الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب من تبرأ من نسبه قال عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده مرفوعا كفر من تبرأ من نسبه وان دق او ادعى نسبا لا يعرف وللطبراني معناه من حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه ولابي داوود وابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ايما امرأة ادخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في ولن يدخلها جنته واي واي والد جحد ولده وهو ينظر اليه احتجب الله عنه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الخلائق من الاولين والاخرين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال رحمه الله تعالى باب من تبرأ من نسبه من تبرأ من نسبه اي ان هذا من الكبائر من كبائر الذنوب وعظائم الاثام التبرؤ من النسب والتبرأ من النسب ان يخرج الانسان من نسبه ابائه واجداده وينسب نفسه اما الى اسماء معروفة او لشيء لا يعرف مثل ما جاء قال او ادعى نسبا لا يعرف هذا من كبائر الذنوب وعظائم الاثام اورد حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده مرفوعا كفر من تبرأ من نسبه وان دغ او ادعى نسبا لا يعرف او ادعى اي لنفسه نسبا لا يعرف كأن يركب لنفسه نسبا هكذا ينشئه وغرضه من ذلك ان يتبرأ من نسبه وهذا من عظائم الاثام اولا من جهة انه كذب على الله سبحانه وتعالى لانه خلقه الله عز وجل واوجد فلان ابن فلان فتبرأ من ذلك وكذب على الله سبحانه وتعالى بان نسب نفسه الى غير نسبه الذي خلقه الله عليه واوجده عليه سبحانه وتعالى اضافة الى ما ترتب على ذلك من اختلاط في الانساب ووقوع في محاذير عظيمة تتعلق المحارم وما يترتب على ذلك من احكام معروفة فالشاهد ان هذا من عظائم الذنوب وكبائر الاثام واورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ايما امرأة ادخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها الجنة وهذا ايضا من عظائم الذنوب وكبائر الاثام. ومعنى ادخلت على قوم من ليس منهم اي بان تكون وقعت في فاحشة الزنا وحملت هذا الوقوع في الفاحشة بماء غير ماء زوجها وبعلها فتدخل على زوجها واهله وقومه من ليس منهم وفي هذا من الوعيد ما رأينا قال فليست من الله في شيء ولن يدخلها الجنة ولا يقال مثل ذلك الا فيما هو من عظائم الذنوب وكبائر الاثام وايما والد جاحد ولده وهو ينظر اليه احتجب الله عنه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الخلائق من الاولين والاخرين قوله وهو ينظر اليه قيل اي الوالد ينظر الى ولده ويعرف انه ولده ومتحقق ان ولده ثم يتبرأ منه ثم يتبرأ منه وقيل ينظر الي اي الولد ينظر الى والده نظرة احتياج حاجة لرحمة الوالد وحنوه وابقاءه لهذا الولد فلا يبالي بذلك والده ويتبرأ منه فهذا من عظائم الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى باب من ادعى ما ليس له ومن اذا خاصم فجر فيه حديث ابن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين وروي عن ابن مسعود وعمر رضي الله عنهما من قال انا مؤمن فهو كافر ومن قال هو في الجنة فهو في النار. ومن قال هو عالم فهو جاهل ولهما عن ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا ليس من رجل ادعى الى غير ابيه وهو يعلمه الا كفر. ومن ادعى ما ليس فليس منا وليتبوء وليتبوأ مقعده من النار. ومن رمى مسلما بالكفر او قال يا عدو الله وليس كذلك الا حار عليه قال رحمه الله تعالى باب من ادعى ما ليس له ومن اذا خاصم فجر من ادعى ما ليس له اي ما ليس من وصفه كان يدعي لنفسه علما هو ليس بعالم او يدعي لنفسه ايمانا وهو ليس بمؤمن او يدعي لنفسه فظلا وشرفا وخلقا وكرما وهو ليس كذلك متشبعا بما لم يعطى محبا لان يحمد بما ليس فيه وان يثنى عليه بما ليس من اوصافه وهذا من العظائم عظائم الاثام ان يتشبع الانسان بما لم يعطى وان يحب ان يحمد بما لم يفعل ويدعي لنفسه من الاوصاف ما ليست فيه قال باب من ادعى ما ليس له ما ليس له من اوصاف او اعمال او اخلاق او نحو ذلك ومن اذا خاصم فجر ومن اذا خاصم فجر وهذا يظهر والله اعلم مترتب على ما قبله من ادعاء ما ليس له قال فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما وروي عن ابن مسعود وعمر رضي الله عنهما من قال انا مؤمن فهو كافر ومن قال هو في الجنة فهو في النار. ومن قال هو عالم فهو جاهل وجميع هذه الاوصاف الثلاثة قال انا مؤمن او قال هو في الجنة او قال هو عالم كلها محمولة على ادعاء المرء لنفسه ذلك تزكية لنفسه وطلبا لمحمدة الناس وثنائهم دون عناية منه واهتمام بالعمل وتحقيق الاخلاص لله عز وجل والمتابعة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يدعي ذلك ادعاء ومن المعلوم ان كلمة مؤمن او انا مؤمن من اعظم ما يكون تزكية للنفس من اعظم ما يكون تزكية للنفس ولهذا من لطائف ما ذكره العلماء رحمهم الله تعالى في كتب العقائد واصول الايمان الرجل من الاعراب الرجل من الاعراب قيل له امؤمن انت؟ قال زكي نفسي ازكي نفسي ادرك وهو اعرابي ان هذه الكلمة من اعظم ما يكون تزكية للنفس لان الايمان يشمل الدين كله ومن ذا الذي يزعم لنفسه انه كمل الدين وتممه والايمان النافع عند الله سبحانه وتعالى هو الايمان المتقبل الذي تقبله الله من العامل. ومن الذي يجزم ان عمله متقبل والله يقول عن عن المؤمنين الكمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اي قلوبهم خائفة من ان ترد عليهم اعمالهم ولا تقبل منهم طاعاتهم فلا يزكي المرء نفسه وقد قال الله سبحانه وتعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى لكن المؤمن يجاهد نفسه على تحقيق التقوى تكميل نفسه ثم هو مع هذه المجاهدة والاجتهاد في تكميل نفسه لا يزال يحس انه مقصر ومفرط مثل ما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى قال ان المحسن ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن جمع بين احسان ومخافة احسان في العمل ومخافة الا يقبل العمل او ان يرد على العامل والمنافق يسيء في العمل ويرى انه محسن وان عمله من احسن الاعمال ولهذا الواجب على المؤمن ان يتجنب تزكيته لنفسه بل ينبغي ان يرى نفسه دائما انه لا يزال مقصر ان كان الامر في باب الايمان يرى نفسه لا يزال مقصرا ان كان في باب العلم يرى نفسه لا يزال مقصرا وبحاجة الى مزيد ومزيد من التحصيل والتعلم لا يزكي نفسه لا يمدح نفسه اما ان يدعي لنفسه هذه الدعاوى فهذه ليست من علامات الخير كان يقول عن نفسه انا من اولياء الله وانا من المتقين او يقول انا من اهل الجنة او نحو ذلك هذه من من العظائم ومن اخطر ما يكون لان هذه تزكية اه النفس واعلاء من شأنها وهو ناشئ عن غرور الانسان وعجبه بنفسه واغتراره بقليل من عمله وفي الناس من هو احسن منه عملا ويبكي من خشية الله سبحانه وتعالى ولا يزال خائفا ان ان ترد عليه اعماله ابن عمر رضي الله عنه الصحابي الجليل يقول لو اعلم انها تقبلت مني سجدة واحدة لكان خيرا لي من الدنيا وما فيها وهكذا كان شأن اولياء الله الصادقين هكذا شأن اولياء الله الصادقين وحزب الله سبحانه وتعالى المقربين بخلاف اهل الدعاوى وتعظم المصيبة عندما تكون الدعوة مقصودا بها توريط الناس واكل اموال اموالهم بالباطل كما هو حاصل عند ائمة الطرق الباطلة ممن يدعي اشياخهم وكبرائهم انهم من الاوليا وانهم كذا وانهم كذا من الاوصاف والمراد من ذلك اكل اموال هؤلاء الاتباع بالباطل والتعالي على هؤلاء اه الاتباع وتعظيم النفس بين هؤلاء الاتباع مع تضييع العمل حتى ان بعضهم لا يعرف بمحافظة على الصلاة في الجماعة ويعرف عنه تعاطي بعظ الامور المنكرة المحرمة ولا يزال بين اتباعه يدعي انه من الاولياء ويدعي ويدعي من الدعاوى الفجة الباطلة وهذا من اخطر ما يكون جناية على النفس وعلى الاخرين قال ولهما عن ابي ذر مرفوعا ليس من رجل ادعى الى غير ابيه وهو يعلمه الا كفر. وهذا مر معنا ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار وايضا مر معنا ومن رمى مسلما بالكفر او قال يا عدو الله وليس كذلك الا حار عليه اي الا رجع عليه ما ادعاه في غيره ان لم يكن ذلك اهلا لما قال نعم قال رحمه الله تعالى باب الدعوة في العلم افتخارا قال عن عمر رضي الله تعالى عنه مرفوعا يظهر الاسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله ثم اقوام يقرأون القرآن يقولون من اقرأ منا؟ من افقه منا؟ ثم قال يقولون من اقرأ منا؟ من اعلم منا؟ من افقه منا تهلاو ليا يقولون من اعلم منا؟ من افقه منا؟ ثم قال هل في اولئك من خير؟ قالوا الله ورسوله. يقولون من اقرأ منا؟ من اعلم منا من افقه منا يقولون من اقرأ منا؟ من اعلم منا؟ من افقه منا؟ ثم قال هل في اولئك من خير؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال اولئك منكم من هذه الامة واولئك وقود النار رواه البزار بسند لا بأس به وللطبراني معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المنذري اسناده حسن قال رحمه الله تعالى باب الدعوة في العلم افتخارا الدعوة في العلم الدعوة في العلم ان يدعي العلم لنفسه على وجه الافتخار على وجه الافتخار والتعالي على الناس وانه لا افقه منه وانه لا اعلم منه افتخارا وتعاليا على عباد الله تبارك وتعالى اما اذا ادعى العلم في موقف ما نصحا للعباد وطلبا لتعليمهم كأن يعرظ امرا من الامور التي يحتاج فيها الناس الى من يبين لهم فيقول انا عندي علم في هذه المسألة قرأت كذا قرأت كذا يريد ان يطمئن الناس الى ما سيبين لهم من من علم هذا لا بأس به ومن ذلكم قول يوسف عليه السلام اني حفيظ تعاليم لكن من يدعي العلم لنفسه على سبيل الافتخار على سبيل الافتخار سواء كان عنده علم او ليس عنده علم يدعي ذلك لنفسه على سبيل الافتخار والتعالي على الناس فهذا من من العظائم وفي هذا الحديث حديث عمر مرفوعا حديث عمر رضي الله عنه مرفوعا يظهر الاسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله يظهر الاسلام اي ينتشر في الارض وتمتد مساحته ويكثر دخول الناس فيه ويزداد عدد المناطق والبقاع التي تدخل في اه الاسلام ويكثر خروج المجاهدين والغزاة لاعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ولتكون كلمة الله هي العليا ثم يظهر اقوام يقرأون القرآن يقرأون القرآن اي يجيدون قراءته يجيدون قراءته يتقنون قراءته يتقنون ظبط حروفه يقولون من اقرأ منا يقولون من اقرأ منا على وجه الافتخار يقولون من اقرأ منا؟ من اعلم منا؟ من افقه منا فيكون حظهم ونصيبهم من هذه القراءة ليس التقرب الى الله سبحانه وتعالى لان حفظ القرآن والعناية به هذه من اعظم القرب من اعظم القرب فاذا كان الغرض من من هذه القربة عند من قرأ القرآن الافتخار والتعالي لم تدخل في القرى لم تدخل في القرى ولم يكن فيها الاخلاص فلم تكن من عمل الانسان حتى لو حفظ القرآن كله وفي صحيح مسلم ان من الثلاثة الذين هم اول من تسعر بهم النار يوم القيامة رجل حفظ القرآن ليقال حافظ وتعلم العلم ليقال عالم فيؤخذ به ويلقى في النار. حفظه وتعلم فهؤلاء قرأوا او يقرأون القرآن والمراد يقرأون اي يتقنون قراءته يتقنون قراءته ولكن غرضهم اظهار النفس وابراز النفس والتعالي على الاخرين والافتخار على عباد الله يقولون من اقرأ منا من اعلم منا من افقه منا والاستفهام هنا انكاره اي لا احد اقرأ منا ولا احد اعلم منا ولا احد افقه منا نحن الافقه والاقرأ والاعلم يقولون ذلك افتخارا تعاليا على عباد الله ثم قال هل في اولئك من خير ثم قال عليه الصلاة والسلام هل في اولئك من خير؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال اولئك منكم من هذه الامة واولئك هم وقود النار اولئك منكم من هذه الامة واولئك هم وقود النار. لان القرآن لا يحفظ من اجل التفاخر على الناس والتعالي والعلم لا يتعلم من اجل التفاخر على الناس والتعالي عليهم وان يقول القائل انا لا اقرأ وانا الاعلم وانا الافقه وانما يقرأ القرآن ليخظع لله وليذل بين يدي الله وليحسن التقرب بتلاوة هذا القرآن والعمل به لله سبحانه وتعالى فيكون من اهل هذا القرآن حقا وصدقا اما ان يقرأ القرآن ويجيد قراءته ليقال قارئ او ليقال عالم او ليقال اه حافظ او نحو ذلك فهذا فيه هذا الوعيد. قال اولئك هم وقود النار هم وقود النار وهذا معناه ان ان بعض الناس يأتي يوم القيامة حافظ القرآن متقن في حفظه ويكون وقود للنار يأتي حافظا ومتقنا لحفظ القرآن ويكون وقود للنار ويكون من اول من تسعر به النار. لان هذا العمل العظيم لم يجعله لله وانما جعله للتفاخر على عباد الله والتعالي على الناس ولان يقول انا الكذا وانا الكذا الى اخره فهذا من من اخطر ما يكون على من فعل ذلك وايضا فيه بيان اهمية الاخلاص وانه الاساس في قبول الاعمال وان الله جل في علاه لا يقبل من العمل مهما عظم ومهما علا شأنه الا اذا اخلص لله. انظر هنا كم يحتاج حفظ القرآن واتقان ظبطه من وقت هذا عمل كبير جدا ويحتاج من صاحب الى وقت حتى يضبطه ثم ثم يكون هذا الجهد الكبير لا يقبل منه بل يكون من وقود النار لا لشيء لان الا لانه لم يقصد بهذا العمل التقرب الى الله سبحانه وتعالى وانما قصد به المراءات او الشهرة او ابراز النفس او محمدة الناس لان لان يقول انا قارئ انا حافظ انا اه متقن الى الى غير ذلك من آآ الالقاب التي يطلبها لنفسه ويقصدها بحفظه ايضا تكون حال امثال هؤلاء بعيدة عن العمل الذي هو مقصود القرآن. يقول الحسن البصري رحمه الله انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا فيكون بعيد بعيد عن العمل منشغل بغروره بنفسه وعجبه بها عن العمل بالقرآن والتفقه باحكام القرآن والعمل بها وهذا من اخطر ما يكون ايضا على اه الانسان وقد جاء عن الحسن البصري رحمه الله تعالى يتحدث عن بعض القراء في زمانه زمان التابعين زمان التابعين ذلك الزمان الفاضل يتحدث عن بعض القراء في زمانه قال يقول احدهم قرأت القرآن كله فلم اسقط منه حرفا يقول بعضهم يعني على سبيل الافتخار واظهار النفس قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا معنى لم اسقط منه حرفا اي لم اقع في خطأ من اتقانه للحفظ قال ولم اسقط منه حرفا. قال الحسن البصري وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل قال اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن في خلق ولا في عمل النظر الانسان في اخلاق القرآن واذا بها ليست موجودة فيه واذا نظر الى اعمال القرآن واذا بها ليست موجودة فيه قال رحمه الله تعالى تم هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا ولا الورع اذا كانت القراء مثل هؤلاء لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء فالشاهد ان الامر غاية في الخطورة ان يكون حظ الانسان من القرآن وحفظه وظبطه مجرد الدعوة والافتخار والعجب اظهار النفس على الاخرين والتعالي عليهم. وان هذا من عظائم الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر جحود النعمة في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت النار فرأيت اكثر اهلها النساء يكفرن قيل يكفرن بالله؟ قال لا يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو احسنت الى الى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط قال باب ذكر جحود النعمة باب ذكر جحود النعمة جحودها اي انكارها وعدم الاعتراف بها وعدم شكر المنعم عدم شكر المنعم قال باب ذكر جحود النعمة قال في الصحيح عن ابن عباس مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت قال قال دخلت النار فرأيت اكثر اهلها النساء لفظ البخاري اريت النار ولفظ مسلم رأيت النار ولعل هذا يعني وقع تصحيفا رأيت النار فرأيت اكثر اهلها النساء رأيت النار فرأيت اكثر اهلها النساء يكفرن هكذا قال عليه الصلاة والسلام يكفرن قيل يكفرن بالله ارأيت اكثر اكثر اهلها النساء يعني اكثر من في النار النساء. فالنساء في النار اكثر من الرجال قال يكفرن يعني هذا السبب في هذه الكثرة في الدخول سبب هذه الكلمة انهن يكفرن قيل بالله قيل بالله يكفرن بالله والكفر بالله سبحانه وتعالى كفر ناقل من الملة موجب للخلود في نار جهنم قال لا يكفرن العسير ويكفرن الاحسان يكفرن العشير ويكفرن الاحسان اي يكفرن المنعمين يكفرن احسان من ينعم عليهن من يعمل على اكرامهن والاحسان اليهن كأن يكون الزوج مع زوجه محسنا وفر مسكنا تكلف في توفيره وفر ايضا اثاثا فراشا ولباسا وطعاما وغذاء وشرابا واجهد نفسه في ذلك وفر هذه الاشياء وهذا كله احسان وهذا كله احسان يشكر ولا يكفر ويذكر المحسن المنعم ولا يجحد قال يكفرن اذا يكفرن بالله قال لا يكفرن العشير ويكفرن الاحسان العشير الزوج يحسن اليها ويكرمها ويوفر لها من الامور والحاجيات يقول لو احسنت الى احداهن الدهر معنى قوله الدهر اي مدة حياتك اتصالك بها لو احسنت الى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط ما رأيت منك خيرا قط يقدم لها منذ الاتصال بينه وبينها منذ اه ان كانت زوجا له وهو يحسن اليها ويكرم هذا المسكن وهذا البيت وهذا الفراش وهذا الطعام يوميا يستجلبه للبيت ويوفره في البيت وهذا وهذا من الامور الكثيرة التي يقدمها فاذا احتاجت امرا معينا تعلقت نفسها به ورغبت في تحصيله وامتنع الزوج اما لعدم قدرته عليه او لعدم رؤيا تهلا لاهميته او لضرورة اتيانها به ولا يلزمه ان يوفر لها كل ما تطلب لا يلزم ذلك ما دام وفر لها الضروريات والحاجيات المهمة فاذا طلبت شيئا معينا تعلقت نفسها به وامتنع جحدت معروفه السابق كله وقالت عنه سواء في وجهه او عند الاخرين قالت هذا بخيل وهذا فيه كذا هذا الريال ما يخرجه والدرهم ما ينفقه و يقتر على اهله وهو كل يوم يأتي لاهله بالطعام يأتي لهم بالشراب ويأتي لهم بالغذاء ويأتي لهم الملابس متوفرة والاشياء متوفرة لكن اذا قصر في شيء معين ولحت عليه وامتنع جهدت احسانه كله والنبي صلى الله عليه وسلم رآهن في النار بسبب هذا الامر رآهن في النار وبسبب هذا الامر ولهذا يجب على المرأة ان تخاف الله وان تخشاه هذا وعيد ورؤيتهن في النار هذا دليل على ان هذا الصنيع منهن كبيرة لانه لا يأتي وعيد بالنار الا في الكبائر فجحد المرأة لاحسان الزوج احسان العسير احسان المنعمين هذا من العظائم الواجب على الانسان ان يشكر احسان من احسن اليه لا ان يكون لئيما يحسن اليها الدهر كله بانواع من آآ الاحسان ثم عند امر ما تريده فلا يتحقق تجحد ذلك الاحسان كله هذا من العظائم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام آآ لما ذكر انه رأى النار ورأى اكثر اهلها النساء اخبر عليه الصلاة والسلام انهن يكفرن اي يكفرن العشير ورؤيته عليه الصلاة والسلام للنار كانت رؤية عجيبة كما تعلمون حصلت هذه الرؤية وهو يصلي بالناس صلاة الكسوف وهو يصلي بالناس صلاة الكسوف رأى الجنة ورأى النار وهو عليه الصلاة والسلام في حياته صلى الكسوف مرة واحدة. يعني حصل الكسوف في حياته مرة واحدة ونودي بالناس الصلاة جامعة اجتمع الناس وتقدم عليه الصلاة والسلام وصلى بهم واطال في صلاته ورأوه رآه الصحابة رضي الله عنهم فعل شيئا في تلك الصلاة ما كان يفعله رأوه يتقدم وقد مد يده كانه يريد ان يأخذ شيئا. ما ما قد فعل هذا في صلاته مد يده وتقدم كأنه يريد ان يأخذ شيئا ثم رأوا بعدها بقليل رجع كانه خائف من شيء صلوات الله وسلامه فاسألوه عن ذلك. قال رأيت الجنة ورأيت النار الصحابة رضي الله عنهم صفوف خلفه ما رأوا شيئا وهذا من الدلائل والدلائل على ان الله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم امامهم ويرى الجنة والنار ورأى في النار اصناف ممن يعذبون رأى عمرو ابن لحي الذي جلب الشرك ورأى في النار المرأة التي حبست الهرة لا اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشائش الارض رآها النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الوقفة وهي تعذب في النار ورأى ايضا في تلك الوقفة الرجل الذي كان يسرق الحجيج رأى في النار عليه الصلاة والسلام رجل كان يسرق الحجيج معه محجن والمحجن العصا التي في اعلاها عكفه فكان يمشي ومعه المحجن واذا مر حاج معه بعير وعليه بعظ المتاع اذا تجاوز اخذ بعظ المتاعب المحجن وسحبه فان انتبه له الحاج قالوا المعذرة تعلق بمحجني ما انتبهت واذا لم ينتبه له اخذه رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في النار يعذب رآه عليه الصلاة والسلام وهو يعذب في النار ورأى عليه الصلاة والسلام النساء وان اكثر اهل النار النساء واخبر انهن يكفرن اي يكفرن العسير يكفرن اه العسير وايضا في وقفته تلك حذر عليه الصلاة والسلام من الزنا فجمع بتلك الوقفة وما اخبر عليه الصلاة والسلام انه رأى المعذبين في النار جمع في تلك الوقفة بين الذنوب الاربعة التي اكبر الذنوب والتي جمعها في في خطبة من خطبه في حجة الوداع لقوله الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تسرقوا. هذه الذنوب الاربع هي اعظم الذنوب وفي وقفة تلك في في في صلاة الكسوف جمع التحذير والانذار من هذه الذنوب بطريقة مختلفة عن كل مرة. كان ينذر فيها من هذه الذنوب لانه كان يخبر عن رؤيته بعينه لمن يعذبون بسبب هذه الموبقات وسبب هذه اه العظائم وهذا ايظا من اقوى ما يكون في خوف الانسان لان النبي صلى الله عليه وسلم رآه في النار يعذب من من يعمل هذه الامور ويرتكب هذه آآ الاثام فهذا الحديث من اعظم ما يكون تخويفا للنساء وزجرا لهن عن عن كفران المنعمين وجحده انعام الازواج واحسان الازواج وان هذا امر موجب لدخول النار وان النبي صلى الله عليه وسلم رأى اكثر اهل النار النساء واخبر ان ذلك بسبب كفران اه العسير وجحود النعمة نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من لا يشكر الناس لا يشكر الله. صححه الترمذي وقال حسن غريب. قال عن ابي هريرة مرفوعا من لا يشكر الناس لا يشكر الله. صححه الترمذي وقال حسن غريب حسن غريب يظهر الله تعالى اعلم انها تتعلق بالحديث الذي بعده والامر مثل ما ما قال هنا صححه الترمذي واما حسن غريب فلا تتعلق بهذا الحديث ولعلها متعلقة بالحديث الذي قبله وقد يكون هذا يعني وقع من بعض النساخ فقدم ما حقه ان يؤخر في آآ الحديث الذي بعده والا فهذا الحديث مثل ما قال رحمه الله تعالى صححه الترمذي الترمذي لان صححه الترمذي لا يجتمع معها وقال حسن غريب لا يجتمع مع قوله صححه الترمذي قوله وقال حسن غريب فهذه وقال حسن غريب لا تتعلق بهذا الحديث وانما تعلقها والله تعالى اعلم بالحديث الذي بعده حديث جابر الحديث الذي بعده حديث جابر قال من لا يشكر الناس لا يشكر الله من لا يشكر الناس لا يشكر الله لان الله عز وجل امر بشكر الناس. وجاء في ذلك الاحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وان من احسن اليه ينبغي ان يشكر المحسن ليشكره على احسانه وشكر هذا المحسن على احسانه من شكر الله لانه لا يشكر الله من لا يشكر الناس. لماذا لان الله سبحانه وتعالى جعله سببا لوصول هذه النعمة الى هذا الانسان او الى هذا الشخص فهذا الذي جعله الله سببا شكره على ما بذل وما قدم من اجل وصول هذه النعمة الى الى هذا الشخص يشكر عليه. وشكره من شكر الله سبحانه وتعالى والامر كما في الحديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله نعم قال رحمه الله تعالى وعن جابر رضي الله عنه مرفوعا من اعطي عطاء فوجد فلينجز فليجز به من اعطي عطاء فوجد فليجز به ومن لم يجد فليثني به فان الثناء شكر فان اثنى فقد شكره ومن كتمه فقد كفره قال وعن جابر رضي الله عنه مرفوعا من اعطي عطاء فليجز به. ان وجد يعني ان اعطاه احد عطاء فليجز به اي ليكافئه على ما اعطاه بمثله او او يزيد باحسن منه ان وجد ان كان عنده قدرة على ذلك ويجد ما يكافئه به بالمثل او بالاحسن ومن لم يجد فليثن به فليثني به فان الثناء شكر فان اثنى فقد شكره ومن كتمه فقد كفره فليثني به ان يذكره بالخير يدعو له يدعو له بالخير من ابلغ ما يكون دعاء في هذا الباب ما جاء في الحديث ان يقول جزاه الله خيرا او جزاك الله خيرا يدعو له ويثني عليه خيرا. اما اذا جحد النعمة وانكرها فهذا كما قال عليه الصلاة والسلام ومن كتمه فقد كفر نسأل الله الكريم ان يتولانا اجمعين بالتوفيق والسداد والعون على الخير وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعلنا الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا