الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب اجزل الله له الاجر والثواب في كتابه الكبائر باب الجهالة وقول الله تعالى ولقد ذرانا كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها الاية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اما بعد قال رحمه الله تعالى باب الجهالة الجهالة تعني عدم العلم وعدم الفقه في دين الله عز وجل والانصراف عن العلم والتعلم الى الاستغراق في امور الدنيا وتوافهها وان يمضي الانسان على هذه الجهالة الجهالة بدين الله عز وجل الذي خلقه الله جل وعلا لاجله واوجده لتحقيقه وهذا من اعظم المصائب ان يعيش الانسان حياته الى ان يموت وهو على جهالة بالدين الذي خلق لاجله فان العبد لم يخلق للدنيا التي هو مكب عليها وانما خلق للدين وخلق لطاعة رب العالمين كما قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومن اعظم المصائب التي يبلى بها العبد ان يعيش حياته على جهالة بالدين الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لاجله واوجده لتحقيقه ولهذا يقول الله سبحانه ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لماذا؟ لهم قلوب لا يفقهون بها اي انهم اهل جهالة بالدين الذي خلقهم الله سبحانه وتعالى لاجله. واوجدهم لتحقيقه فقهوا في امور الدنيا تعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون فلهم عناية بالدنيا وهم مكبون عليها وهي اكبر همهم ومبلغ علمهم اما دينهم الذي خلقهم الله سبحانه وتعالى لاجله واوجدهم لتحقيقه فهم فهم اهل جهالة فيه قال رحمه الله وعن ابن عباس ومعاوية رضي الله عنهما وغيرهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ثم اورد هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اي ان من اشتغل بالفقه في الدين تعلما وتفقها وتبصرا في دين الله فهذا من علامات ان الله سبحانه وتعالى اراد به خيرا ومفهوم المخالفة بهذا الحديث ان من كان من اهل الجهالة وعدم التفقه في دين الله سبحانه وتعالى فان هذا من علامات عدم ارادة الخير به وذلك ان الخير لا لا ينال الا بتعلمه الخير لا ينال الا بتعلمه والتبصر فيه واما من لم يتعلم الخير فكيف يفعله؟ وهو لم يتعلمه وفاقد الشيء لا يعطيه ولهذا كان العلم والتعلم بابا لا يوصل الى الخير الا من خلاله ومن اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا فقهه في دينه تفقها مثمرا للعمل والطاعة والتقرب لله وتعالى ومن علامات عدم ارادة الخير بالعبد ان يكون منصرفا عن التعلم مستغرقا في الجهالة ويترتب على استغراق الانسان في الجهالة تضيعه للعمل والعبادة التي خلقه الله سبحانه وتعالى لاجلها واوجده لتحقيقها نعم قال رحمه الله وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ان المرتاب هو الذي يقول اذا سأله الملكان ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قال وفي حديث البراء ابن عازب رظي الله عنه ان المرتاب اي عند سؤال الملكين في القبر هو الذي يقول اذا سأله الملكان ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وهذا ايضا مما يبين لنا خطورة الجهالة في دين الله سبحانه وتعالى وان من كان كذلك فانه لا يوفق عند سؤال الملكين فاذا سأله الملكان يقول هذه الكلمة ها ها لا ادري لا ادري هذه هي الجهالة قول المرتاب لا ادري هذه هي الجهالة هذه هي الجهالة بدين الله سبحانه وتعالى يسألانه من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك فيكون جوابه على ذلك لا ادري ولهذا العلماء يوصون كثيرا وينصحون العوام ويؤكدون عليهم ان يعنوا بالاصول الثلاثة. التي من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك هذه اول ما يموت الانسان ولا يدري متى يموت اذا ادخل في القبر اتاه ملكان وسأله ثلاثة اسئلة من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك ولهذا العلماء رحمهم الله يؤكدون تأكيدا عظيما على العناية بهذه الاصول الثلاثة تعلما لها وتبسطا فيها وتحقيقا لها حتى يكون الانسان باذن الله سبحانه وتعالى من اهل الثبات عند سؤال الملكين. قال الله جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء وقد كتب الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رسالة جميلة جدا ومختصرة بعنوان الاصول الثلاثة رسالة جميلة جدا ومختصرة بعنوان الاصول الثلاثة فمن المهم جدا ان تقرأ هذه الرسالة وان يستفاد منها فانها مشتملة على خير عظيم ونفع كبير نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب القحة وقول الله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم الاية قال رحمه الله تعالى باب القحة تلقيحها من الوقاحة وهي قلة الحياء وقلة الادب فهذه يقال لها قحة يقال لها قيحة من الوقاحة التي هي قلة الادب والانسان والعياذ بالله اذا كان قليل الادب قليل الحياء فانه يفعل من الشرور ما يفعل ولا يبالي لانه لا حياء عنده لا من الله ولا من العباد ولهذا اذا وجد في الانسان قلة الحياء وجد فيه الشر اذا وجد في الانسان قلة الحياء وقلة الادب وجدت القحى في الانسان وجد الشر لان الحياء يعد رادعا للانسان. يمنعه حياءه من الاعمال المشينة من التصرفات القبيحة من الامور المنكرة يستحي فاذا نزع منه الحياء عياذا بالله فانه يقع في كل شر ولهذا الحياء كما جاء في الحديث خير كله لا يأتي الا بخير. الحياة لا يأتي الا بخير واذا نزع الحياء اتت الشرور بانواعها اتت الشرور بانواعها ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده ان يوفقه وجود الحياء في قلبه والحياة عمل من اعمال القلوب يعين العبد على التحلي بالفظائل والتخلي عن الرعد عليه وهذا معنى ان الحياء خير كله اورد قول الله عز وجل يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول يستخفون من الناس اي باعمالهم المشينة وامورهم المنكرة يستخفون منهم اما هيبة او خوفا او خشية مثلا خزي وفضيحة بين الناس او غير ذلك يستخفون من الناس بالاعمال المنكرة ولا يستخفون من الله رب العالمين سبحانه وتعالى مع ان الحياء من الله جل وعلا هو اوجب الحياء وافرضه قد قال عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله حق الحياء استحيوا من الله حق الحياء فالحياة من الله عز وجل هو اوجب الحياء وكل حياء يقدر في الانسان من المخلوقين فالله سبحانه وتعالى احق بما هو اعظم من ذلك هو الخالق جل وعلا وهو مع العباد وهو معكم معهم بعلمه واطلاعه واحاطته وانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض يسمع ويرى جل وعلا واحاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. فالحياء من الله جل وعلا هو اوجب الحياء وافرضه وعندما يكون الانسان بهذه الصفة يستخفي بذنبه من من الله ويستخفي باموره من الناس يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله والله معه مطلع عليه لا تخفى عليه منه خافية. فامن كان كذلك فهذه من اعظم المصائب اذ الواجب على العبد ان يكون حياؤه من الله عز وجل اشد الحياء. نعم قال رحمه الله وفي البخاري عن ابي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت ثم اورد هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وهذا فيه دلالة ان شرائع الانبياء جميعهم من اولهم الى اخرهم متفقة على امر الناس بالحياء ودعوتهم الى الحياء جميع الانبياء دعوا اممهم الى الحياء. الحياء من الله سبحانه وتعالى والحياء من عباده وبينوا لهم ان منزوع الحياء لا يبالي ما فعل من الشر ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. لان منزوع الحياء لا يبالي الحياء هو الذي يردع هو الذي يمنع هو الذي يحجز فاذا نزع الحياة من العبد ولا جا في المنكرات ودخل في المحرمات ولم يبالي وهذا معنى قوله فاصنع ما شئت لانه يصبح لا يبالي فيما يفعله من منكر وفيما يغشاه من حرام نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب الحرص على المال والشرف عن كعب رضي الله عنه مرفوعا ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه صححه الترمذي. قال باب الحرص على المال والشرف باب الحرص على المال والشرع اي ان الانسان يستغرق وقته لشدة حرصه في تحصيل المال في تحصيل المال اما اذا كان هذا الحرص على تحصيل المال بغير مبالاة من حلال او حرام طريق مشروع او ممنوع فهذه مصيبة عظيمة جدا واما اذا كان يستغرق وقته في تحصيل المال من وجوه مشروعة غير محرمة فما لهذا خلق الانسان ما خلق تكون حياته مستغرقة في تحصيل الاموال وجمع الاموال لان هذه الاموال التي سيجمعها قلت او كثرت نهاية الامر ان تخرج جروحه من جسده وتصبح الاموال تلك للورثة ولهذا جامع الاموال يسمى الخازن والحافظ وماله ليس له وانما هو لورثته ومهمته القيام على جمعه واكتسابه وتحصيله ومن يجمعون المال هم على على وجهين قسم يجمع المال لامور يريدها من المال من شهوات وملذات وكثير منهم ربما لا يبالي ان تكون هذه الشهوات او الملذات محرمات يستكثر من الاموال لتحصيل شهواته وبعضهم يحصل المال للمال ذاته مفتون بالمال يجمع ولا ينفق حتى على نفسه لا ينفق يجمع المال كلمة الاموال وهمه جمع المال ولهذا لا يخرج حتى حق الله الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه فيه لا يخرج منه شيئا يجمع ويجمع ويكبر سنه وهو يجمع الاموال ثم النهاية تخرج روحه من جسده وتكون هذه الاموال بايدي الورثة تكون بايدي الورثة وبعض الورثة اذا طولبوا بالنفقة والصدقة عن والدهم وبناء مثلا بعض المساجد او او بعض الاعمال الخيرية من اجل والدهم. بعضهم يقول هو ما فعل في حياته. نحن الان لعل بعد وفاته فما ينفقون ومال الانسان ليس هذا الذي يجمع هذا ليس ماله هذا مال الورثة ما له هو الذي يقدمه يبذله ما لك ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فابقيت هذا هو مال الانسان واما بقية المال كله مال الورثة وليس للانسان منه شيء والورثة يفوزون بغن المال وليس عليهم غرمه والمورث يبوء بغرم المال وليس له غنمه. غنم المال للورثة لكن غرم المال عليه هو لانه يحاسب عليه لانه هو من جمع المال اما الورثة يفصلهم المال فيستفيدون منه غنما وليس عليهم غرم في هذا المال لان الذي حصله مورثهم وليس وليس هم والحرص على الشرف ايضا امر مهلك حرص الانسان على رئاسة او على زعامة او على سلطة او على امرأة او غير ذلك من الامور وفي الغالب ان هذا الحرص على على الشرف وعلى الرئاسة لابد ان يضيع معه الشام من امور الدين فيدخل في امور من المداهنة ويدخل في امور من الرياء ويدخل في امور من مدح نفسه مثلا بالكذب والأشياء كثيرة من هذا القبيل من من الأمور التي من ضياع الدين في سبيل تحصيل اه الشرف واورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن كعب رضي الله عنه مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئبان جائعان ارسل في زريبة غنم ذئبان جائعان واطلقا ليلة من الليالي في زريبة غنم ومن المعروف ان الذئب من الئم الحيوانات المفترسة الدئب من الئم الحيوانات المفترسة الاسد مثلا اذا تظافر بقطيع من الغزلان ويأخذ منها غزالا يأكله يمضي الذئب من الئم الحيوانات يأخذ ويهلك الباقي كل ما استطاع ان يهلك منها اهلك هم فلو ترك ذئباني جائعان في زريبة غنم لا يقتصران على شاة واحدة او شاة او ثلاث يأكلانها حتى يشبعان بل يفسد يفسدان في الغنم يظرب هذه ويقتل هذا ويدمي هذا يفسد افساد ولهذا يعتبر الام الحيوانات المفترسة اشدها شراسة واذى وعدوانا انظر هذا المثل وتصور ايضا هذا المثل حتى تدرك حقيقة الامر ان ان ذئبين جائعين ارسلا في زريبة غنم وهم من معروفان باللؤم وشدة الافساد ماذا سيكون شأن زريبة الغنم تجد ان اكثر ما فيها مات او ادمي او اضر به اضرارا عظيما قال ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة غنم باشد او بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه معنى ذلك ان حرص المرء على المال والشرف مفسد لدينه اكثر اكثر من افساد الذئبين الجائعين ان ارسل واطلق في زريبة غنم ولهذا تصور هذا الامر يكون بتصور حال هذين الذئبين في دخولهما لزريبة غنم وافسادهما فيهما وافسادهما فيها فهذا الافساد ليس باشد من افساد الحرص على المال والحرص على الشرف لدين المرء وهذا الحديث العظيم وهو في سنن الترمذي افرد فيه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى رسالة جميلة سماها شرح حديث ما ذئبان جائعان يقول رحمه الله فهذا مثل عظيم جدا ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا وان فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم بذئبين جائعين ظاريين باتا في الغنم قد غاب عنها رعاؤها ليلا فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها. ومعلوم انه لا ينجو من الغنم من افساد الذئبين مذكورين والحالة هذه الا القليل فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان حرص المرء على المال والشرف افساد لدينه ليس باقل من افساد الذئبين لهذه الغنم. بل اما ان يكون مساويا واما اكثر يشير الى انه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال والشرف في الدنيا الا القليل لا يسلم من دينه مع حرصه على المال والشرف في الدنيا الا القليل كما انه لا يسلم من الغنم مع افساد الذئبين المذكورين فيها الا القليل فهذا المثل العظيم يتضمن غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا فالشاهد ان هذا الحديث حديث عظيم الشأن وفيه نصح بالغ من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومن نصحه صلاة الله وسلامه عليه لامته ضرب هذه الامثال الواضحة البينة التي من شأنها ان يدرك المسلم هذه الحقائق الايمانية نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب الهلع والجبن. وقول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا. الى قوله الا المصلين بمناسبة ذكرى الذئبين فلا بأس ان اروي طرفة في هذا الباب من آآ المعروف ان الذئب من الائم الحيوان واكثره افسادا وعدوانا وقد جاء في القرآن ان اخوة يوسف لما القوا اخاهم في في الجب واتوا على قميصه بدم كذب قالوا اكله الذئب قالوا اكله الذئب خصوا هذا الحيوان الذكر قالوا اكله الذئب وظعوا على قميصه شي من الدم وادعوا ان الذي اكله الذئب من الطرف التي تروى ان رجلا من المتكلفين قال ان الذئب الذي اكل يوسف ان الذئب الذي اكل يوسف اسمه رغمون فقال لها الحاضرين الذئب لم يأكل يوسف فقال لهم هذا الاسم اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف قالوا اذا ينبغي ان يكون هذا الاسم لكل الذئاب لانها كلها لم تأكل يوسف نعم باب قال رحمه الله باب الهلع والجبن. وقول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا. الى قوله الا المصلين قال رحمه الله تعالى باب الهلع والجبن هلع الانسان هلع الانسان هو امر يقوم في الانسان في جمع فيه صنفين من البلاء والشر وهما الجزاء والجشع الجزع والجشع وهذا المعنى واضح في الاية الاتي ذكرها عند المصنف رحمه الله تعالى والجبن هو منع الحقوق الواجبة والجبن هو خور الانسان للجبن هو خمر الانسان آآ ظعف قلبه عن القيام بما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه قال باب الهلع والجبن قال وقول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين فقول هلوعا تفسيره ما بعده كما قال اهل العلم في كتب التفسير تفسيرهما بعد هلوعا ما معناه اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين فالهلع هو ان يكون الانسان بهذا الوصف ان مسه الشرع فهو في غاية الجزاء. وان مسه الخير فهو منوع شحيح الهلع وصف يجمع امرين وهما الجزع والشح قال ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا اي لا يعطي اه ما افترض الله عليه الا المصلين وهذا فيه عظم شأن الصلاة وان الصلاة معينة للعبد على كل خير نعم قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع. رواه ابو داوود بسند جيد قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع شح هالع من الهلع. مر معنا في الاية خلق هلوعا خلق هلوعا فشر ما في الرجل شح والشح هو اشد البخل اشد البخل والبخل هو منع الانسان ما اوجب الله عليه في ماله واشد ذلك يسمى شحا فالشح والحرص الشديد الذي يحمل صاحبه على ان يأخذ الاشياء من غير حلها ولا يؤدي ايضا حق الله سبحانه وتعالى في المال فهذا يسمى شحا واذا كان هادعا اذا كان هذا الشح هالعا فان صاحبه سيكون منوعا للخير وايضا مستغرقا في اه تحصيل هذا المال من اي وجه كان. سواء من حلة او من غير حلة والجبن الخانع اي الجبن الشديد الذي من شدته يخلع قلب صاحبه ويخلع فؤاده فمعنى قوله خالع اي من شدته يخلع فؤاد صاحبه فهذا كله مذموم في العبد وهو شر ما في الرجل ان يكون فيه شح هالع وان يكون فيه جبن خادع وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام التعوذ بالله جل وعلا من البخل والجبن. نعم قال رحمه الله ولمسلم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا والتعوذ بالله من الجبن والبخل تعوذ بالله من هذين الوصفين. المجتمعين في هذا الحديث الشح الهالع والجبن الخالع فتعوذ منهما بقوله اللهم اني اعوذ بك من اه اه من آآ البخل والجبن. نعم قال رحمه الله ولمسلم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا اتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم قال ولمسلم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا اتقوا الشح اي اجتنبوه. واحذروا منه اشد الحذر خطره وضرره على صاحبه اتقوا الشح والشح هو اشد البخل واذا وجد في الانسان الشح فانه يسعى في تحصيل المال من غير حلة لا يبالي وايضا لا ينفق المال ولا يؤدي لا ينفق المال في في حله ولا يؤدي حق الله سبحانه وتعالى فيه اتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم وهذا الهلاك لمن كان قبلنا بالشح هلاك دنيوي وهلاك اخروي اما الهلاك الدنيوي فمن مثاله ما جاء في الحديث حملهم على ان سفكوا دماء هذا هلاك هذا هلاك عندما يقتتلون حتى تسفك الدماء تراب هذا هلاك هلاك في الدنيا بسبب الشح تتكالب نفوسهم على الاموال ويشح الواحد منهم بما يجب عليه في هذا المال ويأخذ حقوق الاخرين من شدة شحة ولا يعيد لهم حقوقهم من شدة شحه فتقوم المقاتل وتراق الدماء وهذا هلاك دنيوي. اما الهلاك الاخروي بما اعد الله سبحانه وتعالى لهؤلاء يوم القيامة من عقوبة. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب البخل. وقول الله تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل الاية وقوله تعالى وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم. قال باب البخل البخل اي في في المال بعدم آآ اخراجه وانفاق ما اوجب الله سبحانه وتعالى على العبد ان ينفقه وان يبذله من ماله فالبخل هو منع الحقوق الواجبة البخل هو منع الحقوق الواجبة التي اوجبها الله سبحانه وتعالى على العباد ولهذا اورد رحمه الله في هذه الترجمة قول الله وفي اموالهم حق للسعي والمحروم فمنع هذا الحق يسمى بخلا فمنع هذا الحق يسمى بخلا وقد قال الله عز وجل الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ذكرهم بوصفين ذميمين انهم في انفسهم بخلاء يمنعون الحقوق التي اوجب الله سبحانه وتعالى عليهم ولم يكتفوا بذلك بل صاروا ايضا دعاة الى البخل ويأمرون الناس بالبخل ويأمرون الناس بالبخل فلم يكتفوا انهم في انفسهم بخلاء بل زادوا على ذلك ان انصاروا ايضا دعاة الى البخل ولماذا من يكون متصفا بالبخل يدعو اليه هذا مبني على قاعدة معروفة ان صاحب الشر لا يريد ان يكون فريدا فيه وحيدا فيه لا يشار الا اليه عند ذكر هذا الشر ولهذا يسعى دائما اهل الشر الى الدعوة الى الشر حتى لا يكون وحيدا ولهذا جاء في الاثر عن عثمان رضي الله عنه انه قال ودت الزانية لو زنى النساء جميعا ودت الزانية لو زنا النساء جميعا لا تريد ان تكون وحيدة في حيها يشار اليها بانها الفاعلة التاركة فتدعو غيرها من النساء حتى يكون من يكون من يشار اليه بهذا الوصف ليس هي وحدها فهكذا دعاة الشر في كل باب يحبون ان يستكثروا في مجتمعاتهم من امثالهم. فالبخلاء فالبخيل يود ان يكثر البخلاء من امثاله وشاكلته. قال الذين يبخلون اي هم في انفسهم بخلا ويأمرون الناس بالبخل نعم قال رحمه الله وعن جابر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بني سلمة؟ قل الجد ابن قيس على انا نبخله قال واي داء ادوأ من البخل بل سيدكم عمرو ابن الجموح رواه البخاري الادب المفرد قال عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بني سلمة وهذا فيه تفقد النبي عليه الصلاة والسلام للعشائر والقبائل ومعرفة من على الامرة فيهم له السيادة فكان يتفقدهم ويسأل صلوات الله وسلامه عليه فقال من سيدكم؟ يا بني سلمة؟ قلنا الجد ابن قيس الجد ابن قيس على انا نبخله. قولهم على انا نبخله هذا لا يعد من الغيبة المحرمة لان هذا من المقام الذي تسوء فيه الغيبة هذا من مقامات التي تصوغ فيه الغيبة لان هذا مقام استنصاف لدى ولي الامر واراد ان يعرف من عليهم وما صفته فاخبروه بهذا الوصف الذي يلاحظون عليه قالوا غير ان نبخره نبخره اي نعرف فيه شيء من البخل نبخره فقال النبي واي داء ادوم من البخل وهذا موظع الشاهد لي الترجمة اي داء ادوى من اي مرض اشد من مرض البخل البخل مرض شديد اذا اصيب به الانسان قال اي داء ادوم من من البخل اي اي مرض اشد من مرض البخل وهذا فيه ان البخل مرض وانها اشد المرض وان اشد المرظ والمراد هنا امراظ القلوب قال واي داء ادوم من البخل بل سيدكم عمرو ابن الجموح. بل سيدكم عمرو ابن الجموح. نعم ثم قال رحمه الله تعالى باب عقوبة البخل وقول الله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة قال باب عقوبة البخل عقوبة البخل البخل عقوبته عظيمة. لان البخل اذا وجد في الانسان منعه من اداء الحقوق التي افترض الله عليه ومن ذلك زكاة المال المفروضة التي افترضها الله علي يمنعه بخله من اداء حق الله سبحانه وتعالى مع ان حق الله فيه المال لا يزيد المال الا نماء وخيرا وبركة ولهذا سمي ذلك زكاة لانه زكاة للمال ونماء له فالبخيل هو الذي يمنع الحقوق التي اوجبها الله سبحانه وتعالى عليه. ولهذا له يوم القيامة العقوبة الشديدة. ومن ذلك قوله سيطوقون فبخلوا به يوم القيامة اي جميع ما بخلوا به يأتون يوم القيامة يحملونه طوقا على اعناقهم وخزيا لهم بين الخلائق وكل هؤلاء يأتي كل واحد منهم يحمل ما بخل به وايضا الظلمة يحملون المظالم على اعناقهم كلها يحملونها على اعناقهم خزيا لهم وفضيحة يوم القيامة بين بل خلقك؟ نعم قال رحمه الله وفيه لا توعي فيوعي الله عليك كما في الحديث الاخر ارضخي يرضخ لك اي وسعي وسع لك قوله فيه اي في هذا المعنى لا توعي فيوعى فيوعي الله عليك لا توعي فيوعي الله عليك معنى قوله الا توعي فيوعي الله عليك اي لا تحصي المال عند عند النفقة والانسان اذا اراد ان ان ينفق يبدأ يحسب لذا الان انفقت هذا وكم يبقى وكم كذا الى اخره لا توعي فيوعي الله عليك وهذا جاء في في حديث اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ما لي مال الا ما ادخل الزبير فاتصدق قال صلى الله عليه وسلم تصدقي ولا توعي فيوعى عليك وفي رواية فيوعي الله عليك ومعنى لا توعي لا تحصي وما انفقتم من شيء فهو يخلفون لكن اذا كان الانسان اذا رأى المحتاج اذا رأى المحتاج الذي اشتدت به الحاجة لا يخرج وانما يقول انا الان معي كذا ولو اعطيته كذا لا يبقى لي كذا وانا احتاج ويبدأ يعمل عملية حسابية يفكر هل يخرج شيء من ماله لهذا فربما يذهب الفقير المحتاج ولا يراه وما زال يحسب هل يعطيه او لا يعطيه؟ لا توعي لا توعي اي لا تحسن انفق والله سبحانه وتعالى تكفل لك بالخلف وسيأتي هذا الدعاء العظيم اللهم اعطي ممسكا تلفا واعط منفقا خلفا قال كما في الحديث الاخر ارضخي يرضخ لك ترضخي يرضخ لك ارضخي هذا ضد الا توعي ضد توعي ارضخي ومعنى ارضخي انفق ابذلي تصدقي اعطي ارظخي يرظخ لك ان يوسع الله عليك لان من ينفق ويبذل في سبيل الله يأتيه الله سبحانه وتعالى آآ الخلف وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. نعم قال رحمه الله وقوله عليه السلام اللهم اعطي ممسكا تلفا واعطي منفقا خلفا. هذا الحديث جاء في الصحيحين عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوما يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقول احدهم هما اللهم اعطي منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا وهذه هي الدعوة يومية من ملكين ينزلان كل يوم فيدعوان يدعو احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا والاخر يدعو اللهم اعطي ممسكا تلفا وهي دعوات مستجابات ولهذا ينبغي على الانسان ان يحرص ان يكون له نفقة يومية ولو ولو شيئا قليلا حتى يفوز بهذه الدعوة حتى يفوز بهذه الدعوة ولو شيئا قليلا ولو شيئا قليلا فان الله عز وجل آآ يخلف له هذا الذي انفقه وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ويفوز بهذه الدعوة العظيمة المباركة اللهم اعطي منفقا خلاء واما الشح والبخل وعدم الانفاق فان الانسان ينال به هذه الدعوة من الملك اللهم اعطي ممسكا تلفا اي لماذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم انا نعوذ بك من الهم ومن الحزن ونعوذ بك من الجبن ومن البخل ونعوذ بك من قهر من ضلع الدين وقهر قهر الرجال. ونسألك ان تعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا اعمالنا ومن شر الشيطان وشركه ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغناء. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ظلم مشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا بين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا هنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا واله وصحبه اجمعين