الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب اجزل الله له الاجر والثواب في كتابه الكبائر باب ذكر مرض القلب وموته وقول الله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون وقوله لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك ففيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ذكر مرظ القلب وموته مرظ القلب القلب عافانا الله واياكم يصاب بنوعين من المرض مرض يقال له مرض الشبهات والاخر يقال له مرض الشهوات مرض الشبهات يتعلق بالنواحي العلمية ومرض الشهوات يتعلق بالنواحي العملية مرض الشبهات فساد في العلم ومرض الشهوات فساد في العمل ومن امثلة مرض الشبهات مرض النفاق وفيه هاتين هاتان الايتان اللتان ساقهما المصنف رحمه الله ومرظ الشهوات منه قول الله عز وجل فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض الشهوة وكل منهما له محركات والشيطان طمعه في الانسان ان يمرض قلبه باي النوعين من هذين المرضين مرض الشبهات او الشهوات واذا وجد عند الانسان تساهلا في الدين ادخله في مرض الشهوات وان كان عنده تشددا في الدين ادخله في مرض الشبهات ولا يبالي عدو الله باي نوعين من المرض ظفر والواجب على العبد ان يحذر اشد الحذر من مرض القلب والمرض والقلب يمرض ثم يسوء به الحال ويشتد به الامر فيموت كما قال رحمه الله باب ذكر مرظ القلب وموته فيموت القلب بسبب ما تراكم عليه من الشبهات او ما تراكم عليه من الشهوات ولا ينجوا عند الله سبحانه وتعالى الا القلب السليم اي السليم من مرض الشهوات والسليم من مرض الشبهات قال وقول الله عز وجل في قلوبهم مرض السياق في المنافقين في قلوبهم مرض اي مرض النفاق فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون في قلوبهم في قلوبهم مرض فزادهم الله انظر هذه الاية مع قوله والذين اهتدوا زادهم هدى وهذا فيه ان العبد اذا اخذ بنفسه في سبيل الهداية اعانه الله وسدده واذا اخذ في سبيل المرض والزيغ زاده الله زيغا ومرضا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم في قلوبهم مرظ فزادهم الله مرظا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون قال وقوله لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض اي مرض النفاق وهو مرض آآ الشبهات والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا فالشاهد من الايتين ان القلب يمرض والمرض الذي فيه قد يزداد الى ان يصل الى مرحلة الموت نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستعتب صقل قلبه وان زاد زادت حتى تعلو قلبه. فذلك الران الذي قال الله الا فيه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وقال الاعمش رحمه الله ارانا مجاهد بيده؟ قال كانوا يرون ان القلب في مثل هذا يعني الكف. فاذا اذنب العبد ذنبا ضم منه وقال باصبعه الخنصري هكذا فاذا اذنب ضم وقال باصبعه الاخرى هكذا. فاذا اذنب ضم وقال باصبعه الاخرى هكذا. حتى ضم اصابعه كلها قال ثم يطبع عليه بطابع. وكانوا يرون ان ذلك هو الران. رواه ابن جرير عن ابي كريب عن وكيل عنه بنحوه وعن مجاهد رحمه الله ايضا انه قال الران ايسر من الطبع والطبع ايسر من الاقفال ايسر من الاقفال قالوا عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب اذا اذنب ذنبا نكتت نكتة سوداء في قلبه والنكتة هي الجزء اليسير من نقطة او نحوها يكون على الثوب او على الورق او على اي شيء في ظهر متميزا بمثلا سواده او خظاره او زراقه او يقال له نكتة النكتة هي الشيء اليسير. من اي لون كان الشيء اليسير من اي لون كان يسمى نكتة يقال هذه نكتة على هذه الورقة او نكتة على الثوب اي قطعة من اللون صغيرة يسيرة جدا فاذا اذنب العبد ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء نكتة سوداء اي قطعة صغيرة من السواد تنطبع على قلبه فان تاب ونزع ان تاب الى الله ونزع واستعتب طلب من الله عز وجل العفو والصفح وندم على ذنبه صقل قلبه اي تزول تلك النكتة ويكون قلبه صافيا سليما وان زاد زادت ان زاد من الذنوب زادت هذه النكت السوداء حتى تعلوه اي تغطيه حتى تعلو القلب اي تغطي القلب فذلك الران الذي قال الله تعالى فيه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون اي غطى على قلوبهم ما يكسبونه من ذنوب واثام قال الاعمش اه قال الاعمش ارانا مجاهد بيده قال كانوا يرون ان القلب في مثل هذا. يعني الكف يرون القلب في مثل هذا يعني الكف يرون القلب في مثل هذا يعني الكف فاذا اذنب العبد ذنبا ظم منه وقال باصبعه الخنصر هكذا. فيلاحظ الان ان جزءا غطى الكف بدون الذنوب يكون هكذا اي صافيا لا شيء يغطيه فاذا اذنب ذنبا قال باصبعي هكذا فاذا اذنب ذنبا ظم وقال باصبعه الاخر هكذا فاذا اذنب ذنبا ضم وقال باصبعه الاخر هكذا حتى ضم باصابعه الاخرى هكذا يصبح القلب الذي هو مثل الكف مغطى بهذه الاشياء وهذه التراكمات من الذنوب التي تأتي واحدة تلو الاخرى وكانوا يرون ان ذلك هو الران في الاية الكريمة كلا بل ران اي غطى على قلوبهم والتغطية على القلب التي هي الران لا تأتي دفعة واحدة وانما تأتي تدريجا نكتة ثم نكتة ثم نكتة الى ان تغطي اه القلب فيكون حاله كما وصف الله سبحانه وتعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال وعم مجاهد ايظا قال الران ايسر من الطبع والطبع ايسر من الاقفال وهذه مراحل يصان بها القلب على حسب هذا الترتيب الذي ذكره يكون اولا الران ثم يطبع على القلب ثم اه يصاب بالاقفال بحيث لا يصل اليه ولا منفذ فيه لدخول الحق والهدى نعم قال رحمه الله وعن ابي سعيد رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب اربعة قلب اجرد فيه مثل السراج ازهر وقلب اغلف مربوط بغلافه. وقلب منكوس وقلب مصفح فاما القلب الاجرد فقلب لعلها وقلب مصفح وقلب منكوس وقلب مصفح فاما القلب الاجرد فقلب المؤمن فسراجه فيه نور. واما القلب الاغلف فقلب الكافر. واما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص عرف الحق ثم انكر. واما القلب المصفح فقلب فيه ايمان ونفاق ومثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب. ومثل النفاق فيه كمثل قرحة يمدها القيح والدم. فاي المادتين غلبت على الاخرى غلبت عليه قال وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب اربعة القلوب اي في احوالها من حيث الطاعة وعدمها من حيث سلامة القلب ومرضه من حيث حياة القلب وموته القلوب اربعة قلب اجرد قلب اجرد ومعنى اجرد اي متجرد اجرد اي متجرد لله سبحانه وتعالى ليس فيه الا طلب رضا الله والعمل بما يرضيه سبحانه وتعالى متجرد مما سوى الله تبارك وتعالى ليس فيه الا طلب رضا الله والعمل على النيل رضاه عز وجل قلب اجرد فيه مثل السراج يزهر اي يضيء وقلب متجرد طيب مخلص دينه لله صادق مع الله سبحانه وتعالى مقبل على على الله عز وجل مجردا التوحيد لله ومجردا المتابعة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وفي مصنفات اهل العلم في الاعتقاد كتاب تجريد التوحيد تجريد التوحيد. فمن جرد التوحيد لله عز وجل ينطبق عليه هذا المعنى قلب اجرد قلب اجرد اي متجرد صاحبه لله سبحانه وتعالى وقلب اغلف مربوط بغلافه اغلف اي عليه غشاوة عليه غطاء يغطيه من كل جانب ويحيط به من كل جانب وقلب منكوس وقلب منكوس اي منقلب ليس سويا قلب منكس قلب مصفح مصفحة له صفحتان جانب خير وجانب شر له وجهان وجه فيه شيء من الخير ووجه فيه شر ثم بين ذلك قال فاما القلب الاجرد فقلب المؤمن فقلب المؤمن فسراجه فيه نور فسراجه فيه نور فقلب المؤمن قلب اجرد اي متجرد لله عز وجل مخلص صادق مع الله ومظي بنور الايمان لان الايمان نور والوحي نور يضيء لصاحبه اومن كان ميتا فاحييناه آآ القلب يحيى بالايمان ويستظيء ايضا بنور الايمان ويستضيئ ايضا بنور الايمان ونور الوحي. والوحي نور كما قال الله سبحانه وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا الوحي نور يضيء لصاحبه قال واما القلب الاغلف فقلب الكافر الاغلف هو الذي غطى غطت عليه الظلمات ظلمات الشرك وظلمات الباطل وظلمات الذنوب فغطت عليه فاصبحت على القلب مثل الغلاف المحيط به من كل جانب واما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص عرف الحق ثم انكر عرف الحق واستبان له الهدى وظهر وانكر ذلك واصبح يظهر ايمانا ويبطن كفرا محضا واما القلب المصفح اي الذي له صفحتان له وجهان وجه خير ووجه شر فقلب فيه ايمان ونفاق فقلب فيه ايمان ونفاق ومثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب فتنمو ينتفع بها ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم هذا مثل عجيب مثل عجيب في وصف احوال القلوب الاربعة يمدها القيح والدم فاي المادتين غلبت على الاخرى غلبت عليه هذا الذي يتنازعه امران خير وشر الخير له اشياء تمده والشر له ايضا اشياء تمده ومثل الخير كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق كمثل القرحة يمدها القيح والدم يمدها القيح والدم فاذا وفق الماء الطيب الذي هو غيث الوحي غيث الوحي والهدى فان هذا يسقل قلبه باذن الله تعالى ويصفو ويكون قلبا سليما واذا كانت غلبت عليه المادة الاخرى مادة اه النفاق التي هي كالقيح تغذى آآ آآ التي كالقرحة تغذى القيح والدم فهو لم غلب عليه منهما؟ نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب ذكر الرضاء بالمعصية روي عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال هلكت ان لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر قال باب ذكر الرضا بالمعصية. الرضا بالمعصية يعني حتى وان لم يفعلها يكون راضيا بها هذا هلاك والعياذ بالله حتى وان لم يفعلها اذا كان راضيا بالمعصية فهذا هلاك ولهذا اقل مراتب انكار المنكر التي ليس وراءها من الايمان حبة خردل الكراهية في القلب كراهية المنكر في القلب وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل اما ان يكون الانسان راضيا بالمنكر فهذا هلاك والعياذ بالله حتى وان لم يفعل قد قال عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان اذا كان القلب لا ينكر المنكر وانما يرظاه ويحبه ويقره هذا هلاكهم والعياذ بالله مثل ما قال ابن مسعود هلك اه هلكت ان لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر ان لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر. الشاهد من كلامه قوله وينكر المنكر اذا كان القلب آآ لا ينكر المنكر بل يرضاه ويقره فهذا هلاك لصاحبه قال هلكت هلكت اي ان هذا هلاك لصاحبه وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام فمن جاهدهم آآ يده فهو المؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو المؤمن ومن جاهدهم في بقلبه فهو المؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل نعم قال رحمه الله ولمسلم عنه رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون. ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل قال ولمسلم عنه اي ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب له من امته صفوة وخلاصة يلازمونه يتبعون نهجه يسيرون اه وفق سنته وهم صفوة الناس صفوة الناس وصفهم بصفتين تأملهما جيدا قال يأخذون بسنته ويقتدون بامره يأخذون بسنته ويقتدون بامره. وهذا فيه تنبيه على صلاحهم في الجانبين. جانب العلم وجانب العمل. يأخذون بسنته ويقتدون بامره وعرفنا ان المرض مرض القلب مرضان مرض علمي ومرض اه الشبهات ومرض عملي ومرض الشهوات وهذا فيه سلامتهم من هذا كله وصلاحهم كالعلم والعمل اما صلاحهم في العلم ففي قوله يأخذون بسنته يأخذون بسنته علمهم من اين مصدره؟ علومهم ما هو مصدرها؟ من اين يتلقونها هل من مصادر علومهم الاراء؟ هل من مصادر علومهم مثلا القصص والحكايات هل من مصادر علومهم الذوق هل كذا الى اخره؟ لا لهم مصدر. السنة كل شيء يقوله من امر الدين يسنده الى الرسول ويتلقاه عن الرسول عليه الصلاة يأخذون بسنته فعلومهم متلقاة من السنة من الرسول هذا صلاح العلم هذا صلاح العلم فالعلم كله متلقى من الرسول وصلاح العمل في قوله ويقتدون بامره. اي افعالهم كلها اقتداء بامره لا يفعلون شيئا الا وهم به مقتدون وعلى نهجه سائرون فيقول يأخذون بسنته ويقتدون بامره يأخذون بسنته هذا صلاح العلم ويقتدون بامره هذا صلاة العمل ثم انه انها تخلف من بعدهم اي من بعد هؤلاء الصفوة خلوف ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يأمرون. وهؤلاء فيهم الفساد من الجهتين. جهة العلم وجهة العمل يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فعندهم فساد في العلم وعندهم فساد في العمل قال فمن جاهدهم ان هذا منكر عظيم فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل هذا موضع الشاهد للترجمة قوله وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل اي الذي لا ينكر بقلبه لا ينكر المنكر بقلبه بل يرظى المعصية فهذا ليس عنده ادنى الدرجات من درجات الايمان في انكار المنكر وهي الانكار بالقلب. اذا كان قد رضي بالمعصية واقر بها قال رحمه الله وله عن ام سلمة رضي الله عنها مرفوعا انه يستعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد سلم. ولكن من رضي وتابع. اي من كره بقلبه وانكر بقلبه وفي رواية غير الصحيح بعد وتابع. فاولئك هم الهالكون وفي رواية غير الصحيح بعد وتاب بعد وتابع فاولئك هم الهالكون. قال وله عن ام رضي الله تعالى عنها مرفوعا له اي مسلم رحمه الله عن ام سلمة رضي الله عنها مرفوعا انه يستعمل عليكم امراء انه يستعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون اي في من الامور التي يباشرونها ويعملونها الشك تعرفونها اي تعرفونها من هدي الاسلام ومن دين الله تبارك وتعالى وتنكرون اي تنكرون اشياء من الامور التي يفعلونها اشياء من كرة ليست من دين الله سبحانه وتعالى فعندهم اشياء من من دين الله وعندهم اشياء من كرة ليست من دين الله عز وجل خالف من كره فقد برئ فمن كره فقد برئ برئ الذمة برئ الذمته بالكراهة لانه اتى بالقدر الادنى او القدر الاقل الذي تبرأ به الذمة تبرأ به الذمة ويسلم به من العقوبة كره اي كره بقلبه كره هذه المنكرات التي عندهم بقلبه فهذه الكراهية تحصل بها براءة الذمة فقد برئ اي برأت ذمته لكن ان ان لم يكره بقلبه ورظي اعمالهم تلك فقد هلك فقد هلك قال وهذا موضع الشاهد فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد سلم ومن انكر فقد سلم اذا كان من اهل القدرة على الانكار والمناصحة الوصول الى اه الولاة ومخاطبتهم بتلك المنكرات وتحذيرهم من خطورتها وسوء مغبتها ومن انكر فقد سلم ولكن اي الخطورة والعقوبة والذنب ولكن من رضي وتابع من رضي وتابع رضي بالمنكر وتابع اولئك عليه رضي بالمنكر اي في قلبه وتابع اي تابعهم بفعل ذلك المنكر اي من كره بقلبه وانكر بقلبه هذا تفسير لقوله فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد برئ من كره بقلبه وانكر بقلبه قال فمن فمن كره فقد برئ اي كره بقلبه ومن انكر بقلبه فقد سلم فقد سلم ومن وفقه الله عز وجل وعنده قدرة على المناصحة فهذه درجة اعلى من هاتين الدرجتين. اما اما اتان الدرجتان الكراهة يحصل بها فرأت الذمة والانكار بالقلب يحصل به السلامة من ذلك المنكر لكن من رضي وتابع ولكن من رضي وتابع وقوله من كره من كره الكراهة يحصل بها الرضا عدم الرضا والانكار يحصل به عدم المتابعة تراها بالقلب يحصل بها يتحقق بها عدم الرظا الانكار يحصل اه يتحقق به عدم المتابعة وبهذين تكون براءة الذمة والسلامة قال وفي رواية غير الصحيح بعد وتابع فاولئك هم الهالكون اولئك هم الهالكون اي من رضي وتابع فانه هالك نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب ذكر تمني المعصية والحرص عليها في الصحيحين عن ابي بكرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول كالنار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه قال باب ذكر تمني المعصية والحرص عليها اي انعقد في قلبه حرص جازم وعزم مؤكد على فعل المعصية لكنه لم يمنعه من فعلها الا العجز وعدم القدرة والا هو عازم تماما عازم تماما على ان يفعل وقلبه حريص تماما على ان يفعل لكن الذي حال بينه وبين الفعل عدم القدرة والعجز عن الفعل فهذا تكون عقوبة عقوبة الفاعل. هذا تكون عقوبته عقوبة الفاعل لان الحريص لان الحريص على السيئات الجازم بارادته على فعلها اذا لم يمنعه الا مجرد العجز اذا لم يمنعه الا مجرد العجز فهذا يعاقب على ذلك عقوبة الفاعل فهذا يعاقب على ذلك عقوبة الفاعل ومن القواعد التي قررها اهل العلم في هذا الباب وذكرها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان العزم اذا اقترن به ما يمكن من الفعل او مقدمات الفعل نزل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل التام. هذه قاعدة مفيدة جدا ان العزم اذا اقترن به ما يمكن من الفعل ما معنى اقترن به ما يمكن من الفعل؟ يعني ما حصل له الفعل كاملا لكن امكنه شيء قليل من الفعل اقترن به ما يمكن من الفعل او مقدمات الفعل لم يفعل لكن جاء ببعض المقدمات ولم يتمكن نزل صاحبه في الثواب ان كان هذا العمل طاعة والعقاب ان كان ذلك العمل معصية منزلة الفاعل التام منزلة الفاعل التام ينزل منزلة الفاعل التام بذاك الحرص الشديد الذي قام في قلبه ان انه يفعل هذا الامر ولم يمنعه من فعله الا ماذا الا عدم القدرة العجز وعدم القدرة وذكر رحمه الله على ذلك دليلين دليل اه دليلين من السنة ذكر على ذلك دليلين من السنة الاول في الصحيحين عن ابي بكرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار اذا التقى المسلم بسيفيهما هذا الالتقاء بالسيفين يعني ان كل واحد منهما يريد ان يقتل الاخر لكن احدهما سبق فقتل الاخر اذا الاخر الذي هو المقتول لولا ان هذا سبق الى القتل كان ماذا يريد ان يسبق هو الى القتل لكن سبق فلم يتمكن من القتل فيقول اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل هذا القاتل فما بال المقتول؟ هذا القاتل واضح قتل فما بال المقتول ايضا يكون في النار؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه انه كان حريصا على قتل صاحبه. فهذا يؤخذ منه ان الحرص التام والعزم الذي لا يرد عنه الا عدم القدرة على فعل الذنب ينزل منزلة الفاعل التام ولهذا قال عنهما كلاهما في النار. القاتل والمقتول القاتل لانه قتل والمقتول لانه كان حريصا على القتل وعزم على ذلك عزما اكيدا لم يمنعه او يحل بينه الا انه اه بادر صاحبه الى قتله نعم قال رحمه الله وعن ابي كبشة الانماري رضي الله عنه مرفوعا انه قال مثل هذه الامة مثل اربعة رجال رجل اتاه الله مالا وعلما فهو يعمل في ماله بعلمه ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو كان لي مال مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمله فهما في اجري سواء ورجل اتاه الله اتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يتخبط في ماله لا يدري ما له مما عليه. ورجل لم يؤتي الله مالا ولا علما فقال لو كان لي مثل لو كان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل مثل عمل فلان فهما في الوزر سواء صححه الترمذي ورد في حديث عن عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة من هم بسيئة فلم يعملها هل هل يقال في ذاك الاول القاتل؟ قال لم يعمل السيئة لم يعمل السيئة هل هذا الحديث ينطبق عليه وهل هذا الحديث يعارض ذاك الحديث يقال ان في حديث اخر النبي صلى الله عليه وسلم قال من هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فهل ينطبق عليه هذا الشيء وهذا شيء اخر هذا هم بسيئة ومنعه منها خوف الله خشية الله الخوف من عقوبة الله تقوى الله عز وجل هذا تكتب له حسنة يكتب له تركه للسيئة حسنة ويدخل في جملة طاعاته وعباداته. فرق بين من يترك السيئة خوفا من الله وبين من يترك سيئة لعجزه وعدم قدرته عليها ولو تمكن لفعلها لحرصه التام وعزمه الاكيد على فعله. ففرق بين من تركها لعجزه وبين من تركها لخوفه من ربه سبحانه وتعالى قال وعن ابي كبشة الانماري رضي الله عنه مرفوعا. مثل هذه الامة كمثل اربعة رجال مثل الامة كمثل اربعة رجال رجل اتاه الله مالا وعلما رجل اتاه الله مالا وعلما فهو فهو يعمل في ماله بعلمه لان العلم يضيء له فالطريق واذا دخل انسان في المال بدون علم دخل في امور محرمة واشياء تسخط الله عز وجل. ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوما اذا اصبح يقول في دعائه اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا بدأ بالعلم النافع قبل الرزق الطيب لماذا؟ لانه لا يمكن ان يميز الانسان بين رزق طيب وخبيث الا بالعلم فاذا كان عند المرء اذا كان عند المرء علم نافع فانه يميز به بين الخبيث والطيب وهذا الرجل اتاه الله مالا وعلما فهو يعمل في ماله بعلمه بعلمه اي الذي اتاه الله اياه ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا اتاه الله علما ولم يؤتي مالا فقال لو كان لي مال مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمله هذا عزم وحرص شديد قام في قلب هذا الرجل والعزم آآ العزم والحرص على الخير اذا قام في القلب ولم يمنع منه الا عدم القدرة مثل هذا الان لم يمنعه من ان يفعل مثل ذاك الرجل الا عدم وجود المال. ولا لو وجد المال لفعل مثله ينزل منزلة الفاعل ينزل منزلة الفاعل ولهذا قال فهما في الاجر سواء فهو في الاجر سواء سبحان الله انظر الى سعة فضل الله عز وجل رجل ثري عنده اموال كثيرة جدا وعنده علم ويعمل بماله بعلمه يزكي ويتصدق ويبني المساجد ويطبع المصاحف ويبني دور الايتام ويحفر الابار ويعمل اعمال كثيرة من اعمال الخير ورجل اخر فقير ما عنده شيء ليس عنده شيء لكن عنده علم وقال وصدق مع ربه في عزمه ان لو كان عنده من المال مثل ما عند ذلك الرجل لفعل مثله فهما في الاجر سواء يجد يوم القيامة اجر مثل تلك الاجور. حفر ابار طباعة مصاحف بناء مساجد الى غير ذلك يجد هذه الاجور وايضا لا يأتي بمال يوم القيامة يحاسب عليه الفقراء يسبقون الاغنياء لكنه يحصل هذه الاجور اجور الاموال بهذا الحرص الذي قام في قلبه والله عز وجل فضله عظيم فضله واسع ومع ذلك كثير من الفقراء او اكثر الفقراء يبخل على نفسه بهذا الحرص يبخل بنفسه يبخل على نفسه بهذا الحرص الذي يحصل فيه هذه الاجور آآ العظيمة الجزيرة الواسعة في امور لم يعملها لكن قام في قلبه حرص شديد عليها اعطاه الله عز وجل على هذا الحرص مثل اجر الفاعل ورجل اتاه الله مالا ولم يؤتي علما اتاه الله مالا ولم يؤتي علما عنده اموال كثيرة وليس عنده علم وهذا خطر جدا على الانسان اذا كان عنده اموال كثيرة وليس عنده علم هذا من اخطر ما يكون فهو يتخبط في ماله لا يدري ما له مما عليه تخبط في ماله لا يدري ماله مما عليه ولهذا يمشي في المال خبط عشواء تضيع حقوق ويعتدي على اشخاص وينتهب اموال يرابي في المال والى غير ذلك من الوجوه المحرمة يتخبط في ماله لا يدري ماله مما عليه ورجل لم يؤته الله مالا وهذا موضع الشاهد للترجمة ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فقال لو كان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمله نسأل الله العافية لو كان لي مال مثل مال فلان لعملت مثل عمله يراه يرى ذلك الذي معه الاموال يستخدم اموال في الخمور في الفواحش في الرذائل في المحرمات في كذا ويخبط في في في المال هذا الخبط فيقول هذا الفقير لو كان لي مال مثله لفعلت مثله لانه لا مال عنده ولا علم عنده لا مال عنده ولا علم عنده قال لعملت فيه مثل عمل فلان فهما في الوزر سواء في الوزر سواء لماذا في الوزر سواء؟ لان الحريص الذي عنده العزم الاكيد الذي لم يمنعه من الفعل الا العجز وعدم القدرة ينزل منزلة الفاعل التام لانه اتى بالنية ومقدوره الا اه التام فنزل منزلة الفاعل التام اذا هذا الحديث الذي هو حديث ابي كبسة يمكن ان تستخلص منه القاعدة التي اشار اليها اهل العلم وهي ان العزم اذا اقترن به ما يمكن من الفعل او مقدمات الفعل نزل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل التام ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولمشايخنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والسداد اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصحة والعافية والسلامة والغنيمة والاجر الموفور للحجاج والمعتمرين تمرين ولعموم المسلمين يا رب العالمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احيتنا واجعله الوارث منا اجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين