الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ذكر قسوة القلب وقول الله تعالى فبما نقظهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه. الاية وقوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله وقوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. الاية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الكبائر باب ذكر قسوة القلب قسوة القلب افة عظيمة من افات القلوب وذلك ان القلب يمرض واذا اشتد به المرض اصيب بهذه الافة قسوة القلب واذا وجدت هذه الافة في القلب حمانا الله اجمعين فان القلب يظلم فلا تنفعه موعظة ولا ولا يرتدع بوعيد ولا يحركه وعد ولا ينفع فيه ترغيب ولا ترهيب بل يكون معرضا عن كل خير منصرفا عن الحق والهدى مقبلا على كل ضلال وباطل وهذا مما يبين خطورة هذه المضغة الصغيرة التي في الانسان وعظم اثرها على سلوكه واعماله قد مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب اورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة ايات بدأها بقول الله عز وجل فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه فبما نقضهم ميثاقهم السياق عن اليهود قد اخذ الله عليهم الميثاق باقام الصلاة وايتاء الزكاة ولزوم طاعة الله واتباع الرسول اخذ عليهم العهد بذلك فنقضوا عهد الله نقضوا عهد الله من بعد ان اوثقوا ذلك العهد والالتزام بما عاهدوا الله تبارك وتعالى عليه فترتب على ذلك هذه العقوبات التي صدرها الله سبحانه وتعالى باللعن لهم. لعناهم لعناهم واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله عز وجل والباء في قوله فبما نقضهم ميثاقهم؟ باء السببية اي بسبب نقضهم للميثاق لعنهم الله سبحانه وتعالى وطردهم من رحمته وبسبب نقضهم للميثاق ايضا جعل الله تبارك وتعالى قلوبهم قاسية وتنبه هنا لفائدة مهمة تتعلق بهذه الترجمة الا وهي ان دخول الانسان في المعاصي معصية تلو الاخرى وتفريطه في الطاعات والواجبات الدينية واجبا تلو الاخر يترتب عليه قسوة القلب يترتب عليه قسوة القلب قال فبما نقضهم ميثاقهم الميثاق الذي كان اه نقضوه ونقض بلزوم الطاعة من صلاة وزكاة امتثال لاوامر الله سبحانه وتعالى فنقضوا هذا العهد فبسبب ذلك لعنهم الله وجعل قلوبهم قاسية اذا قسوة القلب من هو امر يترتب على ولوج المرء في المعاصي ودخوله فيها وتركه للواجبات الدينية التي اوجبها الله سبحانه وتعالى على عبادة فيترتب على ذلك قسوة القلب قالوا وجعلنا قلوبهم قاسية وجعلنا قلوبهم قاسية. انتبه هنا لقوله وجعلنا فان القلوب كلها بيد الله قلوب العباد كلها بيد الله سبحانه وتعالى كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه وهنا قال وجعلنا قلوبهم قاسية فوالذي بيده سبحانه وتعالى صلاح القلوب وسلامتها وزكاتها بل الله يزكي من يشاء الامر كله بيده جل وعلا قال وجعلنا قلوبهم قاسية ومعنى قاسية اي مثل الحجارة مثل الحجارة في قسوتها وربما كانت اشد قسوة واذا وصل القلب الى هذه المرحلة لم ينتفع بموعظة ولم ولم ينتفع بزاجر ولم يفد فيه ترغيب ولا ترهيب قال يحرفون الكلمة عن مواضعه يحرفون الكلم اي كلام الله سبحانه وتعالى وحيه وتنزيله يحرفونه عن مواضعه اي يصرفونه عن مواضعها اما بتغيير في الفاظه او في بتغيير في معانيه ودلالاته من تغييرهم في في الالفاظ لما قال الله عز وجل لهم قولوا حطة حرفوا الكذب وزادوا فيه حرفا قالوا حنطها اي حبة من الحنطة حطة اي حط عنا الذنوب والخطايا فزادوا حرفا وجعلوا ذلك معناه حبة حنطة فبدل ان يكون طلبا الغفران من الله سبحانه وتعالى بدل ان تكون الكلمة كلمة فيها طلب الغفران من الله سبحانه وتعالى جعلوها كلمة فيها طلب للدنيا وما فيها من طعام وغذاء نحو ذلك يحرفون الكلمة عن مواضعه. والتحريف نوعان تحريف لفظي تحريف لفظي وتحريف معنوي والتحريف اللفظي يكون بتغيير الكلمة وابدالها كلمة اخرى او بتغيير حرف في الكلمة او بتغيير كتم اعرابية مثلا في الكلمة وحركة غير اعرابية بحيث يتغير المعنى بتغير الكلمة والتحريف المعنوي يكون مع ابقاء الكلمة كما هي لكن تعطى الكلمة معنى لفظ اخر وهذا كله ذكره الله سبحانه وتعالى في اوصاف اليهود ذكره الله سبحانه وتعالى في اوصاف اليهود ثم اورد رحمه الله قول الله عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها نزل احسن الحديث القرآن الكريم وهذا فيه فضل هذا القرآن وعظم شأنه وانه افضل الكتب المنزلة واعظمها شأنا وهو الكتاب الذي انزله الله سبحانه وتعالى على خير رسله صلوات الله وسلامه عليه فهو افضل كتاب وقد انزل على افضل رسول عليه الصلاة والسلام وكان هذا الكتاب خاتمة الكتب السماوية فكما ان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لا نبي بعده فان كتابه القرآن الكريم لا كتاب بعده. فواخر الكتب المنزلة وخيرها واعظمها وافضلها الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها وهذا الوصف للقرآن بالتشابه ووصف للقرآن كله وصف للقرآن كله فالقرآن كله متشابه القرآن كله متشابه. ومعنى ومعنى متشابه اي متجانس متوائم يؤيد بعضه بعضا ولا يعارض بعضه بعضا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فالقرآن الكريم متشابه اي اياته وسوره ودلالاته متشابهة ليس فيها تعارظ وليس فيها تناقض بل يؤيد بعضه بعضا فهذا وصف للقرآن كله وهذا يسمى التشابه العام لان التشابه الذي وصف به القرآن الكريم نوعان تشابه عام وتشابه خاص تشابه العام هو هذا المذكور في هذه الاية الكريمة والمراد به كما عرفنا التشابه بمعنى التجانس التوائم عدم التعارض والاختلاف فهذا وصف للقرآن الكريم كله واما التشابه الخاص فهو الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فوصف بعض القرآن بالتشابه وفي اه اياتنا هذا وصف القرآن كله بالتشابه فاذا التشابه الذي وصف به القرآن تشابه عام وهو المذكور في هذه الاية وتشابه خاص والمذكور في اية ال عمران والتشابه الخاص معناه خفاء المعنى خفاء المعنى وعدم ظهوره فالقرآن منه ايات محكمات اي واضحة ظاهرة المعنى بينة وايات متشابهات اي معناها ليس ظاهرا لكل احد فيها خفاء لا يقف على معناها ولا يعلم مدلولها الا الراسخون في العلم ولهذا قال الله سبحانه وتعالى واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما انا من في العلم الذين يعلمون تأويله اي تأويل المتشابه تأويل المتسابق. فاذا التشابه الخاص المراد به خفاء المعنى وهذا الخفاء ليس خفاء مطلقا وهذا التشابه ليس تشابها مطلقا وانما هو تشابه نسبي بمعنى انه يخفى على بعض الناس ولا يخفى على اخرين وهم الراسخون في العلم قال مثاني وهذه صفة اخرى للقرآن مثاني اي ثني فيه وابدي فيه واعيد من ذكر اسماء الله وصفاته وعظمته وجلاله وكمال تدبيره وايضا بني فيه القصص والوعد والوعيد والترغيب والترهيب وبيان آآ الاحكام وذكر الجنة وذكر النار واخبار النبيين وغير ذلك تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. ذكر امران الاول اقشعرار الجلود والثاني لينها تقشعر وتلين وهذا كله من التأثر بايات القرآن الكريم واذا تأملت في ايات القرآن تجد ان ايات القرآن فيها ايات فيها وعيد ايات فيها وعيد فيها تهديد فيها تخويف فيها انذار هي تحذير من سخط الله وعقوبته سبحانه وتعالى فهذه الايات تأثيرها في القلوب هو هذا تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم لان هذا مقام خوف وخشية واقشعرار الجلود وخوفها عندما يسمع ويتأمل القارئ او السامع لكلام الله سبحانه وتعالى ايات الوعيد التي في القرآن تحرك في في قلبه خشية من الله سبحانه وتعالى وفي بدنه وجلده قشعريرة خوفا خشية من عقاب الله وسخطه وعذابه سبحانه وتعالى ثم القرآن الكريم ايضا في ايات اخرى فيها الترغيب والترهيب وذكر الجنة وذكر النعيم وذكر الثواب وذكر الرحمة وذكر المغفرة وذكر التوبة وذكر العفو الى غير ذلك فهذه الايات ايات الترغيب تلين اه بتأملها وتدبرها وسماعها جلود هؤلاء المؤمنين وهذا فيه ان القرآن بتلاوة المسلم له يتحرك فيه الامران يتحرك فيه الامران يتحرك فيه الترغيب والترهيب الرهبة والرهبة الرجاء والخوف لان القرآن وحد ووعيد ترغيب وترهيب قالوا ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله وهذا فيه ان القرآن الواجب على المسلم الا يكون حظه منه مجرد التلاوة دون التأمل في المعاني والتدبر في الدلالات والله سبحانه وتعالى يقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ويقول عز وجل افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرة ويقول جل وعلا افلم افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ويقول جل وعلا افلم يتدبروا القول فالله عز وجل انزل هذا القرآن لتتدبر اياته ولتعقل معانيه وليعمل به فاذا كان اه القارئ يقرأ القرآن بالتدبر فان هذه الاوصاف باذن الله سبحانه وتعالى تظهر عليه ويكون من اهلها تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله قال وقوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارظ بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون وهذه هذه الاية الكريمة ذكرها الله سبحانه وتعالى بعد ان ذكر المنافقين وحالهم ومآلهم فبعد ذكره لحالهم قال جل في علاه الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الم يأن للذين امنوا اي الم ياتي الوقت الذي يقبل فيه اهل الايمان على القرآن وعلى ذكر الله وعلى تحقيق الخشية من الله سبحانه وتعالى الم يأن الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من من الحق وهذا فيه ان القلوب اذا اقبلت على ذكر الله واقبلت على وحيه وتنزيله جل في علاه فانه يؤثر في قلوبها خشوعا يؤثر في قلوبهم خشية واقبالا على طاعة الله سبحانه وتعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. اذا هذه الايات الثلاثة التي ذكر المصنف رحمه الله تعالى جاء جمع فيها بين الداء والدواء جمع فيها بين الداء والدواء. الداء العظال الذي هو القسوة قسوة القلوب والدواء ذكر الله ذكر الله والاقبال على كتابه والتأمل في وحيي وتنزيله فان شفاء القلوب من هذا الداء العظيم لا يكون الا بهذا الدواء ولهذا يؤثر ان رجلا جاء الى الحسن البصري رحمه الله تعالى يشكو قسوة قلبه يشكو قسوة قلبه فقال له الحسن اذبه بذكر الله اذ بهذه القسوة بذكر الله سبحانه وتعالى. فالمصنف رحمه الله تعالى جمع هنا بين ذكر الداء وذكر الدواء والاية الثالثة التي ذكرها رحمه الله تعالى وفي سورة الحديد كانت سبب هداية هدأ هدأ هداية عدد من عباد الله سبحانه وتعالى منهم الفضيل ابن عياض رحمه الله في قصة مشهورة ذكرها الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته في كتابه سير اعلام النبلاء قال رحمه الله تعالى عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لاطماع ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون. رواه احمد قال عن ابن عمرو اي عبد الله ابن عمرو ابن العاص رظي الله عنهما مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم وهذا فيه القاعدة المعروفة في الشريعة ان الجزاء من جنس العمل الجزاء من جنس العمل هل جزاء الاحسان الا الاحسان للذين احسنوا الحسنى فالجزاء من جنس العمل قال ارحموا ترحم ارحموا اي انتم ايها العباد من في الارض ترحموا ايرحمكم من في السماء رب العالمين جل في علاه وفي الحديث الاخر من لا يرحم لا يرحم من لا يرحم لا يرحم فالجزاء من جنس العمل ولهذا يجب ان يكون تعامل انسان مع الناس مع الدواب مع الطير الى غير ذلك ان يكون تعامله معهم بالرحمة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بهذا التعامل لانه اذا كان فيه هذه الرحمة للناس والدواب والطير فان الله يرحمه ولهذا جاء في الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله الشاة اذبحها وارحمها يذبحها لان الله اباح له ان يذبحها ليأكل ويطعم ويطعم اهله واولاده وظيفه من من لحمها. لكن وهو يباشر ذبحها قامت فيه رحمة لهذه الدابة ولهذا يرفق بها ويحسن الذبحة ويحد سفرته كما جاء في ذلكم الحديث ويتعامل معها برفق ورحمة ليس بغلظة وقسوة بشدة فقال يا رسول الله الشاة اذبحها وارحمها. فقال عليه الصلاة والسلام والشاة اذا رحمتها رحمك الله. والشاة اذا رحمتها رحمك الله وهذا فيه ان ان الرحمة رحمة الاسلام التي دعا اليها عباد الله المؤمنين رحمة عامة ليست خاصة الناس بل هي تشمل الناس والدواب آآ الطير ارحموا من في الارض ارحموا من في الارض وفي هنا بمعنى على هم من في الارض اي من على الارض ليس المراد من في الارض اي من وفي بطنها ارحم من في الارض اي من على من علا الارض وفيه تأتي بمعنى على يرحمكم من في السماء اي من على السماء فوالله سبحانه وتعالى العلي على عرشه المجيد كما قال سبحانه وتعالى الرحمن على العرش استوى فيقول عليه الصلاة والسلام ارحموا ترحموا ارحموا عباد الله وارحموا الناس ارحموا الدواب ارحموا الطير ترحموا يرحمكم من في السماء سبحانه وتعالى واغفروا اي قابلوا الناس في اخطائهم في اه آآ ظلمهم مثلا لكم في تعدياتهم الى غير ذلك قابلوا ذلك بالعفو والصفح والتجاوز والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين قابلوا ذلك بالعفو والمسامحة واغفروا اي لمن اه اخطأ عليكم لمن اساء في حقكم اغفروا له. لذلك يغفر لكم ان يغفر الله لكم خطاياكم وذنوبكم وهذا فيه ان الجزاء كما تقدم من جنس العمل هذا كلام عظيم جدا مؤثر ارحموا ترحموا اغفروا يغفر لكم كلام عظيم فيه هدايات عظيمة مباركة لكن من الذي ينتفع به الا من فتح الله اه على قلبه وشرح صدره للاقبال على الخير وقبوله ولهذا قال بعده ويل لاقماع القول ويل لاطماع القول اقنع القول هم اولئك الناس الذين يسمعون المواعظ الزواجر الترغيب مثل هذا الترغيب العظيم ارحموا ترحموا اغفروا يغفر لكم يسمعون لكن لا ينتفعون مثل ما يقال يدخل من اذن ويخرج من الاذن الاخرى قال ويل لاقماع القول الاقماع جمع قمع الاقماع جمع قمع وهو الذي يسمى العامية او الدارجة المحقان المحجان يكون وعاء اعلاه واسع واسفله ضيق فاذا اردت ان تصب زيتا او ماء او عسلا او في وعاء اه فوته ظيقة تأتي بهذا المحقان وتضع اه الجانب الضيق في المكان الذي تريد ثم تصب من الجانب الواسع فينزل هذا المحقان الذي هو يقال له القمع ماذا ينتفع بهذا الذي يصب فيه؟ يدخل من جهة ويخرج من الجهة الاخرى ما ما ينتفع ولا يحتفظ بشيء منه. كل ما تصبه فيه يخرج من الجهة الضيقة تصب من جهة واسعة ويخرج من الجهة الضيقة ما يستفيد طول وقته لا يستفيد يصب فيه اشياء جيدة من عسل وزيت واشياء مفيدة جدا كلها ما يستفيد منها تدخل من الجهة الواسعة وتخرج من الجهة الضيقة فقال ويل لاقماع القول يعني اولئك الذين يسمعون القول العظيم المواعظ المؤثرة الكلام النافع المفيد فلا ينتفعون مثلهم مثل الاقماع مثلهم تمام مثل الاقماع التي يدخل فيها الاشياء الجيدة من الجهة وتخرج من الجهة الاخرى وهؤلاء يسمعون ويسمعون ويسمعون لكن لا تعي قلوبهم ولا تعقل ولا تنتفع ولا تتعظ ولا تتأثر قال ويل لاقماع القول ويل للمصرين ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ويل هذه كلمة تهديد واعيد انذار بالعقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى للمصرين اين مصرين على ذنوبهم وما يسخط ربهم سبحانه وتعالى ويل لهم الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون يعلمون ان هذا فيه فيه سخط الله في عقوبة الله تعلمون ان هذه ذنوب عظيمة ومخالفات جسيمة لامر الله سبحانه وتعالى وهم مصرون على اه الذنوب غير مبالين بما يسخط الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي عنه مرفوعا لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب. وان ابعد القلوب من الله القلب القاسي وللترمذي عنه اي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام قال لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله لا تكثر الكلام بغير ذكر الله يعني لا ينبغي للانسان ان يكون مكثرا من اه الكلام لان الامر كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قال من كثر كلامه كثر سقطوا ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه فالنار اولى به كثرة الكلام يترتب عليه كثرة الزلل كثرة الزلل وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ابواب خاصة تتعلق بالكبائر المتعلقة باللسان فالذي يكثر كلامه لا لا يضبط نفسه فيما يقول تجده مع كثرة الكلام ربما تخرج منه الكلمة لا يلقي لها بالا لكثرة كلامه يهوي بها في النار سبعين خريفا والعياذ بالله ولهذا يحتاج العبد الى عناية بكلامه ومنطقه وظبط الفاظه والبعد عن الثرثرة وكثرة الكلام بل اه يتكلم باعتدال يتكلم بما فيه منفعة وفائدة دينية او اه دنيوية يتفكر فيما سيقول ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث من صمت نجا وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت يقل خيرا او ليصمت وسيأتي كما اشرت عند المصنف رحمه الله باب خاص بذلك قال لا تكثر الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلوب قسوة للقلوب. هنا ذكر للداء والدواء. هنا ذكر للداء والدواء الداء القسوة والدواء الذكر مثل ما قال بعض السلف هذا القرآن فيه داء ذكر دائكم ودوائكم قال دائكم الذنوب ودوائكم الاستغفار وهذه السنة فيها ذكر الداء والدواء ادى قسوة القلوب والدواء ذكر الله والدواء آآ ذكر الله سبحانه وتعالى وهذا الدواء ان صحة العبارة كما يعرف في الطب الطب او الدواء على نوعين فيه طب او دواء وقائي وقائي وفيه دواء نوع اخر وهو علاج لمرض قائم وذكر الله عز وجل فيه هذا وهذا اذا اكثر الانسان من ذكر الله كان في ذلك وقاية لقلبه من القسوة وقاية من هذا الداء يحتاج الانسان الى ان يكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى حتى يتقي هذا المرض العضال الذي هو القسوة فهو من الطب الوقائي واذا كان الانسان اصيب بالقسوة لا علاج له الا الا الذكر لا علاج له الا ذكر الله سبحانه وتعالى العبد يحتاج الى الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى وقاية لقلبه من آآ القسوة ويحتاج الى ذكر الله سبحانه وتعالى لخروج القلب من القسوة ان كان اصيب بها ان كان اصيب بها وقسوة القلب قسوة القلب هي اشد الامراض خطورة اشد الامراض خطورة وعندما نتحدث عن بعض الامراض التي تتعلق بالجسد وعن الطب الوقائي لها وعن العلاج تجد الناس يقبلون يقبلون عليها ويأخذ التعليمات بدقة ويطبق وتجد مثلا بعضهم يقوم مثلا بانواع مثلا من الحمية الغذائية وغير ذلك حتى يقي بدنه من تلك الامراض وكما قال بعض السلف يعني عجبا لمعنى كلامه لمن يتقي بعظ الاطعمة التي اباح اباحها الله سبحانه وتعالى وخشية من الامراض وحماية الجسم ولا يتقي الذنوب خوفا من النار وسخط الجبار سبحانه وتعالى يتقي بعض الذنوب خوف مضرتها يتقي بعض الاطعمة خوف مضرتها ولا يتقي الذنوب خوف معرتها قال وان ابعد القلوب من الله القلب القاسي وان ابعد القلوب من الله القلب القاسي وهذا فيه خطورة هذا المرض وان القلب اذا اصيب هذه القسوة كان من ابعد القلوب عن الله سبحانه وتعالى ومفهوم المخالفة لذلك ان اقرب القلوب الى الله سبحانه وتعالى القلب الذاكر القلب الذاكر في الحديث من ذكرني في نفسي في نفسه ذكرته في نفسي. ومن ذكرني فيما لا ذكرته في ملأ خير منهم نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن جرير رضي الله عنه مرفوعا من لا يرحم الناس لا يرحمه الله اخرجاه قال رحمه الله تعالى وله ما عن جرير رضي الله عنه مرفوعا من لا يرحم الناس لا يرحمه الله من لا يرحم الناس لا يرحمه الله هذا مقابل ما تقدم ارحموا ترحموا ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء في مقابل ذلك من لا يرحم لا يرحم ما لا يرحم الناس لا يرحمه الله سبحانه وتعالى وهذا فيه ما تقدم ان الجزاء من جنس العمل ان كان احسانا فان الله يقول هل جزاء الاحسان الاحسان وان كان اساءة فان الله يقول ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ضعف القلب. وقول الله تعالى وربطنا على قلوبهم. وقوله تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمن الكاذبين. وقوله تعالى قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين. الاية وقوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله الاية قال رحمه الله باب ذكر ضعف القلب. باب باب ذكر ضعف القلب ضعف القلب ايضا افة ومرض من امراض القلوب وهو دون الذي قبله دون الذي قبله القسوة قسوة القلب فضعف القلب مرض يصيب القلب فاذا اصيب القلب بالضعف يتبع ذلك الجبن والخور وعلى الانهزامية والتواني والفتور وغير ذلك من امور تترتب على ضعف القلب قال وقول الله عز وجل وربطنا على قلوبهم. والسياق في الحديث عن آآ الفتية اصحاب الكهف قال الله عز وجل وربطنا على قلوبهم وربطنا على قلوبهم اي ان الله عز وجل في تلك المقامات والشدائد التي مروا بها كانوا في قوم عندهم بطش شديد وظلم وبغي فالله عز وجل ثبت هؤلاء الفتية على الحق والهدى وهداهم سبحانه وتعالى سواء السبيل وزادهم تبارك وتعالى هدى وربط على قلوبهم ربط على قلوبهم ومعلوما ان القلب في الشدائد العظيمة ووجود الظلم والبغي والبطش والعدوان من الظلمة من الجبارين من المعتدين يصيبه ما يصيبه فاذا من الله عز وجل على القلب وربط على القلب ثبت آآ القلب وقوي ومعه ايضا في ذلك البدن قوة وثباتا تبعه البدن فالامر بيد الله سبحانه وتعالى جل في علاه قال وربطنا على قلوبهم وربطنا على قلوبهم قال وقوله سبحانه الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. اي ان هذه الحياة ميدان امتحان وابتلاء هذه الحياة ميدان امتحان وابتلاء وتمحيص للقلوب تمحيص للقلوب قويها من ضعيفها صالحة من طالحها فهذه الحياة دار ابتلاء وامتحان احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون لابد من الفتنة لاهل الايمان التي يحصل بها التمحيص قال ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. صدقوا في ايمانهم وطاعتهم وتوحيدهم وعبادتهم لله وليعلمن الكاذبين نعم قال وقوله قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها ما داموا فيها فهؤلاء الذين كانوا مع موسى عليه السلام بسبب ضعف القلوب وايضا ضعف الايمان قالوا هذه اه المقالة قالوا هذه المقالة قالوا ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها ما داموا فيها اه نعم كيف نعم حتى يخرجوا منها فهؤلاء قالوا هذه المقالة لضعف القلوب وضعف الايمان بالله سبحانه وتعالى واورد قول الله عز وجل ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اودي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله وهذا ايضا كذلك من ضعف آآ القلوب وظعف الايمان انه اذا اودي في الله اي امتحن امتحن في في جنب الله امتحن في دين الله سبحانه وتعالى بسبب فهذا الابتلاء او الامتحان وضعف القلب يسوي بين فتنة الناس وعذاب الله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وله ما عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه قال ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وفي ايضا في بعض الروايات والمؤمن من المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من آآ هجر ما نهى الله عنه والمراد بالمسلم هنا والمهاجر اي الكامل في اسلامه والكامل في هجرته والكامل في ايمانه هو من كان بهذا الوصف من سلم المسلمون من لسانه ويده. من لسانه لا يعتدي على احد بلسانه ومن يده ايضا لا يعتدي على احد بيده قال والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه اي ابتعد عن كل ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه من الخطايا والذنوب ايضا فيه زيادة في بعض الروايات والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمجاهد من جاهد نفسه فذكرها اربع امور وجاء ايضا في بعض الروايات انه قال ذلك عليه الصلاة والسلام في خطبة الله للناس في حجة الوداع وهذا مما يدل ان هذه المعاني من المعاني المهمة العظيمة والوصايا الجليلة التي يحتاج ان تبين للناس في المجامع العامة حتى يعرف الايمان ويعرف الاسلام والفرق بينهما الهجرة والجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى علاقة هذا الحديث بالترجمة لان هذه المعاني المذكورة من قوة القلب من قوة القلب وانتفاؤها او انتفاء بعضها من ضعف القلب. نعم انتهى؟ اي نعم هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله