا اعجبت بالاعمال ذكرها بالذنوب والتي عندك وذكرها بالتقصير حتى في العمل نفسه الذي اعجبت به. وذكرها بالنعم ان هذا فضل الله عليك. ولولا فضل الله عليك لما كنت كذلك نحمد الله عز وجل ونسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه غفور رحيم جواد كريم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير