بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل بان الايمان المطلق مستلزم للاعمال. قال رحمه الله مما يدل من ومما يدل من القرآن على ان الايمان المطلق مستنزل بالرحمن قوله تعالى انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون. فنفى الايمان عن غير هؤلاء فمن كان اذا ذكر بالقرآن لا يفعل ما فرضه الله عليه من سجود لم يكن من المؤمنين. وسجود الصلوات الخمس فرض باتفاق المسلمين. واما سجود التلاوة ففيه نزاع وقد يحتج بهذه الاية من يوجبه لكن ليس هذا موضع بسط هذه المسألة. فهذه الاية مثل قوله انما المؤمنون الذين اذا انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يغتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم. وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر الجامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه. ومن ذلك قوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين. انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريب يترددون وهذه الاية مثل قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله وقوله ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي ما انزل اليه ما اتخذوه من اولياء. بين سبحانه ان الايمان له لوازم وله اضداد موجودة تستلزم ثبوت لوازمه. وانتفاء ومن اولاده مودة من حاد الله ورسوله. ومن اضداده استئذانه في ترك الجهاد. ثم صرح بان استئذانه انما يصدر من الذين لا انا بالله واليوم الاخر. ودل قوله والله عليم بالمتقين على ان المتقين هم المؤمنون. ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني هو مؤمن وقوله لا يؤمن من لا يأمن لا يأمن جاره بوائقه وقوله لا تؤمنوا حتى تحابوا وقوله لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولد ووالده والناس اجمعين. وقوله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه من الخير ما يحب لنفسه. وقوله من غشنا فليس منا ومن حمل علينا السلاح فليس منا نعم قال رحمه الله تعالى فصل في دخول الاعمال في مسمى الايمان. قال واما اذا قيد الايمان فقرن بالاسلام او بالعمل الصالح فانه قد يراد ما في القلب من الايمان باتفاق الناس. وهل يراد به ايضا المعطوف عليه ويكون من باب عطف الخاص على العام او لا يكون حين الاقتران داخلا في مسمى بل يكون لازما له على مذهب اهل السنة او لا يكون بعضا ولا لازما. هذا فيه ثلاثة اقوال للناس. كما سيأتي ان شاء الله وهذا موجود في عامة الاسماء يتنوع مسماها بالاطلاق والتقييد. مثال ذلك اسم المعروف والمنكر اذا اطلق كما في قوله تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وقوله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. وقوله والمؤمنون والمؤمنات. بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يدخل في المعروف كل خير وفي المنكر كل شر ثم قد يقرن بما هو اخص منه كقوله لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فغير بين المعروف وبين الصدقة والاصلاح بين الناس كما بين اسم الايمان والعمل واسم الايمان والاسلام وكذلك قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. غاية بينهما وقد دخلت الفحشاء في المنكر في قوله ينهون عن المنكر ثم ذكر مع المنكر اثنين في قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. جعل البغي هنا مغايرا لهما دخل في المنكر في في دينك الموضعين. ومن هذا الباب لفظ العبادة. فاذا امر بعبادة الله فاذا امر بعبادة الله مطلقا دخل في عبادة في كل ما امر الله به فالتوكل عليه مما امر به والاستعانة به مما امر به. فيدخل ذلك في مثل قولي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وفي قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. وقوله انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبدوا الله مخلصا له الدين. وقوله قل الله اعبد مخلصا له وديني وقوله افغير الله تأمروني اعبد ايها الجاهلون ثم قد يقرن به بها اسم اخر. كما في قول اياك نعبد واياك نستعين. وقول فاعبده وتوكل عليه وقوله نوح عليه السلام اعبدوا الله واتقوه واطيعون وكذلك اذا افرد اسم طاعة الله دخل في طاعته كل ما امر به وكانت طاعة الرسول داخلة في طاعته وكذا اسم التقوى اذا افرد دخل فيه فعل كل مأمور به وترك كل محظور. قال طلق طلق ابن حبيب التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله. وهذا كما في قوله ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وقد يقرأ بها اسم اخر كقوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقوله انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر محسنين وقوله واتقوا الله الذي تساءلون به الارحام وقوله اتقوا الله وقولوا قولا سديدا وقولي اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وقولي اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وامثال ذلك وقوله اتقوا الله وقولوا قولا سديدا مثل قوله امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. وقوله امن الرسول بما انزل انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فعطف قولهم الايمان كما عطف القول السديد على التقوى. ومعلوم ان التقوى اذا اطلقت دخل دخل فيها القول السديد وكذلك الايمان اذا اذا اطرق دخل فيها السمع والطاعة لله وللرسول وكذلك قوله امنوا بالله ورسوله. واذا اطلق الايمان بالله في حق امة في محمد صلى الله عليه وسلم دخل فيه الايمان بالرسول وكذلك قوله والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. واذا اطلق الايمان بالله دخل فيه الايمان بهذه التوابع وكذلك قوله والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وقوله قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واذا قيل فامنوا بالله ورسوله النبي الامي دخل في الايمان برسوله الايمان بجميع الكتب والرسل والنبيين وكذلك اذا قيل وامنوا برسوله يؤتكم من رحمته واذا قيل امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه دخل في الايمان بالله ورسوله الايمان بذلك كله. والانفاق يدخل في قوله في الاية الاخرى امنوا بالله ورسوله. كما يدخل القول السديد في في مثل قوله ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب. وكذلك لفظ البر اذا اطلق تناول جميع ما امر الله به كما في قوله ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم. وقول ولكن البر من من اتقى وقوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل في الرقاب واقاموا الصلاة واتى الزكاة والمكهول بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. فالبر اذا اطلق فكان مسماه مسمى التقوى والتقوى اذا اطقت كان مسماها مسمى البر. ثم قد يجمع بينهما في كما في قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى. وكذلك الاثم اذا اطلق دخل فيه كل ذنب وقد يوقن بالعدوان كما في قوله تعالى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وكذلك لفظ الذنوب اذا اطلق دخل فيه ترك كل واجب وفعل كل محرم كما في قوله يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. ثم قد يقرن بغيره كما في قوله ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وكذلك لفظ الهدى اذا اطلق تناول العلم الذي بعث الله به رسوله والعمل به جميعا فيدخل فيه كل ما امر الله به كما في بقوله اهدنا الصراط المستقيم والمراد طلب العلم بالحق والعمل به جميعا. وكذلك قوله هدى للمتقين والمراد به انهم يعلمون ما فيه ويعملون به. ولهذا صاروا مفلحين. وكذلك قول اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا. وانما هداهم بان الهمهم العلم النافع والعمل الصالح ثم قد يقرن الهدى اما بالاجتباء كما في قوله واجتبيناهما بينهما الى صراط مستقيم وكما في قوله شاكرا لانعمه اجتباه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب. وكذلك قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. والهدى هنا هو الايمان ودين الحق هو الاسلام واذا اطلق الهدى كان كالايمان المطلق يدخل فيه هذا وهذا. ولفظ الظلال اذا اطلق تناول من ضل عن الهدى سواء كان عمدا او جهلا ولزم ان يكون معذبا كقوله انهم الفوا اباءهم ضالين فهم على اثارهم فرعون. وقوله ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا سبيلا. ربنا اتنا ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وقوله فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ثم قد يقرن بالغي والغضب كما في قوله ما ضل صاحبكم وما غوى. وفي قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين وقولي ان المجرمين في ضلال وسعر وكذلك رفظ الغيب اذا اطلق تناول كل معصية لله كما في قوله عن الشيطان ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم مخلصين وقد يقرن بالظلال كما في قوله ما ظل صاحبكم وما غوى. وكذلك اسم الفقير اذا اطلق دخل فيه المسكين. واذا اطلق لفظ المسكين تناول الفقير واذا قورن بينهم واحدهما غير الاخر فالاول كقوله وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وقوله فكفارة اطعام عشرة مساكين والثاني كقوله انما الصدقات للفقراء والمساكين وهذه الاسماء التي تختلف دلالتها بالاطلاق والتقييد والتجريد والاقتران تارة يكونان اذا افرد احدهما اعم من الاخر كاسم الايمان والمعروف مع عملي ومع الصدق وكالمنكر مع الفحشاء ومع البغي ونحو ذلك. وتارة يكونان متساويان في العموم والخصوص كرفض الايمان والبر والتقوى ولفظ الفقير والمسكين. فايها اطلق تناول ما يتناوله الاخر وكذلك لفظ التلاوة فانها اذا اطلقت في مثل قوله الذين اتيناهم من الكتاب يتلون حق تلاوته. تناولت العمل به كما فسره بذلك والتابعون مثل ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وغيرهم قالوا يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون ويؤمن المتشابه وقيل هو من التلاوة بمعنى الاتباع كقوله والقمر اذا تلاها وهذا يدخل فيه من لم يقرأه. وقيل بل من تمام قراءته ان يفهم معناه ويعمل به. كما قال ابو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤون يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. وقوله الذين اتيناهم الكتاب يتلون حق تلاوته قد فسر بالقرآن فسر بالتوراة. وروى محمد بن ناصر باسناده الثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما يتلون حق تلاوته قال يتبعونهم حق اتباعه. وروي ايضا عن ابن عباس يتلونه حق تلاوته قال يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفون عن مواضعه وعن قتادة يتلون حق تلاوة اولئك يؤمنون به. قال اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بكتاب الله وصدقوا به احلوا حلاله وحرموا حرامه وعملوا بما فيه ذكر لنا ان ابن مسعود كان يقول ان حق تلاوته ان يحل حلاله ويحرم حرامه وان نقرأه كما انزل الله ولا نحرفه عن مواضعه وعن الحسن يتلونه حق التلاوته قال يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابه يكلون ما اشكل عليهم الى عالمه. وعن مجاهد يتبعون حق اتباعه وفي رواية يعملون به حق عمله ثم قد يقرن بالتلاوة غيرها كقول ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. قال احمد بن حنبل وغيره تلاوة الكتاب بطاعة الله كلها ثم خص الصلاة بالذكر كما في قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة وقوله فاعبدني واقموا الصلاة لذكري وكذلك لفظ اتباع ما انزل الله يتناول جميع الطاعات كقوله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دون اولياء. وقولي فمن اتبع هداي فلن يضل ولا يشقى. وقولي وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقد يقرن به غيرك قوله وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. وقولي اتبع ما احدث من ربك لا اله الا هو اعرض عن المشركين. من قوله واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. وكذلك لفظ الابرار. اذا اطلق دخل فيه كل تقييم والمقتصدين واذا قرن بالمقربين كان اخص. قال تعالى في الاول ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم. وقال في الثاني كلا ان كتاب الابراج لفعلين وما ادراك كتاب مرقوم يشهده المقربون. وهذا باب واسع يطول استقصاره. وهو من انفع الامور في معرفة دلالة الالفاظ مطلقا. وخصوصا الفاظ الكتاب والسنة وبه تزول شبهات كثيرة كثر فيها نزاع الناس. من جملتها مسألة الايمان والاسلام فان النزاع في مسماهما. اول اختلاف وقع افترقت الامة لاجله وصاروا مختلفين في الكتاب والسنة وكفر بعضهم بعضا وقاتل بعضهم بعضا. كما قد بسطنا هذا في مواضع اخر. اذ المقصود هنا بيان شرح كلام الله ورسوله على وجه مبين ان الهدى كله مأخوذ من كلام الله ورسوله باقامة الدلائل الدالة. لا بذكر الاقوال التي تقبل بلا دليل وترد بلا دليل. او يكون المقصود بها نصر غير الله والرسول فان الواجب ان يقصد معرفة ما جاء به الرسول واتباعه بالادلة الدالة على ما بينه الله ورسوله ومن هذا الباب اقوال السلف وائمة السنة في تفسير الايمان فتاوة يقولون هو قول وعمل. وتارة يقولون هو قول وعمل ونية وتارة يقولون قولون عمل ونية اتباع السنة وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح. فان قالوا قول وعمل فانه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعا وهذا هو المفهوم من لفظ القول والكلام ونحو ذلك اذا اطلق. والناس لهم في مسمى الكلام والقول عند الاطلاق اربعة اقوال فالذي عليه السلف والفقهاء والجمهور انه يتناول اللفظ والمعنى جميعا كما يتناول لفظ الانسان بالروح والبدن جميعا. وقيل بالمسماه هو اللفظ والمعنى ليس جزءا مسماه بل هو مدلول مسماه وهذا قول كثير من اهل كلام المعتزلة وغيرهم وطائفة من المنتسبين الى السنة وهو قول النحات بان صناعتهم متعلقة الالفاظ وقيل وقيل بالمسماه هو المعنى واطلاق الكلام على اللفظ مجاز لانه دال عليه وهو قول ابن كلاب ومن اتبعه وقيل بل هم مشترك بين اللفظ والمعنى وهو قول بعض المتأخرين من كلابية ولهم قول ثالث يروى عن ابي الحسن انه مجاز في كلام الله حقيقة في كلام الادميين لان حروف الادميين تقوم تقوم به ولا يكون الكلام قائما بغير المتكلم بخلاف الكلام القرآني فانه لا يقوم عنده بالله فيمتنع ان يكون كلامه ولبسط هذا موضع اخر. والمقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول وعمل اراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. ومن اراد الاعتقاد رأى ان لفظ القول لا منه الا القول الظاهر او خاف ذلك فزاد الاعتقاد بالقلب. ومن قال قول وعمل ونية قال القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان. واما العمل فقد لا يفهم منه النية فزاد ذلك. ومن زاد اتباع السنة فلان ذلك كله لا يكون محبوبا لله الا باتباع السنة واولئك لم واولئك لم يريدوا كل قول وعمل انما ارادوا ما كان مشروعا من الاقوال والاعمال ولكن كان مقصودهم الرد على المرجية الذين جعلوه قولا فقالوا بل هو قول وعمل والذين جعلوه اربعة اقسام فسروا مرادهم كما سئل سهل ابن عبد الله التستري عن الايمان ما هو؟ فقال قول وعمل ونية سنة لان الايمان اذا كان قولا بلا عمل فهو كفر. وان كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق. وان كان قولا وعملا ونية بلا سنة فهو بدعة. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد رحمه الله تعالى فصل في ان الايمان المطلق مستلزم للاعمال مر بنا ان اهل العلم في مسمى الايمان مرة يطلقون الايمان المطلق ومرة يريدون مطلق الايمان والفرق بين الايمان المطلق ومطلق الايمان ان الايمان المطلق هو الايمان الكامل الذي من وصف به او سمي به فقد اتى على جميع امور الايمان الواجبة. واتى ايضا بما يزيد على ذلك واما اذا قيل مطلق الايمان فالمراد به من حقق اصل الايمان وبقي في دائرة الاسلام يقول شيخ الاسلام ومما يدل من القرآن على ان الايمان المطلق وهو الكمال مستلزم الاعمال قوله تعالى انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا فسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون فهذا يصف الله الذي يعطى اسم الايمان المطلق انه اذا ذكر بايات الله عز وجل سمع واستجاب واطاع وسارع في طاعة الله عز وجل فقوله فدفى الايمان عن غيره فنفي الايمان عن غير هؤلاء او فدفن الايمان عن غير هؤلاء فمن كان اذا ذكر بالقرآن لا يفعل ما فرضه الله عليه من السجود فيكون المعنى هنا انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها والمراد بالايات هنا الايات المسموعة انه اذا ذكر بكلام الله وامر بشرع الله عز وجل قال سمعنا واطعنا وامنا وسارع في طاعة الله عز وجل خروا سجدا اي اذعل وانقادوا والسجود هو السجود هنا وان كان يراد معناه الحقيقي لان معناه الذل والخضوع انه يستجيب ويطيع ويخضع لاوامر الله استجابة ولنواهيه تركا وهو مع ذلك ايضا يسبح بحمد ربه وهو لا يستكبر اي انه ينقاد ويقبل. ينقاد ويقبل ويقبل كل ما جاء من عند الله عز وجل فهذا هو الذي يسمى المؤمن كامل الايمان وهو الذي استجاب لله ولرسوله واطاع الله ورسوله وسبح بحمد ربه ولم يستكبر لا اعراظا ولا عنادا ولا جحودا فيكون المعنى اذا ذكر بالقرآن يفعل ما فرضه الله عليه من السجود والسهول يراد به الصلوات سجود الفرائض وان كان قد يشمل ايضا المعنى العام وهو الذل والخضوع والانكسار لله عز وجل. فيكون اعم واشمل ثم ذكر خلافا في مسألة التلاوة هل يدخل في هذا الوجوب؟ منهم من احتج بهذه الاية على وجوب سجود التلاوة وشيخ الاسلام رحمه الله تعالى يوجب سجود التلاوة يوجبه في الصلاة خاصة اذا امر به سجد لكن الذي عليه الجمهور ان سجود التلاوة ليس بواجب وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرئ عليه اية سجدة ولم صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله تعالى وهذا مثل قوله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم انفسهم وكما قال ربنا انما المؤمنون الذين اذا ذكر اذا اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتاب او مثل قوله انما المؤمنون الذين امنوا ورسول الله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوا. فيلاحظ هنا انه ذكر هنا النفقة فذكر هنا الاستئذان وذكر في مقام اخر الاذن لهم حتى اذا صاروا تعلم الكاذبين وقوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر وقوله ايضا انما للمؤمن الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. وقوله ايضا لا تجد قوما يؤمنوا بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله فقول ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء فكل هذه الاعمال تدل عليه شيء على ان تارك شيئا منها انه لا يسمى مؤمن تارك هذه الامور لا يسمى مؤمن فان تركها كلها فليس من في قلب الايمان شيء وان ترك بعضها نقص من ايمانه بقدر بقدر ما ترك فكأنه يريد رحمه الله تعالى يبين ان الايمان مركب من هذه الاعمال وان الايمان اذا جاء في القرآن مطلقا فالمراد به فالمراد به اي شيء تحقيق الايمان الكامل كل ما جاء في القرآن انما المؤمنون اي المؤمنون الايمان الكامل الذين اتوا بما اوجب الله عز وجل عليهم واوجبه عليه رسول صلى رسوله صلى الله عليه وسلم قالوا من هذا الباب ايضا قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن تنفى الايمان عن الزاني ونفى الايمان عن السارق ونفى الايمان عمن لا يأمن جاره من لا يأمن جاره بوائقه وايظا ونفى ايظا الايمان عن عن المتباغظين ونفع ايضا الايمان حتى اكون احب اليه نفى الايمان عن من يحب غير الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الرسول او اشد وقوله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. وقوله من غشنا فليس منا ومن حمل على الانسان فليس منا كل هذه الاحاديث الصحيحة تدل على ان من فعل خلة من هذه الخلة ينتفي الايمان معها انه ليس بالمؤمن الايمان الواجب وان ايمانه ناقص والنفي في كتاب الله للايمان الاصل فيه نفي الكمال نفي كمال الايمان الواجب ولم يأتي لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفي الايمان المتعلق المستحب وانما جميع ما جاء في القرآن والسنة من نفي الايمان فهو متعلق اي شيء بالايمان الواجب ليس هناك نفي الايمان فهو يتعلق بالايمان المستحب انما ما جاء في كتاب الله فلا وربك لا يؤمنون او في السنة لا يؤمن لا يزني حين يزني وهو نفى الايمان عنه. فان المراد بالنفي هنا نفي الايمان الواجب اي كمال الايمان الواجب وقد يأتي النفل ايضا متعلقا باصل الايمان فقد ينفى الايمان من اصله وقد ينفى الايمان من كمال الواجب اما لكي كمال من الايمان المستحب فلم يأتي لا في الكتاب ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله تعالى هذا اذا جاء الايمان مطلقا فانه يقرن معه العمل يعني اذا جاء الامام المطلق دخل فيه الاعمال ودخلت ايضا الاقوال ودخل في ظن اعتقاد القلب وقول القلب هذا اذا جاء الايمان مطلق انما المؤمنون من هم؟ من حقق الايمان قولا وعملا قول قلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح هذا هو الايمان المطلق. المسألة الاخرى قال واما اذا قيد الايمان. الان جاء الايمان مطلقا وفهمناه. اذا جاء المطلق سيكون معناه الامام الكامل اذا جاء الايمان مقيدا او مقرونا بغيره كما قال تعالى بسم الله الرحمن والعصر ان الانسان لفي خسر الذين امنوا وعملوا الصالحات فقد ذكر الايمان وقرنه بالعمل الصالح. فهل يكون الايمان هو هو نفسه؟ الايمان السابق هذه محل خلاف بين العلماء والذي عليه جماهير اهل العلم ان ذكر العمل بعد الايمان هو من باب ذكر الخاص بعد العام وانه يذكر من بعد العام من باب تشريف وتعظيم امره فكما قال تعالى من كان عدوا من كان عدوا لجبريل وميكائيل فان من كان عدوا لله ورسوله وملائكته فان الله عدو للكافرين من كان عدوا لله وملائكته رسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. فذكر الملائكة ثم ثن بعد ذلك باي شيء بجبريل وميكال مع انه ذكر دخلوا في عموم قوله من كعدوا لله ورسوله وملائكته دخلوا في هذا في هذه الصفة ثم خصهم بالذكر تعظيما لشأن وتشريفا لهم. كذلك يقال هنا الذين امنوا وعملوا الصالحات انه دخل في الايمان العمل الصالح لكنه ذكره على وجه الخصوص تشريفا له ويكون باب من باب ذكر الخاص بعد العام قال هنا شيخ الاسلام فانه قد يراد بهما في القلب. يقول واما واما اذ اذا قيد الامام فقرن بالاسلام او بالعمل الصالح فانه قد يراد به ما في القلب. فيكون الامام هنا المراد به ما في القلب والعمل هو الظاهر من الايمان باتفاق الناس هذا لا يخالف في احد انه بمجرد ان يذكر الايمان والعمل فان فان في لفظ الايمان يدخل عمل القلب لا خلاف والخلاف هل يدخل عمله او لا يدخل؟ والصحيح انه يدخل ايظا وهل يراد به ايضا المعطوف عليه؟ المعطوف عليه شيء؟ العمل الصالح. هل يدخل؟ وهل يراد بايظا؟ ويكون من باب عطف الخاص على العام؟ او لا يكون حين الاقتران داخلا في مسماه بل يكون لازما يعني الان شيخ الاسلام كأنه يذكر لك اقوال اهل العلم القول الاول انه اذا قرن فالمراد بالايمان عمل القلب والمقرون به يراد به العمل الظاهر. القول الثاني انه من باب ذكر الخاص بعد العام فيدخل من باب ذكر الخاص بعد العام القول الثالث انه وان لم يدخل فانه يكون لازما لمسمى الايمان فيكون من من لوازم الايمان العمل الصالح القول الرابع بل يكون هذا مذهب اهل السنة او لا يكون بعضا ولا لازما هذا هو قول المرجية ليس لازما ولا بعضا ولا يدخل مسمى الايمان فذكر لنا الاربعة اقوال القول الاول انه انه فقط يراد به العمل الظاهر ولما يراد به التصديق او او الاقرار والانقياد انه من باب ذكر العام من باب ذكر قاصي بعد العام من باب انه من لوازم الايمان من باب انه لا يدخل لا لازما ولا ضمنا ولا بعظا ويكون العمل داخ خارج مسمى امام يقول هنا فهذه ففيه آآ هذا فيه ثلاث اقوال الناس كما سيأتي ان شاء الله وهذا موجود في عامة الاسماء يتنوع مسماها بالاطلاق والتقييم فذكر امثلة من ذلك اسم المعروف المعروف عندما يأتي مطلقا يدخل فيه اي شيء يقول اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال هذا معروف اي اي عمل يحبه الله ويرضاه ويكون عملا صالح فانه داخل مسمى المعروف والمنكر كل عمل يبغضه الله ورسوله يدخل في مسمى المنكر واذا اطلق المعروف وذكر معه غيره فهذه سيأتي معنا كما قال تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فاعظم ما امر الله به من المعروف او اعظم ما امر به الرسول صلى الله عليه وسلم المعروف واي شيء التوحيد. واعظم ما نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم من المنكر هو الشرك بالله ويدخل تحت هذا جميع الاعمال الصالحة ويدخل تحتها جميع الاعمال المحرمة والمكروهة ثم ذكر الله عز وجل كنتم خير امة اخرجن تأمرون بالمعروف عن المنكر وذكر قوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض امر معه في هذا المنكر هذي كلها من باب اطلاقات عامة ثم قد يقرن هذا جاء الان الامر بالمعروف مطلقا اسم المعروف واسم المنكر جاء مطلق ولم يقيد ولم ولم يقرن بغيره ثم ذكر الله قوله لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف ذكر المعروف ذكر الصدقة مع ان الصدقة داخل مسمى المعروف على وجه العموم لكن حيث حيث قرنت بالمعروف هنا افادت التغايب او يقال فيها كما قيل في الامام الاعمال الصالحة ان من باب ذكر الخاص من باب ذكر من باب ارداف العام بالخاص او من باب ذكر العام بعد الخاص من باب بذكر العام بعد الخاص فالصدقة خاص والمعروف عامة فخص الصدقة هنا من باب عظيم شأنها يقول فغاير بين المعروفين الصدقة والاصلاح بين مع ان الاصلاح بين الناس والصدقة كلها داخل المسمى المعروف كما غاير بين اسم بين اسم الايمان والعمل الصالح واسم الايمان وعلى هذا نقول لا يستطيع احد ان يقول ان الصدقة ليست داخلة في المعروف ولا ان الاصلاح داخل غير داخل معروف ولا لا؟ هل يقول احد ان الاصلاح ليس داخل المعروف؟ لا لا يقول هل يصح ان يقول ان الصدقة ليس بمعروف؟ نقول كما يقال هنا انها ليست خارجة عن مسمى المعروف. فكذلك الاعمال الصالحة لا يمكن ان تقال انها خارج المسمى الايمان. وان وان كان التغاير يدل على المفارقة والتباين فيلزمك هنا ان تلتزم هذا المعنى وهذا مستحيل لا يقبل عقلا ان الصدقة والاصلاح بين الناس ليس داخل مسمى المعروف ولو كان المغايرة لاصبح ان لاصبح بين الاصلاح بين الناس وبين الصدقة والمعروف بينهما تغاير وتباين وهذا لا يقوله عاقل بل المعروف والمعروف يشمل الصدقة ويشمل الاصلاح بين الناس. فكذلك يقال في باب الايمان ان الايمان يشمل العمل الصالح ويشمل اقوال القلوب ويشمل الجوارح فالباب باب واحد. فكما قبلت هنا يلزمك ايضا ان تقبله هناك وكذا قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. غاية بينهم وقد دخلت الفحشاء في المنكر. الفحشاء داخل مسمى المنكر الفحشاء من المنكر ولكن الفحشاء اخص الفحشاء يتعلق باي شيء يتعلق بالفواحش من الزنا واللواط وما شابه ذلك وتنهى ايضا على ما هو اعظم من ذلك واشمل ولا يقول قائل ان الفحشاء ليست من المنكر لان الله يقول يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فاذا كانت الفحشاء ليست داخلة خرج خرج بقوله تعالى وينهاه عن المنكر خرجت الفاحشة التي ليست من المنكر وخرج من المعروف الاصلاح والصدقة فانها ليست من المعروف على قولهم وهذا باطل وقد دخلت الفحشاء في قوله وينهون عن المنكر وينهون عن المنكر. فهذا من باب انه خص الفحشاء لعظيم قبحها تعظيم قبحها فهو يكون من باب ايش؟ من باب ذكر العامي بعد الخاص. كما انه في باب الايمان ذكر ايش؟ الخاصة بعد العام فهو فهو داخل فيه ولكن قد يخص بالذكر لتعظيم امره او لتشريفه كما قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان العدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي تاما الفحشاء والمنكر والبغي مع ان المنكر يشمل الفحشاء وايش ايضا؟ البغي. والمعروف ايضا يشمل العدل والاحسان وايتاء ذي القربى. والعدل والاحسان يشمله ايضا ايتاء القربى فهو من باب من باب انه يذكر العام ويعقبه ببعض افراده تخصيصا له. قاله لجعل البغي هنا مغايرا لهما وقد دخل ففي المنكر قدم المنكر في في ذلك الموضعين ومن هذا الباب لفظ العبادة فاذا امر بعبادة الله مطلقا او فاذا امر بعبادة الله مطلقا دخل في عبادته كل ما امر الله به التوكل عبادة وليس بعبادة؟ عبادة يدخل في قوله فاعبدوا الله. ويدخل ايضا الاستعانة ويدخل في جميع اي عبادة تدخل اي عبادة يفعلها الانسان والله امر بها فانها داخلة في مسمى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فالتوكل الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة والرجاء والمحبة وغيره من انواع العبادة تدخل في قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وهذا مثل قوله تعالى وعمومه وما يقتل الجن والانس الا ليعبدون اي جميع ما امر الله به من الاقوال والاعمال الله الباطنة هي داخل المسمى العبادة واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. وقوله انا انزلنا اليه الكتاب الحق فاعبد الله مخلصا له الدين. وقوله قل الله اعبد مخلصا لي مخلصا له او ديني وقوله افغير الله تامروني اعبد ايها الجاهلون. قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. الى عندك فاعبدوا توكل فاعبده وتوكل عليه واضح الشاهد ذكر العبادة مطلقة والزمك ان التوكل اسم من اسماء العبادة ليس بعبادة؟ بل عبادة ثم الله قرن بينه وبين العباد فقال فاعبده وتوكل لا يقول قائل ان التوكل ليس من عبادة حتى يذكر على وجه الخصوص وانما ذكر من باب تشريفه وتعظيمه وقول نوح عليه السلام فاعبدوا الله واتقوه واطيعوه. ولا شك ان طاعته طاعة في اي شيء من العبادة وتقوى الله من العبادة وكذلك اذا افرد اسم طاعة اذا اذا افرد اسم طاعة الله دخل في طاعته كل دخل بطاعته كل ما امر به وكانت طاعة الرسول داخلة في طاعته وكذا اسم التقوى اذا مفرد دخل فيه كل دخل فيه فعل كل مأمور وترك كل محظور. التقوى يشمل كل ما يتقى به كل ما تفعله تقوى وتوقي وتقوي عن معصية عن عذاب الله عز وجل وسخطه قال طلق ابن حبيب التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان تترك وان تترك معصية الله على نور من من الله خوفا من عذاب الله عز وجل ثم قال وهذا كما في قوله تعالى ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ثم ذكر المتقين على وجه الاطلاق فقالوا من يتق الله يجعل له مخرجا هذا مطلق ولم يقيده وذكر ان من يتقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام وقوله واتقوا الله وقولوا قولا سديدا. مع ان القول بالسديد داخل مسمى التقوى والصبر داخل مسمى التقوى وكذلك تتقي الله في هؤلاء الارحام داخل مسمى عموم او داخل مسمى او داخل في عموم التقوى فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين الصدق داخل المسمى التقوى وهكذا. فاراد شيخ الاسلام ان يرد برد مفصل على من يقول ان ذكر الايمان ذكر ايمان مسبوقا او ذكر معقوبا بالعمل الصالح دليل على ان العمل ليس بمسمى الايمان يعني يقول كأنه يقول يقول هؤلاء يقولون ان الله ذكر الايمان وذكر الاعمال الصالحة مما يفيد اي شيء التغاي والتباين بينهما. يقول شيخ الاسلام الله ذكر في كتابه الفاظ مطلقة ثم قرنها. وبالاجماع ان المعروف يدخل فيه ما ذكرنا. ثم ذكر ان المعروف قرن بغيره. التقوى الصلاة المنكر واظح فهو يريد ان يبرك امثلة ان الله ذكر اعمالا مطلقة وذكر معها شيء من مفرداتها فلا يقول قائل ان هذا المفرد الذي هو مفردات هذا العام انه خارج عن تلك انه خارج عن ذلك العموم وهذا يتفق معه من يتفق معنا في هذا حتى المخالف يتفق معنا ان ان الصدقة داخل في مسمى المعروف وان اصلاح ذات البين داخل مسمى المعروف وان الفحشاء داخل مسمى المنكر فاذا فاذا طردت اصلك السابق وان المغايرة ان ان العطف بالواو يدل على المغايرة والتباين لزمك لزمك ايضا هنا اي شيء ان تقول هناك تغار بين المعروف وبين الصدقة. وهناك تغار بين المنكر وبين الفحشاء. وهناك تغاير بين التقوى والصبر هناك واضح؟ فيريد انه جاء في كتاب الله الفاظ العامة ودلت على معنى حال عمومها واطلاقها. وقرنت بغيرها ولم يكن هذا الاقتران مخرج لهذي الافراد من ذلك العموم بل هي داخلة في العام وانما ذكرت على وجه التخصيص وعلى وجه التشريف على وجه التقبيح او على وجه التشنيع ثم قال رحمه الله تعالى فقوله قولوا قولا سديدا ثم قال مثل قوله امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. الايمان بالله ورسوله يدخل الانفاق ولا ما يدخل بيدخل في باب الايمان ومثل قولي امن الرسول بما انزل من ربه كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد ورسله قالوا سمعنا واطعنا اين وين العام وين المفرد وقالوا سمعوا طاعة من داخل المسمى الامام السابق لكنه خص بالذكر تعظيم وتشريفا لشأنه فعطف قولهم على الايمان كما عطف القول السائل على التقوى ومعنى التقوى اذا اطلقت دخل فيها القول السديد وكذلك الايمان اذا اطلق دخل فيه السمع والطاعة لله وللرسول. امنوا بالله ورسوله يستلزم الله ورسوله ماذا يستلزم او ماذا يدخل فيه؟ طاعة الله وطاعته واذا اطلق الايمان بالله بالله في حق امة محمد صلى الله عليه وسلم دخل فيه الامام الرسول وكقوله والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله مع انهم بقوله وصف بالمؤمنين تدعو لاي شي؟ على انهم امنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله لكن ذكر ذلك تعقيبا من باب التشريف ومن باب تعظيم هذا الشيء واذا اطلق الايمان بالله دخل فيه الايمان بهذه التوابع وكذلك قوله والذين يؤمنون بما انزل اليكم انزل من قبلك بمعنى ان الذي يؤمن بما اوزع محمد لابد ان يكون مؤمنا بما انزل على من قبله لان هذا المقتضى الايمان فلو قال انا اؤمن بما نزل محمد ولا بما انزل قبله صح ايمانه؟ لا يصح ايمانه وقوله قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل ابراهيم واذا قيل فامنوا بالله ورسول النبي الامي دخل في الايمان برسوله الايمان بجميع الكتب والسماوية والرسل والنبيين وكذلك اذا قيل وامنوا برسوله يؤتكم كفليه من رحمته. واذا قيل امنوا بالله ورسوله وانفقوا ما جعلت مصطفى فيه. دخل في الايمان بذلك كله والانفاق يدخل في قوله في اية اخرى امنوا بالله ورسوله كما يدخل القول السديد في مثل قوله ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب. قال وكذلك لفظ البر اذا اطلق تناول جميع ما امر الله به في قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم ولكن البر من ولكن لمن يتقى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر ذوي القرب واليتامى والمساكين وابليس صلاة الزكاة والموفود البئس والطواحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. فالبر اذا اطلق كان مسماه مسمى التقوى. والتقوى اذا اطلقت كان مسماها مسمى البر ثم قد يجمع بينهما البر والتقوى في قوله وتعاونوا على البر والتقوى. هل يقول قائل ان البر هنا يخالف التقوى؟ من جهة المعنى كل كل كل ما يسمى بالتقوى هو امتثال ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه امر وسلم او نهى عنه الرسول لم كذلك البر يدخل فيه كل فامر الله به ورسوله وكل ما نهى عنه الله ورسوله. لكن هنا اذا ذكر على وجه على وجه الاقتران قد يكون البر له معنى خاص وهو ان تفعل ان تفعل ما ما يوصلك الى الله. والتقوى ان تتقي ما يبعدك عن الله عز وجل. وهكذا من باب ان يكون الفعل يكون البر من باب الفعل واتقوا من باب من باب الترك هذا قد يكون وجه. قال وكذلك لفظ الاثم اذا اطلق دخل فيه كل ذنب وقد يقرن بالعدوان ولا تعاون الاثم والعدوان مع ان العدوان داخل مسمى الاثم العدوان خاجع مسمى الاثم العدوان اثم وكذلك يغفر الذنوب اذا اطلق دخل فيه ترك كل واجب فعل كل وفعل كل محرم كما في قوله تعالى يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم قل يا عبادي الذين لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اذا الله يغفر الذنوب جميعا ثم قد يقرن بغيره كما في قوله ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. فلا يقول قائل ان الاسراف خارج عن مسمى الذنوب ولكنه ادخله من باب ذكر الخاص بعد العام. وكذلك لفظ الهدى اذا اطلق تناول العلم واطال يعني هذا يدل على سعة على سعة احاطة شيخ الاسلام بنصوص الكتاب والسنة فهو لم يذكر مثالا واحدا بل ذكر امثلة كثيرة ترد على قول من يقول ان ذكر الايمان والاعمال الصالحة بدون اي شيء على التغاير والتباين. فاذا تصورت المسألة هذه استطعت ان ترد على هؤلاء بنصوص كثيرة. ليس بنص واحد لان عندنا دائما اذا اردنا ان نرد نقول لا اذا من ذكر هذا ان بل هو من باب ذكر العام على الخاص لكن اذا اتبعت لك مثل هذه الادلة قويت حجتك وابطلت حجة الخصم ثم قال كقوله آآ وكان لفظ الهدى اذا اطلق تناول العلم الذي بعث الله به رسوله والعمل الهدى يطلق على العلم والعمل هذا الهدى فيدخل في كل ما امر الله به كما قال في قوله اهدنا الصراط المستقيم والمراد طلب العلم بالحق والعمل به جميع وكذلك قول هدى للمتقين والمراد منهم يعلمون ما فيه ويعملون به. ولهذا صاروا فكذلك قوله الحمد لله الذي هدانا لهذا. اي وفق للعلم وللعمل وانما هداهم بان يلهمهم العلم النافع والعمل الصالح ثم قد يقرن الهدى اما بالاجتباء واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم والاجتباه داخل مسمى الهدى ان هو التوفيق وهو الالهام. وكقوله شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب وكل من هداه فقد اجتباه وكل من اشتبه فقد هدي وكذا قوله تعالى هو الذي ارسل رسول الهدى ودين الحق. والهدى هنا اي شيء؟ العلم والعمل ودين الحق هو العلم والعمل به والهدى هنا هو الايمان ودين الحق والاسلام على قول واذا اطلق الهدى كاد الايمان المطلق يدخل في هذا وهذا واذا اطلق الهدى كان كالايمان. اذا اطلق الهدى دخل فيه الدين الحق ودخل فيه العمل والعلم ودخل في كل امور الاسلام والدين يدخل بمسمى الهدى الهدى يشمل كل طريق يوصل الله وكل عمل يوصل الله وكل قوم الله يدخل بمسمى الهدى كاسم الايمان المطلق يدخل في جميع اعمال ان يدخل في جميع الاعمال والاقوال اقوال القلوب واعتقاد القلب اعمال القلوب واقوال القلوب وقول اللسان واعمال القلوب واعمال الجوارح الى ذكر ايضا قال ولفظ الضلال اذا اطلق تناول من ضل عن هدى سواء كان عمدا او جهلا ولزم ان يكون نقف على كلمة ولفظ الضلال اذا اطلق والله اعلم هل هل هناك حاجة بان تستدل بعشرات الايات؟ لا هو بس توقيت الحجة. عندما تذكر هذه الحجج تبهر خصمك ما يستطيع يرد. ليس ليس هو ان يقول يقول هذي مجاز هذي وهذي وهذي وهذي كلها ترد عليه واضح فهو يكفي واحدة يكفي واحدة لكنه اراد شخص اي شيء ان يرد على هؤلاء بنصوص كثير من الكتاب والسنة تبطل دعواهم ان العمل الصالح خارج عن مسمى الايمان دليل الذين امنوا وعملوا اصلا هذا حجته قل الله ذكر الذين امنوا وعملوا الصفاء فهل اي شيء ان العمل شيء والعمل والايمان شيء اخر يبطل بهذه الاقوال واضح الخاص ما في شك العدوان كأن اقبح الاثم العدوان تقبيح هذا الشيء انما كما قال تعالى آآ كنتم خير امة تأمرون في ليلة قبلها ولتكن منكم امة ها يدعو الى الخير ويؤمن بالله. فذكر الامر بانه داخل مسمى الايمان. لكن ذكر لذكره شيء؟ لتخصيص وتشريفه وعظيم وانه لا وان هذه الصفة هي صفة المؤمنين. اذا تخلى الانسان من هذه الصفة تخلى من اسم الايمان المطلق التقوى هي ثمرة ثمرة او هي اصل آآ ناتج عن الايمان ام هي مرادفة؟ لا هي مرادفة. التقوى كما قلنا الايمان المطلق يقابلها بالاسم التقوى واضح؟ هني متى البر؟ يقابل الايمان بالاسم المطلق. التقوى يقابل بر. فكل ما يدعوك الى الطاعة وترك المعصية يسمى تقوى يسمى بر يسمى ايمان الاوسع الاوسع معنى الايمان من ما في اشكال يقول لاحظ الايمان هو يشمل اي شيء يشمل الاقوال والاعمال قلبية القلبية واللسان العملية الاعمال القلبية والاعمال الجأ لجبل الجوارح التقوى ايضا يشمل اعمال القلوب واقوالها ويشمل قول لسان واعمال الجوارح. كل هذا البر يشمل اقوال القلوب واعمالها ليش ما ايضا قول اللسان واعمال الجرح؟ فهي مترادفة الايمان يعني مترادف على اختلاف فقط من جهة يعني بعض بعض المعاني خاصة الايمان والتقوى والهدى والبر هذي اربعة اسماء كله يصدق بعضه على بعض انه معنى واحد من باب النيش الترادف لكن لها هذي لها معنى مثل ما قلنا السيف والمهند والصابر كل هذه علماء لكن كل واحد من الاسماء هذه له صفة غير الاخر شيخنا. السلام عليكم. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم كفر او اشرك. هل يدل على المغايرة؟ هذا الشك ليس قاعدة على الشك. هذا على الشك. هل هو قال ترى واشرك واضح؟ يعني لو قال كفر واشرك اصبح لكن حين اقول آآ في الحديث هذا اعل بعلة الانقطاع لكن على فضل صحته نقول ان هذا من فعل الفعل اما ان يكون كافرا بالله عز وجل او يكون مشركا والشرك يدخل في الاصغر او الاكبر فان حلى بهذا تعظيما تعظيما لعظمته ولعظم شأنه كان من الشرك الاصغر وان جعله مساو لله عز وجل كان من الشرك الاكبر واظح وان كان يعني جحودا لنعمة الله عليه وحلفا بهذا الرجل كان ايضا كفرا وعلى كل حال نقول كل شرك كفر وليس كل كفر وليس كل كفر شرك. وهناك من يرى ايضا ان الكفر والشرك يعني كل كافر شاعر مشرك وكل مشرك كاف من جهة واحدة وهي جهة الهوا الهوا انه عندما كفر انما كفر من اجل تقديمه شيء هواه هواء قد يكون البيت المال قد يكون بيت الهوا قد يكون بيت الشرف قد يكون بيت يعني الله يستكبر عشان نسمه قال سيكفر عشان ايش؟ عشان المال قد يكبر عشان الهوا اعوذ بالله نسأل الله العافية وهل نسيان نقول هنا للخلاف؟ خلاف لفظي؟ ام يترتب عليه شيء؟ ما يترتب عليه شيء الا مسألة الكفر الاكبر والكفر الاصغر والشرك الاكبر الشرك الاصغر هذا الاختلاف فقطم. سامي ابراهيم. عن الايمان المطلق كامل ومطلق الامام الناقص في الفترة الاخيرة الناقص حتى يذهب حتى يذهب كله. طيب ذكرتم الايمان الواجب الكامل ولمن آآ المستحب. يعني الفرق الى الواجب وكل ما امر الله به على وجه الوجوب. او امر به صلى الله عليه وسلم على وجه الوجوب. اي معنى صلى وصام وزكى وفعل الواجبات. لكنه ما قام الليل ولا صام الاثنين والخميس ولا صام ولا فعل شيء من النوافل. هذا معه الايمان الواجب معه الايمان الواجب حقق الايمان الواجب لكن الايمان المطلق الذي يشمل الواجب والمستحب ما اتى به اعلى من هزا يعني اذا قيل المؤمن فهو الذي فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه هذا يسمى الان مؤمن يسمى مؤمن نطلق اهو اسم الايمان الواجب. الامام المطلق هذا يسمى مطلق الايمان لكن الان الامام المطلق فيه كمال. الذي هو كمال ايمان مطلق وكمال يعني كمال ايمان الواجب وكمال ايمان مستحب. كمال الايمان الواجب وكمال مال مستحب هذا حقق كمال الايمان واجب ولم يحق كمال من المستعان. اذا ترك المستحبات وفعل المكروهات يسمى حق الكمال من الواجب ولم يأت بكمال الايمان المستحب اذا فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات حق الكمال مال المستعب وهل حققه كامل؟ يقول لا انما هو يوصف بانه انه اتى بكمال الايمان وهل بلغ نهايته؟ نقول لا يبلغه اما ازا صدق بكل ما قال بها ربنا والرسول ولكن اتى بالمعاصي ابدا. يبقى ليس كامل لم يحكمها الايمان الواجب. انما ايمان ناقص احسن والله مسلم كلنا مسلمين الله يجعلنا ما رأيك في هذا الكتاب شوفوا شكله ذا مفخخ فخم ذا كأنه الله يحفظك قسم على ثلاث مجلدات مركز مركز حفاظ فاضل السنة يا شيخ في بريدة. مم الفضل الوحيد تقريبا