الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى بكتاب الكبائر باب ازدراء النعمة والاستخفاف بحرمات الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب ازدراء النعمة والاستخفاف بحرمات الله موجودة في بعض نسخ هذا الكتاب وليست موجودة في البعض الاخر النسخ التي اثبتت فيها هذه الترجمة ترك ما بعدها بياض فاذا كان هذا من صنيع المصنف رحمه الله تعالى فيكون ترك البياض ليلحق فيما بعد ما يتعلق بهذه الترجمة من ادلة قوله باب ازدراء النعمة ازدراؤها اي احتقار النعمة وانتقاص النعمة والاستهانة بها وهذا مما لا يليق بالمسلم بل هو من كفران النعم والنعمة لا تزدر ايا كانت بل يشكر المنعم سبحانه وتعالى عليها وشكره جل وعلا على القليل مؤذن بالزيادة كما قال الله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي شديد واما ازدراء النعم الذي هو انتقاصها واحتقارها مؤذن بالعقوبة والهلاك. لان هذا من كفران نعمة الله سبحانه وتعالى على عبده وقد جاء في الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه انه قال انظروا الى من هو دونكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم اي في النعمة فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم لان نظر الانسان الى من هو اعلى منه في النعمة تجارة في المال في المسكن في المركب نظره الى هؤلاء يورثه ازدراء للنعمة اما اذا نظر الى من هو اقل منه في النعمة فان هذا يورث شكر المنعم سبحانه وتعالى. ولما نبه نبينا صلوات الله وسلامه عليه. هذا التنبيه افاد ذلك ان النعمة من الامور المحرمة والامور الخطيرة التي ينبغي على المرء ان يبتعد عنها وان يبتعد ايضا عن الاسباب المفظية اليها وعرفنا ان من الاسباب المفظية الى ازدراء النعم النظر الى من هو اعلى منك في النعمة فاذا كان الانسان مثلا يمتلك سيارة قديمة واخذ ينظر الى من يمتلكون السيارات الجديدة لا يرى نعمة السيرة التي عنده شيئا فيزدري هذه النعمة لكن اذا نظر الى من لا من لا يملك سيارة اصلا وادي الصعوبة في التنقل من مكان الى مكان يحس بان هذه السيارة نعمة فيشكر الله سبحانه وتعالى ان يسرها له ومثل ذلك قل في سائر النعم فالشاهد ان ازدراء النعم من المحرمات بل الواجب ان يشكر العبد ربه سبحانه وتعالى على نعمه ويسأله سبحانه وتعالى المزيد من منه وفضله قال والاستخفاف بحرمات الله والاستخفاف بحرمات الله وحرمات الله يطلق هذا اللفظ تارة ويراد به ما حرم على عباده وتارة يراد بهما شرع سبحانه وتعالى لعباده قال الله تعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله ذلك ومن يعظم حرمات الله. فحرمات الله معظمة الاوامر منها تفعل والنواهي تجتنب ولا يستخف بشيء منها. لا يستخف بشيء من اوامر الله ولا يستخف بشيء من نواهيه سبحانه وتعالى بل الواجب على العبد ان يعظم حرمات الله سبحانه وتعالى وتعظيم حرمات الله خير للعبد وعلامة على تقوى قلبه لله سبحانه وخوفه من الله جل وعلى نعم قال رحمه الله تعالى باب بغض الصالحين. وقول الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزنى بالحرب. معناه اذا خرج رجلان من الصفين للقتال هنا من عاد ولي الله فهو مبارز الله بالحرب. قال باب بغض الصالحين بغض الصالحين بغض الصالحين اي ان يضمر الانسان في قلبه بغضة او بغضة للصالحين والبغض ضد المحبة وفي الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفي الحديث الاخر من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان فالاصل فالمسلم ان يحب الصالحين يحبهم لصلاحهم وايمانهم وتقواهم لله عز وجل وفعلهم لاوامر الله سبحانه وتعالى وبعدهم عما نهى الله جل وعلا عنه وهذا الحب للصالحين هو من علائم الايمان ودلائله لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان اوثق عور الايمان الحب في الله والبغض في الله فحب الصالحين ان يكون في قلب الانسان محبة للصالحين هذا من علامات الخير فاذا انعكس الامر واصبح والعياذ بالله يبغض الصالحين فهذا من علامات النفاق هذا من علامات النفاق ومن علامات مرض القلب والعياذ بالله ولهذا اورد رحمه الله هذه الترجمة في كتاب الكبائر باب بغظ الصالحين مبينا رحمه الله تعالى ان بغظهم هذا من علامات مرض القلب من علامات مرض القلب والبغض البغض عمل قلبي لا يفتقر الى اظهار ليترتب عليه الحكم ان اظهر الانسان ان اظهر الانسان ما يترتب على البغض من عداوات ومن اذى ونحو ذلك فهذا شر على شر واثم على اثم فالبغض بحد ذاته اثم وهو عمل من اعمال اه القلوب هل ينطبق على هذا الذي في قلبه بغض للصالحين ولم يترتب عليه فعل اذى او عدوان او نحو ذلك هل يترتب عليه ما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من هم بسيئة فلم يعملها هل يترتب او ينطبق عليه هذا الحديث فرق بين الهم الذي لا يعزم عليه العبد فهذا لا لا يكتب عليه سيئة بل ان ترك هذا الهم من اجل الله كتب له حسنة وبين اعمال القلوب التي هي بحد ذاتها اثم مثل البغظ ومثل الحسد كما سيأتي والغل وغير ذلك هذي امراض قلوب واعمال قلبية يحاسب الانسان عليها مثل ما يحاسب على عمله الظاهر ومثل ما ان المرة مطالب باصلاح ظاهره فانه كذلك مطالب باصلاح باطنه فلو لم يوجد في المرء الا البغض بدون ان يترتب عليه الاعمال التي تنشأ عن البغض فهو اثم بذلك ومتعرض لعقوبة الله سبحانه وتعالى قال وقول الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد الصحابة لان الايتين اللتين قبل هذه الاية في الصحابة الاولى في المهاجرين والثانية في الانصار قال قال للمهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم ها يبتغون. نعم من ديارهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد المهاجرين الذين ذكروا في الاية الاولى والانصار الذين ذكروا في الاية الثانية ما صفتهم قال يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. الشاهد من الاية قوله ولا تجعل في قلوبنا غلا اي سخيمة وبعظا وكرها للذين سبقونا بالايمان ويأتي في مقدمة من سبقونا بالايمان الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم خير امة محمد صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا من علامات النفاق ومرض القلب بغظ الصحابة واذا زاد على هذا البغض اعمالا اخرى من سب وشتم واذى وغير ذلك فهذا سوء على سوء وشر على شر ولو لم يوجد الا البغض وحده في قلب الانسان فهذا من علامات النفاق. وعلامات مرض القلب لان حب الصحابة ايمان وبغضه النفاق. ان حب الصحابة ايمان. واذا كان الانسان محبا للصحابة فهذا من علامات الايمان وبغض الصحابة نفاق اذا كان المرء مبغضا لهم فهذا من علامات نفاق القلب ومرضه قال والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فوصفهم بوصفين عظيمين الاول في قوله يقولون ربنا اغفر لنا وهذا فيه سلامة السنتهم السنتهم تجاه الصحابة سليمة ليس فيها شتم ولا سب ولا وقيعة بل ليس فيها الا الاستغفار والدعاء والوصف الثاني في قوله ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وهذا فيه سلامة القلوب نغل والحقد والبغض ونحو ذلك فوصفهم بنوعين من السلامة سلامة الالسن وسلامة القلوب سلامة الالسن ليس فيها سب ولا شتم ولا وقيعة وسلامة القلوب ليس فيها بغض ولا حقد ولا سخائم ولا غير ذلك فهذا من علامات الايمان ووصف اهل الايمان. قال والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين بالايمان اذا ان لم يكن القلب بهذا الوصف محبا للصحابة وصار مبغضا لهم هذا من علامات النفاق والعياذ بالله. نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا يقول الله تعالى هذا حديث قدسي يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد آآ فقد بارزني بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن لاعطين ولئن استعاذ بي لاعيذنه. نسأل الله الكريم من فظله فهنا هذا الحديث يعرف عند اهل العلم بحديث الولي يعرف بحديث الولي واذا اردت ان تعرف ولي الله من هو؟ اقرأ هذا الحديث واذا اردت ان تعرف مكانة اولياء الله سبحانه وتعالى ومنزلتهم العلية اقرأ هذا الحديث فالحديث فيه بيان منزلة اولياء الله ومكانتهم العلية وفيه بيان ايضا من هم اولياء الله. اما مكانتهم فاقرأها في قوله من عادى لي وليا فقد بارزني بالحق. ما معنى فقد بارزني بالحرب ما معنى قد برزني بالحرب؟ انظر هذا الكلام الجميل. معناه اذا خرج رجلان من الصفين للقتال هذا يسمى مبارزة اذا التقى الجيشان عادة يتقدم رجل رجلين ثلاثة للمبارزة ويتقدم ايضا لهم من العدو فهنا يقول معناه اذا خرج رجلان من الصفين للقتال وهنا من عاد ولي الله فهو مبارز مبارز الله بالحق كانه متقدم كانه متقدم لهذا الشر وهذه آآ العداوة التي ليس فيها الا هلكت نفسه والعياذ بالله في الدنيا والاخرة فقد بارزني بالحرب فقد بارزني بالحرب اذا كان يذم من يتقدم في في الصفوف لمبارزة ومقاتلة المسلمين تقدم في الصف لمقاتلة المسلمين يقال هذا من من شدة عدوانه وعظم شره يتقدم للمبارزة فكيف بمن بارز الله سبحانه وتعالى بالحرب فاذا معاداة اولياء الله معاداة اولياء الله من اعظم ما يكون في العدوان والشر وايضا من اعظم ما يكون فيما يؤذن بالعقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى لمن كان كذلك والواجب على المسلم الا يكون في قلبه تجاه اولياء الله الا الخير والنصح والمحبة وليحذر الانسان اشد الحذر ان يكون في قلبه عداوة لطلاب العلم واهل العلم وحملة العلم ومن حفظوا اوقاتهم في العلم وحفظه والعناية به ونشره والتفقه في دين الله او العداوة للعباد الذين صرفوا لعبادة الله والاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى والانسان ليس له الا ظاهر الناس اذا وجد هذا الظاهر فالانسان اقبالا على العلم وحرصا عليه وتحريا له واجتهادا في طلبه او اقبالا على عبادة الله سبحانه وتعالى احبه على هذا الخير ولا يكون في قلبه بغظ يوفر بغضه لاعداء دين الله واهل البدع والضلالات. اما من اشتغل بالعلم واشتغل بالعبادة واشتغل بطاعة الله وعمل الخير لا يكون في قلبه الا المحبة له واولياء الله سبحانه وتعالى كما افاد هذا الحديث على درجتين الدرجة الاولى تقل الاوامر واجتنب فعل الواجبات وترك المحرمات وهذا يدل هذه الدرجة يدل عليها قوله ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه هذي الدرجة الاولى الدرجة الثانية التنافس بعد فعل واجبات وترك المحرمات في الرغائب والسنن والمستحبات ويدل على هذه الدرجة قوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه الى تمام الحديث. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر قال عن ابي هريرة مرفوعا لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر وهذا فيه ان الايمان بالله واليوم الاخر يقتضي حب الانصار وحب اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهذا المعنى المقرر في الحديث دلت عليه الاية المتقدمة والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم فيقول عليه الصلاة والسلام لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر سبحان الله كيف يبغضهم وهم الانصار الذين او ونصروا وازروا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وتلقوا المهاجرين بالقلوب المنشرحة والصدور الرحبة والتحية والترحيب قاسموهم اموالهم بالنصف واعانوهم وازروهم ونصروا دين الله تبارك وتعالى فلا يبغض الانصار الا الا منافق الا مريض القلب بالنفاق فاية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار لا يبغضهم الا منافق كيف صاروا دين الله سبحانه وتعالى وانصار الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وذكر الايمان بالله واليوم الاخر لان الايمان بالله باعتبار ان الله هو المقصود بالعبادة ومن ذلك انه هو هو جل وعلا المقصود بحب الصالحين فانت تحب الصالحين من اجل الله تقربا بذلك الى الله سبحانه وتعالى فهو المقصود بهذا العمل مقصود بكل عبادة وذكر اليوم الاخر لان اليوم الاخر هو دار الجزاء والحساب فاذا احب الصالحين اثابه الله عز وجل في ذلك اليوم واذا ابغضهم عاقبه الله سبحانه وتعالى لذلك اليوم وفي الدعاء المأثور اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. نعم قال رحمه الله تعالى باب الحسد وقول الله تعالى ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله؟ قال باب الحسد الحسد ايضا مرض من امراض القلوب والحسد هو كراهية النعمة كراهية النعمة ولهذا يسمى او يوصف الحاسد بانه عدو نعمة الله على عباده وكل ما زادت النعمة زاد في قلب الحاسد حسده لان لان في قلبه عداوة لنعمة الله على عباده عداوة لنعمة الله سبحانه وتعالى على عباده. ولهذا يوصف بانه عدو النعمة. عدو نعمة الله على عباده وهو بحسده لم يرظى النعمة ولم يرظى التدبير ولم يرضى القضاء والقدر ولم يرضى علم الله سبحانه وتعالى ومنته على عباده وفضله سبحانه وتعالى فالحسد صفة ذميمة وليست من اوصاف اهل الايمان وانما من اوصاف اهل الكفر والضلال وليست من اوصاف الايمان لان اه الايمان ينافي الحسد ويطرد الحسد من القلب لان القلب المخلص لله عز وجل الذي فيه الرضا بقضاء الله ومنه جل وعلا لا يحسد الاخرين على نعمة الله التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على عباده وامام الحاسدين واول من عرف بالحسد ابليس وحسده كان لابينا ادم اختص الله ادم بخصائص خلقه بيده واسجد له ملائكته واسكنه جنته وتفضل عليه بنعم ومنى متنوعة فحسده ابليس نعمة الله سبحانه وتعالى عليه وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. حسد آآ ابانا ادم على ما خصه الله سبحانه وتعالى به وعلى ما من عليه به من النعم المتنوعات فابليس هو امام الحسدة وقدوتهم وكل حاسد فيه شبه من ابليس في هذه الخصلة والحسد صفة اليهود والله سبحانه وتعالى وصف اليهود ذلك في غير ما اية منها هذه الاية الكريمة ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله اليهود حسدة يحسدون اهل الايمان على من ما اتاهم الله سبحانه وتعالى من فضله كما انهم يحسدون الايمان اهل الايمان على الايمان فانهم يحسدونهم ايضا على تفاصيله مثل حسدهم لنا على التأمين وغير ذلك من الاعمال التي جاءت وجاء بها النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله تعالى عن انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن اي الايمان الواجب الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وهذا فيه ان الايمان من مقتضياته ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك واذا وقع الحسد في القلب فهذا يتنافى مع هذه المحبة المطلوبة يتنافى مع هذه المحبة المطلوبة ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك. لماذا لان الحسد هو كره للنعمة التي انعم الله بها على الغيث وبغض لها وذكر العلماء ان الحسد ثلاث مراتب ان الحسد ثلاث مراتب ادنى هذه المراتب كراهية النعمة ثم يليها مع الكراهية تمني الزوال ثم يلي ذلك مع الكراهية وتمني الزوال العمل على ازالة النعمة العمل على ازالة النعمة هو ثلاث مراتب وكلها حسد واذا فالحسد مبدأ شرارته كره النعمة وبغضها. وهذا يتنافى مع ما جاء في هذا الحديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والايمان هنا الايمان واجب بمعنى انه اذا لم يحققه العبد عرض نفسه لعقوبة الله لان الله اوجب عليك ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اياكم والحسد فانه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وقال العشب رواه ابو داوود قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اياكم والحسد اي احذروه وتجنبوه وابتعدوا عنه فانه يأكل الحسنات اي حسنات صاحبة فانه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب او قال العشب والنار اذا اشتعلت في العشب الهش اليابس فانها تأكله اكلا سريعا والحسنات شأنها مع الحاسد كذلك تأكل الحسنات كما تأكل او يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب او كما تأكل النار العشب والحديث في اسناده كلام لكن ما جاء فيه من التحذير من الحسد وبيان خطورته واكله للحسنات هذا معنى صحيح دلت عليه الشواهد الكثيرة والدلائل المتنوعة في الكتاب والسنة. نعم قال رحمه الله تعالى باب سوء الظن بالمسلمين وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم قال رحمه الله باب سوء الظن بالمسلمين سوء الظن تارة يكون شيئا عارظا لا يسترسل معه صاحبه وانما شي يعرظ لي اه القلب وسرعان ما يطرده صاحبه ولا يستمر معه فهذا لا يذم عليه لا يذم عليه لان هذه اشياء تهجم على القلب من غير اختيار اشبه ما تكون بالخواطر التي تهجم على القلب ثم السرعان ما تذهب ويعمل على دفعها آآ المرء المسلم الناصح والنوع الثاني هو ما يستمر عليه وصاحبه ويستقر في قلب الانسان وهذا الذي يذم عليه الانسان هذا الذي يذم. اما الخواطر التي تأتي عرضا وتذهب ويطردها الانسان بايراد الاحتمالات الحسنة عندما يرد مثلا الخاطر السيء الذي فيه سوء ظن بالاخرين يبدأ الانسان يدفع يقول لا لعله كذا ولعله كذا ولعله حتى فينطرد هذا لا يذم عليه لانه هجم على قلبك وعملت على طرده من القلب فهذا لا يظر اما الذي يضر هو سوء الظن الذي يستقر بالقلب ويستمر عليه الانسان وينميه في في قلبه يؤكده ويثبته هذا يذم عليه الانسان هذا يذم عليه الانسان قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم لانك اذا ظننت في اخيك سوءا او شرا ثم تبين ان كان انه على خلاف ذلك فهذا الظن تكون اثما هذا الظن الذي استقر في قلبك ولم تعمل على طرده بل ثبته واستقر في قلبك وبقيت تحمل في قلبك لاخيك هذا الظن السيء ثم تبين انه بخلاف ذلك فهذا يأثم الانسان عليه ومن امراض القلوب التي ينبغي على المسلم ان يتجنبها نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث رواه مسلم. قال صلوات الله والسلام عليه اياكم والظن اي احذروه لا لا يجوز للانسان ان يبني اموره على الظنون والاوهام اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث فان الظن اكذب الحديث. اذا كان الانسان يبني احاديثه على مجرد الظنون مجرد الظنون دون ان يكون عنده يقين او جزم بذلك فما يبنى على الظن في الغالب كله كذب في الغالب كله كذب فان الظن اكذب الحديث ولهذا الواجب على الانسان اذا عرظ الظن السيء تجاه اخوانه المسلمين في في قلبه فليحرص على دفعه وطرده بايراد المحامل الحسنة مثل ما نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لا تظنن بكلمة قالها اخيك سوءا وانت تجد لها على الخير محملا حاول ان تجد محامل على محامل من محامل خير تحمل عليها كلمته التي قالها او فعله الذي قام به لعله اراد كذا لعله قصد كذا لعله لم ينتبه لعله الى غير ذلك من المحامل التي تدفع عن قلبك سوء الظن باخيك نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الكذب على الله او على رسوله وقول الله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا وقوله تعالى ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة نعم نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيه ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا