الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب النهي عن الحلف بالامانة. قال عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا من حلف بالامانة فليس منا رواه ابو داوود وبسند صحيح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اصبحنا واصبح الملك لله. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال المصنف الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب النهي عن الحلف بالامانة الامانة هي شرع الله عز وجل ودينه انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان علمائنا بمفهومها العام تتناول الدين كله وبمفهومها الخاص فهي رعاية الحقوق والعناية بها والوفاء فان من علامة اهل الايمان الوفاء بالامانة ومن علامة المنافق انه اذا اؤتمن خان فالامانة شرع الله جل وعلا وامره سبحانه وتعالى ولا يحلف الا باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته كما قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه من كان حالفا فليحلف بالله قال عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك فالحلف بغير الله سبحانه وتعالى لا يجوز ومن ذلكم الحلف بالامانة ومن ذلكم الحلف بالامانة ولهذا جاء في هذا الحديث الذي رواه ابو داوود من حديث بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف بالامانة فليس منا من حلف بالامانة فليس منا لا يقال ليس منا الا فيما هو كبير وهذا يدل على خطورة الحلف بالامانة وهكذا كل حلف بغير الله سبحانه وتعالى فانه لا يجوز بل شأنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فقد كفر او اشرك لا تحلفوا بابائكم ولا امهاتكم من كان حالفا فليحلف بالله فالحلف بغير الله تبارك وتعالى من الشرك كمن يحلف بالكعبة او بالنبي او بالولي او بالاولياء او الشرف او الامانة او الاباء او الامهات او غير ذلك فهذا كله حرام كله حرام ليس للانسان ان يحلف الا بالله من كان حالفا فليحلف بالله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب النهي عن الحلف بملة غير الاسلام قال عن ابي زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف بملة غير الاسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال اخرجاه قال رحمه الله تعالى باب النهي عن الحلف بغير بملة غير الاسلام باب النهي عن الحلف بملة غير الاسلام المراد بذلك التحذير مما يقع من بعض الناس عند التأكيد على امر يثبته او امر ينفيه ينفي وقوعه يحلف على ملة غير الاسلام كأن يقول والعياذ بالله هو يهودي ان لم يكن هذا الامر كذا او هو نصراني ان لم يكن هذا الامر كذا او هو مجوسي ان لم يكن هذا الامر كذا وهذا خطير جدا وانما ينسى من رقة الدين وضعف الدراية والمعرفة بمقام الاسلام العلي الرفيع العظيم وفي مثل هذا الحلف استهانة ولهذا سيأتي انه اذا رجع عن ذلك فلن يرجع الى الاسلام سالما اذا رجع عن ذلك لن يرجع الى الاسلام سالما لان هذا لا ينسى الا عن استهانة ورق بمقام دين الله سبحانه وتعالى الذي خلقه لله سبحانه وتعالى لاجله واوجده لتحقيقه ولا يرضى دينا سواه كما قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين كما قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام فمن يقول عند حلفه هو يهودي ان لم يكن الامر كذا او هو نصراني ان لم يكن الامر كذا هذا لا يكون الا من ضعف مقام هذا الدين عنده وضعف منزلة الاسلام عنده والا لم يقل مثل هذا الكلام واذا كان كاذبا فيما قال فهذا اشد واشد واعظم وانكى اذا كان كاذبا فيما يقول ويعلم انه كاذب ثم يقول هو على اليهودية او هو على النصرانية او غير ذلك وهو كاذب فهذا من اعظم ما يكون ولا يكون الا من شخص ضعف مقام الدين عنده وجاء في هذا وعيد في بعض الاحاديث ساق شيئا منها المصنف رحمه الله تعالى منها حديث ابي زيد الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف بملة غير الاسلام من حلف بملة غير الاسلام هذا يتناول كل ملة يتناول كل ملة لان هذا من صيغ العموم بملة من لجأت نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم اي ملة كانت غير ملة الاسلام فمن حلف من حلف بملة غير الاسلام كاذبا متعمدا كاذبا فيما قال متعمدا في هذا الحلف بملة غير ملة الاسلام فهو كما قال فهو كما قال اي الامر يكون في حقه كما قالوا وهذا من من نصوص الوعيد. يعني ان قالوا والعياذ بالله هو يهودي ان لم يكن الامر كذا وكذا ويقول ذلك كاذبا فالامر كما قال الامر كما قال اي هو يهودي وهذا فيه الوعيد الشديد والتحذير من مثل هذه المقالة التي يخشى على دين المرء من ان يذهب وان يزول بمثل هذه الاستهانة والاستخفاف بمقام آآ الدين ان يحلف بمثل هذا الحلف نعم قال رحمه الله تعالى وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال انا بريء من الاسلام فان كان كاذبا فهو كما قال وان كان صادقا فلن يرجع الى الاسلام سالما. رواه ابو داوود قال وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال انا بريء من الاسلام انا بريء من الاسلام ثم يذكر امرا ان لم يكن كذا كذا وكذا مثلا فان كان كاذبا فهو كما قال اي كما قال في براءته من الاسلام وان كان صادقا فلن يرجع الى الاسلام سالما. لماذا حتى الان وان كان صادق فيما قال لن يرجع سالما لماذا؟ لان هذه الكلمة انما انما نشأت عن استخفاف امر الاسلام وبمقامه العظيم ومنزلته العلية ومن حلف هذا النوع من الحلف الاثم الباطل على ان يفعل شيئا وتركه او ان يترك شيئا ففعله حلف بهذا الحلف على ان يفعل شيئا تركه او ترك شيئا ففعل ان يترك شيئا ففعله هل عليه في كفارة او ليس عليه كفارة هذا فيه خلاف عند اهل العلم وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء قولهم واذا فعل ما حلف على تركه او ترك ما حلف على فعله فعليه كفارة يمين مع التوبة الى الله وعدم العود الى مثل هذه اليمين وعدم العود الى مثل هذه اليمين ولا يكفر بذلك وتكفيه التوبة والعمل الصالح لقول الله سبحانه واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ولا تحبط اعماله لانه لم يرد الكفر ولا تحبط اعماله لانه لم يرد الكفر وانما اراد التأكيد على نفسه بعمل شيء او تركه انتهى كلامهم وانما اراد التأكيد على نفسه بعمل شيء او تركه يعني عندما قال هو كذا هو لم يقصد حقيقة الكفر وانه من اهل تلك الديانة وانما اراد في هذا المقام الظيق الذي احتاج فيه الى اليمين ان يؤكد هذا الامر وان يبالغ في تأكيده فقال ما قال لا انه يقصد اصالة انه من اهل تلك الديانة ولهذا قالوا آآ انه لا يكفر لانه ولا تحبط اعماله لانه لم يرد الكفر وانما اراد التأكيد على نفسه بعمل شيء او تركه نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الغيبة وقول الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا الاية قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الغيبة اي من الوعيد والغيبة من كبائر الذنوب وهي ذكرك اخاك بما يكره ذكرك اخاك بما يكره اي بما يكره ان تذكره به فكل ما يعلم المرء ان اخاه يكره ان يذكره به فلا يحل له ان يتحدث به في غيبته فاذا تحدث به في غيبته فهي غيبة والغيبة من كبائر الاثم وقد جاء النهي عنها في كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة آآ الحجرات قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم وقوله سبحانه وتعالى يحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى للمغتاب انه بمثابة من يأكل لحم اخيه ميتا ومعلوم ان اكل لحم الاخ ميتا حرام ولا يحل ولا يجوز ولا تقبله اصلا نفس لا تقبله نفس مستقيمة فالله سبحانه وتعالى جعل الغيبة مثلها مثل من يأكل لحم اخيه ميتا وامر سبحانه وتعالى باجتناب ذلك وحذر منه فهذا مما يدل على ان الغيبة من الكبائر. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي بكرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر اي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس ذي الحجة؟ قلنا بلى. قال فاي بلد هذا؟ فسكتنا حتى حتى ظننا انه سيسميه بغير اسم فقال اليس بلد الله الحرام؟ قلنا بلى. قال فاي يوم هذا؟ فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير فقال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى. قال فان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم الا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل بعض من يبلغه ان يكون اوعى ممن سمعه ثم قال الاهل قلنا نعم قال اللهم اشهد قالها ثلاثا اخرجاه قال رحمه الله تعالى عن ابي بكرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر هذا فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام خطب الناس يوم النحر وجاء في حديث جابر انه خطبهم ايضا قبل ذلك في يوم عرفة وجاء ايضا انه خطب في اوسط ايام التشريق في اوسط ايام التشريق وجاء ايضا انه خطب ووعظ الناس في مسجد الخير وقال في خطبته تلك نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها الى اخر الحديث الشاهد انه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد من الخطب العظيمة ومن يتأمل تلك الخطب يجد انها اتت على مجامع الدين واصول الايمان وقواعد الاسلام والنهي عن الكبائر والمحرمات والاثام التحذير من الجاهلية وابطالها بكل اصنافها وجعلها تحت القدمين والدعوة الى التحلي باداب الشريعة واخلاقها العظيمة الفاضلة. هذا كله اشتملت عليه خطب النبي. عليه الصلاة والسلام ولا غروة ان تكون مشتملة على ذلك كله لانها خطبة مودة ووصية مودع وكان عليه الصلاة والسلام قد قال للناس في اثناء كلامه في حجة الوداع لعلي لا القاكم بعد عامي هذا فوصية المودع فيها من الاستقصاء ما ليس في غيرها وفيها من جمع معاني آآ البيان الوعظ والنصح والتحذير كوصية المودع لها شأن عظيم فوصايا النبي عليه الصلاة والسلام وخطبه التي كانت في حجة الوداع جمعت هذا كله جمعت الوصية بالايمان الذي هو اساس الدين والوصية بالكتاب والسنة والعناية بهما والوصية باصول الايمان وقواعد الدين الوصية بفرائض الاسلام من صلاة وصيام اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخلوا ربكم قال هذا في حجة الوداع تحذير من الكبائر ولا سيما اكبر الكبائر مما قاله في حجة الوداع على انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرق فتنوعت خطب النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع. ولهذا من الامور التي ينبغي ان يعتني بها الحاج ويعتني بها ايضا المسلم الاطلاع على خطب النبي عليه الصلاة والسلام والوقوف على مضامينها العظيمة لانها حوت خيرا عظيما وفوائد جمة نافعة تمس حاجة المسلم اليها. وهذه واحدة من خطبه عليه الصلاة والسلام. في في في حجة الوداع يرويها ابو بكر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر اي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس ذي الحجة قلنا بلى قال فاي بلد هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس بلد الله الحرام قلنا بلى قال فاي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى هذه كلها توطئة بين يدي امر عظيم ليذكرهم به عليه الصلاة والسلام فبدأ ذلك اولا جعلهم يستحضرون حرمة البلد الحرام وحرمة الشهر الحرام وحرمة يومهم هذا الذي هو يوم النحر وهم يدركون حرمة الشهر وحرمة البلد وحرمة اليوم الذي هو يوم النحر يدركون حرمة هذه الايام ومستقر في النفوس في نفوسهم حرمة هذه الايام فاراد ان يستحظر ذلك ليبين له لهم عليه الصلاة والسلام حرمة الدماء والاموال والاعراض فقال فان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا فهذه الثلاث الدماء والاموال والاعراض كلها حرام لا يحل مسلم ان يتعرض لدم مسلم ولو قطرة دم ولا يحل له ان يتعرض لماله ولا درهم واحد بغير حق ولا يحل له ان يتعرض لعرضه فهذه كلها حرام لا يجوز ان تمس ولا يجوز ان تنال ولا يجوز ان ان يعتدى عليها قال ذلك عليه الصلاة والسلام في هذا اليوم يوم النحر وايضا اليوم الذي قبله يوم عرفة في حديث جابر ايضا قال لهم هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه قال ان دمائكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا وهذا مما يدل على اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام بالتأكيد على حرمة الدماء والاموال والاعراض كرر ذلك في يوم عرفة ثم في اه يوم النحر وايضا كرمه بصيغ اخرى مثل قوله الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا قوله لا تقتل النفس التي حرم الله الا بالحق هذا الدماء وقوله ولا تزنوا هذه الاعراض وقوله ولا تسرقوا هذه الاموال ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام فكرر ذلك ونوع ايضا في طريقة البيان والتحذير مما يدل دلالة واضحة على خطورة هذه الامور الخطورة البالغة الدماء والاموال والاعراض وان لا يجوز ان يعتدى على شيء منها باي شيء لا بقليل ولا كثير الاموال حرام والدماء الحرام والاعراض حرام وسيسأل كل من اعتدى على شيء من هذه الامور الثلاث سيسأل عن ذلك يوم آآ القيامة ويحاسبه الله تبارك وتعالى على قليل ذلك وكثيره هذه امور حرمها الله سبحانه وتعالى وقد جاء في بعض الاثار ان رجلا كتب لابن عمر رضي الله عنه قال اكتب لي بالعلم كله اكتب لي بالعلم كله هذي كيف تكتب طلب منه وصية قال اكتب لي بالعلم كله هذه كيف تكتب جواب هذا السؤال كيف يكتب؟ اكتب لي بالعلم كله فقال رضي الله عنه ان العلم كثير ان العلم كثير لكن ان استطعت ان تلقى الله خفيف الظهر من دماء المسلمين خميص البطن من اموالهم كاف اللسان عن اعراضهم لازما جماعتهم فافعل العلم كثير لكن هذه الاشياء ان استطعت ان تخرج من الدنيا وانت سالم منها فانت سالم وانت غانم وانت رابح اكد رضي الله عنه على هذه الثلاث الدماء والاموال والاعراض لا يجوز للانسان ان يستهين بهذه الاشياء والنبي عليه الصلاة والسلام في وداعه للامة في خطب الوداع يؤكد على هذه الامور تأكيد البالغ صلوات الله وسلامه عليه محذرا ومنذرا قال فان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم وستلقون ربكم اي يا معاشر المؤمنين يا معاشر الناس ستقفون بين يدي الله وفي الوقوف بين يدي الله سؤال وحساب ومجازاة والنبي عليه الصلاة والسلام بلغ وانذر وقد اعذر من انذر وحذر صلوات الله وسلامه عليه حذر الامة بلغ البلاغ المبين صلى الله عليه وسلم وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم انتبهوا هذه الامور كونوا منها على اشد الحذر وتذكروا دائما انكم ستلقون الله سبحان الله هذه الكلمة جدا نافعة عندما تكون حاضرة في قلب الانسان. كل ما اراد ان يقدم على شيء يذكر نفسه بانه سيلقى الله وان الله سيحاسب على اعماله هذا الذي مثلا يطلق لسانه في الاعراض او ذاك الذي يمد يده على الاموال. او ذاك الذي يرفع سيفه على الرقاب ويعتدي على الارواح لو وقف مع نفسه قبل ان يقدم على شيء من هذه الاعمال وقال كل ما سافعله سالقى الله به وسيحاسبني عليه وهذه كلها حرام حرمها الله الدماء حرام الاموال حرام الاعراض حرام كلها حرمها الله واذا اقدمت على شيء من ذلك الامر لا ينتهي. سالقى الله بهذا العمل وسيحاسبني الله علي. ليجزي الذين اساؤوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فالمسيء يجزيه باعماله ويحاسب على اعماله ويعاقبه على اعماله. فاذا لقي الانسان ربه وهو يحمل من المظالم والتعديات الجنايات فانه يكون اوبق نفسه واهلك نفسه بهذه الاعمال هذا قوله وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم اي انتبهوا كل من كل من تحدثه نفسه ان يقدم على شيء من هذه الامور في الدماء او الاموال او او الاعراض يتذكر انه سيلقى الله وان هذه ستدخل في عمله الذي يحاسبه الله عليه يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى قال الا وهي اداة تنبيه وتحذير الا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. سمى ظرب رقاب آآ المسلمين بعضهم لبعض سمى ذلك كفرا قال لا ترجعوا بعدي كفارا ثم ذكر نوع هذا الكفر قال يضرب بعضكم رقاب بعض فسمى ذلك كفرا وهذا يدل على ان ضرب المسلمين بعضهم رقاب بعض ان هذا من كبائر الذنوب وعظائم الاثام حيث ان النبي عليه الصلاة والسلام سماه كفرا مثل قوله في الحديث الاخر سباب المسلم في وقتاله كفر سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فسمى ذلك عليه الصلاة والسلام كفرا لان هذا العمل ليس من شعب الايمان ولا من فروعه هذا من شعب الكفر ومن خصال الكفر الكافر هو الذي يقتل مسلم هذا من اعمال الكفار الكافر هو الذي يقتل مسلم ليس المسلم هو الذي يقتل اه المسلم الاسلام يدعو المسلمين الى الالتحام والتعاضد والتعاون وتحقيق معنى الاخوة كما قال الله عز وجل انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. هذا الذي يدعو اليه اه الاسلام وهذا الذي امر به الاسلام. اما ان المسلم يقدم على قتل اخيه المسلم ظلما وعدوانا هذا ليس من الاسلام هذا من اعمال من اعمال الكفار ومن اعمال الكافرين الكافر هو الذي يقتل آآ المسلم لمعاداته له في دينه. اما المسلم لماذا يقتل اخاه لماذا يقتل اخاه لماذا يقتل اخاه المسلم فالدماء حرام والاموال حرام والاعراض فحرام قال فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقابا بعض الا انظر كلام الناصح صلوات الله وسلامه عليه الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب الذين حضروا يبلغوا الغائبين الذين سمعوا يبلغوا من لم يسمعوا ومن لم يحضروا وهذا فيه اهمية نشر هذا الدين وهذا اصل اصل يعني ينبغي ان ينتبه له طالب العلم العلم تتعلمه لغرظين اولا لتصلح نفسك وثانيا لتنشر هذا العلم في الامة وتبلغه للناس الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فالذي يتعلم العلم يتعلمه اولا ليصلح نفسه بهذا العلم ومن ثم ليصلح به الاخرين مثل ما قال وفد عبد القيس للنبي عليه الصلاة والسلام قالوا اه اه مرنا بقول فصل مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة اي نحن انفسنا نصلح به ونستقيم ونعبد الله على بصيرة فندخل الجنة وايضا نخبر به من وراءنا ونبلغهم هذا الخير ونوصل اليهم هذا الخير وهذا هو وهذا هو صلاح النية في طلب العلم. العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية وصلاحها ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك رفع الجهل عن نفسك باصلاحها بالعلم وعن غيرك بدعوتهم الى هذا العلم الذي وفقك الله سبحانه وتعالى لتعلمه الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فلان بعض من يبلغه ان يكون اوعى ممن سمعه. وهذا حق قد يحفظ بعض الناس الحديث لكن ما يكون عنده من آآ التمكن والقدرة والادراك للاستنباط فينقله الى غيره ممن اتاه الله فهما وبصيرة فيفهم منه ما لم يكن يفهمه من نقله اليه ما لم يكن يفهمه من نقله اليه فلعل بعظ من يبلغه ان يكون اوعى ممن سمعه ان يكون اوعى ممن سمعه. احيانا تحفظ بعض الاحاديث تحفظ بعض الاحاديث ثم تفتح احد كتب اهل العلم وتجده يقول هذا الحديث فيه فوائد ويسرد لك فوق الخمسين فائدة وانت وانت تحفظه ربما لو جمعت نفسك في استخلاص الفوائد منه يمكن ما تصل الى خمس فوائد تستخلصها من هذا الحديث. فما كل من يحفظ الحديث يحسن فهمه واستخلاص الفوائد واستنباطه آآ الفوائد منه فاوت الله سبحانه وتعالى بين العباد في ذلك بما اتاهم الله عز وجل من فهم وعلم ودراية قال فلعل بعظ من يبلغه ان يكون اوعى ممن سمعه ثم قال الا هل بلغت الا هل بلغت قلنا نعم قال اللهم اشهد قالها ثلاثا يعيدها ثلاث مرات وجاء في حديث جابر في اليوم الذي قبل هذا اليوم انه قال هذا الكلام قال الاهل بلغت فيقول نعم فكان يرفع اصبعه الى السماء امام جموع الحجيج يرفع اصبعه الى السماء وينكثها عليهم ويقول اللهم اشهد ثم يرفع اصبعه الى السماء ويقول اللهم اشهد وهذا اشارة الى الله عز وجل بالعلوم وانه علي جل وعلا مستوون على عرشه بائن من خلقه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته جل في علاه هذا ايمان بعلو الله العلي المتعال اه جل وعلا الشاهد ان هذه موعظة عظيمة وبليغة حذر فيها صلوات الله وسلامه عليه تحذيرا بليغا من الدماء الاعتداء على الدماء والاموال والاعراض وبين حرمة هذه وانه لا يجوز الاعتدال عليها لا في قليل ولا كثير. نعم والشاهد من الحديث للترجمة قوله واعراظكم قوله واعراظكم لان الغيبة فيها انتهاك للاعراظ لان الغيبة فيها انتهاك للاعراض ولهذا ايضا جاء في بعض خطب النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع او في بعض مواعظه في حجة الوداع انه كان سئل عن التقديم والتأخير فكان يقول لا حرج لا حرج ثم قال في اثناء ذلك عليه الصلاة والسلام لا حرج الا من اقترض مسلما فهذا الذي حرج وهلك فهذا الذي حرج وهلك. يعني من اقترض عرظ الاخ المسلم بان نال من عرظه واعتدى على عرظه قال فهذا الذي حرج وهلك فهذا الذي حرج وهلك اي ان هذا فيه الحرج وفيه الاثم وفيه هلاك الانسان قال ذلك عليه الصلاة والسلام محذرا من اه التعدي على الاعراض بغيبة او غير ذلك نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر من هجر ما نهى الله عنه قالوا ولهما عن ابن عمرو اي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه قوله المسلم اي كامل الاسلام المسلم كامل الاسلام من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا يدل على ان من لم يسلم المسلمون من لسان ويده فاسلامه ناقص لان المسلم الكامل الذي كمل اسلامه يسلم المسلمون من لسانه ويده فاذا وجد اعتداء من مسلم على على اخيه باللسان او باليد فهذا من امارات نقص الاسلام لان الاسلام الكامل يمنع ويكف المرء من الاعتداء على الاخرين لا باللسان ولا باليد. فاذا وجد اعتداء باللسان او باليد فهذا من نقص الاسلام. قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه اي هجر الخطايا والذنوب. وهذا اعظم ما يكون في الهجرة هجرة الذنوب ومجانبتها والابتعاد عن اهلها والابتعاد عن وسائل المفظية اه اليها ومجاهدة النفس على البعد عنها قال والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه وجاء في بعض ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه في حجة الوداع انه قال صلى الله عليه وسلم في في في بعض خطبه في حجة الوداع الا اخبركم بالمؤمن المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله او المهاجر من هجر ما نهى الله عنه. فذكر عليه الصلاة والسلام امورا اربعة ذكر فيها المؤمن وانه من امنه الناس على دمائهم واموالهم. والمسلم من سلم المسلمون من لسان ويده وهذا فيه ذكر الفرق بين الاسلام والايمان وان الايمان عندما يجتمع مع الاسلام يتعلق بالقلب والاسلام يتعلق بالظاهر ولهذا لما ذكر المؤمن قال المؤمن من امنه والامن اين مكانه الامن مكانها القلب الامن وضدها الخوف مكانها القلب قال امنه الناس على دمائهم واموالهم ولما عرف المسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده لسانه اليد هذا عمل عمل ظاهر فعرف الاسلام بالعمل الظاهر وعرف الايمان بالعمل الباطن الذي هو في القلب فالايمان والاسلام اذا اجتمع الاسلام ما يتعلق القلب فالايمان ما يتعلق بالقلب والاسلام ما يتعلق اه الظاهر ولهذا قال المؤمن من امنه الناس ايهما ارفع ايهما ارفع شخصان احدهم امنه الناس واخر سلموا من لسانه ويده ايهما ارفع الاول او الثاني بلا ريب الاول يعني ان يصل الى رتبة ان ان القلوب تطمئن اليه وتأمن من جهته بخلاف الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده قد يسلم الناس من لسان شخص ويده لكن لا يكون في قلوبهم امن الى جهته ربما لا امنها الانسان لكنه سالم من اذاه وربما يكون سلامة من اذاه لها ايظا اسباب اخرى. لكن ان يصل الانسان الى الى درجة ان النفوس تأمن وتطمئن من جهته من امنه الناس على دمائهم واموالهم فهذه لا شك انها رتبة علية جدا في اه الدين وهذا يبين لنا الفرق بين الايمان والاسلام وان رتبة الايمان اعلى ولهذا قال العلماء كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا لان رتبة الايمان اعلى ودرجة الايمان اه ارفع وهذا الحديث مما يوضح ذلك ويدل عليه ثم ذكر المجاهد والمهاجر ذكر الجهاد والهجرة فالعبد يحتاج حاجة ماسة دائمة مستمرة الى جهاد وهجرة جهاد للنفس لتفعل الطاعات لانه لان النفس لا تقبل على الطاعة الا بالمجاهدة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى والذين جاهدوا فينا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فالعبادة والطاعة تحتاج من العبد الى مجاهدة وترك الذنوب يحتاج من العبد الى هجرة. هجرة للذنوب يهاجر الذنوب يبتعد عنها. يرحل بنفسه عنها. ولا يجالس اهلها ولا يأتي الوسائل والاسباب التي تفظي اليها فامر الله عز وجل بالطاعات ونهى عن المعاصي وهي تحتاج من العبد الى ماذا الى مجاهدة والى هجرة. انظروا او تأملوا هذا قلت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع الا انبئكم بالمؤمن ثم ثم المهاجر ثم المجاهد هذا قال في حجة الوداع ذكرت قبل قليل ان مما قال في حجة الوداع اعبدوا ربكم صلوا خمسكم صوموا شهركم ادوا زكاة اموالكم هذه اعمال ومما قال في حجة الوداع على انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرق ولا تقتل النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا وهذه نواهي وهذه الاعمال وهذه النواهي تحتاج من العبد الاعمال تحتاجها العبد الى مجاهدة والنواهي تحتاج الى هجرة وبعد عنها ولهذا من كمال نصحه في حجة الوداع في مواعظه قال المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله هو المهاجر من هجر الخطايا والذنوب اي انتبه يا من دعيت الى هذه الاوامر ان فعلك لها لابد من مجاهدة ويا من نهيت عن هذه النواهي تركك لها لابد فيه من هجرة وهذا من كمال وعظيم نصح نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. الشاهد من الحديث السلامة من اللسان لان من يغتاب الناس لم يسلم الناس من ويكون في الغيبة نقص في الاسلام يعني وجود الغيبة في الانسان غيبة الاخرين هذا من نقص اسلامه لان المسلم كامل الاسلام من سلم المسلمون من لسانه ويده. نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من اكل لحم اخيه في الدنيا قرب اليه يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما اكلته حيا فيأكله فيكلح ويصيح. رواه ابو يعلى بسند حسن نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا بنى كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا اوما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر. لا اله الا انت اللهم ات نفوسنا تقواه وزكها انت خير من زكاها. اللهم انا نسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. اللهم انا اعوذ بك من قلب لا يخشى ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع اللهم اعذنا يا ربنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر الشيطان وشركه وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم انا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك. وبك منك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا. وقوتنا مع احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا