الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في اللعن عن ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه مرفوعا ان العبد اذا لعن شيئا صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجعت الى الذي فان كان اهلا والا رجعت الى قائلها. رواه ابو داوود بسند جيد وله شاهد عند احمد بسند من حديث ابن مسعود واخرجه ابو داوود وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ورواته سقات لكن اعل بالارسال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في اللعن اي ما جاء من النهي عن ذلك والتحذير منه وذلك ان دين الاسلام دين الرحمة والتراحم وليس دين اللعنة والتلاعن ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ولما قيل عليه الصلاة والسلام للنبي عليه الصلاة والسلام الا تلعنهم؟ قال انما بعثت رحمة ولم ابعث لعانا الاسلام دين جاء بالتراحم بين اهله ليس شأن اهل الاسلام كامة الكفر اهل النار كلما دخلت امة لعنت اختها بل اهل الاسلام اهل تراحم بينهم وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة والاسلام دين الرحمة ونبينا عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واللعنة ضد الرحمة لان اللعنة دعاء او اللعن دعاء بالطرد والابعاد من رحمة الله دعاء بالطرد والابعاد من رحمة الله تبارك وتعالى والاصل بين اهل الاسلام التراحم ان يرحم بعظ بعظهم بعظا ان يدعوا بعضهم لبعض بالرحمة مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر هذا شأن اهل الايمان ولهذا فان من الافات العظيمة ان يوجد التلاعن بين المسلمين وبعض الناس درج على لسانه اللعن في كثير من حديثه وكلما اخطأ شخص عنده بادر الى لعنة حتى ان بعضهم من استمرائه للعن والعياذ بالله اذا اغضبه ابن اذا اغضبه ابنه لعن من انجب ابنه ان يلعن نفسه عياذا بالله وهذا من الحمق والسفه قلة البصيرة والفهم ورداءة العقل وعدم ادراك خطورة هذا الامر فالاسلام جاء بالنهي عن ذلك والتحذير منه وان المسلم لا ينبغي ان يكون كذلك لا ينبغي ان يكون كذلك بل يكون ديدنه آآ الدعاء بالرحمة ولهذا شرع لنا عند التلاقي في كل مرة ان يقول المسلم لاخيه حين يلقاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دعاء بالرحمة ودعاء بالبركة ودعاء بالسلامة وهذا هو الاصل وبعض الناس اصبح والعياذ بالله على لسانه اللعن اكثر من السلام والرحمة والبركة قال باب ما جاء في اللعن عن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا ان العبد اذا لعن شيئا لم يقل انسانا اذ ان العبد اذا لعن شيئا لعن شيئا سواء حيا من الكائنات الحية او جمادا لان بعض الناس اذا استعصى عليه شيء من الجمادات لعنه ربما يلعن بعضهم دابته ربما يلعن سيارته ربما يلعن بعض الادوات التي يستخدمها اذا استعصت عليه بعضهم لعنها ففي هذا الحديث يقول ان العبد اذا لعن شيئا ان العبد اذا لعن شيئا اي اي شيء كان صعدت اللعنة الى السماء. لان هذا دعاء اللعنة دعاء على هذا الذي لعن بان يبعد ويطرد من الرحمة دعاء عليه فاذا لعن صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجعت الى الذي لعن اذا رجعت الى الذي لعن اي الى ذلك الشيء الذي لعن من دابة او انسان او حجر او بهيمة او غير ذلك فان كان اهلا والا رجعت الى قائلها فان كان اهلا والا رجعت الى قائلها وكم يلعن السفهاء والجهال من ليس اهلا للعن من ليس اهلا للعن وعليه فكم من اللعنات التي يستجلبها لنفسه كم من اللعنات التي يستجلبها لنفسه ويستجرها لنفسه كل يوم قال رواه ابو داوود بسند جيد وله شاهد عند احمد بسند حسن من حديث ابن مسعود واخرجه ابو داوود وغيره من حديث ابن عباس رواته ثقات لكنه اعل بالارسال والحديث حديث ابي الدرداء حديث صحيح اسناده كما قال المصنف جيد وله شواهد اشار الى بعضها نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي برزة رضي الله عنه مرفوعا ان امرأة لعنت ناقة لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصحبنا ناقة عليها لعنة وله عن عمران نحوه قال ولمسلم عن ابي برزة رضي الله عنه مرفوعا ان امرأة لعنت ناقة لها لا لعنت لا ناقة لها مر معنا في الحديث الذي قبله ان العبد اذا لعن شيئا وهذا يتناول اه الدواب الناس والجمادات اي شيء كان فهذه لعنت دابة ناقة لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصحبنا ناقة عليها لعنة لا تصحبنا ناقة عليها لعنة وهذا يبين خطورة اللعن يبين خطورة اللعن والنبي صلى الله عليه وسلم نهى آآ ان تصحبهم ناقة عليها نعنة مبينا صلوات الله وسلامه عليه خطورة اللعن نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في افشاء السر عن ابي سعيد مرفوعا ان من اشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر سرها وفي رواية ان من اعظم الامانة رواه مسلم قال باب ما جاء في افشاء السر اي من الوعيد واخبار النبي صلى الله عليه وسلم ان كان ان من كان كذلك فهو من شر الناس لان السر امانة وافشاؤه خيانة والواجب على الانسان اذا افظي اليه بسر الا يكشفه والا يفشيهم وان يحفظه وهذا من الامانة التي هي صفة اهل الايمان وافشاؤه خيانة والخيانة من صفة اهل النفاق ولهذا يجب على المسلم ان يتحلى باوصاف اهل الايمان ومن ذلكم حفظ السر وعدم افشائه واذا افضى اليه اخاه كلاما واستكتمه اياه كان يقول له مصرحا او تصريحا لا تفشي هذا السر او هذا بيني وبينك ما احب ان تطلع عليه احد او نحو ذلك او حتى استشعر من كلامه مع اسلوبه في الحديث معه انه يريد ان لا يفشي هذا الكلام مثل كما سيأتي معنا في الحديث مثل لو انه لما اراد ان يحدثه به التفت يمين ويسار يتأكد هل احد قريب منه يسمعه او لا؟ ثم تحدث معه فمثل هذه تشعر ان الخبر خاص به لا يحب ان ينشره والا ما كان هناك حاجة الى ان يلتفت يمينا ويسارا او اذا علم من الكلام نفسه ان مثل هذا الكلام له خصوصية لا لا يصلح ان ان ينسى الاصل في المسلم ان يحفظ السر اخيه والا يفسيه وان افشاء السر هذا يعد خيانة وان من يفشي السر من شر الناس كما في الحديث الذي ساقه المصنف حديث ابي سعيد الخدري مرفوعا قال ان من اشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ان من اشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر سرها الرجل يقضي الى امرأته وتفضي اليه يفضي اليها باموره الخاصة اسراره وهي كذلك لما بينهما من مودة ومحبة عشرة ثم بعد ذلك ينشر سرها ثم بعد ذلك ينشر سرها فهذا من اقبح ما يكون بباب العشرة والوفاء لان هذه خيانة بافشاء سر الانسان لاهل بيته قال ان من اشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتقظي اليه ثم ينشر سرها. قال وفي رواية ان من اعظم الامانة ان من اعظم الامانة اي من اعظم الامانة ان لا يفشي الرجل سر اه اه اه اهل بيته ايضا اهل بيته لا يفشون شيئا من سره نعم قال رحمه الله تعالى وعن جابر رضي الله عنه مرفوعا اذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي امانة. حسنه الترمذي قال وعن جابر رضي الله عنه مرفوعا اذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي امانة حسنه الترمذي وهذا فيه ان ائتمان الشخص على الحديث لا يلزم ان يكون بالتصريح اللفظي منه بعدم الرغبة بافشاء حديثه او كلامه بل لو فهم من اسلوبه وطريقته في التحدث انه ائتمنه على هذا الكلام فانه لا يجوز ان ان يفشيه ومن المعلوم ان الشخص اذا حدث اخاه بشيء وكان قبل ان يحدثه ويلتفت يمينا ويسارا يريد ان يطمئن ان احد لا يسمع الكلام فهذا يشعر ان ان حديثه سر وان الشيء الذي قاله خصه به ولا يريد ان يسمع ان ان يسمعه الاخرون قال اذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي امانة اي فمن افشى ذلك فقد خان اخاه في سره نعم قال رحمه الله تعالى ولاحمد عن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا من سمع من رجل حديثا لا يشتهي ان يذكر عنه فهو امانة وان لم يستكتمه قال ولاحمد عن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا من سمع من رجل حديثا لا يحب ان يذكر عنه اي لا يحب ان ينقل وان ينشر وان يفسى فهو امانة وان لم يستقدم والحديث اسناده ضعيف لكن المعنى الذي دل عليه دل عليه ما قبله وانه لا يلزم الحديث الذي يؤتمن عليه الرجل ان يصرح بالائتمان لفظا وانه وان جاء منه ما يشعر ويدل على انه ائتمنه على هذا الحديث او كان الحديث مما يعلم انه آآ شيء لا يحب آآ او لا يرغب في افشائه ونشره فان الواجب عليه في مثل ذلك الا يفشي سر اخيه وان لم يستكتمه اي لفظا وان لم يستكتموا لفظا وان لم يقل لهم اكتم عني هذا او لا تخبر احدا بهذا او لا تحدث احدا بهذا اي وان لم يستكتمه لفظا بان يكون التفت مثلا كما تقدم في الحديث الذي قبله يمينا ويسارا او يشعر من صفة حديثه او طريقة حديثه او الحديث الذي تحدث به انه من من الامور التي لا لا يرغب في نشرها ونقلها فان هذا يعد امانة نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في لعن المسلم عن ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه مرفوعا لعن المؤمن كقتله. اخرجاه قال باب ما جاء في لعن المسلم باب ما جاء في لعن المسلم اي لعن المسلم اخاه المسلم وهذا من اخطر ما يكون في اللعن لان الاصل بين المسلمين هو التراحم وليس التلاعن وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة فهذا هو الذي بين اهل الاسلام واذا لقي المسلم اخاه سلم عليه ودعا له بالرحمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا هو الذي بين آآ المسلمين وبين امة الاسلام فلعن المسلم امر جد خطير واورد رحمه الله تعالى من الاحاديث حديث ثابت ابن الظحاك رظي الله عنه مرفوعا لعن المؤمن كقتله لعن المؤمن كقتله وهذا فيه خطورة اللعن وهذا دليل على ان لعن المسلم اخاه المسلم كبيرة من الكبائر ان لعن المسلم لاخيه المسلم كبيرة من الكبائر لان النبي عليه الصلاة والسلام شبه اللعن للمسلم بالقتل له. نعم قال رحمه الله تعالى وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انهم ضربوا رجلا قد شرب الخمر فلما انصرف قال بعض القوم اخزاك الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هذا لا تعينوا عليه الشيطان قال رحمه الله تعالى وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انهم ظربوا رجلا قد شرب الخمر قد شرب الخمر فلما انصرف قال بعض القوم اخزاه الله وهذا الدعاء له بالخزي هذا دعاء له بالخزي وهو من التلاعن هذا من التلاعب لان التلاعن لا يلزم ان يكون بلفظ اللعنة ولهذا سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار فليس اللعن بهذه اللفظة فقط ان ان يقول القائل للاخر لعنك الله او نحو ذلك بل اه الدعاء له بالخزي او ان يقول اه ادخلك الله النار او اسأل الله ان لا يدخلك مثلا الجنة او غضب الله عليك وسخط الله عليك او نحو هذا كل هذا من التلاعن لان مؤداه واحدا وهو الطرد والابعاد من رحمة الله وحلول العقوبة فالدعاء عليه بالخزي من ذلك ولما دعا دعا بعضهم على هذا الشخص الذي يشرب الخمر لما دعا لي بذلك قال بعض لما قال بعض القوم اخزاك الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هذا لا تعينوا عليه الشيطان لا تعينوا عليه الشيطان. العاصي لا يعان عليه الشيطان بمثل هذا الدعاء لا يعان عليه الشيطان بمثل هذا الدعاء بل يدعى له بالهداية بل يدعى له بالهداية يدعى له بالصلاح يدعى له بالاستقامة على طاعة الله وقال هداه الله وقال اصلحه الله رده الله الى الحق يدعى له ودعوة المسلم لاخيه في ظهر الغير مستجابة فيدعى له ولا يدعى عليه باللعنة والخزي النار وعدم دخول الجنة ونحو ذلك قال لا تقولوا هذا لا تعينوا عليه الشيطان قد يقول قائل اليس النبي عليه الصلاة والسلام لعن في الخمر عشرة ومنهم شاربها واذا كان لعن في الخمس في الخمر عشرة ومنهم شاربها فما المانع اذا رأى الانسان شخصا قد شرب الخمر ان يلعنه بعينه يقال هذا الحديث نفسه دل على التفريق بين اللعن بالتعميم واللعن بالتعيين اللعن دل على الفرق بين اللعن بالتعميم واللعن بالتعميم اللعن بالتعميم جاءت بها الاحاديث الكثيرة مثل لعن الله النامصة لعن الله الواشمة والمستوشمة لعن الله المتشبهين بالرجال بالنساء والمتشبهات بالنساء اه الرجال لعن الله الراسي والمرتشي لعن الله الشارب الخمر الا لعنة الله على الظالمين جاءت النصوص الكثيرة في باللعن بالتعميم وهنا لما لعن هذا الشخص بالتعيين على شرب الخمر؟ قال لا تلعنوه في بعض الروايات قال لا تلعنوه فانه يحب الله ورسوله فنهى عن اللعن التعيين ولهذا فرق بينهما يلعن بالتعميم بما جاءت النصوص به مثل ان يقول قائل لعنة الله على الظالمين لعنة الله على الواشمة لعنة الله على المستوشمة لعنة رحمة الله على النامصة آآ ونحو ذلك مما جاءت به الاحاديث لكن لو رأى انسانا مثلا ارتكب هذا الذي فيه الله لا يلعن بعينه لا يلعنه بعينه لان فرق بين اللعن بالتعميم واللعن بالتعيين اما اللعن بالتعميم جاءت به آآ النصوص واما اللعن بالتعيين فهذا لا يكون الا وفق شروط وضوابط ليس كل من ارتكب ما ما يوجب اللعن يلعن مباشرة قد يكون هناك موانع من لعنه قد يكون هناك موانع من لعنة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فانه يحب الله ورسوله. فالذي يحب الله ورسوله يحب الخير يحب الدين لكنه وقع في معصية لا يلعن يقال هداه الله. وقال رحمه الله وقال رده الله الى آآ الحق ردا جميلا وعندما يلعن او يقال اخزاه الله فان في ذلك اعانة اعانة للشيطان عليه لماذا لان الشيطان يريد من هذا الانسان ان يكون من اهل الخزي اليس كذلك؟ الشيطان يريد من هذا الانسان ان يكون من اهل الخزي من اهل الذل والهوان والعقوبة وسخط الله الشيطان يريد ذلك فاذا دعا المسلم عليه بذلك اخزاه الله كان معونة في هذه الدعوة كانت هذه الدعوة معونة للشيطان فيما يريده من هذا الانسان نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر تأكده في الاموات قال عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا لا تسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا رواه البخاري قال باب ذكر تأكده في الاموات. اذا كان ينهى عن لعن المسلم عموما فان هذا يتأكد يكون اكثر تأكيدا في حق الاموات. لماذا؟ لان الميت افظى اذا ما قدم افضى الى ما قدم السيئات التي قد اه ارتكبها ربما ان ان عنده حسنات مكفرة لها ان الحسنات يذهبن السيئات ربما انه تاب الى الله توبة نصوحة منها ربما الى مصائب عظيمة كفر الله عنها بها من سيئاته. والمصائب كفارات الميت افظى الى ما قدم ولقي الله سبحانه وتعالى باعماله فاذا كان اللعن لعن المسلم ينهى عنه عموما فانه اكثر يكون اكثر تأكيدا في حق من مات فانه يكون اكثر تأكيدا في حق من مات لانه افضى الى ما قدم من اعمال اورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها مرفوعا لا تسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا ومعنى قوله فانهم قد افضوا الى ما قدموا اي الى ما قدموه من اعمال ان كانت صالحة فقد افضوا الى تلك الاعمال الصالحة وان كانت سيئة فقد افضوا الى تلك الاعمال السيئة. والله يجزي كل عامل بعمله ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا حسنا نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر قول يا عدو الله او يا فاسق او يا كافر ونحوه قال عن ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه رواه البخاري قال باب ذكر قول يا عدو يا عدو الله او يا فاسق او يا كافر او نحو او نحوه هذه اه الكلمات لا ينبغي لي المسلم ان يطلقها على اخيه المسلم لا ينبغي ان يطلق المسلم على اخيه المسلم بانه عدو الله او بانه فاجر او فاسق او كافر او نحو ذلك من اه من الالفاظ ولا تطلق هذه الكلمة الا اذا كان عند من اطلقها يقين تام لا ريب فيه ولا شك ان من اطلقها عليه كذلك والا رجع الامر عليه والا رجع الامر عليه. وهذا مما يدل على خطورة اطلاق هذه الكلمات مع ان بعض الناس يستهين بهذه الكلمة عندما يغضبه شخص يقول يا عدو الله تفعل كذا عندما يغضبه عند امر من توافه امور الدنيا يعتبره بذلك عدو لله فهذه الكلمات لا يجوز ان ان يطلقها المسلم على اخيه المسلم وانما تطلق عندما يحصل يقين تام عند الشخص لا ريب فيه ان هذا الشخص عدو لله او انه فاسق او انه فاجر او انه كافر ويكون في الاطلاق ايضا مصلحة شرعية تقتضي ذلك قال عن ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك ان لم يكن صاحبه كذلك فقوله ان لم يكن صاحبه كذلك تقتضي ان من اراد ان يطلق هذه الكلمات ان يكون على يقين تام بان صاحبه كذلك اما اذا لم يكن على يقين فربما ارتدت عليه كلمته ورجعت عليه وباء باثمها. نعم قال رحمه الله تعالى وعن سمرة رضي الله عنه مرفوعا لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار. صححه الترمذي وهذا الحديث حديث سمرة يفيد ان التلاعن ليس فقط بلفظ اللعنة بل كل ما افضى الى هذا المعنى فهو من التلاعن فمن قال بحق اخيه اخزاه الله او ادخله الله النار او حرمه الله من الجنة او او نحو ذلك فهذا كله من التلاعن او سخط الله عليه او غضب الله عليه اسأل الله ان يغضب عليه اسأل الله ان يسخط عليه او نحو ذلك كل هذه الكلمات اذا قالها فانها من التلاعن قال عليه الصلاة والسلام لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار وايضا هذا الذي ذكر في الحديث على سبيل التمثيل وليس على سبيل الحصر لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار ولا بسخطه ولا ما من دخول الجنة كل هذا من اه التلاعن نعم قال رحمه الله تعالى وله ما عن ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا من دعا رجلا بالكفر او قال عدو الله وليس كذلك الا حار عليه قال ولهما اي البخاري ومسلم عن ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا من دعا رجلا بالكفر دعاه بالكفر اي نعته ووصفه بالكفر قال كافر او قال عدو عدو الله وليس كذلك الا حار عليه اي الا رجع عليه ما قال نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في لعن الرجل والديه قال عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه. اخرجاه قال باب ما جاء في لعن الرجل والديه وهذا يشمل لعنهما التسبب او لعنهما مباشرة سواء لعنهما تسببا كان يلعن الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه ان يتسبب في في في لقائه بالناس بسب والديه او يسبهما مباشرة او يسبهما مباشرة وكل من الامرين من كبائر الاثم وهو من اعظم العقوق للوالدين ومن اشنعه وحق الوالدين من اعظم الحقوق ولهذا قرن الله سبحانه وتعالى حقهما بحقه في غير ما اية من القرآن الكريم منها قول الله سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قول الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قول الله تعالى قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قال الله تعالى ان اشكر لي ولوالديك فقرن تبارك وتعالى حقهما بحقه وفي الحديث قرن النبي صلى الله عليه وسلم عقوقهما بالشرك قال الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين فجعل عليه الصلاة والسلام عقوق الوالدين قرين الشرك قرين الشرك بالله سبحانه وتعالى مما يدل على خطورة العقوق ومن اشد العقوق وافظعه واخطره لعن الوالدين من اشد العقوق واخطره لعنة الوالدين سواء لعنهما لعنا مباشرا او لعنهما لعنهما التسبب في الحديث حديث علي ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن اربعة لعن من ذبح لغير الله ولعن من ذبح ولعن من لعن والديه ولعن من؟ لعن والديه وهذا فيه قرن لعن الوالدين بالشرك الذي هو الذبح لغير الله قرنوا بالشرك الذي هو الذبح لغير الله وهذا ايضا من الادلة على ان لعن الوالدين من اعظم العقوق من اعظم العقوق واشده قال رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه يستغرب الصحابة رضي الله عنهم ويتعجبون كيف يلعن الرجل والديه؟ وهل يبلغ الانسان هذا المبلغ ان يلعن والديه كيف يلعن الرجل والديه؟ قال يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه ما معنى ذلك اي ان يتسبب ان يتسبب لا يسب والده مباشرة وانما يسب ابا الرجل فذاك ايضا يسب اباه ويسب ام الرجل فذاك ايضا يسب امه. فهذا لعن بالتسبه لعن بالتسبب وهناك لعن بمباشرة وهذا يحصل من بعض الناس عياذا بالله بان يسب اباه مباشرة او يسب امه سبا مباشرا لكن الصحابة رضي الله عنهم استبعدوا ذلك قالوا كيف ذلك؟ يعني كيف يصل الرجل الى لعن والديه قال يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه والمصنف رحمه الله تدرج في ذكر التحذير من اللعن وراعى ايضا الحقوق فذكر اللعن عموما لعن اي اي شيء كان ثم لعن المسلم ثم لعن من مات من المسلمين وان هذا يتأكد ثم لان الوالدين الذين هم من اعظم الناس آآ احقية البر والاحسان الوفاء قال من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال ابوك. فهؤلاء هم احق الناس بحسن الصحابة. فكيف هي يصل الانسان الى درجة اللعن للوالدين والعياذ بالله واخطر من هذا اخطر من هذا لعن الدين سب الدين او او سب النبي عليه الصلاة والسلام او سب رب العالمين. وهذا كفر وردة وخروج من ملة الاسلام واذا كان من استهزأ بشيء من الدين كفر كفرا اكبر ناقل من الملة فكيف بمن يسب الدين او يسب الرسول عليه الصلاة والسلام او يسب رب العالمين هذا كفر ناقل من الملة ومن وقع في شيء من ذلك فقد بطل عمله وحبط عمله هذا كفر مبطل للعمل كفر مبطل للعمل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. فمن سب دين الله او سب رسول الله عليه الصلاة والسلام او سب رب العالمين تعالى شأنه وتقدس سبحانه وتعالى فهذا كله كفر وخروج من ملة الاسلام ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدينا اجمعين في احسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط وعلينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا