الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في الفتن وقول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. الاية وقوله هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا. الاية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الفتن هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى في التحذير من الفتن وبيان سوء مغبتها لمن استشرف لها وانها مهلكة للناس وخطرها عظيم عليهم جنبنا والمسلمين اينما كانوا الفتن ما ظهر منها وما بطن واعادنا والمسلمين منها ان وان الواجب على المسلم اتقاء الفتن لا الاستشراف لها والاستعاذة بالله تبارك وتعالى منها لان خطرها على الناس عظيم وفيها هلاك للناس لان الفتن اذا وقعت تعطلت المصالح الدينية والدنيوية وحصلت التعديات وجد الظلم ولم يأمن الناس لعن النفس ولا على المال ولا على العرض الى غير ذلك من الاخطار العظيمة ولهذا ينبغي على المسلم دائما ان يكون كثير الاستعاذة بالله تبارك وتعالى من الفتن وشرع لنا دبر كل صلاة قبل ان نسلم ان نتعوذ بالله سبحانه وتعالى من الفتن عامة وخاصة قال رحمه الله باب ما جاء في الفتن قال وقول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة بدأ رحمه الله تعالى بهذه الاية الكريمة لان فيها تبيانا لخطورة الفتن العظيمة وان الفتنة عندما تقع تكون مضرتها على الناس عظيمة وشررها ومضرتها تتناول الظالم وغيره كما قال سبحانه وتعالى لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة بل تصيب الظالم وغيره فتراق دماء يهلك اناس لكن يبعثون على نياتهم وعلى اعمالهم. اما الفتنة فانها تأكل كما يقال الاخضر واليابس الصالح والطالح فخطرها على الامة خطر عظيم قال وقوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا او يلبسكم شيعا وهذا هو موضع الشاهد من ايرادي هذه الاية او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض يلبسكم اي يخلطكم. اللبس هو الخلط. شيعا اي فرقا وهذه هي الفتن ثم يترتب على ذلك ما جاء بعده ويذيق بعضكم بأس بعضنا اي القتل ورفع السيف واراقة الدماء وان يكون بأس المسلمين بينهم وهذا امر يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه لا يتصدر له ويستشرف له بل المسلم يتعوذ بالله تبارك وتعالى من ذلك وكان نبينا عليه الصلاة والسلام لما نزلت هذه الاية يستعيذ بالله لما قرأ ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال اعوذوا بوجه الله او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجه الله فكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله تبارك وتعالى والفتن يستعاذ منها. والنبي صلى الله عليه وسلم امر بذلك. قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جشره اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول فيقول المؤمن هذه مهلكتي. ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر ثم اورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وهو حديث عظيم في بيان خطورة الفتن وبيان ما تتقى به الفتن وعظيم جدا في هذا فالباب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزل منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جسره هذا الذي ذكره رضي الله عنه هو عادت الناس اذا نزلوا منزلا اذا نزلوا منزلا عادتهم يتفرقون كل له نوع من المصالح يعمل لاجله فمنهم من يصلح خباءه ان يصلح مكانه يهيئه للنوم وللراحة ومنهم من ينتظر الانتظار من المناضلة والترامي بالسهام وهذا نوع من التدريب التمرن على القتال ومن ومنهم قال من هو في جسره منهم من هو في جسده اي مع ماشيته يطلب لها المرعى المناسب الذي ترعى منه وتبيت فيه وهذه عادة الناس اذا نزلوا منزلا تجد كل واحد منهم في مصلحة معينة او في عمل معين هو مقصوده من ذلك اننا نزلنا وكل واحد منا تفرغ او ذهب الى مصلحة ما كل اشتغل بمصلحة من المصالح اذ نادى مناد اذ نادى مناد وهذا النداء احتيجا اليه لهذا الامر الذي ذكره وهو انهم تفرقوا كل في جهة وكل في مصلحة معينة اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة بنصب الصلاة على الاغراء على المجيء والاقبال الصلاة جامعة فاجتمعن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وهذه قاعدة مهمة في الايمان بالنبيين اجمعين انه ما من نبي بعثه الله الا وقد دل امته الى كل خير وحذرهم من كل شر ما من نبي بعثه الله الا بلغ البلاغ المبين ونصح امته وادى الرسالة وبلغ الامانة واقام الحجة فكل انبياء الله عز وجل قاموا بهذه المهمة اتم قيامه ولهذا من العقيدة في الانبياء والعقيدة في الانبياء اصل من اصول الايمان وركن من اركانه ان يعتقد ان جميع الانبياء بلغوا دين الله اتم بلاغه ما تركوا خيرا الا ذلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذرهم منه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام هنا انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم. فالانبياء بلغوا البلاغ المبين ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروهم منه قال وان امتكم هذه اي امة محمد عليه الصلاة والسلام التي هي اخر الامم امم النبيين جعل عافيتها في اولها والمراد بالعافية السلامة من الفتن السلامة من الفتن وهذا فيه ان السلامة من الفتن عافية ومن سلمه الله من الفتن ووقاه فقد عافاه الله ومن اعظم الدعاء اللهم اني اسألك العافية اللهم اني اسألك العافية وتعرفون قصة العباس لما جاء للنبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به قال سل الله العافية كانه تقال لها رجع الي مرة اخرى وقال يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به قال يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والاخرة فمن اوتي العافية فقد سلم وغنم وربح يقول عليه الصلاة والسلام وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها اي اول الامة في عافية اي في سلامة من الفتن والمراد بالفتن اي الفتن التي تنشب بين المسلمين عندما يختلط امرهم وينسب بينهم اه القتال والتطاحن والتدابر ويكون بأسهم بينهم هذا المراد بالفتن وهو المراد قوله جعل عافيتها في اولها اي السلامة من هذه الامور وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها والمراد باولها تحديدا اي زمن كالخليفتين الراشدين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وان قتل عمر كما سيأتي معنا في حديث لاحق يسوقه المصنف كسر لباب الفتنة كسر لباب الفتنة وان قتله رضي الله عنه وارضاه كسر لهذا الباب الامة في عافية الى ان يكسر البال والباب قتل عمر رضي الله عنه قتل عمر رضي الله عنه فالعافية كانت في اول هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام في زمن الخليفتين الراشدين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما قال وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها. اي بعد ذلك تبدأ تبدأ الفتن وتظهر بذورها ثم تتزايد تتزايد تزايدا عجيبا جاء وصفه في هذا الحديث ان الفتنة عندما تقع في الناس تكون عظيمة جدا ثم يأتي بعدها ما هو اشد منها فيرون تلك التي كانت عظيمة هينة في مقابل هذه الفتنة الاشد والفتنة الاعظم يقول وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضا فيرقق بعضها بعضا اي ان الفتنة العظيمة التي تعقب فتنة قبلها ترقق الفتنة التي قبلها فيراها الناس انها ليست بشيء امام هذه الفتنة التي دهتهم وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي هذه مهلكته اي من شدتها ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه اي هذه اشد الاولى دونها وهذا ايضا فيه توضيح لمعنى يرقق بعضها بعضا وهذا فيه ان الفتن لا تزال يعقب بعضها بعضا ويتبع بعضها بعضا وان المسلم مطلوب منه دائما اتقاء الفتن والحذر منها وعدم التصدر لها والاستشراف لان الفتن مهلكة مهلكة للانسان ومضرتها على الامة مضرة عظيمة اول ما تبدو للناس يظنون فيها خيرا لهم ويندفعون ورائها وينساقون معها لانها تأتي كما جاء وصفها في النصوص عمياء بكماء صماء وما كان شأنه كذلك يكون ملتبس على الناس بكماء عمياء صماء ولهذا تجرف معها خلق من الناس ينساقون في الفتن ويركضون ورائها ثم اذا انتهت ادركوا انهم كانوا على خطأ لكن في غمرة الفتن لا يشعرون في غمرة الفتن لا يشعرون تهيج النفوس ومن هيجان النفوس في الفتن انه حتى العبادات يغفل عنها من كثرة اشتغال النفوس بالفتن اذا هاجت اعاذنا الله عز وجل والمسلمين اجمعين من الفتن ما ظهر منها وما بطن النبي عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام ناصح لامته ومن هديه عند الاخبار عليه الصلاة والسلام بالفتن بالشقاق الخلاف الامور التي ستقع في الامة عند الاخبار بذلك يبين في الوقت نفسه العلاج انظر على سبيل المثال لما قال انه انه من يعش منكم فسير اختلافا كثيرا انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا هذا الان امر يعني مهلك وخطر على الامة ما الحل ما المخرج اجاب عليه الصلاة والسلام دون ان يسأل وهذا من كمال نصحه. انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي. هذا هو المخرج وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وهنا لما ذكر الفتن صلوات الله وسلامه عليه وبين خطورتها وانها مهلكة للناس ان بعضها يتبع بعض وبعضها اشد من بعض قال في الارشاد عليه الصلاة والسلام الى الخلاص والسلامة من الفتن قال فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر تضرب عنق الاخر هذا المعنى الذي ختم به الحديث او هذا التوجيه الذي ختم به هذا الحديث مرتبط بما قبله مرتبط بما قبله لان ما قبله ذكر للفتن وهذا ذكر للمخرج من الفتن الذي قبله ذكر للفتن وهذا المخرج منها هذا المخرج من الفتن قال فمن احب ان يزحزح عن النار وان يدخل ويدخل الجنة فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلن تأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وهذا توجيه الى حفظ الايمان لان من شأن الفتن انها تضيع الايمان. تضيع الانسان دينه تشغله الفتن آآ جذبها للنفوس وما يترتب عليها من من شرور ومهلكة للناس يقول فلتأته منيته اي اجله ومفارقته لهذه الحياة وهو يؤمن بالله واليوم الاخر تعيد قراءة الحديث الأول قال رحمه الله تعالى عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا الى فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جشره. اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع. فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر رواه مسلم قال صلوات الله وسلامه عليه فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر اي ان الايمان بالله المقصود المعبود الملتجى اليه المخصوص بالذل والعبادة وكذلك الايمان باليوم الاخر الذي هو دار الجزاء والحساب والعقاب والوقوف بين يدي الله وانقسام الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير ليكن ذلك اصل ثابت عند المؤمن لا يضيعه ولا يفرط فيه مهما حصل من امور ومهما واجه من فتن يجب عليه ان يحفظ هذا الاصل العظيم والاساس المتين الذي لا نجاة له في الدنيا والاخرة الا به وقوله فلتأتي منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر هذا فيه حفظ الايمان بالله واليوم الاخر وما يقتضيه هذا الايمان من خضوع وذل اه طواعية لله عز وجل وانقياد لامره جل في علاه قال وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه وهذه قاعدة ذكر العلماء رحمهم الله تعالى انها من اجمع القواعد في باب الاخلاق والتعامل مع الناس بل لو اردت ان تعرف الخلق الجميل ما هو لو قيل ما هو الخلق الجميل لوجدت ان هذا الحديث يعد من اجمع واجمل ما يكون في تعريف الخلق الجميل ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك هذا هو الخلق الجميل ان تعامل الناس بالمعاملة التي تحب ان ان تعامل بها يعني لو قال قائل في ضوء هذا الحديث تفرع عليه تفريعات عظيمة جدا لو قال قائل مثلا ما هو بر الوالدين ما هو بر الوالدين في ضوء هذا الحديث بر الوالدين اذا اراد شخصا ان يبر والده ليقدر نفسه والاب ما الذي يحب ان يعامل به لو كان ابا في كل موقف من المواقف ينظر ما الذي يحب ان يعامل به لو كان هو الاب فما يحبه لنفسه ليعامل به والده هذا هو البر وهذا قل مثله في كل تعامل من تريد ان تتعامل معه ايا كان قدر نفسك مكانه. وانظر ما الذي تحب ان تعامل به ما الذي تحب ان تعامل به؟ هذه قاعدة جامعة وعظيمة جدا في باب الاخلاق. ومن وفق لتطبيق هذا الحديث فقد اوتي فالخلق بجماعه اوتيه الخلق بجماعه قال وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه وهذا المعنى ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هنا في باب تحذير من الفتن والمخرج منها وهذا ايضا باب مهم الناس يحتاجون اليه. كم يقع الناس في الفتن في مخالفات ومخالفات لهذا الحديث. وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه وما يقع في الفتن من مظالم من تعديات من انتهاك للاعراظ من لغط بالكلام تهكم وسخرية واستهزاء هل من يقوم بهذه الاعمال يحب ان تؤتى اليه هل يحب ان تؤتى به؟ هل يحب ان يعامل بها؟ لا والله فلو ان هذا الحديث حضر في الاذهان او هذه القاعدة الجامعة في الخلق حضرت في الاذهان عند الفتن لسلم الناس لكن منهم من ينطلق بلسانه ومنهم من يعمل يده ومنهم من يثري في اعراض الناس وهي امور لا يحب ان يعامل بها لا يحب ان يعامل بها قال وليأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه ثم ذكر عليه الصلاة والسلام ما يتعلق بالامام القائم الذي له البيعة ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده صفقة يده صفقة اليد هو ضربة اليد الاخرى وهذي البيعة بايعوا بايعه فاعطاه صفقة يده وثمرة فؤاده كلمة بايعه كلمة بايعه فيها هذا المعنى الذي هو صفقة اليد وثمرة الفؤاد. نعم لكن هذا تفصيل للاجمال مثل الان لو لو قلت مثلا فلان من الناس صلى الظهر قام وركع وسجد وسلم طولك ركع وسجد وسلم هذا تفصيل فبايع امامه فاعطاه صفقة يده اعطاهم صفقة يده وثمرة قلبه التنصيص على صفقة اليد وثمرة القلب ثمرة القلب تأكيد على ان البيعة وقعت وبايعة بايعه فليطعه ان استطعنا فليطعه ان استطعت وهذا فيه وجوب طاعة ولاة الامر ما لم يأمروا بمعصية الخالق فيما هو مستطاع للعبد ان يقوم به. تجب لهم الطاعة ومر معنا قول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم اما ان امر بمعصية فلا طاعة له لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فان جاء اخر ينازعه فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر لماذا؟ لان دخول الاخر للمنازعة معنى ذلك وجود الفتنة وحصول الهرج والمرج والقتال بين الناس واختلال الامن الى غير ذلك من المفاسد العظيمة الشاهد ان هذه الكلمات العظيمة ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام تبيانا للمخرج من الفتن والسلامة منها نعم قال رحمه الله تعالى وله عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قال وله اي مسلم رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم بادروا بالاعمال اي سارعوا سارعوا في الاعمال الصالحة بانواعها ما دام الانسان يعيش في امن في رخاء في عافية في صحة في سلامة من الفتن ليغنم هذه الفرصة في المبادرة للاعمال والمسارعة اليها اذا كنت في وقت الامن تستطيع ان تأتي الى المسجد بطمأنينة ولا تخشى تطأ في طريقك شيئا تستطيع ان تحظر حلقة العلم وتستمع وتجلس على الشيخ وتقرأ وتحفظ وتسمع تذهب الى معقل العلم لتتعلم تؤدي امورك ومصالحك الدينية والدنيوية بارتياح هذه فرصة لك لان الفتن اذا جاءت كثير من هذه الامور لا يستطيع الانسان ان يقوم بها وليعتبر الانسان في الاماكن التي فيها الفتن او وجدت فيها الفتن كيف ان اصبح آآ اصبحت هذه المصالح غير متيسر لكثير من الناس القيام بها غير متهيأ له فالانسان يحمد الله على العافية ويحرص على اغتنام الفرصة ويبادر الاعمال ويستكثر من الاعمال بادروا بالاعمال اي سارعوا واستكثروا منها فتنا كقطع الليل المظلم اي قبل ان تقع فتن وصفها النبي صلى الله عليه وسلم كقطع الليل المغضب سبحان الله اذا كان الانسان يمشي في قطعة من الليل مظلمة هل يأمن العثار هل يا من ان يقع في حفرة هل يا من ان يقع في شجرة اه يصطدم بشجرة ذات شوك هل يا من سبعا يهجم عليه هل يأمن قطع الليل مظلم يصبح الانسان لا يأمن في في مساره ولا يأمن في طريقه اما ان يسقط او ان يصطدم او يهاجم او غير ذلك من امور فوصف عليه الصلاة والسلام الفتنة ان بهذه الصفة كقطع الليل المظلم كقطع الليل المظلم لا يغتر الانسان بواقعه الفتنة امرها مختلف امر الفتنة مختلف اذا اذا وجدت الفتنة فهي بهذه الصفة كقطع الليل المظلم انظر هذا الذي كقطع الليل المظلم كيف تتحول فيه النفوس وتتقلب القلوب عياذا بالله. يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا يبيع دينه بعرظ من الدنيا وهذا التقلب الذي يقع في كثير من الناس عند نشوب الفتن ووجودها بسبب ان من استشرف للفتن ودخل في غمارها اهلكته وربما استرخص دينه وباعه بثمن بخس من هذه الدنيا فالحديث فيه نصح من النبي عليه الصلاة والسلام لامته بالمبادرة الى الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله عز وجل لتكون ردءا للانسان وحافظا عند وقوع الفتن نعم. قال رحمه الله تعالى وله عن معقل ابن يسار رضي الله عنه مرفوعا العبادة في الهرج كهجرة الي قال وله اي مسلم رحمه الله عن معقل ابن يسار رظي الله عنه مرفوعا اي الى النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة اليه الحديث الذي قبله حديث ابي هريرة العبادة قبل الهرج العبادة قبل الهرج. يعني قبل ان تقع الفتن بادر في العبادة واقبل عليها واستكثر منها ومن وفق للعبادة وقت العافية فان هذا سيكون له معونة باذن الله سبحانه وتعالى للمحافظة على العبادة وقت الفتنة وقت الفتنة ومن كان مضيعا للعبادة في عافيته كيف تقبل عليها نفسه وقت الفتنة وهو في عافيته مفرطا ومضيعا فالحديث الاول فيه الحث على المبادرة للعبادة قبل ان ان تقع الفتن وان يستكثر منها العبد حتى تتمرن عليها نفسه ويقبل عليها قلبه وتكون معه حتى في اضيق الامور والنفس اذا الفت العبادة واعتادت عليها حتى في الشدائد ما ما تتخلى عنها. ولهذا علي بن ابي طالب لما ذكر الدعاء الذي علمه الله علمه النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ان تقوله قال خير لك من خادم تسبحين الله عند النوم ثلاثا وثلاثين وتحمدينه ثلاثا وثلاثين وتكبرينه ثلاثا وثلاثين. قال علي فما تركته عندما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم ما تركته ليلة منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فاحد الحاضرين قال له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين الشاهد ان المبادرة للاعمال قبل وقوع الفتن معونة للانسان للمحافظة عليها عند وقوع الفتن وحديث معقل فيه الحث على الاقبال على العبادة وقت الفتن قال العبادة في الهرج العبادة في الهرج والهرج هو الفتن واختلاط امر الناس وما يترتب على ذلك ذلك من وجود لاراقة الدماء او نحو ذلك من التعديات فالهرج هو الفتن اختلاط امر الناس وعادة اذا اختلط امر الناس هو مرج تنصرف القلوب عن العبادة تنصرف القلوب عن العبادة ولهذا يعني في الاماكن التي يجتمع الناس فيها على الفتن والعياذ بالله تجد حتى الصلوات الخمس يضيعونها حتى الصلوات الخمس يضيعونها ويفرطون فيها. ومن يصلي منهم الصلوات الخمس يصلي بقلب غافل. ليس مقبل على الصلاة وانما مشغول بالفتنة ومنهمك في الفتنة تجده يصلي وقلبه مع الفتنة. ليس مع الله في صلاته. وليس مقبلا على الله في صلاته. وانما يتحدث في الفتنة وربما يصلي ولا يدري كم آآ كم صلى ولا يعقل من صلاته شيء. لان القلب اصلا منشغل في الفتنة فيقول العبادة في الهرج كهجرة الي كهجرة الي اي في الثواب ما عظم ثواب من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالهجرة الى النبي عليه الصلاة والسلام وهذا الذي وفق للعبادة في الهرج ثوابه عند الله سبحانه وتعالى في اقباله على العبادة في الهرج كثواب الهجرة الى النبي الكريم صلوات الله والسلام عليه والموفق من وفقه الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على الانسان ان يعرف قيمة العبادة وان احوج ما يحتاج اليه الانسان في الفتنة هو عبادة الله مع ان اكثر ما يضيع في الفتنة عبادة الله احوج ما يحتاج اليه في الفتنة عبادة الله وجاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة قال الله اكبر او قال سبحان الله ماذا انزل الله هذه الليلة من الفتن وماذا انزل الله هذه الليلة من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات يصلين انظر من يوقظ صواحب الحجرات يصلين اي ان الفتن لا بد ان ان يقابلها الانسان بالعبادة بالصلاة بالاقبال على الله بالالتجاء اليه بالخضوع والضراعة بين يديه سبحانه وتعالى حتى تجلو ويذهبها الله سبحانه وتعالى وتنكسر لا ان يبرز لها ويتصدر وينشغل بها عن عبادة الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن حذيفة ان عمر قال ايكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن؟ فقلت انا فقال هات فانك عليه لجريء فقلت سمعته يقول فتنة الرجل في اهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصيام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال ليس هذا اريد انما اريد التي تموج كموج البحر فقلت ما لك ولها يا امير المؤمنين؟ ان بينك وبينها بابا مغلقا. فقال يفتح الباب ام يكسر قلت بل يكسر. قال ذلك اجدر الا يغلق. فقلت لحذيفة اكان عمر يعلم من الباب؟ قال نعم. كما ان دون غد غدا الليلة اني كما يعلمون او كما يعلم ان دون دون غد الليلة فقلت لحذيفة اكان عمر يعلم من الباب؟ قال نعم. كما يعلم ان دون غدا الليلة اني حدثته حديثا ليس فهمنا ان نسأله من الباب؟ قلنا لمسروق اسأله فسأله فقال عمر. نعم يكتفى بهذا القدر آآ غدا ان شاء الله نتكلم على هذا الحديث ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وان يعيذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا