بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل الوجه الثاني من غلط المرجية ظنوا ان ما في القلب من الايمان ليس الا التصديق فقط دون اعمال القلوب كما تقدم عن عن المرجية الثالث ظن ان الايمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الاعمال. ولهذا يجعلون الاعمال ثمرة الايمان ومقتضاه. بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له تحقيق ان ايمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة. ويمتنع ان يقوم بالقلب ايمان تام بدون عمل ظاهر. ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنعن وقوعها لعدم تحقق الارتباط الذي بين البدن والقلب مثل ان يقولوا رجل في قلبه من الايمان مثل ما في قلب ابي بكر وعمر وهو لا يسجد لله سجدة ولا يصوم طبعا ويزني بامه واخته ويشرب الخمر نهار رمضان يقولون هذا مؤمن تام الايمان. فيبقى سائر المؤمنين ينكرون ذلك غاية الانكار. قال احمد بن حنبل حدثنا خالد بن حيان حدثنا مع كيلو ابن عبيدالله العبسي قال قدم علينا سالم من الافطس بالارجاع فنفر منه اصحابنا نفورا شديدا. منهم ميمون ابن مهران عبد الكريم ابن مالك فانه عاهد الله الا يؤويه واياه سقف سقف بيت الا المسجد. قال معقل فحججت فدخلت على عطاء بن ابي رباح في نفر من اصحابه وهو يقرأ حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد قد كذبوا قلت ان لنا حاجة فاخلنا ففعل فاخبرت ان قوما قبلنا قد احدثوا وتكلموا وقالوا ان الصلاة والزكاة ليست من الدين فقال اوليس الله تعالى يقول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة فالصلاة والزكاة من الدين. قال فقلت انهم يقولون ليس في الايمان زيادة. فقال اوليس قد قال الله فيما انزل يزداد ايمانا مع ايمانهم. فما هذا الايمان؟ فقلت انهم انتحلوك. وبلغني ان ابن ذر دخل عليك في اصحاب الله فعرضوا عليك قولهم فقبلته فقلت لا فقلت هذا الامر فقال لا والله الذي لا اله الا هو مرتين او ثلاثة ثم قال قدمت المدينة فجلست الى نافع فقلت يا ابا عبدالله ان لي اليك حاجة. فقال سر ام علانية؟ فقلت لا بل سر. قال رب سر لا خير في فقلت ليس من ذلك فلما صلينا العصر قام واخذ بثوبه ثم خرج من الخوخة ولم ينتظر القاصر. فقال حاجتك؟ قال فقلت اخلني هذا فقال اتنح قال فذكرت له قوله فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اضربهم بالسيف حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا لا اله الا الله عصموا مني دماءهم اموالهم الا بحقها وحسابهم على الله. قال قلت انهم يقولون نحن نقر بان الصلاة فرض ولا نصلي. وبان الخمر حرام ونشربها وان نكاح الامهات حرام ونحن ننكح نثر يده من يدي وقال من فعل هذا فهو كافر. قال معقلون فقل فلقيت الزهري فاخبرته بقولهم. فقال سبحان الله وقد اخذ الناس في هذه الخصومات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن قال ما اعقل فلقيت الحكم ابن عتيبة فقلت له ان عبد الكريم وميمونا بلغهما انه دخل ناس من المرجية فعرضوا بقولهم عليك فقبلت قولهم فثقل ذلك علي ميمون وعبد الكريم قال لقد دخل علي اثنا عشر رجلا وانا مريض فقالوا يا ابا محمد بلغك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاه رجل بامة سوداء او حبشية فقال يا رسول الله علي رقبة مؤمنات. افترى هذه مؤمنة؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اتشهدين ان لا اله الا الله؟ فقالت نعم. قال وتشهدين ان محمدا رسول الله؟ قالت نعم. قال وتشهدين ان الجنة حق النار حق؟ قالت نعم. قال وتشهدين ان الله يبعثك من بعد الموت؟ قالت نعم. قال فاعتقها فانها مؤمنات. فخرجوا هم ينتحلون ذلك. قال مع قيل ثم جلست الى ميمون ابن مهران فقلت يا ابا ايوب لو قرأت لنا سورة ففسرتها قال فقرأ اذا الشمس كوبرت حتى اذا بلغ مطاع ثم امين قال ذاكم ذاكم والخيبة لمن يقول ان ايمانه كايمان جبريل ورواه حنبل عن احمد. وروى ايضا عن ابن ابي مريكة قال لقد اتى علي برهة من الدهر وما اراني ادرك قوما ان يقول احدهم اني مؤمن ومستكمل الايمان ثم ما رضي حتى قال ايماني على ايمان جبريل وميكال وما زال بهم الشيطان حتى قال احدهم اني مؤمن وان نكح اخته وامه وبنته. والله لقد ادركته كذا وكذا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما مات احد منهم الا وهو يخشى النفاق على وقد ذكر هذا المعنى عنه البخاري في صحيحه قال ادركت ثلاثين من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم احد يقول ايمانه كايمان جبريل وروى عن عبد الله ابن محمد عن ابنه مجاهد قال كنت عند عطاء ابن ابي رباح فجاء ابنه يعقوب فقال يا ابتاه ان اصحابا لي يزعمون ان ايمانهم كايمان جبريل. فقال يا بني ليس ايمان من مع الله كايمان من عصى الله. قلت قوله عن المرجية انهم يقولون ان الصلاة والزكاة ليست من الدين قد يكون قول بعضهم. فانهم كلهم يقولون ليستا من الايمان. واما من كيف قد حكي عن بعضهم انه يقول ليستا من الدين ولا نفرق بين الايمان والدين ومنهم من يقول بل هما من الدين ويفرق بين اسم الايمان واسم الدين. وهذا هو المعروف من اقوالهم التي يقولونها انفسهم ولم ارى انا في كتاب احد منهم انهم قال الاعمال ليست من الدين بل يقولون ليست من الايمان. وكذلك حكى ابو عبيد عمن ناظره منهم فان ابا عبيد وغيره يحتجون بان الاعمال من الدين فذكر قوله اليوم اكملت لكم دينكم انها نزلت في حجة الوداع. قال ابو عبيد فاخبر انه انما كمل الدين الان في اخر الاسلام في النبي صلى الله عليه وسلم وزعم هؤلاء انه كان كاملا قبل ذلك بعشرين سنة من اول ما نزل عليه الوحي بمكة حين دعا الناس الى الاكرام حتى قال لقد اضطر بعضهم حين ادخلت عليه هذه الحجة الى ان قال ان الايمان ليس بجميع الدين ولكن الدين ثلاثة اجزاء الايمان جزء والفرائض جزء والنوافل جزء. قلت هذا الذي قال وهذا هو مذهب القوم. قال ابو عبيد وهذا غير ما نطق به الكتاب الا تسمع الى قولهم ان الدين عند الله الاسلام؟ وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليقبل منه. وقال ورضيت لكم الاسلام دينا فاخبر ان الاسلام هو الدين برمته وزعم هؤلاء انه ثلث الدين قال شيخ الاسلام قلت انما قالوا ان الايمان ثلث ولم يقل ان الايمان ثلث الدين لكنهم فرقوا بين مسمى الايمان ومسمى الدين. وسنذكر ان شاء الله تعالى الكلام في مسمى هذا يسمى هذا فقد يحكى عن بعضهم انه يقول ليستا من الدين ولا يفرق بين اسم الايمان والدين ومنهم من يقول بل كلاهما من الدين ويفرق بين اسم الايمان واسم الدين والشافعي رضي الله عنه كان معظما لعطاء بن ابي رباح ويقول ليس من التابعين ليس في التابعين اتبع للحديث منه. وكذلك ابو حنيفة قال ما رأيت مثل عطاء. وقد اخذ هذه الحجة عن عطاء فروى ابن ابي حاتم في مناقب الشافعي حدثنا به حدثنا ميمون حدثنا ابو عثمان ابن الشافعي سمعت ابي يقول ليلة ليلة للحميدي ما احتجوا ما يحتج عليهم يعني اهل الارجاء باية احجوا من قوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين قيمة قال الشافعي رضي الله عنه في كتاب الام في باب النية في الصلاة يحتج بان لا تجزي لا تجزي صلاة الا بنية بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. ثم قال وكان الاجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم من بعدهم. ومن ادركناهم يقولون الايمان قول وعمل ونية. لا يجزئ واحد من الثلاث الا بالاخر قال وقال حنبل حدثنا الحميدي قال واخبرت ان ناس يقولون من اقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت ويصلي مستدبر القبلة القبلة حتى يموت وهو مؤمن من لم يكن جاحدا اذا ما لم يحصل لك ما لم يكن جاحدا اذا علم ان تركه ذلك فيه ايمانه اذا كان مقرا بالفرائض واستقبال القبلة فقلت هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين. قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين خلفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك القيمة وقال حنبل سمعت ابا عبد الله احمد بن حنبل يقول من قال هذا فقد كفر بالله ورد على الله امره وعلى وعلى الرسول ما جاء به عن الله. قلت وما واما احتجاج للامة اعتقها فانها مؤمنة فهو من حججه من مشهورة. وبه احتج ابن كلاب. وكان يقول الامام والتصفيق والقول جميعا. فكان قوله اقرب من قول جهل من اتباعه وهذا لا حجة فيه. لان الايمان الظاهر الذي تجري عليه الاحكام في الدنيا لا يستلزم الايمان في الباطن. الذي يكون صاحبه من اهل السعادة في الاخرة فان المنافقين الذين قالوا امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين هم في الظاهر مؤمنون يصلون مع الناس ويصومون ويحجون ويغزون والمسلمون يناكحونهم ويوارثونهم كما كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر لا في مناكحتهم ولا مموارثتهم ولا نحو ذلك. بل لما مات عبد الله ابن ابي ابن سلول وهو من اشهر الناس بالنفاق وورثه ابنه عبد الله وهو من خير المؤمنين وكذلك سائر من كان يموت منهم يرث ورثته المؤمنون. واذا مات لاحدهم وارث ورثوه مع المسلمين وقد تنازع الفقهاء في المنافق الزنديق الذي يكتم زندقته. هل يرث ويورث على قولين والصحيح انه يرث؟ ويورث وان علم وان علم في وان علم في الباطن انه منافق كما كان الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لان الميراث مبناه على الموالاة الظاهرة لا على المحبة التي في القلوب. فانه لو علق فانه لو بذلك لم تمكن لم تمكن معرفته والحكمة اذا كانت خفية او منتشرة علق الحكم بمظنتها وهو ما اظهره من موالاة المسلمين فقوله فقوله النبي صلى الله عليه وسلم لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم لم يدخل فيه المنافقون وان كانوا في الاخرة في الدرك الاسفل من النار. بل كانوا يورثون ويرثون. وكذلك كانوا في الحقوق والحدود سائر المسلمين وقد اخبر الله عنهم انهم يصلون ويزكون مع هذا لم يقبل ذلك منهم فقال وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة الا هم كسالى ولا ينفقون بل هم كارهون. وقال ان المنافقين يخادع الله خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يكفرون الله الا طريدا. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تلك صلاة منافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر اربعا لا يذكر الله فيه الا قليلا. وكانوا يخرجون مع النبي صلى الله عليه وسلم في المغازي كما خرج ابن ابي في غزوة بني المصطلق وقال فيها لان رجعن الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. وفي الصحيحين عن زيد ابن ارقم قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في سفر اصاب الناس فيها شدة. فقال عبدالله بن ابي لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا. حتى ينفضوا من حوله. وقال ان رجعنا الى المدينة الى المدينة ليخرجن العز منها الاذل فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فارسل الى عبد الله ابن ابي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل وقالوا كذب كذب يا رسول الله فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى انزل الله تصديقه فيه اذا جاءك المنافقون فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلوبوا رؤوسهم. وفي غزوة تبوك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى آآ ذاكرا الوجوه التي اخطأت فيها المرجئة قال الوجه الثاني من غلط المرجئة ظنهم ان ما في القلب من الايمان ليس الا التصديق فقط دون اعمال القلوب وهذا القول يقول غلاة الجهمية فجعلوا الايمان التام الصحيح هو التصديق فقط. ومن صدق واتى بهذا فهو المؤمن التام الصحيح الايمان وان اخل ببقية اعمال القلوب. فقد ذكرنا سابقا ان الاجماع منعقد على ان من اخرج اعمال القلوب من مسمى الايمان فهو كافر ونقل ايضا الاجماع ان من اخرج اعمال القلوب والجوارح ايضا من مسمى الايمان فهو كافر قال كما تقدم عن جهمية المرج ثم قال الوجه الثالث الذي اخطأوا فيه ايضا ظنهم ان الايمان الذي في القلب يكون تاما اي صحيحا هنا العبارة التام ليس معناها كامل وانما المراد بها صحيحا ودون دون دون شيء من الاعمال ولهذا قال يجعلون الاعمال ثمرة من ثمرات الايمان. ثمرة الايمان ومقتضاها بمنزلة السلف مع المسبب ولا يجعلونها لازمة له هذا هو المعنى ظنهم ان الايمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء يكون صحيحا وان لم يكن معه شيء من الاعمال لا اعمال القلوب ولا اعمال الجوارح ولكنهم يجعلون اعمال الاعمال هذه ثمرة لذلك الايمان ثمرة ذلك الايمان وليس لازما له ان يثمر يثمر بالعمل الصالح وقد يكون دون ثمرة قد يكون دون ان توجد الثمرة وهذول الفرق بين الثمرة واللازم ان قد يوجد دون ثمرة لكن اللازم هو الذي لا يوجد الا بوجود ملزومه. قال والتحقيق ان ايمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه. لا محالة ويمتنع ان يقوم ان يقوم بالقلب ايمان بدون عمل ظاهر ولهذا يقول صاروا يقدرون مسائل يمتنع الوقوع لعدم تحقق الارتباط الذي بين البدن والقلب. مثل ان يقول رجل اذا يقول رجل في قلبه من الايمان مثل ما في قلبك الصديق وعمر وهو لا يجد لله سجدة. ولا يصوم رمضان ويزني بامه واخته ويشرب الخمر نهار رمضان يقول هذا مؤمن تام الايمان فيبقى فيبقى سام ينكر ذلك غاية الانكار هذا من من اقوالهم المستشنعة انه ان الايمان هو الذي يكون في القلب وانه يكون تاما صحيحا وان لم يكن معه عمل ويكون ايمانه كايمان جبريل وعمر وان فعل هذه الاعمال كلها وهذا من ابطل الباطل ثم ذكر قصة قال قال احمد بن حنبل حدثنا خالد الحيان حدث معقل بن بيد الله العبسي هو بو عبد ابو عبد الله الجزري وهو آآ ممن يحسن حديثه مع عبيد الله الجزري هو الذي يخرج له مسلم وقد تكلم فيه احمد والثقة ايضا في رواية. قال هنا قدمنا على قدم علينا سالم الافطس هو سالم العجلان الاموي مولى محمد بن مروان مولى محمد رضوان ومحمد الجزلي الحراني كان من سبي كابول وثقه احمد وقال ابن صالح وقال ابو حاتم الصدوق كان مرجئا كان مرجئا لكنه من جهة الحفظ كان يعني ثقة من جهة الحديث قتله عبد الله بن علي بحران قتل عبد الله بن علي بن عباس في حران قال فنفر منه اصحابنا نفورا شديدا منهم ميمون المهران الجزري الراقي رحمه تعالى وعبد الكريم بن مالك الجزري فانه عاهد الله الا يؤويه واياه سقف بيت الا المسجد. قال معقل فحججت فدخلت على عطاء بن ابي رباح في دفن اصحابه ويقرأ حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قلت ان لنا حاجة فاخلنا اي فاخل بنا فاخبرته ان قوما قيل لنا قد احدثوا وتكلموا وقالوا ان الصلاة والزكاة ليست من الدين ليستا من الدين فقال وليس الله يقول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصا الدين فالصلاة والزكاة هي الدين. قال فقلت النبي يقول ليس في الايمان زيادة. فقال وليس الله يقول ليزداد ايمانا مع ايمانهم. فما هذا فما هذا المال؟ قلت انهم انتحلوك اي انتسبوا اليك وجعلوا قولهم قولك وانك تقول بقولهم وقولهم ان لمن لا يزيد ولا ينقص وان الاعمال ليست من مسمى ليس الاعمال من الايمان ان تنتحر كينتسبوا اليك وهو يخالفهم رضي الله تعالى عنه قال وبلغني يقول معقل ان ابا ذر ان ابن ذر وهو عمر ابن ادم ابن عبد الله الهمداني الكوفي كان من اهل الارجاء دخل عليه فيقول وبلغني ان ابن ذر عمر دخل عليك يا عطاء في اصحاب لهم فعرظوا في اصحاب لهم فعرظوا عليك قولهم فقبلته فقلت هذا فقلت هذا الامر فقال لا والله الذي لا اله الا هو لا والله الذي لا اله الا هو مرتين قدمت المدينة فجلست الى نافع. مولى ابن عمر رضي الله تعالى عنه فقلت يا ابا عبد الله ان لي اليك حاجة قال سرا وعلانية قلت بل سر. قال رب سر قال رب سر لا خير فيه. قلت ليس من ذلك فلما صلينا العصر قام واخذ بثوبي. ثم خرج من الخوخة اي من الخوخة هي منفذ يكون للمسجد البيت ولم ينتظر القاص القاص هو الذي يقص بعد العصر او بعد الصلاة يحدث الناس ويعظهم فقال حاجتك؟ فقلت يا ابى فقلت اخلني الأخ الإمام قال كان معهم رجل ثالث فقال اخلني من هذا قال فتنحى فذكرت له قوله فقال وسلم امرت ان اضرب الناس اضرب بالسيف حتى يقول لا اله الا الله فاذا قالوا له لعصى مني دماءهم الا بحق وحساب الله قال قلت انهم يقولون نحن نقرأ نحن قر بالصلاة نقر بان الصلاة فرض والزكاة فرض ولا نصلي ولا نزكي وان الخمر حرام ونشربه وان نكاح الامهات حرام ونحن ننكح فنثر يده فنثر يده من يدي وقال من فعل هذا فهو كافر ومعنى قول المنفعة فهو كافر بمعنى من ترك الصلاة وترك امور الدين وترك الاعمال وفعل ما يخالفه هو كافر بهذه المعتقد وهو على قول فذكرناه سابقا ان من ترك العمل ورأى ان العمل ليس له سم الايمان انه كافر كما نقل ذلك الاوزاعي عن الحميدي وعن احمد رحمه الله تعالى قال معقل فلقيت الزهري فاخبرت بقولهم فقال سبحان الله وقد اخذ الناس في هذه الخصومات قال قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهذا مراد البخار مراد الزهري هنا ان النبي صلى الله نفى عنه الايمان بالزنا ونفع الايمان بشرب الخمر فافاد ان الاعمال من الايمان لانه اذا كان الزنا ينافي الايمان فالعمل الصالح من الايمان والذي يزني ويشرب الخمر قد انتفى الايمان الذي يجب عليه من قلبه قال فلقيت الحكم بن عتيبة فقلت الله ان عبد الكريم ميمون بلغهما انه دخل عليك الناس من المرجئة فعرظوا بقولهم عليه فقللت قوله فثقل فثقل على ميمون عبد الكريم فقال لقد دخل اثني عشر رجلا وانا مريض فقالوا يا ابا محمد بلغت وسلم اتاه رجل اتاه رجل بامة سوداء او حبش فقال يا رب فقال يا رسول الله علي رقبة مؤمنة افترى هذه مؤمنة؟ فقالها وسلم اتشهدين ان لا اله الا الله؟ قالت نعم. اذا ذكر احد قال اعتقه فانها مؤمنة. يحتج بهذا الحديث اي شيء على ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذه الجارية مؤمنة وانما سأل عن تصديقها الذي في قلبها فوصفها النبي بالايمان مع انها فقط مصدقة في البعث مصدقة بالنشور ومصدقة بانه نبي مصدقة بما سألها النبي صلى الله عليه وسلم عنها ولم يسألها عن ولم تذكر عملا وهذي كما قال شيخ الاسلام ان هذا الحديث من الحجج التي يحتج بها المرجئة ان النبي صلى الله عليه وسلم الجارية مؤمنة فانها لم لم تذكر وانما ذكرت التصديق وقد اجاب شيخ الاسلام على هذا انه مؤمن بحسب ما يظهر ان الايمان منه الظاهر الباطن فلعلها كانت تصلي وتظهر اعمال الاسلام وبقي ما يتعلق باي شيء بالباطل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن باطنها لوجود لوجود الايمان الظاهر لوجود الايمان الظاهر فلما تحقق قال اعتقها فانها اعتقها فانها مؤمنة والا ليس المعنى ان لم تكن تعمل شيئا من الايمان لم تعمل شيئا من الاعمال الظاهرة وانما عملت بالظاهر وبقي ان ان يتحقق من الباطن كحال المنافقين المنافق يعلو الظاهر وباطنه مخالفا لذلك ثم قال معقل ثم جلست الى ميمون فقلت يا ابا ايوب لو قرأت لنا سورة فسرتها فقرأ اذا الشمس كورت الى ان الى ان قال اذا قرأ الى ان بلغ قوله تعالى مطاع ثم امين قال ذاكم جبريل والخيبة كل الخيبة او الخيبة ما يقول ان ايمانه كايمان جبريل هذا الاسهال ذكر هذه القصة حنبل عن احمد رحمه الله تعالى قال وروى ابن وروي ايضا عن ابن مليكة انه قال لقد اتى علي لقد اتى علي برهة من الدهر وما اراني ادرك قوما يقولون وما اراني ادرك قوما يقول احدهم انه اني مؤمن مستكمل الايمان ثم ما رضي حتى قال ايماني على ايمان جبريل وميكائيل وما زال اليه الشيطان حتى قال احد مني مؤمن وان نكح اخته وامه وبنته والله لقد ادركت كذا وكذا من اصحابه وسلم ما مات احدهم الا وهو يخشى فاقع نفسه وذكر ان هذا ما ذكره ابن اليك قد ذكر البخاري في صحيحه انه ادرك ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كل يخشى النفاق على نفسه ومراده بهذا ان هؤلاء رأوا ان الاعمال داخل مسمى الايمان والا اي نفاق يخشى اذا كان لمن هو التصديق فقط وهم يعلمون لهم يصدقون مقرون منقادون لكن النفاق هنا الذي يخشاه هؤلاء او خفيها الذي خشيه الصحابة رضي الله تعالى خافوا على انفسهم هو ان يخالف او تخالف اعمالهم وتخالف ظواهرهم بواطنهم هذا هو النفاق ان يخالف ظاهره ان يخالف ظاهره باطنه وروى البغوي عن عبد الله ان محمد بن مجاهد قال كنت عند عطاء بن ابي رباح فجاء ابنه اه فجاء له يعقوب فقال يا ابتاه ان اصحابا لي يزعمون ان ان ايمانهم كايمان جبريل فقال يا بني ليس اماما اطاع الله كمن عصاه وهذا محل بين السلف ان الناس يتفاوتون في مال من جهة الاعمال اعمال القلوب واعمال الجوارح وايضا التفاوت من جهة التصديق. قلت يقول المرجية قول قوله عن المرجية انه يقول ان صلاة الزكاة ليست من الدين قد يكون قول بعض وهذا من زيادة تحري شيخ الاسلام ودقته في نسبة الاقوال الى اصحابها لم يجازف ولم يبالغ وانما قال قول من يقول ان الصلاة والزكاة ليست من ليستا من الدين ليس هو قول المرجى كلهم. وانما قد يقوله بعضهم يقولون انها ليست للايمان ولا يقول ليست من الدين. لماذا لان المرجى منهم من يرى ان الامام الديمقرادفان ومنهم من يرى ان الايمان جزء من الدين ليس هو الدين وعلى هذا عبر شيخ عبر شيخ الاسلام تعالى بهذا التعبير الدقيق ان نسبة هذا القول ليس لهم جميعا قد يقول به بعضهم لكن اكثر المرجئة يفرقون بين الدين وبين الايمان. ويرون ان الايمان جزءا من الدين وليس الدين جزءا من الايمان. لان الايمان عندهم اي شيء الجزء الدين اه الايمان جزء والاعمال الظاهرة جزء والاقوال جزء فهذا مقاسه شيخ الاسلام وهذا من دقة تحريه رحمه الله تعالى الا ينسب الى قول ان لا ينسب قول الى الى طائفة وهم لا يقولوا ذلك. وقد ذكر هو رحمه الله تعالى في تلبيس الجهمية قال قال رحمة الله في ونحن في جميع ما نريده يقول هذه العبارة ونحن في جميع ما نريده نحكي الفاظ المحتجين فان نحكي الفاظ المحتجين بعينها دون تصرف. فان التصرف ذلك قد يدخله خروج عن الصدق قضية الخروج عن الصدق والعدل اما عمدا واما خطأ واذا قال هنا اما من ينسب اليهم ان قولهم ان الصلاة والزكاة ليست من الدين قال ليس هذا في الصحيح هم يقولون ليس من الايمان وليستا اما قول ليس من الدين فهذا ليس بصحيح قال قال فانهم كلهم يقولون ليستا من الايمان واما من الدين فقد حكي عن بعضهم انه يقول ليس تابع للدين ولا نفرق بين الايمان والدين. فعلى هذا المرجع لشيخ الاسلام على على طائفة عنده ان منهم من يرى ان الامام المراد في الدين ومنهم من يرى ان الايمان جزء من الدين ومنهم من يقول بل هما من الدين ويفرق بين اسم الايمان واسم الدين وهذا هو المعروف من اقوالهم التي يقولون هيا هذا هو المشهور عن اه المرجئة قال يا شيخ ولم ارى انا في كتاب احد منهم انه قال الاعمال ليس من الدين وهذا من تحريه وورعه يقول لم ارى في كتب المرجئة من قال ان الاعمال ليست من الدين بل يقولون ليست من الايمان ثم اكد قال وكذاك حكى ابو عبيد رحمه الله تعالى قال اه فانه يحتجون بان الاعمال من الدين. فذكر قوله اليوم اكملت لكم دينكم انها نزلت في حجة الوداع قال ابو عبيد فاخبر فاخبر انه انما كمل الدين فاخبر انه انما كمل الدين انما كمل الدين الان في اخر الاسلام في حجة النبي صلى الله عليه وسلم وزعم هؤلاء انه كان كاملا قبل ذلك بعشرين سنة من اول ما نزل عليه الوحي بمكة حين دعا الناس الى الاقرار حتى قال لقد اضطر بعضهم حين حين ادخلت عليه هذه الحجة الى ان قال ان الايمان ليس بجميع الدين ولكن الدين ثلاثة اجزاء الايمان جزء والفرائض جزء والنوافل جزء. عندما احتج عليهم ابو عبيد بحجته بقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. قال ابو عبيد فيها انزل الله هذه الاية لما كمل دينه وكان الكمال في اخر الاسلام فالدين لم يكمل الا في اخر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانتم تزعمون ان الايمان كامل من اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حيث ان الامام عندكم هو الاقراء والتصديق ولا يزيد على ذلك فماذا اجاب المرجئة؟ قال نحن نقول الدين ثلاث اجزاء الايمان جزء وهو الذي كمل في اول البعثة واما الجزء الاخر وهو الفرائض والنوافل هذه هي التي كبرت في اخر بعث النبي صلى الله عليه وسلم قلت هذا الذي قاله هذا هو مذهب القوم. قال ابو عبيد وهذا ما نطق به الا تسمع الى قوله ان الدين عند الله الاسلام قال يا ابو عبيد وهذا غير هاي ما نطوي الكتاب هو بيقول الدين ايمان وفرائض ونوافل والله يقول ان الدين عند الله الاسلام فسمى الدين هو الاسلام. وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فقال رضيت لكم الاسلام دينا فاخبر ان الاسلام هو الدين برمته وزعم هؤلاء ان ان الايمان ثلث ثلث الدين وجاء ايضا انه فسر الدين بالايمان ايضا بل فسر جزء من الايمان بالدين كما قال تعالى وما كان الله ان فسر بعض الاعمال بالايمان فقال وما كان يضيع ايمانكم والايمان المراد به هنا هو الصلاة. قلت انما قالوا ان الايمان ثلث ولم يقولوا ان الايمان ثلث الدين. لكنهم يقول قلت انما قالوا ان الايمان ثلث ان الايمان ثلث وهذه من العبارة ايضا من تدقيق من دقته في النقل ولم يقولوا ان الايمان ثلث الدين. لكنه فرق بين مسمى الامام ومسمى الدين ثم قال وسنذكر ان شاء الله تعالى الكلام في مسمى هذا ومسمى هذا فقد يحكى عن بعضنا ويقول ليست من الدين ولا يفرق بين اسم الامام والدين ومنهم من يقول بل كلاهما من الدين ويفرق بين الاسم الايماني واسم الدين والشافعي كان معظما لعطر ابن رواح ويقول ليس بالتابعين اتباع الحديث منه وكذلك ابو حنيفة قال ما رأيت مثل عطاء وقد اخذ الشاب هذه الحجة عن عطاء فروى بن ابي حاتم في مناقب الشافعي قال ميمون حدثنا ابو عثمان ابن ابن ابو عثمان ابن الشافعي سمعت ابي يقول ليلة للحميدي ما ما يحتج عليهم يعني ها الارجاء باية احج من قوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيم. فسمى الله ذلك كله دي فادخل الايمان ايضا في مسمى الدين قال الشافعي يحتج بان بان لا تجزي صلاة اللبنية في حديث ابن الخطاب انما الاعمال بالنيات ثم قال وكان الاجماع بين الصحابة والتابعين من بعدهم ومن ادركه يقولون الايمان قول وعمل ونية ولا يجزي واحد من الثاثات الا بالاخوة هذا محل اجماع. ان الامام ورتب من هذه الامور الثلاثة ولا يجزئ احدهما عن الاخر وهذا كما هذا قد نقل قد نقل ايضا عن الحميدي ونقل عن الاحمد ونقل الاوزاعي ونقل عن الشافعي ونقل فيه الاتفاق قول عطاء في الاحتجاج عليهم بان هذه الاعمال من الدين قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله رسل الدين سمى ذلك كله دين وذكر فيها الصلاة والزكاة واخبر ان ذلك هو دين القيمة وكما في حديث عمر بن الخطاب الذي في صحيح مسلم وفي البخاري ايضا من حديث هريرة انه قال هذا جائكم يجب يعلمكم نورا امور دينكم فسمى الزكاة فجعل الايمان والاسلام والاحسان هي امور الدين اه وذكر قصة الحميدي في رجل يقول انه من اقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيء حتى يموت ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا اذا علم اذا اعرف ان تركه ذلك فيه فيه ايمانه اذا كان مقرا بالفرائض واستقبال القبلة فقلت هذا الكفر الصراح الذي يقول هذا القول هو الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين وهذا نقل الاجماع ان هذا هو معالي علماء المسلمين ان هذا القول هو خلاف لما عجم عليه علماء الموسيقى قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلص له الدين. قال حنبل سمعت ابي عبد الله يقول من قال هذا فقد كفر. اي من قال هذا والمعنى انني اقر بالصلاة ولا اصلي ويقر بالزكاة ولا ازكي ويقر بتحريم الزنا وازني واقر واشرب الخمر ان هذا كافر بالله عز وجل ويحمل هذا على ترك اما على على تكفيره بترك الصلاة وحدها او على تكفيره بترك العمل كله قال وقلت واما احتجاج بقول الامة اعتقها فانها مؤمنة هذا على قوله هذا واما احتجاجهم بقوله للامة اعتقها فانها مؤمنة سيأتي معنا ان هذا المراد به الايمان الباطل لان الايمان يتعلق بالظاهر الباطن والظاهر يراه يراه رآه النبي صلى الله عليه وسلم واما الباطن فيحتاج الى تحقق فليجد قال اعتقها فانها مؤمنة يأتي معنى الكلام عليه والله تعالى اعلم