قال المؤلف رحمه الله والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ابدا ولا تبيدان. وان الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما اهل فمن شاء منهم للجنة قبلا منه ومن شاء منهم للنار عدلا منه. وكل يعمل لما قد فرغ منه وصائر الى ما خلق له والجنة والخير والشر المقدران على العباد والاستطاعة ضربان. احدهما الاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به. فهي مع الفعل. واما الاستطاعة تي من جهة الصحة والوسخ والتمكن وسلامة الالات الالات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته والجنة والنار مخلوقتان وهذا هو الذي يعتقد اهل السنة والجماعة وهم عليهم متفقون ان الجنة والنار مخلوقة مخلوقتان وموجودتان الان وان الجنة فيها من هو منعم والنار فيها من هو معذب وادلة ذلك كثيرة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول ابن ابي العز اتفق اهل السنة على ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الان ولم يزل على ذلك اهل السنة حتى نبغت نابغة من المعتزلة والجهمية فانكرت ذلك وقالت بل ينشئهم الله يوم القيامة. بمعنى ان اهل السنة قاطبة متفقون على ان النار والجنة مخلوقتان موجودتان الان والى ما شاء الله عز وجل ابد الابد حتى نشأت ناشئة من المعتزلة وقالوا ان الله عز وجل يخلق الجنة ويخلق النار بعد يوم القيامة عندما يوجد الحساب والجزاء والعذاب والعقاب. فيخلق الله الجنة للنعيم ويخلق الله النار للعذاب وزعموا انهما اذا كانتا اذا كانت الجنة والنار موجودة الان فانها ستفنى لقوله تعالى كل من عليها فان كل شيء هالك الا وجهه وهذا مخالف لما اتفق عليه اهل السنة والجماعة. فمجمعون على ان الله سبحانه وتعالى خلق الجنة والنار وانهما موجودتان ابديتان لا تفنيان لا تفنيان. وسيأتي معنا مسألة ما يتعلق بثناء النار اذا هذا هو اصل آآ هذا هو معتقد واهل سنن الجماعة ان الجنة والنار لا تفنيان. قال تعالى في وصف الجنة اعدت للمتقين. وقوله عدتي هيأت وخلقت واوجدت لان المعد هو الذي يسبق يسبق من اعد له ذلك اعدت للمتقين وقال تعالى واعدت للذين امنوا بالله ورسله. وقال تعالى في النار اعدت للكافرين وقال تعالى ان جهنم كانت مرصادا اي مهيئة ومرصدة لهؤلاء الفجر مما يدل عليه شيء على انها موجودة وقال تعالى بوصف محمد عندما اسري به وقال تعالى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. اذا النبي صلى الله عليه وسلم عندما اسري به وعرج به الى السماء رأى جنة المأوى ورأى النار صلى الله عليه وسلم ورأى فيها صاحب المحجن ورأى فيها المرأة التي حبست هرة فلم تطعمها ولم تتركها تأكل الحشائش من خشاش الارض رآهما النبي صلى الله عليه وسلم في النار ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة اشياء كثيرة كما سيأتي معنا وجاء في ذلك احاديث كثيرة من ذلك ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات احدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي مقعده بالغداة والعشين كان من اهل الجنة عرض عليه مقعده من الجنة وان كان من اهل النار عرض عليه مقعده من النار. نسأل الله العافية والسلامة. وجاء في صحيحه في الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة يوم خسفت يوم خسفت الشمس بحديث خسوف الشمس قال رأيت في مقامي هذا كل شيء. وعدتم به حتى رأيت الجنة عندما تقدم ليأخذ عقودا منها من العنب يقول فتقدمت لاقطف عقودا من العنب قتل العلم من الجنة حتى رأيتموني اقدم ولقد رأيت جهنم يحطو بعضها بعضا حينما رأيتموني تأخرت اي ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما صلى في صلاة الكسوف في اثناء صلاته تقدم مشى خطوات للامام وفي اثناء الصلاة تأخر ايضا خطوات الى الوراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما ما رأيتم عندما تقدمت فاني رأيت الجنة في عرض هذا الحائط فتقدمت حتى ان تناول منها قطة من العنب اي اخذ شيء من العنب ولو اخذته لما لاكلت منه الى قيام الساعة وعندما رأيتموني تقهقرت ورجعت للوراء فاني رأيت النار في عرض هذا الحائط حتى اذاني وهجها. اي حرارتها نسأل الله العافية. هذا يدل على اي شيء انها مخلوقة وموجودة وجاء في حديث البراء ابن عازب رضي الله تعالى الذي عند عند احمد وابي داوود عندما يسأل اهل الجنة ان يسأل المؤمن ويسأل الفاجر اما انه ينادي منادي من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة. هذا يدل على شيء ان الجنة موجودة وانها مخلوقة الان موجودة ومخلوقة يعني خلوقه موجودة الان وفي وفي احاديث كثيرة تدل على هذا المعنى. وجاء في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما قال اني رأيت الجنة وتناولت عقودا ولو اصبته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار وانا فلم ارى منظرا اليوم قط افظع اي افظع منها ورأيت اكثر اهلها النساء اذا النبي رأى النار وراء اكثر اهلها النساء ورأى فيها صاحب المحجم محجنه ورأى الذي يسرق الحاج بمحجنه ورأى المرأة التي حبست هرة فهذا كله في الصحيح وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي اسماك عند مسلم والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. رأى الجنة ورأى النار صلى الله عليه وسلم وجاء من حكاية ابن مالك عند احمد وعند مالك الموطأ باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة اي ان المؤمن اذا مات فروحه تذهب الى اين؟ تذهب الى الجنة. وهذا نصه جاء من طريق مالك عن الزهري عن عبدالله بن كعب بن مالك عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة اذن هذا يؤيد اي شيء يؤيد ان الجنة موجودة الان. وان المؤمن اذا مات رأى مقعده من الجنة واذا مات روحه تصير الى الجنة. فهذا يخالف قول من قول المعتزل الذي يقول لم تخلق بعد نقول اهل السنة مجمعون على ان على ان الجنة الان مخلوقة وان النار الان مخلوقة. والنبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة ورأى النار. ورأى آآ ورأى من في النار من المعذبين. ورأى ايضا في التي قصرا لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وسمع اه دف نعليه بلال في الجنة ورأى غيرهم ممن رآهم ممن اعطوا ذلك النعيم فرأى شيئا من ذلك النعيم الذي مكنه الله من رؤيته. والذي دفعهم يا شيخ الى ان كره احتجوا بان النار ان كانت موجودة فانها ستفنى لان الله يقول كل من عليها فان وقالوا كل شيء هالك الا وجهه. وقد سبق لنا ان قلنا ان قوله كل شيء هالك الا وجه الا ما شاء الله. هناك استثنى الله عز وجل اشياء لا تهلك ومن ذلك هناك اشياء لا تفنى وقد ذكر العلم ان هناك ثمان مخلوقات يعني تبنت مخلوقات لا تبنى اذا كان منها الجنة والنار الكرسي والعرش واللوح والقلم وكذلك قلنا وعجبة ذنب عجبة ذنب والارواح. هذه لا تفنى. الحق بعضهم ايضا يعني الحق بعضهم الجنة. وكل ما فيها من النعيم من الولدان المخلدون ومن الحوريات هؤلاء يدخلون في حكم الجنة فلا يلحقهم الفناء. اذا ما في الجنة من نعيم لا يفنى وما في النار من عذاب لا يفنى وكذلك العرش والكرسي لا يفنيان كذلك اللوح والقلم لا يفنيان كذلك ارواح عجبى الذنب لا تفنى فارواح الناس لا تفنى تنتقل من من من جسدها التي كانت فيه الى اما ان تنعم واما الى عذاب. المؤمنون تنتقل ارواحهم من اجسادهم الى جنة عرضها السماوات والارض والفجر والكفرة تنتقل ارواح من من من اجسادهم الى النار نسأل الله العافية والسلامة. فهذه النصوص كلها تدل على اي شيء على ان الجنة الان مخلوقة وانها موجودة وان ارواح المؤمنين وان الارواح تنعم ما فيها وان النار ايضا موجودة. ذكر ابن ابي العز على هذه الشبهة جوابا فقال واما شبهة من قال انها لم تخلق بعد وهي انها لو كانت مخلوقة الان لوجب اضطرارا ان تفنى يوم القيامة وان يهلك كل من فيها ويموت لقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه قال اه وقوله تعالى وكل نفس وكل نفس ذائقة الموت. قال قد روى الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت لقيت ابراهيم عليه السلام ليلة اسري بي فقال يا محمد صلى الله عليه وسلم اقرئ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وجاء ايضا من حديث عند الترمذي ايضا من حيث ان جاء بن عبدالله باسناد احسن من احسن من الذي قبله انه قال صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة وهذا يدل ان الجنة الان موجودة ومخلوقة يقول هنا؟ فالجواب انكم ان اردتم بقولكم انها الان معدومة بمنزلة النفخ في الصور وقيام الناس من القبور فهذا باطل يرد ما تقدم الادلة وامثال مما لم يذكر. وان اردتم انها لم انها لم يكمل خلق جميع ما اعد الله فيها لاهلها. وانه لا يزال الله يحدث ما شاء فيها شيئا بعد شيء واذا دخل المؤمن احدث الله فيها من النعيم عند دخولهم امورا اخرى فهذا حق لا يمكن رده واما احتجاجكم بقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه قال قال فاتيت من سوء من سوء فهمكم بمعنى الاية يقول فاوتيتم من سوء فهمكم معنى الاية واحتجاجكم بها على عدم وجود الجن والنار الان نظير احتجاج اخوانكم بها على ثنائهما وخرابهما وموت اهلهم فلم فلم توفقوا انتم ولا اخوانكم لفهم عن الاية وانما وانما وفق لذلك ائمة الاسلام. فمن كلام ان المراد كل شيء مما كتب الله عليه الفناء كل شيء مما كمل الفناء فانه سيفنى والهلاك والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء وكذلك العرش فانه سقف الجنة فهذا هو هو الذي لا يفنى. اذا احتجاجهم بان الجنة والنار تفنيان بقوله تعالى او انها ليست مخلوقة الان لقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. ومحتجوا بقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. واحتجوا ايضا بقوله تعالى كل من عليها فان وبقوله تعالى كل نفس ذائقة الموتى اين وجه الاحتجاج؟ واحتجوا ايضا بحديث جاء ابن عبد الله من قال سبحان الله وبحمده غرس له شجر الجنة وقول ابراهيم لمحمد صلى الله عليه وسلم ان الجنة قيعان فاخر امتك انها طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله والله اكبر قالوا هي الان ليست مهيأة النبي يوصي امة تجعل ان تهيئ جنب هذه الاغراس اه اجاب جوابين اما ان كنتم تريدون انها غير موجود فهذا باطل واما ان كنتم تدرون انه لم يكمل نعيمها يعني انها في زيادة وفي زيادة نقول هذا لا بأس به. لان الجنة ينشئ الله لاهله من النعيم يعني شيئا فشيئا حتى اذا دخل لاهل الجنة الجنة انشأ الله له من النعيم ما لم يكن موجودا قبل ذلك. واضح؟ فينزل عليه من من من اه فضائله وانعامه ما لم يكن موجود حال دخوله. وهذا لا اشكال فيه اما اذا استدلتم بالاية او بهذا الحديث على انها غير موجود نقول هذا باطل لان قوله تعالى كل من عليها فان وكل نفس ذائقة الموت وكل شيء هالك هذا يتعلق بمن كتب الله عليه الفناء وكتب الله عليه الهلاك وكتب الله عليه الموت وقد سبق اهل السنة ان هناك اشياء كتب الله لها البقاء. لا يلحقها موت ولا يلحقها فناء. ولا يلحقها هلاك ومن ذلك العرش فالعرش وهو سرير الملك سبحانه سرير ربنا سبحانه وتعالى الذي يستوي عليه هذا لا يفنى كرسيه الذي هو موضع القدمين اظن لا يفنى. الجنة والنار خلقتا للبقاء لا تفنيان فلا يدخل ما هذا فلا تدخلان في هذه الاية فمن ذلك يقول قوله تعالى عندما ذكر آآ تدمر كل شيء بامر ربها هذا من صيغ العموم تفيد انها تدمر كل شيء وجاءت كل التي تفيد يعني الكل هي من اقوى صيغ العموم كل. تفيد؟ كل ثم اكدها بالشيء الذي هي نكرة تأتي. جاءت ايضا شيء هي من انكر الموجودات. فلما جاءت مع سياق العموم افات عموما تأكيدا للعموم ومع ذلك لم يهلك ولم تدمر هذه الريح تلك المساكن فاصبح لا يرى الا مساكنهم. اذا المساكن لم تدخل في تدمر كل شيء. اه. فاصبح هذا ان هذه الام الكلي خرج منه ما استثناه الله عز وجل. كذلك نقول هنا كل من عليها فان كل شيء هالك خرج منه ما استثناه الله وهو الجنة والنار والعرش والكرسي واللوح والقلم وارواح ارواح الخلق الذنب فهذه الاشياء الثمانية لا يلحقها لا يلحقها فناء. اذا آآ هذا ما احتج به وذكره اهل السنة في الرد على ما على المعتزلة القائلين بان الجنة والنار لم توجدا بعد وانها تخلق وتوجد يوم القيامة ثم قال لا تفنيان ابدا ولا تبيدان هذا مما يعتقده اهل السنة والجماعة ان الجنة لا تفنى ولا تبيد. وكذلك النار لا تفنى ولا تبيد اما الجنة اما الجنة فهذا محل اجماع بين اهل السنة. اجماع باهل السنة ان الجنة لا تفنى ولا تبيد وان نعيمها ابدي لا ينقطع باجماع اهل السنة ولا يعرف من قال بقول ان الجنة يلحقها فلا الا الجهمية الجهمية ومن وافقهم من آآ من على طريقتهم ذهبوا الى ان الجنة تفنى والى ان النار تفنى اما اهل السنة مجمعون على ان الجنة لا تفنى. وادلة بقائها وعدم ثنائها كثيرة من كتاب الله فالله ذكر النعيم فقال خالدين فيها قائدة فيها ابدا فنعيم الجنة خالد اه لا ينقضي ولا ينقطع ولا ينتهي ولذا جاء في حديث صحيح ان ان ان منادي ينادي اهل الجنة يا اهل الجنة فيشرئبون ثم يؤتى بالموت على صورة كبش فيقال اتعرفون يقول نعم هذا هو الموت. فيؤتى بي على صورة كب ثم يذبح على ابواب الجنة فيقول يا اهل الجنة خلود فلا فلا موت. اذا اهل الجنة اهل السنة مجمعون على انها لا تفنى ولا تبيد واما النار اما النار فعامة السلف ايضا على انها لا تفنى. عامة اهل السلف انها لا تفنى. هناك من اهل العلم من اهل السنة من يرى ان عذاب النار يفنى ان عذاب اهل النار يفنى وانهم يعذبون ما شاء الله ثم ثم يخرجون منها وهذا القول نسب لبعض اهل السنة والصحيح ان اهل النار ينقسم الى قسمين قسم اذا دخلها فلا يخرج منها ابدا وقسم اذا دخلها يعذب فيه ما شاء الله يعذب ثم يخرج ثم يخرج منها ثم يخرج منها. هذا الذي اه اختلف فيه العلماء. اذا لا بد ان نفرق بين من دخل النار على وجه الخلود الابدي وبين من دخلها على وجه الامد وليس على وجه الابد فجاءهم بن صفوان من وافقه يرون ان الجنة والنار تفنيان اما اهل السنة فلا يرون فناء الجنة ولا يرون فناء النار. يقول ابن اذ واما ابدية النار ودوامها فلناس في ذلك ثلاثة اقوال لك ثلاثة اقوال في مسألة ابدية النار ودوامها. القول الاول ان من دخلها لا يخلو منها ابدا ولا يخرج منها ابد الابد كل من دخله كل من دخل لا يخرج منها ابدا انك من تدخل النار فقد اخزيته. ادخل يعني كل من دخل من اهل الكبائر ومن اهل الفجور. قال كل من دخل النار لا يخرج منها ابدا. وهذا قول من؟ قول الخوارج والمعتزل القول الثاني ان اهلها يعذبون فيها ثم تنقلب طبيعتهم تنقلب طبيعتهم وتبقى وتبقى طبيعة يعني بمعنى القول الثاني ان اهل النار الذين يعذبوا في النار تنقلب طبيعتهم الى طبيعة نارية فتصبح طبيعته متآلفة مع النار بماء النار كأنها اصبحت تعيش مع النار ويعني يعيش في وسط النار ولا يضره ذلك كحال الملائكة الذي هم خزائن النار هم في النار ومعك لا تظره ينقلب اهل النار في طبائعهم الى طبيعة نارية فيعيشون في النار ويأكلون ويتلذذون ولا يضرهم ذلك العذاب. وهذا قول ابن ابن عربي الطائي الاتحادي ابن عرب الطائي الاتحادي الضال الهالك. ان اهلها يعذبوا فيها ثم تنقلب طبيعتهم طبيعة نارية يتلذذون بها لموافقتها لطبعهم هذا قول باطل هذا قول سهل. القول الثالث ان اهل يعذبون فيها الى وقت محدود ثم يخرجون منها ويخلفوا فيها قوم اخر وهذا قول اليهود لمحمد صلى الله عليه وسلم عندما قالوا ندخلها سبعة ايام ثم تخلفوننا فيها هذا قول رده ربنا سبحانه وتعالى. الرابع انهم يخرجون منها وتبقى على حالة ليس فيها احد الرابع هو قول ايش؟ ان النار اهل ويخرج منها ويموتون ولا يبقى فيها احد وهذا القول ذكره شيخ الاسلام ابن القيم والقرآن والسنة يردان هذا القول يعني ليس هذا القول نسب ذكر ابن القيم وذكره شيخ الاسلام القول الخامس انها تفنى بنفسها لا يبقى تفنى هي النار بنفسها لان احدهما ثبت حدوث استحالة بقاء وهذا القول من الجهم الجهة بن صفوان وشيعته القول السابع القول السادس ان النار ان اهل النار تفنى حركاتهم ويفنى عذابهم لتبقى الاجساد وتبني الحركات. فيبقون اجسادا بلا حركة. وهذا قول من يصلنا بمعنى يصون جماد. يصون جماد كالحجارة. وهذا قول ابي العليف ابن ابي الهذيلة العلاف القول السابع ان الله يخرج منها من يشاء كما ورد في السنة ثم يبقيها ما يشاء ثم يفنيها يعني يخرج ممن يشاء ثم يبقيها ما شاء ثم يفنيها. اي ان النهاية الى النار تفنى القول الثامن ان الله تعالى يحرم من يشاء كمل السنة ويبقي بها الكفار بقاء لا انقضاء له كما قال الشهداء هو الذي عليه عامة اهل السنة. هم. وقوله ذكر هذان القولان السابع والثامن. وهذان القولان القولان لاهل السنة ينظر في دليلهما فمن ادلة القول الاول منهما قال قال تعالى قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم وقوله تعالى فاما الذين شقوا فبالنار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شرى احتجاجهم عليه شيء على ان بقاء النار مؤقت. وانهم يبقون فيها الى ما شاء الله عز وجل. وانه متى ما شاء الله اخرجهم ومثل قوله تعالى ايضا هذا ادلة من قال انهم يخرجوا منها واحتجوا ايضا عن ابن مسعود رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لو لبث اهل النار في النار كقدر رمل عالج لكالهم على ذلك وقت يخرجون فيه ثم قال ثم استدل بقوله تعالى لابثين فيها احقابا. هذا مستدل من قال انهم يعذبون فيها ما شاء الله يعذبون. ثم يخرجون منه ها ثم بعد ذاك تفتنى النار. احتجوا بهذه الايات وهذا كما ذكرت ينسب لبعض اهل السنة قال ايضا وقد ذكر احتجاج من قال بهذا القول وقال الله سبحانه وتعالى عذاب يوم عظيم واليم قالوا قالوا النار موجب والنار موجب غضبه والجنة موجب رحمته. وقد قال الله تعالى لما قظى الله الخلق كتب كتابه وعنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي. وفي رواية تغلب غضبي. وقال الله تعالى عن الاخوة للعذاب انه عذاب يوم عظيم. ان يجعله يوم عذاب يوم عظيم. عذاب يوم اليم. عذاب يوم عقيم. ولم يخلى في موضع واحد عن النعيم انه نعيم يوم. يعني هناك فرق بين نعيم الجنة وان النار ان النعيم اطلقه وبالنار قال عذاب يوم عظيم عذاب يوم عقيم عذاب يوم اليم وقال عذابي ومن يشاء ورحمتي وسعت كل شيء. فعلق العذاب بمن شاء والرحمة وسعت كل شيء لكن هذا قول من يقول انها انها تفنى وان عذابها النار ليس ابدي وانه يعذب ما شاء الله عليه ثم يخرج ثم يخرج منه وليس معنى خروجهم عندما يدخلون الجنة وانما يخرجون بمعنى انه ينقطع ابوما تفنى النار لكن هذا القول مخالف لما عليه اهل السنة والصحيح الذي عليه عامة سنة بل بل نقل فيه الاجماع ان نار الكفار لا تفنى ولا تبيد وان اهلها خالد وفي ابد الابد ويحمل ما جاء عن بعض السلف ان النار يأتي عليها زمان تخفق ليس فيه احد. وان النار لو لبث فيها رمل عاجل ليخرج منها تحمل على نار اي نار على نار الموحدين. اذا نقسم النار الى قسمين. نار الكفار ونار الموحدين اما نار الكفار فالذي عليه عامة السنة ونقل في الاجماع ان نارهم لا تفنى ولا تبيد. وان عذاب اهلها دائم ابدي لا ينقطع ولا ينتهي. كما قال تعالى خالدين فيها ابدا وكما قال يا اهل النار خلود فلا فلا موت واما قوله الا ما شاء الله اي ان الله شاء انهم يخلد فيها ابدا. فهذا الذي شاءه ربنا سبحانه وتعالى الا ما شاء الله ما دام السماوات والارض. والله شاء دوام السماوات والارض الى يعني يعني دوام السماوات يعني بعد بعد ان يغير الله الارض وتتبدل السماوات يبدل الله بالسموات والارض لا تتغير على ذلك بل تبقى ابد الابد. لان لان تعليق الجنة والتعليق نعيم الجنة وتعليق عذاب النار ما دام سموات الارض الا ما شاء ربك نقول الجنة السماوات والارض دائمة ابدا وهذا الذي شاءه ربنا سبحانه وتعالى وليس المعنى ان الله سبحانه وتعالى يعذبهم امدا ثم يخرجهم بهذه المشية لان الله عز اخبر انهم خالدين فيها ابدا. هم. واما عذاب يوم عظيم عذاب يوم عقيم. اي ان اي ان ذلك العذاب عذاب شديد اي انه عذاب شديد لا مثيل له وليس المعنى عذاب يوم ينقطع ليس عذاب يوم وينقطع وليس عذاب يوم وينتهي ثم قال بعد ذلك واحتجوا واحتجوا ايضا باقيسة العقلية ان الله ارحم الراحمين. وان كيف يعذب خلقه ابدا وسرمدا وان وان اعمالهم التي عملوها ولو عمر مئة سنة يعذبون بقدرها من من اعمارهم فكيف يتجاوز ذلك؟ وهذه كلها مسائل اللي يعني ليس فيها دليل وانما هو مقامه مقام العاطفة كما ذكر ذلك فقال بعضهم مثل هذه المثال الا وجه قال وليس في حكم في حكمة احكم الحاكمين وارحم ورحمة ارحم الراحمين يخلق خلقا يعذبهم ابد الاباد عذابا سرمدا لا نهاية له. واما ان يخلق خلقا ينعم عليهم ويحسن اليهم بعيدا سرده من مقتضى الحكمة والاحسان مراد مراد لذته والانتقام مرادا بالمرادا بالعرظ الى ان قال استدلوا على بان ما ورد فيها من الخلود والتأبيد وعدم الخروج وان عدم المقيم وان الاغراض كله حق مسلم لا يزال فيه وذلك يقتضي الخلود في دار العذاب ما دامت باقية وانما يخرج في حال بقائها اهل التوحيد فرق بين من يخرج من الحبس هو حبس على حال وبين من يخطو الحبس بخراب الحبس وانتفاضه. ثم قالوا اما ادلة القائل بقائها وعدم ثنائها قال تعالى ولهم عذاب مقيم. وقال تعالى يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. وقال تعالى فلن نزيدكم الا عذاب. وقال تعالى خالدين فيها ابدا وقال تعالى وما هم منها بمخرجين وقال تعالى ايضا وما هم بخارج من النار وما هم بخارجين من النار وقال تعالى ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وقال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. وقال تعالى ان عذابها كان غراما. اي مقيما لازم. هذه ادلة من؟ قال بانها لا ولا تنقطع ولا تفنى. وادلة ذلك من السنة كثيرة جدا. ان اهلها يدخلون النار خالدة فيها ابد الاباد ثم قال وخلق لهما اهلا. اذا عرفنا القول الراجح اما الجنة فبالاجماع الجنة بالاجماع انها لا تفنى ولا تبيد وانها مخلوقة موجودة. واما النار فذكر ثمانية اقوال سبعة ستة اقوال لا اصل لها ولا دليل عليها. وقولان هما ينسبان لاهل السنة والذي عليه عامة اهل السنة بل نقل فيه الاجماع ان النار لا تفنى وان النار التي تفني هي نار الموحدين. ومعنى تفنى نار الموحدين اي ان اهلها يخرجون منها وانها تبقى ضبائر حمم سود نسأل الله العافية والسلامة لا ان يخرج منها كالحمم نسأل الله العافية والسلامة. واما نار الكفار الذين هم اهلها فانهم لا يخرجون منها ابد الابد. واما قول من يقول كيف يعني اذا كان عذابهم يعذبون ابدا وسرمدا وهذا يعني ينافي رحمة الله يقول ربنا سبحانه وتعالى اخبرهم بين لهم ان من عصاه وخالف امره واشرك به ان هذا عذابه وان هذا عذابه خالدا فيها ابدا خالد فيها ابدا وان لهم عذابا غراما وان عذابها مقيم وهذا تدل عليه النصوص. واما مسألة ان ان هذا لا ينافي لا لا يناسب رحمة ارحم الراحمين. فهذا عاط كلام عاطفي لا دليل لا دليل عليه معندوش تيبان ليا شيخ الاسلام يا شيخ. ينسى ابن القيم اذا كان ابن القيم هو الذي يذكر ذلك وينسبون من شيخ الاسلام لكن شيخ الاسلام له اه ما يدل على ان النار لا تفنى. ليس هناك من السنة من يقول ان ان اهل النار دخول الجنة. واضح؟ يقولون يقول الموحدين من اهل الجنة الموحدين من اهل النار الذين يعذبون في النار. هؤلاء حال كحال من حبس ثم خرج واضح يعني الموحد الذي دخل النار يعذب فيها ما شاء الله يعذب ثم يخرج من النار. كحال سجين دخل السجن ثم خرج واما حال الكفار الذي حكم عليه بالسجن مؤبد. ولكن ولكن هدم السجن وخرب السجن فخرج ليس لاجل انه ان عذاب انتهى وانما لاجلنا السجن خرب. قالوا كذلك في الكفار انهم يخرجوا منها و وخروجه ليس لاجل ان انقطاع العذاب وانما لاجل وانما لاجل ان النار فلت اذا فلت النار هنا عذابهم تباعا. لكن ليس ليس هناك من يقول ان الكفار هؤلاء يدخلون الجنة بعد ذلك لا يقول اهل السنة ذاك وانما الذي يقول هذا القول يقال انهم يخرجون ويموتون لا يبقى لهم شيء يموتون وينتهون وتفنى النار بعد ذلك قال وخلق لهما اهلا اي خلق الله عز وجل للجنة اهلا وخلق الله للنار اهلا وعلم الله عز وجل من هم؟ وان الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق. نعم وخلق لهما اهل وقل هذا ان الله عز وجل خلق الجنة والنار قبل الخلق. اما مسألة متى خلق الله الجنة والنار فاقوى ما في ذلك عندما خلق الله ادم امره ان يدخل الجنة والصحيح من اقوال اهل السنة ان الجنة التي دخلها ادم هي جنة الخلد انها جنة الخلد لان هناك قولان هو من يرى انها جنة ولكن ليست جنة خدلتي التي من دخل لا يخرج منها ابدا ولا ييأس ولا يبأس ولا يحزن والصحيح ان هي الجنة التي الجنة اخرج منها ادم ودخلها ادم هي هي جنة الخلد ودليل ذلك قول موسى انت الذي اخرجت من الجنة ياكلك من الشجرة فهذا يدل على ان الجنة التي دخلها ادم واخرج منها هي هي جنة الخلد التي وعد بها المتقون وهيئت المتقين وعدة للمتقين وهذا هو الصحيح. فالجنة مخلوقة قبل ان يخلق الله عز وجل الخلق قبل ان يخلق ادم وقبل ان يعني اول خلق الله السماوات والاراضين في ستة ايام وخلق ادم في اخر في اخر يوم الجمعة من الستة الايام فتكون الجنة والنار خلقتا قبل خلق ادم خلقتا قبل خلق ادم هذا هو الصحيح لان الله ذكر ان امر ادم ان يدخل ان يدخل الجنة ان يدخل الجنة. فدخل ادم واكل من الشجرة وعصى الله عز وجل فبعد ذلك اخرج منها. قول هنا قال وقوله خلق لهما اهلا كما قال تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس. لهم قلوب لا يفقهون بها وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم بما روت عائشة قالت دعي وسلم الى جناز صبيب للانصار فقالت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة. لم يعمل سوء ولم يدركه فقال او غير ذا او غير ذلك يا عائشة ان الله خلق الجنة اهلا خلقهم لهوهم في اصلاب ابائهم وخلق للنار اهلا قلقهم لها وهم في اصلابي ابائهم خلق وهم في اصلاب ابائهم وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه وهو يدل على ان الله عز وجل خلق للجنة اهلا وخلق للنار اهلا. وان من سيدخل الجنة قد علمه الله عز وجل وخلقه لكل من علم الله يدخل الجنة سيخلق قل من علم ان الله علم الله عز وجل انه يدخل الجنة فانه سيخلق ويوجد فيدخلها وكذلك اهل النار قد علم الله من من هم اهلها فلا يزاد فيهم احد. وذلك الدماء جاء في حي جبريل حديث ادم عليه السلام عندما قال الله له اختر قال اختار يميني ربي وكلتا يدي وكلتا يدي ربي وكلتا يدي ربي يمين قال فاخرج بالسويد العظيم قال هؤلاء اهل الجنة وهؤلاء اهل النار. فافاد ان الله عز وجل اخبر ادم باهل الجنة واسودت معظمهم الجنة. وفي في اليد الاخرى اهل النار قال لا يزاد فيهم احد ولا ينقص منهم احد فكل فكل مخلوق علم مكانه اهو من الجنة او ما هو من النار فلا يزاد فيها الجنة احد ولا ينقص من اهل النار احد فهذا معنى قوله وخلق لها اهلا اي خلق للجنة اهلا وخلق للنار اهلا. والجنة لا تمتلئ لا تمتلئ بهذا الخلق حتى يخلق الله عز وجل لها خلقا فيملؤها بها وهذا الخلق علم الله عز وجل ايظا انه من اهل الجنة ويخلقه حين ايجاده وحين ايراد ادخاله قال تعالى انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. انا هديناه السبيلا اما شاكرا واما كفورا ومعنى هنا ان ان الله خلق لهم اهلا اي قلق للجنة اهلا وهداهم ايضا وهداهم الى طريقها وخلق للنار اهلا وايضا آآ جعلهم يعملون اعمال اهل النار نسأل الله السلامة. ثم قال فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه. بمعنى ان العباد مخيرون في ذلك وان لهم مشيئة من شاء ان يدخل الجنة عمل باعمال اهل الجنة. ومن شاء ان يدخل النار عمل باعمال اهل النار. ولذا قال تعالى في هذه الاية التي ذكرناها قال آآ انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. وذكر السمع البصري انها اداة وادوات العلم اي جعل الله عز وجل له القدرة على ان يدرك الحقائق ويعرف الامور سميعا بصيرا انا هديناه السبيل اي بينا له السبيل وضحناه له ودللناه على طرق النجاة وبين له طرق الشر. انا هديناه السبيل اما شاكرا اي اما عاملا بطاعة الله. واما كفورا. فالله عز وجل ارسل الرسل وانزل الكتب وبين الطرائق والسبل ووضحها وبينها ايما ايضاح فليس لاحد على الله حجة يوم القيامة. ولذا نقول ان من لم تبلغه الدعوة الرسالية ولم تبلغه الحجة ماذا يفعل به؟ يمتحن في عرصات القيامة. والله يقول ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. اذا قوله هنا عندما قال فمن شاء منهم الى الجنة اي ان العبد له مشيئة وهذا الذي عليه اهل السنة ان هناك مشيئة تتعلق بالخالق ومشيئة تتعلق بالمخلوق وان المخلوق وله مشيئة الا ان مشيئته لا تنفذ ولا تكون الا بما شاء الله عز وجل الله عز وجل شاء بعباده ما شاءه سبحانه وتعالى فشاء ان هذا يعمل بعمل اهل الجنة وشاء لذاك ان يعمل بعمل اهل النار والذي عمل بعمل الجنة عملها ايضا بمشيئته. والذي عمل باهل النار عمل ذاك وهو يشاء يشاء ذلك العمل. فافاد اي شيء ان من سلك طريق الجنة فقد سلك مشيئته ومن سلك طريق النار فقد سلك مشيئته الا ان الله شاء لهذا ان ان يسلك هذا الطريق وشاء لذلك ايضا ان يسلك هذا طريقه قد ذكرنا ان مشيئة الله متعلقة به شيء بعلمه. فالله علم ان هذا سيستقيم وعلم ان هذا سيظل. فهدى هذا وظل هذا هدى هذا وفقه توفيقا منه وفضلا وظل هذا وخذله عدلا منه سبحانه وتعالى والا الحجة قائمة والطريق واضح والدلالة تبينة ثم بعد بعد ذلك الناس بين شاكر وبين كافر فهذا معنى قوله اما شاكرا واما كفورا. ثم قال يقول في الموجودات يقول ابن ابي العز الموجودات نوعان احدهم مسخر بطبعه والثاني متحرك بارادته احدهما مسخر بطبعه اي ما يسمى حركته ليست ارادية بغير ارادة تحرك دائما وهناك متحرك بارادته فهذا الاول لما سخره له طبيعة وهذا يقول فهذا الاول لما سخره له طبيعة فهذا الاول لما سخره له طبيعة وهذا الثاني هداية ارادية تابعة لشعوره وعلم ما ينفعه ويضره. ثم قسم النوع ثلاث انواع نوع لا نوع لا يريد الا الخير ولا يتأتى من ارادة السوء كالملائكة قسم الخلق الى قسم الى قسم اولا الموجودات نوعان موجودات مسخرة بطبعها واضح؟ مسخة بطبعها يعني تتحرك ليس بارادتها وانما بطبعها مثلا هذه النخلتان وتنمو تنمو بطبعها. تخرج الثمار بطبعها وهناك متحركات تتحرك بارادتها كحال الانسان وهذي المتحركات تنقسم الى انواع قسم لا يريد الا الخير وهم من؟ الملائكة. الملائكة لا يدرون الخير ولا يفعل الخير ولا يتأتى منه الا الخير وقسم لا يكون الا الشر ولا يريد الا الشر وهي تتهم الا الشر وهم من؟ الشياطين وقسم بينها وبين هذين القسمين ولو يتأتى منه يراد للقسمين يعني يأتي منه الخير ويأتي منه الشر وهو كالانسان والجن كالانس والجن ونوع يتأتى من رؤية القسمين كالانسان ثم يجعله ثلاث اصناف صنف يغلب يغلب ايمانه ومعرفته وعقل هواه. قسم يغلب ايمانه وعقله ومعرفته عقل شهوته وفيلحق الملائكة وقسم تغلبه شهوته واضح؟ فيلحق بالشياطين. واضح؟ وصنف عكسه فيلحق بالشياطين. وصنف تغلبه شهوته البهيمية تغلب شهوة البهيم عقله فيلتحق الناس في هذه الدرجة اما ان يغلبه الخير ويكون عمله كل خير فيلحقه بدرج من؟ الملائكة. وقيس من الناس من يكون عمله كله شر. ولا يتأتى الا الشر فيلحق باي شيء بالشياطين. وقسم تغلبه شهوته من جهة من جهة الاكل والشرب ومن جهة النكاح وهو معه ايمان لكن تغلب شهوته شهوته فهذا يلحق البهائم لان البهيمة همها اي شيء همها المنكح والمأكل والمشرب اذا قوله فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه اي من شاء منهم اي من اراد ان يسلك طريق الجنة فقد بين الله له طريق الجنة وسلوكه لطريق الجنة هذا فضلا هذا فضل من الله امتن الله به عليه وتفضل الله به عليه ولا احد يستطيع ان يسلك الطريق الا بتوفيق الله عز وجل. وهذا معنى بتوفيق الله وفضله ورحمته ومن شاء منه للنار عدلا منه لان الله عز وجل عندما سلك هذا العبد طريق النار وسلك طريق آآ الخزي اه لم يسلكها الا بعد اي شيء بعد ان بين الله له الحجة والادلة ووضح له البراهين وجعله سمعا وجعله بصرا وجعله عقلا وجعله اختيارا وجعله مشيئة ثم اوضح له الحجج ابراهيم ثم تركه والترك هنا اي شيء هو هو الخذلان هو الخذلان فالله لم يظلمه لو لو ان هذا العبد عذب قبل ان تقوم هذه الحجة لكان له وجه لكن الله بين له الادلة ووضح له البراهين وتوزع له الكتب وارسل له الرسل وبين طرق النجاة ثم سلك غيرها فهذا عدل ليس بعدل نقول هذا هو تمام العدل. اما مسألة التوفيق فهذا فضل من الله عز وجل. حرم هذا وفق ذاك لما قام في قلبي هذا من من محبة الخير وفضل الله قبل ذلك ولما قام في قلبي هذا من حب الشر فاكل الى نفسه وخذل نسأل الله العافية والسلامة من يعمل ومن يعمل الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير الى ان قال رحمه الله تعالى بعد ذلك والاستطاعة كم بقي؟ لا باقي يا شيخ والكل يعمل لما قد فرغ منه. نعم. قال بعد ذلك وكل يعمل لما قد فرغ منه. نعم. ومعنى قوله وكل يعمل وكل يعمل لما قد فرغ له وصائل ما خلق له. اي ان اعمال العباد وجميع ما نعمله نعمل في امر قد فرغ منه والله علم من سيدخل الجنة ممن سيدخله. قال الصحابي يا رسول الله انعمل في امر نستأنفه او في امر وفق قال في امر قد قضي منه قال ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. الان نحن نعمل والله عز وجل قد علم من هو المهتدي منا ومن هو الضال. وعلم الله عز وجل من هو من اهل الجنة ومن هو من اهل النار. وعلم الله من فيستقيم ويثبت على دينه ممن ممن سيزيغ قلبه ويضل. كما ان الكفار الان منهم من علم الله انه في وهو الان كافر انه سيهتدي ويتوب الى الله عز وجل ويدخل بالاسلام وان من المسلمين من يرتد عن دينه ويموت على الكويت ويدخل النار فنحن الان نعمل في امر قد فرغ منه كما قال هنا وكل يعمل لما قد فرض له اي ان نحن نعمل في شيء قد فرغ له. ولسنا نستأنف العمل وانما نعمل في شيء قد فرغ منه جميع اعمالنا واقوالنا وافعالنا كلها مكتوبة قبل ذلك في اللوح المحفوظ. وقد قدرها الله عز وجل شائها وخلقها عند وجودها فهو رب ربنا سبحانه وتعالى يعلم كل شيء. قال وكل يعمل لما قد لما فرغ له. وصائر اي شيء لما خلق له. نحن نعمل فيما فرغ ونصير الى ما شاءه الله عز وجل وما اراده الله عز وجل منا. وصائر الى ما خلق له اي ما خلق له. اي ما شاءه الله عز وجل وخلقه وخلق منه ما عمله. وقبل ذلك كما ذكرنا في مراتب القدر ان مراتب القدر هي اربعة مراتب مرتبة العلم. فالله اهل الجنة من اهل النار وعلم ان يطيعه ممن يعصيه. المرتبة الكتابة وكتب الله عز وجل اعمال كل شيء كتب الله كل شيء باللوح المحفوظ منها اعمالنا واعمال جميع البشر قد كتب اللوح المحفوظ. المرتبة الثالثة المشيئة وهي ان الله شاء كل ما يكون في هذا الكون فقد شاء ربنا سبحانه وتعالى. المرتبة الرابعة الخلق والايجاد وهذا معنى قوله وهذا معنى قوله وكل يعمل لما قد وصائر الى ما خلق له. والخير والشر مقدران على العباد. وقد سبقنا قد سبق ذكر هذا وبينا ان الخير بتقدير الله. وان الشر ايضا بتقدير الله عز وجل. وان جميع ما يكون في هذا الكون من الخير والشر. فان الله هو الذي قدر وهو الذي شاءه وهو الذي خلقه وليس هناك شيء يخرج عن خلقه وليس هناك شيء يخرج عن مشيئته وليس هناك شيء يخرج عن قدرته سبحانه وتعالى. فهذا الفصل اللي ذكره يتعلق بمسائل كثيرة ورجع ايضا مسألة القدر اللي سيأتي معنا ايضا في قوله والاستطاعة التي يجب بها العمل نقف على الاستطاعة والله تعالى اعلم واحكم صلى الله عليه وسلم نبينا محمد