الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب شدة الجدال وقول الله تعالى وهو الد الخصام. الاية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب شدة الجدال الجدال وشدته يراد به الخصومة والمنازعة واللجج وكثرة ذلك فان هذا من اوصاف اللسان الذميمة وافاته السيئة عندما يكون الانسان مجادلا مخاصما لدودا فان هذا الوصف يعد من اوصاف اللسان السيئة واورد رحمه الله قول الله عز وجل وهو الد الخصام وهو الد الخصام والد الخصام من اللدد وهو الشدة ومعنى الد الخصام اي اشده او شديد الخصام والمنازعة وذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في سياق الذم والتقبيح لهذا العمل قال جل وعلا وهو الد الخصام واورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم. نعم قال عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم وللترمذي قال عن عائشة مرفوعا عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم ابغض اي اشد الناس بغضا الى الله سبحانه وتعالى وهذا يدل على قبح هذا العمل وشناعته وان فاعله بغيظ الى الله سبحانه وتعالى كما انه ايظا بغيظ الى خلق الله عز وجل قال انا ابغض الرجال وقوله الرجال لا مفهوم له ولكن بما ان الخطاب في الغالب للرجال ذكر اه ذكر الرجال والا فان الحكم يتناول النساء فابغض النساء الى الله من كانت بهذه الصفة قال ابغض الرجال الى الله الالد الخصم الالد عرفنا معناه قيل ان هذه الكلمة اخذت من لديدي الوادي اي جانباه قيل انها اخذت من لدي الفك او الفم وهما جانبان والمراد انه يراوغ بكلامه ويذهب من يخاصمه هنا وهناك بحيث انه يحاول ان يمرر مثلا ذكره او رأيه او مثلا مطلبه وحاجته باي طريقة كانت بالمراوغة بالذهاب بمن يخاصم هنا وهناك دون مبالاة بالحق ودون تحر الهدى والصواب فهذا من ابغض الناس الى الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي عن ابن عباس مرفوعا كفى بك اثما ان لا تزال مخاصما واورد هذا الحديث حديث ابن عباس عند الترمذي مرفوعا قال كفى بك اثما الا تزال مخاصما وهذا فيه شناعة هذا العمل عندما يكون الانسان ديدن الخصومة اللجج الجدال والمنازعة وانه لا يزال مستمرا على ذلك فهذا من شر الاثم واعظمه نعم قال رحمه الله تعالى باب من هابه الناس خوفا من لسانه وقول الله تعالى ويل لكل همزة لمزة قال باب من هابه الناس خوفا من لسانه اي لسلاطة لسانه وبذائته وشدة فحشه وتجرؤه على الناس والنيل من اعراضهم همزا ولمزا ووقيعة ولا يبالي بذلك فمن كان بهذا الوصف فان الناس اذا التقوا به يتقونه ويدارونه خشية لسانه خشية لسانه فهذه الترجمة فيمن هابه الناس خوف لسانه اهابه الناس ليس لوقاره ولا لفظله ولا لنبله ولا احسانه وانما هابه الناس خوف لسانه لان لسانه سليط وبذيء وجريء على الناس اورد قول الله عز وجل ويل لكل هماز اكلهمزة لمزة ويل وآآ ويل هذه كلمة تهديد لكل همزة لمزة اي هماز لماز واجتماع هاتين الكلمتين تعني ان الهمزة بالفعل واللمز باللسان هماز لماز او همزة لمزة اي يطعن في الناس ويسيء اليهم بجوارحه كما انه ايضا يسيء اليهم بلسانه لا يسلمون منه لا من فعاله ولا من مقاله غمزت اللمزة ومن كان بهذا الوصف فان الناس يهابونه ويخشون منه واذا التقوا به وجمعهم به مجلس على كراهة فانهم يدارونه يدارونه خوفا لسانه وسلاطفة لسانه نعم قال رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس او تركه الناس اتقاء فحشه قال عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه ومعنى ودعا اي ترك من ودعه الناس او تركه الناس اتقاء رأى فحشه هذا الحديث له قصة في الصحيح وهي ان رجلا جاء الى بيت النبي عليه الصلاة والسلام واستأذن فقال ائذنوا له بئس اخو العشير ائذنوا له بئس اخو العشير فدخل الرجل الى النبي عليه الصلاة والسلام فالان له القول الان له القول صلوات الله وسلامه عليه. فلما خرج قالت له عائشة قلت فيه ما قلت ولما دخل النت له القول متعجبة من ذلك يعني عندما استأذن قال ائذنوا له بئس اخو العشير بئس اخو العشير ولما دخل على النبي عليه الصلاة والسلام الان له القول خاطبه خطابا لطيفا قالت عائشة رضي الله عنه قلت فيه ما قلت يعني بئس اخو العشير ولما دخل النت له القول فقال هذه الكلمة عليه الصلاة والسلام ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس او تركه الناس اتقاء فحشه اتقاء فحشه وهذا ايضا يستفاد منه ان الواجب على العاقل اذا ابتلي بشخص بهذا الوصف معروف بالفحش بسلاطة اللسان ان يداريه ان يداريه وان يلين له القول لاتقاء شره يلين له القول لاتقاء شره والوقاية من من اذاه والسلامة منه كما صنع النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والشاهد ان من كبائر اللسان ان يكون الانسان بهذا الوصف لسانه سليطا يقع في الاعراض همزا لمزا سبا وقيعة واذا التقى به الناس يعرفونه بذلك ويهابونه خوف لسانه وسلاطة لسانه فهذا يعد من الاوصاف الذميمة هو يعد في جملة كبائر اللسان نعم قال رحمه الله تعالى باب البذاء والفحش وقول الله تعالى والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما قال باب البذاء والفحش البذاء والفحش هذان اللفظان اذا اجتمعا كما سيأتي اجتماعهما في الحديث حديث ابن مسعود الاتي الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى فان البذاء يكون في اللسان والفحش يكون في الفعال والمعنى ان البذاء والفحش هو تعد واساءة الى الاخرين ظلما الاعراض وتعد على الاعراض فما كان من ذلك باللسان فهو بدا ما كان من ذلك باللسان فهو بذاء وما كان من ذلك بالجوارح فهو فحش قال باب البذاء والفحش قال وقول الله تعالى والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما قال اهل العلم الزور هو الباطل ومجالس الباطل ومعنى لا يشهدون اي لا يحضرون والذين يشهدون الزور اي لا يحضرون مجالس الباطل المجالس التي هي مشتملة على ما حرم الله عز وجل من غيبة او نميمة او سخرية او همز او لمز او وقيعة في الاعراض او غير ذلك فان هذه كلها مجالس زور لان الزور هو الباطل وعباد الرحمن لان هذه جاءت في سياق اوصاف عباد الرحمن عباد الرحمن من اوصافهم انهم لا يشهدون الزور اي لا يحضرون مجالس الباطل بل يصونون انفسهم عن حضورها وشهودها والجلوس مع اهلها لانه ان جلس مع اهل الباطل في مجالسهم تلطخ بباطلهم واصابهم من باطلهم قدرا ونصيبا قال والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو واذا مروا بلغوا مروا كراما وهذا فيه انهم لا يقصدون مجالس اللغو لا يقصدون مجالس اللغو المجالس القائمة على اللغو والكلام المحرم لا يقصدونها لكن لو قدر ان احدا منهم مر على شيء من هذه المجالس يمر مرور الكرام منزها نفسه عن الجلوس في تلك المجالس او شهودها او حضورها نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء. حسنه الترمذي قال عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء هذه امور اربعة اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انها ليست من اوصاف اهل الايمان ومعنى ذلك ان هذه الاوصاف او شيء منها ان وجدت في احد فانها دليل على نقص ايمانه وظعف دينه معنى ذلك ان هذه الاوصاف اذا وجدت في احد دل ذلك على ضعف ايمانه ونقص دينه والنفي هنا قال ليس المؤمن النفي هنا نفي للايمان الواجب نفي للايمان الواجب يعني ليس نفيا لاصل الايمان ولا ايضا نفيا لكمال الايمان المستحب وانما هو نفي لكمال الايمان الواجب بمعنى ان من ارتكب هذه الامور فقد وقع في كبيرة من الكبائر استحق بها ان ينفع عنها الايمان الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى ويكون بذلك عرظ نفسه للعقوبة. عقوبة الله جل وعلا ليس المؤمن اي ليست هذه اوصاف اهل الايمان وليست هذه من شعب الايمان ولا اعمال اهل الايمان وانما هذه من شعب الكفر. لان المعاصي من شعب الكفر كما ان الطاعات من شعب الايمان وان لم يكن فاعل كل معصية من هذه المعاصي كافرا لكنها ليست من شعب الايمان قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان هذان وصفان ذميمان ذكر عليه الصلاة والسلام انهما ليسا من اوصاف المؤمن. الطعان واللعان الطعان هو الذي يذكر الناس بالسوء واللعان الذي يدعو عليهم بالسوء الطعان هو الذي يذكر الناس بالسوء يقع في الاعراض يغتاب يسخر يستهزئ يهمز يلمز يتهكم في الناس الذي يذكر الناس بالسوء هذا يقال عنه طعان طعان يعني يطعن في الناس يقع فيهم وفي اعراضهم ويتكلم يقدح فيقال له طعان ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان اللعان هو الذي يدعو على الناس بالسوء يدعو عليهم بسخط الله يدعو عليهم بغضب الله يدعو عليهم بالخزي يدعو عليهم بالهلاك يدعو عليهم بالنار ليش خاص بلفظ اللعنة فقط ولا اللعان ليس خاصا لفظ اللعن بل يشمل كل ما كان من هذا القبيل يشمل كل ما كان من هذا القبيل وكل ما ادى الى هذا المعنى فانه يتناوله ولهذا جاء في الحديث عند الامام احمد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار. فهذا كله لعن عندما يقول القائل مثلا لاخر اخزاه الله او ادخله الله النار او حرمه الله من فالجنة او غضب الله عليها او سخط الله عليه كل هذا لعن ليس اللعن بلفظة اللعن فقط بل يشمل ذلك لان النبي عليه الصلاة والسلام قال لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار هذا كله من داخل في الطرد والابعاد بالدعاء على على الغير بالطرد والابعاد من رحمة الله سبحانه وتعالى فاذا قوله ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان قوله ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان يشمل قوله الطعان من يخبر عن الناس بالسوء ويشمل قوله اللعان من يدعو على الناس بالسوء من يدعو عليهم بالسوء وقد جاء في حديث اخر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ان اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة واللعان الذي من وصفه لعن الناس بمعنى يدعو عليهم بالشر ومن وصفه الطعن في الناس وهو الذكر للناس بالسوء بهذا الوصف الذي قام به ليس مؤهلا ان يكون يوم القيامة شهيدا او شفيعا للناس قال ان الطعانين او ان اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة. لا يكونون شهداء الشهداء هم الذين يذكرون الناس بالخير والشفعاء هم الذين يدعون لهم بالخير قال لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة اي ليسوا اهلا بذلك لماذا لان الناس في الدنيا لان الناس في الدنيا لم يسلموا من السنتهم طعنا ولا لعنا فكيف يكونون شهداء لهم او شفعاء؟ لهم يوم القيامة وهم اصلا في الدنيا ما سلموا منهم وهذا مما يدل على خطورة هذا الوصف الطعن اللعن وان المسلم لا ينبغي ان يكون كذلك كما جاء في الحديث لا ينبغي ان يكون المؤمن لعانا ينبغي ان ان يحذر ذلك وبمناسبة هذا الحديث ابن عمر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث لا ينبغي للمؤمن ان يكون لعانا ما حصل منه اللعن بعد ذلك منذ سمع هذا الحديث ولهذا قيل عنه رضي الله عنه ما لعن ابن عمر احدا ليس انسانا الا انسانا وقيل ان ان هذا الاستثناء ليس انسانا اي الا انسانا واحدا انه كان عنده خادم او عبد فعل امرا اغضب فيه ابن عمر اغضب فيه ابن عمر فلعنه وقيل انه نطق كلمة اللعن وامسك نفسه قبل ان ان يأتي بحرف النون في اخرها ثم مباشرة اعتقه مرة واحدة وهذا مما يبين ان ان الصحابة رضي الله عنهم كان هذا وصفهم في مسارعتهم لي الخير ومبادرتهم له مسارعتهم للخير ومبادرتهم للخير كان هذا وصف الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم منذ ان سمع هذا الحديث لم يسمع منه لعن لم يفسد عيونهم لعن الا مرة واحدة في هذا الموقف ومباشرة كفر عن ذلك باعتاق ذلك الشخص في لوجه الله سبحانه وتعالى. وهذا يفيد ان المسلم ينبغي عليه ان انه اذا سمع هذه الاحاديث في الوعيد والتحذير الا يكون حظه منها مجرد سماعها ومعرفتها بل ينبغي ان يبادر الى التطبيق العملي ليكون من آآ اهل الحق والهدى لزوم دين الله تبارك وتعالى وشرعه قال ولا الفاحش ولا البذيء اي ليس من وصفه الفحش ولا البلاء والفحش الفحش يطلق على كل ما استفحش من العمل وبلغ مبلغا في قبحه والبذاءة يطلق على اه قبح لسان المرء في اسفافه في القول فساد لسانه في سلاطته في سوءه والجمع بين هذين اللفظين كما تقدم الفحش والبذاء يكون الفحش في الافعال والبذاء في اه الاقوال وعند انفراد كل منهما فانه يتناول معنى الاخر نعم قال رحمه الله تعالى وله وصححه عن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وان الله يبغض الفاحش البذيء الذي يتكلم بالفحش. قال وله اي ابن مسعود رضي الله عنهما عن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا ما من شيء اثقل فيلم في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وهذا فيه ان حسن الخلق ثقيل في الميزان وسبب للرفعة عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم لقاء الله جل وعلا وقد مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى قول النبي عليه الصلاة والسلام ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم خلقا فحسن الخلق موجب لدخول الجنة سئل عن ما يكون به دخول الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وموجب للرفعة الدرجات ايضا هو ثقيل في الميزان وهذا كله مما يدل على فضل حسن الخلق وحسن الخلق في التعامل مع الناس يتلخص في حديثين ان تحب لهم ما تحب لنفسك لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وان تأتي لهم الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك ان تأتي لهم الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك اي تعاملهم بالمعاملة التي تحب ان تعامل بها كحسن الخلق يتلخص في ذلك قال وان الله يبغض الفاحش البذيء الذي يتكلم بالفحش الفاحش البذيء الذي يتكلم بالفحش وذكر ذلك يدل على ان الفحش والبذاء ونحو ذلك كل ذلكم من سوء الخلق كل ذلكم من سوء الخلق وان المرء اذا ساء خلقه كان بهذا الوصف فاحشا بذيئا الى غير ذلك من الاوصاف نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه. قال ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه وقد اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في هذه الترجمة تنبيها الى ان المرء ان لم يكن رفيقا في تعاملاته مع الناس سيخرج به عدم رفقه الى الفحش والبذاء سيخرج به عدم رفقه الى الفحش والبذاء بينما الرفق لا يكون في شيء الا زانه يزينه بالاخلاق بالاداب بالتعاملات الكريمة الفاضلة. واذا نزع الرفق من الامور فانه يفظي بالانسان الى الفحش والبذاء. ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وحسنه عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بمن يحرم على النار او تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل قال وللترمذي وحسنه عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بمن يحرم او يحرم على النار وتحرم عليه النار وهذا من اسلوب التشويق في التعليم ويكثر في احاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ثم بين ذلك قال تحرم تحرم على كل قريب هين سهل على كل قريب اي قريب من الخير قريب من اه الخير وهذا فيه ان هذا الذي تحرم عليه النار قريب من الخير مبادر اليه مسارع اليه معتن به كل قريب هين سهل كل قريب هين سهل هين في تعاملاته في لطفه في ادابه اخلاقه في الفاظه ومنطقه السهل اي في اموره وشؤونه كلها فمتصف بالرفق بالاناة باللين بالسهولة باللطف بالقرب من الخير هذه اوصاف تجمع تجمع معاني اللطف والرفق وحسن التعامل البعد عن الفحش والشدة الغلظة ونحو ذلك فمن كان كذلك فانه آآ كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام تحرم عليه النار يوم القيامة وهذا فيه شاهد لما سبق ان اه اه حسن الخلق من موجبات دخول آآ الجنة والنجاة من النار نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن جرير رضي الله عنه مرفوعا من يحرم الرفق من يحرم الرفق يحرم الخير كله قال ولمسلم عن جرير رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير كله من يحرم من الرفق اي في تعاملاته وما يأتيه من امور فانه يحرم الخير كله وهذا يدل على ان الرفق في الامور هو باب الخير وان الرفق ما دخل في شيء الا زانه وانه اذا نزع فانه يشين الامور واذا حرمه العبد حرم الخير كله والله سبحانه وتعالى رفيق يحب الرزق والواجب على العبد المؤمن ان يكون رفيقا رفيقا في تعاملاته مع الناس مع اهله مع ولده مع حتى الدواب تعامل معها بالرفق فان الله سبحانه وتعالى رفيق يحب آآ الرفق. واسأل الله عز وجل ان يصلح لنا اجمعين شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها. لا يصرف لا يصرف عنا سيئها الا هو وان يعيذنا اجمعين من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك رسولك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا يا رب العالمين. اللهم اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا نعم واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا