بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قالوا هذا النوع من نمط اسماء الله واسماء كتابه واسماء رسوله واسماء دينه. قال الله تعالى قل ادعوا الله وادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء وقال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه به بها وذروا الذين يلحدون في اسمائهم. وقال تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز والجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون. والله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض العزيز الحكيم. فاسماؤه كلها متفقة بالدلالة على نفسها المقدسة. ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الاخر. فالعزيز يدل على نفسه معزتي والخالق يدل على نفسه مع خلقه والرحيم يدل على نفسه مع رحمته. ونفسه تستلزم جميع صفاته. فصار كل اسم يدل على ذاته المختصة به بطريق مطابقة. وعلى احدهما بطريق التظمن وعلى الصفة الاخرى بطريق اللزوم. وهكذا اسماء كتاب القرآن والفرقان والكتاب والهدى والبيان والشفاء والنور ونحو ذلك هي في هذه المنزلة وكذلك اسماء رسوله محمد واحمد والماحي والحاشر والمقفي ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة كل يدل على صفة من صفاته الممدوحة غير الصفة الاخرى. وهكذا ما يثنى ذكره من القصص في القرآن كقصة موسى وغيرها ليس المقصود بها ان كون سمرا بل المقصود بها ان تكون عبرا كما قال تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. والذي وقع شيء فالذي وقع شيء واحد وله صفات فيعبر عن بعبارات متنوعة كل عبارة تدل على صفة من الصفات التي يعتبر بها المعتبرون وليس هذا من التكرير في شيء. وهكذا اسماء دينه الذي امر الله ورسوله يسمى ايمانا وبرا وتقوى وخيرا ودين وعملا صالحا وصراطا مستقيما ونحو ذلك. وهو في نفسه واحد لكن كل اسم يدل على صفة ليست هي الصفة التي يدل عليها الاخر وتكون تلك الصفة هي الاصل في في اللفظ والباقي كان تابعا لها لازما لها ثم صارت دالة عليه عليه بالتظمن ان الايمان اصله الايمان الذي في القلب ولا بد فيه من شيئين تصديق بالقلب واقراره ومعرفته. ويقال لهذا قوم القلب. قال الجنيد بن محمد التوحيد القلب والتوكل عمل قلب فلابد فيه من قول القلب وعمله ثم قول البدن وعمله ولابد فيه من عمل القلب مثل حب الله ورسوله وخشية الله وحب ما ما يحبه الله ورسوله وبغض ما الله ورسوله واخلاص العمل لله وحده وتوكل قلبه على الله وحده وغير ذلك من اعمال القلوب التي اوجبها الله ورسوله وجعلها من الايمان. ثم القلب هو الاصل فاذا اذا كان فيه معرفة وارادة سرى ذلك الى البدن بالظرورة. لا يمكن ان يتخلف البدن عما يريده القلب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الا وانك في اذا صلح صلح لها سائر الجسد اذا فسدت فسد لها سائر الجسد الا وهي القلب. وقال ابو هريرة القلب ملك والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك وطابت جنوده اذا خبث خبثت جنوده. وقول وقول ابي هريرة رضي الله عنه تقريب وقول النبي صلى الله عليه وسلم احسن بيانا. فان للمرء فان الملك وان كان صالحا فالجند لهم اختيار يقد يعصون به ملكهم وبالعكس. وبالعكس فيكون فيهم صلاح مع فساده او فساد مع صلاحه بخلاف القلب فان الجسد تابع له لا يخرج عن ارادته قط. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلحت صلح لها سائر الجسد. واذا فسدت فسد لها سائر الجسد. فاذا كان القلب صالحا بما فيه من الايمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالايمان المطلق. كما قال ائمة اهل الحديث قول وعمل قول باطل وظاهر وعمل باطن وظاهر والظاهر تابع للباطل لازم له متى صلح الباطن وصلح الظاهر. واذا فسد فسد. ولهذا قال من قال من الصحابة عني للمصلي العابث لو يشع قلبه هذا لخشعت جوارحه فلابد في ايمان القلب من حب الله ورسوله وان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اولادهم يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فوصف الذين امنوا بانهم اشد حبا لله من المشركين لاندادهم وفي الاية قولان. قيل يحبونهم كحب المؤمنين الله والذين امنوا اشد حبا لله منهم لاوثانهم. وقيل يحبونهم كما يحبون الله. والذين امنوا اشد حبا لله منهم وهذا هو الصواب. والاول قول تناقض وهو باطل فان المشركين لا يحبون الانداد مثل محبة المؤمنين لله والمحبة تستلزم الارادة والارادة التامة مع القدرة تستلزم الفعل فيمتنع ان يكون الانسان محبا لله ورسوله مريدا لما يحبه الله ورسوله ارادة جازمة مع مع قدرته على ذلك هو لا يفعله. فاذا لم يتكلم الانسان بالايمان مع قدرته ان دل على انه ليس في قلب الايمان الواجب الذي فرضه الله عليه. ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن يتبعه حيث ظنوا ان الايمان مجرد تصديق القلب وعلم لم يجعلوا اعمال القلب من الايمان وظنوا انه قد يكون الانسان مؤمنا كامل كامل الايمان بقلبه. وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله اولياء الله ويوالي اعداء الله ويقتل الانبياء ويهدم المساجد ويهينوا المصاحف ويكرموا الكفار غاية الكرامة ويهينوا المؤمنين غاية الاهانة. قالوا وهذا كلها معاص لا تنافي الايمان الذي في قلبها بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن. قالوا انما ثبت له في الدنيا احكام الكفار لان هذه الاقوال لان هذه الاقوال امارة على الكفر فيحكم بالظاهر عندما يحكم بالاقرار والشهود. وان كان الباطل قد يكون بخلاف ما اقر به وبخلاف ما شهد به الشهود فاذا اورد عليهم الكتاب والسنة واجماع ان الواحد من اولئك كافر في نفس الامر معذب في الاخرة قالوا هذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه. فالكفر عندهم شيء واحد هو الجهل والايمان شيء واحد وهو العلم. او تكذيب قلبي وتصديقي فانهم متنازعون هل تصديق القلب شيء غير العلم او هو هو؟ وهذا القول بانه افسد قول قيل في الايمان فقد ذهب اليه كثير من اهل كلام المرجية وقد كفر السلف كوكيع بن الجراح واحمد بن حنبل وابي عبيد وغيرهم من يقول بهذا القول؟ وقالوا ابليس كافر بنص القرآن وانما وانما كفره باستكباره وامتناعه عن السجود ادم لا لكونه كذب خبرا وكذلك فرعون وقومه قال الله تعالى فيهم وجحدوا بها واستيقنت انفسهم ظلما وعلوا. وقال موسى عليه السلام لفرعون قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. بعد قولي ولقد اتينا موسى ايات بينات فسب بني اسرائيل اذ جاءهم فقالوا فرعون اني لاظنك يا موسى مسحورا. قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. واني لاظنك يا فرعون مثبورا. وموسى الا وهو الصادق المصدوق يقول قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات ورب بصائر. فدل على ان فرعون كان عالما بان الله انزل الايات وهو من اكبر خلق الله عنادا لفساد ارادته وقصده لا لعدم علمه. قال تعالى ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم انه كان من المفسدين وقال تعالى وجحدوا بها واستيقنت انفسهم ظلما وعلوا. وكذلك اليهود الذين قال الله فيهم الذين اتيناهم من الكتاب يعرفونهم كما يعرفون ابناؤهم. وكذلك كثير من المشركين الذين قال الله فيهم فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بالتي لا يجحدون. فهؤلاء غلطوا في اصلين احدهما ظنهم ان الايمان مجرد مجرد تصديق وعلم فقط. ليس معه عمل وحال وحركة وارادة ومحبة وخشية في القلب. وهذا من اعظم غلط المرجية مطلقا. فان اعمال القلوب التي يسميها بعض الصوفية الصوفية احوالا ومقامات او ازل السائرين الى الله او مقامات العارفين او غير ذلك. كل ما فيها مما مما فرضه الله ورسوله فهو من الايمان الواجب. وفيها ما احبه الله ولم يفرقه ولم يفرضه فهو من الايمان المستحب فالاول لابد لكل مؤمن منه. ومن اختصر عليه فهو من الابرار اصحاب اليمين. ومن فعله وفعل الثاني كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب الله ورسوله بل ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما بل ان يكون الله رسوله والجهاد في سبيله احبله من اهله وماله ومثل خشية الله وحده وحده دون خشية المخلوقين ورجاء الله وحده دون رجاء المخلوقين والتوكل على الله وحده دون المخلوقين والانابة اليه مع خشية كما قال تعالى هذا ما توعدني كل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. ومثل الحب ومثل الحب في الله والبغض في الله والموالاة لله والمعاداة والمعاداة لله. والثاني ظنهم ان كل من حكم الشارع بانه كافر مخلد في النار. فان ذلك لانه لم يكن في قلبه شيء من العلم والتصديق. وهذا امر خالفوا الحس والعقل والشرب وما اجمع عليه طواف بني ادم السليمي الفطرة وجماهير النضال فان الانسان قد يعرف ان الحق مع غيره ومع هذا ومع هذا يجحد ذلك لحسده اياه او لطلب علوه عليه او لهوى النفس ويحمل ذلك الهوى على من يعتدي عليه ويرد ويرد ما يقول بكل طريق وفي قلبه يعلم ان الحق معه وعامة من كذب الرسل علموا ان الحق معهم انهم صادقون. لكن اما لحسدهم واما لارادتهم العلوة والرئاسة واما لحبهم الذي كانوا عليه وما يحصل لهم من الاغراض. كاموال ورئاسة وصداقة اقوام وغير ذلك. فيرون في اتباع الرسل ترك ترك الاهواء المحبوبة اليهم او حصول امور مكروهة اليهم فيكذبونهم ويوعدونهم فيكونون فيكونون من اكثر الناس كابليس وفرعون ومع مع علمهم بانهم على الباطل والرسل على الحق ولهذا لا لا يذكر الكفار حجة صحيحة تقدح في صدق الرسل انما يعتمدون على مخالفة اهوائهم كقول كقولهم لنوح انؤمن لك واتبعك ومعلوم ان اتباع الارذلين له لا يقدح في صدقه لكن كرهوا مشاركة اولئك كما طلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم ابعاده الضعفاء كسعد ابن ابي وقاسم وابن مسعود وخباب ارت وعمار ابن ياس وبلال ونحوهم. وكان ذلك بمكة قبل ان يكون في الصحابة اهل الصفة. فانزل الله تبارك وتعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حساب من شيء وما من حسابك عليه من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين. وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله وعليه من بيننا اليس الله بعلمه بالشاكرين؟ ومثل قول فرعون انؤمن انؤمن بشرين مثلنا وقومه ولنا عابدون؟ وقول فرعون الم لربك فينا وليدا ولبثت فينا عمرك يا سنين وفعلت فعلتك التي فعلتها وانت من الكافرين ومثل قول المشركين العرب ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا قال الله تعالى او لم نكن لهم حرما وجب اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا. ومثل قول قوم شعيب له اصلاتك تأمرك النتك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء. ومثل قول عامة المشركين انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقهدون وهذه الامور امثالها ليست حججا تقدح في صدق الرسل بل تبين انها تخالف ارادتهم واهوائهم وعاداتهم فلذلك لم يتبعوهم وهؤلاء كلهم كفار بل ابو طالب وغيره كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويحبون علو كلمته وليس عندهم حسد له وكانوا يعلمون صدقه ولكن كانوا يعلمون ان في متابعته فراق فراق دين ابائهم وذم قريش لهم فما احتملت نفوس ترك تلك العادة واحتمال هذا الذنب فلم يتركوا الايمان بعدم العلم بصدق الايمان به بل هو النفس فكيف يقال ان كل كافر انما كفر بعدم لعدم علمه بالله. ولم يكفي الجهمية ان جعلوا كل كافر بالحق حتى قالوا هو لا يعرف ان الله موجود حق والكفر عندهم ليس هو الجهل باي حق كان. بل الجهل بهذا بهذا الحق المعين. ونحن والناس كلهم يرون خلقا من الكفار يعرفون في الباطن ان دين الاسلام حق ويذكرون ما يمنعه من الايمان اما معاداة اهلهم واما ما لا يحصل لهم من جهتهم يقطعونه عنهم واما خوفهم اذا امنوا الا يكون لهم حرمة عند المسلمين حرمة في دينهم وامثال ذلك من اغراظهم التي يبينون انها المانعة لهم من الايمان. مع علمهم بان دين الاسلام حق ودينهم باطل. وهذا موجود في جميع الامور التي هي حق وجدوا من يعرف بقلبه انه حق وهو في الظاهر يجحد ذلك ويعادي اهله لظنه ان ذلك يجلب له منفعة ويدفع عنه مضرة. قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. وترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة وعسى الله ان يأتي بالفتح اوامر من عنده فيصبح على ما اسروا في انفسهم نادمين. ويقول الذين امنوا وهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم حابطت اعمالهم فاصبحوا خاسرين والمفسرون متفقون على انها نزلت بسبب قوم ممن كان يظهر الاسلام وفي قلبه موت خاف ان ان يغلب اهل الاسلام فيوالي الكفار من اليهود والنصارى غيرهم للخوف الذي في قلوبهم لا لاعتقادي بان محمد ان محمدا كاذبا. واليهود والنصارى صادقون واشهر واشهر مما نقول في ذلك ان عبادة ابن الصامت قال يا رسول الله ان لي موالي من اليهود اني ابرأ الى الله من ولاية يهود فقال عبدالله ابن ابي لكني رجل اخاف الدوائر ولا ابرى من ولايتي يهود فنزلت هذه الاية. لا للمرجئة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى وهذا النوع من نمط اسماء الله واسماء كتابه واسماء رسوله واسماء دينه قال الله تعالى قل ادعوا الله ادعوا او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى. وقال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقوله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الايات. قال فاسماؤه كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الاخر. العزيز يدل على نفسه بعزته والخالق يدل على نفسه مع خلقه والرحيم يدل على نفسه مع رحمته ونفسه. فاستزهوا جميع صفاته فصار كل اسم يدل على ذاتي والصفة المختصة وبه بطريق المطابقة وعلى احدهما بطريق التضمن وعلى الصفة الاخرى بطريق اللزوم. قال وهكذا اسماء كتابه قال والفرقان والكتاب والهدى والبيان والشفاء والنور ونحو ذلك من هي بهذه المنزلة. وكذلك اسماء رسوله محمد واحمد والماحي والحاج والمقتي والمقفي ونبي الرحم ونبي الثوب ونبي الملحمة كل اسم يدل على صبن صفاته الممدوح الممدوحة غير الصفة الاخرى وهكذا ما وهكذا ما يثنى ذكره من القصص في القرآن كقصة موسى وغيره ليس المقصود بها ان تكون ان بان تكون ثمرا بل المقصود بها ان تكون عبرا كما قال الله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. الذي وقع في شيء واحد وله صفات فيعبر بعبارات متنوعة كل عبادة تدل على صفة من الصفات التي التي يعتبر بها المعتبرون وليس هذا من التكرير في شيء. مراد في هذا الفصل مراده رحمه الله تعالى ان الايمان يدل على عدة معاني يدل على ما في القلب ويدل على باب اللسان ويدل ايضا على ما تعمله الجوارح وذكر ان هذا من نمط اسماء الله واسماء كتابه واسماء رسوله كمثلا ذكر من الامثلة ان من اسماء الله عز وجل العزيز فهو يدل على الذات والصفة مطابقة ويدل على غيره من الصفات من باب اللزوم. ثم قال وان شئت قلت يدل على الذات العزيز يدل على الذات مطابقة وعلى الصفة تظمنا وعلى الحياة والعلم وغير الصفات لزوبا لان الداتا دلالات تلات مطابقة ودلالة تضمن ودلالة لجوء فان شئت جعلت دلالة المطابقة على الصفة بعينها وجاء التضمن على الذات ودلالة غيره من الصفات على اللزوم وان شئت قلت هي تدل على الذات مطابقة لان العزيز هو الله وتدل على الصفة تضمنا لان الله يتضمن لان من صفات الله ان يتضمن سورة العزة وقد دلت عليها هذه اللفظة وغيره من الاسماء التي ذكرها هنا كذلك اسماء الكتاب مثلا من اسماء الكتاب الفرقان هو يدل على الكتاب مطابقة فيدل على انه فارقا بين الحق والباطل تضمنا ويدل على غيرها من الصفات بالكتاب كانه تبيان وهدى لزوما كذلك لاسماء محمد صلى الله عليه وسلم كمحمد يدل على ذاته مطابقة ويدل على معنى الصفة وهي كونه احمد الناس لله عز او انه اكثر الناس محمودا بصفات حمده وعلى غيرها من الاسماء لزوما. فهو يريد بهذا المعنى ان ان ان اسماء الدين كذلك قال وهكذا اسماء دينه الذي امر الله به رسوله والذي امر الله به ورسوله يسمى ايمانا وبرا وتقوى وخيرا ودينا وعملا صالحا فكلمة الدين تصدق على الايمان وتصدق على التقوى يصدق عليها البر ويصدق عليها الدين. فاذا قلت الايمان دل على الدين مطابقة ودل على صفة الايمان تظمنا ودل على غيره من المعاني والصفات الاخرى لزوما فكل مؤمن بر وكل مؤمن تقي وكل مؤمن صالح هذا معنى انه يدل على غيره من الصفات لزوما فالايمان مسمى الايمان يدل على مسميات كثيرة يدل على نفسه مطابقة يدل على صفاته تضمنا ويدل على غيره من الصفات التي تستلزم الايمان لزوما الى ان قال وهكذا اسماء دين الذي امر الله به ورسوله يسمى ايمانا وبرا وتقوا وخيرا ودينا وعملا صالحا وصراطا مستقيما ونحو ذلك وهو في نفسه واحد لا يقال بالتعدد لا يقال ان البر مخالف للايمان ولا يقال ان ان الصلاح مخالف للبر ولا يقال ان التقوى مخالفة للصلاح وما شابه ذلك بل ان افترقت في في الفاظها واختلفت في شيء من معاني صفاتها الا انها كلها تدل على ذات واحدة وتتضمن كل واحد منها صفة خاصة بها وتستلزم بقية الصفات الدالة عليها فيقول ونحوه في نفسي واحد لكن كل اسم يدل على صفة ليس هي الصفة التي يدل عليها الاخر وتكون تلك الصفة هي الاصل في اللفظ والباقي كان تابعا لها لازما لها. ثم صارت دالة عليه بالتظمن فان الايمان اصله الايمان الذي في القلب ولابد فيه من من شيئين. تصديق القلب واقراره ومعرفته. ويقال هذا قول القلب. اذا شيخ سيفسر قول القلب انه تصديقه واقراره ومعرفته هذا هو معنى قول القلب قال الجنيد محمد رحمه تعالى التوحيد قول القلب والتوكل عمل القلب فلا بد في من قول القلب وعمله قال اصل لما الذي في القلب يتضمن شيئين. تصديق القلب وقول القلب تصديق القلب آآ تصديق قول القلب وعمل القلب. فتصديق القلب واقرار معرفته هو القول وتحرك القلب بالاعمال الصالحة كالتوكل والخشي والرغبة والرهبة هذا هو عمله فلا بد فيه من قول القلب وعمله ثم قول البدن وعمله ولابد فيه من عمل القلب مثل حب الله ورسوله وخشية الله وحب ما يحبه الله ورسوله عندما اذا معنى الايمان الايمان يطبق القاعدة كما شيخ الاسلام فان الايمان اصله من بجهة الدلالة يتعلق باي شيء بالقلب الذي هو تصديق القلب واقراره ومعرفته ويتضمن يتضمن هذا القول قول اللسان وعمل الجوارح ويستلزم بقية الصفات المتعلقة بمسمى الايمان فلا بد فيه من قول القلب وعمله ثم قول البدن وعمله ولابد فيه ايضا من عمل القلب مثل حب الله ورسوله وخشية الله وحب ما يحبه الله وحب ما يحبه الله ورسوله ببغض ما يبغضه الله ورسوله واخلاص العمل لله وحده وتوكل على الله وحده وغير ذلك من اعمال القلوب التي اوجبها الله ورسوله وجعلها من الايمان ثم القلب والاصل فاذا كان في معرفة وارادة سوى فاذا كان في معرفة وارادة سرى ذلك الى البدن بمعنى التلازم بين الباطن والظاهر فاذا كان فيه معرفة وارادة وتصديق واقرار وانقياد سرى ذلك اليه شيء الى البدن بالضرورة. ولا يمكن ولا يتصور ان يوجد هذا الايمان في القلب ثم لا يسري على على البدن بالعمل الصالح. لا يتصور هذا ابدا بل ظرورة لا بد يكون البدن مستجيبا لا يمكن ان يتخلف البدن عما يريده القلب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد واذا فسدت فسد سائر الجسد الا وهي القلب. ويسمى التلازم بين الظاهر والباطل فصلاح القلوب هو صلاح الجوارح والابدان وفساد القلوب هو فساد الجوارح والابدان. هذا لزاما وايضا ما قال ابو هريرة كما روى عبد الرزاق وغيره باسناد لا بأس به قال ما من يوم الا الا وتكفر الجوارح القلب يقول انما نحن بك فان استقمت استقمنا وان ضللنا ظللنا وان ضللت ظللنا وجاء ايضا عنه انه قال القلب ملك والاعضاء جنود. القلب ملك والاعضاء جنود فان طاب الملك طابت جنوده. وان خبث الملك خبثت جلوده يقول ابو هريرة القلب ملك والاعضاء جنوده. الاعضاء هي اللسان والجوارح كلها هي جلود هذا القلب فاذا صلح القلب صلحت الجوارح واذا فسد القلب فسدت الجوارح. واذا خبث الملك خبلت جلوده وفي رواية اخرى انه قال ان ما من يوم الله وتكفر الاعضاء اللسان تقول انما نحن بك ان استقمت استقمنا وان اعوججت ان اعوجنا او كما قال قوله هنا قال وقول ابي هريرة تقريب فانه قرب وتشبيه الملك وهو القلب تشبيه القلب الملك وتشبيه الاعضاء بالجنود هو تقريبي بانه قد يكون القلب الملك فاسد والجنود فيهم شيء من الصلاح. وقد يكون الملك صالحا وفي الجنب شيء من الفساد لكن قول النبي صلى الله عليه وسلم ادق واحسن بيانا لانه قال فان صلح القلب صلحت الجوارح الا وان بالجسد مضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد واذا فسدت فسد لها سائر الجثة وهي تشبيه الاقرب بل تشبيه القلب بالملك والاعظاء بالجنود قال فان الملك وان كان صالحا فالجند له اختيار قد يعصون به ملكهم وبالعكس فيكون فيهم صلاح مع فساده الى ان قال فاذا كان القلب صالحا بما فيه من الايمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالايمان المطلق. كما قال ائمة الحديث قول وعمل قول باطن وظاهر وعمل باطن وظاهر ما هو المراد بالقول الباطن والظاهر؟ القول الباطن هو قول القلب وقول الله وقول اللسان والعمل الباطل مراده عمل القلوب والعمل الظاهر هو عمل الجوارح وهذا وهذا العبارة هي كما قال ائمة اهل الحديث قول وعمل قول باطل وظاهر وعمل باطن وظاهر والظاهر تابع للباطن لازم له متى صلح الباطن؟ صلح الظاهر واذا فسد فسد ولهذا قال من قال من الصحابة على المصلي العابث لو خشع قلب هذا قاله الدرداء رضي الله تعالى عنه وروي رحمه الله تعالى انه رأى رجل يعبث بلحيته فقال لو خشع قلبها لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه القلب اذا كان خاشعا مخبتا خشعت الجوارح تبعا له ثم قال ايضا فلا بد في ايمان القلب من حب الله ورسوله وان يكون الله ورسوله احب اليه احب اليه مما سواهما كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله قال وفي الاية قولان والقول الاول انهم يحبونهم كحب المؤمن له اي ومن الناس من يهتمون اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله فليس في اثبات ان الكفار يحبون الله على القول الاول. القول الاول فقط فيه اثبات ان الكفار يحبون الهتهم وان اهل الايمان يحبون الله اشد من حب الكفار لالهتهم واوثانهم. القول الثاني اثبات محبة الكفار لله عز وجل. الا ان محبتهم ناقصة من جهة التشريك فهم يحبون الله ويحبون اوثالهم. واما اهل الايمان فمحبتهم كاملة من جهة اي شيء من جهة الكم من جهة الكيف من جهة الكم هم اكثر واشد حبا لله ومن جهة الكيف من جهة الكيف ان حبهم خالص ليس فيه شريك ولا مشارك في ذلك الحب وقيل يحبونك حب كما يحبون الله والذين اشد حبا لله منه هذا هو الصواب. والاول قول متناقض. يقول هنا قولان قول يحبونك حب المؤمنين الله والذين يشدوا حبا لله وقيل يحبونهم كما يحبون الله والذين هم اشد حبا لله منهم وهذا هو الصواب فالاول قول متناقض وهو باطل فان المشركين لا يحبوا الانداد مثل محبة المؤمن لله. والمحبة تستلزم الارادة والارادة تامة مع القدرة تستلزم الفعل. فيرتنع يكون انسان محبا لله ورسوله مريدا لما يحبه الله ورسوله وارادة جازمة مع قدرته على ذلك وهو لا يفعله فاذا لم فاذا لم يتكلم الانسان بالايمان مع قدرته دل على انه ليس في قلبه الايمان الواجب الذي فرضه الله اذا شيخ الاسلام يبطل القول الاول وهو قول من يقول ان المشركين ان ان الاية معناها يحبونهم كحب المؤمنين لله يقول هذا باطل لان لان المحبة تستزني شيء تستلزم العمل تستلزم العمل التام ولا يتصور ان يحب احدا ان يحب المسلم ربه ويحب الله ورسوله ثم لا ينطق بلسانه بالشهادتين او ينطق او ينطق لسانه بقول احب الله ورسوله ولا ولا ويستبعد ايضا ان يقول احب الله ورسوله محبة كن صادقا ثم لا يعمل بما يرضيهما ويسعى في ارظائهما. قالوا من هنا يظهر خطأ قول جهم صفوان ومن اتبعه طوالوا ماذا قال الجهم؟ ان الايمان مجرد تصديق القلب وعلمه لم يجعلوا اعمال القلوب من الايمان وظنوا ان الايمان فقط واي شيء هو معرفة القلب وعلمه. معرفة القلب وعلمه وظنوا انه قد يكون الانسان مؤمنا كامل الايمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله. قل يتصور هؤلاء الكفرة انه انه قد يكون متصف بالايمان الكامل متصف بالايمان الكامل جهة المعرفة ومن جهة العلم بالله عز وجل وهو مع هذا الايمان الكامل يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي اولياء الله ويوالي اعداء الله ويقتل الانبياء ويهدم المساجد ويهيل المصاحف ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الاهانة قالوا وهذا وهذه كلها معاصي لا تنافي الايمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهو الباطن عند الله مؤمن. اعوذ بالله يعني تصور يقتل الانبياء ويحارب الله ورسوله وهم يرونه بهذا مؤمن وانه هذه المعاصي لكن ايمانه كامل قالوا وانما ثبت في قد نحكم على هؤلاء ان الكفار في الدنيا لكن في الاخرة ليسوا بكفار لماذا؟ لان معه الامام الذي هو العلم والمعرفة فقد يحكم على هؤلاء الذين قاتلوا الانبياء وسبوا الله ورسوله انهم كفار لكنه في الاخرة هم من اهل الجنة مؤمنون لان العبرة بالايمان الباطل لا بالايمان لا بالقول والاعمال الظاهرة قال ان هذه الاقوال امارت على الكفر في حكم بالظهر كما يحكم بالاقرار والشهود. انزلوا مسألة مسألة العبد الذي يرتكب الكفر في الدنيا وهو يعرف الله ويعلم الله عز وجل انه كحال كحال القاضي مع كحال القاضي بع السارق ومع المجرم انه يحكم عليه باي شيء بالظاهر الذي هي البينات والشهود. وقد يكون المحكوم عليه ليس كذلك فكذلك نحكم على هذا بانه كان في الدنيا وفي الاخرة كامل الايمان لماذا؟ لان معه اصل من الذي عنده اي شيء انه العلم والمع وهذا من ابطل الباطل وقد اجمع اهل العلم على كفر من قال بهذا القول الذي قصر الايمان على العلم والمعرفة فقط. يقول الشيخ قال فاذا اورد علي من الكتاب والسنة والاجماع على ان الوحي هؤلاء كافر اذا قيل ان هذا كافر بالاجماع وانها وذكرت الادلة بالكتاب والسنة ماذا يقولون قالوا قالوا ما يقول على ان الواحد منكم قالوا فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه اذا قلنا ان هذا الفاعل كفر بالكتاب والسنة والاجماع ودل الدليل على ذلك. يقول اذا كان كذلك دل هذا عليه شيء على انتفاء معرفة القلب وعلمه من القلب على انتفاء معرفة القلب فاذا عندهم ان من كان في قلبه العلم والمعرفة فانه كامل الايمان وان هذه الذنوب والمعاصي لا تضره لا تضره يوم القيامة بل يحكم عليه في الاخرة بانه مؤمن قد يكفر بالدنيا قد يقتل قد لكنه في الاخرة يكون مؤمنا كامل ايمان قال رحمه الله فالكفر عندهم اذا شيء واحد وهو اي شيء الجهل وعدم العلم والمعرفة. والايمان عندهم شيء واحد وهو العلم والمعرفة فاصبح الايمان عند بغلات الجهمية هو العلم والمعرفة والكفر عنده هو الجهل وتكذيب او تكذيب القلب وتصديقه فانه متنازعون هل تصديق القلب شيء غير العلم او هو هو؟ بمعنى منهم من يقول ان معرفة القلب والتصديق وان الكفر هو يكون بالتكذيب وبينما يقول ان العلم ان الايمان هو العلم وظده الجهل. ثم قال شيخ الاسلام هذا القول بانه افسدوا قول قيل في الايمان فقد ذهب اليه كثير من اهل الكلام المرجئة. وقد كفر السلف كواكيع بن الجراح واحمد بن حنبل وابي عبيد ايضا الاوزاعي والشافعي وابو ثور والحبيدي ونقل الاجماع على ذلك من يقول بهذا القول من يقول الايمان والعلم والمعرفة والتصديق فقط هذا كاف بالاجماع ويلزم بهذا ماذا يلزم بهذا القول؟ وقالوا ابليس كاف بنص القرآن وانما كفره باي شيء باستكباره وامتناعه. هل ابليس كان جاهل بالله عز وجل هل ابليس كان لا يعلم ان الله خالقه ورازقه وان الله هو الذي امره بالسجود يعلم ذلك ويعرف الله لكنه لم يكن من جهة الجهل وانما كان من جهة الاستكوال كما قال تعالى ابى واستكبر ابى واستكبر فافاد ان كفر ابليس لم يكن من جهة الجهل ولا من جهة عدم العلم ولا من جهة التكذيب وانما كفر لعنه الله من جهة ابائه واستكباره والا كان يعلم ان الله خالقه وان الله ربه وان الله الهه وان ويصدق ذلك كله بل يعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوث من عند الله عز وجل ولم يكن ذلك من جهة التكذيب وانما من جهة العناد والاستكبار لعنه الله فرعون لعنه الله ايضا كما قال الله عنه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فهو لم لم يكن كفره جهلا ولم يكن كفره عدم معرفة بالحق وانما كان كفر من جهة الجحود الجحود عنادا ايضا كما قال فرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض. قال موسى لقد علمت اذا فرعون كان يعلم ان الذي انزل هذه الاية ومن رب السماوات والارض وقال ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات فاسأل اسرائيل اذ جاء فقال فرعون اني لاظنك يا موسى مسحورا قال لقد علمت ما انزل هؤلاء لربوا السماوات والارض بصائرا واني لاظنك يا فرعون مثبورا. ثم قال لقد فموسى وهو الصادق بيقول لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماء والارض. اذا كان فرعون يعلم ذلك وهو كان بالاجماع. ايضا مثل قوله ان فرعون في الارض وجعلها منهم يذبح ابناءه ويستحي انه كان المفسدين. قال الى ان قال جحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وكما قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم. اذا كفر اليهود لم يكن من جهة الجهل ولا من جهة عدم المعرفة وانما كان كفر من جهة الحسد كفر اليهود من جهة الحسد. حسدا لامة العرب ان يخرج فيهم نبي كانوا هم ينتظرونه واذا قاطع الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه اي يعرفون محمد صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم. وكما قال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. ثم قال فهؤلاء اي الجاهلية غلطوا في اصلين الاصل الاول ظنوا ان الايمان مجرد تصديقي تصديق وعلم فقط. ان مجرد ان الايمان ان الايمان المطلق والتصديق والعلم ليس معه عمل وحاء وليس معه عمل وحال هو حركة وارادة ومحبة وخشية في القلب. وهذا من اعظم غلط المرجئة فان اعمال القوة يسميها بعض الصوفية احوالا ومقامات ومنازل او مقامات العارفين كل ما في كل ما فيها مما فرضه الله ورسوله فهو من الايمان الواجب وفيها ما احبه وفيها ما احب ولم يفرظه فهو من الايمان المستحب. يقول هذه القلوب منها ما هو فرضه الله فهو واجب ومنها ما احبه الله ولم يفرط فهو مستحب اذا ما كان واجبا من كمال الايمان الواجب وما كان مستحبا فهو من كمال الايمان. فالاول لابد لكل مؤمن ويقتصر عليه فهو الاب فهو بالابرار فهو من الابرار اصحاب اليمين ومن فعله وفعل الامور الاخرى المستحبة مما هي محبة من الله وليست واجبة كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب مثل حب الله ورسوله بل ان يكون الله ورسوله احب الى مما سواهما بل ان يكون الله ورسوله والجهاد سبيلا احب الي من اهلي ومالي ومثلي مثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين. ورجاء الله وحده دون رجاء. هذي كلها مثل اي شيء. اعمال القلوب. وهذي من الامور التي يجب على المسلم ان يكون محققا لها لابد ان يكون محققا لمحبة الله ورسوله لابد ان يكون محققا لمحبة لخشية الله وحده لابد ان يكون محققا لرجاء الله وحده لابد ان يكون منيبا الى الى الله عز وجل كما قال تعالى هذا ما توعدون لكل ابواب الحفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب مثل الحب في الله والبغض في الله والموالاة لله والمعاداة. فالاصل الثاني ظنهم ان كل من حكم الشارع بانه كافر مخلد بالنار فانما ذاك لما لم يكن في قلبه شبل العلم والتصديق اذا الاصل ولي شيء تعريف الايمان بانه بانه العلم والتصديق العلم والتصديق. واخرجوا اعمال القلوب واخرجوا اعمال الجوارح. وهؤلاء كفرة بالاجماع. الاصل الثاني الذي غلطوا فيه ظنوا بان كل من حكم الشأن عليه بالكفر انه انما كفر باي شيء لانه التفى من قلبه التصديق والعلم. اذا قصروا الكفر بالتصديق بانتفاء التصديق والعلم وفسروا الايمان بانه التصديق والعلم. وهذه قاعدة من ادخل الناس من عرف الايمان بانه التصديق والعلم كان الكفر عنده من جهة الجهل وعدم المعرفة من قال لمن هو التصديق فقط جعل الكفر من جهة التكذيب من جهة التكذيب لقلبه التصديق قال الكفر والتكذيب فلا يكفر الا بما يدل على التكذيب يقول هنا ظنوا ان كل من حكم الشاب انه كافر مخلد فانما ذاكر لم يكن في قلبه شبل العلم والتصديق. وهذا امر خالف به الحس والعقل والشرع وما اجمع عليه طواف بني ادم السليم للفطرة وجماهير النظار فان الانسان يعني من جهة الحس ومن جهة العقل ومن جهة الشرع. من جهة الشرع انك تعرف شخص يعرف ان هذا على حق ولكن يعانده. يحصل ولا ما يحصل؟ قد قد تخاصم شخص وتدلي عليه بالحجج وتعلم انه يعلم ان هذا الحق لكنه يعاند لاي شيء اما حسدا واما كبرا واما اه اتباع هوى واما خشية فوات حظه من حظوظ الدنيا. مثلا ابو طالب الم يكن يعلم ان محمد على الحق وان دينه خير دين خير ديان البلية دين كان يعلم ذلك لكن هل منعه الجهل هل منعه التكذيب؟ لا منعه اي شيء ان يعاب خشية ان يعيبه قومه انه اتبع دينا غير دين ابائه فهذا حاصل. ابو جهل كان يعلم محمد صلى الله عليه وسلم يظن نبي لكن ما الذي منعه قال حتى اذا كنا نحن بنو هاشم نحن كترسي رهان خرج النبي لن نأتي بنبي. ابليس لعنه الله كان يعلم ان الله هو هو هو الخالق الرازق وهو اله ربه وانما كظم الجهاد في الجهة الحسد هذا خير منه خلقت من نار وخلقته من طين فيقول هنا رحمه الله فان الانسان قد يعرف ان الحق مع غيره ومع هذا يجحد ذلك لحسده اياه. حسدية كما فعل ابليس مع ادم او لطلب علو عليه او لهوى النفس ويحمل لك نوعا ان يعتدي عليه ويرد ما يقول بكل طريق وهو في قلبه يعلم ان الحق معه وعامة من كذب الرسل علموا ان الحق معه وان وانهم صادقون لكن اما لحسدهم واما لارادتهم العلو والرئاسة واما بهم لدينهم الذي كانوا عليه وما يحصل لهم به من الاغراض كاموال ورئاسة وصداقة وصداقة اقوام ولذلك فيرون في اتباع الرسل ترك الاهواء المحبوبة اليهم او حصولهم مكروهة اليهم فيكذبون ويعودون اذا اذا قلنا هذا في اصل الاسلام والايمان ايضا يشبه ايضا في كثير من الناس الذي يترك الطاعة ليس جهلا بها. بل يترك الواجبات ويفعل المحرمات ليست جهلا بان هذا محرم وان هذا واجب ما الذي يحمله على ترك الطاعة وفعل المحرم؟ نفس الذي يحمل هذا على ترك الايمان والوقوع في الكفر. فالذي يشرب الخمر ليس يرى ان الخمر حلال يراها حرام لكن يشرب لي اي شيء لغلبة الهوى وقد يترك الحق اتباعا لشخص يحبه او لعظيم يعظمه او رئاسة يرجو نيلها فتجد اما انه يخشى فوات او حصول او الحصول شيء يكرهه ولا يرغبه فيعظى الحق ويتركه لاجل ذلك قال فيرون باتباع الرسل ترك الاهواء المحبوبة او حصول امور مكروهة اليه فيكذبونه ويعادونه فيكون من اكثر الناس كابليس ابليس كفر بعلمه وفرعون كفر بعلمه بيأدب على الباطل والرسول على الحق ولهذا لا لا يدخل الكفار حجة صحيحة تقدح في صدق الرسل عندما تأمل شيخ الاسلام الان هنا ما هي حجج الكفار مع رسلهم لم يعني لا تجد ان احدا منهم رد رسالة الرسول بحجة واضحة بينة تبطل دعوى الرسول انما قالوا اول حجة مثلا كقوم قوم كقوم نوح ماذا قالوا انؤمن لك واتبعك الارذلوت هل هذه حجة ترد بها سواء اتبعك الارذلون او اتبعك الاشراف ليست هذه بحجة يبطل بها الحق. فحجتهم اذا لماذا لا نتبعك يا نوح؟ لماذا؟ لان هم الارذلون الضعفاء ولو اتبعك الاشراف والكبراء لكنا متبعون لك ما الذي منعه من الاتباع هنا؟ الانفة والكبر ان يكون في طبقة واحدة مع مع الاراذل ومعلوم ان ان اتباع الارذلين لا ومعلوم ان اتباع ان اتباع الارذل له لا يقدح في صدقه لكن كرهوا مشاركة فاولئك كما طلب المشركون النبي صلى الله عليه وسلم ابعاد الضعفاء كسعد وابن مسعود وخباب الارت وعمار نياس وبلال ونحوهم وكان هناك مكة يجعل لنا مجلسا نجس وليس معنا هؤلاء الضعفاء والفقراء كهبلال وخباب وهؤلاء الفقراء والعبيد ان لا تجعلنا مع العبيد وفي منزلة واحدة فانزل الله قوله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حساب شيء وما من حسابك عليه من شيء تطرده فتكون من الظالمين ومثل قول فرعون انؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون. اذا امتنعتم لماذا ان هؤلاء بشر وهل هذا الابتلاء حجة وهل هذا العيب حجة انهم كونهم بشر؟ ليس هذا بحجة يصار اليها في رد الحق. ومثل ايضا قول فرعون عندما قال الم لربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكافرين؟ هل هذه حجة ايضا في رد الحق؟ يعني تربيت لكم عشت معكم ليس ذلك بمانع ان اكون على الحق وانتم على الباطل. فمثل قول مشرك العرب ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا. اذا ما الذي منع من قبول الحق؟ هو الخوف من فوات الرئاسة وفوات المال وايضا ان يعني يتتابع يعني يتخطفون ويرظموا هذا كذب لا يتخطفون لكن الذي خافوه وذهاب حظه من الرئاسة والمال الذي كانوا عليه او مثل قوله تعالى او لم نمكن لهم حرما امنا؟ يجبى اليه تبرات كل شيء رزقا من لدنا. ومثل قول شعيب عندما قالوا له قاله قومه اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموال ما نشاء اذا هذه حجة لهذه وان نترك ما او ان نفعل في ابواب من نشاء فالذي منعه من الاستجابة اي شيء ترك ما كان عليه الاباء والامر الثاني عدم التصرف الكامل في اموالهم عدم التصرف في الاموال وجلبها والتصرف فيها على ما يريدون ويشترون فكان المالح هو الهواء قال وهكذا وهذه الامور وامثال ليست حججا تقدح في صدق الرسل بل تبين بل تبين انها تخالف ارادتهم واهوائهم وعادات فلذلك لم يتبعوهم وهؤلاء كلهم كفار بل ابو طالب وغير كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويحبون علو كلمته وليس عندهم حسد وكانوا يعلمون صدقه ولكن الذي منعه اي شيء منعه ان لا باتباع دين غير دين ابائهم. قال ولم يكفي الجهميا جعلوا كل كافر ان جعلوا كل كافر جاهلا بالحق حتى قالوا هو لا يعرف ولا يعرف ان الله موجود حق والكفر عندهم ليس هو الجهل باي حق كان والكفر عنده ليس هو الجهل باي حق كان بل الجهل بهذا الحق المعين. اذا ليس الكفر والجهل باي حق وانما الكفر عندهم فقط مخصوص لاي شيء الجهل بالله قال ان جعلوا كل كافر ولم يكن شيئا جعلوا كل كما جاء بالحق حتى قالوا هو لا يعرف ان الله موجود بحق الى الجهمي يرون ان الايمان معرفة الله موجودا حقا والعلم بالله عز وجل موجود حقا والكفر ضده وهو ان يكون جاهلا باي حق بحق بوجود الله حقا قال ونحن والناس كلهم يرون خلق من الكفار يعرفون في الباطن ان دين الاسلام حق ويذكر الامام ابن نعم الايمان اما معاداة اهلهم واما ما ليحصل لهم من من جهتهم يقطعون يقطعون عنهم واما خوف اذا امنوا الا يكون لهم حرمة عند المسلمين كحرمتهم في دينهم وامثال ذلك. اذا قصرهم الكفر على اه من جهل الحق ولم يعرف الله موجودا فهذا يظل نعرف ان ان من اليهود من النصارى من المشركين من يعرف ان الاسلام دين الحق ولكن يمنعه من اتباعه والاخذ به شيء انه يخشى ان يفوته مال او رئاسة او منصب او عداوة او ان يقتل او ان يصاب باذى فيمتنع بالاستجابة للحق. الى ان قال وبهذا موجود في جميع الامور التي هي حق يوجد من يعرف بقلبه انها حقه في الظاهر. يجحد ذلك ويعادي اهله لظنه ان ذاك يجلب له منفعة كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض والقوم يتولوا منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فهؤلاء الذين اتخذوا اليهود والنصارى اولياء يعلمون انهم اعداء ويعلمون ايضا ان معاداة المؤمنين كفر لكن ما الذي حمله على مغالاة الاولياء اعداء الله ومعاداة اولياء الله هو كما قال تعالى فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيما يقول نخشى ان تصيبنا دائرة اذا كفرهم ليس تكذيبا بالرسول وليس جهلا بالله ومعرفة الحق وانما كفر فقط انهم خافوا ان تصيبهم دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح وابن العدة. قال والمفسر متفقون على انها نزلت بسبب قوم ممن كان يظهر الاسلام وفي قلبه مرض خاف ان يغلب اهل ان يغلب اهل الاسلام فيوالي الكفار لليهود والنصارى وغيرهم وغيرهم للخوف الذي في قلوبهم لا لاعتقادهم ان محمد صلى الله عليه وسلم كاذب واليهود والنصارى صادقون واشهر النقود ذاك ان عبادة الصامت رضي الله تعالى قال يا رسول الله ان لي موالي من اليهود واني ابرأ الى الله من ولاية يهود. فقال عبدالله بن ابي لكني رجل اخاف الدوائر ولا ابرأ من ولاية يهود فنزلت هذه الاية خلاصة هذا القول ان الجهمية غلط من جهتين من جهة انهم جعلوا الايمان هو المعرف والعلم وجعلوا كل كفر كفر به من كفره الله ورسوله الا من جهة من جهة عدم معرفته عدم معرفته وعلمه وهذا هو سبب كفره فمن كفره الله او كفره الرسول انما كفر لو لم يكن في قلبه شيء من المعرفة والعلم وهذا لا شك انه مكابرة للحس والعقل والشرف. الله كفر ابليس مع انه لم يكن من جهة الجهل وعدم المعرفة. وكفر فرعون ايضا وكفر خلق كثير من كفار قريش ومشركي العرب حتى عم النبي صلى الله عليه وسلم كفر ولم يكن جاهلا بالحق ولم يكن عدم ولم يكن على على عدم علم بالحق وانما كفر هؤلاء من جهة حسد وانه من جهة كبر واما من جهة عناد واما من جهة هوى واما من جهة مطمع من مطامع الدنيا فافاد هذا كله ان الايمان ليس محصورا في العلم والمعرفة وان الكفر ليس محصورا في الجهل وعدم التصديق والله اعلم