الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه الكبائر باب ذكر سوء الظن بالله وقول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية وقول الله تعالى وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم. الاية وقوله تعالى الضال بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء الاية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب ذكر سوء الظن بالله باب اي من الابواب المتعلقة بكبائر القلوب كما هو معلوم وذلك ان الظن حسنه وسيئه موضعه القلب موضعه القلب والظن يأتي بمعنى الاعتقاد ويأتي بمعنى الشك ويأتي ايظا بمعنى ما يؤمنه المرء ويطمع فيه ويرجوه ومنه حسن وسيئ وحسنه حسنه الذي هو حسن الظن بالله عز وجل هو خير الاعمال وافضلها وينبني عليه صلاح عمل العبد وحسن استقامته على طاعة الله وسوء الظن بالله من اسوأ اعمال القلوب وشرها وله اثره السيء على العبد في اعماله ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن احسن الظن بالله فاحسن العمل وان الفاجر اساء الظن بالله فأساء العمل. وهذا مما يوضح اثر حسن الظن على العبد في صلاح اعماله واستقامته على طاعة الله عز وجل واثر سوء الظن بالله عز وجل على العبد في اعماله وانحرافه وبعده عن طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا كان من اعظم مما ينبغي ان يعتني به المسلم في باب اعمال القلوب ان يحسن الظن بالله ان يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وقد جاءت حديث كثيرة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا المعنى منها ما سيأتي في اخر هذه الترجمة عند المصنف رحمه الله ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انا عند ظن لعبدي ورواه الامام احمد رحمه الله وزاد ان ظن بي خيرا فله وان ظن شراء فله وروى الامام احمد من حديث واثلة من الاصقع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ومعنى فليظن بي ما شاء اي ان ظن بي خيرا فله وان ظن بي شراء فله كما يوضحه الرواية المتقدمة وهذا فيه ان الله عز وجل يعامل العبد بحسب ظنه بربه ولهذا ينبغي ان يكون المؤمن حسن الظن بالله عز وجل يرجو رحمة الله يطمع في مغفرته يرجو قبول اعماله يطمع في عظيم نواله سبحانه وتعالى لا يكون يائسا من رحمة الله ولا قانطا من روح الله وليعلم ان الله عز وجل لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما عظمت الذنوب فعليه ان يقبل على الله عز وجل منيبا تائبا خائفا راجيا في رحمة الله سبحانه وتعالى محسنا الظن في ربه جل وعلا وليحذر اشد الحذر من سوء الظن بالله فان الله عز وجل ذكر هذه الصفة في جملة بل في سنائه اوصاف المنافقين والمشركين كما قال الله سبحانه وتعالى ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء ولم يذكر سبحانه وتعالى بل لم يجئ في القرآن عقوبة على عمل مثل ما جاء في عقوبة الضان بالله ظن السوء وانظر ذلك في تمام هذا السياق قال عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا اورد رحمه الله تعالى جملة من الايات بدأها بقول الله عز وجل يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية وهذا ذكره الله سبحانه في جملة اوصاف المنافقين بجملة اوصاف المنافقين حيث ظنوا في الله عز وجل انه لا ينصر دينه وانه يخذل نبيه عليه الصلاة والسلام ومن معه فظنوا بالله جل وعلا ظن السوء ظن الجاهلية والجاهلية هنا هي جاهلية في اشنع ما تكون في صورها. جاهلية بعظم بعظمة الله وكمال قدرته وعظيم من ونصره اوليائه وعباده سبحانه وتعالى الظانين يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ظن الجاهلية ومما نبه عليه اهل العلم ان الظن سيئه وحسنه بحسب المعرفة بالله واسمائه وصفاته فان العبد كلما عظم حظه معرفة بالله سبحانه وتعالى اسمائه جل وعلا وصفاته عظم حسن ظنه بربه عظم حسن ظنه بربه واما اذا كان من اهل الجاهلية واهل عدم المعرفة بالله سبحانه وتعالى فان هذه الجاهلية وهذه وعدم المعرفة بالله سبحانه وتعالى تثمر في صاحبها سوء الظن بالله اما من عرف الله وعرف اسماءه وعرف صفاته وعرف فضله وعرف منه واحسانه وجوده وامن به جل في علاه فان هذه المعرفة وهذا الايمان يثمر في صاحبه حسن ظن بالله سبحانه وتعالى ومما يوضح هذا المعنى ايضا الاية الثانية التي ساقها رحمه الله وهي قول الله سبحانه وتعالى وذلكم ظنكم اي السيء بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين كي يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين وهذا مما يبين ان فساد الاعتقاد سوء المعرفة بالله عز وجل والجهل به وباسمائه وصفاته يورث الظن السيء ظن الجاهلية لان الله عز وجل قال ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون هذا فساد فساد في الاعتقاد فساد في الايمان باسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون لم ينفي هؤلاء صفة العلم اصلا وانما نسوا علم الله سبحانه وتعالى بتفاصيل الاشياء بتفاصيل الاشياء فقالوا اه او اعتقدوا هذا المعتقد وقالوا وظنوا هذا الظن ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون اي ان الله تخفى عليه او يخفى عليه كثير من اعمالهم ما يقولون فهذا الاعتقاد الفاسد ترتب عليه وسوء الظن الذي ترتبت عليه ايظا العقوبة الشديدة قال وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم اهلككم اوصلكم الى الردى والهلاك فاصبحتم من الخاسرين كي يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين هذا مما يبين خطورة سوء الظن بالله وانه اثر من اثار الجهل بالله وعدم المعرفة باسمائه سبحانه وتعالى وصفاته قال وقوله تعالى الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وهذا ذكره الله سبحانه وتعالى في جملة او في شنائع اوصاف المنافقين والمشركين كما قال الله ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء الظانين بالله ظن السوء. عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا حاصلوا هذه الايات ان ظن السوء بالله سبحانه وتعالى جاهلية جهلاء واناس عن عدم المعرفة بالله سبحانه وتعالى وهو من جملة شنائع اوصاف المنافقين والمشركين. نعم قال رحمه الله تعالى روي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما اكبر الكبائر سوء الظن بالله. اخرجه ابن مردوين قال رحمه الله روي وهذه الصيغة صيغة تمريض وتضعيف روي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما اكبر الكبائر سوء الظن بالله اكبر الكبائر سوء الظن بالله. رواه رواه ابن مردويه. والديلمي قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري بسند ضعيف المعنى الذي ذكر في الحديث دلت عليه الدلائل والشواهد الكثيرة وفي القرآن والسنة منها الايات المتقدمة التي فيها ان سوء الظن بالله من اشنع اوصاف المنافقين المشركين والعقوبة التي في كتاب الله لاهل سوء الظن بالله عز وجل وانه لم يجر في القرآن في من العقوبات والوعيد مثل ما جاء في سوء الظن بالله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته بثلاث لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. اخرجاه. وزاد ابن ابي الدنيا فان قوما ارداهم سوء بالله فقال تبارك وتعالى وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين قال وعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته بثلاث قبل وفاته بثلاث لا لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله ونبينا عليه الصلاة والسلام هو احسن واعظم عباد الله احسانا للظن بالله عز وجل. ومات عليه الصلاة والسلام وهو يوصي امته بهذا فسمعه جابر رضي الله عنه يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله وهذا فيه ان الذي ينبغي على العبد ان يحرص على ان ينمي حسن ظنه بالله في قلبه ان ينمي حسن ظنه بالله سبحانه وتعالى في قلبه فلا لا يزال يزداد حسن ظن بالله سبحانه وتعالى وفي حال مرضه واشتداد آآ الامر عليه ودنو الاجل يزداد ايظا عنده طاعات فيحسن الظن بالله والامل ان يقبلها دعوات عند حسن ظن بالله ورجاء ان يستجيبها ذنوب عنده امل وحسن ظن بالله ان يعفو عنها فهو يستغفر ويطلب من الله ان يغفر فلا يزال يزيد عنده حسن ظنه بربه سبحانه وتعالى. فيقول عليه الصلاة والسلام لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله يحسن الظن بالله ان يغفر له ان يعفو عنه ان يدخلها الجنة ان ينجيه من النار. ان ان يفوز برضا الله رؤيته جل في علاه يحسن الظن بالله ويذكر الحديث انا عند ظن عبدي بي فاذا مات العبد وهو حسن الظن بالله فالله عند ظن عبده به الله جل وعلا عند ظن عبده به ولهذا معدود في في عظيم النعم والمنن ان يكون العبد على هذه الحال وان يموت العبد على هذه الحال هذا من اعظم النعم ولهذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال والذي لا اله غيره ما اعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله يقول رضي الله عنه والذي لا اله الا هو ما اعطي عبد شيئا عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله قال والذي لا اله الا هو لا يحسن عبد الظن بالله الا اعطاه ظنه لا يحسن عبد الظن بالله الا اعطاه ظنه ذلك ان الخير بيده وهذا الاثر العظيم عن ابن مسعود رواه ابن ابي الدنيا في كتابه حسن الظن بالله وهو كتاب قيم في بابه ومطبوع فمعدود في عظيم النعم وجليلها حسن ظن العبد بالله سبحانه وتعالى. ومن اعظم نعم الله على عبده ان يموت حين يموت وهو يحسن ظنه بربه جل وعلا ان يغفر ذلته وان يقيل عثرته وان يتجاوز عنه وان يدخله الجنة وان ينجيه من النار لكن ينبغي ان يعلم هنا ان حسن الظن ان حسن الظن تابع لحسن العمل ان حسن الظن تابع لحسن العمل فالعبد الذي عنده توبة عنده عبادة عنده دعوات ومناجاة وسؤال لله عز وجل عنده اضطرار وافتقار الى الله والتجاء اليه سبحانه وتعالى عنده هذه الاعمال الصالحة يترتب عليها حسن ظنه بالله ان يقبل عمله يغفر زلته يقبل توبته يقيل عثرته يجيب دعوته الى غير ذلك اما سيء العمل الفاجر والعياذ بالله سيء العمل فان وحشة الذنوب وظلمة المعاصي تحول بينه وبين حسن الظن بالله فان وحشة الذنوب ووظلمة المعاصي تحول بينه وبين حسن الظن بالله ويموت حين يموت وهو سيء الظن بالله اوبقته ذنوبه واهلكته معاصيه فلهذا الاعمال لها اثر في هذا الباب لها اثر في في هذا الباب فاذا احسن العبد العمل حسن ظنه بالله واذا ساء العمل ساء ظنه بالله سبحانه وتعالى قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. اخرجاه اي البخاري ومسلم. زاد ابن ابي الدنيا اي في كتابه الذي اشرت اليه وهو حسن الظن بالله وهذه الزيادة ايضا موجودة عند الامام احمد في المسند وابن حبان وغيرهما قال وزاد ابن ابي الدنيا فان قوما ارداهم اي اهلكهم سوء ظنهم بالله فقال تبارك وتعالى وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين وهذا يستفاد منه ان سوء الظن بالله من اعظم اسباب الخسران ومن اعظم موجبات الهلاك في الدنيا والاخرة نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي زاد احمد وابن حبان ان ظن بي خيرا فله وان ظن بي شرا فله قال ولهما اي البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي وفي حديث وافلة واشرت اليه قال فليظن بي ما شاء فليظن بي ما شاء ويفسر ذلك هذه الزيادة التي عند احمد وابن حبان في حديث ابي هريرة ان ظن بي خيرا فله وان ظن بي الرنفلة ان ظن بي خيرا فله وان ظن اه شرا فله فمن ظن بالله سبحانه وتعالى خيرا فله ما ظن بربه ومر معنا قول ابن مسعود والذي لا اله غيره لا يحسن عبد بالله الظن الا اعطاه ظنا لا يحسن عبد بالله الظن الا اعطاه ظنا اي اعطاهم ما يظن بربه ويأمل في مولاه سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي ينبغي ان يكون العبد عظيم الظن الحسن بالله ان يغفر زلته يرفع درجاته ان يسكنه الفردوس الاعلى. يقول عليه الصلاة والسلام اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الاعلى لا يتعاظم سبحانه وتعالى ذنب ان يغفره ولا حاجة يسألها ان يعطيها جل في علاه ولهذا كل ما قوي حسن الظن قوي الرجاء والطمع والاقبال على الله سبحانه وتعالى قال زاد احمد وابن حبان ان ظن بي خيرا فله وان ظن بي شرا فلا اي ان ما يناله العبد هو بحسب ظنه بربه فان ظن خيرا فله هذا الظن وان ظن شرا بالله عز وجل فله هذا الظن نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ارادة العلو والفساد. وقول الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين قال رحمه الله باب ذكر ارادة العلو والفساد ارادة العلو والفساد والارادة من جملة اعمال القلوب من جملة اعمال القلوب وهذا فيه ان من اعمال القلوب السيئة الواجب الحذر منها ان يحذر الانسان من ان يكون في قلبه ارادة للعلو في الارض وارادة للفساد في الارض فان وجود هذه الارادة من جملة امراض القلوب وذميم اعمالها ولهذا عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب ذكر ارادة العلو ارادة العلو اي على عباد الله على عباد الله بالتكبر عليهم وبالتكبر على الحق وبازدراء الخلق وانتقاصهم. كما قال عليه الصلاة والسلام الكبر بطر الحق وغمط الناس. بطر الحق رده وعدم قبوله وغمط الناس ازدرائهم واحتقارهم اه انتقاصا وقوله والفساد اي ارادة الفساد الفساد يشمل جميع المعاصي الفساد يشمل جميع المعاصي لان المعاصي فساد فساد في الارض ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها اي بعد ان اصلحها الله ببعثة النبيين ودعوة المرسلين عليهم صلوات الله وسلامه. فالمعاصي بانواعها كلها من الفساد في الارض وكل من يدعو الى المعاصي والذنوب فهو من المفسدين في الارض بحسب ما يدعو اليه من المفسدين في الارض بحسب ما يدعو اليه من المعاصي والذنوب قال باب ذكر ارادة العلو والفساد في الارض قال وقول الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين وهذا ذكره الله سبحانه وتعالى في سياق ايات ذم فيها قارون الذي كان من صفته العلو في الارض والافساد فيها واستغلال الاموال الطائلة الكثيرة التي اتاه الله سبحانه وتعالى اياها بالافساد في الارض والعلو فيها على عباد الله سبحانه وتعالى فعاقبه الله عز وجل باشد عقوبة وخسف به وبداره الارض فكان عبرة للمعتبرين وعظة المتعظين في هذا السياق قال تلك الدار الاخرة اي بثوابها العظيم ونعيمها المقيم نجعلها مخصوصة نجعلها اي مخصوصة للذين لا يريدون علوا في الارض للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا لا يريدون علوا اي لا ليس في قلوبهم ارادة الشر والافساد في الارض واذا كان لا ارادة لهم في العلو في الارض والافساد اذا كان لا ارادة له في الارادة مكانها القلب فاذا كان اذا كانت قلوبهم ليس فيها ارادة ارادة افساد او ارادة علو في الارض لزم من ذلك ان تكون ارادتهم ارادة صالحة ارادة طيبة مستقيمة مصروفة الى الله سبحانه وتعالى والى ما فيه رضاه عز وجل مصروفة الى ما فيه نفعهم وفائدتهم في الدار الاخرة فتكون الدار الاخرة لهم دون غيرهم. لان لان ارادتهم لان ارادتهم ليس فيها ارادة افساد في الارض وليس فيها ارادة علو في الارض وانما ارادته مصروفة للصلاح والاصلاح في الارض وارادة الثواب من الله سبحانه وتعالى في الدار الاخرة فتكون الدار الاخرة لهم دون غيرهم ولهذا المفسد في الارض ليس له المفسد في الارض هو الذي يريد الفساد في الارض ويريد العلو في الارض ليس له في الاخرة من خلاء وانما الدار الاخرة جعلها الله سبحانه وتعالى وخصها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة اي الحميدة والمآل الطيب في الدنيا والاخرة للمتقين دون غيرهم قال رحمه الله تعالى عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه اخرجاه قال عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. اخرج اي البخاري ومسلم لا يؤمن احدكم النفي هنا ان الايمان هو نفي للايمان الواجب ونسي الايمان الواجب يستحق عليه من نفي عن الايمان العقوبة لان لان هذا امر اوجبه الله لان هذا امر اوجبه الله سبحانه وتعالى فمن لم يفعله استحق العقوبة فالله عز وجل اوجب على المؤمن ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه والمحبة مكانها القلب وهذا فيه ان المؤمن سليم القلب تجاه اخوانه ليس في غل ولا حقد ولا حسد ولا ضغائن ولا غير ذلك بل يحب لهم الخير بل يحب لهم الخير بل يحب لهم من الخير مثل ما يحب لنفسه لا يحسدهم لا يحقد عليهم لا يحمل سخاء في صدوره تجاههم بل سليم الصدر تجاه اخوانه المسلمين ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم فمن لم يكن كذلك فان الايمان الواجب ينفى عنه. كما في الحديث لانه ترك شيئا اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. وكما عرفنا المحبة مكانها القلب وهذا معناه ان يكون قلب المسلم قلبا نظيفا نقيا نزيها ليس فيه اظمار شر وارادة شر وارادة فساد في الارض وارادة علو على عباد الله سبحانه وتعالى بل هو مع المؤمنين وفيهم يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير. ولهذا من كان يحب من كان بهذا الوصف يحب لاخوانه المسلمين ما يحب لهم في الخير هذا من علامات من علامات ودلائل انه لا يريد علوا في الارض هنا فسادا وهذا وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى بهذا الحديث هو الذي بعده تحت هذه الترجمة قال رحمه الله تعالى وعن ابي محمد عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به قال وعن ابي محمد عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لا يؤمن احدكم الايمان اي الايمان الواجب لا يؤمن احدكم اي الايمان الواجب حتى يكون هواه اي ميل نفسه تبعا لما جئت به اي اي ان يكون محبا السنة محبا لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مؤثرا له على غيره غير مبغظ لهديه صلوات الله وسلامه عليه لا يؤمن العبد الايمان الواجب حتى يكون بهذه الصفة هواه هيميل نفسه تابع لما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى باب العداوة والبغضاء. وقول الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول الاية وقال الله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم الاية قال باب العداوة والبغضاء. العداوة اي للمؤمنين. والبغضاء لهم والعداوة والبغضاء هذه من اعمال القلوب والاسلام جاء ليؤلف بين المؤمنين وان ليحقق بينهم المحبة والتواد والترابط والتآخي والتعاون المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر لا تباغظوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم فالشريعة جاءت بما يعمق هذه الاخوة ويمتنها ويقويها وجاءت بالتحذير من كل امر يوهي هذه الاخوة ومن ذلكم ان تنطوي القلوب على عداوات وان تنطوي القلوب على بغضاء هذا لا ينبغي ان يكون بين المؤمنين المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه ولا ينطوي قلبه على العداوة وعلى البغضاء لاخيه اه المسلم بل يجعل عداوته وبغضاءه غير المسلمين قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم اي الكفار. انا برأوا منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فالعداوة والبغضاء لا يجعل المسلم لاخوانه المسلمين وانما يجعلها للكفار يبغضهم ويعاديهم اما اخواننا المسلمين فانه يحبهم ويواليهم ولهذا عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب العداوة والبغضاء. عقدها للتحذير من المعاداة المسلمين و من البغظ فالمسلمين وانه لا ينبغي ان يكون ذلك واورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة ايتين الاولى قول الله عز وجل فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول والثانية قول الله عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده اما الاية الاولى فان المصنف رحمه الله اوردها تبيانا ان المسلمين كلما اجتمعوا على الكتاب والسنة والرد الى الكتاب والسنة زالت عنهم العداوات اذا كانوا كلهم معظمين للكتاب والسنة محتكمين الى الكتاب والسنة اذا قيل لاحدهم هذا حكم الله لزم الحكم ورضي به فان الادوات تزول وتتبدد بينما اذا وجد في المسلمين من لا يحكم الكتاب والسنة او لا يقبل حكم الكتاب والسنة او يرد حكم الكتاب والسنة ولو في قضايا معينة فان هذا مما يا يوجد البغضة وهذا وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذه الاية ومن ذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام ولا تباغضوا ولا تباغضوا قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم قال بعض العلماء وفي النهي عن التباغظ اشارة الى النهي عن الاهواء المضلة الموجبة للتباغض وفي النهي عن التباغظ نهي عن الاهواء المضلة الموجبة للتباغض انتهى كلامه هذا يفيدنا ان الاهواء والبدع والضلالات وكون انسان يركب هواه ورأيه ماذا يحدث في المجتمع البدعة توجب الفرقة والسنة توجب الجماعة ولهذا يقول اهل السنة والجماعة واهل البدعة والفرقة فاذا لا النهي عن العداوة والبغضاء يتطلب من امة الاسلام ان يجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا اجتمعوا عليهما ذهبت عنهم العداوة والبعظاء ما داموا معتصمين بحبل الله سبحانه وتعالى المتين واما الاية الثانية وهي قول الله عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا البراء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده حتى تؤمنوا بالله وحده معنى ذلك اذا امنوا بالله وحده ماذا يكون انتهت العداوة والبغضاء انتهت لان انتهى موجبها وهذا مما يدل على انه لا يجوز ان يكون ان تكون العداوة البغضاء للمؤمنين العداوة والباباء ليست العداوة والبغضاء للكافرين اما المؤمن ليس له عداوة وبغضاء وانما له النصيحة كما قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم قال رحمه الله تعالى باب الفحش وقول الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم وقوله وقوله تعالى اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل الاية قال باب الفحش والفحش اصله عند العرب في كل شيء خرج عن مقداره وحده حتى يستقبح كل شيء خرج عن حده ومقداره زاد عن حده ومقداره زيادة صار صار بها قبيحا وكل شيء يزيد عن حده ويفحش في الزيادة عن حده يقبح فهذا اصل اطلاقا ولهذا اذا خرج الانسان عن حده في المحافظة على لسانه وعلى منطقه وعلى كلامه واصبح يأتي على لسان الالفاظ النابية والكلمات السيئة يقال عن هذا هذه الكلمات وهذه الاقوال فحش قال عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء فالفحش هو كل ما زاد عن الحد مما يقبح كل ما زاد عن الحد وخرج عن الحد مما يقبح بالمرء ويكون في المنطق ولهذا يقال فاحش المنطق ويكون في الاعمال تكون اعمال الانسان فاحشة ولهذا قال جل وعلا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومن الفاحشة ايضا التي تتعلق بالزنا الحديث عنه بما يدعو الى انتشاره وشيوعه وتهييجه وتحريكه بين الناس فهذا كله من الامور التي جاء الاسلام التحذير عنها عدها واعتبارها في آآ في عظائم الذنوب قال وقول الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فالذين امنوا لهم عذاب اليم يحبون ان تشيع ان تشتهروا وان تنتشر يحبون ان تشيع اي ان تشتهر وان تنتشر وان تفشوا في اه الناس الفاحشة اي الشنيعة القبيحة المستقطعة فالذين امنوا اي في اوساط المؤمنين في اوساط اه المؤمنين لهم عذاب اليم اي عقوبتهم عند الله سبحانه وتعالى العذاب الاليم. هذا دليل على ان حب اه الشيوعية وانتشارها من كبائر الذنوب لان الله توعد من فعل ذلك بالعذاب الاليم مما يدل على ان ذلك من الذنوب العظيمة نعم وقوله تعالى اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل الاية هذا فيه ان من نصح لله ورسوله نصح لله اي بالايمان به وتوحيده واخلاص الدين له جل وعلا والبعد عن الاشراك به والدعوة الى دينه سبحانه وتعالى ونصح لرسوله عليه الصلاة والسلام بطاعته واتباعه وتصديق اخباره الانتهاء عن نواهيه صلوات الله وسلامه عليه ان من كان كذلك فهو محسن فهو من المحسنين لان لان فعاله واقواله انطوت على النصيحة اما من لم يكن ناصحا مفهوم المخالفة ان من لم يكن ناصحا لله ورسوله وانما كان على الظد من ذلك هؤلاء عليهم السبيل ولهم العقوبة عند الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر مودة اعداء الله وقول الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباء الاية وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون ان كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. وقوله ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم نار الاية وقال ابو العالية لا ترضوا لا ترضوا باعمالهم وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما لا تميلوا اليهم كل الميل في المحبة ولين الكلام والمودة. نعم قال رحمه الله باب ذكر مودة اعداء الله باب ذكر مودة اعداء الله والمودة مكانها القلب ولهذا اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة في جملة اعمال القلوب آآ السيئة قلب باب ذكر مودة اعداء الله. والمودة هي المحبة واعداء الله سبحانه وتعالى واعداء دينه ليس لهم في قلوب المؤمنين الا البغض وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء. فليس لهم الا البغض فان المحبة في الله والبغض في الله محبة المؤمن في الله وبغضه في الله وذلك اوثق عرى الايمان فلا يجوز لمؤمن لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان يواد اعداء دين الله لا لا يجتمعان. ولهذا اورد رحمه الله قول الله عز وجل لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم وهذا فيه ان من مقتضيات الايمان العظيمة عدم مودة من حاد الله سبحانه وتعالى ورسوله ولو كان اقرب قريب ولو كان اقرب قريب ابا او ابنا او اخا او عما او خالا او غير ذلك فمن كان محادا لله ورسوله ليس له في قلوب المؤمنين الا البغضاء فاذا انعكس الامر واصبح آآ في المؤمنين او في اهل الامام من يواد اعداء اعداء دين الله فهذا من عظائم الذنوب لان الصادق بالله واليوم الاخر لا يجتمع معه في قلب واحد موادة اعداء دين الله سبحانه وتعالى واورد قول الله عز وجل قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها هذه محاب ثمانية ذكرت في هذه الاية الكريمة محاب ثمانية جبرت القلوب والنفوس على حبها كل انسان يحب اباه وابنه واخوانه وزوجه وعشيرته وامواله ومسكنه ولا شيء في ذلك وهذا امر جبر الله سبحانه وتعالى النفوس عليه لا شيء في ذلك لكن الخطورة اذا كانت هذه الاشياء او بعضها او شيء منها محبتها مقدمة على محبة الله ومحبة رسوله ولهذا قال احب اليكم من الله ورسوله فاذا كانت هذه الاشياء محبتها مقدمة على محبة الله ومحبة رسوله فلمن كان كذلك هذا الوعيد فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين اي الخارجين عن طاعة الله سبحانه وتعالى قال وقوله ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار تركنوا اي تميلوا ولتركنوا الى الذين ظلموا اي لا تميلوا الى الظالمين والميل اليهم يكون موافقتهم على ظلمهم والرضا آآ باطلهم وضلالهم ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. وهذا فيه ان الركون الى الظالمين بالميل اليهم ومودتهم ومحبتهم من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ولهذا قال فتمسكم النار قال ابو العالية اي في معنى الاية لا ترضوا باعمالهم وهذا من معاني الركون الى الذين ظلموا الرضا باعمالهم الرضا باعمالهم وموافقتهم على باطلهم وظلمهم ضلالهم او تحسين ما هم عليه من الضلال آآ الباطل او مدح اعمالهم الباطلة كل هذا معدود في الركون الى الذين ظلموا وهم من عظائم الذنوب وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما لا تميل اليهم كل الميل في المحبة ولين الكلام والمودة لا تميل اليهم كل الميل في المحبة ولين الكلام والمودة بحيس تكون اه التعامل معهم والمؤلفة لهم لا لا يوجد فرق بين بينه وبين المسلم وهذا معنى كلامه قال لا تميلوا اليهم كل الميل المحبة ولين الكلام لكن ان احب المسلم اباه الكافر المحبة الطبيعية على خدمته له و رعايته له فلا يلام على هذه المحبة الطبيعية ايضا اذا لان الكلام مع الكافر لان الان الكلام مع الكافر من اجل تحبيب الاسلام ودعوته للدين ايضا لا شيء في ذلك كما قال الله عز وجل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم. وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين لا يمنع ان ان تناطف بالكلام ان تقدم له الهدية ان تعامله المعاملة الحسنة من اجل استجلاب قلبه ودعوته لدين الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المرء مع من احب اخرجاه قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المرء مع من احب. اخرج الى البخاري ومسلم. المرء عن من احب هذا عام ان كان مع ان كان يحب المؤمنين فهو معهم ويحشر معهم وان كان يحب الكافرين واعداء الدين فهو معهم ويحشر معهم فالمرأة مع من احب فاذا كان يحب اهل الايمان حشر معهم وذهب الصحابة رضي الله عنهم فرحوا بهذا الحديث فرحا عظيما حتى قال آآ انس رضي الله عنه ما فرحنا بعد فرحنا بالاسلام بشيء مثل فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم المر مع من احب فرحوا بذلك قال وانا احب ابو بكر وعمر وارجو ان يحشرني الله معهم وان لم الحق بهم اي في الاعمال فالشاهد ان قوله المرء مع من احب تدل بعمومها انه لا يجوز ان يكون في القلب مودة لاعداء الدين. لان ان وجد في قلبه مودة لاعداء الدين فالمرء من احب المرء مع من يود اذا كان المودة والمحبة مصروفة لاعداء دين الله عز وجل فان من كان كذلك حشر معهم وهذا وجه ايراد المصنف رحمه الله بهذا الحديث بهذه الترجمة اخذا من عموم الحديث. المرء مع ما اه المرء مع من احب ونسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يرزقنا اجمعين حبه اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك. والعمل الذي يقربنا الى حبك نسأله جل وعلا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا