الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ذكر الرياء والسمعة وقول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ذكر الرياء والسمعة والرياء والسمعة افتان من افات القلوب ومرضان من امراض القلوب والرياء ان يقوم بالعمل ويعمل على تحسينه ويكون مراده بذلك مراعاة الناس وثنائهم ومدحهم له والسمعة هي ان يقوم بالعمل وان يتحدث به عند الناس فكل من الرياء والسمعة قيام بالعمل من اجل طلب ثناء الناس ومحمدتهم والرياء يتعلق بالرؤية والسمعة تتعلق بالسماع المرائي يري الناس عمله ويظهره لهم طالبا ثنائهم عليه السمعة ان يسمع بعمله ان يسمع بعمله يقوم باعمال لا يراه الناس فيها لكنه يسمع بعمله فعلت كذا وفعلت كذا الى اخره وكل من الرياء والسمعة مبطل للعمل لانه فساد في النية والله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه وابتغاء مرضاته جل في علاه وهو القائل في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه والله عز وجل لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا والخالص هو الصافي النقي قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فقال تعالى الا لله الدين الخالص وقال تعالى فادعوا الله مخلصين له الدين فوعز وجل لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه والرياء والسمعة يفتقدان الاخلاص بل يتنافيان مع الاخلاص ومن الرياء ما هو رياء خالص بوريا المنافقين يراؤون الناس وهذا كفر اكبر ناقل من الملة محبط للاعمال كلها صاحبه في الدرك الاسفل من النار وهو الذي يري الناس انه مؤمن وهو في باطني قلبه كافر بالله سبحانه وتعالى اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون والنوع الثاني من الرياء وهو يسير الرياء ليس الرياء الخالص وانما يسير الرياء وهذا يقع من الموحد ولا يبطل العمل كله وانما يبطل العمل الذي خالطه وانما يبطل العمل الذي خالطه لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان صافيا نقيا لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى اورد رحمه الله قول الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه ان يطمع يرجو ان يطمع في لقاء الله والفوز برضا الله عز وجل ونيل ثوابه والنجاة من عقابه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي انه لا نجاة ولا فوز برضا الله سبحانه وتعالى الا بهذين الامرين فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وعلى هذين الامرين يقوم الدين كله وعلى هذين الامرين يقوم الدين كله فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا والعمل الصالح هو الموافق للهدي هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والعمل الذي لا شرك فيه ولا يشرك بعبادة ربه احدا هو الخالص الصافي النقي الذي لم يرد به الا الله فاجتمع في هذه الاية الكريمة شرط قبول الاعمال وهما الاخلاص للمعبود الذي هو مقتضى شهادة ان لا اله الا الله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا احد جاءت نكرة في سياق النفي او في سياق النهي فتفيد العموم تفيد العموم اي احد كان ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي اي احد كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فظلا عن من هو دونهما نعم قال رحمه الله تعالى عن جندب ابن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي يرائي الله به اخرجاه قيل معنى من سمع سمع الله به اي فظحه يوم القيامة ومعنى من يرائي اي من اظهر العمل الصالح للناس ليعظم عندهم يرائي به الله قيل معناه اظهار سريرته للناس قال رحمه الله تعالى عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به من سمع من سمع اي بعمله من سمع اي بعمله والتسمية الذي هو السمعة امر يتعلق بحاسة السمع امر يتعلق بحاسة السماع هو نوع من الرياء لكنه يتعلق بحاسة السمع يظهر العمل لدى الناس اسماعهم عن ذلك العمل انه فعل وانه قام بكذا الى اخره ويكون مراده باسماعهم هذه الاعمال التي قام بها طلب محمدة الناس وطلب ثنائهم من سمع سمع الله به وعد فيه ان الجزاء من جنس العمل الجزاء من جنس العمل لما كان من شأن هذا العامل انه يسمع بعمله يسمع بعمله حتى يطلب ثناء الناس عليه فان الجزاء من جنس العمل وهو ان الله يسمع به تسمع به وقيل في معناه اي ان الله سبحانه وتعالى يفضحه يوم القيامة على رؤوس الاشهاد ومن يرائي يرائي الله به ومن يرائي اي بعمله والرؤيا او المراءات تتعلق بحاسة البصر كل من السمعة والرياء اظهار للعمل طلب لمحمدة الناس لكن الرياء يتعلق بحاسة البصر والسمعة تتعلق تتعلق حاسة السمع وغالبا ان المرائي اذا لم ير عمله احتاج الى السمعة غالبا المرأة اذا لم يرى اذا لم يرى عملا احتاج الى السمعة واذا رؤي عمله اكتفى رؤية الناس له لكن اذا لم ير عمله كانت اعمالا لم ترى من اعماله وهو يريد اظهارها للناس ليس له طريق الا السمعة ليس له طريق الا السمعة نعم استجد في هذا الزمان طريق اخر لم يكن موجودا في الازمنة السابقة وهي ما يفعله الكثير من الناس عند ادائهم للمناسك واعمال الحج والعمرة يلتقط لنفسه في كل موضع منها صورة او صورا وهذه والله من المصائب العظيمة عند الكعبة يلتقط لنفسه وفي المسعى وعند عرفات وعند رمي الجمار حتى رأينا بعضهم عندما يريد صاحبه ان يلتقط له الصورة يرفع يديه على هيئة الداعي ويصلح من نفسه ويتهيأ على صفة الداعي ثم تلتقط له الصورة واذا انتهى التصوير نزلت يده ثم يحمل معه هذه الصورة ويضعها في البوم او يعلقها في اماكن البيت ويراها الناس في تلك الصورة فكان قديما من لم يرى الناس عمله يسمع بعمله يقول لهم فعلت وفعلت وفعلت لكن الصورة الان ادت مهمة التسميع بشكل اكبر ما يحتاج ان يكلم الناس وفعلت يقول خذ انظر والناس يقلبون هذه هذه الصور ويرونه وهو في المطاف وهو في المسعى وهو في كل اعمال الحج هل هذا يتوافق مع قول الله ولله على الناس حج البيت وقوله واتموا الحج والعمرة لله وقوله عليه الصلاة والسلام من حج لله ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه فهذه من المصائب العظيمة والبلايا الكبيرة التي بلي بها كثير من الناس بل بعضهم اصبح لا هم له في كل شعيرة من الشعائر ومنسك من المناسك الا ان يلتقط الصورة تلو الاخرى لنفسه ولمن معه حتى في المطاف وفي السعي وفي رمي الجمار وفي كل اعمال المناسك لا هم له الا التقاط هذه الصور قال من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به اخرجاه اي البخاري ومسلم قيل معناه من سمع سمع الله به اي فضحه يوم القيامة ومعنى من يرائي اي من اظهر العمل الصالح للناس ليعظم عندهم يرائي به الله قيل معناه اظهر سريرته للناس اي فضحه فضحه سبحانه وتعالى واخزاه لان هذه الاعمال ما قام بها لله ما قام بها لله سبحانه وتعالى اخذ يعمل الاعمال ويزينها وهو لا يريد الا ثناء الناس ومدحهم ولهذا جاء في بعض النصوص ان المرائين يقال لهم يوم القيامة اذهبوا الى من كنتم ترأونهم بالاعمال التمسوا عندهم اجرا او كما جاء في الحديث نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى قال ولهما اي البخاري ومسلم عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى انما الاعمال بالنيات اي معتبرة بنياتها انما الاعمال بالنيات اي بحسب النيات فاذا كانت النية من العمل هو التقرب الى الله سبحانه وتعالى طلب رضاه جل وعلا فان العمل يكون متقبلا واما اذا كان فالانسان له بعمله نية اخرى غير التقرب الى الله فله ما نوى انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وهذا الحديث يعد اصل عظيم من اصول الاسلام التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى ولهذا اعتنى كثير من الائمة واهل العلم بتصدير مؤلفاتهم بهذا الحديث لان الدين كله يقوم عليه كل باب من ابواب الفقه وباب من ابواب العلم يقوم على هذا الحديث العظيم انما الاعمال بالنيات الاعمال اي ما يقوم به الانسان من اعمال قربات ليست معتبرة الا بنياتها. فاذا كانت النية خالصة تقبل العمل واذا كانت ليست خالصة رد العمل على عامله ولم يقبل منه كما في الحديث القدسي الذي تقدم انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد في سبيل الله فاوتي به فعرفه نعمته فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت في سبيلك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار فرجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمته فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم وقرأت ليقال هو قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. ورجل وسع الله عليه فاعطاه من اصناف المال فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيه الا انفقت فيه لك قال الله كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل. ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار وللترمذي فيه ان معاوية رضي الله عنه لما سمعه بكى وتلا قوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة ثلاثة ان اول الناس تقضى عليه يوم القيامة ثلاثة اي اول الناس يبدأ بمحاسبتهم ومعاقبتهم ثلاثة اي ثلاثة اصناف من الناس ذكر هذه الاصناف الثلاثة الذي قاتل رياء والذي حفظ العلم والقرآن وعلم الناس رياء والذي انفق المال وبذل منه بسخاء رياء وان هؤلاء الثلاثة مع ان هذه الاعمال اعمال كبيرة وعظيمة اول من تسجر به بهم النار ويلقون فيها وذلك لفساد النية وذلك لفساد النية وهذا الحديث يوضح لنا ما سبق في الحديث المتقدم من من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به فهنا يأتي هؤلاء العاملون رياء يوم القيامة واذا سئلوا قالوا كما في الحديث اه عملت هذا العمل من اجلك فالله عز وجل يقول كذبت يخزيه يوم القيامة ويفضحه ويظهر سريرته ويظهر سريرته من تعلم العلم يقول تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن وقرأت فيك القرآن فيك القرآن هذي سريرة الناس سيطلعون عليها لا يطلعون على هذه السريرة يظهر لهم القراءة والصوت والى اخره اما السريرة لا يعلمونها فهو يقول اظهرت وقرأت فيك القرآن فيقول الله عز وجل كذبت اي ليس تلك القراءة وذاك التعليم ذاك التعلم من اجل وانما ليقال عالم وليقال قارئ فقد قيل ثم يؤمر ويسحب به على وجهه حتى يلقى في النار فاذا هذا مما يوضح لنا ما سبق من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به وهذا ايضا مما يوضح لنا حديث انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وان من كانت نيته في عمله خالصة لله عز وجل وابتغاء مرضاته جل في علاه فاز بثواب العمل واجره ومن كانت نيته لغير الله ولو كان عمله اكثر من الاخر واقوى واكبر فانه يرد عليه ولا يقبله الله سبحانه وتعالى منه ومن فوائد هذا الحديث ان طلب العلم عبادة وحفظ القرآن عبادة وهو من جملة القرى التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى. حتى قال بعض السلف ما تقرب الى الله عز وجل بمثل طلب العلم فطلب العلم قربة عظيمة مما يتقرب به الى الله وكما ان الصلاة لا تقبل الا بالنية الصالحة والحج لا يقبل الا بالنية الصالحة والصيام لا يقبل الا بالنية الصالحة. فطلب العلم لا يقبل الا بالنية الصالحة لا يقبل الا بالنية الصالحة. فاذا كان الانسان في طلبه للعلم او في تعليمه للعلم يريد بذلك ثناء الناس ومدحهم ومراة الناس ونحو ذلك فان الله عز وجل لا يقبل منه طلبه للعلم ولا يكون الامر ايظا ليس له ولا عليه ليس معنى انه لا يقبله ان يكون الامر ليس له ولا عليه بل كما نرى الان. مهم يعني من اول من يلقى في النار واول من يقضى عليهم يوم القيامة هذا كله مما يبين خطورة الرياء ووجوب اخلاص النية لله سبحانه وتعالى وهذا الحديث مما يحرك في القلوب الخوف من الرياء والحذر منه والخشية من حبوط الاعمال ولهذا معاوية لما سمع هذا الحديث بكى بكى لان هذا امر يخيف الانسان انما يتقبل الله من المتقين يكون الانسان عمل اعمال وبذل جهود كثيرة ثم يوم القيامة ترد عليه. لفساد نيته وعدم اخلاصه لربه سبحانه وتعالى ثم اولئك الذين كان يتظاهر لهم بالاعمال ويزين الاعمال لاجلهم لا ينفعونه يوم القيامة ولا بشيء كل همه نفسه نفسي نفسي فهذا كله مما يوجب الحذر من الرياء والعمل على اصلاح النية واصلاح النية يحتاج الى مجاهدة مستمرة للنفس كما قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فالنية تحتاج الى معالجة ومداواة مستمرة واستعانة بالله سبحانه وتعالى نعم قال في هذا الحديث من فوائده وهي فائدة نبه عليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهي ان خير الناس خير الناس هم الانبياء والانبياء والصديقون والشهداء والصالحون. هؤلاء خير الناس وشر الناس من يتشبه بهن من يتشبه بهم من اجل ان يوهم الناس انه مثلهم وهو ليس منهم خير الناس الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون وشر الناس من يتشبه بهم ليوهم الناس انه مثلهم وليس منهم هذا شر الناس سبحان الله يعمل عمل خير الناس يعمل عمل خير الناس ويتعرف على اعمال خير الناس ويعملها ويعملها. نعم ويكون شر الناس لفساد نيته لانه يعمل اعمال خير الناس من اجل ان يوهم الناس انه مثلهم وهو لم يعمل لاجل الله وانما عمل من اجل الناس. فكان بذلك شر الناس وهذا ايضا مما يوضح لنا وجه كون هؤلاء من اول من يقضى ويعاقب يوم القيامة لان هؤلاء اشر الناس يظهرون للناس اعمال آآ الانبياء والصالحين وانهم على جادتهم وطريقهم وهم في الحقيقة انما ارادوا بذلك مراعاة الناس وكسب ثناء الناس نعم قال رحمه الله تعالى باب الفرح فقول الله تعالى انه كان في اهله مسرورا نعم. وقوله تعالى انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. وقوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون قال رحمه الله تعالى باب الفرح الفرح هذا ايضا من اعمال القلوب الفرح من اعمال القلوب فالقلب يفرح ويحزن من اعماله الفرح ومن اعماله الحزن فالفرح من اعمال القلوب الفرح الذي هو من اعمال القلوب يكون مذموما ومعاقبا عليه صاحبه اذا كان هذا الفرح منصرف الى الدنيا اذا كان هذا الفرح منصرف الى هذه الدنيا اي همه وهي مبلغ علمه ان اعطي منها رظي وان لم يعط منها سخط فهذا فرح مذموم ويعاقب عليه صاحبه يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى اما اذا كان الفرح فرحا الطاعة وفرحا بالهداية وفرحا التوفيق للايمان فرحا اه تيسير العبادة هذا فرح يحمد ولا يذم بل جاء الامر به. قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فبذلك فليفرحوا. هذا جاء الامر به ان يفرح الانسان بما من الله عليه به من لزوم السنة والعناية مثلا بطلب العلم والمواظبة على العبادات والطاعات والبعد عن ما نهى الله عز وجل عنه من المحرمات هذا فرح يحمد ولهذا قال العلماء ببيان الفرح الذي جاء ذكره في القرآن والسنة قالوا ان الفرح الذي جاء ذكره في القرآن والسنة على نوعين فرح مطلق وفرح مقيد فرح مطلق وفرح مقيد اما الفرح المطلق اما الفرح المطلق فهو مذموم اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين اداء فرح مطلق فهو مذموم والمقيد نوعان والمقيد نوعان النوع الاول فرح مقيد بالدنيا. مثل ما في الاية الثالثة التي ساقها المصنف فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا هذا فرح مقيد بالشيء الذي اوتوه اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون والنوع الثاني من الفرح المقيد الفرح بفظل الله ورحمته الفرح بكتابه فرح بالاسلام والفرح بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الفرح بطاعة الله ومنه قول الله عز وجل قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وقول الله عز وجل انه كان في اهله مسرورا وقوله انا كنا قبل في اهلنا مشفقين هاتان صورتان متضادتان او حالتان متظادتان يوم القيامة تظهر يوم القيامة الحالة الاولى حال من كان في هذه الدنيا فرحا بها مقبلا عليها هي همه وهي مبلغ علمه فرحا بالدنيا واللهث ورائها والسعي في طلبها ولا ينظر في العواقب ولا يفكر في المآلات والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يجمع مثلا المال من الحرام ولا يفكر بالعقوبة يرابي ولا يفكر بالعقوبة يغش ويمكر بالناس ولا يفكر بالعقوبة وكل ما حصل من المال المكاسب فرح ولا يفكر بالعقوبة فهذا عقوبته عند الله عظيمة واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا انه ظن ان لن يحور ظن انه ما في شي بعد هذا ولا فكر في الحساب ولا اشفق من الحساب ولا اخاف من الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى بلى ان ربه كان به بصيرا ما يفكر ولا ينظر في العواقب مسرور بالدنيا ولاهي بها ومقبل عليها ومكب ولا يفكر بالاخرة ولا وليس مشفقا من الاخرة وليس هو خائف من عذاب الذي يوم القيامة والحالة الثانية ضد هذه الحالة ان كنا قبل في اهلنا مشفقين تمنى الله علينا ووقانا عذاب السموم هذه حالة اخرى عظيمة جدا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. هذا كان في اهله مسرورا اي فرحا بما يحصله من امور الدنيا ومتع الدنيا ولا هم له في الاخرة ولا هم له في العواقب وهؤلاء كانوا قبل في اهلهم مشفقين انا كنا قبل في اهلنا مشفقين اي بين اهلنا ونحن في خوف من بعث والحساب والعقاب وهذا الخوف هو الذي يولد صلاح في العمل وصلاح في النية وصلاح في الاستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى وهذا مما يفيد مما يفيد اثر وسوخ الايمان باليوم الاخر في القلب على الاعمال صلاحا واستقامة لان الايمان باليوم الاخر على درجتين اليوم باليوم الاخر على درجتين ايمان جازم وايمان راسخ والايمان الراسخ هو الذي تمكن من القلب واصبح صاحبه مثل هذه الحالة التي في هذه الاية الكريمة مشفقا من ذلك اليوم وخائفا كل ما اراد ان يقدم على عمل تذكر اليوم الاخر وتذكر اه الحساب والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر اليأس من رح الله والامن من مكر الله وقول الله تعالى انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. وقوله تعالى فلا يأمن مكر الله الا القوم قاصرون قال رحمه الله تعالى باب ذكر اليأس من روح الله والامن من مكر الله والامن من مكر الله هاتان كبيرتان من كبائر الذنوب اليأس من روح الله والامن من مكر الله هاتان كبيرتان من كبائر الذنوب بل سيأتي في اثر ابن مسعود قرن هاتين الكبيرتين بالاشراك بالله سبحانه وتعالى مما يدل على خطورتهما قال ذكر اليأس من روح الله والان مكر الله اليأس من روح الله اي ان قلب هذا الرجل اليائس السيطرة عليه القنوط وعدم الامل في نيل رحمة الله سبحانه وتعالى وهذا من المهلكات وقد مر معنا اثر ابن مسعود العظيم اثنتان مهلكتان القنوط والعجب والقنوط مهلك لصاحبه القنوط مهلك لصاحبه لانه بسبب القنوط وسبب اليأس لا يعمل بسبب القنوط وبسبب اليأس لا يتوب اليائس لا يتوب اليائس من رحمة الله لا يتوب لا يقبل على التوبة اليأس من رحمة الله ما لا تتحرك نفسه الاعمال كل ما اراد ان يعمل قالت له نفسه المريضة باليأس كيف تعمل وانت وانت فلا يعمل اليأس كل ما حدثته نفسه بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى قالت له نفسه اليائسة القانطة من رحمة الله كيف تتوب كيف تتوب؟ وهل مثلك يصلح ان يتوب وهل تقبل من مثلك التوبة فيسيطر عليه اليأس ويعطله عن التوبة من الذنوب ويعطله عن الاعمال ولهذا من اعظم المهلكات للانسان القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله ولهذا في الاية الكريمة انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون فلا ييأس ولا يقنط الا من كان بهذه الصفة فهذا من المهلكات العظيمة للانسان والامن من مكر الله اي من عقوبته سبحانه وتعالى فيكون الانسان ماض في تقصيره وتفريطه وارتكابه للذنوب وهو امن من مكر الله من اي من عقوبة الله سبحانه وتعالى والامن من مكر الله ايضا من المهلكات العظيمة الامن من مكر الله من المهلكات العظيمة والواجب على العبد ليسلم من اليأس من رح الله والامن من مكر الله ان يجمع لنفسه بين الرجاء والخوف قال الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فيجمع لنفسه بين الرجاء والخوف ويكون الرجاء والخوف عنده متوازنين لا يغلب احدهما على الاخر لانه ان كان عنده رجا بلا خوف امن من مكر الله واذا كان عنده خوف بلا رجاء قنط من رحمة الله ويأس من روح الله ولهذا قال اهل العلم المطلوب من العبد رجاء بلا اهمال وخوف بلا قنوط رجاء بلا اهمال وخوف بلا قنوط رجاء بلا اهمال للعمل وتفريط وتظييع وخوف بلا قنوط من رحمة الله وانما يكون الامر متوازنا بحيث يكون راجيا الرحمة وفي الوقت نفسه خائفا من عذاب الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من الله واليأس من روح الله. رواه عبدالرزاق واخرجه ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ولفظه سئل ما الكبائر؟ فقال الاشراك بالله والامن من من مكر الله واليأس من روح الله قال رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله واليأس من روح الله القنوط من الرحمة واليأس من روح الله معناهما متقارب. لكن قال العلماء رحمهم الله تعالى القنوط اشد اليأس اشد اليأس فاول ما يكون يأسا ثم يشتد به الامر فيكون قنوطا قنوطا من رحمة الله سبحانه وتعالى وكما عرفنا ان القنوط واليأس اذا سيطر على القلب اهلك اه الانسان وعطله عن التوبة وعن العمل وعن الاقبال على عبادة الله سبحانه وتعالى وهو من كبائر الذنوب والامن من مكر الله كذلك مهلك لصاحبه. ولهذا تقدم في الاية فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون من موجبات الخسران الامن من مكر الله والامن من مكر الله سبحانه وتعالى يكون مسيئا في العمل وظنا انه اهل للثواب وظنا انه اهل للثواب ولهذا جاء عن الحسن البصري رحمه الله انه قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن والمنافق جمع بين اساءة اي في العمل وامن اي من مكر الله سبحانه وتعالى فالامن من مكر الله من موجبات الخسران والهلاك في الدنيا والاخرة ولهذا هما ولهذا هو والقنوط من كبائر الذنوب وعظائم الاثام وهما من الاعمال اه اه اعمال او من امراض القلوب قال واخرجه ابن ابي حاتم اي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ولفظه سئل ما الكبائر فقال لي اشراكه بالله والامن من مكر الله واليأس من روح الله ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لكل خير ان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء. احب ان انبه ان هذا الدرس الذي بعد الفجر يكون كل يوم في اثناء الاسبوع عدا يومين هكذا باستمرار كل يوم عدا يومين عدا يوم الجمعة والسبت يعني غدا وبعد غدا والا فالدرس باذن الله سبحانه وتعالى مستمر اه كل يوم من اه السبت الى الاربعاء وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا