الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ويقال اسم الايمان تارة ينكر مفردا غير مقرون باسم الايمان ولا باسم العمل الصالح ولا غيرهما. وتارة يذكر مقرونا اما بالاسلام كقوله في حديث جبريل ما الاسلام وما الايمان؟ وكقوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وقوله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا وقوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. وكذلك ذكر الامام مع العمل الصالح وذكر في مواضع من القرآن كقوله تعالى فان الذين امنوا وعملوا الصالحات واما مقرونا بالذين اوتوا العلم كقوله تعالى وقال الذين اوتوا العلم والايمان وقوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وحين ذكر الذين امنوا فقد دخل فيهم الذين اوتوا العلم فانهم خيارهم. قال تعالى والراسخون في العلم يقولون امنا لي كل من عند ربنا وقال لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك. ويذكر ايضا لفظ المؤمنين مقرونا للذين هادوا والنصارى والصابئين ثم يقول من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فالمؤمنون في ابتداء الخطاب غير الثلاث والايمان الاخر عمهم كما عمهم في قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. وسنبسط هذا ان شاء الله تعالى والمقصود هنا العموم والخصوص بالنسبة الى ما في الباطن والظاهر من الايمان. واما العموم بالنسبة الى الملل فتلكها مسألة اخرى. فلما ذكر الايمان مع الاسلام جعل اسلامه الاعمال الظاهرة الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج وجعل الايمان ما في القلب من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهكذا في الحديث الذي رواه احمد عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الاسلام علانية والايمان في القلب واذا ذكر اسم الامام مجرد ان دخل فيه الاسلام والاعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة عن الطريق وكذلك سائر الاحاديث التي يجعل فيها اعمال البر من الايمان. ثم انا نفي الايمان عند عدمها دل على انها واجبة وان ذكر فضل ايمان صاحبها ولم ينفي ايمانه دل على انها مستحبة فان الله ورسوله لا ينفي اسم مسمى امر امر الله به ورسوله الا اذا ترك بعظ واجباته كقوله لا صلاة الا بام القرآن. وقوله لا ايمان بمن لا امانة له. ولا دين لمن لا عهد له ونحو ذلك. فاما اذا كان الفعل مستحبا في العبادة لم ينفيها المستحب فان هذا لو جاز لجاز ان ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الايمان والصلاة والزكاة والحج لانه ما من عمل الا وغيره افضل منه وليس احد يفعل يفعل افعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم. بل ولا ابو بكر ولا عمر ولو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه اجاز ان ينفى عن جمهور المسلمين من الاولين والاخرين وهذا لا يقوله عاقل. فمن قال ان المنفي هو الكمال فان اراد انه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة فقد صدق وان اراد انه نفل الكمال المستحب فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله. ولا يجوز ان يقع فان من فعل فان من فعل الواجب ما وجب عليه ولم ينتقص من واجبه شيئا لم يجز ان يقال ما فعلوا لا حقيقة ولا مجازا. واذا قال للاعرابي المسيء في صلاته ارجع فصل فانك لم تصل فقال لمن صلى خلف الصف وقد امره بالاعادة لا صلاة لفذ خلف الصف كان لترك واجب. وكذلك قوله تعالى انما انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. يبين ان الجهاد واجب وترك الاتياب واجب. والجهاد وان كان فرضا على الكفاية فجميع المؤمنين يخاطبون به ابتداء فعليهم كلهم اعتقاد وجوبه. فعليهم كلهم اعتقاد وجوبه والعزم على فعله اذا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه في غزو مات على شعبة نفاق. رواه مسلم. فاخبر انه من لم يهم فاخبر انه من لم قال فاخبر انه من؟ نعم قال فاخبر انه من لم يهم به كان على شعبة نفاق. وايضا فالجهاد جنس جنس تحته انواع متعددة ولابد ان يجب على المؤمن نوع من انواعه وكذلك قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. هذا كله واجب. فان فان التوكل على الله واجب من اعظم الواجبات. كما كما ان الاخلاص لله واجب وحب الله ورسوله واجب. وقد امر الله بالتوكل في غير اية اعظم مما امر بالوضوء والغسل والجنابة. ونهى عن التوكل على غير الله. قال تعالى فاعبده وتوكل عليه. قال تعالى الله لا اله الا هو على الله فليتوكل المؤمنون. قال تعالى ان ان ينصركم الله فلا لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وقال تعالى وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. واما قوله الذين واما قوله الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. فيقال من احوال القلب واعماله ما يكون من لوازم الامام الثابتة فيه. بحيث اذا كان الانسان مؤمنا لزم ذلك بغير قصد منه ولا تعمد له. واذا لم يوجد دل على ان الايمان الواجب لم يحصل في القلب وهذا كقوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم ولكن كتب في قلوبهم ايمانا وايدهم بروح منه فاخبر انك لا تجد مؤمنا يوادا يواد المحادين لله ورسوله فان نفس الايمان ينافي مودته. كما ينافي احد الضدين الاخر فاذا وجد فاذا وجد الايمان انتبه ضده. وهو ولاة ولاة الله اذا كان الرجل يواري اعداء الله بقلبه كان ذلك دليلا على ان قلبه ليس فيه الايمان واجب. ومثله قوله تعالى في الاية الاخرى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبيس ما قدمت لهم انفسهم وسخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون. فذكر جملة شرطية تقتضي انه اذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف لو. التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط فقط قال ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذهم اولياء. ولكن كثيرا منهم فاسقون. فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذ اولياء ويضادوا ولا ولا يجتمع الايمان واتخاذ اولياء في القلب. ودل ذلك على ان من اتخذهم اولياء ما فعل الامام واجب من الايمان بالله والنبي وما انزل اليه. ومثله قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء وبعضهم من يتوله منكم فانه منهم. فانه اخبر في تلك الايات ان متوليهم لا يكون مؤمنا. واخبر هنا ان متوليهم هو منهم. فالقرآن يصدق بعضه بعضا. قال الله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مرة ثانية تقشعر من وجود الذين يخشون ربهم. وكذلك قوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه. دليل على ان الذهاب ان الذهاب المذكور بدون استئذانه لا يجوز. وانه يجب الا يذهب حتى يستأذن. فمن ذهب ولم يستأذن كان قد ترك بعض بعض ما يجب عليه من الايمان ولهذا نفى عنه الايمان. فان حرف انما تدل على اثبات المذكور ونفي غيره. ومن الاصوليين من يقول ان ان للاثبات وما للنفي فاذا جمع بينهما دلت على النفي والاثبات. وليس كذلك عند اهل العربية ومن يتكلم في ذلك بعلم فانما هذه هي الكافة التي تدل تدخل الا ان واخواتها فتكفها عن العمل لانها انما تعمل اذا اختصت بالجمل الاسمية فلما كفت بطل عملها واختصاصها فصار يديها الدول الفعلية واسمية فتغير معناها وعملها جميعا بانضمام الماء اليها وكذلك كانما وغيرها. وكذلك قوله تعالى ويقولون امنا بالله بالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق يأتوا اليهم مذعنين في قلوبهم مرض ام يغتابوا ام يخافون ان يحلف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون. انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. فان قيل اذا كان المؤمن حقا هو الفاعل للواجبات التارك للمحرمات فقد قال اولئك هم المؤمنون حقا. ولم يذكر الا خمسة اشياء وكذلك قال في الاية الاخرى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله واولئك هم الصادقون وكذلك قوله ان الذين ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله. قيل عن هذا جوابان. احدهما ان يكون ما ذكر مستلزما لما ترك فانه ذكر وجل قلوبهم اذا ذكر الله وزيادة ايمانهم اذا تليت عليهم اياته مع التوكل عليه واقام الصلاة على الوجه المأمور بها باطنا وظاهرا وكذلك الانفاق من المال والمنافع فكان هذا مستلزما للباقي. فان وجل القلب عند ذكر الله يقتضي خشيته والخوف منه. وقد فسروا وجلت فرقت وفي قراءة ابن مسعود اذا ذكر الله فرقت قلوبهم وهذا صحيح فان الوجل في اللغة هو الخوف يقال حمرة الخجل وصفرة الوجل قوله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. قالت عائشة يا رسول الله هو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعاقب؟ قال لا يا ابنة الصديق والرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل منه. وقال السدي في قوله تعالى الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم هو الرجل يريد ان يظلم او يهيء او ان يهم بمعصية فينزعوا عنها. وهذا كقوله تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. وقوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال مجاهد وغيره من المفسرين هو الرجل يهم بالمعصية ويذكر مقامه بين يدي الله فيتركها خوفا من الله. واذا كان وجل القلب من ذكره يتضمن خشيته ومخافته فذلك يدعو صاحبه الى فذلك يدعو صاحبه الى فعله المأمور وترك المحظور. قال سهل ابن عبد الله ليس بين العبد وبين وبين الله حجاب اغلظ من الدعوة ولا طريق اليه اقرب من الافتقار. واصل كل خير في الدنيا والاخرة خوف من الله ويدل على ذلك قوله تعالى ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح في نسخته يهودا ورحمة للذين هم يربيهم يرهبون. فاخبر ان الهدى والرحمة للذين يرهبون الله قال مجاهد وابراهيم هو الرجل يريد ان يذنب الذنب ويذكر في ذكر مقام الله فيدع الذنب. رواه ابن ابي الدنيا عن عن ابن الجعد عن شعبة المنصور عن هما في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان. وهؤلاء هم اهل الفلاح المذكورون في قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. وهم المؤمنون وهم المتقون المذكورون في قوله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين كما قال في اية البر اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون وهؤلاء والتابعون للكتاب كما في قوله تعالى فمن اتبع هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى واذا لم يضل فهو متبع مهتدي واذا لم يشأ واذا لم يشق فهو محروم وهؤلاء هم اهل الصراط المستقيم الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فان اهل الرحمة فان اهل الرحمة ليسوا مغضوبا عليهم واهل واهل الهدى ليسوا ضالين فتبين ان اهدى رهبة الله يكونون متقين لله مستحقين لجنته بلا عذاب وهؤلاء هم الذين اتوا بالايمان الواجب. ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء والمعنى انه لا يخشاه الا عالم. فقد اخبر الله ان كل من خشي الله فهو عالم كما قال في الاية الاخرى امن هو قانص اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون الذين لا يعلمون والخشية ابدا متظمنة للرجاء. ولولا ذلك لكانت قنوطا. كما ان الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان امنا. فاهل الخوف لله وجاء له هم اهل العلم الذين مدحهم الله وقد روي عن ابن حيان وقد روي عن ابي حيان التيمي انه قال العلماء ثلاثة فعالم بالله ليس عالما بامر الله اي وعالم بامر الله ليس عالما بالله وعالم بالله عالم بامر الله فالعالم بالله هو الذي يخاف والعالم بامر الله هو الذي يعلم امره ونهيه. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والله اني لارجو ان اكون اخشاكم لله واعلمكم بحدوده. واذا كان اهل الخشية هم العلماء الممدوحون في الكتاب والسنة لم يكونوا مستحقين للذنب وذلك لا يكون الا مع فعل الواجبات ويدل عليه قوله تعالى فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين. ولا نسكننكم ارضا من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وقوله ولمن خاف مقام ربه جنتان فوعد بنصر الدنيا وبهواب الاخرة لاهل الخوف وذلك انما يكون لانهم ادوا الواجب فدل على ان الخوف يستلزم فعل الواجب ولهذا يقال للفاجر لا يخاف الله ويدل على هذا المعنى قوله تعالى انما التوبة على الله الذين عملوا السوء السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. قال ابو العالية سألت اصحاب محمد عن هذه الاية فقالوا لي كل من كل من عصى الله فهو جاهل وكل من وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وكذلك قال المفسرين وقال مجاهد كل كل عاص فهو جاهل حين معصيته وقال الحسن وقتادة وعطاء السد وغيرهم انما سموا جهالا لمعاصيهم لا انهم غيروا لانهم غير مميزين. وقال الزجاج ليس معنى الاية انهم يجهلون انه سوء. لان المسلم لو اتى ما يجهله كان كمن لم يواقع وانما يحتمل امرين احدهما انهم عملوا وهم يجهلون المكروه فيه. والثاني انهم اقدموا على بصيرة وعلم بان عاقبته مكروهة. واثر على الاجل فسموا جهالا بايثارهم القليل على الراحة الكثيرة والعافية الدائمة. وقد جعل الزجاج للجهل ان عدم العلم بعاقبة الفعل واما فساد الارادة. وقد قال هما متلازمان وهذا مبسوط في الكلام مع الجهمية. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واذا ذكر اسم الايمان مجردا وقفنا هنا صح؟ واذا ذكر اسم الايمان مجردا دخل فيه الاسلام والاعمال الصالحة لا قبل ذلك صح؟ ها؟ نعم. نعم قال رحمه الله تعالى فيقال اسم الايمان تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الاسلام ولا باسم العمل الصالح نحو غيرهما وتارة يذكر مقرونا اما بالاسلام كقوله في حديث جبريل عليه السلام عندما قال ما الاسلام وما الايمان؟ وكقوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. وكقوله تعالى قالت الاعراب وامنا قل لم تؤ لكن قولوا اسلمنا. اذا يبين شيخ الاسلام يبين شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان نصوص الكتاب والسنة التي جاء فيها ذكر الايمان والاسلام انها تأتي على عدة صور اما ان يأتي ذكر الايمان مجردا وكذا ذكر الاسلام مجردا واما ان يأتي ذكر الايمان مقرونا بالاسلام او مقرونا بغير من الاعمال الصالحة وكذا قد يأتي ذكر الاسلام مجردا وقد يأتي الاسلام قرون ايضا بالايمان او بغيره من الاعمال الصالحة فهل يكون معناهما واحد عندما يقترنان وعندما يتجردان او يفترقان هذا الذي اراده شيخ الاسلام ان يبينه في هذا الفصل فهذه المسألة وقع فيها خلاف بين اهل السنة وهي احد المسائل التي اختلى فيها اهل السنة والخلاف فيها واسع وهي هل الاسلام والايمان مترادفان او متغايران منهم من يرى ان الايمان والاسلام مترادفان انه لا فرق بينهما وان ما جاء من الايات التي فيها المغايرة بين الاسلام والايمان فان الاسلام يكون فيه على الاستسلام لا على الحقيقة ومعنى ان يكون يظهر الاسلام وباطنه وباطنه خلاف ذلك كحال المنافقين فجميع الايات التي جاء فيها المغايرة بين الاسلام والايمان حملوها على على الاستسلام ظاهرا دون الاستسلام حقيقة ودون ان يكون الاستسلام في قلبه والاسلام في قلبه الا ان شيخ الاسلام يذهب الى ان على ان الاسلام اليوم متغايران وانه اذا جاء مجردا فله معنى واذا جاء مقرونا فله معنى اخر. وان كان المعنى الذي بينهما ليس ليس مباينة كلية وانما انه يذكر من باب من باب التلازم فالايمان اذا جاء مجردا لزم منه الاسلام. والاسلام اذا جاء مجردا لزم منه الايمان. واذا قرن الاسلام من احتمل هذا معنى خاصا به وهو في الاسلام الاعمال الظاهرة والايمان الاعمال الباطنة. واذا جاء مع غيره من الاعمال كالعلم وما شابه ذلك ان يأتي الايمان والعلم فانه يريد بذلك ما زاد على حقيقة الايمان من العمل الصالح وتكميل معرفة ربنا سبحانه وتعالى فقال هنا اخذ يسوق الامثلة على ذلك ان الذين امنوا وعملوا الصالحات وهذه احد الايات التي يحتج بها من يقول ان الايمان مغاير للعمل الصالح واحتجوا بهذه الاية على ان العمل لا يدخل بمسمى الايمان وقالوا ان الواو هنا تقتضي المغايرة. وقد ذكر اهل العلم في انه اذا عطف اذا عطف الشيء على جنسه انه يكون من باب عطف العام على الخاص فلما ذكر الايمان ذكر عليه بعض عطف عليه عطف عليه بعض افراده والعمل الصالح من الايمان كما قال الله سبحانه وتعالى من كان عدوا لجبريل فانه نزل على قلبك ثم قال قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله جبريل وميكائيل فذكر جبريل وميكان بعد ذكر الملائكة وبالاجماع ان جبريل وميكال داخلان ايضا في مسمى الملائكة كان من باب ذكر العامي من باب ذكر الخاص بعد العام والايمان يدخل فيه الصالح يدخل به العمل الصالح. لكن هنا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اي اتوا بالايمان وحققوا ايضا من ذلك كماله. لان ان الايمان منه ما هو اصل ومنه ما هو كمال واجب ومنه ما هو كمال مستحب. والعمل الصالح العمل الصالح يتعلق به الكمال الواجب ويتعلق بيض الكبال المستحب فهؤلاء حققوا اصل الايمان وحققوا معه كماله الواجب واتوا على كماله المستحب قال واما مقروب الذين اوتوا العلم او واما مقرونا بالذين يتكر قوله تعالى وقال الذين اوتوا العلم والايمان فوصفهم بالعلم وصفهم ايضا بالايمان وكقوله يرفع يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وحيث ذكر الذين فقد دخل فيهم الذين اوتوا العلم. اي اذا ذكر الذين امنوا دخل فيهم الذين اوتوا العلم لزاما. يعني اذا ذكر يا ايها الذين امنوا دخل في هذا الخطاب العلماء من المؤمنين اجماعا. ولا يخرج العلماء من خطاب مهم بل هم بل هم خاصة المؤمنين واذا كانوا عابدين بما علموا ثم قال وحي ذكر الذين امنوا فقد دخل فيهم الذين فانهم خيارهم كما قال تعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند رب ربنا ثم ذكر ايضا الادلة قال ويذكر ايضا اللفظ مقرون بالذين هادوا كما قال امن بالله واليوم الاخر وعملوا الصالح فلهم اجر عند ربهم ولا خوف ولا هم يحزنون. ان الذين امنوا عملوا الصالحات اولئك هم خير البرية وذكر ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ذكر الايمان مع مع من؟ مع الملل الاخرى ولا شك انه ذكر الامام مع الملل الاخرى قاد به الاسلام والايمان جميعا. ثم قال فالمقصود هنا العموم والخصوص بالنسبة لما في الباطن والظاهر. وهذه مسألة يريد باي شيخ الاسلام ان هناك ظاهر وان هناك باطل وان مسمى الايمان والاسلام بينهما خصوص وعموم بينهم خصوص وعموم بينهما خصوص وعموم وبينهما تلازم من حيث الظاهر والباطن. فكما مر بنا سابقا ان الذي هو في القلب مستلزم لصلاح الظاهر ولا يمكن ان يكون ان يكون باطنه صالح وظاهره فاسد ابدا. الا ان يكون من باب الا يكون من باب التقية والخوف والا مع قدرته فانه فانه اذا صلح ايمان قلبه وصلح الايمان في قلبه صلح ظاهره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في جسدي مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. فاذا صلح القلب صلح صلحت بقية الجوارح وكما قال ابو هريرة ان ان الجوع تقول انا انا نحن بك فان استقمت يقول القلب واللسان انا نحن بك فان استقمت استقمنا يقول اللسان انما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا وشبه وشبه وشبه الاعضاء مع القلب بالجنود مع الملك. فاذا صلح الملك صلحت جنوده وكذلك اذا صلح القلب صلحت اعضاؤه التابعة له فيريده شيخ الاسلام ان بينهما تلازم من جهة الظاهر والباطن ومن جهة العموم الخصوص. يقول هنا واما بالنسبة للملل تلك مسألة اخرى بمعنى الايمان اذا ذكر مع بقية الاديان فانه يريد بذلك الايمان والاسلام جميعا كما مر بنا. يقول فلما الايمان مع الاسلام جعل الاسلام هو الاعمال الظاهرة والايمان هو الاعمال الباطنة وقد جاء في ذلك حديث الاسماك رظي الله تعالى عنه الذي مر بنا سابق وذكرنا انه روي من طريق علي بن مسعدة عن قتادة عن انس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام علانية والايمان في القلب وجاء ذلك ايضا من قول الزهري رحمه الله تعالى وقالوا اذا ذكر الايمان مجردا دخل فيه الاسلام والاعمال الصالحة جميعا اذا ذكر الايمان مجردا دليله حديث ابي هريرة الذي في الصحيحين ان الايمان بضع توتة شعبة اعلاها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق يلاحظ هنا انه ذكر الايمان وذكر شعب الايمان وذكر فيها لا اله الا الله وهي وهي اصل الاسلام وذكر الى ادنى اعمال الايمان وهي ازالة الاذى عن الطريق. فدخل في ذلك الصلاة والزكاة والصيام وجميع الاعمال الظاهرة دخلت في مسمى الايمان يقول وكذلك سائر الاحاديث يجعل في اعمال البر من الاباد. ثم يقول هنا فائدة ان نفى الايمان عند عدمها ثمان نفى. ثمان نفي الايمان نفي ايمان عند عدمها دال على ايجابها. وهذا ضابط ان كل ما نفى كلما دل على نفي الايمان بنفيه او بعدمه كلما كلما كلما كان يعني كل ما نفى الايمان بعدمه افاد ان ذلك الذي علم من الواجبات وان يجب عليه ان ان يتخلق به ويفعله ويمتثله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن لا يؤمن لا يؤمن بل لا يأمن جاره بوائقه. فافاد ان ان ايذاء الجار انه محرم وانه ينقص الايمان وهذا كل وكل نفي جاء فيه وكل نص جاء سواء من القرآن ومن السنة فيه نفي الايمان فانه يراد به نفي الايمان الواجب فلا ورب لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم والنفي هنا اما ان يكون نفي لاصل الايمان واما ان يكون نفي لكمال الايمان الواجب وكل ما جاء في السنة ايضا لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولد الناس اجمعين يراد به نفي الايمان الواجب اما اصلا واما كماله الواجب وقوله لا ايمان لمن لا امانة له هذا الحديث رواه الامام احمد من طريق آآ من طريق آآ ابي هلال الراشدي عن قتادة انس رضي الله تعالى عنه واسناده حسن انه قال لا ايمان لمن لا امانة له. والننفي هنا الايمان الواجب ولا دين لمن لا عهد له. ايضا نفي الدين هنا اي في الدين الكامل الذي هو الواجب. فقال فاما اذا كان الفعل مستحبا في العبادة لم ينفها الانتفاء المستحب. اذا كان الفعل مثلا من الافعال مستحبة في العبادة مثل مثل آآ دعاء الاستفتاح لا يقال من لم يستفتح فصلاته باطلة. لا يقال ايضا ان من لم يتصدق بما فضل عن زكاته انه لا ايمان له. وانما يتعلق النفي ما كان واجبة ولا يأتي في القرآن ولا في السنة الايمان بشيء الا ويكون ذلك الشيء من الواجبات التي يجب على المسلم ان يتخلق بها. يقول فانه فان هذا لو جاز لجازا ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الايمان والصلاة والزكاة والحج ما من عمل الا وغيره افضل منه. يعني لو قيل لقيل ان الناس ليسوا بمؤمنين ليسوا مصلين ليسوا بمزكين لانه ما من عمل من اعمال صالحة الا والمسلم يترك كماله. فالصدقة لها كمال والصلاة لها كمال والايمان كان ايضا له كما من جهات المستحب يقول وليس احد يفعل افعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لا بل ولا لا يفعل احد مثل يعني اه وليس احد يفعل افعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا ابو بكر ولا عمر فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه لجاز ان ينفى عن جمهور المسلمين والاخرين وهذا لا يقوله عاقل. لو سلمنا بهذا وان ان المراد نفي الكمال المستحب وانه بنفي الكمال المستحب ينفى الايمان لما بقي اطلاق اسم الايمان على احد لانه ما من احد الا وقد الا وقد اه قصر في كمال الايمان المستحب. ثم قال فمن قال ان المنفي والكمال فان فان اراد انه يقول فان قال اه فمن قال ان المنفي كمال الايمان فان فان قال ان المنفى والكمال فان اراد به وهذا حقيقة نفي الكمال الواجب قلنا حق قلنا نفي الكمال واجب هذا صحيح الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة وكمال الواجب اي الذي ينفي كمال الواجب انه يجب ان يتمثل بذلك الواجب. اما اذا قال نفي الكلام المستحب قلناها هذا كما قال فهذا لم يقع قط يقول شيخ الاسلام فهذا لم يقع قط لا في كلام الله ولا في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز ان يقع فان من فعل الواجب كما وجب عليه ولم ينتقص من واجبي شيئا لم يجز ان يقال ما فعله لا حقيقة ولا مجازا. فاذا قال الاعرابي المسيء في صلاتي ارجع فصل فانك لم تصلي وقال لمن صلى خلف الصف وقد امر بالاعادة لا صلاة لفرد خلف الصف كان لترك واجب. كان لايش؟ لترك وجبت افاد ان المنفي في ذلك هو كله انه نفي كمال الايمان الواجب نفي صحة الصلاة. لان هذا هو الاصل آآ لا صلاة لمن لم يقرأ من هذا الكتاب اي لا قتله صحيحة وليست له كمال الصلاة لان هذا هو الاصل فيما نفي من الامور. وكذلك قوله تعالى انما المؤمنون الذين اموا الله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. فبين الجهاد واجب وترك الارتياب بواجب الايماء الجهاد واجب وترك الارتياب واجب ثم بين ذلك اولئك هم المؤمنون حقا اولئك هم الصادقون اولئك هم الصادقون فافاد ان من ان وقع في ريب او لم يفعل الجهاد فانه ليس من الصادقين في ايمانه بل من وقع في قلبه ريب كان ايمان منتفي من اصله لانه لان من الايمان الصدق واليقين والذي والذي يقع في قلبه الريب من جهة توحيده ومن جهة ايمانه كان بريبه يكون كافرا بالله عز وجل اما الجهاد فهو واجب فواجب وهو واجب من جهة اصله فلابد المسلم ان يعتقد وجوبه وان وان ايضا يلتزم الفعل اذا استطاع ذلك يقول بان الجهاد وترك الارتياب واجب والجهاد وان كان فرض على الكفاية فجميع المؤمنين مخاطبون به ابتداء فعليهم كلهم اعتقاد وجوبهم يعني حتى لو قلنا ان الجهاد فرض وكفاية فان الاصل في بداية الخطاب انه يكون واجب على الجميع حتى يقع في الامة من يكفي بفعله ومع ذلك ابتداء الخطاب يجب علينا جميعا ان نعتقد وجوبه وان وان نلتزم بهذا الوجوب والعزم على فعله اذا علينا ولذا جاء في حديث ابي هريرة عن حديث ابي صالح ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يغز من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو بات على شعبة من نفاق بات على شعبة من نفاق وان كان مبارك يذهب في هذا الحيث الى انه في النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث ان الجهاد متعين على جميع الامة على جميع الامة. لكن يقول شيخ الاسلام ان هذا ايضا لابد للمسلم ان ان يحدث نفسه دائما انه اذا اذا تمكن الجهاد ان يجاهد في سبيل الله وان يقيم دين الله وينصر دين الله عز وجل. قال وايضا فالجهاد جنس تحت متعددة لان الجهاد ليس خاصا ليس خاصا باليد بل الجهاد منه ما هو باليد ومنه ما هو بالقلب ومنه ما هو باللسان كما قال النبي مالك جاهدوا الكفار بالسنتكم بايديك وبالسنتكم وباموالكم. فهناك جهاد باليد وهو من الايمان وهناك جهاد باللسان ومن الايمان. وهناك جهاد ايضا اموال وهناك ايضا جهاد بالقلب وان كان جهاد القلب يتعلق به بغضه وكراهية اعداء الله عز وجل قال ولابد ان يجب على المؤمن نوع من انواعه يعني يجب على المسلم ان يحقق نوع من انواع الجهاد ثم قال ثم ذكر الله قوله انما المؤمنون الذين ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادت الايمان على ربه يتوكلون. في هذه الاية يريد شيخ الاسلام ان هذه الاية يحتج بها بان يقول ان الله ذكر بهذا خمس كصفات للمؤمنين الذي اولئك المؤمنون حقا. فافاد انما المؤمنون ولكن هنا الايمان المطلق اي حقق الايمان المطلق الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. هذه خمس صفات خص الله عز وجل بها المؤمنون خص الله عز وجل بها المؤمنين واثبت ان هؤلاء هم المؤمنون حقا الذين حققوا هذه الصفات وهذا كله من الواجبات. فان التوكل على الله واجب يجب مسلم واجب من اعظم الواجبات هو متعلق بالقلب كما الاخلاص لله واجب وحب الله ورسوله واجب وقد امر الله بالتوكل في غير اية اعظم مما امر بالوضوء والغسل من الجنابة ونهى عن التوكل على غير الى غير الله تعالى فاعبد وتوكل عليه. وقول الله لا اله الا هو على الله فليتوكل المؤمنون. وقال ان ينصركم الله فلا غالب لكم. وذكر الادلة الدالة على وجوب توكلي على الله عز وجل وكذلك قوله اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم زادتهم ايمانا فيقال ايضا من احوال القلب واعماله ما يكون من الايمان الثابتة فيه بحيث اذا كان الانسان مؤمنا لزم ذلك بغير قصد منه ولا تعمد له. واذا لم يوجد دل على ان الايمان الواجب لم يحصل في القلب وهو انه يخاف من الله ويوجل قلبه اذا سمع ايات الله عز وجل واذا تليت عليه اياته زادت واذا تليت عليهم اياته زاد ومتى ما خلا القلب من هذا المعنى اي انه لم لا لا لا يجد يعني لا يوجل قلبه عند سماع كلام الله ولا يزداد ايمان عند تلاوة اياته عليه فان الايمان المتعلق بقلبه ناقص ناقص وقد قصر في واجب الواجبات اعمال القلوب وهذا كقوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. فافاد فافاد هذا ان ان الذي يجد في قلبه مودة لاعداء الله ومحبة الكفار فانه لم يأت بالايمان الواجب الذي اوجبه الله عز وجل عليه. فاذا وقع في قلبك محبة للكفرة ومودتهم فاعلم ان ايمانك ناقصا ان ايمانك ناقص واذا بلغ بك الحال ان تظاهره وتواليهم على هذا الكفر فانت نسأل الله العافية قد وقعت في ناقض النواقض الاسلامية اذا اذا كنت مثلهم في دينهم ومعتقدهم نسأل الله العافية والسلامة واحببتهم حبا يلزم من ذلك موافقتهم. قال فاخبر انك لا تجد مؤمنا الايواد المحادين لله ورسوله فان فان نفس الايمان الذي في القلب ينافي ينافي موادته كما كما ينفي احد الضدين الاخر فاذا وجد الايمان لا يجتمع ايمان ومحبة اعداء الله عز وجل. لا يجتمع ايمان ومحبة اعداء الله عز وجل. فاذا وجد محبة اعداء الله علمنا ان ايمانه الذي في قلبه ناقص انه ناقص ولم يأتي بالايمان الذي اوجبه الله عز وجل يقول فاذا وجد الايمان انتفى ضده وهو موالاة اعداء الله فاذا كان الرجل يوالي اعداء الله بقلبه كان ذلك دليلا على ان قلبه ليس فيه الايمان الواجب قال ومنه قوله تعالى ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون الله عز وجل انه بموالاة لاعداء الله عز وجل ان الله سخط عليهم وانهم في العذاب ايضا خالد ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليه وفي العذاب هم خالدون لو ولو كانوا ماذا؟ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء ولكن كثيرا منهم فاسق. فافاد ان الذي واد اولياء اعداء الله يحبهم ان الايمان اللازم قد انتفى من قلبه اي ليس هناك اي ان الايمان الواجب ناقص في قلبه وقد يبلغ به هذه المحبة الى ان ينتفي الايمان من اصله نسأل الله العافية والسلامة. ثم قاله ثم فقول ولو يقتضي مع الشرط انتفاء المشروط فقال ولو كانوا بالله بمعنى انه اذا لو كان الايمان موجود لامتنع موالاة اعداء الله عز وجل. فاذا فاذا انتفى الايمان الواجب وقعت محبة اعداء الله عز وجل. فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذ اولياء ويضاده ولا يجتمع الايمان واتخاذهم اولياء في القلب. ودل ذلك ايضا على بل اتخذ الاولياء ما فعل الايمان الواجب من الايمان بالله والنبي وما انزل اليه ومثل قوله تعالى يا ايها الذين لا تتقوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم فانه اخبر في تلك الايات ان متوليهم لا يكون مؤمنا مؤمنا وهنا نفي الايمان هنا اما ان يكون نفي اصله او نفي كماله الواجب اما ان يكون نفي الايمان المطلق الذي هو كمال الواجب واما ان يكون نفي اصل الايمان ويكون بذلك كافرا. ومثل قوله تعالى الله نزل احسن الحي كتاب متشابها فثاني تقشع من نجول الذين يخشون ربهم وكذلك قوله انما المؤمنون الذين الذين امنوا بالله ورسوله واذا على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوا فافاد هنا ان الذين انهم الذين يذهبون دون استئذانه انهم ان ايمانهم الواجب منتفع وكذلك الذين لا تقشعر جلودهم عند الله نزه سائل الحديث كتابا متشابها هذه الاية يريد ان القرآن يصدق بعضه بعضا ويشبه بعضه بعضا ثم قال ومن يعني ذكر هنا دليل على ان الذهاب المذكور بدون استئذانه لا يجوز ان وانه يجب ان لا يذهب حتى يستأذن من ذهب ولم يستأذن فقد ترك بعض ما يجب عليه ومن الاصول من يقول ان ان للاثبات وما للنفي فاذا جمع بينهما دلت على النفي والاثبات وليس كذلك عند اهل ومن يتكلم بذلك بعلم فان ما هذه هي الكافة التي تدخل على ان على ان واخواتها فتكف عن العمل لانها انما تعمل لنقتص في الجملة الاسمية فلما كفت بطل عملها واختصاصها واذا بطل عملها واختصاصها. عندما قال انما المؤمنون الذين اذا انما المؤمن الذين امنوا بالله ورسوله واذا ما كانوا معنا امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه اي المؤمنون حقيقة هم الذين يفعلون ذلك. واذا والذين يذهبون دون ان يستأذنوه فانهم تركوا الايمان الذي يجب عليهم. يقول فلما كفت بطل عمله واغتصاب فصار يليها الجمل الفعلية والاسمية فتغير معنا وعملها جميعا بانضمام ما وكذلك كأنما وغيره وكذلك قوله تعالى يعني ابن علي يقول انما المؤمنون اثبات اثبات الايمان. اثبات الذين امنوا لله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا. فاثبت الايمان للذين امنوا بالله ورسوله واشترط في هذا الاثبات انهم اذا كانوا مع ولا امر جامع لم يذهبوا حتى يصطادوا فافاد ان الذي يذهبون بلا استئذان ليسوا محققين الايمان الواجب. ومثل قوله ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا. ثم يتولى فريق منهم من بعد ذاك وما اولئك بالمؤمنين فنفى الايمان عنهم نفى الايمان عنهم بقولهم ثم يتولى يعني يتولى اي لا يسمعون ولا يطيعون وما اولئك بالمؤمن واذا دعوا الى الله ورسوله يحكم اذا فريق منهم معرظون وليكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين افيقولوا مرض امر تابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسولا اولئك هم الظالمون. يقول فاذا قيل اذا كان المؤمن حقا هو الفاعل للواجبات تتارك المحرمات فقد قال الله تعالى اولئك هم المؤمنون حقا. يعني هذه شبهة الان طرحها شيخ الاسلام واراد ان يكشف هذه الشبهة فقال لو قال قائل وذكر في هذه الاية انما المؤمن الذين امنوا الله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاءوا باموال انفسهم ولكن الصادقون فاثبت صدق الامام انه فعلوا خمس صفات انما الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم ايات زادت الايمان وعلهم يتوكلون. والذي يقيم الصوم مما رزقنا وينفقون فهذه خمس صفات. واثبت ان هؤلاء هم المؤمنين حقا. وانتم تقولون ايمان الواجب وفعل الواجبات وترك المحرمات وفي هذه الاية ذكر خمس صفات واثبت معها واثبت مع حقيقة الامام. فالجواب ذكر قال الجواب عليه بالوجهين. قال الجواب عليه بالوجهين. الوجه الاول وهذا هو لم يذكر الجواب الثاني لكنه لعله متقدم ياتي في صفحات بعد ذلك. الوجه الاول ان يكون ما ذكر مستلزما لما لم يذكر ان الجواب الاول ان ما ذكر مستلزما لما ترك فلا يتصور لا يعقل ان مؤمن اذا تليت انما المؤمنون اذا عندما المحق الذين اه كما قال تعالى الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله الصادقون ومثل قوله تعالى الذي ذكر قبل قليل مثل مثل قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم انما المؤمنين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فلا يتصور عاقل ان مؤمن يوجل قلبه عند عند ذكر الله عز وجل ويزداد ايمانا عند عندما يسمع ايات الله عز وجل والوجل هو الخوف والخوف الذي هو واجب في القلب هو الذي يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات ولا شك ان الخائف من الله عز وجل الخوف الواجب لا يقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى ابدا وهذا الذي قصده ان كون ما ذكر مستلزما لما ترك. فانه ذكر وجل قلوبهم اذا اذا ذكر الله. وزيادة ايمانهم اذا تليت عليهم اياته مع التوكل كل عليه واقام الصلاة والله يقول انها ستنهى الفحشاء والمنكر فكيف يأتي بالصلاة التي اوجبها الله عز وجل عليه ثم يفعل ما حرم الله واقامة الصلاة على الوجه المأمور به باطنا وظاهرا وكذلك الانفاق للمال والمنى فكان هذا مستلزما للباقي فان وجل القلب ذكر الله يقتضي خشيته والخوف منه وقد فس وقد فسروا وجلت بفرقة اي خافت وفي قراءة اذا في قال ابن مسعود اذا ذكر الله فرقت قلوبهم اي خافت ووجلت قلوبهم. وهذا صحيح يقول شهادة صحيح فان الوجل في اللغة هو الخوف يقال حمرة الخجل وصفرة الوجل يقال حمرة الخجل وصفرة الوجل. ومعنى صفرة الوجل انه اذا خاف اصفر اصفر وجهه وتغير لونه اصفرار اذا خاف بينما اذا اذا استحى وخجل يحمر وجهه حياء فهذا هو الفرق بين بين الخجل وبين ان الخجل يكون معه الحمرة والخوف يكون معه الصفرة ثم ذكر قول عائشة عندما قالت في قوله تعالى والذين يؤتون ما ما اتوا وقلوبهم وجلة والذي يؤتون ما اتوا وقلوب وجه الله اه والذي يؤتون ما اتى ويقول والذي يأتون ما يقولون وجل اه انهم الى ربهم راجعون. قالت عائشة يا رسول الله هو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعاقب قال لا يا ابنة الصديق هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف والا يقبل منه. حديث رواه الترمذي وهو يدل على ان المسلم الذين يأتون ما اتوا وقلوبهم وجلة بمعنى انهم يخافون مما فعلوا لان هناك آآ يؤتون ما اتى والذي اتوه وقدموه وعملوه يفعلونه ويعملونه وهم مع هذا يخافون الا يقبل الله منهم. فقالت يا عائشة فقالت عائشة يا رسول الله هو الذي يزني ويخشى ان ويخشى آآ ويخاف ان يعاقب؟ قال لا وانما هو الذي يفعل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل به. والحي اسناده في عبدالله بن عبدالله وفيه فيه كلام واسناده يقبل التحسين. وقوله ثم ذكر كلام الائمة السدي وغيره بان الوجل هو الرجل آآ قال الذين ذكر وجلت قلوبهم قال هو الرجل يريد ان يظلم او يهن بمعصية فينزع عنها فينزع عنها. ومثل هذا كقوله واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وقوله ولمن خاف مقام ربه جنتان. اراد شيخ الاسلام بهذا ان الوجه الاول من الاجوبة على هذه الشبهة انه انه يلزم من وجل القلب ومن زيادة الايمان عند سماع الايات من التوكل على الله عز وجل يلزم من ذلك الا يقع في معصية ولا يترك واجبا وان قدر وترك معصية فان وان قدر وترك واجبا وفعل معصية فانه يتبع ذلك باي شيء بالتوبة والرجوع الى الله عز وجل ولذا يقول شيخ الاسلام واصل كل واصل كل خير واصل كل خير في الدنيا والاخرة الخوف من الله واصل كل خير في الدنيا والاخرة الخوف من الله. ويدل على ذلك قوله تعالى ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسخته يا هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون. فامتدحهم الله عز وجل باي شيء بالرهبة التي الرهبة والخوف. الخوف هو الحذر اه والهرب. واما الرهبة فهي خوف من عمل. يعني يخاف ويعمل ما يوجب اه الامن والسلام من من العقوبة التي يحذرها قال مجاهد هو الرجل يريد ان يذنب الذنب في ذكر مقام الله فيدع الذنب. ثم وايضا اولئك على هدى من ربهم واولئك المفلحون وهذا لمن؟ لمن خاف مقام ربه سبحانه وتعالى. وقال ايضا في قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى المتقين وقوله اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. اولئك اولئك الذين اولئك هم المتقون. وهؤلاء هم متبعين الكتاب كما في قوله فمن اتبعه فلا يضل ولا يشقى واذا لم يضل فهو متبع مهتدي بمعنى اذا كان يزداد ايمان بسماع بسماع الايات ويوجد قلبه فقد وصف الله عز وجل الذين يعملون بكتابه انهم على هدى واولئك هم المفلحون واولئك هم المتقون. وكل من وصى بالفلاح والتقوى فقد امتثل ما امر الله عز وجل وترك ما نهى الله عز وجل عنه يقول هنا فتبين ان اهل رهبة ان اهل ان اهل رهبة الله يكونون متقين الله مستحقين لجنة بلا عذاب. وهؤلاء هم الذين اتوا بالايمان الواجب. ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء والخشية هي ان خاف من يعلم بان يخاف من يعلم انه قادر على امضاء وانزال عقوبته. وهذا هو الفرق بين الخوف والخشية. الخشية خوف من علم ان يخاف ان الذي يخافه ان الذي يخافه قادر على ايقاع وعيده وعقوبته بخلاف الخوف قد تخاف شخص وانت لا تعلم هل يقع هل تقع عقوبتها؟ هل يقع تهديده؟ هل يقع ما ما تحذره وتخاف منه او لا يقع؟ اما الخشية فانت تعرف عندما تخشى ان الذي تخشاه قادر على ان يوصل عذابه وعيده لك. فهذه من واذا قرن الخشبة من؟ قارنها مع من؟ مع العلماء. انما يخشى الله من عباده العلماء لان العلماء اعرف واعلم الخلق بالله عز وجل والمعنى انه لا يخشاه الا عالم فقد اخبر الله ان كل من خشي الله فهو عالم كما الاخرى امن هو قانت اناء الليل تاج الوقائب يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فافاد ان ما يفعل تلك الافعال الا المين بما يليق بربهم سبحانه وتعالى. قال والخشية ابدا متضمنة للرجاء. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا اني ليكون اخوفكم واخشاكم لله عز وجل. اني ارجو ان اكون اتقاكم واخوفكم واخشاكم لله عز وجل. وجاء في رواه والله اني لارجو ان اكون اغشاكم لله واعلمكم بحدودي وجاء في رواية اني ارجو ان اكون اتقاكم لله واخشاكم له قالوا اذا كان الخشب من العلماء الممدود في الكتاب والسنة لم يكونوا مستحقين للذم. وذلك لا يكون الا مع فعل الواجبات ويدل عليه قوله تعالى فاوحى اليهم رب المهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد وغيرها من الايات التي تدل ان الخوف يوجب الخوف يوجب فعل ما امر الله به وامر به رسوله ويوجب ايضا ترك ما حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر اه كلام ابي العالية وهو قوله سألت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل. اذا العالم والذي يمتثل الجهل هو الذي يعصي ويخالف وليس الجهل هنا ان لا يعلم بالحكم وانما الجهل وان لا يدرك بان لا يدرك مآل ما فعل واو لا يتصور عقوبة تو نسأل الله السلامة ويكون الجاهل لانه قدم شهوته وقدم حظه على آآ على آآ مراد الله عز وجل قال ابو جهل كل عاص فهو جاهل حين معصيته وكذا قال الحسن انما انما سموا جهالا لان لمعاصيهم لا لانهم غير مميزين اي انهم يدركون لكنهم جهال لانهم عملوا وهم يجهلون المكروه فيه او عندما اقدموا على بصيرة وعلم بان عاقبته مكروهة وهذا من اعظم من اعظم الجهل من من اعظم الله قال كل من عصى الله فهو جاهل. وقال الزجاج ليس مع الاية انهم يجهلون انه سوء. لان المسلم وهذا بالاجماع لو ان المسلم فعل فعل معصيته وهو يجهل حكمها ولا يدري محرمة فانه لا يعاقب عليها عند الله عز وجل اذا كان ممن يعذر بجهله. اما المعنى هنا اما لو جهلوا جهلوا انهم عملوا وهم يجهلون المكروه فيه. هم علموا انه محرم لكنه جهل العاقبة ولم يبالي بعاقبتها او ان علم على انه اقدم على بصيرة وعلم بان عاقبته مكروهة واثر العاجل على الاجل فسبوا جهالا الجهو الذي يضع الشيء في غير موضعه ولا شك ان من قدم شهوة دنيا على عذاب الاخرة انه من اعظم الناس جهلا. قال والمقصود هنا ان كل عاص لله فهو قلت على هذا والله تعالى اعلم