الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر ابواب كبائر اللسان. باب التحذير من شر اللسان وقول الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقوله تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقوله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى ابواب كبائر اللسان عرفنا ان المصنف رحمه الله تعالى قسم ابواب هذا الكتاب الى اقسام فبدأ اولا بابواب كبائر القلب ثم انتقل الى ابواب كبائر اللسان ومعلوم ان القلب واللسان هما اخطر ما في الانسان فان المرء باصغريه قلبه ولسانه ليس المرء يده او رجله او جسمه وانما المرء باصغريه قلبه ولسانه فاذا صلح القلب صلح البدن واذا فسد القلب فسد البدن وكذلك الامر في اللسان اذا استقام اللسان استقام البدن واذا اعوج اللسان اعوج البدن وفي الحديث وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر لسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا وهذا يفيد ان الجوارح كلها تابعة للسان ان الجوارح كلها تابعة لللسان فاذا حفظ الانسان لسانه وصانه فان ذلك باذن الله سبحانه وتعالى يكون صيانة لجميع البدن واذا اعوج اللسان وانحرف اعوج ايضا البدن لان ما يكون بلسان المرء ينعكس على جوارحه كلها وهذا مما يدل على خطورة اللسان واللسان خلق للكلام فان لم يحفظه صاحبه في الكلام بخير وذكر وطاعة لله سبحانه وتعالى وامور مباحة. والا خاض في الباطل والحرام وسيأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت قال رحمه الله باب التحذير من شر اللسان تحذير من شر اللسان واللسان فيه خير وشر اللسان فيه خير وشر وخير اللسان هو ذكر الله وتلاوة كلامه والدعوة اليه ومذاكرة العلم والتناصح فهذا كله من خير اللسان وشر اللسان كل باطل وفحش وغيبة ونميمة الى غير ذلكم من افات اللسان التي يجب على المسلم ان يصون لسانه عنها فاللسان فيه خير وشر وهذه الترجمة معقودة بالتحذير من شر اللسان قال وقول الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما عباد الرحمن العبودية نوعان عبودية لربوبية الله سبحانه وتعالى وهذه تشمل جميع الخلق ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وعبودية لالوهيته وهذه تختص باصفياء الله من وفقهم الله سبحانه وتعالى لطاعته ورحمهم جل وعلا وادخلهم في رحمته ولهذا اظافهم الى اسمه الرحمن قال وعباد الرحمن وهذا فيه اشارة الى ان الله سبحانه وتعالى رحمهم واصطفاهم وهداهم الى اهذا الدين العظيم وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا بهذا السياق الاية وما بعدها تعداد صفات عباد الرحمن بدأت بقوله يمشون على الارض هونا اي ان مشيهم الارظ بهذه الصفة هونا ليس بالمشي الذي فيه مثلا الطيش والتهور وليس بايظا المشي المتهالك المتماوت وانما يمشون بهونا بسكون وطمأنينة ووقار فهذه صفة عباد الرحمن مشيهم ليس فيه طيش ولا تهور وايضا ليس فيه تماوت وانما مشي وقار وسكينة طمأنينة وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم الجاهلون اي خطاب الجهل اذا خاطبهم الجاهلون اي خطاب الجهل وهو يمشي في الارض مر بجاهل فخاطبه خطاب جهل من فحش او سب او بذاء او طعن او غير ذلك ما الذي يصنعون قالوا سلاما اي قالوا قولا سالما من الاثم قالوا قولا سالما من الاثم لا لا يقابلون جهل الجاهل بجهل مثله او سبابه بسباب مثله او فحشه بفحش مثله فيكون حالهم والجاهل سواء بل اذا مروا بالجاهل قالوا سلاما اي يقولون قولا فيه السلاما قولا لا اثم فيه لا يخوضون مع الجاهل في جهله او سبابه او فحشه او غير ذلك وانما يقولون قولا فيه سلام هداك الله اصلحك الله او نحو ذلك من الكلام النافع المفيد الذي هو سالم لا اثم فيه قالوا سلاما قال واذا وقوله تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه واذا سمعوا اللغو اعرظوا عنه وهذا ايضا من اوصاف اهل الايمان انهم اذا سمعوا اللغو واللغو كل باطل وكل كلام يسخط الله سبحانه وتعالى اعرضوا عنه اي لم تنصرف قلوبهم اليه ولم تقبل قلوبهم عليه بل يعرضون عن كل لغو وباطل وهذا صيانة انفسهم صيانة لانفسهم والشيخ رحمه الله تعالى اورد ذلك في صيانة اه اللسان وشر اللسان لان اللغو هذا من شر اللسان والواجب على المسلم ان يعرظ عن اللغو ومجالس اللغو لانه ان جلس فيها و شارك اهلها خاض في اللغو مثل خوضهم وخاض في الباطل مثل خوضهم قال وقوله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهذا فيه التحذير الشديد من شر اللسان لان كل كلمة يقولها الانسان مكتوبة عليه فثمة ملكان احدهما عن يمينه والاخر عن شماله وما يقوله من شر وباطل وفحش كله يكتب عليه وكله سيجده في صحيفة عمله يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى فهذه الاية فيها اعظم تحذير من شر اللسان وان الواجب على العبد ان يصون لسانه لان كلامه من جملة عمله الذي يحاسبه الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة. ومن عقل او عقل ان كلامه من جملة عمله الذي يحاسبه الله عليه فانه سيعمل على صيانة لسانه نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت قال عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ذكر الايمان بالله والايمان باليوم الاخر لان الايمان بالله ذكر الايمان بالله لان الله سبحانه وتعالى هو المعبود المقصود الذي يتوجه اليه سبحانه وتعالى بالعبادة ويلتمس رضاه جل وعلا وذكر الايمان باليوم الاخر لان اليوم الاخر هو يوم الجزاء والحساب ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فعليه ان يعمل بما يقتضيه هذا الايمان عليه ان يعمل بما يقتضيه هذا الايمان ومن ذلكم قوله فليقل خيرا او ليصمت فليقل خيرا او ليصمت وهذا الحديث فيه دعوة الى وزن الكلام قبل ان يتكلم الانسان ان يزن كلامه قبل ان يتكلم بكلام فليقل خيرا او ليصمت متى يتحقق للعبد هذا الوصف الا اذا وزن كلامه قبل ان يتكلم عندما يريد ان يخرج الكلمة ينظر فيها ويتأمل هل هي خير او شر نفع او ضر لا تكلم باي شيء يرد في ذهنه بل يمحص ويتأمل ويتحقق فاذا تبين ان الكلام مباحا او سليما فانه يتكلم به واذا تبين ان فيه شر وفيه ضر كف نفسه عن والكلمة قبل ان يتكلم بها صاحبها يملكها واذا خرجت منه ملكته ولهذا العاقل الكيس يزن كلامه قبل ان يتكلم به قال فليقل خيرا او ليصمت فليقل خيرا او ليصمت. في ضوء هذا الحديث اذا تأمل الانسان في كلامه قبل ان يتكلم سيجد ان ما يريد ان يتكلم به لا يخلو من ثلاث حالات سيجد ان ما سيتكلم به لا يخرج عن ثلاث حالات الحالة الاولى كلام تبين له انه صحيح ونافع ومفيد مثلا حدثته نفسه ان يسبح سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ان يقرأ القرآن ان يذكر الله يشرع في هذا مباشرة لان هذا اعظم الخير بل احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى فاذا تأمل في الكلام ورأى سلامته وصحته فانه يبدأ يشرع في هذا الكلام النافع المفيد الذي هو خير ونفع النوع الثاني من الكلام يتبين له انه شر حدثته نفسه بغيبة بنميمة بفحش ببذاء الى غير ذلك فان الواجب عليه ان يمنع نفسه من هذا الكلام النوع الثالث حدثته نفسه ان يتكلم بكلام وتأمل هل هو خير او شر؟ لم يتبين له لا يدري وهذا يحصل لا ادري هل هو من الخير او من الشر وتردد ما الذي يصنع في مثل هذا هل يتكلم او ينتظر قال عليه الصلاة والسلام فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام وقال عليه الصلاة والسلام دع ما يريبك الى ما لا يريبك فالكلام الذي لا يتبين للانسان هو هل هو خير او شر؟ يوقفه حتى يتبين ان تبين له انه خير تكلم وان تبين انه شر لا يتكلم به واذا كان متردد يوقف هذا الكلام لا يخرجه حتى يتبين نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن سهل ابن سعد رضي الله عنهما مرفوعا من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن له الجنة اورد هذا الحديث في الصحيحين عن سهل رضي الله عنه اه مرفوعا قال من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن اضمن له الجنة من يضمن لي ما بين لحييه اي اللسان وما بين اه رجليه اي الفرج وهذا الحديث فيه دعوة لصيانة اللسان وصيانة الفرج صيانة اللسان وصيانة الفرج وان من صانهما فقد ضمن له النبي عليه الصلاة والسلام الجنة انظر هذا الضمان العظيم اضمن له الجنة. الظامن من هو الرسول عليه الصلاة والسلام اضمن له الجنة والامور التي ينال بها هذا الظمان امران حفظ اللسان وحفظ الفرج والشيء المظمون ما هو دخول الجنة الشيء المضمون دخول الجنة بحفظ هذين آآ العضوين من الانسان لسانه وفرجه يحفظ لسانه عن الحرام ويحفظ فرش فرجه عن الفاحشة نعم قال رحمه الله تعالى وعن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما اخوف ما تخاف علي؟ فاخذ بلسان نفسه ثم قال كف عليك هذا قال الترمذي حسن صحيح قال وعن سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما اخوف ما تخاف علي ما هو اكثر شيء تخاف علي منه ما اخوف ما تخاف علي؟ وهذا السؤال من هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه يدل على عظم حرص الصحابة رضي الله عنهم على السلامة والعافية من السرور ما اخوف ما تخاف علي انتبه هنا يعني الصحابة رضي الله عنهم كانت اسئلتهم كما انهم يسألون عن الخير واعمال الخير اي العمل افضل؟ اي العمل احب الى الله؟ كما انهم يسألون عن ذلك ايضا يسألون في الوقت نفسه على الاشياء التي تجتنب ويخشى منها فهذا الان الصحابي رضي الله عنه يقول ما اخوف ما تخاف علي؟ حذيفة رضي الله عنه يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر الان هذا الصحابي يسأل عن الشر ما اخوف ما تخاف عليه وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني مخافة ان يدركني وهذا يفيدنا ان المسلم كما انه مطلوب منه ان يعرف الخير ليعمل به فانه مطلوب منه ان يعرف الشر ليجتنبه وايضا هذا الحديث يفيدنا ان عقد هذه الترجمة التي عقدها المصنف رحمه الله بعنوان باب التحذير من الشر امر مطلوب. وكان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال ما اخوف ما تخاف علي ما اخوف ما تخاف عليه؟ ما هو اشد شيء تخاف علي منه قال فاخذ بلسان نفسه ثم قال كف عليك هذا كف عليك هذا اخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا اي احذر من شر اللسان كف عليك هذا واذا وفق العبد لكف اللسان عن الشر لان قوله كف عليك هذا اي كفه عن الشر لا عن الخير كف عليك هذا اي كفه عن الشر عن كل شيء حرمه الله سبحانه وتعالى فاذا كف الانسان لسانه عن الشر كفت الجوارح عن الشر تبعا له. كما سيأتي معنا في الحديث فان الاعضاء تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا فاذا اعوج اللسان اعوجت الجوارح واذا كف اللسان كما في هذا الحديث كف عليك هذا اذا كف اللسان كفت الجوارح تبع للسان ولهذا قال بعض فالسلف ليس هناك شيء ليس هناك شيء يعني من اعمال الانسان اذا فعله ليس هناك شيء من اعمال اللسان اذا فعله العبد تبعته الجوارح الا اللسان الا اللسان لا يرى احد صان لسانه الا وصلحت اعماله كلها الا وصلحت اعماله كلها نعم قال رحمه الله تعالى وله وصححه عن معاذ رضي الله عنه قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم قال وله اي الترمذي رحمه الله وصححه عن معاذ اي ابن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به هذا السؤال من معاذ رضي الله عنه على اثر بيان النبي صلى الله عليه وسلم له بيان النبي صلى الله عليه وسلم سلم له بعظم من اللسان بعد جملة من الوصايا قال له عليه الصلاة والسلام الا اخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله. قال كف عليك هذا مثل ما تقدم معنا في حديث سفيان كف عليك هذا كف عليك هذا واخذ بلسان نفسه فقلت يا رسول الله او ان مؤاخذون لمؤاخذون بما نتكلم به وهذا يفسر قول كف عليك هذا اي عن الشيء الذي تؤاخذ عليه اي الشيء الذي تؤاخذ عليه يعاقبك الله سبحانه وتعالى عليه من كلام المحرم الكلام الباطل كف عليك هذا قال وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك يا معاذ ثكلتك امك معنى ثكلتك امك اي فقدتك فقدتك اي بالموت هذا ظاهر فالحديث لكن الكلمة ولها نظائر جرى استعمال العرب لها ولا يقصدون الدعاء على الشخص والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال ثكلتك امك يا معاذ لم يقصد الدعاء عليه ولما يقول عليه الصلاة والسلام تربت يداك وهذا دعاء بالفقر معناه الدعاء بالفقر ليس مقصودا بالدعاء وانما يجري على اللسان في مقام مثلا التعجب وهنا يتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من غفلة معاذ رضي الله عنه عن هذا الامر. وخطورة هذا اللسان قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم وهذا فيه ان اللسان من اعظم اسباب دخول النار وسبحان الله من يتأمل يجد ان جل المعاصي واكثرها من ورائها اللسان يجد ان جل المعاصي واكثر المعاصي من ورائها اللسان يبدأ اللسان يتكلم ثم تأتي المعصية بعد ذلك من زنا وفواحش ومحرمات الى غير ذلك اول ما تكون البداية اللسان ثم تتبعه الجوارح. فاذا صان الانسان لسانه سلم مما وراء ذلك من فواحش امور حرمها الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وله عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان ان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا. قوله تكفر اي تذلوا وتخظع قال وله اي الترمذي عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا اذا اصبح ابن ادم. هذا يكون في كل صباح فان الاعضاء كلها اي جوارح الانسان جميعها اليد والقدم والاذن وغير ذلك. فان الاعضاء كلها تكفر اللسان ما معنى تكفر اللسان؟ قال تذل وتخظع تذل وتخضع كل صباح تعلن الجوارح للسان قل صباح تعلن الجوارح للسان بانها تابعة له وان الشيء الذي يكون عليه اللسان يكون على الجوارح تكفر اللسان اي تخضع وتذله. تقول نحن تبع لك الشيء الذي تكون عليه تكون عليه الجوارح تكفر اللسان تقول اتق الله فينا اتق الله فينا فانما نحن بك يد الانسان قدم اذن فرجه الى غير ذلك من اعضائه وجوارحه كلها تكفر لسانه تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا وهذا فيه ان اللسان امير للبدن اعضاء الانسان كلها تابعة له. فان استقام اللسان استقام البدن وان اعوجا اللسان اعوج البدن وهذا يدل على خطورة اللسان كما ان الحديث الذي تقدم معنا الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب يدل على خطورة القلب. والحديثان معا يدلان على ان المرء باصغريه يدلان على ان المرء باصغريه وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ما يشمل الامرين في قوله اللهم اني اسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وهذه دعوة عظيمة جدا في اصلاح هذين الاصغرين القلب واللسان اللهم اني اسألك قلبا سليما ولسانا صادقا فاذا وفق العبد لسلامة القلب وصدق اللسان صلحت الجوارح قل لها باذن الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب اخرجاه قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها لا يتأمل يلقيها هكذا جزافا مستعجلا مندفعا ما يتبين وهذا فيه دعوة لكل مسلم ان يتبين كلامه قبل ان يتكلم به اما ان يلقي الكلام ولا يتبين هذا الكلام هل هو شر؟ هل هو خير هل هو ظلال؟ هل هو هدى لا يجوز بل ينبغي عليه ان يتبين. لماذا؟ لانه سيحاسب عليه وسيدخل في جملة عمله ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب ان يزل بها في النار في مسافة سحيقة وهذا مما ايضا يدل على خطورة الكلمة التي يتكلم بها الانسان كلمة واحدة تخرج من من الانسان قد توبق وتهلك دنياه واخراه والعياذ بالله نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وصححه عن بلال ابن الحارث رضي الله عنه مرفوعا ان الرجل ليتكلم بالكلمة من من رضوان الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه الى يوم قال وللترمذي وصححه عن بلال ابن الحارث رضي الله عنه مرفوعا ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله اي كلمة فيها رظا الله سبحانه وتعالى واعظم ما فيه رضا الله الكلمات الاربع التي صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وهذه الكلمات الاربع هي اعظم الكلمات شأنا واولاها بان يكثر المرء منها او اولى الكلمات على الاطلاق ان يكثر المرء منها وان تكون على لسانه يرددها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. فان احب الكلام الى الله ويقول عليه الصلاة والسلام لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس وقال عليه الصلاة والسلام بخن بخن خمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد يتوفى للمسلم فيحتسبه عند الله فهذا كله مما يدل على فضل هذه الكلمات فان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت. ما يظن ان الثواب الذي ياء ياء يلقاه وتثقل به موازينه يبلغ هذا المبلغ وما عند الله سبحانه وتعالى من الخير اعظم واعظم ما يتصوره العباد واذا كان قد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تصدق الرجل من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا ولو بعدل تمرة اذا تصدق بعجل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا الا تلقاه الله بيمينه ثم رباها له كما يربي احدكم فصيلة حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل تمرة يجدها يوم القيامة مثل الجبل كلمة واحدة من رضوان الله يتكلم بها ما يظن انها تبلغ هذا المبلغ في الثواب لكن يرى عليها ثوابا عظيما وهذا فيه حث على العباد ان يحرصوا على كل كلام فيه رضا الله سبحانه وتعالى لان لان لا يدري الانسان ماذا سيكون له من مثوبة واجر ودرجات ورفعة عند الله بكلمة ربما لا يظن انها تبلغ هذا المبلغ في الثواب والاجر من الله سبحانه وتعالى ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه انظر ايضا يكتب بها رظوانه الى يوم يلقاها هذا يفيد ان المرء قد يقول كلمة طيبة صحيحة مباركة تكون سببا لثباته على الدين تكون سببا لثباته تثبيت الله سبحانه وتعالى له على الدين. لانه قال يكتب له بها رظوانه الى يوم يلقاه. هذا يتضمن ان الله يثبته ان الله سبحانه وتعالى يثبته على الحق والهدى وعلى الاعمال التي ترضي الرب سبحانه وتعالى قال وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها خطأ الى يوم نلقاه وهذا مقابل الاول وفي خطورة الكلمة التي من سخط الله سبحانه وتعالى وقد يقول الرجل كلمة من سخط الله تهلك دنياه واخراه قد يكون قد يكون الرجل الذي قال هذه الكلمة رجلا عابدا قد يكون رجلا عابدا محافظا على الصلوات والعبادة والصيام وقيام الليل الى غير ذلك. ثم يقول كلمة من سخط الله تهلك دنياهم واخرى تهلك دنياه واخراه قال وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه ما المثال على ذلك ما هو المثال على ذلك في في ان يكون رجل عابد مصلي وصائم وقيام ليل وذكر ثم يتكلم بكلمة من سخط وتكون هذه الكلمة سببا لهلاكه في دنياه واخراه تنظر ذلك في الحديث التالي قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا ان رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك وروي ان القائل رجل عابد قال ابو هريرة تكلم بكلمة او بقت دنياه واخرته. انظر هنا رجل عابد رجل عابد مواظب على العبادة وقال كلمة واحدة قال كلمة واحدة قال والله لا يغفر الله لفلان قال والله لا يغفر الله لفلان رأى شخصا متماديا في الشر متماديا في الحرام فحلف هذه اليمين والله لا يغفر الله لفلان فغضب الله لان هذه الكلمة من سخط الله هذه الكلمة فيها تألي على على الله حلف على الله انه لا يغفر هذا تألي وتعدي وظلم وقول على الله سبحانه وتعالى بالباطل وبغير علم قال فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ من ذا الذي يحلف علي ان لا اغفر لفلان المغفرة بيد الله عز وجل يغفر لمن يشاء سبحانه وتعالى قد يكون الانسان من اكثر الناس ويشرح الله صدره للاسلام ويمن الله سبحانه وتعالى عليه بالاسلام فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء الامر بيده سبحانه وتعالى قال من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له اني قد غفرت له واحبطت عملك انظر خطورة هذه الكلمة احبطت عملك كلمة واحدة ويقول والله لا يغفر الله لفلان كانت سبب لحبوط عمله وبعض الناس يرى في بعض الاشخاص تجاوز وتعدي وكذا ربما يتجرأ على هذا هذا بعيد عن الهداية وهذا لا لا لا ينال الهداية ومثل هذا لا لا يمكن ان ان يهتدي او مثل هذا الكلام الهداية امرها بيد الله ولا يجوز للانسان ان يتألم واذا كان ايضا يحلف لانه لا يغفر له او انه لا يهتدي فهذا والعياذ بالله من الكلام الذي يهلك صاحبه في الدنيا والاخرة قال واحبطت عمله انظر فقه ابو ابو هريرة رضي الله عنه قال تكلم بكلمة تكلم بكلمة اوبقت اي اهلكت دنياه واخرته فهذا شاهد لما سبق في قول النبي صلى الله عليه وسلم وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخط الى يوم القيامة نسأل الله الكريم ان يحفظ السنتنا اجمعين وان يصونها عن كل ما يسخطه سبحانه وتعالى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ان ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خير