بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام محمد بن بدر الدين بن بلبان الدمشقي الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه اخصر مختصرات فصل اكدوا اكدوا صلاة تطوع كسوف فاستسقاء فتراويح فوتر. ووقته من صلاة العشاء الى الفجر واقله ركعة واكثره احدى عشرة مثنى مثنى ويوتر بواحدة وادنى الكمال ثلاث بسلامين. ويقنت بعد الركوع ندبا ويقول اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك. انه لا يزل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت. اللهم انا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمن مأموم ويجمع امام الضمير ويمسح الداعي وجهه بيديه مطلقا. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى فصل في صلاة التطوع. اي ما يتطوع به بعد واصلها التطور اصله من فعل الطاعة وهي الطاعة التي ليست بواجبة. ولذا جاء في حديث الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل علي غيرها قال لا الا ان تتطوع. قال خمس قال هل علي غيرها؟ قال لا. الا ان تطوع. اي الا ان تزيد طاعة من قبل نفسك وهذا يدل على ان ما زاد على الفرائض الخمس انه ليس بواجب. وهو حجة الجمهور. واما قول ابي حنيفة التطوع يجب اذا شرع فيه المصلي بقوله صلى الله عليه وسلم الا ان تتطوع قال بمعنى انك قبل ان تتطوع فليس بواجب اما اذا ابتدأت التطوع اصبح فيه حكم الواجبات. والراجح الذي عليه الجمهور ان التطوع هو ما يتطوع به المسلم من قبل نفسه سواء من جهة صلاة او صيام او صدقة او حج او عمرة او جهاد او اي عمل صالح يتطوع به قال اقم صلاة تطوع كسوف وخص الكسوف بانها اكد الصلوات التي تطوع بها بان النبي صلى الله عليه وسلم امر بها ولان النبي صلى الله عليه وسلم فعلها فامر بصلاة الكسوف اذا رأيتموها فافزعوا الى الصلاة. اذا رأيتموهما فافزعوا الى الصلاة. عندما ذكر ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده. فاذا تفزع الى الصلاة فامر بالصلاة عند رؤية الكسوف وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على ان ما جمع فيه النبي بين القول والفعل فانه يكون في حكم المؤكد اي سنة مؤكدة بل قال ابو عوانة في مستخرجه باب وجوب صلاة الكسوف وجعل صلاة الكسوف واجبة لامر النبي صلى الله عليه وسلم بان تصلى. والكسوف هي صلاة تشرع عند وجود سببها واصل الكسوف هو ذهاب ضوء احد النيرين. ان يذهب ضوءه كالشمس والقمر فاذا ذهب ضوء القمر او ضوء الشمس اما ذهابا كليا واما ذهابا جزئيا يسمى ذلك كسوفا. ومنهم من يسميه خسوفا ومنهم من يجعلهما بالمترادفين منهم من يجعل الكسوف لما ذهب ضوءه كله والخسوف لما ذهب بعضه ومنهم من يعكس ذلك والذي يعنينا هنا ان الكسوف يطلق على ذهاب احد ذهاب ضوء احد النيرين الشمس والقمر فاذا كسبت الشمس او خسف القمر شرع للمسلم ان يصلي صلاة الكسوف وتأدية هذه الصلاة من السنن المؤكدة ومسائله كثيرة مسائل صلاة الكسوف كثيرة منهم من يرى ان صلاة الكسوف تصلى جماعة في النهار وتصلى فرادى في الليل ومنهم من يرى ان صلاة الكسوف تصلى جماعة ليلا ونهارا وهو الراجح والنبي صلى الله عليه وسلم عندما كسفت الشمس صلى صلاة الكسوف جماعة ونادى لها ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى كسوف انه صلى بكسوف القمر بل لم يكسف القمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وانما الذي كسف الشمس في حياته. وكسر في السنة العاشرة لما مات ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمس لم تكسف لموت ابراهيم لان كثيرا من الناس ظن ان الشمس كسفت بموت ابراهيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر لا يكسفا لموت احد ولا لحياته وانما هما اياتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده. فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى الصلاة فيتأكد المسلم اذا رأى الكسوف ان يصلي صلاة الكسوف منهم من يمنع ان تصلى في اوقات النهي ومنهم من يرى انها تصلى في اي وقت والصحيح ان الوقت المغلظ كطلوع الشمس او غروبها فانه ينتظر انتظروا فيها فلا تصلى الا بعد ارتفاع الشمس قيدر او بعد سقوط حاجب الشمس واذا كزا الشمس وهي غائبة فان كسوف مع غيابها يزول به سلطانها واذا كسب القمر مع غيابه فان كسويضا لا لا اعتبار له لانه كسوء مع زوال سلطانه وانما يصلى للكسوف اذا كان في سلطانه اذا كسى الشمس في النهار او كسف القمر في الليل وتصلى صلاة الكسوف في اوقات اللهي الموسعة وفي غير اوقات النهي فتصلى جماعة وصفة صلاة الكسوف ان يصلي اربع ركعات في اربع سجدات والسنة فيها ان يجهر بالقراءة والسنة فيها ايضا ان يطيل ان يطيل القراءة فيها وان يقوم قياما طويلا. فيطيل اركانها قياما وركوعا وسجودا ويصلي ركعة يصلي اربع ركعات باربع سجدات ثم ينصرف فان تجلت الشمس او تجلى الكسوف يكون قد اتى على وان لم يتجلى اي بقي الكسوف قد فرغ من صلاته فلا يشرع ان يعيد الصلاة مرة اخرى وانما الذي عليه بعد ذلك الاستغفار وذكر الله عز وجل والصدقة وعتق الرقاب ويفعل ما يقرب الى الله عز وجل مع كثرة الذكر والاستغفار هذا ما يتعلق بصلاة ها الكسوف. قال فاستسقاء والاستسقاء اصله من طلب السقيا. الاستسقاء والاستعطاء يعني هذه الالف والسين والتاء تسمى حروف الاستعطاء فالاستسقا هو طلب السقيا. وهي صلاة تشرع عند جذب الارض. اذا اجدبت الارض واحتاج الناس الى الماء والمطر فانه يسل ويشرع ان يستسقوا والنبي صلى الله عليه وسلم استسقى استسقى بصلاته واستسقى بدعائه استسقى بصلاة ركعتين دعا الله عز وجل بعدها واستسقى على المنبر يوم الجمعة واستسقى بدعاء دون صلاة والذي عليه جماهير العلماء ان السنة في الاستسقاء ان يصلى لها ركعتان خلافا لاهل الرأي فانهم قالوا الاستسقاء لا يصلى له وانما يخرج الناس ويدعون الله عز وجل يستغفرونه ويعودون فالذي عليه جماهير العلماء والذي دلت عليه النصوص الكثيرة ان الناس اذا شكوا جدب الارض وقلة الماء فان المشروع في حقهم ان يخرجوا بعد ان بعد ان يتواعد في وقت معلوم يخرجون فيه الى المصلى فيصلي بهم الامام ركعتين اما على صفة صلاة العيد واما ان يصلي ركعتين دون تكبيرات الزائدة. والمسألة فيها خلاف منهم من يرى ان صلاة الاستسقاء تصلى كما تصلى صلاة العيد فيكبر في الاولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات دون تكبيرة الانتقال والقول الاخر انه انه يصلي ركعتين كما يصلي سائر النوافل و المسألة واسعة والافضل هو ان يصلي كصلاة العيد يصلي كصلاته كما جاء في ابن عباس فصلى كصلاة العيد اي معنى انه صلى كصلاة العيد فكبر سبع تكبيرات وكبر في الركعة الثانية خمسة خمسة تكبيرات ويجهر فيها بالقراءة وان شاء قدم الخطبة على على الصلاة وان شاء قدم الصلاة على الخطبة والاستسقاء يخطب لها خطبة واحدة ولا يخطب لها خطوتان انما هي خطبة واحدة. وذهب بعض اهل العلم الى انه يخطب ايضا خطبتين لكن الصحيح الذي عليه جماهير اهل العلم ان الاستسقاء يخطب لها خطبة واحدة يدعو الناس ويذكر الناس ويأمرهم بالتو الاستغفار. ثم بعدك استقبل القبلة ويرفع يديه ويدعو الامام ويحول رداءه والناس يفعلون مثل ذلك ان يستقبلوا القبلة ويدعون الله عز وجل وان شاءوا حولوا ارديتهم وانشاءوا لم يحولوا الاردية هذه صلاة الاستسقاء فوقت صلاة الاستسقاء وقت صلاة العيد بمعنى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح يسن ان يخرج الى المصلى ويصلي هذه الصلاة ولها صفات اخرى تسمى استسقاء ايضا وهو ان يدعو الله عز وجل دون صلاة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة وايضا له ان يستسقي في غير صلاة وفي غير خطبة وانما يقف ويدعو الله عز وجل وقد فعل ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم اذا هذا ايظا ما يتعلق بمسألة صلاة الاستسقاء وسبل صلاة الاستسقاء الى اضافة الى سببها اي انهم صلوا طلبا للسقيا كما سميت صلاة الكسوف طلبا برفع الكسوف اي سميت بذلك لان سببها هو كسوف الشمس. فاضافة الشيء الى سببه والاستسقاء لا ينادى لها والكسوف ينادى له مناداة ايصال الكسوف ان يقول المنادي الصلاة جامعة الصلاة جامعة الصلاة جامعة الصلاة جامعة حتى يرى ان الناس قد سمعوا ثم يكبر ويكبر الناس معه واما صلاة الاستسقاء فلا ينادى لها لا يراد لها بقول صلاة جامع ولا بغيره. وانما يخبر الناس اننا سنخرج غدا يستسقي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة عند ابي داوود انه واعد الناس ان يخرجوا لصلاة الاستسقاء فلما زاغت الشمس اي خرجت الشمس وكانت على قيد رمح خطب الناس النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم قد شكوتم جد ارضكم وثم صلى ركعتين صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته بعد خطبته ثبت انه صلى قبل خطبته صلى الله عليه وسلم قال استسقاء فتراويح وعقب الاستسقاء دون الكسوف لان النبي لم يأمر بالاستسقاء لكن الكسوف امر به فاصبح الكسوف اكد سنة مؤكدة بخلاف الاستسقاء فانه سنة قال فتراويح اي بعد ذلك التراويح والتراويح لم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة الا في ايام معدودة واما التروح فهي تكون على طول ايامي رمضان واخذ ذا واخذ ذلك من قوله ومن فعله صلى الله عليه وسلم ولذا قول من يقول ان التراويح بدعة كما يقول ذلك الروافض والخوارج فقولهم مباين ومخالف لاجماع الصحابة. الصحابة رضي الله تعالى عنهم جمعهم الخطاب رضي الله تعالى عنه. وجعل ابي يصلي بالناس وكذلك يتم الداري ولم يخالط في ذلك احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا ان بعضهم كان يرى الصلاة لوحده افضل من الصلاة في الجماعة كما جاء ذلك عن ابن عمر وعن غيره. والا صلاة التراويح سنة عند اهل السنة. سنة عند اهل السنة خلاف المبتدعة فلا يرون سنيته بل يرون بدعيتها ونكارتها ويمنعون منها وسميت تراويح لانهم كانوا يصلون اربعا ثم يجلسون يرتاحون بينها فسميت تراويح من الترويح والراحة وذلك انهم كانوا يطيلون الصلاة فيها يقرأون بالمئين حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام وكان الامام اذا قرأ البقرة في اثنى عشر ركعة رأوه قد خفف يقرأ البقرة كاملة في ليلة اذا قرأ في اثنى عشر ركعة فكيف اذا قرأ في ثمان ركعات فيروا انه اطال فتراويح وهي سنة في رمضان على وجه الخصوص تصلى صلاة التراويح ويأتي معنا بما سيأتي بعد ذلك قال والتراويح عشر ركعة كيأتي ما يسمى بعددها وصفتها والصحيح ان التراويح انها تصلى كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يجد في رمضان ولا غلا ولا في غيره على احدى عشرة ركعة فان صلى احدى عشر ركعة اصاب وان صلى ثلاث عشر ركعة ايضا اصاب وان جعل صلاتهم في الليل مثنى مثنى وطال وزاد ايضا اصاب. لان صلاة الليل متنى متنا فان قال السنة احدعش وصلى احداعش نقول اصبت وان قال السنة احدى ثلاثة عشر وصلى ثلاثة عشر يقول اصبت وان قال صلاة الليل مثنى مثنى وزاد ما شاء الله ليزيد ويرى ان ذاك من السنة ايضا اصبت بان كل هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. والفقهاء في هذا الباب منهم من يرى ان يصلي ثلاثة وعشرين ركعة منهم من يرى يصلي ستة وثلاثين ركعة ومع الوتر تسعة وثلاثين ركعة ومنهم من يرى احدى عشر ركعة ومنهم من يرى احدى عشر ركعة واما الذي ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فان المحفوظ عن عمر انه وجمع الناس على احدى عشرة ركعة واما قول من قال له جمعنا احدى وعشرين ركعة فهذا ليس بثابت. الثابت عن عمر انه جمع الناس على احدى عشر ركعة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم يزد لا في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. قال فتراويح فوتر اي وهنا الاشكال حيث اخر الوتر لان الوتر فيه خلاف منهم من يرى وجوبه وان الوتر واجب ومنهم من يرى سنيته وهو سنة مؤكدة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من من من لم يوتر فليس فليس منا واسناده ضعيف والوتر حق الوتر حق وهو سنة مؤكدة يتأكد في حق المسلم ان يحافظ على وتره والرجل الذي يترك الوتر الذي يترك الوتر كان احمد يرى ان شهادته لا تقبل وانه وانه ليس لان انه انه رجل سوء وان كان هذا فيه شدة حيث انه ترك الوتر. اما الوتر فهو سنة مؤكدة ولا ويصليه المسلم منفردا وان صلاها وان صلاها جماعة فلا حرج خاصة في رمضان فانه فانهم يتروحون ثم يوترون بعد ذلك ولعله عق بالوتر بعد التراويح خاصة في صلاة رمضان لان التراويح يجتمعون لها والوتر قد لا يجتمعون له. فقدمت ترى الوتر بهذا المعنى ولانك تروح تسن له الجماعة اذا صلى مع التراويح اذا صلى مع لانه تسنه الجماعة اذا صلي مع التراويح بخلاف التراويح فانها تسن لها الجماعة مطلقا قال فلهذا كانوا تبدونها في الافضلية. لكن لا شك ان الوتر هو من اكل صلاة من اكل الصلوات وكما قال احمد ان من ترك الوتر ودت شهادته وذهب بعض اهل العلم الى ان الوتر واجب كما هو مذهب اهل الرأي قال وقت الوتر نقف على قوله كوتر ووقته من صلاة العشاء الى الفجر نقف على هذا والله تعالى اعلم