والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ اسلام محمد ابن عبد الوهاب اجزل الله له الاجر والثواب في كتابه الكبائر باب ذكر الريب وقول الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا الاية قوله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. وقوله تعالى واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها الى قوله وما نحن بمستيقنين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ذكر الريب الريب افة خطيرة جدا من افات القلوب وهو الشك ضد اليقين والله عز وجل لا يقبل في ايمان العبد الا اليقين اما اذا كان شاكا مترددا غير جازم غير مستيقن فان ذلك لا يقبل منه لان الايمان يقين لا ريب فيه ولا شك فاذا وجد فالشك انتفى اليقين وانتفى بانتفائه الايمان فمن كان شاكا مرتابا لا ايمان له لان الايمان هو اليقين لان الايمان هو اليقين الجازم الذي لا شك فيه ولا ريب قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ومعنى قوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فمن لم يكن ايمانه كذلك لا ايمان له قال ثم لم يرتابوا اي لم يقم في قلوبهم ريب او شك بل ايمانهم جازم لا تردد فيه ولا ارتياب واذا كان في الايمان ارتياب فيه شك فيه تردد فيه عدم جزم فانه لا يعد ايمانا بل يعد كفرا ومن الكفر او من انواع الكفر كفر الشك من انواع الكفر كفر الشك كفر الريب لان من لم يكن جازما وكان مرتابا يعني مثلا يسأل عن اليوم الاخر يقول احتمال ان يكون هناك يوم اخر احتمال ما يكون. مثلا او يقول مثلا احتمال ان فيه ملائكة ويمكن ما في ملائكة انا ما عندي جزم ان فيه ملائكة اذا لم يكن عنده يقين فهذا كفر لان الايمان الذي يقوم عليه دين الله سبحانه وتعالى يقين كله فاذا لم يوجد هذا اليقين لا يعد مؤمنا قد قال الله عز وجل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ومن ذلكم المرتاد المرتاب في اصول الايمان وقواعد الدين وثوابت الشريعة من عنده ريب في ذلك فان ريبه يحبط عمله كله يحبط عمله كله فالايمان يقين لا ريب فيه. انما المؤمنون وانما اداة حصر الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ومعنى لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا. وقد قال عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا ادخله الله الجنة اشترط عليه الصلاة والسلام اليقين قال غير شاك فيهما ادخله الله الجنة بمعنى انه ان وجد الشك او وجد الريب لم يكن من اهل الجنة لانه ليس عنده ايمان فالايمان اليقين قال رحمه الله تعالى وقوله والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون الشاهد من هذه الاية الكريمة قوله وبالاخرة هم يوقنون وبالاخرة هم يوقنون واليقين هو كمال العلم وانتفاء الريب ولا يكون مؤمنا بالاخرة الا من كان ايمانه بها عن يقين الا من كان ايمانه بها عن يقين فاذا كان في ايمانه تردد او ارتياب او عدم جزم او نحو ذلك فهذا فهذا يعد كفرا اكبر ناقل من الملة لان الايمان هو اليقين وبالاخرة هم يوقنون واليقين هو كمال العلم وتمامه وانتفاء الريب والشك فاذا وجد شك او ريب او عدم جزم بهذه الاصول او بشيء منها فان ذلك يعد كفرا كذلكم قول الله سبحانه وتعالى واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما ساعة ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين ما ندري ما الساعة ان نظن الا ظنا وما نحن مستيقنون. انظر هذه الكلمات. ما ندري ما الساعة ان نظن الا ظن وما نحن من مستيقنين هذه كلها تدل على ان هؤلاء لا يقين عندهم لان هؤلاء لا يقين عندهم. والايمان بالساعة لا يكون ايمانا الا بانتفاء الريب مثل ما قال الله سبحانه وتعالى واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها الساعة لا ريب فيها لا شك في وقوعها فاذا لم يكن الايمان بهذا الوصف ايمان لا ريب فيه فانه فان صاحبه يكون كافرا. فان صاحبه يكون كافرا لان الايمان هو انتفاء الريب الايمان هو اليقين الايمان هو اليقين الايمان هو انتفاء الريب فاذا وجد الريب لا يوجد الايمان لا يمكن ان يكون ان ان يجتمع ايمان وريب لان الايمان هو انتفاء الريب فاذا وجد الريب انتفى الايمان واذا وجد الايمان الصحيح انت في الريب. اما ان يجتمع ايمان وريب لا يجتمعان. فمن كان عنده ريب ليس بمؤمن من كان عنده ريب ليس بمؤمن فهؤلاء الذين يقولون ما ندري ما الساعة ان نظن الا ظنا وما نحن مستيقنين هؤلاء كفار ليسوا مؤمنين لماذا؟ لان لان ليس عندهم يقين ليس عندهم الا الريب والشك وهذا كفر اه بالله سبحانه وتعالى والايمان بالساعة اصل من اصول الايمان. وركن من اركان الدين قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا فمن كان مرتابا في اليوم الاخر ليس عنده يقين فيه او في اي اصل من اصول الايمان يعد كافرا حتى لو كان يصلي او يصوم او يتصدق فان اعماله كلها لا تكون مقبولة لان الاصل الذي يقوم عليه دين الله سبحانه وتعالى ليس موجودا عند نعم قال رحمه الله وكان معاذ رضي الله عنه يقول في مجلسه كل يوم قل ما يخطئه الله حكم قسط هلك المرتابون قال رحمه الله تعالى وكان معاذ رضي الله عنه يقول في مجلسه كل يوم قل ما يخطئه معنى قوله قل ما يخطئه اي لا يفوته لا يكاد يجلس مجلسا في يوم الا ويقول هذه الكلمة الله حكم قسط هلك المرتابون هلك المرتابون وهذا الاثر عن معاذ رواه ابو داوود في سننه باسناد صحيح الى معاذ موقوفا عليه رضي الله عنه ولفظ ابو داوود قال كان معاذ لا يجلس مجلس ذكر حين يجلس الا قال الله حكم قسط هلك المرتبون. لا يجلس مجلس ذكر. المراد مجلس الذكر مجلس الوعظ والتعليم والتذكير بالله سبحانه وتعالى فيكون من جملة من جملة وعظه وتذكيره رضي الله عنه وارضاه هذه الكلمة الله حكم قسط هلك المرتابون هلك المرتابون حكم اي حاكم له الحكم جل في علاه ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله ومن احسن من الله حكما والحكم اسم من اسمائه تبارك وتعالى والله عز وجل له الحكم الكون القدري وله الحكم الشرعي الديني وله الحكم الجزائي هذا كله لله عز وجل الحكم الكوني القدري كل ما حكم به كونا وقدرا وقع طبقا لما حكم به وطبقا لما قضاه سبحانه وتعالى لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ماض في ماض في حكمك اي حكمك القضائي الكوني نافذ ما شئت كان وان لم اشأ ما حكم الله به وقضاه وقدره لا بد ان يقع طبقا لما قدره وقضاه سبحانه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وله الحكم الشرعي ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. فالحكم الشرعي لله عز وجل ليس لاحد ان يسرا الشارع هو رب العالمين. الحكم الشرعي لله رب العالمين وحده سبحانه وتعالى والحكم الجزائي الذي هو الثواب و العقاب ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ايظا الحكم الجزائي لله سبحانه وتعالى رب العالمين لا شريك له فهو عز وجل حكم القسط والقسط القسط والعدل وقوله حكم القسط اي حاكم عادل والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم جل في علاه وما ربك بظلام للعبيد فلا يخاف ظلما ولا هظما فالله عز وجل لا يظلم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال حكم قسط هلك المرتابون وهذا موضع الشاهد من كلامه رظي الله عنه للترجمة هلك المرتابون اي ان الريب الريب في الله وفي اسمائه او في صفاته او في اليوم الاخر او في الملائكة او في النبيين او في القضاء والقدر او في الكتب المنزلة الريب في اصول الايمان وقواعد الدين كفر مهلك لصاحبه كفر مهلك لصاحبه قال هلك المرتابون ومعنى المرتابون الشاكون الذين ليس عندهم ايمان وانما عندهم شك وريب فمن كان كذلك فقد هلك والهلاك هنا هلاك الكفر والعياذ بالله الناقل من الملة قال رحمه الله وكان ابن مسعود رضي الله عنه وقال ابن مسعود رضي الله عنه ان من اليقين الا ترضي احدا بسخط الله ولا تحمد احدا على ما اتاك الله. ولا تلوم احدا على ما لم يؤتك الله. وان الله بعلمه وقسطه جعل والفرح في اليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخر فمن رضي وان رزق الله لا يضره حرص حريص ولا يرده كراهيت كاره قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود وهذا الاثر رواه البيهقي في كتابه شعب الايمان قال ان من اليقين ان من اليقين الا ترضي احدا بسخط الله ان من اليقين اي ان من يقينك بالله وعده سبحانه وتعالى لعبادة بالانعام والحفظ والتسديد والمعونة ان من يقينك بالله وثقتك به وحسن اعتمادك عليه وتوكلك عليه سبحانه وتعالى الا ترضي احدا بسخط الله الا ترضي احدا بسخط الله وهذا فيه ان المرء اذا كان يرظي الناس ويستجلب عواطفهم ويستدر ما عندهم بشيء يسخط الله سبحانه وتعالى فهذا من امارات ضعف يقينه بالله هذا من امارات ضعف يقينه بالله لان لانه قال هنا ان من اليقين الا ترضي احدا بسخط الله فمفهوم ذلك ان من ضعف اليقين ان ترضي احدا بسخط الله. من ضعف اليقين ان ترضي احدا بسخط الله فكل ما يتكلم به الانسان مع الناس يستدر مثلا به عواطفهم في امور تسخط الله ويعلم انها تغضب الله لكن يريد ان يستميل الناس هذا من ضعف يقينه بالله سبحانه وتعالى ضعف ثقته بالله ان الرزق منه وان الفضل بيده سبحانه وتعالى جل في علاه وان الامر كما قال سبحانه وتعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ولا تحمد احدا على ما اتاك الله لان الفضل اولا واخرا لله رب العالمين فهو مو للنعمة ومسديها والمنعم بها والمتفضل كما قال سبحانه وتعالى وما بكم من نعمة فمن الله كما قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فالنعمة نعمة الله والفضل فضل الله فلا تحمد احدا على ما اتى الله على ما اتاك الله لان الفضل فضل الله سبحانه وتعالى والمنه جل في علاه ولا تلوم احدا على ما لم يؤتك الله وهذا كله من قوة اليقين عندما يكون في العبد لا تلوم احدا على ما لم يؤتك الله وليس معنى ذلك ان الانسان اذا ظلم مثلا لا يطالب بحقه ليس هذا معناه اذا ظلم لا يطالب بل له ان يطالب بحقه وله ان يبذل الاسباب المشروعة بتحصيل حقه لكن اه اعتماده وثقته وتوكله والتزاؤه في كل ذلك لله سبحانه وتعالى رب العالمين وان الله بعلمه وقسطه اي عدله الذي لا ظلم فيه جعل الروح والفرح في اليقين. جعل الروح والفرح في الرضا واليقين. كذا في الاصل جعل الروح والفرح في الرضا واليقين بمعنى ان الرضا بالله وعن الله واليقين به جل في علاه هو الذي يجلب للقلب الفرح والراحة والسرور والطمأنينة كما قال الله سبحانه وتعالى من عمل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب فالرضا بالله وعن واليقين به سبحانه هو الذي يجلب القلب الراحة والفرح واللذة والسعادة والطمأنينة وجعل الهم والحزن في الشك والسخط وهذا موضع الشاهد في الشك والسخط اذا وجد الشك الذي هو عدم الايمان وعدم الجزم عدم اليقين وجد السخط الذي وعدم الرضا عن الله سبحانه وتعالى وعن قضائه جل في علاه فاذا وجد هذان الشك والسخط وجد الهم والحزن كما ان اليقين والرضا مجلبة للفرح والروح فان الشك والسخط مجلبة للهم والحزن وان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. اي ان الله سبحانه وتعالى ما كتبه لك من رزق حاصل لا راد له وما لم يكتبه لك من رزق غير حاصل قال جل وعلا ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم قال رحمه الله وكان عمر رضي الله عنه وقال عمر رضي الله عنه يوم الحديبية فعملت لذلك اعمالا هذه الكلمة تؤثر عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالها على اثر موقفه بعد الصلح او عند الصلح صلح الحديبية لما كان يراجع الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك الصلح ثم ذهب الى ابي بكر رضي الله عنه كان يراجع في ذلك الصلح فوجد عنده شيء من التردد في ما صالح عليه النبي المشركين وكان يقول لماذا نعطي الدنية في ديننا؟ اليس الحق معنا كان يريد ان يمضوا في في اه القتال وقع في في نفسه شيء من التردد في الصلح والموافقة على البنود التي كانت حتى قال للنبي صلى الله عليه وسلم الم تقل لنا اننا سنعتمر قال بلى قال لها النبي عليه الصلاة والسلام اقولت لك في هذا العام فقلت لك في هذا العام ولما ذهب الى بكر سأله السؤال نفسه واجاب ابو بكر بالجواب نفسه قال الم يقل لنا انا سنعتمر؟ قال بلى قال اقال لك في هذا العام؟ قال لا فوجد عنده شيء من التردد ثم لما تبين لها الامر قال كلمة هادي رضي الله عنه فعملت لذلك اعمالا ماذا يقصد فعملت لذلك اعمالا اي اعمال صالحة يريد ان تكفر تلك الوقفة التي كانت منه تريد ان تكفر تلك الوقفة التي كانت منه؟ قال فعملت لذلك اعمالا اي من صدقات وصيام وعتق للرقاب واشياء من هذا القبيل يريد ان تكون كفارة لما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء. ان حصل في ابتداء لا نصيب من التوقف والمراجعة للنبي عليه الصلاة السلام والمراجعة ابي بكر رضي الله عنه وقوله فعملت لذلك اعمالا جاء في بعض الروايات ما يوضح ذلك حيث قال ما زلت اتصدق واصوم واصلي واعتق من الذي صنعت يومئذ من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به مخافة كلامي الذي تكلمت به رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابة اجمعين نعم قال رحمه الله وفيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. اخرجه مسلم وعن العباس رضي الله عنه مثله قال وفيه معنى قوله صلى الله معنى قوله صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وهذه الثلاثة هي اصول الدين الذي عليها يقوم الرضا بالله والرضا بدينه والرضا برسوله عليه الصلاة والسلام. هذه الاصول الثلاثة التي يقوم عليها الدين. وفيها الف شيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رسالته العظيمة الاصول الثلاثة. رسالته العظيمة الاصول الثلاثة بناها على هذه الاصول العظيمة وعن هذه الاصول يسأل كل انسان اذا ادرج في قبره من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومطلوب من المسلم ان يستذكر هذه الاصول اذكارا مستمرا يوميا استذكارا متكررا ومن ذلكم عند سماع الاذان بعد ان يقول المؤذن اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله يشرع لك ان تقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا والرضا بالله ربا هو رضا به سبحانه وباسمائه الحسنى وبصفاته وبحكمه وعدله ان وبقضائه سبحانه وتعالى وقدره والايمان بانه عز وجل رحيم غفور كريم حكم قسط جل في علاه الرضا بالله والرضا بالله تعلقه الرضا بالله تعلقه في بالاسماء والصفات والرضا عن الله تعلقه بالجزاء تعلقه بالجزاء الرضا بالله تعلقه باسماء الله وصفاته والرضا عن الله تعلقه بجزاءه رضي الله عنهم ورضوا عنه هذا متعلق بالثواب والجزاء هو ثمرة الرضا ثمرة الرضا بالله الرضا عنه سبحانه وتعالى والرضا بالاسلام دينا وقد قال الله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا بان يقبل العبد على هذا الدين ولا يبغي دينا سواه ومن يبتغي غير دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. والرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا بالايمان بانه مرسل من رب العالمين وانه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وان يطيعه فيما امر وان يصدقه فيما اخبر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب السخط وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة في علم من عند الله فيرضى ويسلم. قال باب السخط والسخط يتعلق بالمصيبة والابتلاء تعلقه بالمصيبة والابتلاء والسخط هو ضد الرضا السوق ضد الرضا. وينشأ اه السخط من عدم الايمان بقدر الله وقضائه سبحانه وتعالى ينشأ من عدم الايمان بالله وبقضائه وقدره جل وعلا فمن لا يؤمن بالقدر اذا حل البلاء ونزلت المصيبة ووقعت الشدة وجد عنده السخط عدم الرضا اورد قول الله عز وجل ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي لا لا يقع شيء من المصائب من فقر او من موت او من مرض او غير ذلك من انواع المصائب الا باذن الله اي بقضائه وقدره وقد قال الله سبحانه وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات هذه كلها امور بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يهدي قلبه عند المصاب فينشرح الصدر وترتاح النفس يتحقق الايمان بالقضاء قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يؤمن بالله ان الامور بقضائه وقدره وان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال علقمة ابن قيس النخعي رحمه الله في بيان معنى هذه الاية قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. هذا معنى قوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه اي ان الرجل المسلم الصادق في اسلامه وايمانه تصيبه المصيبة من موتي قريب او مثلا اه فقد محبوب او مثلا حصول فقر او حصول مرض او غير ذلك من انواع المصيبات في علم انها من عند الله اي ان الله هو الذي كتب ذلك وقضاه وقدره وان هذا الذي حصل لم يكن لاخته لانها شيء مقدر شيء مكتوب كتبه الله سبحانه وتعالى ومن قال في علم انها من عند الله فيرضى ان يرظى بقضاء الله وبما قدره وقضاه ويسلم للقضاء والقدر. لا يتسخط ولا يعترض ولا يجزع وقد قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية نعم قال رحمه الله وعن انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله رضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي الترمذي وحسنه قال وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا احب قوما ابتلاهم ان الله اذا احب قوما ابتلاهم وهذا فيه ان الابتلاء في حق الرجل الصالح المستقيم على طاعة الله سبحانه وتعالى الابتلاء في حقه باب عظيم جدا من ابواب رفعة الدرجات عند رب العالمين لان من ابواب الرفعة وعلو المنازل يوم القيامة الصبر على القضاء لان الصبر على القضاء واعلى منها الرضا القضاء عبودية عظيمة جدا تأتي في محك محك عظيم وهو حصول المصيبة. وحصول الابتلاء فاذا تلقاها المسلم والصبر عند الصدمة الاولى اذا تلقى المسلم المصيبة بالصبر والرضا وعدم الجزع وعدم التسخط راضيا بما قضاه الله وقدره سبحانه وتعالى فهذا باب من اعظم ابواب الرفعة وعلو الدرجات بل ان في الجنة منازل لا يبلغها اهلها الا بصبرهم على قضاء الله ورضاهم بما قدره سبحانه وتعالى فهذا باب من ابواب العلو والرفعة ولهذا قال هنا في هذا الحديث ان الله اذا احب قوم ابتلاهم ابتلاهم وابتلاؤه لهم يقابل منهم بتوفيق من الله ومن صبرهم على هذا القضاء ورضاهم بهذا المقدر فتعلوا درجاتهم عند الله سبحانه وتعالى بل انهم يجدون من من من لذة الصبر والرضا يجدون من لذة الصبر والرضا نعيما معجلا في هذه الحياة الدنيا. من راحة القلب وهناءة البال وسعادة النفس وتجده جسمه مثلا في الامور كثيرة لكنه في غاية السعادة ويجد في نفسه سعادة لا يجدها الاصحاء الاغنياء الاسوياء الذين ليس فيهم اي عاهة او او شيء من هذا القبيل ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا فمن رضي فله ومن سخط فعليه السخط فمن رضي اي بما ابتلاه فله الرضا له الرضا هنا اه اعاد يعني اعاد جواب اه جعل اه جواب الشرط اعادة للشرط نفسه مثل اه قوله عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله والاعادة ليس تكرار ليس تكرارا للمعنى. فمن كانت هجرته لله ورسوله اه عملا وقصدا فهجرته الى الله ورسوله ثوابا واجرا ثوابا واجرا فهنا قوله فمن رضي فله الرضا فله الرضا اي له الرضا مثوبة عند الله واجرا عظيما عنده سبحانه وتعالى على صبره على رضاه اه قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره. ايضا العكس ومن سخط فله السخط او فعليه السخط واكثر الروايات فله آآ السخط اي سخطه له وزر وعقوبة عند الله سبحانه وتعالى ولا يفيده شيء في آآ اه معالجة المصاب الذي حصل له. الا انه يحصل منه آآ العقوبة والوزر ويبوء بي اثم التسخط وعدم الرضا بقضاء بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب القلق والاضطراب. وقول الله تعالى فانزل الله سفينته على رسوله وعلى المؤمنين اية وقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية. وقوله تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية. الاية. قال باب القلق والاضطراب. القلق اقوى الاضطراب. القلق والاضطراب هو ضد الطمأنينة والسكون ومن الايمان ايمان القلب ومن اعمال القلوب المباركة طمأنينة القلب وسكونة قد قال الله عز وجل الا بذكر الله تطمئن القلوب فانزل سكينته فالسكينة والطمأنينة التي تكون في القلب هي ثمرة من ثمار الايمان بالله وملازمة ذكره سبحانه وتعالى فاذا قويت صلة العبد بالله واكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى اثمر ذلك سكينة وطمأنينة ضد ذلك القلق والاضطراب القلق والاضطراب. واذا كان واذا كانت السكون او اذا كان السكون والطمأنينة ثمرة من ثمار الايمان فان ضده القلق والاضطراب ثمرة من ثمار ماذا ضعف الايمان ثمرة من ثمار ضعف الايمان اذا كان السكون والطمأنينة ثمرة من ثمار الايمان وقوته فان القلق والاضطراب ثمرة من ثمار ضعف الايمان ونقصه. ثمرة من ثمار ضعف الايمان ونقصه. اذا من الامور المؤثرة في على دين المرء ان يكون بهذا الوصف القلق والاضطراب الذي هو ضد السكينة والطمأنينة قال وقول الله تعالى فانزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين والسكينة هذه منزلة عظيمة من منازل السائرين وينظر كلاما جميلا للغاية عن هذه المنزلة في كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى. فانزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين. هذه السكينة التي ينزلها الله سبحانه وتعالى على من شاء من عباده هي ثمرة من ثمار صدق العبد مع الله وحسن اقباله على الله وقوة توكله على على الله عز وجل فهذا يثمر في العبد ان ان الله يمن عليه بنزول السكينة على قلبه والسكينة يا طمأنينة القلب وراحته وانتفاء القلق والاضطراب عنه قال وقول الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم فرجا مما قضيت ويسلم تسليما وهذا الايمان الذي بهذا الوصف وتحكيم النبي عليه الصلاة والسلام فيما يكون في من خصومات دون ان يوجد حرج اي تردد واضطراب وقلق في الصدر ويسلم تسليما هذا من امارات ايمان العبد وثمرة من ثمار قوة ايمانه اما اذا كان الانسان اذا جاءته الاقضية والاحكام عن الرسول عليه الصلاة والسلام يصيب قال يصيب قلبه شيء من القلق والاضطراب وعدم ارتياح فهذا من ضعف ايمانه فهذا من ضعف ايمانه فاذا هذا يعد افة من افات القلوب ومرظ من امراضها قال وقول الله عز وجل يا ايتها النفس المطمئنة المطمئنة النفس المطمئنة هي النفس التي زال عنها القلق والاضطراب فاصبحت منشرحة ومطمئنة وراضية عن الله وبالله ومقبلة على طاعة الله سبحانه وتعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في وادخلي جنتي نعم قال رحمه الله ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الشديد انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. قال ولهما اي البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ليس الشديد بالصرعة الذي يصرع الناس يغلبهم ويبادر الى المشادة والخصومة والتقاتل ليس هذا هو الشديد وان كان في السائد في افهام كثير من الناس ان القوي الشديد هو الذي يهجم ويقاتل و يعتبرون آآ من كان كذلك هو القوي فيقول عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة هذي شدة يعني هذه تعتبر شدة التي هي القتال لكن ليس هذا هو شديد ليس هذا هو الشديد في مفهوم الشرع. اما في مفهوم الناس هذا يعد شدة ويعتبرون من كان كذلك هو السديد قال وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وهذه هي الشدة التي تحمد وكون الانسان يملك نفسه عند الغضب هذا فرع من عدم قلقه واضطرابه هذا ناس من طمأنينة نفسه ناس من طمأنينة نفسه وسكون قلبه. بينما القلب المضطرب هو الذي يندفع يندفع عند ادنى شيء الى الخصومة والمقاتلة غير ذلك من الامور ولهذا مثل هذه القلق والاضطراب والسرعة في القتال المقاتلة والتقاتل مع اخوانه المسلمين ورفع الصوت باللجج والخصومة والشتم واللعن وغير ذلك هذا كله من ثمار القلق والاضطراب وعدم السكون والطمأنينة لكن انسان المطمئنة نفسه فالانسان المطمئن نفسه لا يبادر الى الى هذه الامور اطلاقا بل سكونت نفسه وطمأنينته وطمأنينتها تمنعه من مثل ذلك قال وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب نعم قال رحمه الله وللبخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد قال لا تغضب وهذا الحديث وهو في الصحيح في صحيح البخاري ان رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام لا قال اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب وجاء في بعض الروايات في غير الصحيح ان الرجل قال فتفكرت في الغضب فاذا هو جماع الشر فاذا هو جماع الشر وهذا يستفاد منه ان هذه الوصية تعد في جماع الوصايا تعد في جماع الوصايا اي الوصايا الجامعة من وصايا الجامعة ترك الغضب والحث على ترك الغضب. والنبي صلى الله عليه وسلم جاء هذا الرجل قال اوصني. قال لا تغضب. قال اوصني. قال لا تغضب. قال اوصني. قال لا تغضب. يردد عليه تحذيره من الغضب فهذا يدل على ان الوصية ترك الغضب من جماع الوصايا. وان العبد اذا وفق الى ذلك فقد وفق لخير عظيم. لان الغضب هلاك للانسان بالغضب اريقت دماء محرمة بالغضب تفككت اسر بالغضب اعتدي على ارواح بالغضب حصلت فرقة وخصومات واستمرت يترتب على الغضب من الشرور والافات والاضرار شيء لا حد له ولا حصر فهذه وصية من جماع الوصايا وهذا دليل على ان العبد اذا وفق لترك الغضب فان هذا من كمال ادبه وحسن خلقه ولهذا عد هذا الحديث عد هذا الحديث من الاحاديث الجامعة في باب الاداب بل قال بعض اهل العلم وهو ابن ابي زيد القيرواني ونقله عنه الحافظ آآ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم ان جماع الاداب جماع الاداب وجماع الاحاديث الواردة في الاداب ترجع الى اربعة احاديث بمعنى ان الادب كله يجتمع في اربعة احاديث اذا وفقت لهذه الاحاديث تحقيق هذه الاحاديث الاربعة آآ فقد جمعت لك الادب كله هذا الحديث لا تغضب وحديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وحديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وحديثا اه رابع ايظا اه ذكره رحمه الله تعالى وسبق ان القيت محاضرة او كلمة حول هذه الاحاديث الاربعة وبيان وجه كون هذه الاحاديث جمعت الادب كله وجه كون هذه الاحاديث الاربعة جمعت آآ الادب كله. نعم وقوله لا ترى غضب هذا فيه يتضمن امرين الاول ان تحاول الا يوجد الغضب بالتحلي بالاخلاق والاداب والفظائل التي ان وجد ما يستثير الغظب تكون ردءا لك في عدم حصول الغظب ويتضمن ايضا دفع ما يحركه الغضب فالانسان عند وجود الغضب من آآ مثلا كلاما لا يحمد او مثلا اعتداء او غير ذلك يدخل تحت قوله لا تغضب ايضا تجنب ذلك ولهذا صح في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا غضب احدكم فليسكت وفي الحديث الاخر اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع وهذا فيه فائدة عظيمة في تحقيق قوله لا تغضب ان وجد الغضب عند الانسان فليدفعه بامرين يمنع الكلام وقت الغضب اطلاقا لا يتكلم باي كلمة وايضا يمنع الحركة لا يباشر بيده اي شيء واذا وجد جسمه يندفع لفعل شيء يجلس واذا حصل سكون في الغضب والا يضطجع مع ان الشيطان يأتيه ويقول هذا الان يفعل ويفعل وانت تنام عنده وين الرجولة؟ الان هو يغضبك وكذا وانت تنام وين وين ما يتركه الشيطان ولهذا يحتاج الى امر ثالث وهو التعود عند الغضب من الشيطان لان الشيطان يحظر الانسان عند غضبه قد قال عليه الصلاة والسلام اني لا اعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فهذه الامور اذا اذا وجدت من العبد زال عنه باذن الله تبارك وتعالى غضبه نعم هل يستحب الوضوء هل يستحب الوضوء عند الغضب ما ورد يعني وجاء في حديث لم يثبت الوضوء عند الغضب جاء فيه حديث لم يثبت نعم لكن يكون الانسان مثلا اشتد عنده الغظب وراح وتوضأ ومثلا صلى وفزع الى الصلاة ليطمئن ولجأ الى الله لا بأس نعم واحنا بي ذر رضي الله عنه مرفوعا قد افلح من اخلص الله من اخلص الله قلبه للايمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة. وجعل اذنه مستمعة وعينه ناظرة. فاما الاذن فقمع واما العين فمعبرة لما يعي القلب وقد افلح من جعل الله قلبه واعيا رواه احمد والحديث الرابع لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. قال رحمه الله تعالى وعن ابي ذر رضي الله الله عنه مرفوعا قد افلح من اخلص الله قلبه للايمان قد افلح اي تحقق فلاحه. مثل ما قال الله عز وجل قد افلح المؤمنون قد افلح اي تحقق فلاح. والفلاح هو حيازة الخير في الدنيا والاخرة. وقد قيل ان اجمع كلمة في حيازة الخير في الدنيا والاخرة كلمة الفلاح قد افلح اي تحقق فلاح من اخلص الله قلبه للايمان من اخلص الله قلبه للايمان اي وفقه الله ومن عليه بان جعل قلبه خالص للايمان صافي نقي للايمان امتلأ ايمانا وجعل قلبه سليما وجعل قلبه سليما ولسانه ولسانه صادقا جعل قلبه سليما اي سليما من امراض القلوب وهي على نوعين شهوات وشبهات ولسانه صادقا اي لا يتكلم الا بالحق والخير وفي الدعاء المأثور وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وهذان اعني القلب واللسان هما امير البدن فان المرء باصغريه قلبه ولسانه المرأة ليس بهيكلة وجسمه ويده المرء باصغريه قلبه ولسانه بمعنى ان القلب اذا صلح صلحت الاعضاء كلها تبعا له كما قال عليه الصلاة والسلام لان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد قل له الا وهي القلب واللسان اذا صلح ايضا صلح البدن كله. كما جاء في الحديث وقد مر معنا اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا ونفسه مطمئنة وهذا هو موضع الشاهد ونفسه مطمئنة اي جعل نفسه مطمئنة ووجود الطمأنينة في النفس يعني انتفاء القلق وزوال الريب والاقتران وجعل نفسه مطمئنة وقد تقدم معنا قول الله عز وجل يا ايتها النفس المطمئنة وخليقته مستقيمة وخليقته مستقيمة اي مستقيمة على طاعة الله سبحانه وتعالى والبعد عن ابواب آآ آآ الانحراف وجعل اذنه مستمعة وجعل اذنه مستمعة اي مستمعة للحق واذا سمعت الحق اقبلت عليه ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وعينه ناظرة وعينه ناظرة اي اي نظر تفكر واعتبار في ايات الله سبحانه وتعالى ومخلوقاته آآ العظام فاما الاذن قمع واما العين فمعبرة لما يوعي القلب فمعبرة لما يوعي القلب اي لما يجمع القلب ولما يحفظ القلب لان العين والاذن العين قمع او نعم العين قمع اي منفذ ومعبر العين الاذن قمع اي منفذ ومعبر لما يدخل الى القلب وسبق مر معنا ويل للاقماع الاذن قمع اي منفذ والقمع هو الذي اعلاه واسع واسفله ضيق ويصب فيه ما يصب من زيت او حتى يدخل في القربة او في الوعاء او نحوه اه الاذن قمع اي منفذ لما يدخل في القلب والعين معبرة معبرة بمعنى قمع القمع هو معبر القمع معبر القمع معروف او ليس معروف الذي يقال له في الدارجة المحقان يعني اذا اراد انسان ان يصب مثلا زيتا او او سمنا او عسلا في قربة او مثلا في اه وعاء فمه ضيق يأتي قمع ويجعل فتحته الصغيرة تنويعا وفتحته الواسعة يصب فيها ما ما شاء من ان يصبه فالقمع معذرة معبرة هي يعبر منها الى آآ الوعاء. فاذا الاذن قمع والعين معبرة والاذن قمع والاذن قمع ايضا شبيهة بالقمع في شكلها لان الاذن فتحتها واسعة والمنفذ الذي يدخل منها اه اه الصوت وهذا ضيق فالاذن قمع والعين معبرة لما يوعي القلب اذا ماذا نستفيد من هذا؟ اذا عرفنا ان الاذن والعين كلاهما معبرة القلب. معنى ذلك ان من اراد صيانة قلبه من الامراض والشبهات والاهواء وغير ذلك عليه ان يسد المنفذين. الاذن والسمع لا يدخل منهما لان النظر المحرم يدخل للقلب ماذا؟ ما يمرضه والسماع المحرم يدخل للقلب ما يمرضه ارأيتم لو ان شخصا اتاح لي عينه النظر المحرم واتاح لسمعه النظر السماع المحرم ويريد ان يبقى قلبه سليما يريد ان يبقى قلبه سليما سليما من الشبهات وسليما من الهواء ايمكن هذا يكون كما قال القائل القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتلى بالماء. يسمع المحرمات ويشاهد المحرمات. ويقول انا اريد ان يبقى قلبي سليما فاذا هذه فائدة مهمة الاذن قمع والعين معبرة لما يوعي القلب اي لما لما يجمعه آآ القلب وسبق ان رأى مر معنا في الحديث ويل للاقماع يعني الذي آآ اذنه مفتوحة آآ وتسمع لكن ما يدخل فيها ينفذ لا يصل الى آآ القلب لعدم اقبال آآ القلب على آآ الخير قال وقد افلح من جعل الله قلبه واعيا قد افلح من جعل الله قلبه واعيا اي واعيا الخير والايمان والحق والهدى فالاذن مقبلة على ذلك فوالذي يصل الى القلب هو ذلك ويعي اه آآ ما يصله الى آآ ما يصل اليه من الحق والخير يعيه ويحتفظ به وينتفع به وفي الحديث نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها فوعاها اي ان القلب يعي اه ما ما يصل اليه من خير يعمل على حفظه والمحافظة عليه والثبات عليه وهذا رواه الامام احمد رحمه الله في مسنده عن ابي ذر وفي اسناده انقطاع بين ابي ذر والراوي عنه اه رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا اكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا اه من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين