الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال اما بعد قال شيخ الاسلام محمد عبدالوهاب في عقيدته التي ارسل بها الى اهل القصيم عندما ذكر عقيدة الفرقة الناجية وذكر من ذلك الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله قال ومن الايمان بالله اي مما يدخل في الايمان بالله. الايمان بما وصف به نفسه في كتابه. وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل. فقوله من الامام الله ان من امن بالله يلزمه ان يؤمن ايضا بما وصف الله به نفسه. وسمى به فيصف الله بصفاته ويسمي الله عز وجل باسمائه. واذا اثبت واذا وصف فلا يتجاوز في ذلك الكتاب والسنة. واذا وصف فيثبت من غير تحريف والتحريف من التغيير والتبديل وهذا هو اصل التحريف انحرف اذا تغير او مال او بدل يقال انحرف الطريق اذا مال عن جادته وان حرف والحرث عن الحق اذا ظل فالتحريف والتغيير تحريفان تحريف اللفظ وتحريف معنوي. واكثر التحريف الذي سلكه المعطلة والتحريف المعنوي. فهم يثبتون الالفاظ. يثبتون الالفاظ ويحرفون المعاني ومنهم من جمع بين تحريف اللفظ وتحريف المعنى ولا شك ان من حرف اللفظ حرة المعدة لان بتحريف اللفظ تتغير وتتحرف المعاني. فحرف الاستواء الى الاستيلاء. يسمى تحريف معنوي. اثبت اللفظ وحرف المعنى جعله المعنى استولى. ومن التحريف اللفظي تحريفهم لقوله تعالى وكلم الله موسى تكليما فجعلوا لفظ الجلالة والمكلف وقرأوها وكلم الله موسى تكريما. فاصبح المكلم هو الله. والمتكلم هو من؟ موسى. هذا تحريف لفظي بتغيير حركة من حركات الكلم تغير بها المعنى. وهذا اذا تغير اللفظ تغير المعنى من باب اولى ولا عكس لانه لا يلزم التغيير المعنى تغير اللفظ. فقوله من غير تحريف اي نثبت ونثبت المعاني. نثبت الالفاظ ونثبت المعاني. فلا فلا نحرف معانيها ولا نغير الفاظها بل نثبتها كما جاءت. ولا تعطيل اي لا نعطل الصفات من معانيها ولا نعطل الالفاظ من دلالاتها. بل نثبت اللفظ وما دل عليه لان التعطيل اصله من التخلية. فالمعطل هو الذي خلى اللفظ من معناه. واخرج انا واخرج المعنى من اللفظ اي اخرج دلالة اللفظ وجعله معطل لا دلالة فيه التعظيم ويزيد اهل السنة ايضا في هذا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف. وكل معطل كل معطل محرف. وكل محرف معطل كل محرك معطل لانك اذا حركت اللفظ او المعنى عطلت المعنى الذي اراده الله فالذين قالوا استووا المعنى استولوا عطل ولا بيعطلوا؟ عطلوا لانك عندما تصف الله بما لم يصف به نفسه عطلتوا عن الوصف الذي اراده فيسمى يسمى المحرفون معطلة لانه بتحريفهم عطر المعنى الحق الذي اراده الله. فقول من غير ان يثبت ما اثبته الله نفسه من الاسماء والصفات فنثبت صفة الوجه واليد والساق والسمع والبصر فكل ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نثبته ولا نحرفه ولا نخلي الالفاظ من معانيها ولا نعطل قال بل اعتقد ان الله ليس كمثله شيء. قد ذكرنا ان البنك بكتاب الله هو نفي النقائص والتي مماثلة الكمال مماثلة الكمال. نفي المماثلة كمال سبحانه وتعالى فقوله هنا بل اعتقد ان الله ليس كمثلي شيء يكون بمعنى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تمثيل. والممثل ايضا معطل. لماذا؟ لانه بتمثيله عطل الله او من صفته التي تليق به عندما تقول يد الله كيد الخلق يقول انت معطل ممثل انت معطل لماذا لانك بتمثيلك عطلت الصفة التي ارادها الله. فالله ليست يده كيد الخلق. فعندما تثبت يدا يد الله تجعل يد تجعل يد الله كيد خلقه عطلت الله عن صفته التي تليق به واثبت صفة لم يثبتها الله عز وجل قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فقوله ليس كمثله شيء اي ليس مثل مثله شيء. هذا قول وقيل ليس كمثلي شيء ان الكاف هنا زائدة. والمراد بها التأكيد. الزائد لا ينسى في القرآن ليس القرآن زائد لا معنى له. يعني الزيادة في المبنى زيادة في المعنى. وليس هناك حرف بالقرآن لا معنى له. يقول هو زائد لكن له له معنى. فلو قال ليس مثلي شيء صحا. لكن زاد الكاف هنا وهي زيادة في تأكيد النفي زيادة في تأكيد النفي ولذا يقول اهل اللغة ان المنزلة تكرار الجملة الكاف ولا المنزلة تكرار الجملة بمعنى ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء مثال في سورة القيامة قوله تعالى لا اقسم بيوم القيامة الا هنا زائدة اقسم يوم القيامة اقسم بيوم القيامة اقسم يوم القيامة هذا يعني اقسم يوم القيامة والنفس اللوامة اقسم الله في القيامة واقسم النفس اللوامة. فادخلنا وهو حرف زائد باء تأكيد القسم وانزال الله بهدى بمنزلة تكرار القسم بمعنى اقسم بيوم القيامة اقسم بيوم القيامة. اذا قوله هنا من غير تحريف ولا تعطيل بل اعتقد ان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا انت في عنه ما وصف به ولا احرف الكلم عن مواضعه ولا الحد في اسمائي واياته. فلا الف وهذا بقابل اي شيء يقابل الاثبات. لان النفي يقابله الاثبات. فالذي يثبت لا ينفي الذي يثبت الصفة فباثباته افاد انه لا ينفيها. فالشيخ اكد ما ابتدأه قال فلا انفي عن ربنا لا انفي عنه ما وصف به نفسه. فالله اعلم بنفسه وما يليق به وانا اقول بما قال الله عز وجل واصفه بما وصى به هو نفسه سبحانه وتعالى وهو اعلم بنفسه من خلقه واعلم الخلق بالله رسله واعلمه محمد صلى الله عليه وسلم. فلا انفي عنه ما وصى به نفسه. ولا في الكلمة عن مواضعه اي لا احمل اللفظ معنى غير المعنى الذي يدل عليه اللفظ لان الالفاظ هي قوالب المعاني وهي دلالات المعاني فلا احرض الكلم عن دلالته كما حرف المعطلة حرفوا صفة الكلام الى اللكم. يقال كلمه اذا اكلمه باصابع الحكمة اظافر الحكمة في اظافر الحكمة قالوا بمعنى كلامه وكلمه فحرفوا صفة الكلام الى الى اللكم والكلب وليس هو الكلام الذي يكون بحرق وصوت. وحرفوا الاستواء الى الاستيلاء. وحرفوا اليد الى الى النعمة والقدرة والاستطاعة بقدرة ولا الحقد في اسمائه والالحاد انواع تعطيل والحاد تحريف والحاد تمثيل هذا انواع الالحاد وكل من خالف المعنى الذي اراده الله فهو ملحد. ملحد في اسمائه. وذر الذين يلحدون في اسمائه. فمن الحاد من الالحاد ان يسمى المخلوق باسمه باسم الله. او ان يوصف المخلوق بشيء من صفات الله. ومن الالحاد ان ان تمثل وصفات الرب صفات خلقه. وان تجعل صفات الله كصفات الخلق. هذا من الالحاد. من الالحاد ان مال بالنصوص عن معانيها لان الالحاد اصله الميلان يقال الحد اذا مال هذا هو الالحاد سمي اللحد لحدا لان الحافر يميل به الى غير الجهة التي ابتدأ بها الحفر. واضح؟ فالالحاد والميل نصف الالفاظ عن معانيها التي دلت عليه. فيميل باللفظ عن مدلوله الى مدلول باطل. هذا هو الالحاد اذا كل محرف وممثل ومعطل كلهم داخله بمعنى الالحاد. ولا الحد في اسمائه واياته بل بل اقول بما قال الله واقول بما قال رسوله صلى الله عليه وسلم واخذ الالفاظ على ظواهرها التي تدل عليه قال ولا اكيف لا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف. والتكييف التكييف اشمل من التمثيل. يعني اوسع من التمثيل او قل ان شئت قلت اوسع وان شئت قلت اضيق لان كل ممثل كل مكيف تمثل وليس كل لكل مكيف ممثل لانك عندما عندما اه كل ممثل مكيف ولا وليس كل مكيف ممثل. لان التكييف هو ان يكيف الصفة على غير مثال. على غير مثال له في الواقع والتمثيل هو ان يمثلها بشيء في الواقع. التمثيل ان يكون على مثال والتكييف ان يكيفه على غير مثال. هذا معنى ذلك فالتكيف ان تكيف الصفات بكيف عندما يقول كيف هذا يكيفه ويجعله على صفة يتخيلها اما اذا كيفها على صفة لها واقع فانه يكون بذلك ممثل. قال هنا اذا ولا اكيف ولا امثل ولا امثل صفاته تعالى. ولا امثل صفاته تعالى بصفات خلقه. لانه تعالى لا سمي له. من جهة كمال صفاته ولا كفؤ له من جهة كمال صفاته ولا ند له من جهة توحده وتفرده بكبير صفات الجلال والجمال على وجه الكمال ولا يقاس بخلقه لا قياس تمثيل ولا قياس شمول. لان الاقيس تأتي معنا ثلاث انواع قياس وتمثيل وقياس شمول وقياس الاولى. اما قياس التمثيل والشمول فهو منفي عن الله عز وجل. واما قياس الاولى فقد قال به جماعة من اهل العلم. ولا يقاس بخلقه لا سمي له ليس هناك من يساميه. وليس هناك من يكافئه بتفرده بصفات الجلال والجمال على وجه الكمال قال فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره اعلم بنفسه من جهة ما وصى به نفسه واعلم بغيره سبحانه وتعالى فالله هو الذي وصف نفسه هو الذي سمى نفسه وهو واعلم بنفسه من خلقه فهو اعلم بخلقه من خلقه يعني اعلم بخلقه من خلقه بانفسهم. واصدق قيلا واحسن حديثا. اي ان كلامه الكلام وحديثه احسن الحديث فليس هناك قول اصدق من قول الله وليس هناك حديث احسن من حديث الله عز وجل. وقول لا سمي له من جهة الاسماء. ومن جهة المعاني. قد يكون هناك اشتراك في الاسماء فيسمى بعض خلقه بعض اسماء الله عز وجل لكن من جهة معاني تلك الاسماء الله لا سمي وان وقع الاشتراك في شيء من اصل ذلك المسمى لكنه من جهة الكمال فلا سمي له في ذلك الاسم وان كان هناك اسماء لا يسمى بها الا الله ولا هناك صفات لا يوصف بها الا الله ولا يجوز ان يوصى بها غيره. فلا احد يستحق من جهة الاسماء التي تدل على معاني ما يستحقه ربنا سبحانه وتعالى من جهة كمالها. وحقيقتها وجلالها وجمالها. ولا احد يكافئه سبحانه وتعالى ولا احد ولا رد له الا نظير له. والند بمعنى المثيل الا انه المثيل المعالج. المثيل الند والمثيل المعاند. فالله ليس له مثيل موافق ولا مثيل معاند سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك فنزه نفسه عما وصى به فنزل نفسه عما وصف به المخالفون من التكيف. نقف على هذا والله اعلم