قال المؤلف رحمه الله خلق الخلق بعلمه وقدر لهم اقدارا وضرب لهم اجالا لم يخف عليه شيء من افعالهم قبل ان خلقهم وعلم وما هم عاملون قبل ان يخلقهم وامرهم بطاعته ومهاهم عن معصيته وكل شيء يجري بقدرته ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم. فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويضل من يشاء ويخذل لعدل وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله لا راد لقضائه ولا قبل حكمه ولا غالب لامره امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده وان محمدا صلى الله عليه وسلم عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى. وانه خاتم الانبياء وامام الاتقياء. وكل دعوة بعد نبوته فغي وهواه وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى اه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى لم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم لم يخفى عليه شيء من نعم لم يخف عليه شيء من افعالهم قبل ان خلقهم. ليس عندي. نعم لم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم هذا عندي شيء من افعالهم عندي يا شيخ عندك نعم زيادة. نعم قول رحمه الله تعالى لم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم او من افعالهم قبل ان يخلقهم هذا محل اجماع بين المسلمين بين اهل السنة وبين من انتسب الاسلام ممن يثبت علم الله عز وجل ان الله عز وجل علم الاشياء كلها قبل وقوعها والله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى عند وفاة الغيب لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى وكما جاء في الصحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله قدر مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعلم الله ازلي او ولي فعلم الله كل شيء اي علم الله ما الخلق عاملون قبل ان يخلقهم وعلم الله عز وجل ماذا سيكون او ما سيكون في هذا الكون قبل ان يوجد وكما نعلم ان من الايمان بالقدر هو الايمان بعلم الله السابق. الايمان بعلم الله السابق لكل شيء. فالله علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فهذا معنى قوله لم يخفى عليه شيء من افعالهم قبل ان يخلقهم اي هو الذي علم ما الخلق عاملون وعلم ما الخلق فاعلون وعلم ما تكنه الصدور وما تبديه النفوس قال وعلمهم عاملون قبل ان يخلقهم علم يعني لم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم وهذا فيه اثبات اثبات علم الله عز وجل المطلق علم الله بالكليات وعلم الله بالجزئيات الله يعلم كل شيء ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى. ثم قال وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته. والله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعبدوه كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وكما قال تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فالله لم يخلق الخلق ليتكثر بهم من قلة ولا ليتقوى بهم من ضعف ولا ولا ليستغني بهم من فقر بل هو الذي له الغنى المطلق وله القوة المطلقة وانما خلق الخلق ليعبدوه ويعبدوه ليمتثلوا امره ويجتنبوا نهيه. واذا قال وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته امرهم بطاعته فقال الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم هذا امر من الله عز وجل بان يعبد وحده سبحانه وتعالى وقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ونهاهم عن معصيته فقال سبحانه وتعالى وان المسألة فيها تدعو مع الله احدا وقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. والايات والادلة الكثيرة التي امر الله فيها بطاعته ونهاه عن معصيته كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم ارسله الله عز وجل ليأمر الناس بطاعة الله ولينهاهم ايضا عن معصيته وهذا معنى قوله الا ليعبدون كما قال بعض السلف وجاء ذلك عن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ابو بكر الصديق الا ليأمرهم بالطاعة وانهاهم هم عن معصيتي فهذا معنى الخلق وهذا الذي اراده الله عز وجل والطاعة هي كل ما فعل على وجه التقرب لله عز وجل مما امر به ربنا او امر به رسولنا صلى الله عليه وسلم. وكان وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومخلصا به فاعله مخلصا لله عز وجل اثناء فعله ونهاهم عن معصيته المعصية كل ما نهى الله عنه او نهى عنه الرسول فانه يسمى معصية ثم قال وكل شيء يجري بتقديره. اي جميع ما يكون في هذا الكون جميع ما يكون في هذا الكون هو بتقدير الله عز وجل وكما نعلم جميعا ان جميع ما يكون هو بتقدير الله وهذا محل اجماع بين اهل السنة ان جميع ما يكون في الكون قد قدره الله عز وجل وشاء وامر القلم ان يكتبه في اللوح المحفوظ كما جاء في حديث عبادة رضي الله تعالى باسناد صحيح وجاء ابن عباس ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق الله القلم قاله اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة وكما جاء عن ابن الله حديث عبد الله ابن عمرو ان الله قدر مقادير السماوات والارض قبل مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة الله قدر المقادير اي كتبها وشاءها سبحانه وتعالى وخلق جميع المقدرات وجميع الاشياء التي كتبها وارادها وتعالى مما يتعلق بخلقه فقال ومشيئته تنفذ اي مشيئة الله هي النافذة مشيئة الله هي النافذة ولا راد لمشيئته لا راد لمشيئته قل ما شاء الله فانه واقع لا محالة وكل ما اراده الله فهو واقع الا ما تعلق بالارادة الشرعية لان المشيئة هنا المشيئة العامة المشيئة النافذة التي تتعلق بما اراده الله في هذا الكون مما سيكون ويقع فقوله وكل شيء يجري بتقديره اي ان جميع الامور تجي بتقدير الله عز وجل. وليس هناك مقدر ومريد الا الله ليسوا لك مقدر لهذه الحوادث ومريدا لها شئا لها الا ربنا سبحانه وتعالى فهو الذي شاءها هو الذي ارادها وهو الذي قدرها سبحانه وتعالى عندي يا شيخ بقدرته ومشيئته كل شيء يجيء بتقديره. عندي اه وكل شيء يجري بقدرته ومشيئته. بلا اشكال بقدرته وبتقديره لا اشكال كل شيء يجب قدرته ان الله هو الذي هو الذي اه اراد ذلك وهو الذي قدره وكلها تجري بقدرة الله اي لا قدرة لها ولا فعل لها الا بفعل الله عز وجل فوهذا يأتي بمعنى المشيئة العامة التي ستأتي معنا. فقوله هنا وكل شيء يجري بتقديره او بقدرته معناه متقارب فكل شيء يجب قدرة الله وكل شيء ايضا بتقدير الله فالله هو الذي قدره هو الذي قدر لاقدر العباد على فعله واعطاهم القدرة على فعله ومشيئته تنفذ مشيئة الله هي النافذة مشيئة الله هي النافذة وليس هناك مشيئة تغلب مشيئة الله عز وجل وفي هذا رد على من على المعتزلة القائلين بان مشيئة العبد تغلب مشيئة الله حيث ان الله اراد بالعباد الهدى والعبد اراد الظلال فغلبت ارادة العبد ارادة ربه وغلبت بمشيئة العبد مشيئة الله حتى اخرجوا اخرجوا افعال العباد من خلق الله عز وجل. وهذا من ابطل الباطل. واذا قال هنا ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم. قوله لا مشيئة للعباد ليس هنا ما يدل على نفي مشيئة العبد فان العبد له مشيئة ان العبد له مشيئة وانما الذي نفاه الطحاوي هنا نفي المشيئة المخالفة بمشيئة الله المشيئة التي تخالف مشيئة الله ليس العبادة لهم مشيئة اما مشيئة الاب فهم يشاؤون ولهم مشيئة وكما قال تعالى وما تشاؤون الا الا ان يشاء الله فالعبد يشاء ويختار وله قادة وله قدرة ولكن مشيئته وارادته لا تنفذ ولا تكون الا بما شاءه الله عز وجل. فيكون معنى كلام الطحاوي ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعبد اي لا مشيئة للعبد تدان في مشيئة الله وتخالط مشيئة الله فكل ما اراده الله وشاء فانه واقع وكل ما شاء الله من العبد فان العبد يشاءه ويريده بمعنى الله شاء من العبد الكفر فالعبد يشاء الكفر يريده. الله شاء من العبد الايمان. العبد يشاء الايمان ويريده. ولا يمكن للعبد ان يشاء الكفر. والله يريد من ان شاء الايمان الا اذا قلنا الارادة هي شيء الارادة الشرعية. نعم. المشيئة يا شيخ لا تنقسم لا تنقسم المشيئة واحدة وهي ترادف الارادة الكونية. فهنا نقول اذا شاء الله ان يؤمن العبد فان العبد الذي شاء الله الايمان سيؤمن وتجتمع فيه الارادتان الارادة الكونية والارادة الشرعية. نعم. واذا شاء الله من العبد الكفر فان العبد يشاء الكفر وتفارقه اي ارادة الارادة الشرعية الشرعية. لان الله اراد منه ان يؤمن فلم يؤمن. لكن الذي لم يؤمن باي شيء لان الله شاء للعبد هذا الكفر ومشيئة الله هنا لا حجة للعبد فيها لا حج للعبد ان يحتج ان ان الله شاء له الكفر لما يعذبني. نقول مشيئة الله متعلقة بعلمه وعلم الله السابق علم هذا العبد انه سيشاء الكفر وانه سيكفر بالله عز وجل فكانت مشيئة الله لعلم الله السابق ان ان سيكفر سبحانه وتعالى سبحان ربنا آآ وتعالى عن قول الظالمين فهنا قوله ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم اي لا مجال للعباد تخالب مشيئة الله. فما شاءه ربنا لهم فانهم سيشاؤونه وسيختارونه وسيفعلونه هذا معنى كلامهم فما شاء لهم كان ما شاءه الله عز وجل للعبد سيكون. ما شاء للعبد سيكون حتما لازما. ولا يمكن للعبد ان يخالف مشيئة الله فالله شاء لابي جهل اي شيء كفر. الكفر فهل يستطيع ابا جهل ان يسلم؟ لا يستطيع ذلك جاء الله لابي جهل لابي لهب الكفر ولو اراد ابى ولو اراد ابو لهب الايمان ما استطاع لكن ليس لابي لهب ولا لابي جهل حجة بهذا القدر وليس لهم حجة ان يقولوا كيف يعذبنا ربنا على شيء لا نستطيعه. نقول مشيئة الله امر غيبي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى والله امرك بالايمان والاسلام وارسلك الرسل وانزلك الكتب واو جعلك مشيئة واختيارا فانت الذي كفرت وانت الذي خالفت لكن كفرك مخالفتك لم تكن الا باذن الله عز وجل لان الله لو لم يأذن بذلك لما استطعت ان تفعل شيئا من ذلك لكن الله شاءه واذن بهذا الفعل فلم يعص الله احد الا باذن الله ولم يطع احد ربه الا باذن الله. فالعصاة يعصون الله بعلمه والمطيعون يطيعون الله باذنه فالطايع يطيع باذن الله والعاصي يعصي بعلم الله عز وجل. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم من باب المقابلة يعني لا الله عز وجل لم يبتدئ اظلال العبادة ابتداء وانما اظل الله الضالين وازاغ الله قلوب الزايغين لعلمه السابق ان هذا ضال. وان هذا زائغ الله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون كما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. بمعنى نعم لو دخل اهل دار النار وردوا الى الدنيا لردوا الى الكفر الذي كانوا عليه نسأل الله العافية والسلامة. وهذا لعلم الله بهم انهم انهم سيكفرون وانهم سيظلون وانهم يخالفون امر الله وشرع الله عز وجل فهذا معنى معنى قوله وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته وكل شيء يجري بتقديره اي كل شيء يجري بقدر الله وفي هذا رد على من يقول ان ان الامر انف وهؤلاء هم غلاة المعتزلة الذين ولاة القدرية ولاة القدرية نفاة العلم الذين قالوا ان الامر انف وان الله لا يعلم الاشياء الا بعد وقوعها. وهؤلاء طائفة ان درست ولم يبق لها باقية وهم كفار باجماع اهل السنة فالله هو الذي قدر المقادير ومعنى تقديره انه علم ذلك وشاء ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ سبحانه وتعالى. وكل ما في هذا الكون وكل ما في هذه العوالم فان الله هو الذي شاءه وقدره سبحانه وتعالى فكل شيء يجري بتقدير ايماننا ايمان المؤمن وكفر الكافر وطاعة المطيع ومعصية العاصي والارزاق الاماتة والاحياء والمصائب والمعايب كلها وقعت بتقدير الله عز وجل وليس هناك شيء يخرج عن تقدير الله سبحانه وتعالى. وعلى هذا نقول طاعة المطيع بتقدير الله ومعصية العاصي بتقدير بتقدير الله عز وجل ومشيئته تنفذ اي ان مشيئة الله نافذة لا راد لها ولا معقب لها لا مشيئة للعباد كما ذكرت التي هنا ما يتعلق بها شيء بالمشيئة المخالفة بمشيئة الله والا العبد له مشيئة له مشيئة مثل قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. وقوله تعالى وما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله وقوله تعالى ولو شاء ربك ما فعلوه وقوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء وقوله تعالى ومن يشأ يجعل على صراط مستقيم ومثله قوله تعالى ولا ينفعكم النصح ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم فالله هو الذي اراد اغوائهم وهو الذي شاء اظلالهم وهو الذي يظل من يشاء ويهدي من يشاء سبحانه وتعالى ولذا احتج بعض بعض الابليسية وبعض المشركين بقوله تعالى ان ان سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركت ولا اباؤنا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباء وليس لهم في ذلك حجة لان مشيئة الله لا يعلمها الا من؟ الا الله سبحانه وتعالى والله ارسل الرسل وانزل الكتب ليأمروا الناس بطاعته وينهوه وينهونهم عن معصيته. هذا مذهب الجبرية هذا مذهب الجبرية في اناك القدرية والابليسية القدرية المجوسية والابليسية الذين قالوا فبما اغويتني انه قد جعل الامر ان ان القدر جعل احتج بالقدر على معصيته وهذا لا حجة فيه وكذلك الجبري ايضا يحتج كما هنا يقول المشركين كما يقول المشركون هنا وقال الذين اشركوا لو شاء لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ولا حجة لهم في ذلك بان الله عز وجل ارسلهم الرسل وانزل عليهم الكتب وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وعلم الله فيهم لا يعلمه الا هو سبحانه وتعالى. ثم قال رحمه الله تعالى بعد ذلك فما شاء لهم فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن. اي ما شاءه الله عز وجل لعباده سيكون وما لم يشأه ويرثه لا يكون ابدا وهذا محل اجماع اهل السنة فما شاء الله لابد ان يقع ويكون وما لم يشأه ربنا فانه لا يقع ولا يكون ابدا. لان الامر متعلق باي شيء بمشيئة الله وراة الله سبحانه وتعالى. فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولن ولن يكون ابدا ثم قال يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويظل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا. الناس في باب الايمان والكفر بين الفضل والعدل بين الفضل والعدل تباب الهدى والضلال بين الفضل والعدل وفي باب العصمة والمعافاة والخذلان والابتلاء بين الفضل والعدل الله هو المتفضل على عباده بفضله فهداية المهتدين فضل من الله ومعافاة المعافين فضل من معافاة المعافين ايضا فضل من الله وعصمة المعصومين ايضا فضل من الله عز وجل واضلال الضالين وخذلانهم وابتلاؤهم عدل من الله عز وجل فالله لم يظلم احدا من خلقه فالكافر لم يظلمه ربنا والعاصي لم يظلمه ربنا والمبتلى لم يظلمه ربنا والمخذول لم يظلمه ربنا سبحانه وتعالى فالله ارسل الرسل وانزل الكتب وبعث الرسل منذرين مبشرين وامر الناس بطاعته ونهاهم عن معصيته واقام الحجج والبراهين كي لا يكن الناس على الله حجة فالحجة قائمة على خلقه وليس لاحد حجة عند الله عز وجل بل ربنا اعذر وانذر وارسل الرسل مبشرين منذرين وجعلهم وجعلهم بلاغا للناس لكي لا يكون الناس حجة على الله سبحانه وتعالى ومع ذلك يتفضل الله على من يشاء من عباده بشرح صدورهم للايمان وهداية قلوبهم للاسلام وتحبيب الايمان الى نفوسه كما قال تعالى كما قال سبحانه وتعالى انك لا تهدي ما احببت ولكن الله يهدي من يشاء فالله هو الذي يهدي من يشاء سبحانه وتعالى وكما قال تعالى ولولا نعمة ربي لكنت من المحظرين اذا هداية الله وعصمة الله هي من نعم الله عز وجل وكما قال ربنا سبحانه وتعالى ولو شئنا اتينا كل نفس هداها فالله هو الذي يهدي وهو الذي يعافي وهو الذي يعصم وهو الذي يضل ويبتلي ويخذل سبحانه وتعالى فالله هو الذي يحبب الايمان الى عباده المؤمنين. ويزينه في قلوبهم وهو الذي يكره الكفر والفسوق والعصيان الى عباده المؤمنين ايضا و العباد العباد يتقلبون بين فضل الله وعدله فالكفار الذين كتب الله وشاء الله لهم الكفر لم يظلمه الله لماذا لان الله ارسل رسله وانزل كتبه وبين الحجج والبراهين وجعل العباد مشيئة وعقولا واختيارا فالذي ظله العبد والذي كفر هو العبد والذي عصى هو العبد ولم ولم يجب على معصية الله ولم يكره بمعصية الله عز وجل بل العبد لو اكره على المعصية لم يعاقب ولو اكره على الكفر لم يعاقب. وانما وانما يعاقب اذا فعل الكفر والمعصية مختارا. اذا كان مختارا وقاصدا لهذا الفعل فانه يعاقب عليه. اما اذا فعله مكرها فان الله عز وجل تجاوز عن امتي ما اكرهت عليه ولو فعله مخطئا متأولا لم يعاقب ايضا لخطئه وتأويل اذا كان ممن يقبل تأويله فعلى هذا الله سبحانه وتعالى بالغت الله سبحانه وتعالى هو كمال العدل له كمال العدل وهو الذي امر بالعدل والاحسان سبحانه وتعالى اذا قوله يهدي من يشاء فضلا ويعصم ويعافي فضلا فالمهتدي عندما اهتدى لم يكن اهتداؤه لحق له على الله عز وجل وانما لفضل الله عليه. هداية المهتدين وطاعة المطيعين هي من فضل الله وتوفيق الله عز وجل والا العبد ليس له منة على الله عز وجل. كما قال تعالى يمنون عليك ان اسلموا. قل لا تمنوا علي نسب الله يمن عليكم من هداكم للايمان المنة لله عز وجل على عباده جميعا. فهل المطيع منة الله عليه والمسلم منة الله عليه ان هداه للاسلام وهداه للطاعة واما الكافر المبتلى الذي خذل فان عدل الله عز وجل عليه قائم وليس له في اه خذلانه وليس في ابتلائه اي حجة على الله عز وجل. اذا القول يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا فمن فضل الله عز وجل وليس وليس للعباد عليه حق الواجب كلا ولا سعي لديه ظايع. اي ليس العباد على الله حق يجب عليه ان ان يؤديه اليهم. ومع ذلك ربنا لكرمه وفضله لا يظيع لا يظيع سعي العباد ويثيب اعظم الاثابة ويظل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا يقول ابن ابي العز في على هذا وهذا فيه رد على المعتزلة بقولهم بوجوب فعل الاصلح للعبد على الله عز وجل وهي مسألة الهدى والضلال قالت المعتزلة الهدى من الله بيان طريق الصواب والاضلال تسمية العبد ضالا وحكمه وحكمة وقال وحكمه وحكمه تعالى على العبد بالضلال عند خلق العبد الضلالة في نفسه وهذا بين وهذا مبني هذا اصل فاسد وهي على مبنى قولهم يعني هذا القول مبناه على اصل الفاسد ان افعال العباد مخلوقة للعبد ان العبد هو الذي خلق فعلى نفسه. اذا هذا يقول هذا رد على المعتزلة فان الله هو الذي هدى المهتدين وهو الذي اضل الضالين والعبد لم يخلق فعل نفسه لا بباب الهداية ولا في باب المعصية. بل ربنا هو الذي خلق افعالهم سواء خيرا كانت او شراء اذا يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويظل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله. كل الخلق يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله. بين فضله لاهل الايمان وبين عدلي لاهل الكفر والنفاق فالكفار والمنافقون الحجة عليهم قائمة بعدل الله عز وجل والمؤمنون المؤمنون الصديقون الصالحون فضل الله عز وجل عليهم الله هدى هؤلاء بفضله واظل هؤلاء بعدله سبحانه وتعالى فالخلق كلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله. ثم قال وهو متعال اي منزه متعالي سبحانه وتعالى اي في علو عن هذه الصفات وعن هذه الاضداد وعن هذه الانداد قال وهو متعالي اي في علو اي في علو وفي مكان عال ان يكون له ضد اي نقول تعالى الله اي ننزه الله ونعظم الله ونجل الله سبحانه وتعالى ان يكون له ان يكون له الضد والظد هو المخالف الظد هو المخالف. قول وهو متعالي اي منزه ينزه ربنا ويجل ربنا ويعظم ربنا ان يكون له ضد او او ان يكون له ند والظد هو البخاء والظد هو المخالف فليس لله من يخالفه في حكمه ولا يخالف في قضائه ولا يخالف في مشيئته ولا يخالفوا فيما اراد سبحانه وتعالى وكل من خالف امر الله ونهيه فانه يخالف امر الله ونهي باذن الله. وبعلم الله عز وجل فالله لا معقب له ولا غالب له ولا راد لقضائه والند هو المثيل فالله لا ند له اي لا مثيل له يكون له ندا فالله ليس له ند وليس له كفؤ وليس له سمي كما قال تعالى لم يكن له كفوا احد. فالله ليس له كفؤ يكافئه ويعادله ويساويه. وليس له ضد يخالفه وليس له بد يماثله سبحانه وتعالى هل تعلم او هل تعلم له سميا؟ فالله ليس له سمي يساميه ويساويه في اسمائه وصفاته وفي ذاته سبحانه وتعالى ثم قال مبينا انه منزه الاضداد والانداد المخالف والمثيل فقال لا راد لقضائه ولو كان مخالف لراد قضاءه ولو كان مخالف لعقب لحكمه ولو كان له ند او مثيل لغالبه في امره. فالله لا راد لقضاءه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره. بل له الكمال المطلق والقوة المطلقة والغنى المطلق سبحانه وتعالى الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد سبحانه وتعالى. اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على نقول هذا ايضا من دليل التمانع فالله لا راد لقضائه وهذا ادلته احصن من ان تحصر فالعقل والنقل والفطرة تدل على ذلك. والكون ايضا ووجود الكون يدل على ذلك فهل فقظاء الله يمظي؟ ولا يمكن لاحد ان يرد قظاء الله لا يمكن لاحد ان يرد قظاء الله اذا وقع فعندما يحضر الاجل لا يصح احد ان يرد حكم الله في نزول الاجل. نعم. ولا يصح احد ان يرد ميتا قد مات ولا ان يعيد شيئا بعد ذهابه وزواله. كما قال تعالى يا ايها الناس ظلم مثلا فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا. ولو اجتمعوا له. وان يسوء الذباب شيئا لا يستنقذه منه. اذا الله سبحانه وتعالى لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا معقب اي لا يأتي احد يؤخر حكمه ولا يرد حكمه ولا يخالف حكمه ولا يغالبه سبحانه قالوا تعالى احد في امره امنا بذلك كله اي امنا ان ذلك كله حق وايقن ان كلا من عنده اي جميع ما يكون في هذا الكون هو من عند الله عز وجل وجميع مقادير الخلق هي من عند الله سبحانه وتعالى امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده سبحانه وتعالى والايقان هي هو الاستيقاظ من قر الماء في الحوض اذا استقر هذا معنى الايقان ومعنى الاستقراء استقر اليقين في قلوبنا ان كل ذلك من عند الله عز وجل وامنا به لا شك فيه ولا ولا ريب. ثم قال وان محمدا وهنا ان عطف على ما اقول القول الذي يقول قوله في توحيد الله معتقدين قال وان وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى محمد هو رسولنا صلى الله عليه وسلم. سيد الخلق وافضل الخلق وافضل العالمين صلوات ربي وسلامه عليه وهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب مرة ابن كعب ابن لؤي ابن غالب ابن فهر صلى الله عليه وسلم من قريش صلى الله عليه وسلم عبده المصطفى وصفه بقوله عبد لان الله امتدحه بهذا الوصف افضل منازله فقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا في مقام الاسراء وفي مقام الدعوة انه لما قام عبد الله يدعوه وفي مقام الايمان. وان كنتم في رغم ما نزلنا على عبدنا وقوله فاوحى الى عبده ما اوحى. اذا ذكره بالعبودية في اشرف مواضعه في موضع الاسراء قال سبحان الذي اسرى بعبده وفي موضع الوحي قال فاوحى الى عبده ما اوحى. في مقام الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه وهو عبده قال وان محمدا عبده المصطفى. اي ان الله اصطفاه واجتباه واختاره صلى الله سبحانه وتعالى بامور تارة رسالتي واختاره لنبوته واختاره بصفوته ان جعله افضل الخلق واكرم الخلق اكرم الخلق على الله هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو خليله وهو حبيبه وهو صفي من خلقه صلى الله عليه وسلم. فقوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى كلها بمعنى الاصطفاء والاشتباه والاختيار ورسوله المرتضى اي الذي ارتظاه ربنا ان يكون رسولا ومحمد صلى الله عليه وسلم هو افضل خلق الله عز وجل وليس هناك مخلوق افضل من محمد صلى الله عليه وسلم. واما يجلي فضله صلى الله عليه وسلم جاء في فضائله ان الله عز وجل يجلسه على العرش معه سبحانه وتعالى كما جاء لك عن مجاهد رضي الله تعالى في تفسير قوله ويبعثك ربك مقاما محمودا ذكر ان المقام المحمود هو اجلاس ومعه العرش وذهب جماهير اهل السنة الى ان المقام المحمود هو عندما يأذن الله عز وجل بالشفاعة فيشفع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالفصل بين الخلائق فهذا هو المقام المحمود وهو الذي عليه يحمده جميع الخلائق اذا هذا معنى ورسوله المرتضى اي انه قد رضي الله به ورضي عنه ورضي له سبحانه وتعالى والكلام في رسولنا كثير. ثم قال بعد ذلك قال وانه خاتم الانبياء وهذا محل اجماع بين المسلمين لقوله تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين ومن كذب ومن كذب بانه خاتم انبياء فقد كفر بالله عز وجل لانه كذب بخبر الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وانا العاقب الذي ليس بعده نبي انا العاقب الذي ليس بعده نبي. وكل من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر بالله عز وجل. ومن امن بنبوة احد بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو كافر بالله عز وجل وانما ينزل بعد النبي صلى الله عليه وسلم عيسى عليه السلام فعيسى نبي الرسول ونبوته رسالته قبل محمد صلى الله عليه وسلم ووفاته بعد محمد عيسى ينزل موافقا بشريعة بشريعة صلى الله عليه وسلم في اخر الزمان فهو قبل محمد من جهة الرسالة والبعثة وموته بعد محمد صلى الله عليه وسلم. اما ان يأتي رسول اما ان يأتي رسولنا محمد بعد محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن به فان المدعي كافر والمؤمن به ايضا كافر بالله عز وجل فالنبي هو العاقل الذي ليس بعده ليس بعده نبي وقال صلى الله عليه وسلم وانا قال عندما ذكر آآ قال اعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب واحلت لي الغنائم وجعلت لي الارض مسوى طهورا وارسلت للخلق كافة وختم بالنبيون فمحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء وهو خاتم الرسل هو خاتم الرسل هو خاتم الانبياء. واذا قلنا خاتم الانبياء فانه يلزم من ذلك ان يكون خاتم وقد جاء في الصحيح قال ولا رسول ولا رسول بعدي ولا رسول بعدي ونفي الاخص نفي نفي الاخص نفي للعم لان كل رسول نبي وليس كل نبي رسول. فعندما نفى النبوة كان باب اولى ان ينفي الرسالة لان النبوة داخلة في مسمى الرسالة فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول. فعندما نفى الاخص افاد نفي الاعم ايضا نفي الاعم ايضا فهذا معنى آآ وانه خاتم الانبياء واذا قال تعالى وخاتم النبيين لان نفي النبوة نفي للرسالة ايضا من باب اولى نفي نفي النبوة نفي للرسالة من باب من باب اولى وجاء في الصحيح انه قال ولا رسول ولا رسول بعدي لان هناك من الجهلة من يقول نحن آآ النبي قال لا نبي بعد ولم يقل لا رسول بعد فادعى بعضهم الرسالة بهذه الحجة الباطلة والاصل ان نفي النبوة نفي للرسالة لان كل رسول نبي فاذا نفى النبوة نفى من باب الرسالة قال وامام الاتقياء امام الاتقياء والرسول صلى الله عليه وسلم هو امام الخلق جميعا امام الخلق جميعا ان يلزم الخلق يلزم الخلق جميعا ان يأتموا تسوء بمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنه خص الاتقياء هنا تشريفا لهم وتفظيلا لهم انه امام الاتقياء ولان الاتقياء هم الذين يأتمون به ويتأسون به صلى الله عليه وسلم. لان غالب الفجرة وغالب البناء غالب الفجرة والمنافقون والكفرة انهم لا يرون التأسي بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا الاقتداء به والامام هو الذي يؤتم به ويقتدى به قال وسيد المرسلين وسيد المرسلين بل هو سيد العالمين. كما قال انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر والنبي صلى الله عليه وسلم هو سيد الخلق وهو افضل الخلق واكرم الخلق واشرف الخلق عند ربي سبحانه وتعالى وليس هناك احد افضل منه صلى الله عليه وسلم. فهو سيد المرسلين وامام المتقين. وحبيب رب العالمين وخليل الله عز قليل رب العالمين ايضا واما قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على يونس ولا على موسى فهذا من باب تواضعه صلى الله عليه وسلم من باب تواضعه او من باب انه قبل ان يعلم انه افضل الخلق واكرم الخلق على ربه سبحانه وتعالى ولذلك جاء في حديث ابو هريرة الصحيحين انه قال انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر فهو سيدهم ولا ولا يفتخر بذلك اي لا يتفاخر ولا يتعاظم بل ومتواضع صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق واشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله تعالى بعد ذلك قال وكل وحبيب رب العالمين. النبي صلى الله عليه وسلم هو حبيب رب العالمين. هذا مكتوب يا شيخ قبل بشيء؟ لا قبل ما فيها. هذا هو حبيب رب العالمين لا يوجد عندي وحبيب رب العالمين هذا بعد امام الاتقياء النبي صلى الله عليه وسلم جمع الله له بين المحبة والخلة الله قال والله يحب المحسنين وقال فان الله يحب المتقين. وقال ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فالنبي صلى الله عليه وسلم هو حبيب رب العالمين فالله يحبه سبحانه كما قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فالذي يتبع محمد صلى الله عليه وسلم يحبه الله والله يحب رسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك النبي جمع له ربنا بين الخلة والمحبة وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. وقال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابا بكر ولكن صاحبكم خليل الرحمن وكلاهما في الحديث هذا في الصحيح فالله جمع لمحمد بين الخلة والمحبة صلى الله عليه وسلم التقي يا شيخة ها التقييم كيف؟ تقي. التقي. نعم. التقي التقوى لها عدة معاني. تقوى عامة وتقوى خاصة وتقوى خاصة الخاصة. او تقوى التقوى هي على درجات اكمل المتقين هو الذي يتقي يتقي عذاب الله عز وجل بجميع اسبابه. بمعنى يتقي الكفر فيكون مسلما ويتقي الكبائر فيكون مؤمنا ويتقي الصغائر فيكون محسنا هذا هو التقوى. التقوى كما قيل هي اه فعل ما امر الله عز وجل وامر به الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو حقيقة التقوى وقد فسر التقوى علي ابن ابي طالب رضي الله بقوله التقوى هي الخوف من الجليل والعودة التنزيل والرضا بالقليل والاستعداد يوم الرحيل. وفسر ابن مسعود بقوله تقوى الله حق تقاته ان يعبد الله فلا يعصى وان يشكر فلا يكفر وان يذكر فلا ينسى سبحانه وتعالى. وكما قال تقوى الله يلعب بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خوفا من معصية الله خوفا من عذاب الله عز وجل فالله جمع له بين المحبة وبين الخلة فهو حبيب رب العالمين وهو ايضا قليل رب العالمين. واما حديث ابن عباس الذي رواه الترمذي ان ابراهيم خليل الله. الا وانا حبيب الله ولا فخر فهو حديث باطل لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال وكل دعوة النبوة بعده فغي وهوى بل هي كفر وضلال. كل دعوة نبوة كل دعوى النبوة بعده فهي فغي الهوى بل هي كفر وضلال. كل من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فانه كاذب مفتري. كافر بالله عز وجل وكل من صدقه وامن به على بعمله برسالة هذا الكاذب فهو كافر بالله ولذلك نقول مسيلمة الكذاب كفر والاسود العنسي كفر ومن صدقهما وامن بهما على رسالتهما فهو كافر بالله عز وجل. وسيأتي كذابون كثيرون كلهم يدعي النبوة فكل مدعي النبي فهو كافر ومصدق وايضا كافر بالله عز وجل ثم قال وهو المبعوث وهو المبعوث الى عامة الورى وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء. قوله وهو المبعوث الى عامة الجن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى جميع الثقلين الى الاحمر والاصفر بعث الى الانس والجن كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا والرسول صلى الله عليه وسلم قد ارسله الله ايضا للجن. ارسله الله عز وجل للجن. فمرسل الجن على وجه الكافة وعلى وجه العموم فالنبي فيما قبل محمد يبعث الى قومه خاصة. كان الانبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون الى اقوامهم خاصة. اما رسوله صلى الله عليه وسلم بعثته عامة لجميع الخلق لجميع الخلق من الانس والجودان قال وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى اي جميع الخلق كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم وكما قال تعالى كما قال تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا. وقال قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فقال قال واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. وقوله ارسلناك للناس رسولا. وكفى بالله شهيدا وغيرها من الايات الدالة على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم. وبعثته عامة الى الجن والانس كما جاء في خصائصه انه كان يبعث النبي في قومه خاصة وانا بعثت الى الى الانس والجن جميعا. فالجن مكلفون بالايمان محمد صلى الله عليه وسلم والانس جميعا مكلفون بالايمان به وتصديقه واتباعه صلى الله عليه وسلم ارسله الله بالحق والهدى وبالنور والضياء. ارسله الله سبحانه وتعالى بالحق والهدى. وهذه كلها اوصاف بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي جاء بالحق ودعوته حق لا ضلال فيها وهي هدى تهدي الى الطريق المستقيم. ونور ونور واضح بين وضياء مشرق اي وحي وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس وكما قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان العبد ليكن للعالمين نذيرا وقال وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم فان اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ المبين شريعة محمد حق وهدى ونور وظياء لظهورها ووضوحها وبيانها وانها جامعة كافة شاملة لجميع ما فيه خير الدنيا وخير الاخرة فهذا ما يتعلق ببعث النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء. وكافة بمعنى كاف كافة بمعنى كافة للناس عن الضلال كافة للناس عن الباطل كافا للوراء عن الزيغ والضلال هذا معنى كاف فهي اما مصدر مصدر كف ليكون مصدر كف فهو كفا اي كافا لهم او يكون بمعنى آآ هذا معناها انه حال من حال من الكاف في ارسلناك ويكون المقصد ويكون يعني اعراب ومنصوب على الحال فهي كافة كافة كافة للناس كافة للوراء اي كافا للوراء عن ضلالهم وعن الباطل الذي كانوا عليه وهو كذلك صلى الله عليه وسلم الذي يعنينا هنا ان بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بعثة العامة وان رسالته لجميع الثقلين الانس والجن وللاحمر والاصفر وهذه من خصائصه صلى الله عليه وسلم فموسى بعث الى قومه وعيسى بعث الى قومه وكل رسول نبي كان يبعث في قومه خاصة اما صلى الله عليه وسلم فقد ارسل الله لجميع الرسل وفائدة ذلك انه لا رسول بعده ولا نبي بعده. وكل من اتى بعده محمد صلى الله عليه وسلم فيلزمهم الامام محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار وكل اه اه اتباع لغير محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعث محمد فاتباعه باطل. كل من اتبع نبيا او رسولا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فلا ينجو باتباع ذلك الرسول. فالذين اتبعوا موسى بعد به محمد اتباعهم باطل والذين اتبعوا عيسى بعد بعثة محمد اتباعهم باطل فاليهود على ضلال والنصارى على ضلال بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم. اما قبل بيع محمد فاليهود على دينهم والنصارى على دينهم وهم بذلك وهم بذلك مسلمون اذا كانوا على الدين الحق الذي جاء به موسى وعيسى اما بعد بعثة محمد فكل دين هو دين الاسلام فهو دين باطل لا يقبله الله يوم القيامة ولا ينجو المتمسك به عند ربه يوم القيامة اه نقف على مسألة القرآن وما يتعلق بمسألة القرآن والله اعلم بارك الله فيكم يا شيخنا جزاكم الله خير