الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى تحت قوله باب ما جاء في الغيبة قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من اكل لحم اخيه في الدنيا قرب اليه يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما اكلته حيا فيأكله فيكلح ويصيح. رواه ابو يعلى بسند حسن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من اكل لحم اخيه في الدنيا قرب اليه يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما اكلته حيا فيأكله فيكلح ويصيح. رواه ابو يعلى بسند حسن مر معنا قول الله عز وجل ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه وان الله سبحانه وتعالى ضرب مثلا للغيبة باكل المرء للحم اخيه ميتا وهذا الصنيع كل يكرهه ولا تقبله نفسه من ذا الذي يقبل او ترضى نفسه ان يأكل لحم اخيه ميتا فهذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى للمغتاب ولهذا يقول قتادة رحمه الله تعالى كما انت كاره ان تأكل جيفة مدودة فكذلك كن كارها لغيبة اخيك كما انك كاره لاكلي او ان تأكل جيفة مدودة فكن كذلك كارها لاكل او لغيبة لغيبتك لاخيك ومن المعلوم ان نفس كل احد لا تقبل ولا ترضى ان يأكل لحم اخيه ميتا فالله سبحانه وتعالى ضرب مثل المغتاب بالذي يأكل لحم اخيه ميتا وهذا الحديث فيه ان الله سبحانه وتعالى يعاقب المغتاب بذلك وان يؤتى له اللحم الميت ويؤمر باكله عقابا له على غيبته لاخيه المسلم يعاقب بذلك يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما اكلته حيا. والمراد بقوله كما اكلته حيا اي بالغيبة لانه في حال حياته لا يأكله وانما اكله بالغيبة قال فيأكل فيكلح ويصيح يكلح اي ان نفسه تكون مبغظة وكارهة ولكن ذلك نوع من العقوبة له جزاء غيبته لاخيه المسلم. نعم قال رحمه الله تعالى ولابن حبان وصححه عنه في قصة ماعز ان رجلا قال لاخر انظر الى هذا الرجل الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم كلا من جيفة هذا الحمار الميت كما اكلت عرض هذا الرجل فانما اكلتما اشد من اكل هذه الجيفة هذا الحديث في قصة ماعز رضي الله عنه وهو الذي رجم رجم ارتكابه الزنا وهو محصن فكانت عقوبته الرجم جاء في هذا الحديث هو ايضا رواه البخاري رحمه الله في الادب المفرد ان رجلين احدهما قال لي الاخر انظر الى هذا الرجل سترى الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب اي انا هذين الرجلين اشتركا في الكلام في ماعز بعد رجمه بعد ان دفن رجم ودفن فبادرجمه تكلم فيه ولهذا اورده البخاري رحمه الله في الادب المفرد تحت باب غيبة الميت باب غيبة الميت وهذا فيه ان المسلم محترم عرضه حيا وميتا المسلم عرظه محترم حيا وميتا لا يجوز ان يغتاب وهو حي ولا يجوز ان يغتاب ايضا وهو ميت وسبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الاموات فانهم افضوا الى ما قدموا الشاهد ان الميت الواجب احترام وصيانة عرضه وعدم التعرض له بغيبة او بسب او نحو ذلك ولهذا اورد البخاري في كتابه الادب المفرد رحمه الله تعالى تحت باب الغيبة للميت لان هذه الغيبة التي وقعت من هذه من هذين الرجلين غيبة لميت الذي هو ماعز فجاء ان النبي صلى الله عليه وسلم لما تكلم تركهما وهم يمشون حتى مر بجيفة حمار حتى مر عليه الصلاة والسلام بجيفة حماره فقال لهذين الرجلين هنا من جيفة هذا الحمار قال لهذين الرجلين كلا من جيفة هذا الحمار الميت كما اكلتما عرظ هذا الرجل اي ماعز كما اكلتما عرظ هذا الرجل اي ماعز فان ما اكلتما اي من عرظه اشد من اكل هذه الجيفة فانما اكلتما اي نلتما من عرظه وكلاما فيه اشد من اكل هذه الجيفة زاد البخاري رحمه الله تعالى في الادب المفرد والذي نفس محمد بيده فانه في نهر من من انهار الجنة يتغمس فانه في نهر من انهار الجنة يتغمس ولهذا كم من اناس قد يكون حط رجله في الجنة ودخل في النعيم لان القبر اما نعيم او عذاب لان الاخرة ومنازل الاخرة تبدأ من الموت منازل الاخرة والقبر اول منازل الاخرة ولهذا القبر اما ان يكون لصاحبه نعيما او ان يكون عذابا بحسب اعماله فقد يكون بعض الناس مات ودفن وحط قدمه في النعيم وعلى وجه الارض اناس ينالونه بالسنتهم طعنا ووقيعة وهو حط رجله في النعيم وبدأ يذوق النعيم وفي الارظ اناس لا يزالون يغتابونه وينالون من عرضه ثم هذا الاغتياب لمن كان هذا شأنه لا يظره شيئا بل يضر المغتاب بل ايضا هو رفعة رفعة له عند الله سبحانه وتعالى انقطع عنه العمل فبقي هذا باب من ابواب اه الثواب والاجر عندما ينال من عرظه يقع الناس في غيبته فهم اي من يغتابونه باءوا بالعقوبة وايضا قدموا له من حسناتهم بحسب نيلهم منه والاسناد فيه اسناد هذا الحديث فيه فيه عبدالرحمن الدوسي مقبول والمقبول لا يحتج بحديثه الا اذا وجد له متابع واما من حيث المعنى وان اكل لحم الاخ او او الغيبة له كاكل لحمه ميتا فهذا جاء تشبيهه بذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى في الاية الكريمة التي صدر بها المصنف هذه الترجمة قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. بل انه بلى انه كبير. اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة اخرجه البخاري واخرج البخاري في الادب المفرد نحوه من حديث جابر وفيه اما احدهما فكان يغتاب الناس ولاحمد بسند صحيح معناه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه. ولابي داوود الطيالسي عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله بسند قال رحمه الله تعالى نولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى انه كبير اثبت عليه الصلاة والسلام انه كبير ونفى ايضا قبل ذلك انه كبير قال يعذبان في كبير ثم قال بلى انه كبير والقاعدة ان الشيء اذا اثبت ونفي المثبت غير المنفي يعني الكبر الذي اثبته غير الكبر الذي نفاه في اول الامر قال في كبير اي اثبت انه قال ما يعذبان في كبير نفى انه كبيرا ثم اثبت قال بلى انه كبير الكبر المنفي غير الكبر المثبت الكبر المنفي اي في اعين الناس. الناس ما يقع في اعينهم موقعا انه شيء كبير وان امر عظيم والكبر المثبت اي حكم ذلك في في الشرع انه كبير انه من الكبائر ليس من صغائر الذنوب بل ومن كبائر الذنوب قال بلى انه كبير وهذا فيه دليل في جملة ادلة كثيرة جاء بها الكتاب والسنة ان الذنوب من قسمة الى كبائر وصغائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فالذنوب منقسمة قال تعالى وكل كبير وصغير مستطر الذنوب منقسمة الى كبير والصغير فقولهم بلى انه كبير اي من الذنوب الكبيرة وليس من وليس من صغائر الذنوب اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول ومعنى لا يستبرئ اي لا يستنزه لا يستنزه من البول اي لا يحرص على وقاية نفسه من رشاش البول فيقى على شيء من بدنه او شيء من ملابسه ويصلي فيه شيء من البول الذي لم يستبرئ ولم يستنزه منه ويعذب بقبره لذلك ويعذب لقبره لذلك وهذا يفيد انه انه مصلي ويتوضأ ويصلي لكنه لا يستنزل من البول فكيف بالذي اصلا لا يتوضأ ولا يصلي ويمر اوقات الصلوات ويفوتها الكثير منها. اذا كان هذا الذي يصلي ويتوظأ ولكن لا يستبرئ من البول يعذب في قبره فكيف بذاك الذي يأتي وقت الصلاة ولا يقوم اصلا يتوضأ ولا ولا يقوم ايضا الصلاة وانما هو منشغل بدنياه واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايضا في الحديث الاخر ويل للاعقاب من النار وان عقاب النار هؤلاء اناس يصلون ويتوضأون لكنه يفرط في اتمام الوضوء فيبقى شيء من في عقبه لا مسها الماء. قال ويل للاعقاب من النار وهذا وعيد وعيد بالنار والوعيد بالنار لا يكون في الصغائر فاذا كان جاء هذا الوعيد في حق هؤلاء وهم يتوضأون ويصلون يحافظون على الصلوات لكن فيهم هذا التقصير فكيف بمن يفرط في الصلاة اصلا ويفرط في الوضوء وربما مر عليه اوقات واوقات وهو متهاون في الصلاة قال واما الاخر فكان يمشي بالنميمة والنميمة هي القالة نقل الكلام من شخص الى اخر او من اشخاص لاخرين على وجه الافساد بينه او وجه الافساد بينهم فهذه يقال لها نميمة والنميمة فساد للمجتمعات وقطع لذات البين ونشر للعداوات والشرور قد قال يحيى ابن كثير اليمامي يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر اي ان الفساد الذي يقع على يد اه النمام اشر من الفساد الذي يقع على يد الساحر وفي القرآن يقول الله عن الساحر يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء والزوجة بالسحر تكون التفرقة بين المتحابين وبالنميمة ايضا تكون التفرقة بين المتحابين تفرقة اشد من الشيء الذي يكون على يد الساحر قال اخرجه البخاري في الادب المفرد نحوه اخرج البخاري في الادب المفرد نحوه من حديث جابر وفيه اما احدهما فكان يغتاب الناس اما احدهما فكان يغتاب الناس ان يتناوله يتناولهم بلسان غيبة ووقيعة فكانت له هذه العقوبة انه يعذب في قبره. نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت قالت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة تعني انها قصيرة قال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته قالت وحكيت له انسانا فقال ما احب ان تحكي لي انسانا وان لي كذا وكذا قال وللترمذي وصححه ان عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني انها قصيرة تعني انها قصيرة ونحن عرفنا في تعريف الغيبة ان ان ذكرك لاخيك بما يكره واذا كان الذي ذكر فيه وهو يكره ان ان يذكر وصفا له فهذه غيبة وان لم يكن وصفا له فهذه بهتان ان كان فيه فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته فالمتكلم في اخيه لا يخرج من هذين ان كان فيه الوصف الذي ذكره فهذه غيبة وان لم يكن فيه فهذه فهذا بهتان عائشة رضي الله عنها تكلمت عن ضرتها صفية رضي الله عنهما قالت حسبك اي يكفيك من صفية تقليلا من اه مكانتها قالت يكفيك من صفية كذا وكذا كذا وكذا اشارت بذلك الى انها قصيرة الى انها قصيرة ارادت بذلك التقليل مما كانت اه صفية ومنزلتها فقال النبي عليه الصلاة والسلام لقد قلت كلمة لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته لو مزجت اي خلطت هذه الكلمة بماء البحر ماء البحر المتسع مترامي الاطراف لمزجته اي قلتي كلمة خطيرة كلمة عظيمة من خطورتها انها لو مزجت بماء البحر لمزجته وهي رضي الله عنها انما قالت قصيرة فقط هذه الكلمة تقليلا من مكانتها عند النبي عليه الصلاة والسلام فكيف بمن ينطلق في لسانه كلاما في الاخرين ليس بالكلمة ولا بالكلمتين بل بالكلمات وليس في المجلس ولا في المجلسين بل بمئات المجالس ولسانه يفري في اعراظ آآ الناس ويطعن في الاخرين اذا كانت كلمة قالتها عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين قصيرة قال النبي عليه الصلاة والسلام عنها انها لو مزجت بماء البحر لمزجته فكيف بمن يأتي على لسانه الكلمات الكثيرة وفي المجالس العديدة ميلا للاعراض ووقيعة وطعنا قالت وحكيت له انسانا ومعنى حكيت انسانا اي قلدت انسان حكيت له انسانا اي قلدت انسانا تقليد احيانا يكون في المشي طريقة مشيته او حركة يده او مثلا طريقة كلامه وتحدثه او صفة اسلوبه في الحديث يسمى تقليد ويسمى ايضا في زماننا هذا التمثيل تمثيل عبارة عن تقمص لشخصية الاخر بحيث يتكلم على لسانه يقلده في كلامه وفي اسلوبه في حديثه وفي طريقة تكلمه هذه تسمى محاكاة وتسمى تقليد وتسمى تمثيل وهذا لا يجوز محاكاة الاخرين تقليد الاخرين هذا لا يجوز مثل ما ان الانسان لا يرظى لا يرظى لنفسه ان يحاكى في بعض المجالس حتى يكون تكون هذه المحاكاة تندرا وضحكا لان بعض الناس يحاكي بعض الناس في في حديثهم محاكاة تجعل الحاضرين يضحكون يضحكون من طريقة محاكاته الاخرين اما في مشيتهم او في مثلا اسلوب حديثهم او في غير ذلك فتقول حكيت له انسانا اي اي قلدت انسانا فقال ما احب ان تحكي لي انسانا وجاء في بعض الروايات ان احكي انسانا وان لي كذا وكذا وان لي كذا وكذا اي مبينا عليه الصلاة والسلام عظم هذا الجرم وكبر هذا الذنب الذي هو تقليد الاخرين ومحاكاة الاخرين بقوله ما احب ان ان اني حكيت انسانا وان لي كذا وكذا. اي ان هذا ذنب وجرم ولا يجوز للانسان ان يحاكي اه الاخرين نعم رحمه الله تعالى باب ما جاء في اظلال الاعمى عن الطريق قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اضل الاعمى عن الطريق قال باب ما جاء في اظلال الاعمى عن الطريق. الاعمى هو من لا يبصر الاعمى من لا يبصر واظلاله عن الطريق بان يقول له الطريق من هنا يشير له الى جهة والطريق في جهة اخرى واذا كان هذا الصنيع في كل في حق كل احد يعد جناية يعد جناية فانه في حق الاعمى اعظم جرما لان هذا الاعمى فاقد للبصر وحاجته الى من يساعده في الدلالة على الطريق اشد من حاجة المبصرين فاذا كان الانسان بلغ في في السوء والشر الى هذا الحد ان يضلوا الاعمى عن الطريق يقول الطريق من هنا ويجعله في يذهب في طريق بعيد عن الطريق الذي يريده فلا شك ان هذه جناية عظيمة وان كانت في حق كل انسان تعد جناية فانها في حق الاعمى اعظم جرما واكبر ذنبا لانه ليس لا يبصر اورد حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اضل الاعمى عن الطريق. لعن من اضل الاعمى عن الطريق واللعن طرد وابعاد من الرحمة ولا يأتي في النصوص ذكر اللعن الا فيما هو كبير. نعم قال رحمه الله تعالى ولابي داود عن معاذ رضي الله عنه مرفوعا من حمى مؤمنا من منافق اذاه بعث الله له يوم القيامة ملكا يحمي لحمه من نار جهنم ومر ما مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال هذا الحديث حديث معاذ رضي الله عنه لا تعلق له بهذه الترجمة باب من باب ما جاء في اظلال الاعمى عن الطريق واقرب ما يكون تعلقه بالترجمة التي قبله وهي الغيبة وهذه الترجمة او هذا الحديث يتعلق رد الغيبة عن آآ المسلم والدب عن عرضه عندما يقع فيه الاخرين فيذب عنه ويدافع عنه وهذا فيه ثواب عظيم فتعلق هذا الحديث اقرب ما يكون للترجمة التي قبل هذه الترجمة وهي ما جاء في الغيبة وقد اورد الامام ابو داوود رحمه الله تعالى هذا الحديث في باب من رد عن مسلم غيبة باب من رد عن مسلم غيبة قال عليه الصلاة والسلام من حمى مؤمنا من منافق اذاه في بعض الروايات يغتابه من حمى مؤمنا من منافق اذاه في بعض الروايات اغتابه بعث الله له يوم القيامة ملكا يحمي لحمه من نار جهنم بعث الله له يوم القيامة ملكا يحمي لحمه من نار جهنم من حمى مؤمنا اي ذب عنه ودافع عنه من منافق يغتابه ذكر المنافق لان المنافق من شأنه اذا جالس الناس اظهر لهم محبة وخيرا واذا كان في منأى عنهم نال من اعراضهم وطعن فيهم فهذا من شأنه يظهر للناس في وجه واذا كان من وراء ظهرهم يكون له وجه اخر امامهم يمدح ويثني ومن وراء ظهرهم يطعن يقع ويتهكم فقال من حمى مؤمنا من منافق اذاه اذاه اي اغتابه ونال من عرظه بعثه الله بعث الله له يوم القيامة ملكا يحمل له لحمه او يحمي لحمه من نار جهنم وهذا فيه ان الجزاء من جنس العمل كما انه حمى عرظ اخيه من الوقيعة يحميه الله سبحانه وتعالى بذلك من النار ويكون دفاعه عن اخيه وقاية له يوم القيامة من النار قال ومن رمى مسلما بشيء من رمى مسلما بشيء رماه بشيء اي اتهمه باطلا بما ليس فيه اختلاقا وافتراء وركبه من الاعمال او من الامور ما لم يعمل رماه من رمى مسلما بشيء يريد شينه يعني يقصد برميه بذلك شينه اي انتقاصه واحتقاره والتقليل من مكانته ومنزلته عند الناس يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال ما معنى حتى يخرج مما قال هل بالامكان على جسر جهنم ان يقول في تلك الساعة انا تائب وانا مخطئ يخرج مما قال باعلان انه مثلا مخطئ وانه تائب يوم القيامة ينقطع العمل يوم القيامة ينقطع العمل فقوله حتى يخرج مما قال اي حتى ينال العقوبة على ذلك حتى ينال العقوبة على ذلك فيخرج مما قال بتحصيل العقوبة يخرج مما قال اي بتحصيل العقوبة على هذا التجني والتعدي والرمي المسلم بقصد ان ان يشينه وان يحقره وان يقلل من مكانته ومنزلته عند الاخرين اخرين والاسناد فيه رجل مجهول يقال له اسماعيل ابن يحيى فالسند ضعيف. نعم قال رحمه الله تعالى باب تشيع تشييع الفاحشة في المؤمنين وقول الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة قال باب تشييع الفاحشة في المؤمنين تشييع الفاحشة اي نشر ما ما تهيج بالفاحشة وتشييع بين المؤمنين والعمل على تهييجها في او اوساط اوساط المؤمنين والفاحشة كل عمل قبيح ودنيء وشنيع فمن يحب اشاعة هذه الاعمال الدنيئة الحقيرة الشنيعة في المؤمنين ويعمل على نشرها وتهييجها واشاعة ذكرها بين الناس له العقوبة عند الله سبحانه وتعالى كما في الاية التي ساق المصنف قال وقول الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة كالذين امنوا لهم عذاب اليم لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة اي لهم عذاب في الدنيا معجل ولهم عذاب ايضا في الاخرة مؤجل لهم عذاب اليم في الدنيا يصيب قلوبهم ابدانهم ولهم عذاب اليم يوم يلقون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وذلك ان اشاعة الفاحشة من اخطر ما يكون جناية على المجتمعات المسلمة لان في ذلك تهييجا للباطل واثارة للشر وتحريكا له بين الناس وتقليلا من الخير وهذا من اعظم الجنايات والتعديات على المجتمعات المسلمة التي فيها الاقبال على الطاعة والبعد عن الحرام فاذا بدأ الانسان يشيع الفاحشة يهيج لها ينشرها كم في هذا من الجناية والتعدي على المسلمين قال ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة نعم قال رحمه الله تعالى باب الرشوة وقول الله تعالى ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا الاية نعم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الراشي والمرتشي. وصححه الترمذي ولاحمد عن ثوبان مرفوعا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما نعم ونفتدي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا فاصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم كما حسنت خلقنا فحسن خلقنا يا رب العالمين واصلح لنا شأننا كله اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا