الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في قذف المحصنات وقول الله تعالى ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات الاية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في قذف المحصنات اي ان هذا من الكبائر كبائر الذنوب وعظائم الاثام التي هي من كبائر اللسان قذف المحصنات اي رميهن بما هن بريئات منه والمراد بالمحصنات اي الحرائر العفيفات وهذا من الكبائر ان ترمى امرأة بريئة عفيفة محصنة آآ الفاحشة فاحشة الزنا فهذا من عظائم الذنوب وكبائر الاثام وقد جاء في القرآن والسنة الوعيد الشديد على فاعل ذلك اورد رحمه الله تعالى قول الله عز وجل ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم واللعن وذكر العذاب لا يكون الا في الكبائر. وعظائم الذنوب مما يدل ان هذا من كبائر الذنوب العظيمة قال ان الذين يرمون المحصنات يرمون اي يقذفون والمحصنات اي اللاتي احسن بالعفاف والبعد عن الحرام والرذيلة ولا يختص ب المتزوجة لان الاحصان تارة يطلق على المتزوجة يقال محصنة وتارة يطلق على العفيفة الحافظة لفرجها سواء كانت بكرا او متزوجة او محصنة فالمحصنات اي العفيفات البريئات من الفاحشة والرذيلة ان الذين يرمون المحصنات الغافلات اي عما رمينا به من فاحشة ورذيلة المؤمنات اي اللاتي من الله سبحانه وتعالى عليهن العفة والايمان وطاعة الرحمن سبحانه وتعالى وهذا الحكم لا يختص بالنساء بالقدس المحصنين ايضا كذلك لا فرق بين الرجال والنساء في ذلك باجماع اهل العلم لا فرق بين الرجال والنساء في ذلك باجماع اهل العلم فرمي المحصن كرمي المحصنة سواء والعقوبة واحدة لان ذلك كله من عظيم التعدي والظلم والبغي نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم تيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات قال رحمه الله تعالى ولهما اي للبخاري ومسلم عن ابي هريرة مرفوعا اي الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه اجتنبوا السبع الموبقات اجتنبوا السبعة الموبقات اي ابتعدوا عنهن وكونوا في جانب بعيد عنهن وقوله اجتنبوا ابلغ من قول اتركوا السبع الموبقات او لا تفعلوا السبع الموبقات فان فيه نهيا عن فعلها وامرا بالبعد عنها بحيث يكون الانسان في جانب بعيد عن هذه الموبقات فلا يفعلها ولا يقترب منها فكلمة اجتنبوا ابلغ في النهي والزجر عن هذه الموبقات المذكورات في هذا الحديث وقوله السبع ذكر الرقم قبل ذكر المعدود امكن في ظبط الفائدة لانها لو ذكرت دون ذكر هذا الرقم في اولها ربما فات على الانسان شيئا منها ولم يشعر لكن اذا حفظ الحديث اجتنبوا السبع الموبقات ثم عد ستا سيعرف انه بقي عليه واحدا من هذه الموبقات. وهذا من كمال بيانه وتعليمه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وكثيرا ما تصدر احاديث برقم ما ذكر مثل قوله عليه الصلاة والسلام اظمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة فذكر الرقم قال اربع من كن فيه تقدم معنا كان منافقا خالصا ومن كانت فيه واحدة منهن كان فيه شعبة من النفاق مثل قوله ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وقوله الموبقات اي المهلكات الموبقات اي المهلكات المهلكة لصاحبها في الدنيا بالعقوبة وفي الاخرة بالعذاب الاليم في موبق اي مهلكة موبقة اي مهلكة لصاحبها قالوا وما هن يا رسول الله وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير وحرص الصحابة ايضا على معرفة الموبقات المهلكات من اجل اجتنابها والبعد عنها وهذا يستفاد منه فائدة مهمة جدا الا وهي ان المسلم كما انه مطالب بمعرفة الخير ليفعله فانه كذلك في الوقت نفسه مطالب بمعرفة الشر ليجتنبه وها هم الصحابة رضي الله عنهم يقولون للنبي عليه الصلاة والسلام وما هن يا رسول الله؟ هذا طلب لمعرفة هذه الموبقات وما هن يا رسول الله لانه لا يمكن ان يجتنب الانسان هذه الموبقات الا اذا عرفها وعرف خطورتها والا كما قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يتقي الذنوب وهو لا يدري ما هي الذنوب ولا يدري ما هي خطورتها الاسس التي لا بد منها في اتقاء الذنوب ان تعرف ومن اجل ذلك الف العلماء رحمهم الله تعالى مثل هذه الكتب في الكبائر الفوا هذه الكتب في الكبائر من اجل ان يعرف الناس الكبائر ليجتنبوها تعلم الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه فلابد من معرفة هذه الكبائر من اجل ان تجتنب وتحذر يبتعد عنها الانسان تمام البعد وهذا الامر يتأكد في زماننا هذا تتأكد في زماننا هذا لان الدعوة الى الكبائر و الاثام دخلت على الناس من كل جانب من خلال القنوات الفضائية ومن خلال انترنت ومن خلال المجلات ومن خلال قرناء السوء انفتحت على الناس كثيرا انفتاحا كثيرا الدعوة الى اه كبائر الذنوب وعظائم الاثام ولهذا ما احوج الناس فعلا الى معرفة الكبائر ولهذا انصح الاخوة الحجاج ان يأخذوا معهم في جملة ما يأخذونه من الهدايا كتاب الكبائر للذهبي هدية للاولاد هدية لامام المسجد هذي هدية ثمينة جدا كتاب الكبائر للذهبي يقرأ الاولاد يقرأ الامام على جماعة المسجد هذه الكبائر حتى يعرفها الناس يعرف العقوبات التي اعدها الله سبحانه وتعالى لاهله فان الناس اذا عرفوا هذه الكبائر وعرفوا عقوباتها دفعهم ذلك الى تركها والبعد عنها. وهذه وسيلة لمقاومة هذه الاثام وسيلة للبعد عن هذه الكبائر وعظائم الذنوب يأخذ هذا الكتاب ويأخذ ايضا كتب اخرى مثل رياض الصالحين للنووي الاربعين للنووي فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن كتب ثمينة ونافعة فيها علم وفيها هدى وفيها خير والناس بحاجة الى معرفة الحق والهدى والكتب وسيلة عظيمة ونافعة لايصال الخير ونفع الناس قال عليه الصلاة والسلام الشرك بالله وبدأ به بانه اعظم الموبقات واشد المهلكات وهو الذنب الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى لمن مات على لمن مات عليه وقد استمعنا في صلاة الفجر الى قول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ان الله لا يغفر ان يشرك به فهو ذنب لا يغفر من مات عليه لا يغفره الله سبحانه وتعالى له لا مطمع لمن مات على الشرك في مغفرة الله بل ليس له الا النار مخلدا فيها ابد الاباد كما قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فالمراد بالظالمين هنا اي المشركين الذين ظلمهم ظلم الشرك والايات في هذا المعنى كثيرة جدا فالشرك هو اعظم الموبقات واكبر الذنوب والشرك هو تسوية غير الله بالله سبحانه وتعالى في شيء من حقوقه سبحانه فتسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه كأن يدعى غير غير الله او ان يستغاثوا بغير الله او ان يطلب المدد والعون من غير الله او ان ينذر لغير الله او ان يصرف شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى والله تعالى يقول قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين قال والسحر والسحر وهذا ايضا من الموبقات العظيمة من الموبقات العظيمة ومن المهلكات الكبيرة السحر السحر هو عزائم ورقى ونفذ تؤثر في المسحور فربما امرضت وربما اسقمت وربما فرقت بين الزوجين وربما ربما من الامور التي يترتب وجود اه وجودها بتعاطي هذا السحر والعياذ بالله والسحر استعانة بالشياطين والتجاء اليهم ولا يكون الساحر ساحرا الا بالكفر بالله واتباع الشياطين نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فلا يكون السحر الا بنبذ القرآن واتباع الشيطان ولا يكون الساحر ساحرا الا بذلك ولهذا فان السحر كفر ولهذا فان السحر كفر كفر ناقل من الملة واتيان الساحر في التعامل مع والتعاطي بما يدعو اليه ايضا من اه الامور المكفرة ايضا من الامور المكفرة لان في اتيان الساحر تصديق له فيما يقول وطاعة له فيما يدعو اليه من امور تنافي الايمان وتنافي التوحيد من ذبح لغير الله او نذر لغير الله او تعلق بالشياطين او دعاء لهم او تعليق لاسمائهم على الانسان او غير ذلك من الامور المنافية للتوحيد ولهذا فان من يتعاطى السحر قد باع دينه قد باع دينه وضيع ايمانا وخسر خسرانا عظيما قال وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق النفس اي المعصومة التي حرمها الله سبحانه وتعالى وفي الحديث ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا وقتل النفس عمدا التي حرم الله سبحانه وتعالى الا بالحق فهذا من كبائر الذنوب. ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم واكل الربا وهذا ايضا من الموبقات العظيمة والمهلكات الجسيمة اكل الربا ولا يختص هذا بالاكل وانما خص الاكل بالذكر لانه اعم وجوه الانتفاع والا لو انه تعاطى بالربا ولم يأكل ولبس او بنى بيتا بالربا او اشترى سيارة او غير ذلك هذا كله داخل في قوله واكل الربا لكنه خص الاكل بالذكر لانه اعم وجوه اه الانتفاع مثل ذلك اكل مال اليتيم قال واكل مال اليتيم خص الاكل بالذكر لان الاكل هو اعم وجوه الانتفاع واكل مال اليتيم من الكبائر والاصل في مال اليتيم ان يصان ويحفظ والا يأكل ولي اليتيم منه الا بالمعروف اذا كان محتاجا لذلك والتولي يوم الزحف اي الفرار يوم التقاء الصفين لا يستثنى من ذلك الا متحيزا الى الى فئة او منتقلا من مكان الى مكان. اما من يولهم دبره فارا فهذا من كبائر الذنوب وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وهذا موضع الشاهد للترجمة قذفهن اي رميهن بما هن بريئات من والمراد بالمحصنات الحرائر العفيفات ولا يختص هذا بالمرأة المتزوجة بل يشمل البكر لان الاحصان هنا يراد به عفة الفرج وعدم الوقوع في المحرم والغافلات اي عما رومينا به من فاحشة ورذيدة نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في ذي الوجهين وقول الله تعالى واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا وقوله مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا اله هؤلاء قال باب ما جاء في ذي الوجهين ذو الوجهين هو من يأتي الناس في وجه ويأتي الاخرين بوجه اخر يأتي بوجه لاناس ويأتي بوجه اخر لاناس مثلا اذا جالس الصالحين يتظاهر بالصلاح تظاهر بالصلاح والديانة انه من اهل التدين واهل الاستقامة واهل الطاعة ويظهر لهم ما ليس هو عليه في حقيقة الامر وواقع الحال واذا جالس اهل الفساد ايضا اظهر لهم آآ ما هو عليه من فساد فهو ذو الوجهين يظهر لقوم وجها ويظهر للاخرين وجها اخر يظهر امرا ويبطن اخر وهذا الوجه الاخر او الذي يبطنه يظهر به عند اخرين فهذا ايضا من الكبائر هذا ايضا من كبائر الذنوب وهو من اوصاف اهل النفاق قد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ايتين فيهما ان كون الانسان ذا وجهين من اوصاف المنافقين الاولى قول الله عز وجل واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم فيلقون اهل الايمان بوجه واهل النفاق بوجه يكون اهل الايمان باظهار الايمان وابطان الكفر ويلقون اهل النفاق باظهار الكفر ولهذا ليس ايمانهم عند اهل الايمان ليس ايمانهم عند اهل الايمان الا ايمان ظاهر فقط يتظاهرون به. فهم يظهرون بوجه اهل الايمان عند اهل الايمان ويظهرون بوجه اهل الكفر عند اهل الكفر فهم اهل وجهين في الامام والكفر قد يكون انسان اخر له وجهان ليس في الامام والكفر وانما في الطاعة والمعصية الطاعة والمعصية وهذه مصيبة وله حظ من وصف المنافقين في اظهار شيء وابطال شيء اخر ولهذا الاحاديث التي مرت معنا اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان هذا من النفاق العملي وفيه اظهار ما لا يبطنه الانسان يعني يظهر للناس الصدق وهو يبطن الكذب يظهر الوفاء وهو يبطل يبطن عدم اه الوفاء قال وقوله مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اي انهم اعطوا باطنهم للكافرين وظاهرهم للمؤمنين فلا كان ظاهرهم اه اهل اه الايمان مع الباطن ولا كان ايضا باطنهم مع الظاهر لاهل النفاق اعطوا اهل النفاق الباطن هل اعطوا الكفر باطن واعطوا اهل الايمان الظاهر مذبذبين بين ذلك. لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ولهذا جاء في الحديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال مثل المنافق كمثل الشاة العائر بين الغنمين كمثل الشاة العائر بين الغنمين لا تدري ايهما تتبع ويروى في حديث في مثل اه ضرب المنافق ان مثل المشرك المؤمن والمنافق مثل ثلاثة جاءوا الى نهر فعذر المؤمن حتى سلم وصل الى الشرط الاخر فتبعه المنافق ولما وصل في وسطه توقف فاخذ يدعوه الكاف الذي في الشط الاخر الى ما هو عليه من ضلال والمؤمن يدعوه الى حيث النجاة والسلامة وهو في وسط هذا النهر لا يدري يرجع الى الوراء او يتقدم الى اه الامام قال مثل منافق كمثل الشاة العائر بين الغنمين لا تدري ايهما تتبع؟ نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه. قال ولهما اي البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا تجدون شر الناس وهذا يدل على ان هذا الامر من الكبائر وصف صاحبه بانه شر الناس تجدون شر الناس يوم القيامة ذو الوجهين تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين ثم عرف به قال الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه اي انه يأتي كل طائفة بما يرضيها يأتي كل طائفة بما يرضيها اذا جاء الى اهل الايمان تظاهر باعمال الايمان واعمال الطاعة واعمال البر وما الى ذلك واذا جلس مع اهل واهل الفجور ايضا تحدث معهم بما يرضيهم فلا يتحدث بحديث مع اهل الفسق عند اهل الايمان ولا يتحدث بحديثه مع اهل الايمان عند اهل فسق وانما يتحدث مع كل طائفة بما بما يرضيها. اذا هو لا ينظر فيما يتحدث به الى ما يرظي الله سبحانه وتعالى وانما يتحدث مع كل طائفة بما يرضيها فهو ذو وجهين يلقى هؤلاء بوجه ويلقى هؤلاء بوجه وصنيعه هذا من النفاق والكذب ومن المداهنة نعم قال رحمه الله تعالى وعن انس رضي الله عنه مرفوعا من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من النار قال وعن انس رضي الله عنه مرفوعا من كان ذا لسانين المراد بقوله ذال لسانين اي ذا وجهين تحدث مع هؤلاء بلسان ويتحدث مع اولئك بلسان غير الذي تحدث معه اه تحدث به مع اولئك فمن كان ذا لسانين اي ذا وجهين يتحدث مع طائفة مع كل طائفة بما يرضيها غير مبال بما يرضي الله او يسخط الله سبحانه وتعالى جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار جعل الله له لسانين من نار وهذا موافق مع العقوبات الشرعية وان الجزاء من جنس بالعمل نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في النميمة وقول الله تعالى هماز مشاء بنميم قال باب ما جاء في النميمة. النميمة هي نقل الكلام من شخص الى اخر او من اشخاص الى اخرين على وجه الافساد بين او بينهم هذه هي النميمة والنمام من المفسدين في الارض وكم من الشرور تقع بين الناس بسبب النمام حيث تقع العداوات والفرقة والتباغض وربما ينسب القتال فالنمام شره عظيم وخطره جسيم ويفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر فالنميمة خطيرة جدا على المجتمعات والنمام مرتكب لموبقة عظيمة كبيرة من كبائر الاثم قال الله سبحانه وتعالى هماس مشاء بنميم اماز مشاء بنميم هماز ان يقع في الناس همزا ولمزا طعنا مشاء بنميم ان يمشي بالنميمة بين الناس موقعا اه العداوات ومتسببا في نشوب الخلاف ووجود البغضاء نعم قال رحمه الله تعالى عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا لا يدخل الجنة نمام قال عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا لا يدخل الجنة نمام. وهذا دليل على ان النميمة من الكبائر لان نفي دخول الجنة لا يكون الا في كبائر الذنوب وعظائم الاثام نعم قال رحمه الله تعالى ولهما في حديث القبرين انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى انه كبير. اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة قال ولهما في حديث القبرين اي القبرين الذين مر عليهما النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لاصحابه انهما اي صاحبا اه القبرين ليعذبان ليعذبان وما يعذبان في كبير بل انه كبير وما يعذبان في كبير بل انه كبير. اثبت انه كبير ونفى انه كبير قال ما يعذبان في كبير هذا نفي انه كبير ثم قال بل انه كبير اثبات انه كبير. فهل الكبيرة الاولى هي الكبيرة الثانية هل كبير الذي اثبت هو الكبير الذي نفي القاعدة في هذا الباب ان اللفظ اذا اثبت ونفي فالمثبت غير المنفي وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى. اثبت الرمي ونفاه فالرمي المثبت غير الرمي المنفي وما رميت هذا نفي للرمي اذ رميت اثبات للرمي فالرمي المنفي غير الرمي المثبت وهنا اثبت الكبير في وصفا لهؤلاء ونفاه ايضا فالمثبت غير المنفي فقوله وما يعذبان في كبير اي في اعين الناس ما يعده الناس شي كبير ما يعدونه امرا عظيما ربما يستهين به كثير من الناس ما يعذبان في كبير بل انه كبير هذا تقرير انه من كبائر الذنوب انه من كبائر الذنوب قال اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول اي لا يستنزه من البول لا يبالي برشاش البول ان يلمس جسده او يلمس او يطير على ثيابه ويعلق بها فكان لا يستبرئ من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. وهذا موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الا هل انبئكم ملعظة؟ هي النميمة القالة بين الناس؟ قال ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا فهل انبئكم ما العضو الا هل انبئكم ملعظه كانوا في الجاهلية يسمون السحر العظم يسمون السحر العظم مثل ما جاء عن ابن مسعود قال كنا نعد السحر العظم والان هو القالة وانظر هذا الترابط بين السحر والقالة بين الناس اي نقل الكلام على وجه الافساد نقل الكلام على وجه الافساد فكل من الامرين السحر والقالة بين الناس افساد في المجتمعات وربما ان افساد القالة بين الناس اشد من افساد السحر لان القالة بين الناس الذي هو نقل الكلام على وجه الافساد يعمل عمله في النفوس ويثير العداوات ويوجد البغظة بين الناس الا انبئكم ملعظه هي النميمة القالة بين الناس هي النميمة القالة بين الناس هي النميمة ثم فسرها القالة بين الناس اي نقل الكلام والقول بين الناس على وجه اه الافساد فهذا من كبائر الذنوب لما يترتب عليه من نشر للعداوات وايجاد البغضاء بين الناس. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في البهتان وقول الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا قال باب ما جاء في البهتان والبهتان الباطل من القول والكذب والافتراء على الناس بان ينسب اليهم ما هم برءاء منه وان يصفهم بما بما هم اه اه بامور ليسوا متصفين بها بهتا لهم وكذبا عليهم وافتراء قال وقول الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا بغير ما اكتسبوا اي بغير جناية حصلت منهم اوجبت ان يقول فيهم ما قال او ان يحصل منه تجاههم ذلك الاذى بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا اي على ظهورهم اثما وزرا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا احتملوا اي على ظهورهم بهتانا اي هذا القول الباطل الذي رموا به المؤمنين واذوا به المؤمنين واسما اي وقعوا في اثم يستحقون عليه العقوبة يوم يلقون الله. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال رواه ابو داوود بسند صحيح قال عن ابن عمر مرفوعا من قال في مؤمن ما ليس فيه هذا هو البهتان هذا هو البهتان هذا التعريف ايضا تعريف البهتان لو قيل ما البهتان؟ ان يقول في مؤمن ما ليس فيه ان يقول في مؤمن ما ليس فيه. فمن قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبل اسكنه الله ردغة الخبالة. وجاء في رواية الحديث عند ابن ماجه قالوا يا رسول الله وما ردغة الخبال قال عصارة اهل النار قال عصارة اهل النار اي قيح اهل النار وصديد اهل النار الذي يحصل شدة اصطلاء اجسامهم بالنار فيسكن ردغة الخبال وهذا يدل على ان هذا الامر من الكبائر هذا يدل على ان هذا الامر من الكبائر لانه لا يكون مثل هذا الوعيد الا في كبائر الاثم من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال حتى يخرج مما قال اي الا ان يخرج مما قال اه تبرئة المؤمن مما نسبه اليه والتخلص من من اه من هذا الاثم والا فانه معرض لهذه العقوبة نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه خروجه مما قال يكون بندمه على هذا الفعل واسفه على قوع فيه وتوبة منه وطلبه ممن رماه بالبهت قوله ما لم يقل او نسب اليه ما لم يفعل يطلب منه العفو الصفح والمسامحة هذا معنى قوله يخرج مما قال والا فانه عرضة لهذه العقوبة ان يسكنه الله يوم القيامة ردغة الخبال نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك اخاك بما يكره قيل ارأيت ان كان في اخي ما اقول قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته قال ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اتدرون ما الغيبة اتدرون ما الغيبة هذا السؤال اه قصد به النبي عليه الصلاة والسلام التعليم. وهذه طريقة جدا نافعة في التعليم. تعليم الناس الخير ان يكون هنا العلم يطرح على صيغة سؤال اتدرون ما كذا؟ ثم يبين لهم قال اتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك اخاك بما يكره ما معنى ما يكره اي ما يكره ان تذكره به حتى لو كان وصفا له حتى لو كان وصفا له او عملا من اعماله اذا كنت تعلم انه يكره ان تتحدث عنه بذلك فان ذكرك له بما يكره يعد غيبة يعد غيبة له. قال ذكرك اخاك بما يكره قيل افرأيت ان كان في اخي ما اقول وانظر يعني جمال هذا البيان لقول النبي عليه الصلاة والسلام ذكرك اخاك لان هذا فيه تنبيه على الاخوة وتنبيه على ما تقتضيه هذه الاخوة من حفظ الاخ بالغيب وعدم التعرظ له باساءة ذكرك اخاك بما يكره. قيل افرأيت ان كان في اخي وهذا يدل على ان الكلمة كان لها وقعها في نفوسهم. قال ارأيت ان كان في اخي ما اقول قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته اي اه ان كان ليس فيه ما تقول فيه فقد بهته لان لانك قلت فيه ما ليس فيه. مثل ما تقدم معنا في الحديث السابق من قال في مؤمن ما ليس بي فهذا هو البهت. البهت ان يقول في المؤمن ما ليس فيه اي ما ليس من اوصافه فاذا قال فيه ما ليس فيه فهذا بهت وان قال فيه ما هو فيه مما يكره ان يقال عنه فهذه غيبة والله سبحانه وتعالى يقول آآ ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدينا اجمعين لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو وان يعيذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا سخيمة صدورنا. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا