الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في كثرة الكلام وقول الله تعالى وان عليكم لحافظين الايتين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في كثرة الكلام كثرة الكلام مذموم الا ما كان معتنيا يصاحبه بظبطه بحيث يعتني بما يقول ويتنبه لما يتلفظ به الا يكون فيه محرم او مكروه او مخالفة لشرع الله تبارك وتعالى وذلك ان المرأة اذا كان كثير الكلام لا يأمن من السقط في كلامه والزلل قد قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل او كثرت قل حياؤه ومن قل حياؤه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه فالنار اولى به فكثرة الكلام تفظي بالانسان الى الوقوع في الزلل ولهذا الاصل في الانسان ان يحرص على عدم الكلام الا في خير الا في خير كما مر معنا في الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وجاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من صمت نجا من صمت نجا ليس معنى ذلك ان كل من تكلم هلك بل من تكلم بالخير نجا ومن تكلم بالشر هلك لكن اذا كان الانسان مكثارا في الكلام شرفارا لا يأمن من الزلل والكلمة قبل ان يتكلم بها المرء يملكها اما اذا تكلم بها ملكته وتحمل تبعتها اورد رحمه الله قول الله عز وجل وان عليكم لحافظين. كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون وهذا فيه ان اقوال الانسان كلها من جملة عمله المكتوب عليه المحصى عليه الذي يحاسب عليه يوم يقف بين يدي الله جل وعلا يوم القيامة واذا استحضر العاقل ان كلامه من جملة عمله عني بصيانة كلامه وحفظ منطقه واذا غفل الانسان عن هذا المعنى لم يبالي بما يتكلم به ولهذا ينبغي على العبد ان يكون هذا المعنى حاضرا في ذهنه وان عليكم لحافظين. كراما كاتبين ومما يكتب على المرء كلامه وقد مر معنا ايضا قول الله سبحانه وتعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. نعم قال رحمه الله تعالى عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه مرفوعا ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم ثلاثا. قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال اخرجاه قال عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه مرفوعا ان الله حرم عليكم عقوق الامهات العقوق هو القطيعة وعدم البر والوفاء مع من هي اكثر الناس احسانا اليه ورعاية الله وقياما على مصالحه وتعبا في تنشأته وتربيته حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا كم هي المعاناة التي بذلتها الام والجهد الجهيد الذي قامت به عملا على تنشئة ابنها ووليدها ولهذا خص في الحديث الامهات قال عقوق الامهات مع ان العقوق محرم حتى مع الاباء لكن خص الامهات لعظيم حقهن ولهذا جاء في الحديث قال من ابر؟ قال امك قال من ابر؟ قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال اباك وقال في الحديث الاخر من من احق الناس بحسن مصاحبتي يا رسول الله؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال ابوك لان حق الام اعظم العقوق كله محرم لكن عقوق الام من اشنع العقوق واشده وكيف يكون العقوق مع من حملته تسعة اشهر وعانت عند وضعه وضعته كرها وعانت ايضا عند رظاعته وسهرت عليه الليالي وتعبت ثم يقابل هذا الجميل العظيم والاحسان الكبير بالعقوق والاساءة والله عز وجل امر ببر الوالدين واوجب وجعله قرينا لحقه سبحانه وتعالى في اكثر من اية من القرآن قال الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وقال جل وعلا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قال جل وعلا ان اشكر لي ولوالديك وقرن حقهما سبحانه وتعالى بحقه كما ان عقوق الوالدين مقرون بالشرك بالله سبحانه وتعالى. قد مر معنا في الحديث لانبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين الاشراك بالله وعقوق الوالدين فحق الوالدين قرين حق الله في كتاب الله وقطيعة الوالدين وعقوق الوالدين قرين الشرك بالله والعياذ بالله وخصت الامهات هنا بالذكر لان حق الامهات اعظم لان حق الامهات اعظم قال ووئد البنات وأد البنات اي قتلهن دفنهن وهن حيات قد كان اهل الشرك اهل الجاهلية الاولى يكرهون البنات كرها شديدا واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب فكان فكان الواحد منهم اذا رزق بنتا يشتد غمه ويعظم همه ويزداد كربه ويتوارى من الناس يختفي من سوء ما بشر به من سوء ما بشر به ثم يبقى متحيرا بين امرين اما ان يبقيها على هون على كراهة وعلى بغض وعلى مضض او يدسه في التراب وكان بعضهم من شدة كراهية الانثى كما ذكر في كتب الاخبار وكتب التاريخ كان بعضهم من شدة كراهية الانثى اذا جاء وقت الوضع حفر حفرة عميقة وقت الوضع وقت الولادة يحفر حفرة عميقة ويجلس فاذا وضعت ان قيل ولد ابقاه وان قيل انثى مباشرة في الحفرة ويدفن يهال عليها تدفن ويهال عليها التراب ما تبقى في الدنيا ولا دقيقة واحدة ان كانت انثى من شدة الكراهية الشديدة وبعضهم ربما صبر عليها السنة والسنتين والثلاث ثم قال لامها جميليها طيبيها حسنيها ثم اخذها معه كانه يفسحها او يمتعها وقد حفر لها حفرة ثم يدفعها فيها ويهيل عليها التراب واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت والبنت هبة البنت هبة الهية ومنة ربانية قال الله عز وجل لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء. يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما قسمة رباعية من الناس من يرزق البنات دون البنين ومنهم من يرزق البنين دون البنات ومنهم من يزوجه الله عز وجل ذكرانا واناثا يعني يعطيه بنين وبنات او يزوجهم ذكرانا واناثا ان يمن عليه بالبنين والبنات ومنهم من يكون عقيما لا يولد له وهذه الاقسام الاربعة وجدت حتى في الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه ولوط عليه السلام كان له بنات ولم يكن له بنين وابراهيم عليه السلام كان له بنين ولم يكن له بنات ومحمد صلى الله عليه وسلم كان له بنين وبنات وعيسى لم يكن له بنين ولا بنات الشاهد ان البنات منة الهية وهبة ربانية وفيها من الخير والبركة والنفع لاهلها ومن بعد ذلكم اذا من الله عز وجل عليها بالصلاح جاءت بالذرية وعملت على تربيتهم وعلى تأديبهم ورعايتهم فالبنت شأنها عظيم اذا نشأت نشأة صالحة ونشأت عفيفة قانتة غافلة مطيعة لربها سبحانه وتعالى فهذه من اعظم النعم فهذه من اعمال الجاهلية وأد البنات وأدوا البنات اي دفنهن وقتلهن وهن احياء قال ومنعا وهات منعا وهات منعا ان يمنع الخير من جهته فلا يبذل ولا يعطي ويدخل في ذلك منع ما افترضه الله سبحانه وتعالى عليه بذلة واعطاءه ومنع الخير فلا يقدمه للناس ولا يبذله لهم وهات اي ان مثل هذه الامور يريد ان تكون من الناس له يريد ان يعطوه يريد ان يعاملوه بالمعاملة الحسنة يريد ان يلاطفوه الى غير ذلك وهو لا يعامل بذلك في حب لنفسه ما لا يحب لغيره يريد من الناس ان يعاملوه بالحسنى ما لا يعاملهم به وفي بيعه وشرائه اذا كان الحق له يستوفيه كاملا واذا كان عليه ماطل ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم قال وكره لكم قيل وقال وهذا موضع الشاهد من ذكر الحديث في هذه الترجمة قيل وقال اي ان هذا يكون ديدن الانسان في مجالسه ولقائه بالناس يكون ديدنه قيل وقال قيل وكذا قيل كذا ويقال كذا يكون مذياعا يكون مذياعا ينشر ما يقال ولهذا جل احاديثه قيل كذا ويقال كذا قيل كذا ويقال كذا ينقل ان الكلام فيكون مذياعا ولما ذكر علي ابن ابي طالب واثره في الادب المفرد للامام البخاري الفتن قال ان من ورائكم فتنا متطاولة الردح عظيمة وشديدة قال فلا تكونوا مذاييع فلا تكونوا مداييع بدرا مذاهير اي نقلة للكلام قيل كذا ويقال كذا الى اخره وبذرة اي بذرة للفتنة بمثل هذا الكلام الذي ينقل فيحدث من الخلاف والشقاق والفرقة ولا سيما اذا كان نقل على سبيل النميمة والايقاع بين الناس واحداث الفتنة ولهذا ينبغي على المسلم ان يصون نفسه عن مثل ذلك. وان يحفظ لسانه والا سيندم كما قال القائل لم نستفد من جمعنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقالوا تصبح بضاعته قيل وقال ليس عنده علم ولا هدى ولا حق ولا خير ينفع الناس واذا جلس عند الناس لا يحمل هدى ولا يحمل علما ولا يحمل شيئا ينفع الناس وانما اذا جلس قال قيل كذا ويقال كذا الى اخره من امور الله طائلة من ورائها بل ربما من ورائها الظرر والشر وكثرة السؤال وكثرة السؤال مذموم امر مذموم ولا ينبغي للانسان ان يكون مكثارا من الاسئلة وان يحصر اسئلته فيما فيه نفع له ومن كان مكثارا من الاسئلة في الغالب والله تعالى اعلم ان اسئلته ليست تحريا للخير ليست تحريا للخير لان من يتحرى الخير ينشغل بالعلم والفائدة واذا احتاج الى السؤال مش سهل بحدود حاجته للسؤال اما ان يكون ان تكون الاسئلة ديدن الانسان كثير الاسئلة ففي الغالب ان ان كثير الاسئلة لا هم له في العمل كثير الاسئلة لا هم له في العمل اما من كان همه العمل فانه منشغل به فاذا احتاج الى السؤال سأل اذا احتاج الى السؤال سأل قال وكثرة السؤال واضاعة المال واضاعة المال اي تبذيرة اضاعة المال اي تبذير المال وعدم العمل على حفظه واضاءة المال امر مذموم لان الله عز وجل من على هذا العبد بهذا المال ليستعمله في طاعة الله ليستعمله فيما فيه الخير والنفع اما ان يضيع المال وان يبدر وان يسرف فان الله سبحانه وتعالى يسأله عن ذلك لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه نعم قال رحمه الله تعالى وعن جابر رضي الله عنه مرفوعا ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا وان ابغضكم الي وابعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون. حسنه الترمذي قال رحمه الله تعالى وعن جابر رضي الله عنه مرفوعا ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا احسنكم اخلاقا وهذا فيه فضل حسن الخلق ورفيع منزلة اهله في الجنة قال اقربكم مني منزلة يوم القيامة وهذا فيه ان حسن الخلق سبب لرفعة الدرجات وعلو المنازل يوم القيامة حتى يكون صاحب الخلق العظيم الخلق الرفيع اقرب منزلة الى النبي عليه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة اقربكم مني مجلسا يوم القيامة وهذا فيه فضل حسن الخلق وان حسن الخلق سبب لرفعة الدرجات وعلو المنازل ولكن متى يكون حسن الخلق كذلك اي سببا لرفعة الدرجات وعلو المنازل لا يكون الخلق سببا لذلك الا اذا فعله العبد تقربا الى الله لا يكون سببا لنيل هذا الثواب وهذه الرفعة وهذا العلو الا اذا فعله تقربا الى الله وطلبا لرضاه اما ان كان فعل حسن الخلق لمصالح دنيوية فله ما فعل حسن الخلق لاجله وماله عليه يوم القيامة من نصيب من فعل حسن الخلق في الدنيا للشهرة مثلا ينال شهرة لكن لا يجد شيئا عليه يوم القيامة قد سأل عدي ابن حاتم الطاء النبي عليه الصلاة والسلام عن والده حاتم وحاتم مضرب المثل في الكرم حتى انهم اذا ارادوا ان يذكروا الكرم قالوا كرم حاتمي مضرب مثل في الكرم فسأل النبي عن والده حاتم وذكر كرمه انه يفعل كذا ويفعل كذا قصصه عجيبة للغاية في الكرم هل ينفعه هل ينفعه عند الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا قال لا ذاك رجل اراد شيئا فناله اي الشهرة ذاك رجل اراد شيئا فناله اراد الشهرة ونال الشهرة والشهرة ناله واستمرت لا يزال الناس عبر الاجيال يذكرونه بالكرم اشتهر به لكن اذا وقف بين يدي الله يوم القيامة لا يجب عليه شيئا لا يجد عليه شيئا قال ذاك اراد شيئا فناله اما عند الله لا ينفعه فلا يكون حسن الخلق نافعا للعبد الا اذا صدر من الانسان على وجه التقرب لله وهذا المعنى قد يغفل عن بعظ الناس يستحضر التقرب في الصلاة والصيام في الحج ويغفل عن عن التقرب في باب الاخلاق في باب الاخلاق فالاخلاق من جملة القرب التي يترتب عليها الثواب والاجر العظيم وعلو المنازل عند رب العالمين سبحانه وتعالى وفي صحيح مسلم ان عائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن ابن جدعان قالت يقرئ الضيف يفك العاني وذكرت شيئا من اوصافه اينفعه ذلك قال لا لم يقل يوما قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين ولهذا الاخلاق والاداب هذه الاعمال تعمل من اجل غفران الخطايا يوم الدين ورفعة الدرجات يوم لقاء رب العالمين سبحانه وتعالى ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يكون به دخول الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق قال وان ابغضكم الي وابعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتصدقون المتفيهقون وهذا موضع الشاهد من هذا الحديث في هذه الترجمة تحذير من الثرثرة والتشدق بالكلام ولو آآ اللسان فان هذا امر فان هذا امر يذم عليه الانسان تذم عليه الانسان قال وان ابعدكم ان ابغضكم الي وابعدكم مني مجلسا يوم القيامة والثرثارون والثرثار هو الذي يكثر الكلام ثرثار هو الذي يكثر الكلام كثير الكلام من الثرثرة وهي كثرة الكلام والمتشدقون المتصدق هذه الكلمة من الصدق وهي جانب الفم اي يلوك لسانه ويتوسع في الحديث ومثله كذلك قوله المتفيهقون المتفيق يتقعر في الكلام ويتوسع في الكلام عن غير حاجة عن غير حاجة وانما هي ثرثرة وانما هي ثرثرة يكثر من الكلام عن غير حاجة بل ربما فيما فيه مضرة عليه وعلى الجالسين معه نعم قال رحمه الله تعالى باب التشدق وتكلف الفصاحة وقول الله تعالى واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم الاية قال رحمه الله تعالى باب التشدق وتكلف الفصاحة التصدق هو الاكثار من الكلام هو التوسع فيه وعدم الاحتراز من افات اللسان وعدم الاحتراز من افات اللسان وانما يتصدق بالكلام ويحاول ان ينمق مثلا حديثة والفاظه ولكن المضمون ولكن المضمون لا نفع فيه او فيه مضرة عليه وعلى من يستمع اليه وهمه هو تزويف الكلام وتنميقه وتجميل الالفاظ بحيث تشد السامع وتكلف الفصاحة وتكلف الفصاحة لا تأتي الفصاحة عنده سجية وانما يتكلف يتكلف الفصاحة يتكلف البيان جمال المنطق لكن المظمون المعاني الحقائق هذه لا نفع فيها او فيها مضرة عليه وعلى من يستمع اليه قال الله عز وجل واذا رأيتهم اي المنافقين تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم نظارة الاجسام ترتيب الهيئة والهندام والمظهر الى اخره تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم لماذا؟ لانهم يتفننون في تنميق الكلام وتجميل الكلام والتأثير على آآ السامع حتى ان من يستمع يعجب يعجبه قوله ويدخل في كلامه اشياء حسنة ليتوصل من خلاء خلالها الى اشياء محرمة وباطلة يلبسون الحق بالباطل نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان من البيان لسحرا. رواه البخاري قال رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان من البيان لسحرا ان من البيان لسحرا من للتبعيض فليس كل البيان كذلك وانما من البيان من البيان الى سحرا والمراد بالبيان الذي وصف بهذا الوصف هو الكلام الذي حرص صاحبه على تزويقه وتنميقه والتفاصح في اه عرضه بصورة جميلة شيقة للسامع ولكن في الحقيقة هو دعوة الى ضلال ودعوة الى الى باطل فيحسن البيان يحسن المنطق ليسحر اه القلوب ويجلبها الى الاهواء التي عنده والباطل الذي يدعو اليه قال ان من البيان لسحرا ان يسحر القلوب يؤثر في الناس مثل ما يؤثر السحر مثل ما يؤثر السحر صرفا وعطفا فهذا فيه تحذير من البيان الذي على هذه الصفة اما البيان الكلام البين الواضح الفصيح النافع المفيد فهذا لا يذم. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة حسنه الترمذي قال وعن ابن عمرو عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما مرفوعا ان الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة الذي يتخلل بلسانه كما يتخلل البقرة يتخلل بلسانه ان يلوك الكلام بلسانه ويعنى برعاية تزويف الكلام والالفاظ المنطق ولكن المظمون دعوة الى ظلال والى باطل والى اهواء فمن كان كذلك فانه بغيظ الى الله ان الله يبغظ البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة. وهذا يستفاد من ان مجرد الفصاحة والبيان ان مجرد الفصاحة والبيان وسلامة المنطق هو بحد ذاته ليس مدحا الا اذا كان ذلك في الحق والهدى الا اذا كان في الحق والهدى يعني بعض الناس يعتني بالفصاحة للفصاحة يعتني بالفصاحة للفصاحة ذاتها ولجمال الالفاظ نفسها ليس عنده شيء من الاهتمام بدين الله والعمل على استغلال هذه الالة التي هي الفصاحة لنفع عباد الله تبارك وتعالى وانما هم الفصاحة للفصاحة نفسها هي هي مقصده تزويف الكلام وتنميق الكلام ولهذا يعتني الالفاظ عناية دقيقة اما المضامين والحقائق لا يبالي بها لا يبالي بهم بل بعضهم وهذا يقع كثيرا في الشعر بعضهم يبالغ في الاوصاف بل يكذب في الاوصاف لا لشيء الا الا لاجل ان يظهر الكلام شكل اجمل والفاظ احسن ولهذا قيل اعذب الشعر اكذبه اعذب الشعر اكذبه وقيل ايضا لا يبلغ الرجل ذروة الادب حتى يصبح قليل الادب حتى يصبح قليل الادب فهذه هذا الكلام الذي يقال هو في حق من كان كذلك يعتني بالفصاحة لذات الفصاحة يعتني بالبيان لذات البيان يعتني بالالفاظ ولا يبالي بقضية الحقائق والمعاني هل هي اه اه نافعة او ظارة هل فيها ما آآ ولهذا بعضهم بالغ والعياذ بالله بالغ كما قال ذلك احد المشاهير الادبا القدامى قال لا دخل للعقائد في الشعر قال لا دخل للعقائد في الشعر يعني حتى لو كان في الشعر مخالفة للعقيدة يقول ما يظر. لان هذا شعر هذا شعر جمال جمال الباب ولهذا يأتي بالشعر مثلا الفاظ مثلا مخلة بالعقيدة مخلة بالادب مخلة يقول هذا شعر انظر انت فقط الى جمال الالفاظ لا تنظر الى ما فيه من مخالفة او ما فيهم الى هذه الدرجة بلغ الحال ببعض الناس من اهتمامه بالالفاظ تضييعه للحقائق والمضامين نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من تعلم صرف الكلام ليصرف به قلوب الرجال او الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. رواه ابو داوود قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من تعلم صرف الكلام من تعلم صرف الكلام اي تعلم تزويق الكلام وتنميقه وتصفيفه واعتنى عناية دقيقة الالفاظ المنطق من تعلم صرف الكلام ليصرف به قلوب الرجال او الناس اي اليه من اجل ان يقال فصيح تعلم صرف الكلام من اجل ان يقال فصيح من اجل ان يقال بليغ ما ابلغه ما افصحه رجل اه عالي في بلاغته في فصاحته فتعلم الكلام من اجل ذلك تعلم صرف الكلام من اجل ذلك لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. قيل في معنى صرفا ولا عدلا اي لا فريضة ولا نفل لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا اي لا فريضة ولا نفل وهذا يدل على خطورة مثل هذه التصرفات ان يكون الانسان يهتم المنطق والكلام واللغة والنحو والصرف والبلاغة يعتني بها ليس من اجل الدين وانما من اجل ان يكون رجلا فصيحا بليغا يشار له بالبنان في فصاحته وفي منطقه وفي بلاغته اما الدين فلا همة له فيه نعم قال رحمه الله تعالى ولاحمد عن معاوية رضي الله عنه لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام ضيق الشعر قال ولاحمد عن معاوية رضي الله عنه لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام تشكيك الشعر. وفي اسناد الحديث كلام ولكنه من حيث الجملة معناه كما سبق تشقيق الكلام تزويق الكلام تنميقه تحسينه وتكون همة الانسان متجهة للالفاظ غير مبال الحقائق والمعاني همته متجهة للالفاظ وغير مبال الحقائق والمعاني والمضامين فهذا فيه خطورة شديدة على من كان كذلك والواجب على الانسان ان يكون همه هو دينه ان يكون همه هو دينه طاعته تقربه الى الله سبحانه وتعالى وان يكون تعلمه للنحو والبلاغة والصرف ونحو هذه الاشياء من اجل خدمة دين الله لا يتعلمها لذاتها وانما يتعلمها لاجل خدمة دين الله. ولهذا تسمى هذه العلوم علوم الالة لانها علوم خادمة علوم خادمة لا تقصد لذاتها وانما تقصد ليستفاد منها في خدمة الدين فهي ليست مقصودة لذاتها وانما هي علوم خادمة تستعمل من اجل خدمة الدين فاذا تحول الامر الى ان يهمل الدين وتصبح العلوم الخادمة هي الغاية والمقصد عند الانسان فهذه اه المصيبة وفي اه مثل ذلك جاءت نحو هذه اه النصوص ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر ولنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا اسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاك الله خيرا