الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب الفخر وقول الله تعالى قال انا خير منه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال المصنف الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه الكبائر باب الفخر هذه الترجمة اعقدها رحمه الله تعالى لبيان ذم الفخر والفخر هو تعالي الانسان على الاخرين واستطالته واستطالته بنفسه عليهم زهوا واعجابا وغرورا بان يرى نفسه اميز من الاخرين وافضل منهم وانه خير منهم ويتعالى عليهم بذلك وكل من كان من هذا الوصف كل من كان من اهل هذا الوصف ففيه شبه من ابليس ولهذا صدر رحمه الله تعالى هذه الترجمة بقول الله تعالى قال اي ابليس انا خير منه اي ادم وهذا نوع من الفخر هذا نوع من الفخر اتصف به ابليس عدو الله وعدو المؤمنين ولهذا كل من كان من اهل هذا الوصف فيه شبه من عدو الله نعم قال رحمه الله تعالى وعن عياض ابن حمار مرفوعا ان الله تعالى اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد رواه مسلم قال عن عياض ابن حمار رضي الله عنه مرفوعا ان الله تعالى اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد رواه مسلم ان تواضعوا اي ان تحلوا بهذه الصفة صفة التواضع ويمنع صافي اهل الايمان وما تواضع احد لله الا رفعه الله كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والتواضع رفعة للمرء وعلو وظده وهو التكبر والفخر والخيلاء نقص وضع وهذا الحديث فيه ان الله سبحانه وتعالى اوحى الى نبيه عليه الصلاة والسلام ان تواضعوا وكان صلوات الله وسلامه عليه امام المتواضعين وقدوتهم في كمال خلقه وجمال معاملته وطيب ادابه صلوات الله وسلامه عليه وحسن معاشرته وقوله حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد هذان وصفان مضادان للتواضع مباينان للتواظع لا يجتمعان معه الفخر والخيلاء قال حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد فهما وصفان مضادان للتواضع مباينان له وهذا فيه تحذير من نوعي الاستطالة على عباد الله لان التواضع ترك للاستطالة لان التواضع ترك للاستطالة على عباد الله المتواضع متطامن لا يا يرفع نفسه او يتعالى على الاخرين بل هو متطامن متواضع. ليس فيه استطالة ليس فيه استطالة على الاخرين ولما امر عليه الصلاة والسلام بالتواضع نهي عن هاتين الخصلتين المضادتين له وهما وجماعهما الاستطالة على عباد الله وهذا يفيد ان الاستطالة على عباد الله نوعان ان الاستطالة على عباد الله نوعان استطالة بالفخر واستطالة بالبغي استطالة بالفخر واستطالة بالبغي ولهذا قال حتى لا يفخر تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد فاذا الفخر استطالة والبغي استطالة وهما متنافيان مع التواضع هو المسلم مطلوب منه ان يكون متواضعا مجانبا للفخر ومجانبا للبغي وكل من الفخر والبغي استطالة كل من الفخر والبغي استطالة وذلك لان المستطيل على الاخرين ان كانت استقالته بحق اي باوصاف موجودة فيه كان يقول مثلا لغيره انا اكثر اولادا منك انا اكثر تجارة منك انا عندي الحدائق والبساتين والسيارات الى اخره وهي عنده فعلا وهو اكثر فهذا يسمى فخر الاستطالة اذا كانت بحق اي باوصاف هي موجودة في الشخص هذا يسمى فخر وان كانت استطالة بغير حق يمدح نفسه عند الاخرين باوصاف ليست فيه انا افظل منكم بكذا وهو ليس متصف بتلك الصفات فهذا يسمى بغي ولهذا الفخر والاستطالة كل منهما الفخر والبغي كل منهما استطالة على الاخرين الفخر والبغي كل منهما استطالة على الاخرين وهما ينافيان التواضع فان كان استطال على الاخرين بحق فهذا فخر وان كان استطال عليهم بغير حق فهذا بغي فجمع هذا الحديث العظيم الحث على التواضع والنهي عن ما يضاده من نوعي الاستطالة على الاخرين وذلك ان المستطيل على الاخرين ان استطال بحق فهذا فخر وان استطال بغير حق فهذا بغي والشرع جاء بالنهي عن هذا وعن هذا نعم قال رحمه الله تعالى وله عن ابي ما لك الاشعري رظي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربان من قطران ودرع من جرب قال رحمه الله تعالى وله اي مسلم رحمه الله عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن هذا اخبار منه صلوات الله وسلامه عليه بامر قدر الله سبحانه وتعالى وقوعه وقدر جل وعلا وجوده هو ان هذه الخصال الاربع من امر الجاهلية لا يتركها كثير من الناس ولا تزال باقية في كثير منهم اخبر بهذا الكون الامر الكوني القدري محذرا عليه الصلاة والسلام محذرا عليه الصلاة والسلام وان يدفع المرء عن نفسه اقدار الله باقدار الله فيسأل الله ان يعيذه من هذه الاوصاف ويجاهد نفسه على البعد عنها وعدم الوقوع فيها فهي من خصال الجاهلية واوصاف اهل الجاهلية يحذر منها صلاة الله وسلامه عليه ويخبر انها لا يزال وسيبقى لها وجود بين الناس يقول ذلك محذرا مثل قوله في الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. يخبر عن حالا واقعة على وجه التحذير وان الواجب على المرء ان يحذر اشد الحذر من هذه الخصال التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها باقية في الامة وباقية في الناس قال اربع في في امتي اربع في امتي والمراد بالامة هنا امة الاجابة. ان الامة تطلق ويراد بها امة الدعوة وهم من بعث فيهم صلوات الله وسلامه عليه وامة الاجابة وهم من استجابوا له عليه الصلاة والسلام فقولوا فقوله هنا في امتي اي امة الاجابة من امر الجاهلية الجاهلية ما قبل الاسلام وقبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام حيث كان الناس في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء اجتمعت فيهم انواع الجهالات والضلالات لا يتركونهن هذا فيه بقاء هذه الاوصاف في الامة بقاء هذه الاوصاف في الامة اخبر بذلك عليه الصلاة والسلام تحذيرا وانذار بدأ هذه الاوصاف بقوله الفخر بالاحساب وهو وهي الصفة التي لها تعلق بهذه الترجمة الفخر بالاحساب والفخر بالاحساب هو الاستطالة على الناس والتعاظم عليهم بذكر الاباء ومآثر الاباء ويمتدح نفسه انا والدي الذي كذا وانا والدي الذي فعل وانا اجدادي الذين فعلوا وانا كذا الى اخره من الكلمات التي هي استطالة على الناس وتعاظم عليهم وترفع عليهم وانا ارفع منكم واعظم منكم واعلى منكم لان ابي ولان جدي الى اخره فهذا يقال له الفخر بالاحساب وهو من الجاهلية ومن اعمال اهل الجاهلية ومن خصالهم والطعن فالانساب اي اي الوقوع في انساب الاخرين انتقاصا وازدراء وتحقيرا والاستسقاء بالنجوم اي نسبة السقيا والمطر ونزول الغيث الى الانواع والنجوم كما كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا واهل الايمان يقولون مطرنا بفظل الله ورحمته فالاستسقاء بالنجوم اي نسبة اه الغيث ونزوله الى النجوم والى الانواع هذا ايضا من اعمال اهل الجاهلية والمؤمن اذا نزل الغيث حمد الله حمد الله سبحانه وتعالى وشكره على منه وفضله. وقال مطرنا بفظل الله ورحمته اعترافا لله عز وجل بالمن والفضل وليست الانواع هي سبب نزول غيث وانما سبب نزول غيث فضل الله ورحمة الله ولجوء اهل الايمان الى الله استغاثة استغاثة وطلبا والحاحا على الله سبحانه وتعالى وقد شرعت صلاة الاستسقاء طلب الغيث لطلب الغيث والالحاح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء وشرع الاستغفار والاكثار فيها من الاستغفار لذلك وقد قال الله تعالى فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ولهذا يؤثر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه صلى بالناس الاستسقاء ولم يزد في خطبته على الاستغفار فقيل له في ذلك فقال لقد سألت الله بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر وهذه الكلمة قالها ردا على اهل الجاهلية في استسقائهم بالانوال لان المجاديح جمع جمع مجدح وهو نوع من الانواع او النجوم فقال سألت الله بمجاديح السماء هم كانوا يقولون مطرنا بمجدح كذا اي اي نوء كذا او نجم كذا فقال سألت الله بمجاديح السماء اي الاستغفار مثل ذلك صنيع ابي هريرة رضي الله عنه كان اذا اصبح صبيحة ليلة ممطرة قال مطرنا بنوء الفتح قال رضي الله عنه مطرنا نوء الفتح ردا على اهل الجاهلية اشارة الى قول الله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها اي ان هذه رحمة الله فاهل الجاهلية كانوا يستسقون بالانواع يستسقون بالانواع فينسبون اليها نزول الغيث ونزول الامطار وهذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى قال وانياحة على الميت والنياحة على الميت والنياح هي الندب ندب الميت بذكر مآثره وخصاله وهي نوع من التسخط والاعتراظ على قدر الله نوع من التسخط والاعتراظ على قدر الله وعدم الرضا بما قدر سبحانه وتعالى وهي ايضا من الجاهلية لان هذا الميت مات باجله الذي قظاه الله وقدره لا يستأخر عنه ساعة ولا يستقدم فكان من طريقة اهل الجاهلية اذا مات ميتهم اخذوا في النياحة عليه اخذوا في النياحة عليه قال والنائحة خص النائحة فالذكر لا نكون الحكم مختصا بها وانما لكون هذا الامر يكثر في النساء لكثرة جزا النساء وقلة صبرهن ولهذا خصهن الذكر والا فان الحكم يتناول الرجال قال النائحة اذا لم تتب قبل موتها وهذا فيه ان التوبة تجب ما قبلها وان من تاب تاب الله عليه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم قال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب السربال هو اللباس عليها سربال اي لباس قميص او نحوه من قطران والقطران هو النحاس المذاب ودرع من جواب ايضا لباس يغطي البدن من جرب والجرب افة ومرظ يضر البدن ويؤذيه اذى عظيما فتقام يوم القيامة على هذه الصفة تقام يوم القيامة على هذه الصفة عقوبة لها عقوبة لها ولما حلت بها المصيبة لم تغطي هذه المصيبة بالتحلي بالصبر الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى فوطيت بهذا اللباس سربال من قطران ودرع من جرب نعم قال رحمه الله تعالى وروى الترمذي وحسنه لينتهين اقوام يفتخرون بابائهم الذين ماتوا وانما هم فحم جهنم او ليكونن اهون على الله من الجعلان ان الله اذهب عنكم عبية الجاهلية عبية الجاهلية وفخرها بالاباء انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي. الناس من ادم وادم خلق من تراب. وعبية بتشديد الباء وكسر بها الكبر والفخر قال رحمه الله تعالى وروى الترمذي وحسنه لينتهين اقوام يفتخرون بابائهم الذين ماتوا يفتخرون بابائهم الذين ماتوا اي ماتوا على الكفر بدلالة قوله انما هم فحموا جهنم اي اباء هؤلاء انما هم فحم جهنم قال لينتهين اقوام يفتخرون بابائهم الذين ماتوا لينتهين هذا تحذير عليه الصلاة والسلام من ذلك وامر بالكف عنه وتحذير منه لينتهين اقوام يفتخرون بابائهم الذين ماتوا انما هم فحم جهنم او معطوف على قوله لا ينتهين ليكونن اهون على الله من الجعلان ليكونن اهون على الله من الجعلان او الجعلان والجعلان ويقال له الجعل دويبة صغيرة سوداء اللون تشبه الخنفساء وليست هي الخنفساء وهذه الدابة من حقارتها وخستها انها تدهده الخراء بانفها تدهده الخور بانفها تأتي الى اكرم الله الجميع وتجمعه وتجعله على شكل كرة ثم تدحرجه امامها ثم تدحرجه امامها ورائحة الخرع تستطيبها ويذكر عنها عن هذه الدويبة انها اذا شمت رائحة العطر ماتت اذا شمت رائحة العطر ماتت واذا شمت الخور انتعشت هذا من حقارة هذه الدابة ولهذا يظرب يظرب بها المثل بالحقارة والهوان والخسة كالذي يدهدأ الخرع بانفه اي الجعلان او او الجعل قال اولى يكونن اهون على الله من الجعلان اهون على الله من الجنان والجيلان هذا يوجد في في البراري ومن شدة اه تعلقه برائحة يذكر عنه ايضا في كتب الحيوان انه اذا رأى انسانا تبعه فاذا بات اخذ يرصده. ينتظر متى يقوم ليقضي حاجته ينتظر متى يقوم ليقضي حاجته فاذا قضى حاجته ومضى اتى الى الذي هو بغيته ولهذا يضرب به به المثل في الخسة والحقارة والهوان قال لا يكونون اهون على الله من الجعلان ليكون اهون على الله من الجعلانة اي هذه الدابة الحقيرة التي بهذه الحقارة يكون هؤلاء اهون على الله من الجعلان هذا مما يبين شناعة هذا الامر ان الله اذهب عنكم اي امة الاسلام عبية الجاهلية والعبية هي الفخر افتخار اهل الجاهلية بابائهم ومآثر الاباء وما الى ذلك اذهب الله عنكم عبيا الجاهلية وفخرها بالاباء هذا كله اذهبه الله بالاسلام قال الله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير فالاسلام اذهب عن الناس عبية اهل الجاهلية فخرهم بابائهم واحسابهم اذهب الله ذلك وجاء الاسلام بان الاكرم هو الاتقى الاكرم هو الاتقى ايا كان نسبه فالاكرم عند الله هو الاتقى لله هو هو الاتقى لله سبحانه وتعالى قال اذهب عنكم عبية اهل الجاهلية عبية الجاهلية وفخرها بالاباء انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي الناس من ادم وادم خلق من تراب الناس من ادم وادم خلق من تراب وهؤلاء اما مؤمن تقي ايا كان نسبه تاجر سقي ايا كان نسبه حتى لو لم يكن نسبا من انساب آآ الشريفة الانساب العالية فالناس مؤمن تقي او فاجر الشقي وفي الحديث من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه والله يقول فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون نعم قال رحمه الله تعالى باب الطعن في الانساب عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الانساب والنياحة على الميت قال رحمه الله تعالى باب الطعن في الانساب الطعن في الانساب اي الوقيعة في انساب الناس ازدراء وانتقاصا واحتقارا ولا يأتي هذا الطعن الا من اصابة هذا الطاعن بنوع من الفخر. والاستطالة على الاخرين ولهذا اتبع هذا الباب الذي قبله اول الفخر وهذا الطعن فالطعن انما يكون بوجود شيء من الفخر في هذا الطاعن في الاخرين استطالة عليهم وتعاظما قال عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اثنتان في الناس هما بهم كفر. اثنتان اي وصفان و خصلتان وخلتان فالناس هاي موجودة في الناس وقوله هنا في الناس هو نظير قوله في الحديث المتقدم لا يتركونهن فهذا فيه اشارة الى بقاء هاتين الخصلتين في الناس وهذه الاشارة الى البقاء تتضمن التحذير من من هاتين الخصلتين هما بهم كفر وهذا كفر دون الكفر الاكبر الناقل من الملة اي ان هاتين الخصلتين من خصال الكفر ومن اعمال اهل الجاهلية وليست من اعمال اهل الايمان الطعن في الانساب وهذا موضع الشاهد للترجمة اي الوقيعة فيها انتقاصا واحتقارا وازدراء والنياحة على الميت الندب اه البكاء والعد لمآثر الميت تسخطا وجزعا وعدم رظا بما قضاه الله سبحانه وتعالى وقدره نعم قال رحمه الله تعالى باب من ادعى نسبا ليس له ولهما عن سعد رضي الله عنه مرفوعا من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام نعم وله ما عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا ترغبوا عن ابائكم فمن رغب عن ابيه فهو كفر ولهما عن علي رضي الله عنه مرفوعا من ادعى الى غير ابيه او انتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا قال رحمه الله تعالى باب من ادعى نسبا ليس له من ادعى نسبا ليس له اي انتسب الى غير ابيه انتسب الى غير ابيه وكان هذا الانتساب منه الى غير ابيه عن علم منه بذلك متعمدا الى نقل اه انتسابه من ابيه الى غير ابيه فهذا فيه وعيد شديد جاءت به النصوص دالة على ان هذا الامر من عظائم الذنوب وكبائر الاثام لما يترتب عليه من شرور عظيمة وفسادا عريظ قال عن سعد رضي الله عنه مرفوعا من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه الجنة عليه حرام ادعى اي انتسب ادعى الى غير ابيه انتسب الى غير ابيه بقوله انا فلان ابن فلان ويكون فلان هذا ليس والدة ويعلم انه ليس والدهم قال فالجنة عليه حرام الجنة عليه حرام لكذبه تنصله من نسبه ولما يترتب عليه على ذلك مفاسد مفاسد عظيمة ومن ذلكم ما يكون من اختلاط في اه الانساب ومحاذير تتعلق آآ المحرمية ونحو ذلك قال من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابي فالجنة عليه حرام وهذا وعيد وحكمه حكم نصوص الوعيد الواردة في هذا الباب وهذه عقوبته عند الله سبحانه وتعالى. فالجنة عليه حرام وهذا التهديد بذلك دال على ان هذا الامر من الكبائر لا يقال الجنة عليه حرام او هو من اهل النار او يذكر السخط سخط الله سبحانه وتعالى او نحو ذلك الا فيما هو من الكبائر قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا ترغبوا عن ابائكم لا ترغبوا عن ابائكم اي لا تتركوا الانتساب الى ابائكم بالانتساب الى غيرهم لا ترغبوا عن ابائكم فمن رغب عن ابيه فهو كفر فمن رغب عن ابيه فهو كفر اي ان هذه الرغبة عن غير الاب الى نسبة اخرى هذا من خصال الكفر واعمال اهل اه الكفر وهذا ايظا كسابقة من نصوص اه الوعيد والتهديد وبيان ان هذا الامر من عظائم الذنوب وكبائر الاثام ثم اورد حديث علي وجميع احاديث هذا الباب في الصحيحين مرفوعا من ادعى الى غير ابيه من ادعى الى غير ابيه او انتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وهذا ايضا الدال على ان هذا العمل من كبائر الذنوب لان اللعنة لا تكون الا في ذلك. قال علي لعنة الله والملائكة والناس لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدنان وقوله من ادعى الى غير ابيه اي بالانتساب بان ينتسب الى غير والده او انتمى الى غير مواليه انتمى الى غيره مواليه والمراد بالولاء هنا ولاء العتق المراد بالولاء هنا ولاء العتق وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الولاء لحمة كلحمة النسب لا تباع ولا توهب الولاء لحمة كلحمة النسب لا تباع ولا توهب مثل ما ان نسب الانسان لا يجوز له ان يغير او ان يهبه او ان ينقل نسبه الى الاخرين فالولاء ايضا الذي هو ولاء العتق لحمة مثل لحمة النسب ولهذا من انتمى الى غير مواليه قال انا مولى بني فلان وكاذب في هذه النسبة فله هذا الوعيد لان الولاء لحمة كلحمة النسب. نعم قال رحمه الله تعالى باب من تبرأ من نسبه قال عن عمر ابن شعيب عن ابيه عن جده مرفوعا كفر من تبرأ من نسبه وان دق او ادعى نسبا لا يعرف وللطبراني معناه من حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه ولابي داوود وابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ايما امرأة ادخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها جنته وايما والد جحده وايما والد جحد ولده وهو ينظر اليه احتجب الله عنه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الخلائق من الاولين والاخرين هذا يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين